المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 - قال أبو حيان التوحيدي - تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء

[محمد بن موسى الشريف]

فهرس الكتاب

- ‌مقَدّمَة

- ‌أهمية هذا البحث

- ‌أولاً: إحياء معاني المناجاة والثناء والتسبيح

- ‌ثانياً: جمع نصوص مختارة من الثناء والحمد والمناجاة والتسبيح

- ‌ثالثاً: التنبيه على أهمية مصاحبة الثناء والتسبيح للدعاء

- ‌النهج الذي سلكته

- ‌أولاً: في المصادر المستقى منها مادة الكتاب:

- ‌ثانياً: التهذيب للمادة المختارة:

- ‌ثالثاً: الاكتفاء بإيراد الثناء والتسبيح والحمد والمناجاة دون الدعاء:

- ‌رابعاً: النهج العلمي الأكاديمي:

- ‌تمهيد

- ‌أـ أدلة من القرآن العظيم:

- ‌ب ـ أدلة من السنة المطهرة:

- ‌جـ ـ الثناء على الله تعالى في الدعاء طريقة الأنبياء:

- ‌د ـ الثناء على الله تبارك وتعالى قبل الدعاء طريقة الملائكة الأطهار:

- ‌هـ ـ الثناء على الله تبارك وتعالى قبل الدعاء طريقة الصالحين:

- ‌وـ كلام بعض العلماء في تقرير فائدة الثناء والحمد والتسبيح وخلط الدعاء به:

- ‌قال ابن القيم

- ‌وقال الإمام النووي

- ‌أولاًتمجيد وثناء وتسبيح من القرآن العظيم

- ‌ثانياًتمجيد وتسبيح وثناء من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ثالثاًمن تسبيحات الصحابة رضي الله تعالى عنهم والتابعين وثنائهم

- ‌1 - قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:

- ‌2 - وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:

- ‌3 - وقال ابن مسعود رضي الله عنه:

- ‌4 - وقال أحد الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌5 - وقال أحد الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌6 - وقال أحد الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌7 - وقال أحد الصحابة رضي الله عنهم جميعاً:

- ‌8 - قال علي بن الحسين

- ‌9 - وقال الحسن البصري

- ‌رابعاًمن تسبيحات السلف وثنائهم

- ‌1 - قال جعفر الصادق

- ‌2 - وقال سليمان بن طَرْخان

- ‌3 - وقال عمر بن ذر

- ‌4 - وقال أحد السلف:

- ‌5 - ودعا إبراهيم بن أدهم

- ‌6 - وقال أحد السلف:

- ‌7 - وقال مسمع بن عاصم

- ‌8 - وقال الإمام الليث

- ‌9 - قال أبو نواس

- ‌10 - قالت شعوانة

- ‌11 - وقالت ريحانة

- ‌12 - وقالت امرأة من العابدات:

- ‌13 - وقال معروف الكَرْخي

- ‌14 - وقال الشافعي الإمام رحمه الله تعالى:

