الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أَبُو عُبَيد اللَّه الآجُرِّيّ، عَن أبي دَاوُد: شيوخ حريز كلهم ثقات.
وذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات" فيمن اسمه سُلَيْمان (1) قال: وقد قيل: سلمان.
روى له البخاري في كتاب"الأدب"حديثا واحدا عَنْ فضالة بْن عُبَيد فِي "النهي عَنِ اللعب بالكوبة، يعني: النرد"(2) .
•
ت: سلمان بن صخر، ويُقال: سلمة بْن صخر (د ت ق) . يأتي فيمن اسمه سلمة
.
2437 -
خ 4: سلمان بن عامر بن أوس بن حجر بن عَمْرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن سعد بن بكر بن ضبة الضِّبِّيّ (3) ، لَهُ صحبة.
(1) 1 / الورقة 174.
(2)
الادب المفرد (788) و (1267) قال: حَدَّثَنَا عصام، قال: حَدَّثَنَا حريز، عن سلمان بن سمير الالهاني، عن فضالة بن عُبَيد - وكان يجمع من المجامع فبلغه أن أقواما يلعبون بالكوبة، فقام غضبانا ينهى عنها أشد النهي ثم قال: ألا إن اللاعب بها ليأكل قمرها، كأكل لحم الخنزير، ومتوضئ بالدم.
(3)
طبقات خليفة: 39، 177، ومسند أحمد: 4 / 17، 213، وتاريخ البخاري الكبير: 4 / الترجمة 2236، والمعرفة ليعقوب: 1 / 321، والجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1291، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة 168، وجمهرة ابن حزم: 205، ورجال البخاري للباجي، الورقة 166، والاستيعاب: 2 / 633، والجمع لابن القيسراني: 1 / 194، وأسد الغابة: 2 / 327، وتهذيب الأَسماء واللغات: 1 / 228، وتذهيب الذهبي: 2 / الورقة 39، والكاشف: 1 / الترجمة 2038، والتجريد: 1 / الترجمة 2339، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 115، ونهاية السو ل، الورقة 123، وتهذيب ابن حجر: 4 / 137، والاصابة: 2 / الترجمة 3356، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 2612.
قال مسلم بْن الحجاج: لم يكن فِي الصحابة ضبي غيره (1) .
رَوَى عَن: النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (خ 4) .
رَوَى عَنه: عبد العزيز بْن بشير بْن كعب العدوي (قد) ، ومحمد بْن
سيرين (خ س) ، وأخته حفصة بنت سيرين (س) ، وبنت أخيه أم الرائح الرباب بنت صليع بْن عامر الضِّبِّيّ (خت 4) .
وسكن البصرة وكان لَهُ بها دار قرب الجامع.
روى له البخاري سوى مسلم.
2438 -
ع: سلمان الخير الفارسي (2) ، أَبُو عَبْد اللَّهِ بن الاسلام.
(1) تعقبه مغلطاي - وتابعه ابن حجر - فذكرا عددا من بني ضبة في الصحابة، منهم: يزيد بن نعامة الضبي، ذكر البخاري لهُ صُحبَةٌ، وغيره، وهم مذكورون في كتب الصحابة.
(2)
طبقات ابن سعد: 6 / 16 و7 / 318، والمصنف لابن أَبي شَيْبَة: 13 / رقم 15782، وطبقات خليفة: 140، 189، وتاريخه: 191، ومسند أحمد: 5 / 437، وعلل أحمد: 1 / 240، 285، 312، 364، 386، 393، 413، وتاريخ البخاري الكبير: 4 / الترجمة 2235، وتاريخه الصغير: 1 / 71 - 74، والكنى لمسلم، الورقة 58، والمعارف لابن قتيبة: 270، والمعرفة ليعقوب: 1 / 320، 2 / 552، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 122، 221، 222، 403، 458، 648، 649، وتاريخ الطبري (انظر الفهرس، والجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1289، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة 168، ومشاهير علماء الامصار، الترجمة 274، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 67، وحلية الاولياء: 1 / 185 - 208، وأخبار أصبهان: 1 / 48، ورجال البخاري للباجي، الورقة 166، وتاريخ بغداد: 1 / 163، والاستيعاب: 2 / 634، والجمع لابن القيسراني: 1 / 193، وتاريخ ابن عساكر: 7 / الورقة 94 فما بعد (وتهذيبه: 6 / 190)، وتلقيح ابن الجوزي: 138، وأسد الغابة: 2 / 328، والكامل في التاريخ،، وتهذيب الأَسماء واللغات: 1 / 226، وسير أعلام النبلاء: 1 / 505 - 558، والتجريد: 1 / الترجمة 2400، والكاشف: 1 / الترجمة 2039، =.
أصله من أصبهان، وقيل: من رامهرمز. أسلم عند قدوم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وأول مشاهده الخندق.
رَوَى عَن: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (ع) .
