الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إيليا: مذكورة في باب النذر من "الوسيط": وهو بيت المقدس زاده الله شرفًا، وهو بهمزة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء أخرى ثم ألف ممدود، هذا هو الأشهر وقال صاحب "مطالع الأنوار": وحكى البكري فيها القصر قال: ولغة ثالثة: أَلْيَاء بحذف الياء الأولى وسكون اللام والمد قال: قيل معناه بيت الله. قلت: وفي مسند أبي يعلى الموصلي في مسند ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه الإيلا بألف ولام، وهو غريب.
حرف الباء
بأر: البئر مؤنثة مهموزة يجوز تخفيفها وجمعها في القلة أبار، وآبار بالمد على القلب، وفي الكثرة بئار، وبأرت بئرا أي حفرتها، وأبأرت الرجل جعلت له بئرًا.
بتت: قال الزجاج في "كتاب فعلت وأفعلت": يقال بت القاضي الحكم عليه، وأبته إذا قطعه أي ألزمه، وبت الحبل وأبته.
بثر: قوله ذلك ابن عمر رضي الله عنهما بثره، ذكره في شرائط الصلاة من "الوسيط": البثرة بفتح الباء وسكون الثاء وبفتحها أيضًا: خراج صغير. قال الجوهري: البثر والبثور خراج صغير، واحدتها بثرة. وقد بثر وجهه يبثر، وكذلك بثر وجهه بالكسر، وبثر بالضم ثلاث لغات. قال صاحب "المحكم": البثر والبثير خراج صغير، وخص بعضهم به الوجه، واحدته بثرة وبثرة. قال الأزهري: قال أبو عبيد، عن الكسائى: بثر وجهه يبثر بثرًا، وهو وجه بثر من البثير، وبثر يبثر بثرًا. قال الأزهري: البثور مثل الْجَدَري، يقيح على الوجه وغيره من بدن الإنسان، واحدها بثر.
بحر: قول الغزالي وغيره في الحديث دم الحيض بحراني، هو بفتح الباء. قال أهل اللغة: يقال دمه بحراني وباحر إذا كان خالص الحمرة. وقال إمام الحرمين: الصحيح أنه الناصع اللون، يقال دمه باحر وبحراني إذا كان لا يشوب لونه لون دم الاستحاضة، أحمر رقيق ضارب إلى الشُقْرَة في غالب الأمر، فإذن دم الحيض أقوى لونًا ومتانة من الاستحاضة، هذا كلام الإمام.
بخت: البخاتي من الإبل مذكورة في الزكاة: نوع من الإبل معروف.
قال أهل اللغة: الواحد منهما بختيٌ، وجمعه البُخْت بضم الباء وإسكان الخاء، ويجمع أيضًا على البخاتيّ بتشديد الياء وبتخفيفها لغتان مشهورتان. قال أبو حاتم السجستاني في كتابه “المذكر والمؤنث”: البخت مؤنثة، جمع البختي والبختية. قال: ويقال: بخاتي بتشديد الياء ومخففة. قال: وبخاتي أيضًا بفتح الياء، قال الجوهري: البخت من الإبل معرب، وبعضهم يقول: هو عربي، وجمعها مصروف؛ لأنه جمع الجمع بخلاف مدائني.
بخع: قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} (الكهف: من الآية6) قال الأزهري: قال الفراء: أي محرج، وقاتل. قال الأخفش: بخعت لك نفسي ونصحي أبخع بخوعًا أي جهدتها، وفي الحديث: “أهل اليمن أبخع طاعة”. قال الأصمعي: أنصح. وقال غيره: أبلغ. وقال صاحب “المحكم”: بخع نفسه ويحمدونه ظرفاء حججها قتلها غيظُا أو غمًا.
بدا: قال الزجاج في كتاب “فعلت وأفعلت”: يقال: بدأ الله الخلق بداء وأبدأهم إبْدَاءً. قال الله تعالى: {اللَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ} (يونس: من الآية34) . وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (العنكبوت:19) .
بدد: قولهم لا بد من كذا قال أهل اللغة: معناه لا انفكاك ولا فراق منه، ولا مندوحة عنه، أي هو لازم جزمًا. قال الجوهري: ويقال البُدُّ العوض.
