المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فإذا اشتريت أحد هذين - يعني الدنانير أو الدراهم - - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٣

[النووي]

الفصل: فإذا اشتريت أحد هذين - يعني الدنانير أو الدراهم -

فإذا اشتريت أحد هذين - يعني الدنانير أو الدراهم - وأتيت بصاحبه أدخلت الباء في أيهما شئت لأن كل واحد منهما في هذا الموضع مبيع، وثمن هذا ما ذكره الأزهري عن الفراء. قال الهروي أيضًا: الثمن قيمة الشيء. وقال صاحب "المحكم": الثمن ما استحق به الشيء. قال: والجمع أثمان وأثمن لا يتجاوز به أدنى العدد، وقد أثمنه بسلعته، وأثمن له. قال صاحب "المحكم" الثمن والثمن والثمين من الأجزاء معروف، وهي الأثمان والثمانية من العدد معروف أيضًا، يقال: ثمان على لفظ يمان، وليس بنسب وقد جاء في مصروف حكاه سيبويه وقال أبو على الفارسى ثمان للنسب، وحكى ثعلب ثمان في حال الرفع. قال الأزهري: قال أبو حاتم عن الأصمعي: يقال ثمانية رجال وثماني نسوة، ولا يقال ثمان، وقال: هن ثماني عشرة امرأة مفتوحة الياء، وهما اسمان جعلا إسمًا واحدًا، ففتحت أواخرهما، وكذلك رأيت ثماني عشرة امرأة، ومررت بثماني عشرة امرأة.

ثوب: قال الزجاج: يقال ثاب إلى الرجل جسمه إثابة أي رجع بعد النحول.

ثوى: قال الزجاج: قال أبو عبيدة وأبو الخطاب: يقال ثوى الرجل بالمكان وأثوى أي أقام به، والله تعالى أعلم.

‌فصل في أسماء المواضع

ثبير: المذكور في صفة الحج، هو بثاء مثلثة مفتوحة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ثم راء، وهو جبل عظيم بالمزدلفة على يسار الذاهب منها إلى منى، وعلى يمين الذاهب من منى إلى عرفات، فهذا هو المراد في مناسك الحج، وللعرب جبال أخرى يسمى كل واحد منها ثبير، قال أبو الفرج الهمداني: كان محمد بن الحسن يقول إن في العرب أربعة أجبال إسم كل واحد منها ثبير، وكلها حجازية.

ثنية كدي: تأتي في الكاف إن شاء الله تعالى

‌حرف الجيم

جبب: وقوله في أول كتاب الحج من "المهذب" لقوله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام يجب ما قبله" صحيح، وهو حديث رواه مسلم في صحيحه من رواية

ص: 46

عمرو بن العاصي في حديث طويل، ولفظه في مسلم:"الإسلام يهدم ما قبله"، والذي وقع في "المهذب" يجب بالجيم والباء الموحدة. وروينا في "كتاب الأنساب" للزبير بن بكار يحت بالحاء والتاء المثناة، وهو صحيح أيضًا بمعنى الأول والله تعالى أعلم.

وفي الحديث الآخر: "التوبة تجب ما قبلها" ذكره في آخر باب قطع الطريق، والجب في اللغة: القطع والمجبوب المقطوع ذكره، وهو أقسام: مقطوع كله وبعضه، وله تفاصيل وأحكام معروفة في كتب المذهب، والجبة من الثياب معروفة جمعها جباب، وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه في قصة حمزة والشرب خرج إلى الناقتين "فاجتب أسنمتهما"، وفي رواية فجب، وفي رواية العالمين فأجب، وهي غريبة، ويقال جب ذكره وأجبه.

جبر: وقد قال الشافعي رضي الله تعالى عنه في باب الرضاع إذا بلغ الموقوف جبر على الانتساب، أي قهر وأكره، وأنكر هذا عليه جماعة قالوا إنما يقال أجبر، وهذا الإنكار غلط، نقل البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي عن الفراء والمبرد أنه يقال أجبرته وجبرته بمعنى أكرهته. وقال الخليل في كتابه "العين": الجبر الإكراه وذكر الزجاج في كتاب "فعلت وأفعلت" أنه يقال جبرت الرجل على الأمر وأجبرته، أي: أكرهته.

