المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الآيتان (1، 2) - تفسير العثيمين: السجدة

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌الآيتان (1، 2)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الآية (3)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَّةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الآية (4)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ:

- ‌الآية (5)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (6)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الآيات (7 - 9)

- ‌يُسْتَفاد من قَوْلهِ تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}:

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌يُسْتَفاد من قَوْلهِ تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}:

- ‌‌‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَّةُ:

- ‌يُسْتَفاد من قَوْلهِ تعالى: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ…} إلى آخره:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الآية (10)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (11)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (12)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (13)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ:

- ‌الآية (14)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (15)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ:

- ‌الآية (16)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (17)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الآية (18)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الآية (19)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (20)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (21)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (22)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآية (23)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (24)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الآية (25)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (26)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الآية (27)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّابعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:

- ‌الآيتان (28، 29)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:

- ‌الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:

- ‌الآية (30)

- ‌الْفَائِدَةُ الأُولَى:

- ‌الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:

الفصل: ‌الآيتان (1، 2)

‌الآيتان (1، 2)

* قالَ الله عز وجل: {الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: 1 - 2].

* * *

قال رحمه الله: [{الم} الله أَعلَمُ بمُراده به].

وسبَقَ لنا أن العُلَماء رحمهم الله انقَسَموا في ذلك ثلاثةَ أَقْسام:

قِسْم ادَّعَى أن لهذه الحُروفِ مَعانِيَ، وأنها رُموز لتِلكَ المَعانِي، وهذا قَوْل لا دليلَ عليه، وهو ضَعيف، بل باطِل.

والقول الثاني: أن لها مَعانِيَ، لكن الله تعالى أَعلَمُ بها فتكون من المُتَشابِه الذي لا يَعلَمه إلَّا الله تعالى.

والقِسْم الثالِث: يَقولون: إنه ليس لها مَعانٍ أصلًا؛ لأن القرآن نزل باللِّسانِ العَرَبيِّ، واللِّسانُ العربيُّ لا يكون لهذه الحروفِ معانٍ أبدًا، وهذا قولُ مجُاهدٍ

(1)

، وهو الصَّحيحُ؛ أنَّه لا معانيَ له.

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: كيف تَجْزِمونَ بأنَّه لا معانيَ لها، والنَّفْيُ يحتاجُ إلى حُجَّةٍ؟

قُلْنَا: نجزم بذلك؛ لأنَّ القرآنَ نزل بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، واللِّسان العربيُّ ليس فيه

(1)

أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 209)، وانظر: تفسير ابن كثير (1/ 70).

ص: 9

هذه الحروفُ الهجائيَّة، وهذه الحروفُ في اللِّسان العربيِّ معناها أنَّها حروفٌ يكون منها الكلامُ فقط، ولكنْ ذكروا أنَّ هذه الحروفَ الهجائيَّةَ لها مَغزًى؛ وهو إظهارُ عَجْزِ هؤلاء المُكذِّبينَ بأنَّ هذا القُرآنَ من هذه الحروفِ التي تكوِّنونَ منها كلامَكم، ومع ذلك فقد أعجزكم، فهو لم يأْتِ بشيءٍ بديلٍ، إنَّما أتى بالحروف التي تُرَكِّبونَ كلامَكم منها؛ قالوا: ويدلُّ لذلك أنَّكَ لا تكاد ترى سورةً ابتُدِئَتْ بهذه إلا ويليها ذكْرُ القرآنِ.

قال تعالى: {الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} أي: القرآنِ، المرادُ بالكتابِ القرآنُ، وهو فِعالٌ بمعنى مفعولٍ؛ أي: مَكْتوب؛ وسُمِّيَ كتابًا؛ لأنَّه كُتِبَ في اللَّوْح المَحْفوظِ، وفي الصُّحُفِ التي بأيدي الملائِكَة، وفي الصُّحُفِ التي بِأَيْدينا؛ ولهذا سُمِّي كتابًا.

وقال رحمه الله: [مبتدأٌ] أي {تَنْزِيلُ} ؛ لأنَّ الكتابَ مضافٌ إليه.

