الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة السابعة في ذكر الحروف التي كتب بعضها على خلاف بعض في المصحف وهي في الأصل واحدة
.
فأول ذلك «بسم الله» كتب بحذف «الألف» التي قبل «السين» . وكتب اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [العلق: 1] وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ [الأعلى: 1]، وبِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ [الحجرات: 11] ، ومنه اسْمُهُ بالألف. والأصل في ذلك كله واحد وهو أن يكتب بالألف، وإنما حذفت من «باسم الله» فقط لأنها ألف وصل ساقطة من اللفظ. كثيرا قد كثر استعمال الناس إياها في صدور الكتب وفواتح السور وعند كل أمر يبدأ به، فأمنوا أن يجهل القارئ معناها. وكتب «فيما» موصولا في كل القرآن إلا في «البقرة» فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [الآية: 234] ، وفيها [سورة البقرة] . فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ [الآية: 240] وفي «الأنعام» : فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً [الآية: 145] وفيها [سورة الأنعام] لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ [الآية: 165] وفي «الأنفال» فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [الآية: 68] وفي «الأنبياء» فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ [الآية: 102] وفي «النور» فِيما أَفَضْتُمْ [الآية: 14] وفي الشعراء في ما هاهنا آمنين وفي الروم في ما رزقناكم وفي «الزمر» فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [الآية: 3] وفيها [سورة الزمر] فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [الآية: 46] وفي الواقعة فِي ما لا تَعْلَمُونَ
[الآية: 61] . فذلكن اثنا عشر حرفا مقطوع «1» ، وما سوى ذلك موصول.
وكتب «ممّا» موصولا في كل القرآن إلا ثلاثة مواضع: في «النساء» فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ [الآية: 25]، وفي «الروم» مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ [الآية: 28] ، وفي «المنافقين» مِنْ ما رَزَقْناكُمْ [الآية: 10] . وكتب «أنما» موصولا في كل القرآن إلا في
(1) إن ما ذكره المؤلف عن عدد الحرف المقطوع في (في ما) مخالف للخط العثماني. فقد وردت «فيما» موصولة في الآية 234 من سورة البقرة، وفي الآية 68 من سورة الأنفال، مما يجعل عدد الحرف المقطوع عشرة. فاقتضى التنويه.
«الحج» وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ [الآية: 62]، وفي «لقمان» وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ [الآية: 30] ، وفيها [سورة الحج] وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ [الآية: 27] .
وكتب «إنما» موصولة في كل القرآن إلا في «الأنعام» إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ [الآية: 134] .
وكتب «لكي لا» مقطوعة في كل القرآن إلا ثلاثة مواضع: في «الحج» لِكَيْلا يَعْلَمَ [الآية:
5] ، وفي «الأحزاب» لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ [الآية: 50] ، وفي «الحديد» لِكَيْلا تَأْسَوْا [الآية: 23] . وكتب «بئس ما» مقطوعا حيث كان إلا ثلاثة مواضع: في «البقرة» بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ [الآية: 93]، وفيها [سورة البقرة] وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ [الآية: 102] ، وفي «الأعراف» بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي [الآية: 150] «1» . وكتب «أينما» مقطوعا في جميع القرآن إلا أربعة مواضع: في «البقرة» فَأَيْنَما تُوَلُّوا [الآية: 115]، وفي «النحل» أَيْنَما يُوَجِّهْهُ [الآية: 76] ، وفي «الشعراء» أَيْنَ ما كُنْتُمْ [الآية: 92] ، وفي «الأحزاب» أَيْنَ ما ثُقِفُوا [الآية: 61] .