جدد: قوله في "المهذب" في أول باب التكبير في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيدين مع الفضل بن العباس" إلى قوله: "ويأخذ طريق الحدادين" وهذا الحديث أخرجه البيهقي في سننه بإسناد ضعيف، ورويناه في سنن البيهقي الجدادين بالجيم والحدادين بالحاء المهملة معًا، وضبطناه في "المهذب" عن شيخنا كمال الدين سلار رحمه الله تعالى بالحاء. وذكره ابن البرزي في كتابه في ألفاظ "المهذب" وغيره ممن صنف في ألفاظ "المهذب" بالجيم وبالحاء جميعًا والله تعالى أعلم.

قوله في الجنائز من "المهذب" في حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها: "فلبست ثيابًا جددًا" هو بضم الدال لجمع جديد، كسرير وسرر وشبهه، هذه هي اللغة المشهورة. قال جماعات من أهل اللغة: لا يجوز أن يقال جدد بفتح الدال، وأنكر هذا المحققون من أهل النحو والتصريف واللغة، وقالوا: يجوز الفتح على التخفيف، وكذلك بفتح الراء من سرير، وما أشبهه مما يكون الحرف الثاني والثالث منه واحدا، وقد ذكرت ذلك

ص: 47

أيضا في حرف السين، ونقلت أقوال أهل اللغة فيه.

وفي حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح، والطلاق، والعتاق" هكذا وقع هذا الحديث في "الوسيط" وكذا وقع في بعض نسخ "المهذب" وفي بعضها والرجعة بدل العتاق، وهذا هو الصواب، وهكذا رواه أئمة الحديث: النكاح، والطلاق، والرجعة، رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والبيهقي، وغيرهم. قال الترمذي: هو حديث حسن.

وقوله في دعاء الاستفتاح: "وتعالى جدك" مفتوح الجيم أي ارتفعت عظمتك، وقيل المراد بالجد الغنى وكلاهما حسن، ولم يذكر الخطابي إلا العظمة، ومنه قوله تعالى إخبارًا عن الجن:{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} (الجن: من الآية3) أي عظمته، وقوله:"ولا ينفع ذا الجد منك الجد" هو بفتح الجيم فيهما على الصحيح المشهور، وحكى ابن عبد البر وجماعة كسر الجيم أيضًا. قال الزجاج: يقال جد في الأمر وأجد إذا ترك الهوينى. قال: ومنه جاد مجد.

جدل: الجدل والجدال والمجادلة مقابلة الحجة بالحجة، وتكون بحق وباطل فإن كان للوقوف على الحق كان محمودًا. قال الله تعالى:{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: من الآية125) وإن كان في مرافعة أو كان جدالاً بغير علم كان مذمومًا. قال الله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} (غافر: من الآية4) وأصله الخصومة الشديدة وسمي جدلاً لأن كل واحد منهما يحكم خصومته وحجته إحكامًا بليغًا على قدر طاقته تشبها بجدل الحبل، وهو إحكام قتله، يقال جادله يجادله مجادلة وجدالا، وعلى هذا التفصيل الذي ذكرته ينزل ما جاء في الجدل من الذم والإباحة والمدح، وقد ذكر الخطيب في كتابه كتاب "الفقيه والمتفقة" جميع ما جاء في الجدل ونزله على هذا التفصيل وبين ذلك أحسن بيان، وكذلك ذكره غيره، وقد صار الجدل علما مستقلا، وصنفت فيه كتب لا تحصى، وممن صنف فيه الشيخان صاحبا هذه الكتب أبو إسحاق، والغزالي، وكتاباهما معروفان. وأول من صنف فيه أبو علي الطبري ذكر في "المهذب" في باب العقيقة أن في الحديث أنها تطبخ جدولا وهو بضم الجيم والدال، وهو الأعضاء، وأحدها جدل بفتح الجيم وإسكان الدال، فمعنى الحديث أنها تفصل أعضاؤها ولا تكسر وذكر في باب المياه في "الوسيط" الجدول وهو بفتح الجيم وإسكان الدال وفتح الواو وهو النهر الصغير.

ص: 48

جدي: الجدي بفتح الجيم قال الأزهري في باب العين والياء من "تهذيب اللغة": قال أبو عمرو: العبعب بالفتح الجدي. وقال ابن الأعرابي: وهو العبعب - يعني بضم العينين - والعطعط، والعريض، والأمر، والهلع، والطلى، واليعمور، والبيعر، والرعام، والقرام، والدغال، واللساد. قال صاحب "المحكم" في باب العين والخاء واللام: الخالع إسم للجدي.

