الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألست الذي قربت قوماً فوُفِّقوا
…
ووفقتهم حتى أنابوا وأسلموا
وقلتَ استقيموا منةً وتكرماً
…
وأنت الذي قومتهم فتقوموا
لهم في الدجا أُنسٌ بذكرك دائماً
…
فهم في الليالي ساجدون وقُوّمُ
نظرتَ إليهم نظرة بتعطف
…
فعاشوا بها والخلق سَكْرى ونُوّمُ
لك الحمد عاملنا بما أنت أهله
…
وسامح وسلمنا فأنت المُسَلِّمُ
اللهم:
دلنا بك عليك، وارحم ذلنا بين يديك، واجعل رغبتنا فيما لديك، ولا تحرمنا بذنوبنا ولا تطرد بعيوبنا
…
) (1).
19 - وقال الشيخ ابن عطاء الله السَكَندري
(2) رحمه الله تعالى:
(1) المصدر السابق: 288 ـ 290.
(2)
أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله، تاج الدين أبو الفضل الإسكندراني الشاذلي. كان المتكلم على لسان الصوفية في زمانه، وكان يعظ الناس. توفي سنة 709 رحمه الله تعالى. انظر ((الدرر الكامنة)): 1/ 291 ـ 293.
(الحمد لله المنفرد بالخلق والتدبير، الواحد في الحكم والتقدير، الملك الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ليس له في ملكه وزير، الملك الذي لا يخرج عن ملكه كبير ولا صغير، المتقدس في كمال وصفه عن الشبيه والنظير
…
العليم الذي لا يخفى عليه ما في الضمير، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.
العالم الذي أحاط علمه بمبادئ الأمور ونهاياتها، السميع الذي لا فضل في سمعه بن جهر الأصوات وإخفائها، الرزَّاق وهو المنعم على الخليقة بإيصال أقواتها، القيوم وهو المتكفل بها في جميع حالاتها، الواهب وهو الذي مَنّ على النفوس بوجود حياتها، القدير وهو المعيد لها بعد وجود وفاتها، الحسيب وهو المجازي لها يوم قدومها عليه بحسناتها وسيئاتها، فسبحانه مِن إله مَنّ على العباد بالجود قبل الوجود، وقام لهم بأرزاقهم مع كلتا حالتيهم من إقرار وجحود
…
) (1).
وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:
(إلهي:
أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري.
(1)((التنوير)): 2.
إلهي:
أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي.
إلهي:
مني ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك.
إلهي:
ما أعطفك بي مع عظيم جهلي، وما أرحمك بي مع قبيح فعلي، وما أقربك مني وما أبعدني عنك.
إلهي:
حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة لم يتركا لذي مقال مقالاً، ولا لذي حال حالاً.
إلهي:
كيف يُستدل بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المُظهِرَ لك؟
متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟
ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟) (1).
(1)((الأدب في التراث الصوفي)): 114 ـ 115.