وكتب «ألّا» موصولا في كل القرآن إلّا عشرة مواضع: في «الأعراف» أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ [الآية: 105]، وفيها [سورة الأعراف] أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ [الآية: 169] ، وفي «التوبة» أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ [الآية: 118] ، وفي «هود» أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ [الآية: 26] ، وفيها [سورة هود] وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ [الآية: 14] ، وفي «الحج» أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً [الآية: 26] ، وفي «يس» أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ [الآية:
60] ، وفي «الدخان» وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ [الآية: 19] وفي «الممتحنة» أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً [الآية: 12]، وفي القلم أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ [الآية: 24] ، واختلف في «يوسف» أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الآية: 40] . وما سواهن فهو «ألّا» مدغما بغير «نون» .
وكتب «إلّا» بإسقاط ال «نون» في كل القرآن من غير استثناء مثل: إِلَّا تَفْعَلُوهُ [الأنفال: 73] وإِلَّا تَغْفِرْ لِي [هود: 47] . وكتب «ألم» موصولا في كل القرآن إلا في «الأنعام» أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ [الآية: 131]، وفي «البلد» أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ [الآية: 7] .
وكتب في «هود» فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ [الآية: 14] موصولا مدغما، وفي «القصص» فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ [الآية: 50] مقطوعا. وكتب «أمّن» موصولا في كل القرآن إلا أربعة مواضع: في سورة «النساء» أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
وفي «التوبة» أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ وفي «الصافات» أَمْ مَنْ خَلَقْنا [الآية: 11] ، وفي «حم السجدة» أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً
(1) وجاء في سورة البقرة الآية 90: بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ.
[فصّلت: 40] چ وكتب «إمّا» و «أمّا» موزصولا إلا في «الرعد» وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ [الآية:
40] . وكتب «عمّا» موصولا في «الأعراف» عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ [الآية: 166] . وكتب «أن لّن» مقطوعا إلا ثلاث مواضع: في «الكهف» لَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً
[الآية: 48] . وكتب «كلما» موصولا إلا في خمسة مواضع: في «النساء» كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا [الآية: 91]، وفي «الأعراف» كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ [الآية: 38] ، وفي «سبحان» كُلَّما خَبَتْ [الإسراء: 97] ، وفي «الملك» كُلَّما أُلْقِيَ فِيها [الآية: 8] ، وفي «نوح» كُلَّما دَعَوْتُهُمْ [الآية: 7] . وكتب «يومهم» موصولا إلا في «المؤمن» يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ [غافر: 16]، وفي «الذاريات» يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ [الآية: 13] .
وكتبت «الرحمة» في مواضع القرآن بالهاء إلا سبعة مواضع: في «البقرة» أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ [الآية: 218]، وفي «الأعراف» إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ [الآية: 56] ، وفي «هود» رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ [الآية: 73] ، وفي «مريم» ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ [الآية:
2] ، وفي «الروم» إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ [الآية: 50] ، وفي «الزخرف» أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ [الآية: 32] ، فإنها [المواضع السبعة] بالتاء. وكتبت «النعمة» بالهاء إلا أحد عشر موضعا: في «البقرة» وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [الآية: 231]، وفي «آل عمران» وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [الآية: 103] ، وفي «المائدة» اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ [الآية: 7] ، وفي «إبراهيم» بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً [الآية: 28] ، وفيها [سورة إبراهيم] وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ [الآية: 34] ، وفي «النحل» وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ [الآية: 72] ، وفيها [سورة النحل] يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ [الآية: 83] ، وفيها [سورة النحل] وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ [الآية: 114] ، وفي «لقمان» فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ [الآية: 31] ، وفي «الملائكة» اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ [فاطر: 3] ، وفي «الطور» بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ [الآية: 29] .
