المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

عبد المطلب يسقي الناس حتى توفي، فقام بأمر السقاية بعده - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٣

[النووي]

الفصل: عبد المطلب يسقي الناس حتى توفي، فقام بأمر السقاية بعده

عبد المطلب يسقي الناس حتى توفي، فقام بأمر السقاية بعده ابنه العباس بن عبد المطلب، فلم تزل في يده، وكان للعباس كرم بالطائف، فكان يحمل زبيبه، وكان يداين أهل الطائف، ويقتضي منهم الزبيب، فينبذ ذلك كله، ويسقيه الحاج في أيام الموسم، حتى مضت الجاهلية، وصدر من الإسلام ثم أقرها النبي صلى الله عليه وسلم في يد العباس يوم الفتح، ثم لم تزل في يد العباس حتى توفي فوليها بعده ابنه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، فكان يفعل ذلك كفعله، ولا ينازعه فيها منازع، حتى توفي فكانت بيد ابنه علي بن عبد الله يفعل كفعل ابيه وجده، يأتيه الزبيب من الطائف، فينبذه حتى توفي، ثم كانت بيده إلى الآن.

‌حرف السين

سار: قوله في أول الوسيط: الطهورية مخصوصة بالماء من بين سائر المائعات، قد أنكره الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى فقال: في كلامه هذا استعمال للفظة سائر بمعنى الجميع، وذلك مردود عند أهل اللغة، معدود في غلط العامة، وأشباههم من الخاصة. قال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة: أهل اللغة اتفقوا على أن معنى سائر الباقي. قال الشيخ: ولا التفات إلى قول الجوهري صاحب اللغة سائر الناس جميعهم، فإنه ممن لا يقبل ما ينفرد به، وقد حكم عليه بالغلط في هذا من وجيهن، أحدهما: في تفسير ذلك بالجميع، والثاني: في أنه ذكره في فصل سير، وحقه أن يذكره في فصل سار؛ لأنه من السؤر بالهمز، وهو بقية الشراب وغيره.

قال الشيخ: وقول الغزالي صحيح من حيث الحكم، أن هذه الخصوصية، إنما هي بالنسبة إلى المائعات فحسب لا مطلقًا، فإن التراب طهور أيضًا بنص الحديث، فهذا وجه يصح به هذا الكلام، وقد استعمل الغزالي رحمه الله تعالى سائر بمعنى الجميع، في مواضع كثيرة من الوسيط، وهي لغة صحيحة ذكرها غير الجوهرى، لم ينفرد بها الجوهري، بل وافقه عليها الإمام أبو منصور الجواليقي في أول كتابه شرح أدب الكاتب أن سائر بمعنى: الجميع، واستشهد على ذلك، وإذا اتفق هذان الإمامان على نقلها فهي لغة. وقال ابن دريد: سائر الشيء يقع على معظمه، وجله ولا يستغرقه. كقولهم جاء سائر بني فلان أي:

ص: 140

جلهم، ولك سائر المال أي: معظمه. قال ابن بري: ويدل على صحة قوله قول ابن مضرس:

وليس له من سائر الناس عاذر

فما حسن أن يعذر المرء نفسه

وقال ذو الرمة:

وسائر اليسير إلا ذاك منجذب

معرسا في بياض الصبح وقعته

إلا ذاك المستثنى التعريس من السير، فسائر بمعنى: الجميع، وأنكر أبو علي أن يكون سائر من السؤر بمعنى: البقية؛ لأنها تقتضي الأقل، والسائر الأكثر، ولحذفهم عينها في نحو قوله:

كلون الثؤر وهي إذا ما سارها

وسود ماء المرد فاها فلونه

لأنها لما اعتلت بالقلب اعتلت بالحذف، ولو كانت العين همزة في الأصل لما حذفت.

قال ابن ولاد: سائر يوافق بقية، في نحو أخذت من المال بعضه وتركت سائره؛ لأن المتروك بمنزلة البقية، يفارقها من حيث أن السائر لما كثر، والبقية لما قل، ولهذا تقول: أخذت من الكتاب ورقة، وتركت سائره، ولا تقول: تركت بقيته، وقوله الصحيح: أن سائر بمعنى الباقي قل أو كثر لا شاهد عليه؛ لأنه استعمل للأكثر والبقية للأقل، كما قال أبو علي: وقال ابن بري: من جعل سائر من سار يسير، فيجوز أن يقول: لقيت سائر القوم أي: الجماعة التي يسير فيها هذا الاسم، وأنشدوا على ذلك قول ابن الرقاع:

توفي فليغفر له سائر الذنب

وحجر وزيان وإن يك حافظا

وابن أحمر:

فلم تعدموا من سائر الناس باغيا

فلا يأتنا منكم كتاب بروعة

وقول ذي الرمة، وقد سبق قول ابن أحمر:

ومالت حماحمه وسائره ندى

قضيبا من الريحان غله الندى

وقال الأحوص:

إلى غيركم من سائر الناس مجمع

فإني لأستحييكم أن يقودني

وقال المعري:

فهو فرض في سائر الأبدان

أشرب العالمون حبك طبعا

وقال الأحوص:

رقد القوم سائر الحراس

فجلتها لنا لبابة ولما

سبب: والأصبع السبابة، وهي تلي الأبهام سميت بذلك؛ لأن الناس يشيرون بها عند السب.

سبج: قوله في باب جامع الإيمان من المهذب: وإن لبس شيئا من الخرز،

ص: 141

والسبج هو السبج بسين مهملة ثم باء موحدة مفتوحتين ثم جيم، وهو خرز أسود يلبس في العراق كثيرًا، وهو فارسي معرب. قال الجوهري: وقال ابن فارس في المجمل: هو عربي.

سبح: التسبيح في اللغة التنزيه، ومعنى سبحان الله تنزيها له من النقائص مطلقًا، ومن صفات المحدثات كلها، وهو اسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر لفعل محذوف، تقديره: سبحت الله تعالى.

قال النحويون وأهل اللغة: يقال: سبحت الله تعالى تسبيحًا وسبحانًا، فالتسبيح مصدر، وسبحان واقع موقعه ولا يستعمل غالبًا إلا مضافًا كقولنا سبحان الله، وهو مضاف إلى المفعول به أي: سبحت الله تعالى؛ لأنه المسبح المنزه.