بدن: قال أهل اللغة: البدن الجسد. وقال صاحب العين: “البدن من الجسسد ما سوى الشوى، والرأس. قال أهل اللغة: الشوى: اليدان والرجلان والرآس من الآدميين، وكل ما ليس متصلاً. قال الجوهري: البدن السمن والاكتناز، تقول منه بدن الرجل بالفتح يبدن بدنًا إذا ضخم، وكذلك بدن بالضم يبدن بدانة فهو بادن، وامرأة بادن أيضًا وبدين وبدن بالتشديد أسن، أما البدنة فحيث أطلقت في كتب الحديث والفقه فالمراد بها البعير ذكرًا كان أو أنثى، وشرطها أن تكون في سن الأضحية وهي التي استكملت خمس سنين ودخلت في السادسة، هذا معناها في الكتب المذكورة، ولا تطلق في هذه الكتب ما ذكرنا بلا خلاف. وأما أهل اللغة فقال كثيرون منهم أو أكثرهم: تطلق على الناقة والبقرة. وقال الأزهري في “شرح ألفاظ المختصر”: البدنة لا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم، هذا كلام الأزهري. وقال الماوردي في كتابه “التفسير” في قول الله عز وجل:{والبُدْن} قال الجمهور: هي الإبل،
وقيل الإبل والبقر، وهو قول عطاء وجابر، وقيل: الإبل والبقر والغنم. قال: وهو شاذ، وأما إطلاقها على الذكر والأنثى من حيث اللغة فصحيح، وممن نص عليه وصرح به صاحب كتاب “العين” فقال: البدنة ناقة أو بقرة كذلك الذكر والأنثى منها يُهدَى إلى مكة هذا لفظه. وجمع البدنة: بدن بضم الدال وإسكانها وممن نص على الضم صاحب “الصحاح”
بدع: البِدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي منقسمة إلى: حسنة وقبيحة.
قال الشيخ الإمام المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في آخر كتاب “القواعد”: البدعة منقسمة إلى: واجبة، ومحرمة، ومندوبة، ومكروهة، ومباحة. قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فمحرمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة، وللبدع الواجبة أمثلة منها: الاشتغال بعلم النحو الذي يفهم به كلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك واجب؛ لأن حفظ الشريعة واجب، ولا يتأتى حفظها إلا بذلك وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب، الثاني حفظ غريب الكتاب والسنة في اللغة، الثالث تدوين أصول الدين وأصول الفقه، الرابع الكلام في الجرح والتعديل، وتمييز الصحيح من السقيم، وقد دلت قواعد الشريعة على أن حفظ الشريعة فرض كفاية فيما زاد على المتعين ولا يتأتى ذلك إلا بما ذكرناه، وللبدع المحرمة أمثلة منها: مذاهب القدرية والجبرية والمرجئة والمجسمة والرد على هؤلاء من البدع الواجبة، وللبدع المندوبة أمثلة منها إحداث الرُبِط والمدارس، وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول، ومنها التراويح، والكلام في دقائق التصوف، وفي الجدل، ومنها جمع المحافل للاستدلال إن قصد بذلك وجه الله تعالى. وللبدع المكروهة أمثلة: كزخرفة المساجد، وتزويق المصاحف، وللبدع المباحة أمثلة: منها المصافحة عقب الصبح والعصر، ومنها: التوسع في اللذيذ من المآكل، والمشارب، والملابس، والمساكن، ولبس الطيالسة، وتوسيع الأكمام. وقد يختلف في بعض ذلك فيجعله بعض العلماء من البدع المكروهة، ويجعله آخرون
من السنن المفعولة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بعده، وذلك كالاستعاذة في الصلاة والبسملة هذا آخر كلامه.
وروى البيهقي بإسناده في “مناقب الشافعي” عن الشافعي رضي الله عنه قال: المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من العلماء، وهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان: نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت ليس فيها رد لما مضى، هذا آخر كلام الشافعي رضي الله تعالى عنه.
بدا: بلا همزة، قال أهل اللغة: بدا الشيء يبدو بدوا بتشديد الواو، كقعد قعودًا، أي ظهر، وابتديته أظهرته، وبدا القوم بَدْوًا خرجوا إلى البادية، كقتلوا قتلاً، وبداله في الأمر بلا همزة بَدَاءً وبدًا بالمد والقصر حكاه عياض أي حدث له فيه رأي لم يكن، وهو ذو بَدَوَاتٍ أي يتغير رأيه، ومنه قوله في مسح الخف امسح سبعًا، وما بدالك والبَدَاءُ محال على الله تعالى بخلاف النسخ، والْبَدوُ والبادية بمعنى. ومنه الحديث في باب صلاة الجماعة “ما من ثلاثة في قرية أو بَدْوٍ”. والنسب إليه بدوي، وفي الحديث “من بدا جفا” أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب، والبداوة الإقامة في البادية. قال الجوهري: بكسر الباء وفتحها، وهي خلاف الحضارة. قال: قال ثعلب: لا أعرف فتحها إلا عن أبي زيد وحده، والنسبة إليه بداوي وباداه بالعداوة أي جاهره، وتبادوا بالعداوة تجاهروا، وتبدى أقام بالبادية، وتبادى تشبَّه بأهل البادية، وأهل المدينة يقولون: بدينا بمعنى بدأنا، هذا كله كلام الجوهري.
بذرق: قوله في أول الحج من “الوسيط” و“الوجيز” وجد بَذْرَقة بأجرة يعني خفيرًا، وهي لفظة عجمية عربت، وهو بفتح الباء وإسكان الذال وفتح الراء وبعدها قاف ثم هاء والذال معجمة.
وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: يقال بالدال المهملة وبالمعجمة وقوله في محرم المرأة يبذرقها أي يخفرها.
