الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ربِّ أنت الغنيُّ وحدك والخّلْقُ
…
عيالٌ بهم إليك افتقارُ
لك وجهتُ يا إلهيَ وجهي
…
ولأنوار وجهك الإكبارُ (1)
39 - وقالت الدكتورة عاتكة الخزرجية:
يسبحك الخلق في كل آن
…
ويعنو لهيبتك القانتون
ويغدو على بابك الأقوياء
…
ويرجو مواساتك المتعبون
ويسألك الرحمة الأتقياء
…
ويأوي إلى ظلك المذنبون
وتُحنى الجباه لعزِّ الإله
…
ويخضع للأكبر الكابرون!
تباركت سُبِّحت ياذا الجلال
…
ويا من إليه غداّ ينسلون
(1) المصدر السابق: 58.
ويا مجريَ الفلك فوق البحار
…
ومن باطن الصخر ثج العيون
ويا مجري الشمس في أفقها
…
وكلّ على فلك يسبحون
تباركت كيف سلخت النهار
…
من الليل كيف مسخت القرون
وكيف بَرَيْتهم من رغام
…
وكلٌ إلى أجل سائرون
وسويت بينهُمُ بالحِمام
…
وروّضت فيهم جماح الحَرُون (1)
تباركت كيف قسمت الجُدود
…
وكيف يقال بها العاثرون (2)
وسعت بحلمك طيش الجهول
…
وغيّ الكفور ولؤم الخؤون
(1) الحَرُون: أي المعاند.
(2)
الجدود: الحظوظ.
ولم توصد الباب دون الجمود
…
ولا دون ما أمّل التائبون
حكمت فأسقطت في العالمين
…
وبالعدل فليحكم الحاكمون
فنارك يصلى بها الكافرون
…
وجنات عدن بها المؤمنون
تباركت يا ربّ هذا الوجود
…
ومن باسمه سبّح العالمون
ويا موقد النار من أخضر
…
ومعطي من الأرض ما يشتهون
ويا مخرج الحيّ من ميّت
…
ومن قال للشيء كن كي يكون
تباركت يا فاطر الكائنات
…
ومن هم إليه غداً ينسلون
فزعت لبابك أرجو حِمى
…
لضعفي فأنت حِماي المصون
عبادك يا ربّ ضلوا السبيل
…
وحار الدليل فما يهتدون
تشامخ في أرضك الأدنياء
…
فأيّانا عن غيّهم ينتهون
وجارت بأحكامها الأقوياء
…
فسيم الضعيف عذاباً وهون
ولم يُعط من مالك الأغنياء
…
وراحوا على شحهم يحرصون
ولم يبق في الناس معنى الحياء
…
فأمسوا بآثامهم يفخرون
وضجّت مواخيرهم بالحياة
…
وباتت محاريبهم في سكون .. !
عبادك يا ربّ ضلوا السبيل
…
فأين الدليل؟ عسى يهتدون
أخاف عليهم وأرجو لهم
…
فغفراً لهم إنهم لا يعون .. !
وأنت الغفور الودود العليم
…
بما قد يُسرون أو يُعلنون
وأنت اللطيف الرؤوف الرحيم
…
وأنت الرفيق الشفيق الحنون (1)
(1) مجلة ((المعرفة)): 58 ـ 60، السنة 4، العدد 38، سنة 1965.