المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌52 - ثم لما قرر سبحانه وحدانيته وأنه الذي يجب - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الحجر

- ‌(1):

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌5

- ‌6

- ‌7

- ‌8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌37

- ‌38

- ‌39

- ‌40

- ‌41

- ‌42

- ‌43

- ‌44

- ‌45

- ‌46

- ‌47

- ‌48

- ‌49

- ‌50

- ‌51

- ‌52

- ‌53

- ‌54

- ‌55

- ‌56

- ‌57

- ‌58

- ‌59

- ‌60

- ‌61

- ‌62

- ‌63

- ‌64

- ‌65

- ‌66

- ‌67

- ‌68

- ‌69

- ‌70

- ‌71

- ‌72

- ‌73

- ‌74

- ‌75

- ‌76

- ‌77

- ‌78

- ‌79

- ‌80

- ‌81

- ‌82

- ‌83

- ‌84

- ‌85

- ‌86

- ‌87

- ‌88

- ‌89

- ‌90

- ‌91

- ‌92

- ‌93

- ‌94

- ‌95

- ‌96

- ‌97

- ‌98

- ‌99

- ‌سورة النحل

- ‌1

- ‌2

- ‌3

- ‌4

- ‌(5

- ‌6

- ‌7

- ‌(8

- ‌9

- ‌10

- ‌11

- ‌12

- ‌13

- ‌14

- ‌15

- ‌16

- ‌17

- ‌18

- ‌19

- ‌20

- ‌21

- ‌22

- ‌23

- ‌24

- ‌25

- ‌26

- ‌27

- ‌28

- ‌29

- ‌30

- ‌31

- ‌32

- ‌ 33

- ‌34

- ‌35

- ‌36

- ‌37

- ‌38

- ‌39

- ‌40

- ‌41

- ‌42

- ‌43

- ‌44

- ‌45

- ‌46

- ‌47

- ‌48

- ‌49

- ‌50

- ‌51

- ‌52

- ‌53

- ‌54

- ‌55

- ‌56

- ‌57

- ‌58

- ‌59

- ‌60

- ‌61

- ‌62

- ‌63

- ‌ 64

- ‌65

- ‌66

- ‌67

- ‌68

- ‌69

- ‌70

- ‌71

- ‌72

- ‌73

- ‌74

- ‌75

- ‌76

- ‌77

- ‌78

- ‌79

- ‌80

- ‌81

- ‌82

- ‌83

- ‌84

- ‌85

- ‌86

- ‌87

- ‌88

- ‌89

- ‌90

- ‌91

- ‌92

- ‌93

- ‌94

- ‌95

- ‌96

- ‌97

- ‌98

- ‌99

- ‌100

- ‌101

- ‌102

- ‌103

- ‌104

- ‌105

- ‌106

- ‌107

- ‌108

- ‌109

- ‌110

- ‌111

- ‌112

- ‌113

- ‌114

- ‌115

- ‌116

- ‌117

- ‌118

- ‌119

- ‌120

- ‌121

- ‌122

- ‌123

- ‌124

- ‌125

- ‌126

- ‌127

- ‌128

الفصل: ‌ ‌52 - ثم لما قرر سبحانه وحدانيته وأنه الذي يجب

‌52

- ثم لما قرر سبحانه وحدانيته وأنه الذي يجب أن يخص بالرهبة منه والرغبة إليه .. ذكر أن الكل في ملكه وتحت تصرفه، فقال: وله سبحانه وتعالى خلقًا وملكًا {مَا فِي السَّمَاوَاتِ} من الملائكة وغيرهم {وَ} ما في {الْأَرْضِ} من الجن والإنس وغيرها {وَلَهُ} سبحانه وتعالى لا لغيره {الدِّينُ} ؛ أي: الطاعة والانقياد من كل شيء في السموات والأرض وما بينهما، {وَاصِبًا} حال من {الدِّينُ}؛ أي: حالة كون الدين واصبًا؛ أي: واجبًا لله على خلقه، ثابتًا دائمًا لا زوال له، لأنه الإله وحده الواجب أن يرهب منه، والهمزة في قوله:{أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ} للتوبيخ والتقريع المضمن للإنكار (1) داخلة على محذوف، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: أي أبعد العلم بما ذكر من التوحيد واختصاص الكل به خلقًا وملكًا غير الله تطيعون فتتقون.