برا: قال الإمام أبو القاسم الرافعي: الاستبراء عبارة عن التربص الواجب بسبب ملك اليمين حدوثًا أو زوالاً، خص بهذا الاسم لأن هذا التربص مُقَدَّرٌ بأقل ما يَدُل على البراءة من غير تكرر، وخص
التربص الواجب بسبب النكاح باسم العدة اشتقاقًا من العدد لما فيه من التعدد. قاله المتولي في “التتمة” ويقال: بَرَأت من المرض، وبرئت منه، وبروت، وأبرأته من الدين فبرأ منه.
برح: البارحة اسم الليلة الماضية، وقال ثعلب والجمهور: لا يقال البارحة إلا بعد الزوال، ويقال فيما قبله الليلة. وقد ثبت في صحيح مسلم في آخر كتاب الرؤيا متصلاً بكتاب المناقب: عن سمرة بن جندب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل علينا بوجهه الكريم، فقال: “هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا” هكذا هو في جميع النسخ: البارحة، فيحمل قول ثعلب على أن ذاك حقيقة وهذا مجاز، وإلا فقوله مردود بهذا الحديث.
برر: قوله في خطبتي “الروضة” و“المنهاج”: الحمد لله البر. قال إمام الحرمين: البر خالق البر، وحكى الواحدي وغيره أنه الصادق فيما وعد أولياءه، وقولهم في الدعاء عند رؤية الكعبة الكريمة: اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا ومهابة، وزد من شرفه وعظمه ممن حجه واعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًا. هكذا هو يذكر المهابة أولاً وحدها، والبر وحده ثانيًا لا يجمع بينهما، وقد ذكروه في “الوسيط” و“المهذب” و“التنبيه” و“الروضة” على الصواب، ووقع في “المختصر” ذكر المهابة في الموضعين، وحذف البر فيهما، ووقع في “الوجيز” ذكر المهابة والبر جميعًا في الأول، وذكر البر وحده ثانيًا.
قال الإمام أبو القاسم الرافعي رحمه الله تعالى: أعلم أن الجمع بين المهابة والبر لم نره إلا لصاحب الوجيز ولا ذكر له في الحديث الوارد بهذا الدعاء، ولا في كتب الأصحاب والبيت لا يتصور منه بر، ولا يصح إطلاق هذا اللفظ عليه إلا أن يعني البر إليه. قال: وأما الثاني فالثابت في الخبر البر فقط، ولم تثبت الأئمة ما نقله المزني، هذا آخر كلام الرافعي.
قلت: ولإطلاق البر على البيت وجه صحيح، وهو أن يكون معناه أكثر زائريه، فبره بكثرة زيارته، كما أن من جملة بر الوالدين والأقارب والأصدقاء زيارتهم واحترامهم، ولكن المعروف ما تقدم عن الكتب الأربعة.
وقد روى أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث أبي شمر الغساني الأزرقي صاحب “تاريخ مكة” فيه حديثًا عن مكحول، عن النبي صلى الله عليه وسلم -
أنه كان إذا رأى البيت رفع يديه، وقال: “اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وبرًا وزد من شرفه” إلى آخره، هكذا ذكره جَمَعَ أولاً بين المهابة والبر كما وقع في “الوجيز” لكن هذه الرواية مرسلة وفي إسنادها رجل مجهول، وآخر ضعيف.
قوله في آخر “الوجيز”: لا قطع على النباش في برية ضائعة. قال الرافعي: يجوز برية بالباء الموحدة، ولا يجوز تربة بالمثناة فوق.
قلت: والأول أصوب وإن كانا جائزين.
برز: في الحديث: “اتقوا الملاعن الثلاث: البَرَازَ في الموارد، والظل، وقارعة الطريق” قال الإمام أبو سليمان الخطابي: البَرَازُ هنا مفتوحة الباء وهو اسم للفضاء الواسع من الأرض كَنَّوْا به عن حاجة الإنسان كما كنوا عنها بالخلاء، يقال: تبرز الرجل إذا تَغوَّط، وهو أن يخرج إلى البراز كما قيل يخلا إذا صار إلى الخلاء. قال الخطابي: وأكثر الرواة يقولون: البراز بكسر الباء، وهو غلط، وإنما البراز: مصدر بارزت الرجل في الحرب مبارزة، وبرازا، هذا آخر كلام الخطابي.
وذكر بعض من صنف في ألفاظ “المهذب” من الفضلاء أنه البراز بكسر الباء، قال: ولا تقل بفتحها، قال: لأن البراز بالكسر كناية عن ثقل الغذاء، وهو المراد، وهذا الذي قاله هذا القائل هو الظاهر أو الصواب.
قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: البراز بكسر الباء ثقل الغذاء وهو الغائط وأكثر الرواة عليه وهذا يعين المصير إليه لأن المعنى عليه ظاهر ولا يظهر معنى الفضاء الواسع إلا بتأويل وكلفة، فإذ لم تكن الرواية عليه لم يُصَرْ إليه والله أعلم، ويقال برز الرجل يبرز بروزًا أي خرج وظهر، وأبرزه غيره إبرازًا وَبَرَّزَهُ تبريزًا، والمبارزة في الحرب معروفة، وبَرَّزَ الرجل في العلم وغيره إذا فاق نظراءه فيه، وكذلك الفرس إذا سبق وامراة بَرْزَة بفتح الباء وإسكان الراء تَبْرُزُ وتخرج في حوائجها وليست مخدرة. والذهب الإبريز هو الخالص، تكرر ذكره في كلام الغزالي، وهو بكسر الهمزة والراء وإسكان الباء الموحدة بينهما.
