المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ومعنى الكلام لا سيما إن اتخذتم الضيعة براذان أو بالمدينة - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ٣

[النووي]

الفصل: ومعنى الكلام لا سيما إن اتخذتم الضيعة براذان أو بالمدينة

ومعنى الكلام لا سيما إن اتخذتم الضيعة براذان أو بالمدينة يعني: في راذان أو في المدينة، وإنما خص هذين الموضعين لنفاستهما وكثرة الرغبة فيهما.

الردم: المذكور في أول باب دخول مكة من الروضة هو بفتح الراء وإسكان الدال المهملة، وهو موضع معروف بمكة زادها الله تعالى شرفًا يرى الداخل الكعبة الكريمة منها.

الروحاء: مذكورة في أول باب الهبة من المهذب هي بفتح الراء وإسكان الواو وبالحاء المهملة ممدودة، وهي موضع من عمل الفرع بضم الفاء وإسكان الراء، وبينها وبين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وثلاثون ميلاً، كذا جاء في صحيح مسلم في باب الأذان عن سليمان الأعمش، قال: قلت لأبي سفيان وهو طلحة بن نافع التابعي المشهور: كم بينها وبين المدينة، قال: ستة وثلاثون ميلاً.

وحكى صاحب المطالع: أن بينهما أربعين ميلاً وأن في كتاب ابن أبي شيبة بينهما ثلاثون ميلاً والله تعالى أعلم.

روضة خاخ: مذكورة في آخر كتاب السير في المهذب في فصل: وإن تجسس رجل من المسلمين للكفار لم يقتل، هي بخاءين معجمتين عند المدينة، وبها وجد علي ورفيقه الظعينة التي معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، قاله الحازمي. وقال ابن الأثير: هي موضع بين مكة والمدينة.

الري: مذكورة في الوسيط في صلاة المسافر، وهي مدينة كبيرة من مدن الجبال، وينسب إليها رازي، وهو من شواذ النسب.

‌حرف الزاي

زبب: الزبيب الذي يؤكل معروف، الواحدة زبيبة، ويقال: زبب فلان عنبه تزبيبًا أي: جعله زبيبًا. وقوله في الوسيط في باب الأحداث: زبيبة الحسن. وقوله في موانع النكاح: ستدخل زُبيبة الصغير هي بضم الزاي، تصغير الزب وهو الذكر، وألحقت الياء فيه كما ألحقت في عسيلة ودهينة ونحو ذلك.

زبزب: قوله في المهذب والتنبيه: لا تجوز المسابقة على الزبازب بالزاي المكررة الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وبالباء الموحدة المكررة، وهو جمع زبزب على

ص: 132

مثال جعفر، وهي سفينة صغيرة تتخذ للحرب تشبه الزورق الطويل، وليست عربية.

زبل: المزبلة بفتح الميم والباء، وبضم الباء أيضًا لغتان، موضع الزبل بكسر الزاي: وهو السرجين، يقال: زبلت الأرض إذا أسمدتها، قاله كله الجوهري. والزبيل بفتح الزاي: وبعدها ياء مكسورة مخففة نون، وهو القفة، وجمعه زبل بضم الزاي وسكون الباء، قاله في المحكم.

قال الجوهري فإن كسرته شددت، فقلت: زبيل أو زنبيل؛ لأنه ليس في الكلام فعليل بالفتح.

زحر: قوله في باب الوصية: الزحير المتواتر هو بفتح الزاي وكسر الحاء وهو استطلاق البطن قاله الجوهري، قال: وكذلك الزحار بالضم، قال: والزحير التنفس بشدة، يقال: زحرت المرأة عند الولادة تزحر وتزحر.

زرع: المزارعة المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها، ويكون البذر من مالك الأرض والمخابرة مثلها إلا أن البذر من العامل، وقيل: هما بمعنى، وقد سبق بيانهما وبسط القول فيهما في حرف الخاء.