جذم: قوله في باب الأذان من "المهذب": هو بكسر وإسكان الذال المعجمة، وهو أصل الحائط، قال أهل اللغة: جذم الشيء أصله.

جرب: الجريب المذكور في باب هو بفتح الجيم وكسر الراء. قال الأزهري في "تهذيب اللغة": الجريب من الأرض مقدار معلوم المساحة وهو عشرة أقفزة كل قفيز منها عشرة أعشر، فالقفيز جزء من مائة جزء من الجريب. قال قال الليث: وجمع جريب الأرض جربان، والعدد أجربة.

جرثم: قوله في "الوسيط" في كتاب الخراج في مسائل الإكراه على القتل لو أكره إنسانًا على أن يرمي على طلل غرفة فرمى المكره إنسانًا يظنه الرامي جرثومة الجرثومة هنا بضم الجيم والثاء المثلثة هي شيء مجتمع من تراب أو أحجار أو نحوها، قال الجوهري يقال: تجرثم الشيء وأجرنثم إذا اجتمع.

جرد: قال أهل اللغة: رجل أجرد بين الجرد بفتح الجيم والراء لا شعر عليه، والجمع جرد، وفرس أجرد إذا رق شعره، وأرض جردة، وفضاء أجرد لا نبات فيه والجمع أجارد.

قال الجوهري: والجريد الذي تجرد عنه الخوص ولا يسمى جريدا ما دام عليه الخوص، وإنما يسمى سعفا الواحدة جريدة، وكل شيء جردته عن شيء فقد جردته عنه والمقشور المجرود وما قشر عنه جرادة، ورجل جارود أي: مشؤوم، وسنة جارود أي: شديدة المحل، ويقال: جريدة من خيل للجماعة جردت عن باقي الجيش لوجه، وعام جريد أي تام، قال الكسائى: ما رأيته مذ أجردان أو مذ جريدان أي: يومان أو شهران، ويقال: فلان حسن الجردة، والمجرد والمتجرد كقولك حسن العرية والمعرى، وهما بمعنى، والجردة بالفتح البردة المتجردة الخلق، والتجريد التعرية من الثياب، وتجريد السيف انتضاؤه، والتجرد التعري، وتجرد للأمر أي: جد فيه، وأنجرد بنا السير أي:

ص: 49

أمتد وطال، وانجرد فيه الثوب انسحق، ولأن الجراد معروف الواحدة جرادة.

قال الجوهري: تقع الجرادة على الذكر والأنثى، والجراد: اسم جنس كالبقر والبقرة، وجردت الأرض فهي مجرودة أي: أكل الجراد نبتها. قولهم: تصريف الجريد مذكور في حرف الصاد.

وأما قوله في “الوجيز” في المساقاة، ويلزمه تصريف الجرين ورد الثمار إليه فهكذا هو في النسخ الجرين بالنون، وقد أنكره عليه بعض الأئمة، وقال: إنما قال الشافعي رحمه الله تعالى: وتصريف الجريد بالدال، قال: والصواب أن يقال: وتصريف الجريد وتسوية الجرين ورد الثمار إليه، وأجاب الرافعي عنه فقال: قد علم أن التجفيف قد يحوج إلى تسوية الجرين، وحمل التصريف على التسوية ليس ببعيد، ولا ضرورة إلى تغليط صاحب الكتاب، وغايته أن يكون تصريف الجريد مسكوتا عنه.

جرس: الجاورس المذكور في زكاة النبات، هو بفتح الواو وإسكان الراء، وهو حب صغار شبيه بالذرة، إلا أنه أصغر منها، وأصله كالقصب أقصر ساقا من الذرة، وهو معرب.

جرن: الجرين بفتح الجيم وكسر الراء، هو الموضع الذي يجفف فيه الثمار، قال الجوهري: هو الجرين، والجرن بضم الجيم وإسكان الراء، وجرن الثوب جرونا إنسحق ولان، فهو جارن، وكذلك الزرع، والجرن الأرض الغليظة، وقوله في المساقاة من ”الوجيز” ويلزم العالم تصريف الجرين، هكذا هو بالنون، وقد سبق بيانه في فصل جرد.