برسم: الأبرسيم معروف، قال ابن السكيت، والجوهري، وغيرهما: هو بكسر الهمزة والراء وفتح السين وهو منصرف معرفة ونكرة، لأن العرب عربته وأدخلت عليه الألف واللام، وأجرتهُ مجرى ما أصْلُ بنائه لهم، وكذلك الديباج، والأجر، والزنجبيل،
ونظائرها.
وقال آخرون: إبرسيم بفتح الراء وكسر الهمزة وفتحها فحصل ثلاث لغات. وأما المبرسم فقال الجوهري: البرسام علة معروفة، وقد برسم الرجل فهو مبرسم. وأما قوله في باب الضمان من “مختصر المزني”: لا يصح ضمان المبرسم الذي يهذي، فقال صاحب “الحاوي”: لا اعتبار بالهذيان فمتى كان المبرسم زائل العقل بطل ضمانه وسائر عقوده، سواء كان يهذي أم لا، ولأصحابنا عن قوله يهذي جوابان: أحدهما أنه زيادة ذكرها المزني لغوًا، والثاني لها فائدة وذلك أن المبرسم يهذي في أول برسامه لقوة جسمه، فإذا طال به أضعف جسمه فلم يهذ فأبطل ضمانه في الحالة التي هو فيها صاحب قوة، فالحال التي دونها أولى.
برق: قال الزجاج في كتاب “فعلت وأفعلت”: قال أبو عبيدة وأبو زيد: يقال برق وأبرق إذا أوعد وتهدد، وبرقت السماء وأبرقت، قال: والاختيار برق وبرقت، والله أعلم.
برك: قال الإمام الواحدي في قول الله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (المؤمنون: من الآية14) أي استحق التعظيم والثناء بأنه لم يزل ولا يزال، وقيل: معناه ثبت الخير عنده، قاله ابن فارس. وقيل: معناه تعالى إلى، والبركة العلو والنماء. حكاه الأزهري عن ثعلب، وقيل: تعظم وتمجد. قاله الخليل بن أحمد، وقيل غيره. وأصله من البروك، وهو الثبوت، ومنه بركة الماء وبركة البعير، وأما برَكُ الماءِ فواحدتها بِركة بكسر الباء وإسكان الراء، هذا هو المشهور.
قال صاحب “مطالع الأنوار”: يقال هكذا ويقال بفتح الباء وكسر الراء.
برن: التمر البَرْني بفتح الباء وسكون الراء، قال صاحب “المحكم”: هو ضرب من التمر أصفر مدور، وهوأجود التمر، واحدته برنية. قال أبو حنيفة: وأصله فارسي. قال: إنما هو بَارِنيِ، فالبار الحمل ونيِ تعظيم ومبالغة.
برنس: البرنس بضم الباء والنون وإسكان الراء وهو الثوب العروف مذكور في حد لباس المُحرم، وحديثه صحيح مخرج في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما. قال الإمام أبو منصور الأزهري، وصاحب “المحكم” وغيرهما من الأئمة: البُرْنُس كل ثوب رأسه منه مُلْتزِق به دَرَّاعَةً كانت أو جُبَّة أو ممطرا.
بري: بريت القلم بريًا وأبريت الناقة، جعلت لها بُرَّةً.
بزز: ذكر في أول زكاة التجارة من “المهذب” قوله صلى الله عليه وسلم -
في البَز صدقة هو بفتح الباء وبالزاي، وهذا وإن كان ظاهرًا لا يحتاج إلى تقييد، فإنما قيدته لأنني بلغني أن بعض الكُتَّاب صحفه بالبُر بضم الباء وبالراء. قال أهل اللغة: البز الثياب التي هي أمتعة البزاز.
بزل: قال الجوهري: بزل البعير يبزل بزولاً فُطِرَ نابُه أي انشق، فهو بازل ذكرا كان أو أنثى، وذلك في السنة الثامنة، والجمع: بُزْل وبُزَّل وبَوَازِل. والبازل أيضًا اسم للسن التي طلعت هذا كلام الجوهري. وقوله في الجمع: بزل وبزل الأول بضم الباء وإسكان الزاي، والثاني بضم الباء وفتح الزاي المشددة. وقوله في صدقة المواشي من “المهذب”: كالثنايا والبزل، يجوز هذان الوجهان فيه، وإنما نبهت عليه لأني رأيت اثنين صَنَّفَا فيه، ضبطه أحدهما بأحد الوجهين، والآخر بالآخر، وغلَّطَ أحَدُهُمَا صاحبه.
بسر: قال الجوهري: الْبُسْر أوله طَلْع، ثم خلال، ثم بلح، ثم بُسْر، ثم رُطب، ثم تمر، الواحدة بُسْرة، وبُسُرة، والجمع بُسُرات وبُسَر، وأبسر النخل: صارما عليه بُسْرًا.
