الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في حر، ويقال: أضناه أي: أثقله.
ضوع: الضوع مذكور في الروضة في باب الأطعمة، هو بضم الضاد المعجمة وفتح الواو وبالعين المهملة. قال صاحب المجمل: الضوع طائر. قال المفضل: هو ذكر البوم وجمعه ضيعان. وقال الزبيدي: الضوع طائر من جنس الهام. وقال الجوهري: هو طير الليل من جنس الهام. والله أعلم.
حرف الطاء
طبب: الطبيب العالم، وجمع القلة أطبة والكثير أطباء تقول ما كنت طبيبا ولقد طببت بكسر الباء، والمتطبب: الذي يتعاطى علم رآه، والطَب والطُب بفتح الطاء وضمها لغتان في الطب فكل حاذق طبيب عند العرب، قال هذه الجملة الجوهري.
طبع: في الحديث: “من توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك” إلى آخره “طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة”. قال أهل اللغة: الطبع الختم، وطبع الشيء أي: ختم، والطابع بفتح الباء وكسرها لغتان، وهو الذي يختم به. قال أهل اللغة: والطبع السجية. وقوله في باب زكاة الثمار من المهذب: الناقة المطبعة هو بضم الميم وفتح الطاء والباء المشددة. قال أهل اللغة: هي المثقلة بالحمل.
طحلب: الطحلب المذكور في باب المياه من المهذب: والروضة هو بضم الطاء وإسكان الحاء المهملتين وتضم اللام وتفتح لغتان مشهورتان، وهو شيء أخضر يعلو الماء، ويقال قد طحلب الماء.
طرب: قال أهل اللغة: الطرب خفة تصيب الإنسان لشدة حزن أو سرور. قالوا: ولا يختص بالسرور والفعل. قال أهل اللغة: التطريب مد الصوت.
طرث: الطرثوت ذكره في الروضة في أول باب الربا، هو بضم الطاء المهملة وإسكان الراء وبثاءين مثلثتين الأولى مضمومة، وهو نبت يؤكل باردًا وفي القحط.
طرف: الطرفاء بالمد شجر من شجر البوادي، واحدها طرفة.
طرق: الطريق يذكر ويؤنث لغتان فصيحتان. قال أبو حاتم السجستاني: في المذكر والمؤنث الطريق، يؤنثه أهل الحجاز
ويذكره أهل نجد وأكثر العرب. قال: والقرآن كله يدل على التذكير، قال الله تعالى:{وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} (الاحقاف: من الآية30) قوله في باب الضمان من المهذب: استطرقت رجلا فحلا معناه: طلبت منه فحلا لأنزيه على دابتي.
طعم: الطعام ما يؤكل، والطعم بفتح الطاء ما يؤديه الذوق، يقال: طعمه مر، والطعام بالضم الطعام، وطعم يطعم بكسر العين في الماضي، وفتحها في المستقبل طعما، فهو طاعم إذا أكل أو ذاق مثل غنم يغنم غنما فهو غانم، وأطعمته أنا واستطعمته طلبت منه الطعام، ورجل مطعام كثير الاطعام والقرى، ومطعم بكسر الميم وفتح العين كثير الأكل، ومطعم بضم الميم مرزوق، والطعمة بضم الطاء المأكلة، يقال: جعلت هذه الضيعة طعمة لفلان، قاله الجوهري.
وقولهم: ويجزي في بول الغلام الذي لم يطعم النضح هو بفتح الياء أي: الذي لم يأكل، والمراد: الذي لم يأكل غير اللبن وغير ما يحنك به وما أشبهه، فإذا أكل الخبز وما أشبهه وجب الغسل، وفي الحديث نهى عن بيع الثمرة حتى تطعم، هو بضم التاء وإسكان الطاء وكسر العين.