جرو: قال أهل اللغة: الجرو والجرو، والجرو بكسر الجيم وضمها، وفتحها ثلاث لغات هو ولد الكلب والسباع، والجمع أجر وجرأ، وجمع الجرأ أجرية، قال الجوهري: والجرو والجروة يعني بكسرهما هو الصغير من القثاء، وكذلك جر الحنظل، والرمان، وكلبة مجرو ومجرية أي معها جراؤها.

جزر: الجزر الذي يؤكل بفتح الجيم والزاي، الواحدة جزرة بفتحهما، ويقال: جزر في الجمع، وجزرة في الواحدة بكسر الجيم وفتح الزاي قاله في المحكم وغيره، وقال في المحكم، قال ابن دريد: لا أحسبها عربية، وقال أبو حنيفة: أصله فارسي.

جزيرة العرب: قد ذكر في المهذب حدها، والاختلاف فيه، قال صاحب المحكم: إنما سميت بذلك لأن بحر فارس

ص: 50

وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحاطوا بها، والجزيرة أرض بنجزر عنها الماء والجزور بفتح الجيم من الإبل.

قال الجوهري: يقع على الذكر والأنثى، وهي تؤنث والجمع الجزر، قال صاحب المحكم: الجزور الناقة الجزورة، والجمع جزائر وجزر وجزرات جمع الجمع كطرق وطرقات. قال الجوهري: جزرت الجزور أجزرها بالضم، واجتزرتها إذا نحرتها وجلدتها، قال: والمجزر بكسر الزاي موضع جزرها.

جزف: الجزاف بيع الشيء واشتراؤه بلا كيل ولا وزن، وهو يرجع إلى المساهلة، قاله في المحكم، قال: وهو دخيل، وقال الجوهري: هو فارسي معرب، وذكره الجوهري بكسر الجيم، وجدته كذا مضبوطا في نسخة معتمدة، وكذلك نص عليه غير واحد من الأئمة منهم صاحب مطالع الأنوار، وذكره صاحب المحكم بكسر الجيم وفتحها، قال: وهو وتبطلها أيضًا، قال الجوهري: أخذته مجازفة وجزافًا، ورأيته مضبوطا في نسخة معتمدة من تهذيب اللغة للأزهري عليها خط الأزهري، قال يقال: جزاف، وجزاف ضبط الأول بالكسر، والثاني بالضم، فحصل ثلاث لغات كسر الجيم وفتحها وضمها، والله تعالى أعلم.

جزى: والجزية بكسر الجيم، جمعها جزى بالكسر أيضًا كقربة، وقرب ونحوه، وهي مشتقة من الجزاء كأنها جزاء إسكاننا إياه في دارنا، وعصمتنا دمه، وماله، وعياله، وقيل: هي مشتقة من جزي يجزى إذا قضى، قال الله تعالى:{واتقوا يوما لا تجزى} أي: لا تقضي.

جسق: قوله في المهذب في باب حد السرقة: وإن سرق من البيوت التي فى غير العمران كالجواسق التي في البساتين، هي جمع جوسق بفتح الجيم وإسكان الواو وفتح السين المهملة وهو القصر، كذا قاله الجوهري، وغيره، قال ابن الجواليقي وغيره: هو فارسي معرب.

قال أهل اللغة: لم تجتمع الجيم والقاف في كلمة من كلام العرب، وإنما يجتمعان في المعرب. قال الجوهري: أو في حكاية.

جسم: قال الجوهري: قال أبو زيد: الجسم الجسد، وكذلك الجسمان والجثمان، وقال الأصمعي: الجسم والجسمان الجسد، والجثمان الشخص، وقد جسم الشيء بالضم أي: عظم، فهو جسيم وجسام.

قال أبو عبيدة: تجسمت فلانًا من بين القوم أي: اخترناه، كأنك قصدت جسمه، وتجسم من الجسم، والأجسم الأعظم، وأما الجسم الذي يطلقه

ص: 51

المتكلمون فهو ماتركب من جزءين فصاعدًا، والجوهر الفرد ما تحيز، والعرض ما قام به الجسم، أو بالجسم، أو بالجوهر، لا غنى به عنه متحركًا كان أو ساكنًا، وقد اختلفوا في إثبات الجوهر الفرد، قالوا: وهذه الأقسام الثلاثة هي جملة المخلوقات لا يخرج عنها شيء منها، والله سبحانه وتعالى منزه وعن كل واحدة منها، ويستحيل ذلك عليه سبحانه وتعالى.