- ‌15 - وقال أبو العتاهية

- ‌17 - وقال يحيى بن معاذ الرازي

- ‌18 - وقال الإمام الطبري

- ‌19 - وقال الإمام ابن خزيمة

- ‌20 - وقال الإمام الخطابي

- ‌خامساًمن تسبيحات المتأخرين وثنائهم

- ‌1 - قال أبو حيان التوحيدي

- ‌2 - وقال أبو نعيم الأصبهاني

- ‌3 - قال هلال بن المُحَسِّن الصابئ

- ‌4 - وقال الإمام البيهقي

- ‌5 - وقال الخطيب البغدادي

- ‌6 - وقال شَيْذَلَة

- ‌7 - قال الشيخ عبد القادر الجيلاني

- ‌8 - وقال أبو القاسم السُهَيْلي

- ‌9 - وقال الشيخ عبد الحق الإشبيلي

- ‌10 - قال ابن الفَرَس

- ‌11 - وقال ياقوت الحموي

- ‌12 - وقال الإمام المنذري

- ‌13 - وقال أبو الحسن الشاذِلي

- ‌14 - وقال أبو شامة

- ‌15 - وقال الإمام القرطبي

- ‌16 - وقال الإمام النووي

- ‌17 - وقال حازم القرطاجني

- ‌18 - قال الشيخ عبد العزيز الدِّيرِيني

- ‌19 - وقال الشيخ ابن عطاء الله السَكَندري

- ‌20 - وقال الإمام ابن القيم

- ‌21 - وقال الإمام ابن كثير

- ‌22 - وقال لسان ابن الخطيب

- ‌23 - قال ابن رجب

- ‌24 - وقال عبد الرحيم البرعي

- ‌25 - وقال محمد بن إبراهيم بن الوزير

- ‌26 - وقال ابن عاصم الغرناطي

- ‌27 - وقال الضمدي

- ‌28 - وقال أبو السعود الجارحي

- ‌29 - وقال أبو الحسن البكري

- ‌30 - وقال الشيخ أبو بكر بن سالم باعلوي

- ‌31 - وقال السيد محمد البكري

- ‌32 - وقال زين العابدين البكري

- ‌33 - وقال محمد بن عبد الله بن يحيى شرف الدين

- ‌34 - وقال الأمير الصنعاني

- ‌35 - وقال السيد الحداد

- ‌36 - وقال الإمام الشوكاني

- ‌37 - وقال الشيخ أحمد بن إدريس السنوسي

- ‌38 - وقال الأستاذ محمد بهجة الأثري

- ‌39 - وقالت الدكتورة عاتكة الخزرجية:

- ‌سادساًتسبيح بعض الصالحين لم تذكر أسماؤهم

- ‌1 - قال بعض الصالحين:

- ‌2 - وقال بعض السلف الصالحين:

- ‌3 - وقال أحد الصالحين:

- ‌4 - وقال بعض الصالحين:

- ‌5 - وقال بعض الصالحين:

- ‌6 - وقال بعض الصالحين:

- ‌7 - وقال بعض الصالحين:

- ‌8 - وقال بعض الصالحين رحمه الله تعالى:

- ‌9 - وقال بعض الصالحين رحمه الله تعالى:

- ‌10 - وقال بعض الصالحين:

- ‌11 - وقال بعض الصالحين:

- ‌خاتمة

- ‌فهرست المصادر والمراجع

الفصل: ‌1 - قال أبو حيان التوحيدي

‌خامساً

من تسبيحات المتأخرين وثنائهم

‌1 - قال أبو حيان التوحيدي

(1) رحمه الله تعالى:

(اللهم:

إنك الحق المبين، والإله المعبود، والكريم المنان، والمحسن المتفضل، بك أحيا، وبك أموت، وإليك أصير، وإياك أؤمّل) (2).

وقال:

(اللهم:

(1) علي بن محمد بن العباس، أبو حيان التوحيدي. شيرازي وقيل نيسابوري. اختلف الناس فيه اختلافاً بيناً، فمن قائل إنه زنديق، ومن موثق. طلبه الوزير المُهَلبي ليقتله فهرب منه ومات في الاستتار. كان متأدباً، متصوفاً، متفنناً في علوم كثيرة، واسع الدراية والرواية. توفي سنة 414 رحمه الله تعالى. انظر ((الوافي بالوفيات)): 22/ 39 ـ 41، و ((سير أعلام النبلاء)): 17/ 119 ـ 123.

(2)

((البصائر والذخائر)): 2/ 5.

ص: 101

أنت الحي القيوم، والأول الدائم، والإله القديم، والبارئ المصور، والخالق المقدس، والجبار الرفيع، والقهار المنيع، والملَك الصَفوح، والوهاب المَنوح، والرحمن الرؤوف، والحنّان العَطوف، والمنان اللطيف، مالك الذوائب (1). والنواصي، وحافظ الدواني والقواصي، ومصرِّف الطوائع والعواصي.