قال أهل اللغة: يقال: أطعمت الثمرة أدركت وصار لها طعم، ومنه الحديث المشهور في قصة الدجال، قال: أخبروني عن نخل ببستان هل أطعم، وقد ذكر الشيخ أبو القاسم ابن البرزي وغيره ممن جمع ألفاظ المهذب: أن قوله هنا يطعم بفتح الياء والعين، وقال ابن باطيش: المختار أنه بضم الياء وفتح العين، وهذا غلط صريح وخطأ قبيح، والصواب ما ذكرناه أولا، واللفظة مشهورة في كتب اللغة والحديث كما قدمته، وإنما نقصد بيان بطلان هذا لئلا يغتر به أو يوهم أنه يقال بالوجهين. قال ابن فارس وغيره من أهل اللغة: الطعام يقع على كل ما يطعم حتى الماء. قال الله تعالى: {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} (البقرة: من الآية249) وقال النبي صلى الله عليه وسلم في زمزم: “إنها طعام طعم، وشفاء سقم” قوله صلى الله عليه وسلم: “أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني”، الصحيح عند العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم: أن معناه أعطى قوة الطاعم والشارب. وقيل: يطعم من طعام أهل الجنة حقيقة. قال الرافعي: قال المسعودي: أصح ما قيل في معناه: أعطى قوة الطاعم والشارب.
طعن: قوله في المهذب في كتاب الديات: وإن طعن وجنته. وفي أثناء كتاب السير منه أيضا شعر المتنبي:
بالراي قبل تطاعن الفرسان
ولربما طعن الفتى أقرانه
وبعده بقليل فى شعر ابن شعوب:
بطعنة مثل شعاع الشمس
لأحمين صاحبي ونفسي
الطعن: الضرب بالرمح وبالقرن وما يجري مجراهما، وتطاعنوا واطعنوا واستعير في الوقيعة في قال الله تعالى:{لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ} (النساء: من الآية46)، وقال تعالى:{وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ} (التوبة: من الآية12) ونهى صلى الله عليه وسلم عن الطعن في الأنساب، وجعله من أخلاق الجاهلية، وجعله كفرا هو والنياحة، والاستسقاء بالأنواء. والطاعون المذكور في باب الوصية: مرض معروف، هو بثر وورم مؤلم جدًا، يخرج مع لهب ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة، ويحصل معه خفقان القلب والقيء، ويخرج في المراق والأباط غالبًا، والأيدي والأصابع وسائر الجسد.
طفر: قوله في أول النكاح من الوسيط: وإن زالت البكارة بوثبة أو بطفرة، الطفرة بفتح الطاء المهملة وإسكان الفاء. قال صاحب العين وصاحب المجمل: يقال: طفر إذا وثب في ارتفاع. وقال الجوهري والزبيدي في مختصر العين: طفر معناه وثب فعلى هذا هما بمعنى، وعلى الأول يكون الوثوب عامًا في الارتفاع والتقدم، والطفر مختص بالارتفاع، ويمكن حمل الثاني على موافقة الأول.
طفل: قال الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه البسيط في أول سورة الحج: قال أبو الهيثم: الصبي يدعى طفلا حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم. قال أبو الهيثم: والعرب تقول جارية طفل، وجاريتان طفل، وجوار طفل، وغلام طفل، وغلمان طفل، ويقال: طفل وطفلة، وطفلان وطفلتان في القياس، وأطفال ويقال: طفلات، وأطفلت المرأة والظبية إذا صارت ذات طفل. وقال المفسرون وأصحاب المعاني والنحويون وأهل اللغة في قول الله تعالى:{أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} (النور: من الآية31) المراد بالطفل هنا الأطفال. قال المبرد وغيره: مجازه مجاز المصدر.
طلس: قال أهل اللغة: الطلس المحو والطمس، وقد طلست الكتاب أطلسه بكسر اللام طلسا فتطلس، والأطلس والطلس بكسر الطاء الخلق، وجمعه أطلاس، يقال رجل أطلس الثوب، والطيلسان بفتح الطاء واللام واحد الطيالسة.