وكتب «امرأة» بالهاء إلا سبعة مواضع: في «آل عمران» إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ [الآية: 35]، وفي «يوسف» امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها [الآية: 30] ، وفيها [سورة يوسف] امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ [الآية: 51] ، وفي «القصص» وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ [الآية: 9] ، وفي «التحريم» امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ [الآية: 10] وامْرَأَتَ فِرْعَوْنَ [الآية: 11] . وكتب «سنّة» بالهاء في كل القرآن إلا خمسة مواضع: في «الأنفال» مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ [الآية: 38]، وفي «فاطر» إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [الآية: 43] ، وفي «المؤمن» سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ [غافر:
85] . وكتب «معصية» بالهاء حيث كانت إلا موضعين: في «المجادلة» وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ [الآيتان: 8 و 9] . وكتب «لعنة» بالهاء في كل القرآن إلا في «آل عمران» فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ [الآية: 61]، وفي «النور» أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ [الآية: 7] . وكتب «جنة» بالهاء إلا في «الواقعة» وَجَنَّةُ نَعِيمٍ [الآية: 89] . وكتب «شجرة» بالهاء إلا في «الدخان» إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ [الآية: 43] . وكتب «قرّة» بالهاء إلا في «القصص» قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ [الآية:
9] . وكتب «بقية» بالهاء إلا في «هود» بَقِيَّتُ اللَّهِ [الآية: 86] . وكتب «من ثمرة» بالهاء إلا في «حم السجدة» مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها [فصلت: 47] . وكتب «كلمة» بالهاء إلا في أربعة مواضع: في «الأنعام» وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ [الآية: 115]، وفي «يونس» حرفان كَلِمَةُ رَبِّكَ [الآيتان: 33 و 96] ، وفي «المؤمن» حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ [غافر: 6] .
وكتب غَيابَتِ الْجُبِّ بالتاء [يوسف: 10 و 15]، فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بالتاء [فاطر: 40] . وكتب كل ما في القرآن من ذكر «الآية» بالهاء إلا في «العنكبوت» لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ [الآية: 50] فإنها بالتاء. وكتب فِطْرَتَ [الروم: 30] وعِفْرِيتٌ [النمل:
39] واللَّاتَ وَالْعُزَّى [النجم: 19] ولاتَ حِينَ مَناصٍ [ص: 3] وذاتَ بَهْجَةٍ [النحل: 60] وهَيْهاتَ [المؤمنون: 36] ومَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ [التحريم: 12] ومَرْضاتِ [البقرة: 207 و 265، والنساء: 114، والتحريم: 1] كلها بالتاء. وكتب «الملأ» بالألف إلا أربعة مواضع: في «المؤمنون» فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا [الآية: 24]، وفي «النمل» يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي [الآية: 29] ويا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي [الآية: 32] ويا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي [الآية: 38]، فإنها كتبت بالواو. وكتب في «البقرة» يَبْصُطُ [الآية: 245] بالصاد، وما سواه بالسين. وكتب في «البقرة» بَسْطَةً [الآية: 247] بالسين، وفي «الأعراف» [الآية: 69] بالصاد. وكتب في «آل عمران» مِنْهُمْ تُقاةً [الآية:
28] بالياء، وحَقَّ تُقاتِهِ [الآية: 102] بالألف. وكتب في أول «يوسف» و «الزخرف» قُرْآناً عَرَبِيًّا بغير ألف، وسائر القرآن قُرْآناً بألف.
وكتب في الأعراف» [الآية: 112] و «يونس» [الآية: 79] بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ بغير ألف، وفي «الشعراء» سَحَّارٍ عَلِيمٍ [الآية: 37] بالألف بعد الحاء. وكتب في «الذاريات» ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الآية: 39] بالألف، وما سواه بغير ألف. وكتب في «يونس» لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ [الآية: 14] بنون واحدة. واختلف في قوله: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا في «المؤمن» [غافر: 51] . وكتب في «يونس» نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [الآية: 103] بنونين وحذف الياء، وفي آخر «يوسف» فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ [الآية: 110] بنون واحدة، وفي «الأنبياء»
وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ [الآية: 88] بالياء وبنون واحدة. وكتب جميع ما في القرآن من ذكر ال «أيدي» بياء واحدة إلا في «الذاريات» وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ [الآية: 47] فإنها كتبت بياءين، والأصل كتبه بياء واحدة. وكتب «الن» بغير ألف في كل القرآن إلا في «الجن» فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ [الآية: 9] فإنه بالألف. وكتب في «حم السجدة» سَماواتٍ [فصلت: 12] بالألف، وما سواه كتب «سموت» بغير ألف. وكتب في أول «سبأ» علم الغيب [الآية: 3] بغير ألف. وكتب في «البقرة» خَطاياكُمْ بحرف واحد بين الطاء والكاف، وفي «الأعراف» خَطاياكُمْ [الآية: 261] بحرفين بينهما.