قال أبو البقاء رحمه الله تعالى: ويجوز أن يكون مضافًا إلى الفاعل لأن المعنى تنزه الله تعالى، وهذا الذي قاله وإن كان له وجه فالمشهور المعروف هو الأول، قالوا: وقد جاء غير مضاف كقول الشاعر:

فسبحانه ثم سبحانًا أنزهه

قال أهل اللغة والمعاني والتفسير وغيرهم: ويكون التسبيح بمعنى الصلاة، ومنه قول الله سبحانه وتعالى:{فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} (الصافات:143) أي المصلين، والسبحة بضم السين صلاة النافلة، ومنه قوله في الحديث: سبحة الضحى وغيرها، ومنه ما حكاه في هيئة الجمعة من المهذب: قعود الإمام يقطع السبحة.

قال الجوهري رحمه الله تعالى: السبحة التطوع من الذكر والصلاة، تقول: قضيت سبحتي، قالوا: وإنما قيل: للمصلي مسبح لكونه معظما لله عز وجل بالصلاة وعبادته إياه وخضوعه له، فهو منزه بصورة حاله، قالوا: وجاء التسبيح بمعنى: الاستثناء، ومنه قوله تعالى:{قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} أي: تستثنون، وتقولون: إن شاء الله تعالى، وهو راجع إلى معنى التعظيم لله عز وجل للتبرك باسمه.

قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى: قال سيبويه رحمه الله تعالى: معنى سبحان الله براءة الله من السوء، وسبحان الله بهذا المعنى معرفة يدل على ذلك. قول الأعشى:

سبحان من علقمة الفاجر

أي: براءة منه، قال: وهو ذكر تعظيم لله تعالى لا يصلح لغيره، وإنما ذكره الشاعر نادرًا، ورده إلى الأصل وأجراه كالمثل. قلت: ومراد سيبويه رحمه الله تعالى: إنه اسم معرفة لا ينصرف إذا لم يضف للعلمية، وزيادة الألف والنون، ولهذا لم يصرفه الأعشى، ومنهم من يصرفه ويجعله نكرة، كما تقدم في البيت السابق والله تعالى أعلم.

قلت: هذا أصل هذه

ص: 142

الكلمة، ثم أنها يؤتى بها للتعجب، ومن ذلك قول الله عز وجل:{سبحنك هذا بهتن عظيم} . قال أبو القاسم الزمخشري: سبحانك هنا للتعجب من عظم الأمر. قلت: فإن قيل: فما معنى التعجب في كلمة التسبيح، قلنا: الأصل في ذلك أن يسبح الله تعالى عند رؤية العجيب من صنائعه، ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه. قلت: ومنه الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للمغتسلة من الحيض: “خذي فرصة من مسك فتطهري بها” قالت: كيف أتطهر بها. قال: “سبحان الله تطهري بها” وفي الحديث الآخر في الصحيح: أن أبا هريرة لما سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسل ثم جاء وقال: كنت جنبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: “سبحان الله إن المؤمن لا ينجس” ومعنى الحديثين: التعجب من خفاء هذا الأمر الذي لا يخفى، ومثله ماحكاه في أول باب العدد من المهذب عن الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك بن أنس رحمه الله تعالى: حديث جميلة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: “لا تزيد المرأة على السنتين في الحمل”، قال مالك: سبحان الله من يقول هذا، هذه امرأة محمد بن عجلان جارتنا تحمل أربع سنين، أراد مالك رحمه الله تعالى التعجب من أنكار هذا الأمر مشاهدة المحسوس.

ونظائر ما ذكرنا كثيرة، وكذلك يقولون في التعجب: لا إله الا الله، وممن ذكر هذين اللفظتين في ألفاظ التعجب من النحويين الإمام أبو بكر ابن السراج رحمه الله تعالى في كتابه الأصول، والله تعالى أعلم.

وقوله في السجود من المهذب يقول: “سبوح قدوس”، فيهما لغتان مشهورتان، أفصحهما وأكثرهما ضم أولهما وثانيهما، والثانية فتح أولهما مع ضم ثانيهما. قال الجوهري: سبوح من صفات الله تعالى، قال ثعلب: كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلإ السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما أكثر وكذلك الزروج. وقال ابن فارس في المجمل: سبوح هو الله عز وجل، وكذلك قاله الزبيدي في مختصر العين، فحصل خلاف في أنه اسم الله تعالى أو صفة من صفاته، وتسمية هذا خلافًا يحرم على بعض أصحابنا المتكلمين من أن صفاته سبحانه وتعالى لا يقال هي الذات ولا غيرها، ويكون المراد بالسبوح والقدوس المسبح والمقدس، فكأنه قال: مسبح مقدس رب الملائكة والروح عز وجل. والله تعالى أعلم.

والسُبْحة: بضم السين وإسكان الباء، خرز منظومة يسبح

ص: 143

بها معروفة، تعتادها أهل الخير مأخوذة من التسبيح، والمسبحة بضم الميم وفتح السين وكسر الباء المشددة الأصبع السبابة، وهي التي تلي الإبهام سميت بذلك؛ لأن المصلي يشير بها إلى التوحيد والتنزيه لله سبحانه وتعالى عن الشرك. قال أصحابنا: وتكون إشارته عند الهمزة من قوله إلا الله في قوله أشهد أن لا إله إلا الله.

وأما صلاة التسبيح المعروفة: فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها على خلاف العادة في غيرها، وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره، وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا، وهي سنة حسنة، وقد أوضحتها أكمل إيضاح، وسأزيدها إيضاحا في شرح المهذب مبسوطة إن شاء الله تعالى.

ومعنى سبوح قدوس: المبرأ من النقائص والشريك، وكل ما لا يليق بالإليهة، وقدوس: المطهر من كل ما لا يليق بالخالق. قال الهروي: وقيل: القدوس المبارك. قال القاضي عياض: وقيل فيه: سبوحا قدوسا أي: أسبح سبوحًا، أو أذكر أو أعظم أو أعبد، والسباحة بكسر السين العوم في الماء، يقال: سبح يسبح بفتح الباء فيهما. والله تعالى أعلم.

سبط: يقال شعر سبط بكسر الباء وفتحها، أي: مسترسل، وسبط الشعر بكسر الباء يسبط بفتحها سبطا بالفتح أيضًا، ورجل سبط الشعر، وسبط بكسر الباء وإسكانها، والساباط سقيفة بين حائطين تحتها طريق أو نحوه، والجمع سوابط وساباطات، وفي الحديث: أتى سباطة قوم فبال قائمًا، بضم السين وتخفيف الباء، وهي ملقى الكناسة والتراب، ونحوهما تكون بفناء الدار، وسباط بضم السين اسم الشهر المعروف في شهور الروم.

سبع: قوله في مختصر المزني، ويضطبع الطائف حتى يكمل سبعة، اختلفت نسخ المختصر فيه ففي بعضها سبعة بالباء الموحدة قبل العين أي: طوفاته السبعة، وفي بعضها سعية بمثناة من تحت بعد العين، وهي السعي بين الصفا والمروة.