رَوَى عَنه: أنس بْن مالك (ق) ، وجندب الأزدي، وحارثة بْن مضرب (بخ) ، وأَبُو ظبيان حصين بْن جندب الجنبي (ت) ، وخليد العصري، وزاذان أَبُو عُمَر الكندي، وزيد بْن صوحان، وأَبُو سَعِيد سعد بْن مالك الخُدْرِيّ، وسَعِيد بْن وهب الهمداني (بخ) ، وأَبُو قرة سلمة بْن مُعَاوِيَةَ الكندي، وشُرَحْبِيل بْن السِّمْط (م س) ، وشهر بْن حوشب (ق) ، وفي سماعه منه نظر - وطارق بْن شهاب، وأَبُو الطفيل عامر بْن واثلة الليثي، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبي زكريا - يقَالَ: مرسل - وعبد اللَّه بْن عباس، وعبد اللَّهِ بْن وديعة (خ) ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ (م 4) ، وعطية بْن عامر الجهني (ق) ، وعلقمة بن قيس، وعلم الكندي، وعَمْرو بْن أَبي قرة الكندي (بخ د) ، والقاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الشامي، وقرثع الضِّبِّيّ (س) ، وكعب بْن عجرة، ومحفوظ بْن علقمة (ف) ، ومحمد بْن المنكدر (ت) - ولم يدركه - وأَبُو البختري الطائي (ت) كذلك، وأَبُو عُثْمَان النهدي (ع) ، وأَبُو ليلى الكندي (بخ) ، وأَبُو مراوح (قد) ، وأبو مسلم مولى
= والعبر: 1 / 119، والتذهيب: 2 / الورقة 39، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 116، ونهاية السول، الورقة 123، ومجمع الزوائد: 9 / 332، وتهذيب ابن حجر: 4 / 137، والاصابة: 2 / الترجمة 3357، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 2617، وشذرات الذهب: 1 / 44 وغيرها. وله أخبار كثيرة في كتب السيرة والمغازي والتواريخ، وأوسع التراجم هي ترجمة ابن عساكر في "تاريخ دمشق"ومنها أفاد المؤلف في أخباره، وترجمة الذهبي له في "سير أعلام النبلاء"من التراجم الرائقة، ولا يخفى على أهل الصنعة بما في كثير من الاخبار التي ساقها المؤلف من ضعف بين.
زيد بْن صوحان (ق) ، وأَبُو مشجعة بْن ربعي الجهني، وامرأته بقيرة، وأم الدرداء الصغرى (بخ) .
قال مُحَمَّد بْن سعد (1) : أسلم عند قدوم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدين، وكان عبدا لقوم من بني قريظة وكاتبهم فأدى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كتابته وعتق فهو مولى بني هاشم، وأول مشاهده الخندق.
وَقَال عَبد اللَّهِ بْن عبد القدوس الرازي، عن عُبَيد المكتب، عَن أبي الطفيل، عَنْ سلمان: كنت رجلا من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق وكنت أعرف أنهم ليسوا عَلَى شيء، فقَالَ لي بعض أهلها: إن الدين الذي تطلب فِي العرب، فخرجت حَتَّى أتيت الموصل فسألت عَنْ أعلم رجل فيها فقيل: فلان فِي صومعته فأتيته فقصصت عليه القصة، وذكر الحديث بطوله (2) .
وَقَال مصعب بْن عَبد اللَّهِ الزبيري: سلمان الفارسي يكنى أبا عَبد اللَّهِ وهو من أهل رامهرمز من أهل أصبهان من قرية يقَالَ لها: جي، وكان أبوه دهقان أرضه، وكان عَلَى المجوسية ثم لحق بالنصارى ورغب عَنِ المجوس، ثم صار إِلَى المدينة، وكان عبدا لرجل من يهود فلما قدم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا أتاه سلمان فأسلم وكاتب مولاه اليهودي فأعانه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والمسلمون حَتَّى عتق.
وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن مندة: سلمان بْن الإسلام، أَبُو عَبْد اللَّهِ الفارسي، سابق أهل أصبهان وفارس إِلَى الإسلام، مولى المصطفى
(1) الطبقات: 6 / 16 - 17.
(2)
أخرجه ابن عساكر وغيره بطوله.
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. الخندق. واسمه ما به من بوذخشان بْن مورسلا بْن بهبوذان بْن فيروز بْن شهرك من ولد آب الملك عاش مئتين وخمسين سنة.
ويُقال: أكثر، وكان أدرك وصي عيسى ابن مريم فيما يقَالَ.
وَقَال سَعِيد بْن عامر، عَنْ عوف الأعرابي، عَن أبي عُثْمَان: قال لي سلمان: تدري من أين انا؟ قلت: لا. قال: من أهل قرية بالأهواز يقَالَ لها: رامهرمز.