قال أهل اللغة: الزرع واحد الزروع وموضعه مزرعة ومزدرع، والزرع أيضًا طرح البذر، والزرع أيضًا الإنبات، يقال: زرعه الله تعالى أي: أنبته الله تعالى، ومنه قوله تعالى:{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} (الواقعة:64) .

زرق: قوله في أول الباب الثالث من اللعان من الوسيط؛ لأنه يحتمل انزراق المني، كذا وقع انزراق.

زعزع: في باب الإيلاء من المهذب في أبيات الشعر:

لزعزع من هذا السرير جوانبه

فوالله لولا الله لا شيء غيره

هو بضم الزاي الأولى وكسر الثانية، قال الإمام الأزهري: زعزعزت الشيء إذا أردت إزالته من منبته فحركته تحريكا ومنه قول الشاعر:

لزعزع من هذا السرير جوانبه

وقال صاحب المحكم: وزعزعته زعزعة، وأنشد البيت، ثم قال: ويروى:

لولا الله أني أراقبه

زعق: قال الأزهري: قال الليث وغيره: الزعاق الماء المر الغليظ الذي لا يطلق شربه من أجوجته، وطعام مزعوق أكثر ملحه، وذكر صاحب المحكم مثله، وزاد الواحد والجمع في الزعاق سواء، وأزعق أنبط ماء زعاقا، وزعق القدر يزعقها زعقًا، وأزعقها أكثر ملحها، وزعق دوابه طردها مسرعا. وقيل: الزاعق الذي يسوق ويصيح بها صياحًا شديدًا، وزعقة المؤذن صوته

ص: 133

هذا كلام صاحب المحكم هنا.

وقال الأزهري في باب العين والقاف والذال المعجمة: قال الليث: الزعاق بمنزلة الذعاق، ومعناه المر، سمع ذلك من بعضهم، فلا أدري ألغة أم لثغة. قال الأزهري: لم أسمع ذعاق بالذال لغير الليث، قال: وقال ابن دريد: زعقه وزعقه صاح به وأفزعه، قال الأزهري: وهذا من أباطيل ابن دريد، وذكر صاحب المحكم هاتين اللفظتين ولم ينكرهما.

زعم: قال الإمام الواحدي المفسر رحمه الله تعالى في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} (النساء: من الآية60) قال: الزُعم والزَعم لغتان، وأكثر ما يستعمل القول فيما لا يتحقق. قال ابن المظفر: أهل العربية يقولون: زعم فلان إذا شك فيه، ولم يدر لعله كذب أو باطل. وعن الأصمعي الزعم الكذب. وقال شريح: زعموا كنية الكذب. وقال ثعلب عن ابن الأعرابي: الزعم القول يكون حقًا ويكون باطلاً، وأنشد في الزعم الذي هو حق لأمية بن أبي الصلت:

سينجزكم ربكم ما زعم

وإني أذين لكم أنه

ومثل ذلك قال شمر: وأنشد للجعدي رضي الله تعالى عنه في الزعم الذي هو حق يذكر نوحا عليه الصلاة والسلام:

إن الله موف للناس ما زعما

نودي قم واركبن بأهلك

وهذا بمعنى التحقيق هذا آخر كلام الواحدي، وروينا في الحديث المرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: زعم جبريل كذا، وروينا في مسند أبي عوانة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: زعمنا أن سهم ذي القربى لنا، فأبى علينا قومنا أي: قلنا واعتقدنا.

وروينا في حديث ضمام بن ثعلبة رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في كل يوم وليلة، وزعم أن علينا الزكاة، وزعم كذا وكذا" الحديث. وزعم في كل هذا بمعنى: قال، وليس فيها تشكك، وقد أكثر سيبويه رحمه الله تعالى في كتابه الذي هو قدوة أهل العربية من قوله زعم الخليل كذا، وزعم أبو الخطاب وهما شيخاه، ويعني: بزعم قال.

زغب: قوله في الروضة في أول الحجر: الزغب الذي حول الفرج لا أثر له في البلوغ، وهو بفتح الزاي والغين المعجمة. قال أهل اللغة: هو الشعيرات الصفر فوق الفرج، وقد زغب الفرج تزغيبًا،

ص: 134

وازتغب إذا طلع زغبه، وازتغب الشعر إذا نبت بعد الحلق.