وكتب «رأ» بغير ياء في كل القرآن إلا في «النجم» لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى [الآية: 18] وما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى [الآية: 11] . وكتب في «يونس» وَما تُغْنِي الْآياتُ بالياء على الأصل، وفي «القمر» فَما تُغْنِ النُّذُرُ [الآية: 5] بغير ياء على اللفظ. وكتب في «البقرة» يُؤْتِي الْحِكْمَةَ [الآية: 269] بالياء، وفي «النساء» وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ [الآية: 146] بغير ياء. وكتب وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ [الشورى: 24] بغير واو، ويَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ [الرعد: 39] بالواو والألف. وكتب الداع بغير ياء حيث كان إلا قوله أجيبوا داعي الله وكتب «ثمود» بالألف في حال النصب وهي في أربعة مواضع: في «هود» [الآية: 68]، و «الفرقان» [الآية: 38] ، و «العنكبوت» [الآية: 38] ، و «النجم» [الآية: 51] . وكتب ثَمُودَ النَّاقَةَ [الإسراء: 59] بغير ألف. وكتب في «النمل» وَما أَنْتَ بِهادِي [الآية: 81] بالياء، وفي «الروم» بِهادِ [الآية: 53] بغير ياء، والأصل فيهما الياء. وكتب في «الحج» وَلُؤْلُؤاً [الآية: 23] بألف، وفي «فاطر» [الآية: 33] بألف، وفي «فاطر» [الآية: 33] بغير ألف. وكتب في «الأعراف» قالَ ابْنَ أُمَّ [الآية: 150] بالألف مقطوعا، وفي «طه» ابْنَ أُمَ
بالواو موصولا. وكتب في «الحجر» [الآية: 78] و «ق» [الآية: 14] أَصْحابُ الْأَيْكَةِ بالألف، وفي «الشعراء» [الآية: 176] و «ص» [الآية: 13] ليكة بغير ألف.
وكتب في «يوسف» لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ [الآية: 68]، وفي «المؤمن» ذُو الْعَرْشِ [غافر: 15] ، وفي «السجدة» لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ [فصلت: 43] ، وفي «الجمعة» ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الآية: 4] ، وفي «البروج» ذُو الْعَرْشِ [الآية: 15] .
بغير ألف في هذه المواضع، وما سواها «ذوا» بالألف. وكتب «الرّبوا» بواو بعدها ألف في كل القرآن إلا قوله: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً [الروم: 39] فإنه بغير واو. وكتب لَدَى الْبابِ [يوسف: 25] بالألف، ولَدَى الْحَناجِرِ [غافر: 18] بالياء. وكتب وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ [التوبة: 47] ولَأَذْبَحَنَّهُ [النمل: 21] بزيادة ألف، وفي مصاحف الشام وَ
لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ
[البقرة: 221] بزيادة ألف أيضا. وكتب أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ [النور: 31] وأَيُّهَا السَّاحِرُ [الزخرف: 49] وأَيُّهَ الثَّقَلانِ [الرحمن: 31] بغير ألف، وما سواها «يا أيها» و «يا أيتها» بالألف. وكتب في «الأحزاب» الظُّنُونَا [الآية: 10] والرَّسُولَا [الآية:
66] والسَّبِيلَا [الآية: 67] بالألف، وفي «الفرقان» أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ [الآية: 17] وفي «الأحزاب» وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ [الآية: 4] وهما رأس آية. وكتب في «الإنسان» قَوارِيرَا [الآية: 15] بالألف، قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ [الآية: 16] بغير ألف.