قال الجوهري: والهاء في الجمع للعجمة؛ لأنه فارسي معرب. قال: ولا يجوز ترخيمة؛ لأنه ليس في كلام العرب، فيعل بكسر العين إلا معتلا نحو سيد وميت. وذكر القاضي عياض في المشارق في حرف السين مع الياء في تفسير الساحة: أن الطيلسان يقال بفتح اللام
وكسرها وضمها وهو أقل. هذا كلامه وهو غريب، والمشهور الفتح.
طلق: حد الطلاق تصرف مملوك للزوج يحدثه بلا سبب فينقطع النكاح به، ويقال في المرأة هي طالق وطالقة بالهاء، والمشهور الفصيح حذف الهاء، وهو المستعمل في الحديث والفقه وغيرهما، ووقع في نسخ المهذب: طالقة بالهاء، في قوله في باب الشرط في الطلاق في فصل: وإن قال أنت طالق اليوم، قال: وقوله هذا يحتمل أن يكون طالقة بطلاقها اليوم. ووقع في بعض المواضع من التنبيه طالقتان، وهو جار على هذه اللغة.
طلل: قوله في المهذب في دية الجنين ومثل ذلك يطل، روي يطل بالياء المثناة المضمومة وتشديد اللام المضمومة، وروي بطل بفتح الباء الموحدة واللام المخففة، وقد تقدم ذلك في حرف الباء، ومعنى يطل بالمثناة يهدر. قال الجوهري: قال أبو زيد: يقال طل دمه فهو مطلول وأطل، وطله الله تعالى وأطله أي: أهدره. قال: ولا يقال طل دمه بفتح الطاء، وأبو عبيدة والكسائى يقولانه، قال أبو عبيدة القاسم: فيه ثلاث لغات طل وطل وأطل، وقوله في الوسيط في أول كتاب الجراح في مسائل الإكراه على القتل: لو رمى إلى طلل هو بفتح الطاء واللام، وهو الشيء المرتفع، ويقال لشخص الإنسان طلل وطلالة بالفتح. قال أهل اللغة: يقال: أطل على الشيء أي: أشرف، وتطال بالتشديد إذا مد عنقه ينظر إلى شيء يبعد عنه.
طهر: الطهارة في اللغة: النظافة والتنزة عن الأدناس. وفي الشرع: رفع الحدث وإزالة النجاسة، أو ما في معناهما كالتيمم وتجديد الوضوء، والغسلة الثانية الثالثة وفي الوضوء، وإزالة النجاسة، والاغسال المسنونة، وطهارة المستحاضة، وسلس البول، وما في معناهما من حدث دائم، فكل هذه طهارات ولا يرفع ولا يزل نجسا، ومن اقتصر على أن الطهارة رفع الحدث، وإزالة النجس فليس بمصيب، فإنه حد ناقص لأنه يخرج منه ما ذكرناه، والله تعالى أعلم.
ويقال: طهر الشيء بفتح الهاء وضمها لغتان مشهورتان الفتح أفصحهما يطهر طهرا وطهارة. وقوله في أول الوسيط والوجيز: يستحب الاستطهار في إزالة النجاسة بغسلة ثانية وثالثة. قال الإمام أبو القاسم الرافعي: يجوز أن يقرأ بالطاء المهملة وبالظاء المعجمة، فالمهملة معناه طلب الطهر، وبالمعجمة الاحتياط، وهذا كله كما
قال الشافعي رحمه الله تعالى في أول المبتدأه المميزة إذا استحيضت ولا يتطهر بثلاثة أيام قرىء بهما جميعًا هذا كلام الرافعي. وقد ذكر صاحب البحر في باب الحيض: أن قول الشافعي لا يستظهر قرىء بالوجهين بالمعجمة والمهملة، ولم يرجح واحد منهما، كما لم يرجحه الرافعي، والصحيح الصواب المشهور المعروف المختار أنه بالمعجمة في الموضعين.