بشر: البشر الآدميون، قال ابن فارس في “المجمل” سموا بشرًا لظهورهم. قال أبو حاتم السجستاني في كتابه “المذكر والمؤنث”: البشر يكون للرجل والمرأة، وللجمع من الذكور والإناث، تقول: هو بشر، وهي بشر، وهم بشر، وهن بشر، وأما في الاثنين فهما بشران، وفي القرآن العزيز:{أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} (المؤمنون: من الآية47) قال أهل اللغة: البشرة ظاهر جلد الإنسان والأَدَمَةَ - بفتح الهمزة والدال - باطن الجلد، قالوا: وباشر الرجل المرأة من ذلك؛ لأنه يفضي ببشرته إلى بشرتها، ويقال: بشرت فُلانًا بكذا أبشره تبشيرا، وبشرته - بتخفيف الشين – أبشره بشرا كقتلته أقتله قتلاً لغتان. قال ابن فارس وغيره: والبشارة تكون بالخير والشر، فإذا أطلقت كانت في الخير، والمقيدة مثل قوله عز وجل:{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (آل عمران: من الآية21) .
قال الواحدي: التبشير إيراد الخبر السار الذي يظهر رجاء في بشرة المخبر، ثم كثر استعماله حتى صار بمنزلة الإخبار. قال: وقال قوم أصله فيما يسر ويغم لأنه يظهر في بشرة الوجه أثر الغم، كما يظهر أثر السرور. قال أهل اللغة: ويقال بشارة وبشارة بكسر الباء وضمها. قال الزجاج في كتاب “فعلت وأفعلت” يقال: بشرت الأديم وأبشرته، وأديم مَبْشور ومُبْشر إذا بَشرتَه.
بصر: يقال: أبصرت الشيء إذا رأيته، وبَصُرت به أَبْصُرُ إذا علمته.
بطأ: قال الزجاج: بطؤ الرجل في الأمر بطئا وأبطأ إبطاء.
بطح: قوله في التيمم من “الوسيط”: يدخل في التراب البطحاء، وهو التراب اللين في مسيل الماء، فالبطحاء بفتح الباء وبالمد، ويقال فيه الأبطح، ذكره الأزهري، وهذا التفسير الذي فسره به هو الصحيح، وبه فسره الأزهري، وذكر اصحابنا العراقيون فيه تفسيرين: أحدهما وبه قطع القاضي أبو الطيب: أنه مجرى السيل إذا جف واستحجر، والثاني: أنها الأرض الصلبة، ذكره الشيخ أبو حامد، وصاحب “الحاوي” وغيرهما.
بطن: قال: أقضى القضاة الماوردي في “الأحكام السلطانية” في الباب الثامن عشر في وضع الديوان وأحكامه، قال: رتبت أنساب العرب ست مراتب، جمعت طبقات أنسابهم وهي شعب، ثم قبيلة، ثم عمارة، ثم بطن، ثم فخذ، ثم فصيلة، فالشعب النسب الأبعد مثل: عدنان، وقحطان سمي شعبا لأن القبائل منه تتشعب، ثم القبيلة وهي ما انقسمت فيه أنساب الشعب مثل: ربيعة، ومضر، سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها، ثم العمارة وهي ما انقمست فيه أنساب القبائل: كقريش وكنانة، ثم البطن وهو ما انقسمت فيه أنساب العمارة مثل بني عبد مناف، وبني مخزوم، ثم الفخذ وهو ما انقسمت فيه أنساب البطن مثل بني هاشم، وبني أمية، ثم الفصيلة وهي ما انقسمت فيه أنساب الفخذ مثل: بني العباس وبني أبي طالب، فالفخذ يجمع الفصائل، والبطن يجمع الإفخاذ، والعمارة تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشعب يجمع القبائل، فإذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبًا، والعمائر قبائل، هذا آخر كلام الماوردي.
بعث: يقال: بعثه وابتعثه بمعنى أرسله، وبَعَث الكتاب، وبَعَث به.
بعد: قولهم في أول الكتب “أما بعد” متكرر في كتب العلماء، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما في أحاديث كثيرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته وشبهها أما بعد، واختلف في المبتدىء به، وفي ضبطه، فقال جماعة من العلماء: إن فصل الخطاب الذي أعطي داود عليه الصلاة والسلام هو قوله أما بعد، وأنه أول من قال أما بعد.
روينا هذا عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه في “كتاب
الأربعين” للحافظ عبد القادر الرهاوي.
قال أبو جعفر النحاس في كتابه “صناعة الكتاب”: أن أول من قال أما بعد قس ابن ساعدة. قال النحاس: وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: أول من قالها كعب بن لؤي.
قلت: وروينا هذا أيضًا في “الأربعين” قال: وهو أول من سمى يوم الجمعة الجمعة، وكان يقال لها العروبة.
قال النحاس: وسئل أبو إسحاق عن معنى أما بعد، فقال: قال سيبويه رحمه الله تعالى: معناها مهما يكن من شيء. قال أبو إسحاق: إذا كان رجل في حديث، فأراد أن يأتي بغيره قال: أما بعد. قال: والذي قاله هو الذي عليه النحويون، ولهذا لم يجيزوا في أول الكلام أما بعد؛ لأنها إنما ضمت لأجل ما حذف منها مما يرجع إلى ما تقدم.