وكتب في «الأنعام» أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ [الآية: 19]، وفي «الأعراف» إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ [الآية: 81] ، وفي «العنكبوت» أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ [الآية: 29] ، وفي «حم السجدة» أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ [فصلت: 9] بالياء، وما سواها بغير ياء. وكتب في «الأعراف» إِنَّ لَنا لَأَجْراً [الآية: 113] بغير ياء، وفي «الشعراء» أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً [الآية: 41] بالياء. وكتب في «النمل» أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ [الآية: 67] بالياء، وكذلك في «الصافات» أَإِنَّا لَتارِكُوا [الآية: 36] ، وما سواهما فهو «أءنا» بغير ياء. وكتب في «الواقعة» أَإِذا [الآية: 47] بالياء، وفي سائر القرآن «أءذا» بغير ياء. وكتب في «هود» فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا [الآية: 87] بالألف بعد الواو، ومثله في «الأنعام» يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ [الآية: 5] ، وفيها [سورة الأنعام] أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ [الآية: 94] . وفي «حم عسق» أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ [الشورى: 21]، وفي «الروم» مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ [الآية: 13] ، وفي «إبراهيم» فَقالَ الضُّعَفاءُ [الآية: 21] ، وفي «الشعراء» فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا [الآية: 6] وفيها [سورة الشعراء] أيضا أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ [الآية: 197]، وفي «فاطر» مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [الآية: 28] ، وفي «الصافات» لَهُوَ الْبَلاءُ [الآية: 106] . وفي «حم» الأولى وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ [غافر: 50]، وفي «الدخان» ما فِيهِ بَلؤُا [الآية: 33] بالواو، وفي «الممتحنة» . إِنَّا بُرَآؤُا [الآية: 4] . وكتب «جزاؤ» بالواو إلا في «الكهف» فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى [الآية:
88] .
وكتب إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ [النساء: 176]، ويَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ [النحل: 48] ، ويَعْبَؤُا بِكُمْ [الفرقان: 77] ، وأَتَوَكَّؤُا عَلَيْها [طه: 18] ، وتَفْتَؤُا تَذْكُرُ [يوسف: 85] ، ووَ يَدْرَؤُا عَنْهَا [النور: 8] ، ونَبَؤُا الَّذِينَ [التوبة: 70 إبراهيم: 9 والتغابن: 5] ، ونَبَأُ الْخَصْمِ [ص: 21] ، ويُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ [الزخرف: 18] ، ولا تَظْمَؤُا فِيها [طه: 119] ، ويَبْدَؤُا الْخَلْقَ [يونس: 4 و 34 النمل: 64 والروم: 11 و 27] وما أشبهها بواو وألف ليقوّوا بها الهمزة المضمومة، أو على لغة من لا يهمز، ولو كتب كلها بالواو وحدها أو بالألف وحدها لجاز وكتب في «الأنعام» مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ [الآية:
34] بياء بعد الهمزة، وكذلك في «يونس» تِلْقاءِ نَفْسِي [الآية: 15] ، وفي «النحل» وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى [الآية: 90] ، وفي «طه» وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ [الآية: 130] ، وفي «حم عسق» أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ [الشورى: 51] .