وينبني على هذا الخلاف في لفظ اختلاف أصحابنا: في أنه يضطبع في الركعتين بعد الطواف أم لا؟ فمن قال: بالباء، قال: إذا فرغ الطواف أزال الاضطباع ثم صلى ثم أعاد الآضطباع للسعي. ومن قاله: بالمثناة، قال: يستديم الاضطباع في الطواف والصلاة والسعي، والصحيح عند الأصحاب هو الأول، وقد أوضحته في الروضة، وأرجو إيضاحه في المناسك.

سبغ: قولهم إن اقتصر في الوضوء

ص: 144

على مرة وأسبغ أجزأه، وإن نقص عن المد والصاع، وأسبغ أجزأه، معنى أسبغ: عمم الأعضاء واستوعبها، ومنه ثوب سابغ، ودرع سابغة.

سبق: في الحديث: "لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل" قال الإمام أبو سليمان الخطابي في معالم السنن: السبق بفتح السين والباء، ما يجعل للسابق على سبقه من جعل ونوال، وأما السبق بسكون الباء، فهو مصدر سبقت الرجل أسبقه سبقًا، قال: والرواية الصحيحة في هذا الحديث السبق مفتوحة الباء، يريد أن العطاء والجعل لا يستحق إلا في سباق الخيل والإبل، وما في معناهما من النضال وهو الرمي، هكذا قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح رحمه الله تعالى: أن الرواية الصحيحة فيه فتح الباء، وقوله في باب المسابقة من المهذب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله تعالى عنه: يا علي قد جعلت إليك هذ السبقة بين الناس، هو بضم السين وإسكان الباء، هكذا قيده جماعة من المصنفين في ألفاظ المهذب، وذكر بعض المصنفين منهم: أنه روي بفتح السين، وأنكره المحققون، وقالوا: الصواب الضم، ومعناه أمر المسابقة.

قال الإمام الواحدي في تفسير أول سورة الحجر: سبق إذا كان واقعا على شخص فمعناه جاز وخلف، كقولك سبق زيد عمرًا أي جازه وخلفه وراءه. ومعنى استأخر قصر عنه ولم يبلغه، وأما إذا كان واقعًا على زمان، فهو بالعكس من هذا، كقولك سبق فلان الحول، وسبق عام كذا أي: مضى قبل مجيئه ولم يبلغه. ومعنى استأخر عنه جاوزه وخلفه وراءه، فقوله تعالى:{مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا} (الحجر: من الآية5) أي: لا تقصر عنه فتهلك قبل بلوع الأجل، وما يستئخرون أي: يتجاوزنه ويتأخر الأجل عنهم.

سجد: قال الأزهري: السجود أصله التطامن والميل. وقال الواحدي: أصله في اللغة الخضوع والتذلل، قال: وسجود كل شيء في القرأن طاعته لما سجد له، هذا أصله في اللغة، ثم قيل: لكل من وضع جبهته على الأرض سجد؛ لأنه غاية الخضوع.

سحر: قولها: بين سحري ونحري، السحر: فتح السين وضمها لغتان، وإسكان الحاء المهملتين وهو الرئة وما يتعلق بها. قال القاضي عياض: وقيل: إنما هو شجري بالشين المعجمة والجيم أي: ضمته إلى نحرها

ص: 145

مشبكة يديها عليه، والصواب المعروف هو الأول.

سحل: قوله في المهذب في باب الكفن "كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث أثواب سحولية" هو بضم الحاء المهملة، وروي بفتح السين وضمها، والفتح قول الأكثرين وروايتهم. قال الأزهري في تفسير هذا الحديث: سحول بفتح السين مدينة في ناحية اليمن تحمل منها الثياب، فيقال لها السحولية، قال: وأما السحولية بضم السين فهي الثياب البيض، قال غير الأزهرى: السحولية بالفتح نسبة إلى سحول قرية ظاهرا، وبالضم ثياب القطن، وقيل: بالضم ثياب نقية من القطن خاصة، وفي رواية لمسلم: ثلاثة أثواب سحولية بضم السين، قالوا: هو جمع سحل وهو ثوب القطن.

سدد: قوله في المهذب في باب طهارة البدن والثوب: وإن حمل يعني المصلي قارورة فيها نجاسة وقد سد رأسها، ففيه وجهان: قوله: سد هو بالسين المهملة، قال صاحب البيان: لم يذكر الشيخ أبو إسحاق بأي شيء سد رأسها، وسائر أصحابنا قالوا: إذا سد رأسها بالصفر والرصاص وما أشبههما، والتحم بالقارورة ففيه وجهان: وأما إذا سد رأسها بشمعة أو خرقة وما أشبههما فلا تصح صلاته وجهًا واحدًا، قال: وأطلاق الشيخ يحمل على الصفر والرصاص وما أشبههما.

سدر: في الحديث: "المحرم يغسله بماء وسدر"، وفيه حديث صحيح مخرج في صحيح البخاري ومسلم السدر معروف، وهو من شجر النبق، ويطلق السدر على الغاسول المعروف، وعلى الشجرة، وواحدة الشجر سدرة، ويجمع على سدرات وسدارات وسدرات وسدر، الأولى بكسر السين وإسكان الدال، والثانية كسر السين وفتح الدال، والثالثة كسرهما، والرابعة كسر السين وفتح الدال من غير ألف بعدهما، وكذلك تجمع كسرة.

سرر: قال الله تعالى: {لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً} (البقرة: من الآية235) قال صاحب المهذب: وفسر الشافعي رضي الله تعالى عنه: السر بالجماع؛ لأنه يفعل سرًا، وقد اختلف المفسرون وغيرهم في هذا، فنقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وغيره: أنه الجماع، كما قال الشافعي رضي الله تعالى عنه: وذهب جماعات إلى أن المراد بالسر الزنا، حكاه الواحدي عن الحسن وقتادة والضحاك والربيع، وهو رواية عطية بن ابن عباس، قالوا: وكان الرجل يدخل على المرينة، وهو يعرض بالنكاح

ص: 146

فيقول لها: دعيني فإذا وفيت عدتك أظهرت نكاحك، فنهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك.