قال النحاس: واختلف النحويون في علة ضم قبل وبعد على بضعة عشر قولاً وإن كانوا قد أجمعوا على أن قبل وبعد إذا كانا غايتين فسبيلهما ألا يعربا. قال النحاس: وأجاز الفراء أما بعدًا بالنصب والتنوين. قال: وأجاز أيضًا أما بعد بالرفع والتنوين، وأجاز هشام أما بعد بفتح الدال. قال النحاس: وهذا الذي معروف. قال: وتقول أما بعد أطال الله بقاك فإني نظرت في الأمر الذي كتبت فيه، هذا اختيار النحويين، ويجوز أما بعد فأطال الله بقاك إني قد نظرت في ذلك فتدخل الفاء في أطال، وإن كان معترضًا لقربه من أما، ويجوز أما بعد فأطال الله بقاك فإني، فتدخل الفاء فيهما جميعًا، ونظيره أن زيدًا لفي الدار لجالس، ويجوز أما بعد فأطال الله بقاك فإني نظرت، ويجوز ثم إني نظرت، ويجوز: أما بعد وأطال الله بقاك فإني نظرت، ويجوز أما بعد ثم أطال الله بقاك فإني نظرت، وأجود من هذا: أما بعد أطال الله بقاك، هذا آخر كلام أبي جعفر النحاس.
قلت: وروينا في “كتاب الأربعين” للحافظ عبد القادر الرهاوي رحمه الله تعالى قال: روى قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه وكتبه أما بعد: سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر، وأبو هريرة، وسمرة بن جندب، وعدى بن حاتم، وأبي حميد الساعدي، والطفيل بن سخبرة، وجرير بن عبد الله، وأبو سفيان بن حرب، وزيد بن أرقم، وأبو بكرة، وأنس بن مالك، وزيد بن خالد، وقرة بن دعموص البهزي، والمسور بن مخرمة، وجابر بن
سمرة، وعمرو بن ثعلب، وزر بن أنس السلمي، والأسود ابن شريع، وأبو شريح الخزاعي، وعمرو بن حزم، وعبد الله بن عكيم، وعقبة بن مالك، وعائشة، وأسماء ابنتا أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين، ثم ذكر رواياتهم بالإسناد.
بعض: بعض الشيء جزؤه، ونقل صاحب “المهذب” في مسألة أنت طالق ثلاثًا بعضهن للسنة: أن البعض يطلق على القليل والكثير حقيقة، أما قولهم أبعاض الصلاة تجبر بسجود السهو، فمرادهم بها التشهد الأول وجلوسه، والقنوت في الصبح، أو وتر رمضان وقيامه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول، وعلى آله إذا جعلناهما سنة. قال الرافعي: للصلاة مفروضات ومندوبات، فالمفروضات الأركان والشروط، والمندوب قسمان: مندوبات يشرع سجود السهو لتركها، ومندوبات لا يشرع السجود لها، فالقسم الأول يسمى أبعاضًا، ومنهم من يسمي الأول مسنونات، والثاني هيئات قال إمام الحرمين: وليس في تسميتها أبعاضا توقيف، ولعل معناها أن الفقهاء قالوا يتعلق السجود ببعض السنة دون بعض، والتى يتعلق بها السجود أقل مما لا يتعلق به، ولفظ البعض في أقل مسمى الشيء أغلب استعمالاً وإطلاقًا، فلهذا سميت هذه أبعاضًا. وقال بعضهم: السنن المجبورة بالسجود قد تأكد أمرها، وجاوز سائر السنن، وبذلك القدر من التأكيد شاركت الأركان فسميت أبعاضا به تشبيها بالأركان التي هي أبعاض وأجزاء حقيقة، هذا آخر كلام الرافعي.
بغى: قال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتاب “الزيادات في شرح ألفاظ مختصر المزني” رحمهما الله تعالى ورضي عنهما انبغى لفظة يكررها الشافعي رضي الله عنه، وأنكرها عليه بعض الناس، وقالوا: إنما تكلم به على لفظ المستقبل، وأميت منه الماضي كما: أماتوا ودع ووذر، قال الخطابي: والذي قاله الشافعي صحيح، قال ثعلب: عن سلمة، عن الفراء، عن الكسائى: والعرب تقول ينبغي وانبغى فصيحتان، قال ثعلب عن الأحمر: قرأ اللحياني على الكسائى انبغى في النوادر، وقد تكلم بودع أيضًا.
وأنشد الليث:
أكبر نفعا من الذي ودعوا
وكان ما قدموا لأنفسهم
آخر كلام الخطابي.