وكتب ما في القرآن من كل ذوات الواو بالألف مثل «دعا، عفا، وتلا» إلا دَحاها [النازعات: 30] وتَلاها [الشمس: 2]، وضُحاها [الشمس: 6] ، وسَجى [الضحى: 2] وما زَكى [النور: 21] ، وذوات الياء يكتب بالياء مثل «هدى، ورمى، وقضى» إلا أحرفا هي: وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ [الزخرف: 8]، وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ [الرحمن: 54] وطَغَى الْماءُ [الحاقة: 11]، وأَقْصَا الْمَدِينَةِ [القصص: 20 ويس: 20] ، وأَحْيَا النَّاسَ [المائدة: 32] . وكل ياءين اجتمعتا في كلمة مثل «الدنيا» و «العليا» جعلت الأخيرة ألفا كراهة الجمع بين الياءين إلا في قوله تعالى «يحيي» و «أمات» و «أحيي» في بعض المصاحف. وكتب «الزكوة» و «الحيوة» و «منوة» و «مشكوة» و «بالغدوة» بالواو. وكتب «الصلاة» بالواو إلا في «الأنعام» وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ [الآية: 92] إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الآية: 162]، وفي «الأنفال» وَما كانَ صَلاتُهُمْ [الآية: 35] ، وفي أول «المؤمنين» فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [الآية: 2] ، وفي «المعارج» عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ [الآية: 23] ، وفيها [سورة المعارج] عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ [الآية: 34] ، وفي «أرأيت» عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ [الماعون: 5] . وكتب فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً [النساء: 53]، وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ [يوسف: 32] ، ولَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ [العلق:
15] ، بالألف والوقوف عليها بالألف. وكتب في «البقرة» وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ [الآية: 150] بالياء، وفي «المائدة» وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ [الآية: 3] وَاخْشَوْنِ وَلا [الآية: 44] بغير ياء.
وكتب في «يوسف» وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ [الآية: 108] بالياء، وفي «آل عمران» وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ [الآية: 20] بغير ياء. وكتب في «سبحان الذي» لَئِنْ أَخَّرْتَنِ [الآية: 10] بغير ياء وفي المنافقون لَوْلا أَخَّرْتَنِي بالياء. وكتب في يوسف ما نَبْغِي [الآية: 65] بالياء، وفي «الكهف» ما كُنَّا نَبْغِ [الآية: 64] بغير ياء، وفي «هود» يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ [الآية: 105] بغير ياء، وفي «النحل» يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ [الآية: 111] بالياء، وفي «الدخان» يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ [الآية: 10] بالياء. وفي «الأنعام» وَقَدْ هَدانِ [الآية: 80] بغير ياء، وإِنَّنِي هَدانِي [الآية: 161] بالياء، وفي «الأعراف» ثُمَّ كِيدُونِ [الآية: 195] بغير ياء، وفي «هود» فَكِيدُونِي جَمِيعاً [الآية: 55] بالياء. وفي «هود» فَلا تَسْئَلْنِ [الآية: 46] بغير ياء، وفي «الكهف» فَلا تَسْئَلْنِي [الآية: 70] بالياء. وفي
«الكهف» أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي [الآية: 34] بغير ياء، وفي «القصص» أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ [الآية: 22] بالياء. وفي «طه» فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي [الآية: 90] بالياء، وفي «الزخرف» وَاتَّبِعُونِ هذا [الآية: 61] بغير ياء. وكذلك في «المؤمن» وفي «الأعراف» فَهُوَ الْمُهْتَدِي [غافر: 38 والأعراف: 178] بالياء، وفي «سبحان الذي» وسورة الكهف فَهُوَ الْمُهْتَدِ [الإسراء: 97 والكهف: 17] بغير ياء. وفي «إبراهيم» قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا [الآية: 31] بالياء، وفي «الزمر» فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ [الآية: 17] بغير ياء.
وكتب «الذي» و «الذين» بلام واحدة، و «اللذان» و «اللذين» بلامين. وكتب «جزاء» بغير واو، و «هزوا» و «كفوا» بالواو. وكتب بَيْنَ الْمَرْءِ [البقرة: 152 والأنفال: 24] ، وجُزْءٌ مَقْسُومٌ [الحجر: 44] ، ويُخْرِجُ الْخَبْءَ [النمل: 25] ، ومِلْءُ الْأَرْضِ [آل عمران: 91] ، ودف [النحل: 5] بإسقاط الهمزة.