وَقَال سيار بْن حاتم العنزي، عَنْ مُوسَى بْن سَعِيد الراسبي، عَن أبي معاذ، عَن أبي سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ سلمان الفارسي: إني كنت فيمن ولد برامهرمز وبها نشأت، وأما أبي فمن أهل أصبهان، وكانت أمي لها غنى وعيش فأسلمتني أمي إِلَى الكتاب فكنت انطلق مع غلمان من قريتنا إِلَى إن دنا مني فراغ من كتاب الفارسية، ولم يكن فِي الغلمان أكبر مني ولا أطول، وكان ثم جبل فيه كهف فِي طريقنا، فمررت ذات يوم وحدي فإذا أنا فيه برجل طويل عليه ثياب من شعر ونعلان من شعر فأشار إلي فدنوت منه، فقَالَ: يَا غلام تعرف عيسى بْن مريم؟ فقلت: لا، ولا سمعت بِهِ. قال: أتدري من عيسى بْن مريم؟ هو رَسُول اللَّهِ امن بعيسى أَنَّهُ رَسُول اللَّهِ وبرسول يأتي من بعده اسمه أَحْمَد، أخرجه اللَّه من غم الدنيا إِلَى روح الآخرة ونعيمها. قلت: ما نعيم الآخرة؟ قال: نعيمها لا يفنى. فلما قال: انها لا تفنى رأيت الحلاوة والنور يخرج من شفتيه فعلقه فؤادي ففارقت أصحابي. فقلت: لا أذهب ولا أجئ إلا وحدي، وكانت أمي ترسلني إِلَى الكتاب، فانقطع، وكان أول ما علمني شهادة إن لا إله إلا اللَّه وحده لا شَرِيك لَهُ وأن عيسى بْن مريم رَسُول اللَّهِ، ومحمد بعده رَسُول اللَّهِ، والإيمان بالبعث بعد الموت، فاعطيته ذلك، وعلمني القيام فِي الصلاة.
ثم قال: إذا أدركت محمدا الذي يخرج من جبال
تهامة فامن بِهِ واقرأ عليه السلام مني، وذكر حديث إسلامه بطوله (1) وَقَال قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ وهْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبد اللَّهِ بْن سلمان الفارسي.
قال: حدثتني أمي عَن أبي كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ، عَن أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قال: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا أَنْ يَكْتُبَ هَذَا الْكِتَابَ لِسَلْمَانَ بِإِمْلائِهِ عليه: هذا ما فادى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ فَدَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَشْهَلِ الْيَهُودِيِّ ثم القرظي بغرس ثلاث مئة نَخْلَةٍ وأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ فَقَدْ بَرِئَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ سَبِيلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ووَلاؤُهُ لِمُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ. شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيقُ، وعُمَر بْن الخطاب، وعلي بْن أَبي طَالِبٍ، وأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ، وعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ومِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وعُوَيْمِرٌ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وبِلالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ. وكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ (2) مُهَاجِرَ مُحَمَّدٍ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المدينة (3) .
(1) أخرجه ابن عساكر والذهبي بطوله، وَقَال الذهبي: هذا الحديث شبه موضوع، وأبو معاذ مجهول، وموسى" (سير: 1 / 521) .
(2)
هكذا نقل المؤلف، وفي الاصل المنقول منه - وهو تاريخ الخطيب: جمادى الاولى"وكذلك قال الذهبي وغيره، وهُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
(3)
تعقب الخطيب هذه الرواية وبين ما فيها، فقال: في هذا الحديث نظر، وذلك أن أول مشاهد سلمان مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غزوة الخندق، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، ولو كان يخلص سلمان من الرق فِي السنة الأولى من الهجرة لم يفته شيء من المغازي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وأيضا، فإن التاريخ بالهجرة لم يكن فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأول من أرخ بها عُمَر بْن الخطاب فِي خلافته، والله أعلم" (1 / 170 - 171) .
أَخْبَرَنَا بذلك أَبُو الْعِزّ الشَّيْبَانِيّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكِنْدِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ، قال (1) : أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ فيما قرأت عليه.
ح: وأَخْبَرَنَا أَبُو العز بْن الصيقل الحراني والسِّيَاقُ لَهُ قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ عَبد اللَّهِ الرَّهَاوِيُّ الْحَافِظُ، قال: أَخْبَرَنَا مَسْعُودُ بْنُ الْحَسَنِ الثَّقَّفِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبد اللَّهِ - إِمَامِ مَسْجِدِ أَصْبَهَانَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدَوَيْهِ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ - وكَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن عَبَّادٍ الْهَمَذَانِيُّ عَبْدُوسَ، قال: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، فَذَكَرَهُ.
زَادَ عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ فِي رِوَايَتِهِ: قال أَبُو عَلِيٍّ وهْبُ بْنُ كَثِيرِ: وكَانَ سَلْمَانُ اسْمُهُ بَهْبُوذُ بْنُ حَسَّانَ بْنِ دَهْقَانَ أْصَبَهَانَ.
ورَوَاهُ عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن الْحَجَّاجِ (2)، عَنِ الْهَمَذَانِيِّ وزَادَ: قال: ذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ لأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبي دَاوُدَ فَقَالَ: لِسَلْمَانَ ثَلاثُ بَنَاتٍ: بِنْتٌ بِأَصْبَهَانَ وزَعَمَ جَمَاعَةٌ أَنَّهُمْ مِنْ ولَدِهَا، واثْنَتَانِ بِمِصْرَ.
وَقَال كَثِيرُ بْنُ عَبد الله بْن عَمْرو بْن عوف الْمُزْنِيُّ، عَن أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَّ الْخَنْدَقَ عَامَ الأَحْزَابَ، خَطَّهُ مِنَ الْمَدَاحِي، فَقَطَعَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ
(1) تاريخ بغداد: 1 / 170.
(2)
نفسه.