جيس: قوله في باب بيع الأصول والثمار من المهذب: إن كانت الثمرة مما يقطع بسرا كالجيسوان هو بجيم مكسورة، ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، ثم سين مهملة مفتوحة، ثم واو، ثم ألف، ثم نون، وهو جنس من البسر أسود اللون، نخلته غليظة الجذع طويلة العنق، أطول النخل عنقا طويلة الجريد، والخوص كثيرة السعف قائمته دقيقة الشوك مزدوجة الشوك، طويلة العرجون والشمراخ، وبسرتها تؤكل حمراء أو خضراء، فإذا رطبت فسدت، وقيل: إنها نخلة مريم عليها السلام.

جعر: قوله في باب السلم من الوسيط: ولو أسلم في الرديء لم يجز إلا في رداءة النوع كالجعرور، هو بضم الجيم والراء المهملة، وبينهما عين ساكنة مهملة، وهو رديء التمر. قال الأزهري: قال الأصمعي: الجعرور ضرب من الدقل يحمل شيئًا صغارا لا خير فيه. قال ابن فارس: قال أبو عبيدة: الجعرور الدقل.

جعل: وأما قولهم باب الجعالة: فهي بكسر الجيم، وأصلها في اللغة وفي اصطلاح العلماء ما يجعل للإنسان على شيء يفعله، ومثلها الجعل والجعيلة، وصورتها أن يقول من رد عبدي الآبق أو دابتي الضالة، أونحوهما فله كذا، وهو عقد صحيح للحاجة، وتعذر الإجارة في أكثره.

جفر: قولهم: في جزاء الصيد: “في اليربوع جفرة، وفي الأرنب عناق”، الجفرة بفتح الجيم وإسكان الفاء، قال أهل اللغة: هي الأنثى من ولد المعز تفطم وتفصل عن أمها فتأخذ في الرعي، وذلك بعد أربعة أشهر، والذكر جفر، وأما العناق: فهي الأنثى من ولد المعز من حين يولد إلى أن يرعى.

قال الرافعي: هذا معناهما في اللغة، قال: لكن يجب أن يكون المراد بالجفرة هنا ما دون العناق، فإن الأرنب خير من اليربوع، وقال عياض في حديث أم زرع: قال ابن الانبارى وابن دريد: الجفرة من أولاد الضأن، وقال أبو عبيدة وغيره: من أولاد المعز. قوله في مختصر المزني يقول في السلم في البعير غير مودن نقي من العيوب سبط الخلق مجفر الجنين،

ص: 52

قال الرافعي: المودن ناقص الخلقة، والسبط المديد القامة الوافر الأعضاء، ومجفر الجنين عظيمهما وواسعهما، قال: واتفق الأصحاب على أن ذكر هذه الأمور تأكيدا وليس بشرط.

جفل: يقال جفل القوم، وأجفلوا إذا انهزموا بجماعتهم.

جفن: الجفنة بفتح الجيم وإسكان الفاء، قال الأزهري: في باب قعر، قال ابن الأعرابي: القعر والجفنة والمعجن والشيزى والدسيعة بمعنى.

جفا: قال الإمام أبو منصور الأزهري: قال الليث: يقال: جفا الشيء يجفو جفاء ممدودا كالسرج يجفو عن الظهر إذا لم يلزم، وكالجنب عن الفراش، وتجافى مثله، والحجة في أن جفا لازما بمعنى تجافى. قول العجاج يصف الثور:

وشجر الهداب عنه فجفا

يقول: رفع هداب الأرطي بقرنه حتى تجافى عنه، ويقال: جافيت جنبي عن الفراش فتجافى، وأجفيت القتب عن ظهر البعير فجفا. قال الليث: والجفا يقصر ويمد نقيض الصلة. قال الأزهري: قلت: الجفاء ممدود عند النحويين، وما أعلم أحدا أجاز فيه القصر، قال: والجفوة ألزم في ترك الصلة من الجفا؛ لأن الجفا قد يكون في فعلاته إذا لم يكن له ملق ولا لبق، قال الأزهري: تقول جفوته أجفوه جفوة أي: مرة واحدة، وجفاء كثيرا مصدر عام، والجفاء يكون في الخلقة، والخلق يقال رجل جافى الخلقة، وجافي الخلق إذا كان غليظ العشرة، ويكون الجفا في سوء العشرة، والخرق في المعاملة والتحامل عند الغضب وسورته على الجليس، هذا آخر ما نقلته عن الأزهري.