وقال الواحدي: في قول الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} (يّس: من الآية69) قال الزجاج: معناه
ما يسهل له، واصل ينبغي من قولهم بغيت الشيء أبغيه، أي طلبته، فانبغى لي أي حصل وتسهل، كما تقول كسرته فانكسر. ومن المواضع التي استعمل الشافعي “انبغى” فيها باب عدة المطلقة يملك زوجها رجعتها، وباب القافة. وأما قولهم في كتاب البغي والباغي: فالباغي في اصطلاح الفقهاء هو المخالف للإمام الخارج عن طاعته بالامتناع من أداء ماعليه أو غيره، وله شروط معروفة في كتب المذهب سمي باغيًا لأنه السهو والبغي الظلم. وقيل: لمجاوزته الحد المشروع، وقيل لطلبه الاستعلاء على الإمام، من قولهم: بغيت كذا أي طلبته، ومنه قوله تعالى:{قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} (الكهف:64) . واتفق أصحابنا على البغاة إذا وجدت شروط تسميتهم أنهم بغاة ليسوا فساقًا لكنهم مخطئون في شبهتهم وتأويلهم، واختلف أصحابنا في أنهم عصاة أم لا مع اتفاقهم على أنهم ليسوا فسقة، ومن قال يَعْصُون قال ليست كل معصية فسقًا، والبغي في اللغة التعدي والاستطالة.
بقق: البق معروف، الواحدة بقة، قال الزجاج: البقاق كثير الكلام.
بقل: البقل معروف، قال الزجاج: بقل وجه الغلام، وأبقل: أي خرجت لحيته.
بكر: قال في “مشارق الأنوار”: البكرة التي يستقى بها بإسكان الكاف وفتحها لغتان، قال الزجاج في كتاب “فعلت وأفعلت”: بكر الرجل في حاجته يبكر بكورًا وأبكر إبكارًا. وقال غيره: بكر أيضًا مشددة.
بلط: البلوط الذي يؤكل مذكور في “الروضة” في الربا، وهو معروف وهو بفتح الباء، والبلاط بفتح الباء الحجارة المفروشة في الدار وغيرها، ولا خلاف في فتح الباء، وممن نص عليه الجوهري.
بلع: قال أهل اللغة: بلعت الشيء بكسر اللام أبلعه بفتحها بلعًا بإسكانها، وأبلعته غيري، قال الجوهري: والبالوعة ثقب في وسط الدار، وكذلك البلوعة.
بلل: قال الزجاج في كتاب “فعلت وأفعلت”: يقال بل المريض من مرضه يبل بلولاً وأبل إبلالاً واستبل استبلالاً.
بلى: قال الجوهري: البلوة والبلية بكسر الباء فيهما، والبلية بفتحها وتشديد الياء، والبلوى والبلاء واحدة، والجمع البلايا وبلاه الله تعالى بلاء وأبلاه إبلاء حسنًا، وابتلاه اختبره، والتبالي الاختبار، ويكون البلاء الذي هو الاختبار في الخير والشر،
وقوله لا أباليه لا أكترث له، وإذا قالوا لم أبل حذفوا الألف تخفيفا لكثرة الاستعمال كما حذفوا الياء من قولهم لا أدر، وكذلك يفعلون فى المصدر، فيقولون: ما أباليه بالة والأصل بالية مثل عافاه الله تعالى عافية. وناس من العرب يقولون: لم أبله، وبلى الثوب يبلي بلى بكسر الباء، فإن فتحتها مددت، قال العجاج:
كر الليال واختلاف الأحوال
والمرء يبليه بلاء السربال
وأبليت الثوب فبلي وبلى حرف لجواب التحقيق يوجب ما قال لك لأنها ترك للنفي، هذا آخر كلام الجوهري.
وقولهم: لا أبالي به قد استعملوه في هذه الكتب وغيرها وهو صحيح، وقد أنكره بعض المتحذلقين من أهل زماننا، وزعم أن الفقهاء يلحنون في هذا، وأن الصواب لا أباليه، وأنه لم يسمع من العرب إلا هذا، وغلط هذا الزاعم بل أخبرنا بجهالته، وقلة بضاعته، بل يقال: لا أبالي به صحيح مسموع من العرب.
وقد روى الخطيب الحافظ أبو بكر البغدادي الإمام في أول كتابه “آداب الفقيه والمتفقه” بإسناده: عن معاوية رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ومن لم يبال به لم يفقهه”، ورويناه هكذا في “حلية الأولياء”.
وثبت في الصحيحين: عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبالي بتأخير العشاء هكذا هو في الصحيحين بتأخير بالباء.
وثبت في “صحيح البخاري”: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام” ذكره في باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران:130) في اول كتاب البيوع.
وثبت في صحيح مسلم، وسنن أبي داود في كتاب الجنائز منهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتته امرأة تبكي على صبي لها، فقال لها: اتقي الله واصبري، فقالت: وما تبالي بمصيبتي.
وثبت في صحيح البخاري في كتاب “الإيمان”: في باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: “أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة، قالوا: بلى” هكذا هو في الأصول
وفيه التصريح باستعمال بلى جواب النفي.
وثبت في صحيح مسلم في كتاب “الهبة”: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوالد النعمان بن بشير في حديث هبته له دون باقي أولاده: “أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء”. قال: بلى. قال: “فلا آذن”.