إلهي: وأنت الظاهر الذي لا يجحدك جاحد إلا زايلته الطمأنينة، وأسلمه اليأس، وأوحشه القنوط، ورحلت عنه العصمة فتردد بين رجاء قد نأى عنه التوفيق، وبين أمل قد حفت به الخيبة، وطمع يحوم على أرجاء التكذيب

، لا يُرى إلا موهون المُنَّة (2)، مفسوخَ القوة، مسلوبَ العُدّة

عقله عقل طائر، ولُبّه لب حائر، وحكمه حكمُ جائر

إن سمع زيّف، وإن قال حَرّف، وإن قضى خَرّف

إلهي: أنت الباطن الذي لا يرومك رائم (3)، ولا يحوم حول حقيقتك حائم إلا غشيه من نور إلهيتك، وعزٍّ سلطانك، وعجيب

(1) الذوائب: الشعر المضفور في الرأس. انظر ((لسان العرب)): ذ أب.

(2)

أي ضعيف القوة.

(3)

أي لا يطلبك طالب.

ص: 102

قدرتك، وباهر برهانك، وغرائب غيوبك، وخفيِّ شأنك، ومَخُوف سطوتك، ومرجوِّ إحسانك ما يرده خاسئاً حسيراً، ويزحزحه عن الغاية خجلاً مبهوراً

إلهي: فعلك يدل عليك الأسماع والأبصار، وحكمتك تعجب منك الألباب والأفكار، لك السلطان والمملكة، وبيدك النجاة والهَلَكة، وإليك إلهي المفرّ، ومعك المَقَرّ

) (1).

وقال:

(اللهم: عيك أتوكل، وبك أستعين، وفيك أُوالي، وإليك أنتسب، ومنك أَفْرق، ومعك أستأنس، ولك أُمَجِّد، وإياك أسأل

) (2).

وقال:

(اللهم: إنك بدأت بالصُنع (3) وأنت أهله، فأنعم بالتوفيق فإنك أهله.

اللهم:

(1)((البصائر والذخائر)): 3/ 5 ـ 6.

(2)

المصدر السابق: 4/ 5.

(3)

أي النعمة.

ص: 103

إنا نتضاءل عن مشاهدة عظمتك، ونُدِلُّ عليك عند تواترِ برِّك، ونذل لك عند ظهور آياتك، ونلح عليك عند علمنا بجودك

ونتوسل إليك بتوحيد لا ينتمي إليه خَلق، ولا يفارقه حق) (1).

وقال أيضاً:

(اللهم: إني أبرأ إليك من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكيل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك ، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك، وأسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي، والشكر على نعمتك شعاري ودثاري (2)، والنظرَ في ملكوتك دأبي ودَيْدَني، والانقياد لك شأني وشغلي، والخوف منك أمني وإيماني، واللياذ بذكرك بهجتي وسروري.

اللهم: تتابع بِرك، واتصل خيرك، وعظم رِفدك (3)، وتناهى

(1)((البصائر)): 5/ 7.

(2)

الشعار مالا مس الجسد، والدثار مالبس فوق الشعار من الثياب، والمقصود أن شكر النعم ديدنه ومُلابسٌ له ومخالط

(3)

أي عطاؤك.

ص: 104

إحسانك، وصدق وعدك، وبَرّ قسمك، وعمَّت فواضلك، وتمَّت نوافلك، ولم تسبق حاجة إلا قد قضيتها وتكفلت بقضائها، فاختم ذلك كله بالرضا والمغفرة، إنك أهل ذلك، والقادر عليه

) (1).

وقال:

(اللهم: إنك بك نعز كما أنا بغيرك نذل، وإياك نرجو كما أنا من غيرك نيأس، وإليك نفوض كما أنا عن غيرك نُعرض، أذنت لنا في دعائك، وأدنيتنا إلى فِنائك، وهيأتنا لعطائك

وعممتنا بآلائك، وغمستنا في نعمائك

، ولا طفتنا بظاهر قولك، وتوليتنا بباطن فعلك

) (2).

وقال:

(اللهم: إن الرغبات بك منوطة (3)

والحاجات ببابك مرفوعة

والأخبار بجودك شائعة، والآمال نحوك نازعة

(4)، والثناء عليك متصل، ووصفك بالكرم معروف، والخلائق إلى لطفك

(1)((البصائر)): 5/ 8.

(2)

((شرح نهج البلاغة)): 3/ 751.

(3)

أي معلقة.