وقال الشعبي والسدي: لا تأخذ عليها ميثاقًا أن لا تنكح غيره، وجمع الواحدي الأقوال، ثم قال: فحصل في السر أربعة أقوال: النكاح، والجماع، والزنا، والسر الذي تخفيه وتكمته عن غيرك. قال: وقوله تعالى: {إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً} (البقرة: من الآية235) يعني به التعريض بالخطبة وتقديره: قولاً معروفًا في هذا الموضع؛ لأن التعريض مأذون فيه معروف، والتصريح مزجور عنه فهو معروف. قال: ويجوز أن يكون المعنى قولاً معروفًا منه الفحوى دون التصريح، والسرير معروف: وهو مشترك بين سرير المولود وسرير الميت وهو نفسه، وسرير الملك، وجمعه أسرَّة وسرر بضم السين والراء، كما قال الله تعالى:{عَلَى سُرُرٍ} (الحجر: من الآية47) هذه هي اللغة الفصيحة المشهورة، ويجوز فتح الراء الأولى عند المحققين من النحويين وأهل اللغة.

قال الجوهري في صحاحه: جمع السرير سرر، إلا أن بعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التصغير، فيرد الأولى منهما إلى الفتح لخفته، فيقول: سرر، وكذلك ما أشبهه كذليل وذلل ونحوه، هذا كلام الجوهري.

وقد ذكر الفتح شيخنا جمال الدين بن مالك رحمه الله تعالى في كتابه المثلث، قال: ولكن الضم أقيس، وأشهر وأنشد في المهذب في باب الإيلاء:

لزعزع من هذا السرير جوانبه

المراد بالسرير هنا: نفس المرة التي أنشدت الشعر شبهت نفسها بالسرير من حيث أنها فراش للرجل مركوب كسرير الخشب الذي يجلس عليه.

وقال الواحدي في تفسير سورة الحجر: قال أبو عبيدة: يقال: في جمع السرير سرر بضم الراء وسرر بفتحها، وكل فعيل من المضاعف يجمع على فعل، وفعل بالضم والفتح. وقال المفضل: بعض تميم وكلب يفتحون؛ لأنهم يستثقلون ضمتين متواليتين في حرفين من جنس واحد. وقال بعض أهل المعاني: السرير مجلس رفيع موطوء للسرور، وهو مأخوذ منه؛ لأنه مجلس سرور. وقال الإمام أبو علي عمر بن محمد بن عمر الشلوبيني في كتابه شرح الجزولية عند قول صاحب الجزولية: وإنما فتحوا عين فعل في مضاعفه والأعرف الضم. قال الشلوبيني: مثاله سرر، وسرر جمع سرير، وجدد وجدد جمع جديد، وهذا قياس في النحو مطرد عند النحويين، وذلك يرد قول يعقوب وغيره في قولهم: ثياب جدد، ولا تقول جدد إنما الجدد

ص: 147

الطرائف، فإن الضم في جدد جمع جديد، جائز على ما ذكرناه ولم يعرفه يعقوب. وقال أبو عمر الزاهد في شرح الفصيح في أوائل باب المضموم أوله: سمعت المبرد يقول: ثياب جدد، وثياب جدد وسرير وسرر وسرر لغتان فصيحتان، وقولهم: تسرى بجارية، قال الأزهري: تسرى بمعنى تسرر لكن كثرت الراءات، فقلبت إحداهن ياء، كما قالوا: تظنيت من الظن، وأصله تظننت. وقال البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي: قال أبو العلاء بن كموشاد: يقال: تسرى الجارية وتسررها واستسرها.

سرف: قال الأزهري وغيره: السرف مجاوزة الحد المعروف لمثله.

سرق: قال الجوهري: سرق منه مالا يسرق سرقا بالتحريك، يعني: بفتح الراء. قال: والاسم السرق، والسرقة بكسر الراء فيهما، قال: وربما قالوا: سرقه مالا وسرقه نسبه إلى السرقة. قوله في المهذب في باب السلم: بعد أن ذكر ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في السلم في السرق: والسرق الحرير، فالسرق بفتح السين والراء المهملتين، ولكن قال الجوهري: هو شقق الحرير، ثم قال: قال أبو عبيد: إلا أنها البيض منها الواحدة منها سرقة. قال: وأصلها بالفارسية سرة أي: جيد، فعربوه كما عرب برق للحمل، ويلحق للقباء، واستبرق للغليظ من الديباج. والله تعالى أعلم.

سرل: قال الأزهري: أما سرل فليس بعربي صحيح، والسراويل أعجمية عربت، وجاء السراويل على لفظ الجماعة وهي واحدة، وقد سمعت غير واحد من الأعراب يقول: سروال، وإذا قالوا: سراويل أنثوا.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: "أنه كره السراويل المخرفجة" يعني: الواسعة الطويلة، قال: وقال الليث: السراويل أعجمية أعربت وأنثت، والجمع سراويلات، قال: وسرولته أي: ألبسته السراويل، هذا ما ذكره الأزهري. وقال صاحب المحكم: السراويل فارسي معرب يذكر ويؤنث، ولم يعرف الأصمعي فيها إلا التأنيث، والجمع سراويلات. قال سيبويه: ولا يكسر؛ لأنه لو كسر لم يرجع إلى لفظ الواحد فترك، وقد قيل: سراويل جمع واحده سروالة، وسروله فتسرول ألبسه إياها فلبسها، والسراوين السراويل: زعم يعقوب أن النون فيها بدل من اللام. وقال الجوهري السراويل معروف يذكر ويؤنث، والجمع السراويلات. قال سيبويه: سراويل واحدة وهي أعجمية أعربت

ص: 148

فأشبهت من كلامهم مما لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، فهي مصروفة في النكرة ومن النحويين من لا يصرفه في النكرة، ويزعم أنه جمع سروال وسروالة، والعمل على القول الأول والثاني أقوى. وقال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث، السراويل مؤنثة لا يذكرها من علمناه. قال: وبعض العرب يظن السراويل جماعة، قال: وسمعت من الأعراب من يقول: الشراويل بالشين يعني المعجمة.

سطل: السطل بفتح السين وإسكان الطاء، ويقال أيضا: السطيل. قال الزبيدي: جمع السطل سطول. قال: وهي طسيسة صغيرة على هيئة التور له عروة.

سعد: قال أهل اللغة: السعد اليمن.

سعل: قال الأزهري في باب العين والهاء والكاف: الهكاع السعال يعني: بضم الهاء.

سعن: قوله في المهذب في باب عقد الذمة في كتاب النصارى في الصلح: ولا يخرج سعانينا ولا باعونا هو بسين مفتوحة ثم عين مهلمتين وبالنون، وهو عيد معروف لهم، وهو منصوب بإسقاط الحرف أي: لا يخرج في السعانين. وقال أبو السعادات ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث: هو عيد لهم قبل عيدهم الكبير بأسبوع. قال: وهو سرياني معرب. قال: وقيل: هو جمع واحده سعنون، وهو الذي ذكرته من أنه بالسين المهملة لا خلاف فيه وممن قيده كذلك، ونص عليه من العلماء أبو السعادات ابن الأثير وغيره، وتقوله العوام وأشباههم من المتفقهين بالشين المعجمة، وذلك خطأ ظاهر.