طوف: الطائفة من الشيء قطعة منه قاله الجوهري وغير الجوهري في قوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النور: من الآية2) قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: الواحد فما فوقه. وقال الهروي: يجوز أن يقال للواحد طائفة، يراد بها نفس طائفة. قال الإمام الثعلبي: اختلفوا في الطائفة في قوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال النخعي ومجاهد: أقله رجل واحد. وقال عطاء وعكرمة: رجلان. وقال أبو زيد: أربعة.
وحكى الواحدي هذه الأقوال، وزاد عن الزهري أنهم ثلاثة فصاعدا، وعن الحسن أنهم عشرة، وعن قتادة قال: هم نفر من المسلمين، وعن ابن عباس في رواية: أنهم أربعة إلى أربعين. قال الواحدي: قال الزجاج: أما من قال واحد فهو على غير ما عند أهل اللغة لأن الطائفة في معنى جماعة، وأقل الجماعة اثنان، وأقل ما يجب في الطائفة عندي اثنان.
قال الواحدي: والذي ينبغي أن يتحرى في شهادة عذاب الزنا أن يكونوا جماعة لأن الأغلب على الطائفة الجماعة. وحكي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك أنه قال الطائفة هنا خمسة. هذه مذاهب المفسرين والعلماء، وأما مذهبنا فالطائفة عندنا أربعة. قال الشيخ أبو حامد الاسفرايني: جعل الشافعي رضي الله تعالى عنه الطائفة في هذه الآية أربعة، وفي صلاة الخوف ثلاثة، وفي قوله تعالى:{فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} (التوبة: من الآية122) قال: الطائفة واحد فصاعدا، هذا كلام أبي حامد، ومذهبنا أن حضور الطافة عذاب الزنا مستحب وليس بواجب، والله تعالى أعلم.
وقد قال الشافعي والأصحاب في قول الله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} (النساء: من الآية102) إلى آخر الآية، المراد بالطائفة التي يصلي بها الإمام ثلاثة فصاعدا، وكذلك الطائفة التي تكون في وجه العدو، والمراد بهم ثلاثة فصاعدا. قال الشافعي والأصحاب: ويكره أن يصلى صلاة الخوف
بأقل من ستة سوى الإمام: ثلاثة منهم خلفه وثلاثة في وجه العدو، وهكذا نص عليه الشافعي في مختصر المزني، واتفق أصحابنا عليه، قالوا: فإن خالف أساء وكره كراهة تنزيهية وصحت صلاتهم، وأعترض أبو بكر بن داود على الشافعي رضي الله تعالى عنهم وقال: قوله أقل الطائفة ثلاثة خطأ لأن الطائفة في الشرع، واللغة تطلق على واحد. أما اللغة فحكى ثعلب عن الفراء أنه قال مسموع عن العرب أن الطائفة الواحد، وأما الشرع فقد احتج الشافعي في قبول خبر الواحد بقوله تعالى:{فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين} فحملها على الواحد، وأجاب أصحابنا عن اعتراضه بأجوبة: أحدها وهو المشهور، والراجح أن يسلم له أن الطائفة يجوز أن تطلق على واحد، وإنما قال الشافعي في الخوف: يستحب أن لا تكون الطائفة أقل من ثلاثة لقوله تعالى في الطائفة الأولى {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ} (النساء: من الآية102) وقال سبحانه وتعالى في الطائفة الأخرى: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} (النساء: من الآية102) فعبر عنهم بضمير الجمع في هذه المواضع كلها وأقل الجمع ثلاثة، وأما الطائفة في الآية التي استشهد بها فإنما حملناها على الواحد بالقرينة، وهو أن الإنذار يحصل بالواحد، وفي آية الزنا حملناها على أربعة؛ لأن المقصود إظهار ذلك في ملأ من الناس فلا يحصل بواحد