والأَنْصَارُ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وكَانَ رَجُلا قَوِيًّا، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: سَلْمَانُ مِنَّا. وَقَالت الأَنْصَارُ: سَلْمَانُ مِنَّا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلِ الْبَيْتِ" (1) .
وَقَال أَبُو ربيعة الايادي (ت ق)(2) ، عَنِ ابن بريدة، عَن أَبِيهِ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّه يحب من أصحابي أربعة، أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يحبهم وأمرني إن أحبهم"قَالُوا: من هم يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: إن عليا منهم، وأَبُو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بْن الأسود الكندي.
وَقَال أَبُو رَبِيعَةَ (ت)(3) أَيْضًا، عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلاثَةٍ: عَلِيٌّ وعَمَّارُ وسَلْمَانُ.
وَقَال الضحاك بْن مزاحم، عَنِ النزال بْن سبرة الهلالي: قَالُوا لعلي: يَا أمير المؤمنين حَدَّثَنَا عَنْ سلمان الفارسي. قال: ذاك رجل منا أهل البيت، أدرك علم الأولين والآخرين، من لكم بلقمان الحكيم؟ !
وَقَال أَبُو حرب بْن أَبي الأسود، عَن أَبِيهِ: قَالُوا:، يعني لعلي - فحَدَّثَنَا عَنْ سلمان. قال: من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ ، ذاك امرؤ منا
(1) سنده ضعيف، كَثِيرُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ضعيف، ونسبه أبو داود للكذب.
(2)
أخرجه التِّرْمِذِيّ (3718) في المناقب، وابن ماجة (149) في المقدمة، وأحمد: 5 / 351، وهو في الحلية: 1 / 190، والمستدرك: 3 / 130، وَقَال التِّرْمِذِيّ: حسن غريب. قال بشار: بل ضعيف، فقد رواه عَن أبي ربيعة شَرِيك بن عَبد الله وهو سيئ الحفظ، وأبو ربيعة عَمْرو بن ربيعة قال أَبُو حاتم: منكر الحديث.
(3)
التِّرْمِذِيّ (3797) في المناقب، وَقَال: حسن غريب لا نعرفه من حديث الْحَسَن بْن صالح. قلت: إسناده ضعيف من أجل أبي ربيعة، ولعنعنة الحسن.
أهل البيت، أدرك العلم الأول، والعلم الأخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الاخر حر لا ينزف (1) .
وَقَال شعبة، عَنْ سماك بْن حرب: سمعت النعمان بْن حميد يَقُولُ: دخلت مع خالي عَلَى سلمان بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يَقُولُ: اشتري خوصا بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهما فيه، وأنفق درهما عَلَى عيالي، واتصدق بدرهم، ولو إن عُمَر بْن الْخَطَّابِ نهاني عنه ما انتهيت.
وَقَال هشام بن حسان، عن الحسن البَصْرِيّ: كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان عَلَى ثلاثين الفا من الناس يخطب فِي عباءة يفترش نصفها، ويلبس نصفها، وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يده.
وَقَال ثور بْن يَزِيدَ، عَنْ علي بْن أَبي طلحة: اشترى رجل علفا لفرسه، فقَالَ لسلمان: يَا فارسي تعال فاحمل، فحمله واتبعه فجعل الناس يسلمون عَلَى سلمان فقَالَ: من هذا؟ قَالُوا: سلمان الفارسي. فقَالَ: والله ما عرفتك اعطني. فقَالَ سلمان: لا، إني احتسب بما صنعت خصالا ثلاثا: أما إحداهن: فإني القيت عني الكبر، وأما الثانية: فإني أعين أحدا من المسلمين عَلَى حاجته، وأما الثالثة: فلو لم تسخرني لسخرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي.
وَقَال مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ عمه مُوسَى بْن يسار: بلغني إن سلمان كتب إِلَى أَبي الدَّرْدَاء: إن العلم كالينا بيع يغشاهن الناس فيحتلجه هذا وهذا، فينفع اللَّه بِهِ غير واحد، وإن حكمة لا يتكلم بها، كجسد
(1) أخرجه ابن سعد، وأبو نعيم في الحلية، وغيرهما
لا روح فيه، وإن علما لا يخرج ككنز لا ينفق منه، وإنما مثل العالم كمثل رجل حمل سراجا فِي طريق مظلم يستضئ بِهِ من مر بِهِ، وكل يدعو لَهُ بالخير.
وَقَال سُلَيْمان بْن المغيرة، عَنْ حميد بْن هلال: اوخي بين سلمان الفارسي وأَبي الدَّرْدَاء، فسكن أَبُو الدرداء الشام، وسكن سلمان الكوفة. قال: فكتب أَبُو الدرداء إِلَى سلمان الفارسي: سلام عليك، أما بعد فإن اللَّه رزقني بعدك مالا وولدا ونزلت الأرض المقدسة. قال: فكتب إليه سلمان: سلام عليك، أما بعد فإنك كتبت إن اللَّه رزقك مالا وولدا"، ونزلت الأرض المقدسة، وأعلم إن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير إن يعظم حلمك، وأن يفعك علمك. وكتبت أنك نزلت الأرض المقدسة، وأن الأرض المقدسة لا تعمل لأحد، أعمل كأنك ترى، وأعدد نفسك فِي الموتى (1) .