(4)

أي متجهة.

ص: 105

محتاجة، والرجاء فيك قوي، والظنون بك جميلة، والأعناق لعزك خاضعة، والنفوس إلى مواصلتك مشتاقة

لأنك الإله العظيم، والرب الرحيم، والجواد الكريم، والسميع العليم، تملك العالم كله، وما بعده، وما قبله، ولك فيه تصاريف القدرة، وخَفِيّات الحكمة، ونوافذ الإرادة (1)، ولك فيه ما لا ندريه مما تخفيه ولا تبديه.

جللت عن الإجلال، وعظمت عن التعظيم، وقد أزف ورودنا إليك، ووقوفنا بين يديك، وظننّا ما قد علمتَ ورجاؤنا ما قد عرفت، فكن عند ظننا بك، وحقق رجاءنا فيك، فما خالفناك جرأة عليك، ولا عصيناك تََقَحُّماً في سخطك، ولا اتبعنا هوانا استهزاء بأمرك ونهيك، ولكن غلبت علينا جواذب الطينية التي عجنتنا بها، وبذور الفطرة التي أنبتّنا منها، فاسترخت قيودنا عن ضبط أنفسنا، وغربت ألبابنا (2) عن تحصيل حظوظنا (3)، ولسنا ندّعي حجة ولكن نسألك رأفة، فبسترك السابغ الذيّال، وفضلك الذي يستوعب كل مقال إلا تمّمت ما سلف منك إلينا (4)، وعطفت بجودك الفيّاض علينا

وأقررت عيوننا،

(1) أي الإرادة الماضية النافذة.

(2)

أي غابت عقولنا.

(3)

أي الأخروية.

(4)

أي من الفضل.

ص: 106

وحققت آمالنا، إنك أهل ذلك، وأنت على كل شيء قدير) (1).

وقال:

(اللهم: لك أذل، وبك أعِز، وإليك أشتاق، ومنك أفْرق (2)، وتوحيدك أعتقد، وعليك أعتمد، ورضاك أبتغي، وسُخطَك أخاف، ونقمتَك أستشعر

وعفَوك أرجو، وفيك أتحير، ومعك أطمئن، وإياك أعبد، وإياك أستعين، لا رغبة إلا ما ِنِيط (3) بك، ولا عمل إلا ما زكِّي لوجهك، ولا طاعة إلا ما قابله ثوابك، ولا سالم إلا ما أحاط به لطفك، ولا هالك إلا من قعد عنه توفيقك، ولا مقبول إلا من سبقت له الحسنى منك.

إلهي: من عرفك قاربك، ومن نكرك حُرم نصيبه منك، ومن أثبتك سكن معك، ومن نفاك قَلِق إليك، ومن عبدك أخلص لك

ومَن عظّمك ذهل فؤاده عند جلالك، ومن وثق بك ألقى مقاليده إليك.

إلهي:

(1) المصدر السابق: 3/ 752؟

(2)

أي: أخاف.

(3)

أي عُلِّق.

ص: 107

ظهرت بالقدرة فوجب الاعتراف بك، وبَطَنْتَ بالحكمة فوجب التسليم لك، وبدأت بالإحسان فسارت الآمال إليك، وكنت أهلاً للتمام فوقفت الأطماع عليك، وبحثت العقول عنك فنكصت على أعقابها بالحيرة فيك، وذلك أن سرك لا يرام حَوْزه (1)

وفعلك لا يُجحد تأثيره، لك الأمارة والعلامة، وبك السلامة والاستقامة، وإليك الشوق والحنين، وفيك الشك واليقين) (2).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

اللهم: إنا نفتتح كلامَنا بذكرك ودعائك استعطافاً لك؛ ليكون نصيبنا منك بحسَب تفضلك لا بحسب استحقاقنا، ونختم ـ أيضاً ـ كلامنا بما بدأنا به رغبة في رحمتك لنا وتجاوزك عنا ورفقك بنا

) (3).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم:

(1) أي لا تدرك معرفته وتحصيله.

(2)

((البصائر والذخائر)): 8/ 5 ـ 6.

(3)

((الإشارات الإلهية)): 180.