سعى: قوله في مختصر المزني: ويضطبع حتى يكمل سعيه، كذا وقع في بعض النسخ، وفي بعضها سبعة بموحدة قبل العين، وتقدم بيانه في حرف السين والموحدة.

سفتج: قوله في باب القرض: اقترض على أنه يكتب له سفتجة هي بالسين المهملة والتاء وإسكان الفاء بينهما وبالجيم، وهو كتاب يكتبه المستقرض للمقرض إلى نائبه ببلد آخر ليعطيه ما أقرضه، وهي لفظة أعجمية.

سفر: قوله في الوسيط والوجيز والروضة في مواضع: إن صرح الوكيل بالسفارة وهي بكسر السين وهي النيابة. قال الرافعي في آخر الباب الرابع من كتاب

ص: 149

الخلع: أصل السفارة الإصلاح، يقال: سفرت بين القوم أي: أصلحت، ثم سمي الرسول سفيرًا؛ لأنه يسعى في الإصلاح، ويبعث له غالبًا.

سفل: قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى: قال الليث: الأسفل نقيض الأعلى، والسفلى نقيض العليا، والسفل نقيض العلو في التسفل، والتعلي والسافلة نقيض العالية في النهر والرمح ونحوه، والسافل: نقيض العالي، والسفلة نقيض العلية، والسفال نقيض العلاء. ويقال: أمرهم في سفال وفي علاء، والسفول مصدر وهو نقيض علو، والسفل نقيض العلو في البناء، هذا ما ذكره الأزهري.

وقال صاحب المحكم رحمه الله تعالى: السفل، والسفل يعني: بضم السين وكسرها، والسفلة يعني: بالكسر نقيض العلو، والأسفل نقيض الأعلى يكون إسمًا وظرفًا، وقد سفل وسفل يعني: بفتح الفاء وضمها يسفل فيهما يعني: بضم الفاء سفالا وسفولا وتسفل، وسفلة الناس وسفلتهم أسافلهم وغوغاؤهم. وقيل: سفالة كل شيء وعلاوته أسفله وأعلاه.

سقمن: السقمونيا: بفتح السين الميم وكسر النون مقصورة، وهي من العقاقير التي تقتل، ويصح بيعها؛ لأنه ينتفع بقليلها، وقد ذكرتها في الروضة في أول كتاب البيع؟

سكر: السكر معروف، والسكر المذكور في باب زكاة الثمار من المهذب: وهو نوع من النخل وهو بضم السين وتشديد الكاف مثل السكر المعروف، وتفسيره مذكور في باب الهاء في فصل هلب لمصلحة اقتضته، وأعلم أن المذهب الصحيح الذي جزم به أصحابنا وغيرهم في الأصول: أن السكران ليس مكلفًا. وقال الشيخ أبو محمد الجويني في باب الأذان من كتابه الفروق، والقاضي حسين في فتاويه فيه، وصاحب التهذيب فيه: هو مكلف، واحتج بقول الله تعالى:{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} (النساء: من الآية43) وأجاب الغزالي في المتسصفى عن الآية.

سكن: السكين معروف، قال أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكاتب حكي عن الأصمعي: أن السكين تذكر، وزعم الفراء أنه يذكر ويؤنث، وحكى الكسائى سكينه، وحكى ابن السكيت سكين حديد وحداد.

زاد غيره حدادًا بالتخفيف، والجمع حداد يعني: بكسر الحاء، وسكين محدد ومحددة ومحد ومحدة، لأنك تقول: أحددت السكين وحددته. ويقال: سكين مجلى ومجلو، واشتقاق السكين من سكن أي: هدأ ومات

ص: 150

أي: السكون بها.

قال النحاس: قال أبو إسحاق: واشتقاق المدية من المدي؛ لأنها مدى الأجل. قال ابن الأعرابي: يقال: للسكين مدية، ومَدية، ومِدية ثلاث لغات، والنصاب أصل الشيء، وأنصبت السكين جعلت له نصابا، وأقبضتها وأقربتها جعلت لها مقبضا وقرابا، وقربتها أدخلتها في القراب، وكذا غلفتها وأغلفتها، والشفرة الجانب الذي يقطع من السكين، والذي لا يقطع به يقال له كل، حكاه أبو زيد، والحديدة الذاهبة في النصاب سيلان، وحد رأس السكين الذباب، والذي يليه الظبة، وجانبت السكين غمدته مقلوبًا، هذا آخر كلام النحاس.

سلب: في الحديث: "لا تغالو في الكفن فإنه يسلب سلبًا سريعًا" فسر تفسيرين أحدهما: يبلى عاجلا، فلا فائدة في المغالاة فيه. والثاني: أن النباش يقصده إذا كان غاليًا نفيسًا فيسلبه، والسلب: اجتذاب الثوب عن الملابس.

سلم: السلام: اسم من أسماء الله تعالى، واختلف العلماء في معناه، فذكر إمام الحرمين في كتابه الإرشاد فيه ثلاثة أقوال، أحدها: معناه ذو السلاة من كل آفة ونقيصة، فيكون من أسماء التنزيه. والثاني: معناه مالك تسليم العباد من المهالك، فيرجع إلى القدرة. والثالث: معناه ذو السلام علىالمؤمنين في الجنان، فيرجع إلى الكلام القديم والقول الأزلي، هذا كلام إمام الحرمين. وقال غيره: معناه الذي سلم خلقه من ظلمه، وقيل: معناه مسلم المسلمين من العذاب، وقيل: المسلم على المصطفين، لقوله تعالى {وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (النمل: من الآية59) أي: ذو السلام وأما السلام من الصلاة. وقوله في التشهد: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، وسلام الإنسان على الآخر فهو بمعنى السلامة أي: لكم السلام والسلامة.

وذكر الأزهري فيه قولين، أحدهما: معناه اسم السلام وهو الله عز وجل عليك. والثاني: سلم الله عليك تسليما وسلامًا، ومن سلم الله تعالى عليه سلم من الآفات. وقيل: معناه السلام عليكم أي: الله معكم على بمعنى مع. قال الهروي: ويقال: نحن مسالمون لكم.

قال أبو جعفرالنحاس: قولهم: سلام عليكم هو بالرفع، قال: ويجوز بالنصب، إلا أن الاختيار الرفع، قال: وقد قال النحويون: ما كان مشتقًا من فعل، فالاختيار فيه النصب نحو قولك: سقيًا لزيد وويل له لأن ويلا لا فعل له، ويجوز في أحدهما ما جاز في الأخر إلا أن الاختيار ما قدمناه. قال: وكان يجب على هذا أن ينصب سلام؛ لأن منه فعلا ولكن اختير الرفع؛ لأنه أعم،

ص: 151

وليس يراد أفعل فعلا، فيكون المعنى تحية عليك.