وقال صاحب المحكم: جفا الشيء جفاء وتجافي لم يلزم مكانه، واجتفيته أنزلته عن مكانه، وجفا جنبه عن الفراش، وتجافى نبا عنه ولم يطمئن عليه، وجفا الشيء عليه ثقل، والجفاء نقيض الصلة وهو من ذلك، وقد جفاه جفوا وجفاءا وجفاه ماله لم يلازمه، ورجل فيه جفوة وجفوة، فإذا كان هو المجفو قيل: به جفوة.

جلب: الجلباب بكسر الجيم هو الملحفة، وجمعه جلابيب والجلبان معروف، وهو أكبر من الماش. قال أهل اللغة: وهو الخلن بضم الخاء، وتشديد اللام المفتوحة، وله في كتاب الصيام من المختصر والوسيط، وأكره العلك؛ لأنه يجلب الغم.

ذكر الروياني في البحر: أنه ضبط بالجيم وبالحاء المهملة، فمن قال: بالجيم، فمعناه يجلب الريق ويجمعه فربما ابتلعه، وذلك مفطر في أحد الوجهين،

ص: 53

ومكروه في الآخر، قال: وقيل: معنى يجلب الغم أي يطيب النكهة ويزيل الخلوف، ومن قاله بالحاء فمعناه يمتص الريق ويجهد الصائم فيورث العطش.

جلو: قال الزجاج وغيره: يقال جلا القوم، وأجلوا عن ديارهم إذا رحلوا عنها.

جمر: جمار الرمي في الحج معروفة: وهي الحصى، وصفتها معروفة في هذه الكتب، وكذا كيفية الرمي، وأحكامه. وروى أبو الوليد الأزرقي عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري وسعيد بن جبير رضي الله تعالى عنهم، قالوا: ما تقبل من الجمار رفع، وما لم يتقبل ترك، قال ابن عباس: وكل بها ملك.

جمع: يوم الجمعة معروف، ويقال: بضم الميم وإسكانها وفتحها، فأما الضم والإسكان فمشهورتان، وأما الفتح فغريبة حكاها الواحدي عن الفراء رحمهما الله تعالى. قال الفراء: الضم قراءة عامة القراء، والإسكان قراءة الأعمش، والفتح لغة بني عقيل، كأنهم ذهبوا بها إلى صفة اليوم؛ لأنه يجمع الناس، كما يقال: ضحكة للذي يكثر الضحك، وسمي يوم الجمعة لاجتماع الناس فيه، هذا هو الأشهر في اللغة، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنها سميت به لأن آدم عليه السلام جمع فيها خلقه، وقيل: لأن المخلوقات اجتمع خلقها، وفرع منها في يوم الجمعة، وجمع الجمعة جمع وجمعات، ويقال: جمع القوم بتشديد الميم يجمعون أي: شهدوا الجمعة فصلوها، وكان يوم الجمعة يسمى في الجاهلية العروبة بالألف واللام. قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب: لا يعرفه أهل اللغة إلا بالألف واللام إلا شاذا، قال: ومعناه اليوم البين المعظم من أعرب إذا بين. قال: ولم يزل يوم الجمعة معظما عند أهل كل ملة، قال: ويقال له حربة أي مرتفع عال كالحربة، قال: وقيل: من هذا اشتق المحراب، ويقال: جامع الرجل امرأته أي وطئها، وقولهم في العيد والكسوف ينادى لهما الصلاة جامعة هو بنصب الصلاة، وجامعة الصلاة على الإفراد وجامعة على الحال ويوم الجمعة.

قيل: لم يسم بالجمعة إلا في الأسلام، وقيل: سماه كعب بن لؤي، وكانت قريش تجتمع إليه فيه فيخطبهم فيه، ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويأمرهم بالإيمان به، وممن ذكر الخلاف في الجمعة السهيلي، ويقال: جمعت الشيء المفرق وأجمعه جمعا فاجتمع، والرجل المجتمع بكسر الميم هو الذي بلغ أشده.