ص: 108

إنا نسألُك لا عن ثقةٍ ببياضِ وجوهنا عندك، وحُسنِ أفعالنا معك، وسوالف إحساننا قِبَلَك، ولكن عن ثقة بكرمك الفائض، وطمع في رحمتك الواسعة، نعم وعن توحيد لا يشوبُهُ إشراك، ومعرفةٍ لا يخالطها إنكار.

يا مُسبلَ الأستار، ويا واهبَ الأعمار، ويا منشئ الأخبار، ويا مولجَ الليل في النهار) (1).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم:

إنا عليك نُقبل، وإياك نسأل، وإليك نسترسل، وبك نتوسَّل، ورضاكَ نبغي، ورحمتَك نرجو، وعَفْوك نُؤمِّل) (2).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(إلهنا:

إياك نمجدُ ونُسبِّح لأنا عبيدك، بك نقوم وإليك ننتسِب، وبأياديك نعترف، وبفضلك نعيش) (3).

وقال ـ أيضاً رحمه الله تعالى:

(1) المصدر السابق: 1.

(2)

المصدر السابق: 20.

(3)

المصدر السابق: 32.

ص: 109

(يا أعزَّ مَن دُعي، وأكرمَ من أجاب، يا أولُ يا آخر، يا باطنُ يا ظاهر، يا غائبُ يا حاضر، يا جابرُ يا كاسر، يا شاكر يا عاذِر يا هادي يا ناصر، يا قوي يا قادر)(1).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(أنت المُطَّلع على خَبء الضمير، والمحيط بكلِّ مستور، والمصافي كل من صافاك، والموالي كل من والاك

وأنت الموجود في كل زمان، والصاحبُ لكل إنسان، لا تخفى عنك ذرةٌ، ولا تفوتك خَطْرة؛ تَجْزي بالحسنة أضعافها، وتمحو السيئة عن أصحابها؛ لك الآلاء الخفية، والأيادي الجليلة (2)، والآثار المكشوفة، والأخبار المعروفة) (3).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(إلهنا: لا جمالَ إلا لوجهك، ولا إتقانَ إلى لفعلك، ولا نفاذ إلا لحُكمك، ولا بهجة إلا لعالَمك، ولا نور إلا ما سطع من لَدُنك، ولا صواب إلا في قضائك، ولا حلاوة إلا في كلامك، ولا قوام إلا بتأييدك، ولا تمام إلا بترتيبك، ولا صلاح إلا بتهذيبك، ولا

(1) المصدر السابق: 57.

(2)

الأيادي: النعم.

(3)

المصدر السابق: 78.

ص: 110

مَضاء إلا بتسبيبك (1)، ولا سكون إلا في فنائك، ولا هناءة إلا في عطائك، ولا حكمة إلا في أنبائك، ولا أنسَ إلا مع أوليائك، ولا نشرَ إلا لآلائك، ولا بصيرة إلا بإلهامك، ولا سكينة إلا بإلمامك، ولا حجة إلا في أحكامك، ولا تدبير إلا بين نَقْضك وإبرامك، ولا وصفَ إلا لك، ولا وَجْد إلا بك، ولا توكل إلا عليك، ولا رحمة إلا منك، ولا تهالُك إلا عليك، ولا خير إلا عنك، ولا شرفَ إلا بتشريفك، ولا استبانة إلا بتعريفك، ولا اهتداء إلا بتوقيفك (2)، ولا إجابة إلا بتلطيفك، ولا رُشد إلا في تكليفك) (3).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم: إياك نقصد بآمالنا، وعليك نُثني بصنوف أقوالنا، ورضوانك نبتغي بأعمالنا، وإليك نرجعُ في اختلاف أحوالنا، وعليك نُلِحُّ في طلبنا وسؤالنا، لأنك لكل راجٍ ملاذٌ، ولكل خائف معاذ، ندعوك دعاء المضطرين، ونتعرض لك تعرّض المُعْتَرّين (4)) (5).

(1) أي لا مضاء للأمور بدون إرادتك، ومعنى مضاء: نفاذ.

(2)

أي بتعريفك.

(3)

المصدر السابق: 102.