قال النحاس في موضع آخر: إنما قالوا: سلام عليك في أول الكتاب لأنه ما ابتدىء به ولم يتقدمه ما يكون به معرفة، وجب أن يكون نكرة. وقالوا في الآخر: السلام عليك؛ لأنه إشارة إلى الأول، وقدموا السلام على الرحمة؛ لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى. قوله: استلم الحجر الأسود. قال الهروي: قال الأزهري: استلام الحجر افتعال من السلام وهو التحية، كما يقال: افترأت السلام، ولذلك أهل اليمن يسمون الركن الأسود المحيا: معناه أن الناس يحيونه. وقال العتبي: هو افتعال من السلام، وهي الحجارة واحدتها سلمة، تقول: استلمت الحجر إذا لمسته، كما تقول اكتحلت من الكحل، هذا ما ذكره الهروي.

وقال الجوهري: استلم الحجر إما بالقبلة أو باليد، ولا يهمز؛ لأنه مأخوذ من السلام وهو الحجر، وبعضهم يهمزه. وقال صاحب المحكم: استلم الحجر واستلأمه قبله أو اعتنقه، وليس أصله الهمز. قال الواحدي في تفسير سورة هود في قوله سبحانه وتعالى:{قَالُوا سَلاماً} (هود: من الآية69) قال سلام. قال: قال: أكثر ما يستعمل سلام بغير ألف ولام، وذلك أنه في مثل الدعاء، فهو مثل قولهم: خير بين يديك، لما كان في معنى المنصوب استخير فيه الابتداء بالنكرة، فمن ذلك قوله تعالى:{قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} (مريم: من الآية47) وقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد:24) وقوله تعالى: {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} (الصافات:79){سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} (الصافات:120) وغير ذلك، وجاء بالألف واللام في قوله تعالى:{وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} (طه: من الآية47) قال: وقال الأخفش: ومن العرب من يقول: سلام عليكم، ومنهم من يقول: السلام عليكم، فالذين ألحقوا الألف واللام حملوه على غير المعهود، والذين لم يلحقوه حملوه على غير المعهود، وزعم أن فيهم من يقول: سلام عليكم فلا ينون، وحمل ذلك على وجهين، أحدهما: أنه حذف الزيادة من الكلمة كما تحذف من الأصل في نحو لم يك. والآخر: أنه لما كثر استعمال هذه الكلمة وفيها الألف واللام حذفا لكثرة الاستعمال كما حذفا من اللهم فقالوا لهم. وقرأ حمزة، قال: سلم بكسر السين. قال الفراء: وهو في معنى سلام، كما قالوا: حل وحلال وحرم وحرام؛ لأن التفسير جاء بأنهم سلموا عليه فرد عليهم، وأنشد:

كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح

ص: 152

مررنا فقلنا آيه سلم فسلمت

فهذا دليل على أنهم سلموا فردت عليهم فعلى هذا القراءتان بمعنى. قال أبو علي: ويحتمل أن يكون سلم خلاف العدو والحرب؛ لأنهم لما تخلفوا عن طعام إبراهيم عليه السلام فنكرهم. فقال: سلم أي: أنا سلم ولست بحرب ولا عدو، فلا تمتنعوا من طعامي كطعام العدو.

قلت: فعلى هذا لا يكون قوله: سلم، جوابا لقولهم: سلامًا، بل حذف جواب ذلك للدلالة، فلما قعدوا عنده وأحضر الطعام فامتنعوا، قال: سلم والله تعالى أعلم.

قال أهل العلم: ويسمى السلام تحية، ومنه قول الله سبحانه وتعالى:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النساء: من الآية86) قال بعض العلماء: سمي تحية؛ لأنه يستقبل به محياه وهو وجهه، وسلم بضم السين وفتح اللام معروف، وهو الدرجة والمرقاة، قاله في المحكم، قال: ويذكر ويؤنث، قال ابن عقيل:

يبنى له في السموات السلاليم

لا يحرز المرء أحجار البلاد ولا

احتاج فزاد الياء، هذا ما ذكره في المحكم. وقال الجوهري: السلم واحد السلاليم. وقال الهروي في قوله تعالى: {أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ} (الأنعام: من الآية35) أي: مصعدا، وهو الشيء الذي سلمك إلى مصعدك، مأخوذ من السلامة. وقال أبو حاتم السجستاني في المذكر والمؤنث: السلم مذكر، وفي القرآن العزيز {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} (الطور: من الآية38) قال: وقد ذكروا التأنيث أيضا عن العرب، قوله في الوسيط في بيع الأصول والثمار: اللفظ الثالث الدار ولا يندرج تحتها المنقولات كالرفوف المنقولة والسلاليم، كذا وقع السلاليم بالياء جمع سلم كما تقدم.

قال أهل اللغة: ويقال: سلمت الشيء إلى فلان فتسلمه أي: أخذه، وسلم فلان من كذا يسلم سلامة، وسلمه الله تعالى منه، والتسليم السلام، والتسليم للشيء والاستسلام له.

والاستسلام له الانقياد له وأسلم أمره إلى الله عز وجل أي: فوضه إليه، وأسلم دخل في دين الإسلام، وأسلمت زيدًا لكذا أي: خذلته، ويقال: تسالم القوم مسالمة وتسالما والسليم اللديغ.

قال أهل اللغة: في وجه تسميته بذلك قولان، أحدهما: التفاؤل بسلامته. والثاني: أنه أسلم لما به، والسلم الذي هو نوع من البيع معروف، ويقال فيه: السلف. قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر: السلم والسلف واحد، ويقال: سلم وأسلم وسلف وأسلف بمعنى واحد، هذا قول جميع أهل اللغة، هذا

ص: 153

ما ذكره الأزهري.

وأما معناه وحده في الشرع، فقال إمام الحرمين: فيه عبارتان للأصحاب مشعرتان بمقصوده، أحدهما: أنه عقد علي موصوف في الذمة ببدل يعطى عاجلا. والثانية: أنه عقد يفتقر إلى بدل ما يستحق تسليمه عاجلا في مقابلة ما لا يستحق تسليمه عاجلا. قوله صلى الله عليه وسلم: "على كل سلامى من أحدكم صدقة" ذكره في باب صلاة التطوع من المهذب، وهو بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم مثل حبارى. قال الهروي: قال أبو عبيد: كأن المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. وقال ابن فارس والجوهري: المراد بالسلامى عظام الأصابع. وقال صاحب المطالع كلامًا يجمع كل هذا، فقال على كل عظم ومفصل، قال: وأصله عظام الكف والأكارع.

