الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عزت أو هانت محذورٌ عظيمٌ، فكيف بأقدامٍ كثيرةٍ؛ أي: فتزلوا عن طاعة الله، فإن من نقض عهد الإِسلام فقد سقط عن الدرجات العالية، ووقع في الضلالة.
{وَتَذُوقُوا السُّوءَ} ؛ أي: العذاب السيء في الدنيا {بِمَا صَدَدْتُمْ} ؛ أي: بصدودكم وخروجكم أو بصدكم ومنعكم غيركم {عَنْ سَبِيلِ اللهِ} الذي ينتظم بالوفاء بالعهود والإيمان، فإن من نقض البيعة وارتد جعل ذلك سنةً لغيره، {وَلَكُمْ} في الآخرة {عَذَابٌ عَظِيمٌ}؛ أي: شديد بنقضكم العهد.
ومعنى الآية: أي (1) ولا تجعلوا أيمانكم خديعة تغرون بها الناس، والمراد نهي المخاطبين بذلك الخطاب عن نقض أيمان مخصوصة أقدموا عليها، ذلك أنهم بايعوا رسول الله - على الله عليه وسلم - على الإِسلام.
وحلفوا على ذلك أوكد الإيمان، ثم نقضوا ما فعلوا لقلة أهله وكثرة أهل الشرك، فنهوا عن ذلك.
قوله: {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} الآية؛ أي: إنكم بعملكم هذا النقض تكونون قد وقعتم في محظورات ثلاثة:
1 -
أنكم تضلون وتبعدون عن محجة الحق والهدى بعد أن رسخت أقدامكم فيها.
2 -
أنكم تكونوا قدوة لسواكم، وتستنون سنةً لغيركم فيها صد عن سبيل الحق، ويكون لكم بها سوء العذاب في الدنيا بالقتل والأسر وسلب الأموال والجلاء عن الديار.
3 -
أنكم ستعاقبون في الآخرة أشد العقاب جزاء ما اجترحتم من مجانفة الحق والإعراض عن أهله، والدخول في زمرة أهل الشقاء والضلال.
95
- ثم أكد هذا التحذير بقوله: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ} ؛ أي: لا تأخذوا بمقابلة عهده تعالى وبيعة رسوله - على الله عليه وسلم - {ثَمَنًا قَلِيلًا} ، من الدنيا؛ أي: لا تستبدلوا بها عوضًا يسيرًا؛ أي: لا تأخذوا في مقابلة نقضه عوضًا حقيرًا، وهو ما كانت قريش يعدون
(1) المراغي.