(4)

قالت المحققة: المعترون: الفقراء أو المتعرضون للمعروف من غير أن يسألوا.

(5)

المصدر السابق: 130.

ص: 111

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم: إنا لا نصلح بوجه حتى تصلحنا، ولا ننجو حتى تنجينا، ولا ننال ما نتمناه إلا بعد أن تُقَرِّبه إلينا، وتهيئه لنا وتؤهلنا، فافعل ذلك، اللهم، فإنه لا يكبُر عليك شيء، ولا يضل عنك شيء، ومهما كان منك فلا يكونن المقت والإعراض، فإن ذلك شقاء الأبد وشماتة الأعداء

اللهم: هذه أشعارنا وأبشارنا (1) تبيت معترفة بأنك إلهنا وخالقنا، وكافلنا ورازقنا، ووَليُّنا وهادينا، وناصِرُنا وكافينا، ليس لنا ربٌ سواك، ولا إله غيرك

) (2).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(إلهنا: نحن عبيدك، متصرفون على إرادتك، مُتقلِّبون بين مشيئتك وحكمك، مترددون بين قدرتك وحكمتك، آملون روادفَ عَطْفِك ورحمتك، معترفون بسوابغ إحسانك ونعمتك، خائفون من

(1) قالت المحققة: الأشعار: جمع شعر، والأبشار: الجلود.

(2)

المصدر السابق: 197 ـ 198.

ص: 112

عواقب سطوتك ونقمتك

إلهي:

كلُّ ما أقوله فأنت فوقه، وكلُّ ما أُضمِرُه فأنت أعلى منه، فالقولُ لا يأتي على حقك في نعمتك، والضمير لا يحيط بكُنْهك، وكيف نقدر على شيء من ذلك، وقد ملكتنا في الأول حين خلقتنا، وقدرت علينا في الثاني حين صرفتنا؟ فالقول وإن كان فيك فهو منك، والخاطر وإن كان من أجلك فهو لك، من الجهل أن أصفك بغير ما وصفتَ به نفسك، ومن سُوء الأدب أن أعرِّفَك بغير ما عرَّفَتني به حقيقتُك، ومن الجُرأة أن أعترض على حُكمك وإن ساءني، ومن الخِذْلان أن أظُنَّ أن تدبيري لنفسي أصلحُ من تدبيرك، كيف يكونُ الظنُّ صواباً والعجز مني ظاهرٌ والقدرة منك شائعة؟ هيهات: أسلمتُ لك وجهي سائلاً رِفْدَك (1)، وأضرعت لك خدي طالباً فضل ما عندك، وهجرتُ كل من ثناني إلى غيركُ (2)، وكذَّبتُ كل من أيأسني من خيرك، وعاديت فيك كلَّ من أشار إلى سواك

اللهم: إنا إن ذكرناك فبتوفيقك، وإن وصفناك فبتأييدك، وإن لَهيِنا

(1) أي عطاءك.

(2)

أي هجرت كل من حاول أن يصرفني عن طاعتك.

ص: 113

عن بعض ذلك فلنفوذ حكمك فينا وأمرك) (1).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم: إنه لا غَني إلا من أغنيته، ولا مكْفِي إلا من كَفيته، ولا محفوظ إلا مَن حفظته، فأغننا واكفِنا واحفظنا، وإذا أردت بقومٍ سوءاً فميزنا عنهم، يا أرحم الراحمين.

إلهنا: الرغباتُ بك موصولة، والآمال عليك مقصورة، والخدود لقدرتك ضارعة، والوجوه لوجهك عانية، والأرواح إليك مَشوقة، والنفوس إلى كهف غيبك مَسوقة، والأماني بك مَنُوطة (2)، والأيدي نحوك مبسوطة، والهمم إلى طلب مرضاتك مرفوعة، وآلاؤك عند جميع الخلق مشهودة ومسموعة، فآتِنا اللهم من لَدُنك ما لاق بكرمك، وانف عنّا ما قد نفانا عن بابك، واشرح صدورنا للثقة بك، ووفقنا لما يُبيِّض وجوهًنا عندك، ويُطيل ألستننا في تحميدك وتمجيدك، يا نعم المولى ونعم النصير) (3).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(1) المصدر السابق: 208 ـ 210.