بني: وأما قوله في “الوسيط” و“الوجيز” في مواضع كثيرة: (ابتنت يده على يد الغاصب) ففيه وجهان يبتنيان على القولين ونحو ذلك، فيقع في غالب النسخ يبتنيان بياء مثناة تحت في أوله ثم باء موحدة ثم تاء مثناة فوق، وهكذا يقع ابتنت أوله موحدة ثم مثناة فوق ثم نون، وهذا لحن لأن الابتناء متعد كالبنا فلا يستعمل لازمًا، وصوابه: ينبنيان بمثناة تحت ثم نون ثم موحدة وكذا انبنت بنون ثم موحدة ويجوز ابتنيت بموحدة ساكنة ثم مثناة فوق مضمومة ثم نون مكسورة ثم مثناة تحت مفتوحة ثم مثناة فوق.
وقد ذكر الإمام أبو القاسم الرافعي في أوائل “كتاب الغصب” معنى ما ذكرته في الإنكار وبيان الصواب.
بها: قوله من “المهذب” في باب من يصح لعانه وكيف اللعان، وفي باب اليمين في الدعاوي: أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رأى قومًا يحلفون بين البيت والمقام، فقال: لقد خشيت أن يبهأ الناس بهذا البيت، قوله: يبهأ هو بياء مثناة من تحت مفتوحة ثم باء موحدة ساكنة ثم هاء ثم همزة، ومعناه: يأنسون به فتقل حرمته عندهم، وتذهب مهابته من قلوبهم. قال أهل اللغة: يقال بهأت بالرجل وبهيت به بالفتح والكسر أبهأ بهاء وبهواء أي أنست به. قال الأصمعي: يقال: ناقة بهاء بفتح الباء وبالمد إذا كانت قد أنست بالحالب، وهو من بهأت به أي أنست. قال أبو عمرو الزاهد في “شرح الفصيح” عن الفراء يقال بهيت به وبهأت به وبسئت وبسأت كله بمعنى أنست به. قلت: ضبطه بحروفه وحركاته إلا أن بدل الهاء سين مهملة، وأما البها من الحسن فهو من بهي الرجل على وزن مهموز، فليس من هذه المادة والترجمة.
بهم: الإبهام العظمى من الأصابع وهي مؤنثة، وتذكر أيضًا، والتأنيث أكثر وأشهر، ولم يذكر الجوهري غيره. وقال ابن خروف في “شرح الجمل”: تذكيرها قليل، وجمعها أباهم على وزن أكابر.
وقال: قال الجوهري: أباهيم بزيادة ياء. والبهمة: اسم للذكر
والأنثى من أولاد الضأن والمعز من حين يولد، هكذا قاله الجمهور. قال الزبيدي في “مختصر العين”: البهمة اسم لولد الضأن والمعز والبقر، وجمعها بهم وبهام هذا كلامه. وقال الجوهري: البهام جمع بهم والبهم جمع بهمة وهي أولاد الضأن، ويقع على الذكر والأنثى والسخال أولاد المعز، فإذا اجتمعت البهام والسخال قلت لهما جميعا بهام وبهم. قال الزبيدي في “مختصر العين” البهيمة كل ذات أربع من دواب البر والبحر.
بوز: البازي مخفف الياء ولا يجوز تشديدها، وقد أولع كثير من الناس بتشديدها، وهو هذا الطائر المعروف، ويقال فيه: باز ياء وهو مذكر.
قال أبو حاتم السجستاني في كتابه “المذكر والمؤنث”: الباز مذكر لا اختلاف فيه، يقال البازي والباز، فمن قال البازي قال في التثنية بازيان وبزاة في الجمع كقاضيان وقضاة، ومن قال باز قال: بازان، وأبواز، وبيزان، قال أبو زيد: يقال للبزاة والشواهين وغيرهما مما يصيد صقور واحدها صقر مذكر والأنثى صقرة، هذا آخر كلام أبي حاتم.
قال الجوهري: الباز لغة في البازي وذكر ابن مكي: فيه ثلاث لغات بازي بالتخفيف، قال وهي أعلاهن، وباز، وبازي بالتشديد.
ورطن: قوله في “الوسيط” في باب بيع الأصول والثمار اللفظ الثاني الباغ هو بالباء الموحدة والغين المعجمة وهو البستان، وهي لفظة فارسية.
وذكر أبو عمرو في “شرح الفصيح”: عن الأصمعي أنه كان يأبى أن يقول بغداد بالذال المعجمة ويقول داذ شيطان، وبغ بستان. قال الكسائى وغيره: هي بغداذ، وبغداد، وبغدان، ومغدان، وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
بوق: البوق المذكور في حديث الأذان بضم الباء وهو معروف وفي "المهذب": فقالوا: البوق فكرهه من أجل اليهود فجعله من شعار اليهود، وقد قال الجوهري في "الصحاح": أنشد الأصمعي: زمر النصارى زمرت في البوق. وهذا يدل على أن البوق عندهم للنصارى والذي جاء في صحيح مسلم: "فقال بعضهم: ناقوسًا مثل ناقوس النصارى". وقال بعضهم: قرنا مثل قرن اليهود، وفي صحيح البخاري:"وقال بعضهم بوقًا مثل قرن اليهود".
بين: قال أهل اللغة: يقال بان الأمر واستبان بمعنى، وأما قولهم بينا زيد جالس جرى كذا، ويقال بينما بزيادة ميم، فأصله