ولأنها البينة التي يثبت بها الزنا، فإن قيل فقد قال سبحانه وتعالى:{فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} (التوبة: من الآية122) فأعاد ضمير الجمع، فالجواب أن الجمع عائد إلى الطوائف التي تجتمع من الفرق، والله تعالى أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم: “إنها من الطوافين عليكم أو الطوافات” قال الهروي في تفسير هذا الحديث. قال أبو الهيثم: الطائف الخادم الذي يخدمك برفق، وجمعه الطوافون. وقال صاحب المحكم: الطوافون الخدام والمماليك. وقال الإمام أبو سليمان الخطابي: يتأول هذا الحديث على وجهين، أحدهما: أن يكون شبهها بخدم البيت وبمن يطوف على أهله للخدمة ومعالجة المهنة. والآخر: أن يكون شبهها بمن يطوف للحاجة والمسألة يريد أن الأجر في مواساتها كالأجر في مواساة من يطوف للحاجة ويتعرض للمسألة. وقال صاحب المطالع أي من
المتكررين: وما لا ينفك عنه ولا يقدر على التحفظ منه، والطائف المتكرر بالخدمة الملاطف فيها، قال: وقوله أو الطوافات يحتمل الشك، ويحتمل ذكر الصنفين من الذكور والإناث.
قلت: ويشبه أن يكون معنى الحديث والله أعلم: أن الطوافين من الخدم والصغار سقط الحجاب في حقهم للضرورة بكثرة مداخلتهم بخلاف غيرهم من الأحرار التابعين، فهكذا يسقط حكم النجاسة في الهرة بخلاف غيرها من الحيوانات؛ لأن الهرة من الطوافين. وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام أبو بكر بن العربي المالكي صاحب كتاب الأحوذي في شرح الترمذي، وهذا الحديث حديث صحيح مشهور، رواه مالك في موطئه وأبو داود والترمذي وغيرهما. قال الترمذي: هو حديث حسن صحيح. والله تعالى أعلم.
طيب: قوله في المهذب في قسم الفيء حلف المطيبين، هو بفتح الطاء المخففة وكسر الياء، ومعهم حلف الفضول بضم الفاء، هما حلفان كانا في قريش قبل نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم. والحِلْف بكسر الحاء وإسكان اللام هو العهد والبيعة، أحدهما: أنه وقع تنازع بين بني عبد مناف وبني عبد الدار، فيما كان إلى قصي من الحجابة والسقاية والرفادة واللواء، فتبع عبد مناف قبائل منهم أسد بن عبد العزى وتيم وزهرة وبنو الحارث بن فهر، وتحالفوا أنهم لا يتخاذلون، وأنهم ينصرون المظلومين، ويدفعون الظالمين، وتبع عبد الدر جمح وسهم ومخزوم وعدي وتحالفوا أيضًا وهؤلاء يسمون الأحلاف، وعبد مناف ومن معهم يسمون المطيبين لأنهم خرجوا جفنة فملأوها طيبًا فكانوا يغمسون أيديهم فيها ويتبايعون، وقيل: لأنهم أخرجوا من طيب أموالهم شيئًا أعدوه للأضياف.
والحلف الثاني: أنه كان في قريش من يستضعف الغريب فيظلمه ويأخذ ماله فأنكروا ذلك، وتبايعوا على منع الظالم من الظلم في دار عبد الله بن جدعان اجتمع عليه بنو هاشم وبنو المطلب وأسد بن عبد العزى وزهرة وتيم وسمي هذا حلف الفضول، قيل: لأنهم أخرجوا فضول أموالهم للأضياف، وقيل: لأنه قام بأمرهم جماعة اسم كل واحد منهم فضل منهم: الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم في حلف الفضول، وكان أيضا في الحلف الأول مع المطيبين، نقلته من شرح الوجيز.