والمعنى: أي فبعد (2) أن علمتم هذا ترهبون غير الله، وتحذرون أن يسلبكم نعمةً، أو يجلب لكم أذى، أو ينزل بكم نقمة إذا أنتم أخلصتم العبادة لربكم، وأفردتم الطاعة له، وما لكم نافع سواه، وإجمال ذلك أنكم بعد أن عرفتم أن إله العالم واحد، وعرفتم أن كل ما سواه فهو في حاجة إليه في وجوده وبقائه، كيف يعقل أن يكون لامرىء رغبة أو رهبةً من غيره تعالى.

‌53

- ولما بين أن الواجب أن لا يتقى غير الله .. ذكر أنه يجب أن لا يشكر إلا هو فقال: {وَمَا بِكُمْ} ؛ أي: أي شيء يلابسكم ويصاحبكم {مِنْ نِعْمَةٍ} ؛ أي: نعمة كانت على اختلاف أنواعها كالغنى وصحة الجسم والخصب ونحوها {فَمِنَ اللَّهِ} ؛ أي: فهي من قبل الله تعالى، فـ {ما} شرطية (3) أو موصولة متضمنة لمعنى الشرط باعتبار الإخبار دون الحصول، فإن ملابسة النعمة بهم سبب للإخبار بأنها منه تعالى، لا لحصولها منه، والنعمة (4) إما دينية، وهي معرفة الحق لذاته ومعرفة الخير لأجل العمل به، وإما دنيوية نفسانية، أو بدنية أو خارجية، كالعادات

(1) روح البيان.

(2)

المراغي.

(3)

روح البيان.

(4)

الشوكاني.

ص: 250

المالية وغيرها، وكل واحدة من هذه جنس تحته أنواع لا حصر لها، والكل من الله سبحانه، فعلى العاقل أن لا يشكر إلا إياه.

ثم بين تلون الإنسان بعد استغراقه في بحر النعم فقال: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ} ؛ أي: الفقر والبلاء في جسدكم والقحط ونحوها مساسًا يسيرًا، {فَإِلَيْهِ}؛ أي: فإلى الله لا إلى غيره {تَجْأَرُونَ} ؛ أي: تتضرعون في كشفه، فلا كاشف له إلا هو، والجؤار (1): رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة، {ثُمَّ إِذَا كَشَفَ} الله تعالى {الضُّرَّ} الذي نزل بكم وأزاله {عَنْكُمْ}؛ أي: إذا رفع عنكم ما نزل بكم من الضر، {إِذَا فَرِيقٌ}؛ أي: جماعة {مِنْكُمْ} وهم كفاركم {بِرَبِّهِمْ} الذي كشف عنهم الضر {يُشْرِكُونَ} فيجعلون معه إلهًا آخر من صنم أو نحوه، والآية مسوقة للتعجيب من فعل هؤلاء، حيث يضعون الإشراك باللهِ الذي أنعم عليهم بكشف ما نزل بهم من الضر مكان الشكر له، و {اللام} في قوله:{لِيَكْفُرُوا} بعبادة غيره {بِمَا آتَيْنَاهُمْ} ؛ أي: بما أعطيناهم من نعمة كشف الضر عنهم {لام} كي؛ أي: لكي يكفروا بما آتيناهم من نعمة كشف الضر، حتى (2) كأنَّ هذا الكفران منهم الواقع في موضع الشكر الواجب عليهم غرضٌ لهم، ومقصد من مقاصدهم، وهذا غاية في العتو والعناد ليس وراءها غاية، ففي {اللام} استعارة تبعية كما سيأتي، وقوله:{لِيَكْفُرُوا} من الكفران، وقيل:{اللام} للعاقبة، يعني: ما كانت عاقبة تلك التضرعات إلا هذا الكفران.

ثم قال سبحانه على سبيل التهديد والترهيب ملتفتًا من الغيبة إلى الخطاب: {فَتَمَتَّعُوا} بما أنتم فيه من ذلك بقية آجالكم؛ أي: فعيشوا وانتفعوا بمتاع الحياة الدنيا أيامًا قليلةً، وهو أمر تهديد {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} عاقبة أمركم، وما يحل بكم في هذه الدار، وما تصيرون إليه في الدار الآخرة.

وحاصل معنى الآيات (3): أي {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ} في أبدانكم من عافيةٍ

(1) روح البيان.

(2)

الشوكاني.

(3)

المراغي.

ص: 251