زلل: ذكر الغزالي رحمه الله تعالى في باب الوليمة من كتابيه: زلة الصوفية، وهي بفتح الزاي وتشديد اللام، وهي الطعام يحملونه من المائدة.

قال أهل اللغة: الزلة من الألفاظ المثلثة، فالزلة بفتح الزاي الخطيئة، وهي السقطة، وهي الطعام الذي يدعى إليه الناس، وهي المحمول من المائدة لقريب أو صديق، والزلة بكسر الزاي الحجارة الملس، والزلة بضم الزاي ضيق النفس.

زمر: قوله: مُزمور الشيطان هو بضم الميم وفتحها لغتان، حكاهما ابن الأثير، ويقال: مزمار، ويقال: مزمارة بالهاء في آخره، رواه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد في باب الدرق.

زمل: ذكره في المهذب الزاملة في استطاعة الحج. قال أهل اللغة: هو البعير الذي يستظهر به المسافر يحمل عليه طعامه ومتاعه.

زنا: قوله في الوسيط في باب صلاة الجماعة: وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يصلين أحدكم وهو زناء" هذا الحديث بهذا اللفظ رواه أبو عبيد في غريب الحديث بإسناد ضعيف، وهو صحيح المعنى، فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حاقن حتى يتخفف" رواه أبو داود وغيره وعن ثوبان رضي الله عنه نحوه رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة بحضرة الطعام ولا لمن يدافعه الأخبثان" رواه مسلم في صحيحه، والأخبثان البول والغائط، أما ضبط اللفظة التي في حديث الوسيط فهي زناء بزاي مفتوحة ثم نون مخففة ثم ألف ممدودة، ومعناه: الحاقن، هو الذي اضطره البول وهو يدافعه.

قال الجوهري: تقول منه زنأ البول بالهمز يزنأ زنوءا، إذا احتقن. قوله في المهذب في باب القذف قال الشاعر:

وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل

ص: 135

هذا الذي أتى به بعض بيتين. قال ابن السكيت في إصلاح المنطق، والأزهري والجوهري، وغيرهم من أهل اللغة وغيرهم: قالت امرأة من العرب ترقص ابنا لها:

ولا تكونن كهلوف وكل

وارق إلى الخيران زنأ في الجبل

اشبه أبا أمك أو أشبه حمل

يصيح في مضجعه قد انجدل

قال الأزهري: حمل يعني: بفتح الحاء والميم اسم رجل، والهلوف يعني: بكسر الهاء وفتح اللام المشددة الرجل العظيم الخلق، والوكل يعني: بفتح الواو والكاف الرجل الضعيف، وانجدل سقط إلى الجدلة يعني: بفتح الجيم وهي الأرض، وكل هؤلاء ذكروا البيتين لامرأة من العرب وأنشدوهما كما قدمته، إلا الجوهري فإنه قال:

أشبه أبا أمك أو أشبه عمل

بعين بدل الحاء، ذكره في فصل العين من حروف اللام، وقال: عمل اسم رجل، وسمى المرأة فقال: هي منفوسة بنت زيد الخيل.

وقال أبو زكريا التبريزي إنكارا على الجوهري: وإنما قال قيس بن عاصم المنقري: يرقص ابنا له، فقال:"أشبه أبا أمك أو أشبه عمل" يعني: عملي، ولم يرد عمل اسم رجل كما قال الجوهري، واقتصر الجوهري في فصل الزاي من حرف الهمزة على القدر الذي في المهذب، ونسبه إلى قيس بن عاصم المنقري، فقال: وقال قيس بن عاصم المنقري: "وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل" هذا بيان حال الشعر، وأما ضبط اللفظة فهي بفتح الزاي وإسكان النون وبعدها همزة منصوبة منونة، ومعناه: صعودا. قال أهل اللغة: يقال: زنأ في الجبل يزنأ زنأ وزنوءا بمعنى صعد.

