الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعمل الرجل بيده أفضل طريق لطلب الكسب الحلال ووقاية له من الحرام، كما يشير إليه الحديث الآتي:
5 -
أخرج البخاري وأحمد عن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده» (1).
وأكل الحلال الطيب سبب من أسباب دخول الجنة.
6 -
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل طيبًا وعمل في سنة، وأمن الناس بوائقه، دخل الجنة، قالوا يا رسول الله: إن هذا في أمتك كثير، قال: وسيكون في قرون بعدي» (2).
ثالثًا: من الآثار:
1 -
ومن أقوال عمر رضي الله عنه، في الحث على طلب الرزق، وقاية المسلم من الكسب الحرام:«لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة» (3).
2 -
وكان رضي الله عنه يقول: «إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول: أله حرفة؟ فإن قالوا: لا سقط من عيني» (4).
(1) انظر علي المتقي كنز العمال ج 4 ص 8 رقم 9223 ونقله المنذري عن البخاري في الترغيب والترهيب ج 4 ص 144 رقم 1203. وهو في الصحيح بشرح فتح الباري ج 4 ص 303 رقم 2072.
(2)
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 773.
(3)
الغزالي: أبو حامد محمد بن محمد، إحياء علوم الدين، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، بدون تاريخ ج 2 ص 62.
(4)
علي المتقي، كنز العمال، ج 4 ص 123 رقم 9858.
3 -
وكان يقول أيضاً: «مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسألة الناس» (1).
4 -
والقعود عن طلب الرزق، ولو كان باسم العبادة، لا يقرُّه الإسلام ولا غيره: روي أن عيسى عليه السلام رأى رجلاً فقال: «ما تصنع؟ قال: أتعبد. قال: من يعولك؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبدُ منك» (2).
5 -
وقيل لأحمد بن حنبل: ما تقول فيمن جلس في بيته أو مسجده وقال: لا أعمل شيئًا حتى يأتيني رزقي. فقال أحمد: هذا رجل جهل العلم. أما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وجُعل رزقي تحت ظل رمحي» .
وقال حين ذكر الطير: «تغدو خماصًا وتروح بطانًا ..» (3).
وجاء في الأثر أنه قيل: من المؤمن؟ فقيل: من إذا أمسى نظر من أين فرصة (4).
ففي هذا الأثر وجوب تحري الحلال ومحاسبة النفس على مصدر الرزق.
وقال أبو سليمان الداراني: «ليس العبادة عندنا أن تَصُفَّ قدميك وغيرك يتعب لك، ولكن ابدأ برغيفك فأحرزه ثم تعبد» (5).
(1) علي المتقي في المرجع السابق، ج 4 ص 123 رقم 1854.
(2)
المرجع السابق.
(3)
ابن قدامة المقدسي: أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، مختصر منهاج القاصدين، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الرابعة، 1394 هـ ص 78. والغزالي، في الإحياء ج 2 ص 62، 63 وقد أخرج الحديث الثاني أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن عمر رضي الله عنه كما قال الألباني وصححه في صحيح الجامع الصغير ج 5 ص 60 رقم 5130. والأول جزء من حديث في مسند أحمد 2/ 50.
(4)
أبو سعيد الخراز، الطريق إلى الله، ص 31.
(5)
ابن قدامة المقدسي، مختصر منهاج القاصدين ص 78، والإمام الغزالي، الإحياء ص 62.