قال الجوهري وغيره:

ص: 54

ولا يقال ذلك للنساء، ويقال للجارية إذا شبت، قد جمعت الثياب أي لبست الدرع والخمار والملحفة، وقد تجمع القوم أي اجتمعوا، ويقال للموضع الذي يجتمعون فيه مجمع القوم، بفتح الميم وكسرها مثل مطلع، ومطلع ذكرها الجوهري، ويقال للمزدلفة: جمع بفتح الجيم وإسكان الميم سميت به لاجتماع الناس بها، وقيل: جمعهم بين الوقوف بها، وجمع الكف بضم الجيم وإسكان الميم هو حين يقبض أصابعها، ويقال: فلانه من زوجها بجمع، وجمع بضم الميم وكسرها أي لم يطأها، وماتت فلانة بجمع بضم الميم أي ماتت وولدها في جوفها، والجامع المسجد الأعظم من مساجد البلد جمعه الناس، ويقال: المسجد الجامع ومسجد الجامع وهو على ظاهره من الإضافة، عند النحويين الكوفيين وعند البصريين لا يجوز إضافة الشيء إلى نفسه، فيقولون: معناه مسجد المكان الجامع والجمعاء من البهائم التي لم يذهب من ثديها شيء، قال الكسائى وغيره: يقال: أجمعت الأمر وعلى الأمر إذا عزمت عليه والأمر مجمع، ويقال: هذا الشيء مجموع أي جمع من ها هنا وها هنا.

ويقال: استجمع السيل أي اجتمع من كل مكان، ويقال: قبضت حقي أجمع للتوكيد، ويقال: جاء القوم بأجمعهم بضم الميم وفتحها لغتان فصيحتان مشهورتان الضم أجودهما، معناه كلهم، ويقال: جماع الأمر كذا أي الذي يجمعه، وقوله في خطبة التنبيه إذا قرأه المنتهي تذكر به جميع الحوادث، وفي خطبة الوجيز بنحوه هذا من العام الذي يراد به الخصوص أي تذكر كثيرا منها، ويجوز أن يراد به الحقيقة لمن كان متبحرا وجامعه على أمر كذا أي اجتمع معه عليه كذا، قال الجوهري: وقال الحريري: في درة الغواص لا يقال اجتمع فلان مع فلان، وإنما يقال اجتمع فلان وفلان.

جمل: وقعة الجمل في خلافة علي رضي الله عنه مشهورة، كانت سنة ست وثلاثين، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين، وكانت وقعة الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وذكر ابن الأثير في كتابه معرفة الصحابة في ترجمة يعلى بن أمية أن إسم الجمل الذي كانت عليه عائشة رضي الله عنها يوم الجمل عسكر.

جنب: يقال: أجنب الرجل، وجنب بضم الجيم وكسر النون من الجنابة، والأول أفصح وأشهر، ورجل جنب وامرأة جنب ورجلان ورجال ونساء جنب كله بلفظ واحد هذا هو الفصيح، وبه جاء القرآن وفي لغة مشهورة يثنى ويجمع، فيقال: جنبان

ص: 55

وجنبون وأجناب.

جنن: قال الأزهري في باب عنن، قال عمر بن أبي عمرو عن أبيه: يقال للمجنون معنون ومصروع ومخفوع ومعتوه وممنوه وممنه إذا كان مجنونا، وزاد في باب العين والهاء والراء وممسوس. قال صاحب المحكم في باب خلع: الخلاع والخيلع والخولع كالخبل والجنون يصيب الإنسان، وقيل: هو فزع يبقى في الفؤاد يكاد يعتري منه الوسواس. قال الإمام أبو الحسن الواحدي في آخر سورة الأحقاف من تفسيره: اختلف العلماء في حكم مؤمني الجن، فروى سفيان عن الليث: أن ثوابهم أن يجاروا من النار، ثم يقال لهم كونوا ترابا كالبهائم، قال: وهذا مذهب جماعة من أهل العلم، قالوا: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار، وذهب آخرون: أنهم كما يعاقبون بالإساءة يجازون بالإحسان وهو مذهب مالك وابن أبي ليلى.