زنى: قال الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} (النور: من الآية2) وقال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (المائدة: من الآية38) يقال: ما الحكمة في أن بدأ في الزنى بالمرأة وفي السرقة بالرجل، وما الحكمة في أن جعل حد السارق بعقوبة العضو الذي وقعت به الجناية وهو اليد، وفي الزاني بغيره؟

والجواب عن الأول: أن الزنى من المرأة أقبح فإنه يترتب عليه تلطيخ فراش الرجل وفساد الأنساب؛ ولأنه في العادة يستقبح منها هي في إخفائه أكثر من الرجل، وغير ذلك من الأمور التي تقتضي زيادة قبحه منها على الرجل، ولهذا كان تقديمها أهم، وأما السرقة فالغالب وقوعها من الرجال فقدموا لذلك. وأما الحكمة الثانية: فلآن قطع اليد يحصل به عقوبة محل الجناية من غير مفسدة، وفي قطع الذكر مفسدة، وهو إبطال النسل المندوب إلى إكثاره، ولأن الحد لزجر المحدود وغيره، فإذا قطعت اليد وحصل الزجر، ولو قطع الذكر لم يدر به.

ولم يجمل قوله في المهذب: ولو قال للرجل: يا زانية بالهاء كان قذفًا؛ لأن الهاء قد تزاد للمبالغة، كقولهم علامة ونسابة، هكذا قاله جماعة

ص: 136

من أصحابنا، وأنكره آخرون. قال الرافعي: لم يرض إمام الحرمين وآخرون هذا، قالوا: وليس هذا مما يجري فيه القياس بل هو مسموع، ولا يصح أن يقال لمن يكثر القتل قاتلة، ولا قتالة، وإنما دليل كونه قد قال به إنه إذا حصلت الإشارة إلى العين، لم ينظر إلى علامة التذكير والتأنيث، كما لو قال لعبده: أنت حرة؛ لأنه لحن لا يمنع الفهم ولا يدفع العار.

زوج: يقال للرجل زوج وللمرأة زوج، هذه اللغة الفصيحة المشهورة التي جاء بها القرآن العزيز، ويقال أيضًا: للمرأة زوجة بالهاء، وهي لغة مشهورة حكاها جماعة من أهل اللغة. قال أبو حاتم السجستاني في المذكر والمؤنث: لغة أهل الحجاز زوج، وهي التي جاء بها القرآن، والجمع أزواج، قال: وأهل نجد يقولون: زوجة للمرأة، قال: وأهل مكة والمدينة يتكلمون بذلك أيضًا، وأنشد:

قد صار في رأسه التخويص والنزع

زوجة اشمطعر هوب بوادره

وثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صفة أهل الجنة: لكل واحد منهم زوجتان، هكذا هو في الصحيحين بالتاء. وفي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هذه زوجتي فلانة" يعني صفية في حديثه الطويل الذي فيه "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم". وثبت في صحيح البخاري في حديث ابن أبي مليكة: "أن ابن عباس دخل على عائشة رضي الله تعالى عنهم في مرضها، فقال: أنت بخير إن شاء الله تعالى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكرا غيرك".

وفي أوائل كتاب النكاح من صحيح البخاري في باب كثرة النساء عن ابن عباس قال: "هذه ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم " هكذا هو بالهاء، ويقال: تزوج الرجل امرأة، وتزوج بامرأة، وزوجت زيدًا امرأة، وزوجته بامرأة يعدى بنفسه، وبالباء لغتان مشهورتان، حكاهما جماعات من أهل اللغة: عن ابن قتيبة في أدب الكاتب، وأفصحهما تزوج امرأة معدى بنفسه، قال الله تعالى:{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} (الأحزاب: من الآية37) وأما قوله تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} (الدخان: من الآية54) .

فقد اختلف العلماء في المراد بالتزويج ههنا، فقال الإمام أبو الحسن الواحدي في البسيط: قال أبو عبيدة: معناه

ص: 137