قولهم في كتاب الحج: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام. قال القاضي أبو الطيب في كتابه المجرد السلام الأول هو اسم من أسماء الله تعالى، وقوله: ومنك السلام أي: السلامة من الآفات، قال: وقوله حينا ربنا بالسلام أي اجعل تحيتنا في وفودنا عليك السلامة من الآفات، قولهم جاز بشرط بالإجماع سلامة العاقبة. قال الإمام أبو القاسم الرافعي في آخر كتاب الوديعة: هذا اللفظ يكثر استعماله، وليس المراد منه اشتراط السلامة في نفس الجواز، حتى إذا لم يسلم ذلك الشيء يتبين عدم الجواز، بل المراد إنما يجوز التأخير ويشترط عليه التزام خطر الضمان.

سمت: قال الأزهري: قال الليث: التسمية ذكر الله تعالى على كل شيء، والتسميت قولك للعاطس يرحمك الله. قال الأزهري: وقال أبو العباس: يقال: سمت العاطس تسميتا، وشمته تشميتا إذا دعوت له بالهدى، وقصدت التسميت المستقيم والأصل فيه السين فقلبت شينا. قال صاحب المحكم: التسميت الدعاء للعاطس معناه: هداك الله تعالى إلى السمت، وذلك لما في العطاس من الانزعاج والقلق هذا قول الفارسى وقد سمته. وقال ثعلب: سمته إذا عطس فقال له يرحمك الله أخذا من السمت أي: الطريق والقصد، كأنه قصده بذلك الدعاء، وقد يجعلون السين شينا. وقال الهروي في باب الشين المعجمة: قال أبو عبيد: يقال: سمت العاطس وشمته بالسين والشين، إذا دعا له بالخير، والسين أعلى اللغتين. وقال أبو بكر: يقال: سمت فلانًا وسمت عليه إذا دعوت له، وكل داع بالخير فهو مسمت ومشمت. وقال أحمد بن يحيى: الأصل

ص: 154

فيها السين من السمت، وهو القصد والهدى. قال ثعلب: ومعناه بالمعجمة أبعد الله عنك الشماتة.

سمح: السماح والسماحة الجود، وسمح به إذا جاء به. وسمح لي أي: أعطاني وما كان سمحا، ولقد سمح بالضم فهو سمح، وقوم سمحاء كأنه جمع سميح ومساميح، كأنه جمه مسماح، وامرأة سمحة ونسوة سماح عن ثعلب، والمسامحة المساهلة وتسامحوا تساهلوا. قال: هذه الجملة الجوهري، وذكر الأزهري عن الليث: رجل سمح ورجال سمحاء ورجل مسماح ورجال مساميح. قال: وقال أبوزيد: سمح لي بذلك يسمح سماحة، وهي الموافقة على ما طلب وسمح لي أعطاني. قال ابن قتيبة في أدب الكاتب يقال: سمح وأسمح بمعنى.

سمر: السمور المذكور في باب الأطعمة طائر معروف، وهو بفتح الميم المشددة مثل سفود وكلوب.

سمع: قوله في الصلاة: سمع الله لمن حمده أي: تقبل منه حمده وجازاه به. قال الإمام أبو الحسن الواحدي في تفسير قول الله عز وجل: {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} (يّس:25) معناه: فاسمعوا مني، قاله أبو عبيدة والمبرد. قال: وهذا مثل قولك: سمعت فلانا وإنما المسموع قوله، ولكنه من المحذوف، وهو من أكثر الكلام يجري على الألسنة. وحق الكلام أن تقول: سمعت من فلان ما قال قوله في التنبيه في باب الجمعة، والمقيم في موضع لا يسمع فيه النداء من الموضع الذي تقام فيه الجمعة، هو بضم الياء من يسمع، فإنه لا يشترط سمع إنسان بعينه، بل متى سمع إنسان في القرية لزمت الجمعة جميع أهلها.

سمم: السمسم بكسر السينين معروف، والسم القاتل بضم السين وفتحها وكسرها ثلاث لغات، وكذلك اللغات الثلاث في سم الخياط: وهي ثقبته والضم والفتح مشهوران، وحكى الكسر جماعة منهم صاحب مطالع الأنوار، وجمعه سمام وسموم، وأفصحهن الفتح، ومسام البدن ثقبه وهي بفتح الميم وتشديد الميم الثانية، وسام أبرص بتشديد الميم.

قال أهل اللغة: هو كبار الوزغ. قال أهل اللغة والنحو: سام أبرص اسمان جعلا اسما واحدًا، ويجوز فيه وجهان أحدهما: أن تبنيهما على الفتح كخمسة عشر. والثاني: أن تعرب الأول وتضيفه إلى الثاني، ويكون الثاني مفتوحا لكونه لا ينصرف. قال أهل اللغة: وتقول في التثنية هذان ساما أبرص، وفي الجمع هؤلاء سوام أبرص،

ص: 155

وإن شئت قلت: هؤلاء السوام، ولا تذكر أبرص، وإن شئت قلت: هؤلاء البرصة والأبارص.

سمو: السماء هو السقف المعروف، مشتقة من السمو وهو العلو، وفيها لغتان التذكير والتأنيث. قال أبو الفتح الهمداني: أما التذكير فلأحد ثلاثة أوجه: أحدها على معنى السقف. والثاني: على اللفظ. والثالث: على أنه جمع مذكر وقع أولا فيكون جمع سماء مثل العطا جمع عطاء، كذا سمى أبو الفتح هذا جمعًا وهو اصطلاح أهل اللغة.

وأما أهل النحو والتصريف: فيسمونه اسم جمع، أو اسم جنس، ولا يسمونه جمعًا. قال أبو الفتح: وأما التأنيث فلوجهين، أحدهما: أنه من باب الأسماء الموضوعة للتأنيث كالآتان والعناق. والثاني: جمع سماء على لغة أهل الحجاز، فإنهم يؤنثون هذا الضرب فيقولون: هذا الصخر وهذه النمر وهذه السعير على معنى الصخور والنمور.

ومذهب أهل السنة وجمهور أهل اللغة: أن الاسم هو المسمى، ومذهب المعتزلة: أنه غيره، وقد يقع على التسمية، وقد أوضحته في شرح مسلم في مناقب عائشة رضي الله تعالى عنها.

سنخ: سنخ السن المذكور في باب الديات هو بكسر السين المهملة وإسكان النون وبالخاء المعجمة، وجمعه أسناخ، وهو أصل السن المستتر باللحم، وسنخ كل شيء أصله.