قال الضحاك: والجن يدخلون ويأكلون ويشربون. قال الزجاج: يقال جنه الليل وأجنه وجن عليه، إذا أظلم وستره جنونا وجنانا وإجنانا، وجننت الميت وأجننته دفنته، وفي صحيح البخاري في باب ذكر الجن في أول كتاب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم أداوة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، فقال: من هذا، فقال: أنا أبو هريرة، فقال: ابغني أحجارا استنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة، فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعتها إلى جنبه، ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت، فقلت: ما بال العظم والروثة، قال: هما من طعام الجن، وأنه أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن، فسألوني الزاد فدعوت الله تعالى أن لا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعامًا.

جهبذ: الجهبذ بكسر الجيم، والباء الموحدة، وبالذال المعجمة هو الفائق في تمييز جيد الدراهم من رديئها، والجمع جهابذة، وهي عجمية، وقد تطلق على البارع في العلم استعارة، وقيل: الجهابذة السماسرة، ذكره شارح مقامات الحريري في المقامة السادسة.

جهد: قال الرازي: الاجتهاد في عرف الفقهاء هو استفراغ الوسع في النظر فيما لا يلحقه فيه لوم.

الرجعة: الجوهر معروف الواحدة جوهرة، قال الجوهري وغيره: هو معروف، وأما الجوهر الفرد الذي يستعمله المتكلمون فهو ما تحيز، وقد سبق ذكره في فصل جسم.

جهل: قال الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه البسيط في التفسير في

ص: 56

قول الله تعالى {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} (آل عمران: من الآية154) قال: الجاهلية زمان الفترة قبل الإسلام. قال الجوهري: الجهل خلاف العلم، وقد جهل فلان جهلاً وجهالة، وتجاهل أرى من نفسه ذلك وليس به، واستجهله عده جاهلاً واستخفه أيضًا، والتجهيل أن تنسبه إلى الجهل، والمجهلة الأمر الذي يحملك على الجهل، ومنه قولهم الولد مجهلة، وقولهم كان ذلك في الجاهلية الجهلاء توكيد للأول، يشتق له من اسمه ما يؤكد به، كما يقال وتد واتد، وليلة ليلاء، ويوم أيوم، هذا كلام الجوهري.

قلت: والجهل عند أهل الأصول اعتقاد الشيء جزما على خلاف ما هو به، وقوله في الوسيط في باب الربا في مسألة: مد عجوة، والتقويم تخمين وجهل لا يفيد معرفة في الربا، قال الإمام الرافعي: أراد بالجهل هنا عدم العلم، وإلا فحقيقة المشهور هو الجزم بكون الشيء على خلاف ما هو، وهو ضد التخمين، والظن فلا يكون الشيء تخمينا وجهلا بذلك المعنى.

جوح: قال الأزهري: قال الشافعي رضي الله عنه: جماع الجوائح كل ما أذهب الثمرة أو بعضها من أمر سماوي بغير جناية آدمي. قال الأزهري: والجائحة تكون بالبرد يقع من السماء، وتكون بالبرد المحرق أو الحر المفرط حتى يبطل الثمر، وقال الأزهري أيضًا في كتاب شرح ألفاظ المختصر: الجوائح جمع الجائحة، وهي الآفة تصيب ثمر النخل من حر مفرط أو برد يعظم حجمه فينفض الثمر ويلقيه.

قال الإمام أبو سليمان الخطابي: الجوائح هي الآفات التي تصيب الثمار فتهلكها، يقال: جاحهم الدهر يجوحهم، واجتاحهم الزمان إذا أصابهم بمكروه عظيم، وفي الحديث أمر بوضع الجوائح معناه أن يسقط من الثمن ما يقابل الثمرة التي تلفت بالجائحة.

جود: الجواد من أسماء الله تعالى، قال أبو جعفر النحاس في أسماء الله تعالى وصفاته: الجواد في كلام العرب، الذي يتفضل على شيء لا يستحق، والذي يعطي من لا يسأل، ويعطي الكثير، ولا يخاف الفقر، من قولهم: مطر جواد إذا كان كثيرا، وفرس جواد إذا كان يعدو كثيرا.

جون: ذكر في باب العدد من الوسيط: أن الجون مشترك بين الضوء والظلمة، وهو بفتح الجيم وإسكان الواو. قال أهل اللغة: الجون يطلق على الأسود والأبيض، قالوا: والسدفة تطلق على الظلمة والضوء، فهذا الذي قاله الغزالي مخالف للغة.

ص: 57