ومن غرائب الهجاء ونوادره ما كتب في «الفرقان» وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً [الآية: 21] بغير ألف، وفي «سبأ» وَالَّذِينَ سَعَوْا [الآية: 5] بغير ألف، وفي «الحشر» وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ [الآية: 9] بواوين من غير ألف، وفي «المعصرات» نْتُ تُراباً
[النبأ: 40] بغير ألف، وفي «القلم» بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ [الآية: 6] بياءين، وفي «آل عمران» أَفَإِنْ ماتَ [الآية: 144] بالياء، وفي «الأنبياء» أَفَإِنْ مِتَّ [الآية: 34] بغير ياء. وكتب اثَّاقَلْتُمْ [التوبة: 38] ونحوه بالألف. وكتب فَادَّارَأْتُمْ [البقرة: 72] ليس بين الدال والراء، ولا بين الراء والتاء، ألف في جميع المصاحف. وكتب في «الحاقة» لبيان الحركة كِتابِيَهْ [الآية: 19] وحِسابِيَهْ [الآيتان: 20 و 26] ومالِيَهْ [الآية: 28] وسُلْطانِيَهْ [الآية:
29] ، وفي «القارعة» ما هِيَهْ [الآية: 10] بإثبات الهاء. واختلف في لَمْ يَتَسَنَّهْ [البقرة: 259] وفَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام: 90] أن الهاء فيها لبيان الحركة أو لغير ذلك.
وكتب في سورة النساء فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ [الآية: 78]، وفي «الكهف» مالِ هذَا الْكِتابِ [الآية: 49] ، وفي «الفرقان» مالِ هذَا الرَّسُولِ [الآية: 7] ، وفي «المعارج» فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا [الآية: 36] باللام مع «ما» مقطوعة عما بعدها.
واعلم أن هجاء المصحف كثير وقد ذكرنا منها ما هو أنفع للقارىء وأكثر فائدة. وأما الحركات كلها فقد راعيناها إلا ما شاء الله في كتابة متن القرآن من هذا الكتاب كما بلغنا عمن تقدمنا من السلف الصالحين والعلماء المتقين ورووا أنهم وجدوها في الإمام كذلك، وستراها في مواضعها إن شاء الله. وإنما كتبت هذه الحروف بعضها خلاف بعض وفي الأصل واحدة، لأن الكتابة بالوجهين كانت جائزة عندهم فكتبوا بعضها على وجه وبعضها
على وجه آخر جمعا بين المذهبين، على أنهم كتبوا أكثرها على الأصل. وكل ما كتب في المصحف على أصل لا يقاس عليه غيره من الكلام، لأن القرآن يلزمه لكثرة الاستعمال ما لا يلزم غيره. واتباع المصحف في هجائه واجب ومن طعن في شيء من هجائه فهو كالطاعن في تلاوته لأنه بالهجاء يتلى، والفائدة للقارىء في معرفته أن يكون على يقين أن الذي يقرأ هو القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلا خلل فيه من جهة من الجهات. وقال جماعة من الأئمة: إن الواجب على القراء والعلماء وأهل الكتاب أن يتبعوا هذا الرسم في خط المصحف فإنه رسم زيد بن ثابت وكان أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاتب وحيه، وعلم من هذا العلم بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يعلم غيره فما كتب شيئا من ذلك إلا العلة لطيفة وحكمة بليغة، وإن قصر عنها رأينا. ألا ترى أنه لو كتب على صلواتهم وان صلواتك بالألف بعد الواو أو بالألف من غير واو لما دل ذلك إلا على جه واحد وقراءة واحدة؟ وكذلك وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ وكتب وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ بغير ألف قبل الفاء ولا بعدها ليدل على القراءتين والله تعالى أعلم.