(2)

أي مُعلقة.

(3)

المصدر السابق: 257.

ص: 114

(إلهنا: جهلوك فخالفوك، ونكروك فجحدوك، ولو فطنوا لما فاتهم منك لأحبوك، ولو أحبوك لعَبَدوك، ولو عبدوك لعرفوك، ولو عرفوك لكنت لهم فوق الأم الرؤوم (1) والأب الرحيم، يا ذا الجلال والإكرام) (2).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(طُوبى لمن سبقت له منك الحسنى فصار بين أهل السموات والأرض من أولي الاغتباط

إلهنا: سوابقُ مِنَنِك تدعو إلى الاعتراف بفضلك، وسوابغ نِعَمك تبعثُ على العبادة لك، وروادفُ بِرِّك تستنفدُ قُوى الشاكرين على ذلك، وسوالفُ لطفك تأتي على آخر ما يقدرُ عليه الوالهُ المتهالك، بدعائك أجبناك، وبإرادتك أردناك، وبصنعك عَرَفناك، وبإذنك وَصَفْناك، ومن أجل ما عهدنا منك اشتقناك، وبجهالتنا عَصَيْناك، وبفرطِ دالتنا قصدناك، وبسوء آدابنا جَفَوْناك، وبحسن توفيقك استعطفناك، ولولا جودُك ما سألناك

(1) أي العطوف.

(2)

المصدر السابق: 355.

ص: 115

وآلاؤك أظهرُ من أن تُنكر: قدرةٌ محفوفةٌ بالحكمة، وحكمة مكفوفةٌ بالقدرة، ونعمةُ محوطةٌ بالرحمة، ورحمةٌ منوطةٌ بالنعمة، فكلُّ شيء منك لا ئقٌ بالربوبية، وكلُّ شيءٍ لك سائق إلى العبودية، عززتَ موجوداً، وكرمت معبوداً، وحضرت مشهوداً، وسُئلت مقصوداً) (1).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(إلهنا: لك عَنَتِ الوجوه، ولقدرتِك ذلَّتِ الصّعاب، ولفضلك توجهَّت الرٍّغاب، وعلى بابكَ أُنِيخَتِ الرِّكاب، وفي فنائك طُرِحَت الرِحال، وبك نِيط (2) الرجاء، وإليك توجهت السرائر، وبمناجاتك تلذذت الضمائر) (3).

وقال ـ أيضاَ ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم: إنا أليك نَفْزع، وبابَك نَقرع، ولقدرتك نخضع، ومن عقابك نخشع، وبفضلك نَرْوى ونشبع، وفي رياضك نلهو ونرتع)(4).

(1) المصدر السابق: 372 ـ 373.

(2)

أي عُلق.

(3)

المصدر السابق: 409 ـ 410.

(4)

المصدر السابق: 416.

ص: 116

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم: وإن كانت بلوانا منك، فإن شكوانا أيضاً إليك، فبعزَّتك إلا أخذت بأيدينا، وبَعَثْتَ رأفتك وحنانك إلينا، وكنتَ لنا عند اليأسِ الغالب علينا، ولا تِكلنا في كلِّ حال وعلى كلِّ وجه إلى غيرِك، فإن الظنَّ بك وإن طردتنا أحسنُ من الظنِّ بغيرِكَ وإن قَبِلنا، والرجاء فيك وإن حرمتنا أقوى من الرجاء في سواك وإن أعطانا.

إليك نفزع، وبك نُلوذُ، وإياك نعْبُد، وعليك نتوكَّل، وبأسمائك الحُسنى نلْهَج، وبصفاتك المحمودة نبهج، وبابك نقرع، وجنَابَك نرعى، وبِذكرك نتلذَّذ وإليك نسعى، يا ذا الجلال والإكرام) (1).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(اللهم: إن حاجتنا إليك شديدة، وأيدينا إلى جودك ممدودة، وضمائرنا على توحيدك معقودة

) (2).

وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله تعالى:

(1) المصدر السابق: 419.

(2)

المصدر السابق: 451.

ص: 117