وروى مالك فِي "الموطأ"(2)، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد إن أبا الدرداء كتب إِلَى سلمان الفارسي: إن هلم إِلَى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحدا، وإنما يقدس الإنسان عمله. وقد بلغني أنك جعلت طبيبا، فإن كنت تبرئ فنعما لك، وإن كنت متطببا فاحذر إن تقتل إنسانا، فتدخل النار، فكان أَبُو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم ادبرا عنه، نظر إليهما، وَقَال: متطبب والله، ارجعا إلي اعيدا علي قصتكما وَقَال أَبُو المليح الرَّقِّيّ، عَنْ ميمون بْن مهران: جاء رجل إِلَى
(1) سنده منقطع.
(2)
الموطأ، ص 480 في الوصية، باب: جامع القضاء.
سلمان فقَالَ: يَا أبا عَبد اللَّهِ أوصني. قال: لا تتكلم. قال: ما يستطيع من عاش فِي الناس إن لا يتكلم قال: فإن تكلمت، فتكلم بحق أو اسكت.
قال: زدني. قال: لا تغضب. قال: أمرتني أن لا اغضب، وأنه ليغشاني مالا أملك. قال: فإن غضبت، فاملك لسانك ويدك. قال: زدني، قال: لا تلابس الناس. قال: ما يستطيع من عاش فِي الناس إن لا يلابسهم. قال: فإن لا بستهم فاصدق الحديث وأد الأمانة.
وَقَال ثابت، عَنْ أنس: اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكي فقَالَ سعد: ما يبكيك يَا أخي؟ الست قد صحبت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ ألست الست؟ فقَالَ: ما أبكاني واحدة من اثنتين ما أبكاني صبابة بالدنيا ولا كراهية للأخرة، ولكن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عهد إلينا أَنَّهُ يكفي أحدكم مثل زاد الراكب فلا اراني إلا قد تعديته، وأما أنت يَا سعد فاتق اللَّه وحده عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت. قال ثابت: فبلغني أَنَّهُ ما ترك إلا بضعة وعشرين درهما نفيقة كانت عنده (1) .
وَقَال الحافظ أَبُو نعيم - فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ الشَّيْبَانِيُّ، عَن أَبِي الْيُمْنِ الْكُنْدِيِّ، عَن أبي مَنْصُور القزاز، عَنِ الحافظ أَبِي بَكْرٍ (2) عَنه: حَدَّثَنَا عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، قال: سمعت جَعْفَر بْن أَحْمَدَ بْن فارس يَقُولُ: سمعت العباس بْن يَزِيدَ يَقُولُ لمحمد بْن النعمان: يَقُولُ أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مئة سنة وخمسين سنة. فأما مئتين وخمسين سنة فلا يشكون فيه.
(1) أخرجه ابن ماجة (4104) في الزهد، وأبو نعيم في الحلية: 1 / 196، والطبراني (6069) .
(2)
تاريخ بغداد: 1 / 164.
قال أَبُو نعيم: وكان من المعمرين. قيل: إنه أدرك وصي عيسى ابن مريم، وأعطي العلم الأول والأخر، وقرأ الكتابين (1) .
قال الواقدي وغَيْرُ واحِدٍ من العلماء: مات بالمدائن فِي خلافة عُثْمَان.
وَقَال أَبُو عُبَيد القاسم بْن سلام، وخليفة بْن خياط، وغير واحد: مات سنة ست وثلاثين.
قال الحافظ أَبُو بَكْر: فعلى هذا القول كانت وفاته فِي خلافة علي بْن أَبي طالب والله أعلم.
وَقَال خليفة بْن خياط في موضع آخر: مات سنة سبع وثلاثين (2) .
وقيل: مات سنة ثلاث وثلاثين. وهذا القول أقرب إِلَى الصواب، لما روى عبد الرزاق عَنْ جَعْفَر بْن سُلَيْمان عَنْ ثابت، عَنْ أنس، قال: دخل عَبد اللَّهِ بْن مسعود، وسعد عَلَى سلمان عند الموت فبكى.
(1) قال الذهبي: وقد فتشت فما ظفرت في سنه بشيءٍ سوى قول البحراني (العباس بن يزيد) ، منقطع لا إسناد له. ومجموع أمره وأحواله، وغزوه، وهمته، وتصرفه، وسفه للجريد، وأشياء مما تقدم، ينبئ بأنه ليس بمعمر ولا هرم، فقد فارق وطنه وهو حدث، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل، فلم ينشب أن سمع بمبعث النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم هاجر، فلعله عاش بضعا وسبعين سنة، وما أراه بلغ المئة، فمن كان عنده علم، فليفدنا. وقد نقل طول عُمَره أبو الفرج ابن الجوزي وغيره، وما علمت في ذلك شيئا يركن إليه". وأشار الذهبي إلى أن رواية ثابت البناني تشير إلى أن سعدا قال له: فما يبكيك بعد ثمانين (انظر العلل لابن أَبي حاتم: 2 / 139) وَقَال: وهذا يوضح لك أنه من أبناء الثمانين"وَقَال أيضا: وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه"(سير: 1 / 555 - 556) . وزعم الحافظ ابن حجر أن الذهبي لم يذكر مستنده من أنه ما جاور الثمانين (تهذيب: 4 / 139) فتأمل ذلك.