وقوله رحمه الله: [{لَا رَيْبَ} شكَّ {فِيهِ} خبرٌ أوَّلُ]{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ} يعني: أنَّ تنزيلَ الكتابِ مؤكَّدٌ ليس فيه رَيْبٌ، وهل النَّفيُ هنا على بابِهِ، أو هو نَفْيٌ بمعنى النَّهْيِ؛ أي: لا تَرْتابوا فيه؟

الجوابُ: فيه قولانِ: فمِنَ العُلماءِ من يقولُ: إنَّ النَّفْيَ هنا بِمَعْنى النَّهْيِ؛ فمعنى {لَا رَيْبَ فِيهِ} أي: لا تَرْتَابوا فيه، وبعضُ أَهْلِ العِلْمِ يقولُ: إنَّ المرادَ بالنَّفْيِ حقيقَتُه، والمعنى: أنَّ هذا الكتابَ ليس فيه رَيْبٌ، وإذا لم يكنْ فيه رَيْبٌ لَزِمَ مِن ذلك النَّهْيُ عَنِ الرَّيْبِ؛ لأنَّه إذا انتفى الرَّيْبُ في القرآنِ فلا يَحِلُّ لنا أنْ نَرْتَابَ فيه.

وهذا القَوْلُ أَبْلَغُ: أن يكونَ بالنَّفْيِ ليس فيه رَيْبٌ، سواءٌ ارْتابَ فيه مَنِ ارْتابَ أمْ لم يَرْتَبْ، فهو حقيقةٌ لا رَيْبَ فيه.

ص: 10

والرَّيْبُ يقول المُفَسِّر رحمه الله: إنَّه الشَّكُّ؛ ولكنْ ذهب بعضُ أَهْلِ العِلْمِ إلى أنَّه لا يوجدُ كلمتانِ مترادِفَتانِ في المعاني، بل لا بدَّ أن يكون هناك فارِقٌ، وقالوا: إنَّ الرَّيْبَ شَكٌّ مع قَلَقٍ ورِيبَةٍ؛ وليس مُطْلقَ شكٍّ، بل هو شكٌّ خاصٌّ، وهو الذي يكون فيه القَلَقُ والإرتيابُ، وكونُ النَّفْسِ يكون معها انشغالٌ بخلافِ الشكِّ المجرَّدِ.

وقوله رحمه الله: [{مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} خبرٌ ثانٍ] والمعنى: تنزيلُ الكتابِ مؤكَّدٌ لا رَيْبَ فيه، تنزيلُ الكتابِ من ربِّ العالمينَ.

وعلى هذا فيكون الخبرُ الأَوَّلُ جملةً؛ فالخبرُ الأوَّلُ {لَا رَيْبَ فِيهِ} جملةٌ؛ لأنَّ {لَا} نافِيَة للجِنْس و {رَيْبَ} اسْمُها و {فِيهِ} خبرٌ، وهو جُملة، والخبرُ الثاني {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} شِبْه جملةٍ من جارٍّ ومجرورٍ.

وقوله تعالى: {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ربُّ العالمينَ الذي خَلَقَه ومَلَكَه ومَلَكَ التَّصَرُّفَ فيه؛ والرُّبوبيَّةُ تشملُ ثلاثةَ أشياءَ: الخَلْق، والمِلْك، والتَّدبير.

وقوله عز وجل: {الْعَالَمِينَ} المرادُ به ما سِوَى الله عز وجل، وسُمِّيَ ما سِوَى الله عالَمٌ؛ لأنهم عَلَمٌ على خالِقِهِم، وما من شيءٍ إلا فيه آيةٌ من آياتِ الله سبحانه وتعالى تَشْهَد له بالوحدانيَّة والقُدْرةِ والعِزَّةِ وغير ذلك.

وقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يعني أنَّ تنزيلَ الكتابِ من الله لا إشكالَ فيه، فليس قولَ محمدٍ ولا قولَ جبريلَ ولا قولَ أحدٍ من الخَلْق، بل هو مِنْ رَبِّ العالمين وَحْدَه.

ويجوز في الإِعْرابِ أن نجعل {لَا رَيْبَ فِيهِ} في مَوْضِع نصبٍ على الحالِ: ذلك الكتابُ خاليًا من الرَّيْبِ؛ من أين هو؟ الجوابُ: {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

ص: 11