سنن: السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم أصلها الطريقة، وتطلق سنته صلى الله عليه وسلم على الأحاديث المروية عنه صلى الله عليه وسلم، وتطلق السنة على المندوب. قال جماعة من أصحابنا في أصول الفقه: السنة والمندوب والتطوع والنفل والمرغب فيه والمستحب كلها بمعنى واحد، وهو ما كان فعله راجحا على تركه ولا إثم في تركه، ويقال: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أي: شرعه وجعله شرعا، وقوله في باب التعزير من المهذب في حديث علي رضي الله تعالى عنه:"ما من رجل أقمت عليه حدا فمات فأجد في نفسي إلا شارب الخمر فإنه لو مات وديته" لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنه، هذا حديث صحيح. وقوله: لم يسنه، قيل: معناه لم يسن الزيادة على الأربعين تعزيرًا فأنا إذا زدتها تعزيرًا فمات وديته، والثاني: معناه لم يسنه بالسوط بل بالنعال، وأطراف الثياب.

وقوله صلى الله عليه وسلم في المجوس: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" مذكورة في الجزية

ص: 156

من المهذب، وذكر لفظه في الوسيط ولم يروه، معناه: أسلكوا بهم مسلك أهل الكتاب، واحكموا فيهم حكمهم هذا في الجزية خاصة، لا في حل المناكحة والذبيحة، وقولهم: أقل سن تحيض فيه المرأة، وقولهم: إن كانت في سن من تحيض وسن اليأس وسن البلوغ وسن التمييز، والمراد في الكل الزمان، قوله في آخر باب المسابقة من المهذب في السهم المزدلف؛ لأن الأرض تزيله عن سننه، يقال: بفتح السين وضمها لغتان مشهورتان، ومعناه: عن وجهه وقصده.

سهم: قوله في الوجيز في الركن الثاني من الباب الأول في المساقاة: وليكن الثمر مخصوصًا بهما مشروطًا على الاستهام، يعني: بالاستهام الاشتراك.

سود: جاء في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العنب حتى يسود، ذكره في باب بيع الأصول والثمار يسود بفتح الياء وإسكان السين وفتح الواو وتشديد الدال، هذه اللغة الفصيحة التي جاء بها القرآن العزيز، في قوله عز وجل:{يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} وفيه أربع لغات فتح الياء كما ذكرناه، وكسرها ويسواد، ويبياض بفتح الياء، وكسرها مع زيادة الألف.

سوك: السواك بكسر السين. قال ابن قتيبة في باب ما جاء مكسورًا، والعامة تضمه السواك بالكسر، ولا يقال: السواك يعني بالضم. قال الأزهري: قال الليث: السواك فعلك بالسواك والمسواك، يقال: ساك فاه يسوكه سوكا، فإذا قلت: استاك لم يذكر الضم، قال: والسواك تؤنثه العرب. وفي الحديث: "إن السواك مطهرة للفم" أي: تطهر الفم. قال الأزهري: ما سمعت أن السواك يؤنث، وهو عندي من غدد الليث، والسواك يذكر، وقولهم: مطهرة للفم كقولهم: الولد مجبنة مجهلة مبخلة. قال الليث: يقال: جاءت الإبل تساوك إذا جاءت تحرك رؤوسها. قال الأزهري: قلت: تقول العرب جاءت الغنم هزلاء تساوك أي: تتمايل من الهزال والضعف، وهكذا رواه ابن جبلة عن أبي عبيد، هذا ما ذكره الأزهري.

وقال الجوهري: السواك المسواك بجمع على سوك مثل كتاب وكتب، وسوك فاه تسويكا، وإذا قلت: استاك أو تسوك لم تذكر الفم، وجاءت الإبل تساوك أي: تتمايل من الضعف فى مشيتها. وقال صاحب المحكم: ساك الشئ سوكا دلكه، وساك فمه بالعود واستاك مشتق من ذلك، واسم العود المسواك يذكر ويؤنث، والسواك كالمسواك، والجمع سوك. قال أبو حنيفة: ربما همز، فقيل: سؤك، هذا ما ذكره في المحكم. ورأيت في نسخة

ص: 157

صحيحة منه على الحاشية السواك والمسواك يذكران هذا هو الصحيح، استدراك على المصنف.

قال صاحب التحرير في شرح صحيح مسلم: السواك هو استعمال عود أو غيره في الأسنان ليذهب الصفرة عنها، ويقلع القلح عن بياضها، والأحاديث في فضل السواك كثيرة معروفة في الصحيحين وغيرهما، ومن أحسنها وأغربها وفيه فائدة لطيفة عزيزة، ما رواه الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى في أول كتاب النكاح بإسناده عن أبي أيوب رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح" قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

سوي: قوله في المهذب في الهدي "استوت ناقته على البيداء"، يعني: علت على البيداء. قال المرزوقي في شرح الفصيح: تقول هذا الشيء يساوي ألفًا أي: يستوي معه في القدر، قال: والعامة تقول: يسوى وليس بشيء. قال: والسواء وسط الشيء واستقامته، ولذلك قيل: سويت الشيء وسواء السبيل منه. وكذلك قوله مائة سواء في صحيح مسلم في آخر كتاب النذر: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أعتق عبدًا كان ضربه، ثم قال: ما لي فيه من الأجر ما يسوى هذا. وفي صحيح البخاري في أوائل كتاب الحدود في باب لعن السارق عن الأعمش، قال: أن الحبل الذي يقطع فيه ما يسوى دراهم، كذا هو في الأصول يسوي، واعتذر صاحبهم عن كلام ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال: هو تغيير من بعض الرواة.

سيج: في المهذب في الجنازة السياج وهو الطيلسان الأخضر المقوي. وقيل: هو الحسن، منها قوله في التنبيه وغيره: أدخل ساجا في بناء فعفن فيه الساج بتخفيف الجيم نوع من الخشب، وهو من أجوده، والواحدة منه ساجة، وجمعه السيجان. قال القاضي عياض في المشارق: بعضهم يجعل هذا في حرف الياء وبعضهم في حرف الواو.

سود: قال الإمام الواحدي في قصة يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام في سورة آل عمران: في قول الله تعالى: {وَسَيِّداً وَحَصُوراً} (آل عمران: من الآية39) يقال: ساد فلان قومه يسودهم سوددا وسيادة إذا صار رئيسهم. قال الزجاج: السيد الذي يفوق في الخير قومه. وقال بعض أهل اللغة: السيد المالك الذي تجب طاعته، ولهذا يقال: سيد الغلام، ولا يقال سيد الثوب. وقال الفراء: السيد المالك، والسيد الرئيس، والسيد الحكيم، والسيد

ص: 158