(2)
قال الذهبي: وهو وهم فما أدرك سلمان الجمل ولا صفين" (سير: 1 / 555) .
وروى حماد بْن سلمة، عَنْ علي بْن زيد، عَنْ سَعِيد بْن المُسَيَّب، وعن حميد الطويل، عَنْ مورق العجلي أن سعد بْن مالك، وعبد الله بْن مسعود دخلا عَلَى سلمان يعودانه فبكى. ولا خلاف إن ابْن مسعود مات فِي خلافة عُثْمَان سنة اثنتين وثلاثين، أو ثلاث وثلاثين، وإنه لم يبق إِلَى سنة أربع وثلاثين، والله أعلم.
روى له الجماعة.
2439 -
ع: سلمان الأَغَر (1) ، أَبُو عَبْد اللَّهِ المدني، مولى جهينة، أصله من أصبهان.
رَوَى عَن: عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيمَ بْن قارظ (م س) ، وعبد الله بْن عَمْرو بْن العاص (بخ) ، وعمار بْن ياسر، وأبي أيوب الأَنْصارِيّ، وأَبي الدَّرْدَاء، وأبي سَعِيد الخُدْرِيّ، وأبي لبابة بْن عبد المنذر، وأبي هُرَيْرة (ع) .
رَوَى عَنه: إبراهيم بْن قُدَامَةَ، وبكير بْن عَبد اللَّهِ بن الاشج (م) ،
(1) طبقات ابن سعد: 5 / 284، وتاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 223، وطبقات خليفة: 265، وتاريخ البخاري الكبير: 4 / الترجمة 2238 و9 / الترجمة 840، وتاريخه الصغير: 1 / 232، والكنى لمسلم، الورقة 60، وثقات العجلي، الورقة 21، وجامع التِّرْمِذِيّ: 2 / 147 حديث 325 و5 / 526 حديث 3498، والمعرفة ليعقوب: 1 / 414، والجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1292 و9 / الترجمة 1917، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة 168، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 68، ورجال البخاري للباجي، الورقة 166، والجمع لابن القيسراني: 1 / 193، وأنساب السمعاني: 1 / 321، وتذهيب الذهبي: 2 / الورقة 40، والكاشف: 1 / الترجمة 2040، ومعرفة التابعين، الورقة 18، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 117، ونهاية السول، الورقة 123، وتهذيب ابن حجر: 4 / 139، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 2615.
وحكيم بْن أَبي حرة، وزيد بْن رباح (خ ت كن ق) وصفوان بْن سليم، وعَبْد اللَّهِ بْن دينار، وبنوه: عَبد اللَّهِ بْن سلمان (م) ، وعُبَيد اللَّه بْن سلمان
خ ت كن ق) ، وعُبَيد بْن سلمان، وعطاء بْن السائب (د) ، على خلاف فيه - وعِمْران بْن أَبي أنس (م) ، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، ومحمد بْن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ (ع) ، وهبار بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يُوسُفَ - كان يكون فِي بني مخزوم - ويحيى بْن أَبي إِسْحَاق الحضرمي، وأَبُو بَكْر بْن حَفْص بْن عُمَر بْن سعد بْن أَبي وقاص (د) وأَبُو بَكْرِ بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم (م) .
قال حرب بْن إِسْمَاعِيلَ (1)، عن أَحْمَد بْن حنبل: حَدَّثَنَا حجاج بن مُحَمَّد عن شعبة، قال: كان الأَغَر قاصا من أهل المدينة وكان رضا.
وَقَال غيره، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل: الأَغَر وسلمان واحد.
وَقَال الواقدي (2) : سمعت ولده يقولون: لقي عُمَر بْن الْخَطَّابِ ولا اثبت ذلك عَنْ أحد غيرهم. وكان ثقة، قليل الحديث.
وَقَال عبد الغني بن سَعِيد المضري فِي كتاب"إيضاح الاشكال": سلمان الأَغَر مولى جهينة، عَن أبي هُرَيْرة وهو أَبُو عَبْد اللَّهِ الأَغَر الذي روى عنه الزُّهْرِيّ وابناه: عَبد اللَّهِ وعُبَيد اللَّه، وزيد بْن رباح وهو أَبُو عَبْد اللَّهِ المديني مولى جهينة وهو أَبُو عَبْد اللَّهِ الأصبهاني الأَغَر، وهو مسلم المديني الذي روى عَن أبي هُرَيْرة، وأبي سَعِيد يُحَدِّثُ عنه الشعبي. وَقَال قوم: هو الأَغَر، أَبُو مسلم الذي يروي عنه أهل الكوفة. وَقَال ابن ابجر: هو الأَغَر بْن سليك، ولا يصح الأَغَر بْن سليك آخر. انتهى كلامه.
(1) الجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1292.
(2)
طبقات ابن سعد: 5 / 284.
ومن زعم أَنَّهُ الأَغَر أَبُو مسلم الذي يروي عنه أهل الكوفة كما حكاه
عنهم فهو زعم باطل. والذي يدل عَلَى بطلانه وجوه:
أحدهما: أَنَّهُ مدني وليس بكوفي ولا يعرف لَهُ ذكر بالكوفة، ولا لأحد من أهل الكوفة عنه رواية إلا ما حكى عبد الغني بْن سَعِيد من أَنَّهُ مسلم المديني الذي يروي عنه الشعبي، فإن صح ذلك - وما ابعده من الصحة - فإن اسمه مسلم ولقبه الأَغَر وذلك مما يؤكد أَنَّهُ غير سلمان، وذاك حديثه عند أهل الكوفة دون أهل المدينة كما تقدم.
الثاني: أَنَّهُ مولى جهينة وذلك مولى أبي سَعِيد الخُدْرِيّ، وأبي هُرَيْرة الدوسي وليسا من جهينة.
الثالث: أَنَّهُ يكنى بابنه عَبد اللَّهِ بْن سلمان، وذاك كنيته أَبُو مسلم، ولا يعرف لَهُ ولد.
الرابع: أَنَّهُ يروي عَنْ جماعة سوى أبي سَعِيد وأبي هُرَيْرة كما تقدم وذاك لا يعرف لَهُ رواية عَنْ غيرهما.
الخامس: إن اسمه سلمان ولقبه الأَغَر، وذاك اسمه الأَغَر ولا يعرف لَهُ اسم ولا لقب سواه إلا ما حكي عَنِ الشعبي إن صح ذلك.
وأما قول أَحْمَد بْن حَنْبَل: الأَغَر وسلمان واحد فإنما يعني بِهِ هذا دون ذاك بدليل أَنَّهُ لم يتعرض لذكر كنيته ولا غيرها مما يقتضي جمعا أو فرقا، والله أعلم (1) .
روى له الجماعة.
(1) الأَغَر أبو عبد الله هذا ذكره ابنُ حِبَّان فِي "الثقات"، وذكر ابن خلفون أن الذهلي وثقه، وَقَال ابن عَبد الْبَرِّ في كتاب"الاستغناء": هو من ثقات تابعي أهل الكوفة".
2440 -
ع: سلمان أَبُو حازم الأشجعي الكوفي (1) ، مولى عزة الأشجعية.
رَوَى عَن: الحسن بْن علي بْن أَبي طالب، وأخيه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبي طَالِب، وسَعِيد بْن العاص، وعَبد الله بْن الزبير، وعبد الله بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وعرفجة الأشجعي، وأبي هُرَيْرة (ع) - وقاعده خمس سنين - ومولاته عزة الأشجعية.
رَوَى عَنه: إسرائيل أَبُو مُوسَى، وبشير أَبُو إِسْمَاعِيل (م ق) ، والحسن بْن سالم بْن أَبي الجعد، وأبي الجحاف داود بْن أَبي عوف (س ق) ، وسالم بْن أَبي حفصة، وأَبُو مالك سعد بْن طارق الأشجعي (م د س ق) ، وسَعِيد بْن مسروق الثوري (سي) ، وسُلَيْمان الأعمش (ع) - وهو راويته - وسيار أَبُو الحكم (خ م) ، وطلحة بْن مصرف، وعبد الرحمن ابن الأصبهاني (م) ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَعِيد بْن وهب الهمداني، وعدي بْن ثابت الأَنْصارِيّ (ع) ، وفرات القزاز (2) .
(1) طبقات ابن سعد: 6 / 294، والمصنف: 13 / رقم 15782، وتاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 223، وعلل أحمد: 1 / 197، 244، 296، 305، 307، 385، وتاريخ البخاري الكبير: 4 / الترجمة 2240، والكنى لمسلم، الورقة 25، وثقات العجلي، الورقة 21، وجامع التِّرْمِذِيّ: 4 / 181 حديث 1649 و378 حديث 2031 و5 / 169 حديث 2900 و220 حديث 2989 وغيرها، والمعرفة ليعقوب: 1 / 216 و2 / 274 و3 / 121، 212، والجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1293، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة 168، وثقات ابن شاهين، الترجمة 475، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 67، ورجال البخاري للباجي، الورقة 166، والجمع لابن القيسراني: 1 / 193، وتاريخ الاسلام: 4 / 73، وسير أعلام النبلاء: 5 / 7، ومعرفة التابعين، الورقة 18، وتذهيب التهذيب: 2 / الورقة 41، والكاشف: 1 / الترجمة 2041، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 117، ونهاية السول، الورقة 123، وتهذيب ابن حجر: 4 / 140، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 2613.
(2)
جاء في حواشي النسخ من تعقبات المؤلف على صاحب "الكمال" قوله: كان فيه فرات بن سلمان، وهو وهم".
(خ م ت ق) ، وفضيل بْن غزوان الضِّبِّيّ (خ م ت س) وفضيل بْن مرزوق، ومحمد بْن جحادة (خ د) ، ومحمد بْن عجلان (ت ق) ، ومحمد بْن مروان الذهلي (س) ، ومنصور بْن المعتمر (ع) ، وميسرة الأشجعي (خ م س) ، ونعيم بْن أَبي هند (م س) ، وهارون بْن سعد (م) ، ويزيد بْن كيسان (بخ م 4) .
قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل (1) عَن أبيه، وأبو بكر بْن أَبي خيثمة (2) وعباس الدوري (3) ، عَن يحيى بْن مَعِين، وأبو عُبَيد الآجُرِّيّ عَن أبي دَاوُد: ثقة (4) .
وَقَال غيرهم: مات فِي خلافة عُمَر بْن عبد العزيز.
روى له الجماعة.
2441 -
خ م د س: سلمان أَبُو رجاء (5) ، مولى أبي قلابة الجرمي البَصْرِيّ.
(1) الجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1293.
(2)
نفسه.
(3)
تاريخه: 2 / 223.
(4)
ووثقه ابن سعد، والعجلي، وابن حبان، وابن شاهين، وابن عَبد الْبَرِّ، والذهبي، وابن حجر، كما في مصادر ترجمته.
(5)
طبقات ابن سعد: 7 / 246، وطبقات خليفة: 215، وتاريخ البخاري الكبير: 4 / الترجمة 2248، والكنى لمسلم، الورقة 36، والجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1304، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة 168، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 68، ورجال البخاري للباجي، الورقة 166، والجمع لابن القيسراني: 1 / 194، وتاريخ دمشق (تهذيبه: 6 / 214) ، وتاريخ الاسلام للذهبي: 5 / 22، وتذهيب التهذيب: 2 / الورقة 41، والكاشف: 1 / الترجمة 2042، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 117، ونهاية السول، الورقة 123، وتهذيب ابن حجر: 4 / 140، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 2614.
رَوَى عَن: مولاه أبي قلابة الجرمي عَبد اللَّهِ بْن زيد (خ م د س) ، وعُمَر بْن عبد العزيز، وعنبسة بْن سَعِيد بْن العاص الأُمَوِي، وأبي المهلب الجرمي عَن أبي قلابة - وقيل بينهما أَبُو قلابة -.
رَوَى عَنه: أيوب السختياني (خ م) ، وحجاج بْن أَبي عثمان الصواف (خ م د س) ، وحميد الطويل، وعَبْد اللَّهِ بْن عون (خ م) .
ذكره مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة (1) .
وذكره خليفة بْن خياط في الطبقة الرابعة منهم (2) .
وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات"(3) .
روى له البخاري، ومسلم، وأبو دَاوُد، والنَّسَائي حديثا واحدا، وقد وقع لنا عاليا عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ، وأَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ عَلانَ، وأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حنبل بْن عَبد الله، قال: أَخْبَرَنَا أبو القاسم بْن الحصين، قال: أَخْبَرَنَا أبو علي بْن المذهب قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر بْن مالك، قال (4) : حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ، قال: حَدَّثَنَا أَبِي، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قال: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبي عُثْمَانَ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءَ مَوْلَى أَبِي قُلابَةَ، عَن أَبِي قُلابَةَ، قال: أَنَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِيَّايَ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكَلٍ ثَمَانِيَةً قَدِمُوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعُوهُ عَلَى الإِسْلامِ فَاسْتَوْخَمُوُا
(1) الطبقات: 7 / 246 وهو آخر المترجمين فيهم.
(2)
الطبقات: 215.
(3)
1 / الورقة 168 ووثقه العجلي أيضا.
(4)
مسند أحمد: 3 / 186.
الأَرْضَ وسَقِمَتْ أَجْسَامُهُمْ فَشَكُوا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَلا يَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ فَيُصِيبُونَ مِنْ أَلْبَانِهَا وأَبْوَالِهَا"فَقَالُوا: بَلَى. فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وأَبْوَالِهَا فَصَحُّوا فَقَتَلُوا الرَّاعِي، واطَّرَدُوا النِّعَمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ فِي أثار هم فأدركوا فجئ بِهِمْ فَقُطِعَتْ أَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ وسُمِرَتْ أَعْينُهُمْ ثُمَّ نُبِذُوا فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا.
رووه من طرق عنه (1) . ومنهم من ذكر فيه قصة لعُمَر بْن عبد العزيز وعنبسة بْن سَعِيد.
2442 -
سي: سلمان (2) ، رجل من أهل الشام.
رَوَى عَن: جنادة بْن أَبي أمية (سي) ، عَنْ عبادة بْن الصامت، قال: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غدوة وبه من الوجع ما يعلم اللَّه شدته
…
الحديث.
رَوَى عَنه: عاصم الأحول (سي) .
روى لَهُ النَّسَائي فِي "اليوم والليلة"هَذَا الْحَدِيث الواحد (3)
(1) أخرجه البخاري: 5 / 165 و6 / 65 و9 / 11، ومسلم: 5 / 102، والنَّسَائي في المجتبى: 7 / 93.
(2)
تاريخ البخاري الكبير: 4 / الترجمة 2243، والجرح والتعديل: 4 / الترجمة 1302، وثقات ابن حبان: 1 / الورقة 168، وتذهيب التهذيب: 2 / الورقة 123، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 117، وتهذيب ابن حجر: 4 / 141، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 2616.
(3)
اليوم والليلة (1004) وتمامه:
…
ثم دخلت عليه العشية وقد برأ، فقال: إن جبريل رقاني برقية برئت، أفلا أعلمكها يا ابن الصامت. قلت: بلى. قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من حسد كل حاسد وعين، باسم الله يشفيك".