الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن طرق الكسب: المهن اليدوية؛ كالسباكة والحدادة والنجارة والطباعة وأعمال البناء، وإصلاح السيارات، والأجهزة النافعة، والنظافة
…
إلخ.
وهناك العمل الذهني والفكري، كالعمل في الصحافة أو مزاولة الكتابة مثلاً ..
وللمسلم أن يجد ويجتهد، وينظر في ميوله واستعداده، وما عساه أن ينمِّي من قدراته وطاقاته، فإن وجد أن في إمكانه مواصلة الدراسة للحصول على مؤهل أعلى أو تخصص أدق، ليحصُل منه على مرتب أعلى ويحسن مستواه فهو أولى له، حتى يبتعد عن الكسب الحرام.
ونحن نفترض في آكل الحرام أنه موظف أو مستخدم أو مزارع أو تاجرٌ أو صانع أو محترف، ونطلب منه رفع مستواه المادي بالكسب الحلال، ومزاولة أكثر من نشاط، ليجد كفايته من الحلال، وليتجنب الحرام المؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة، وفيما يلي ذكر لبعض أنواع الكسب المشروع:
أولًا: الزراعة:
عمارة الأرض واستخراج كنوزها، وحسن استخدامها، منوط بخلق الإنسان ونشأته.
قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].
ومنوط بخلافته فيها أيضاً، قال تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30].
والقرآن الكريم لفت النظر إليها، وحث عليها في صور متعددة، نذكر منها هذه الآيات المتنوعة في صورها:
1 -
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 63 - 64].
2 -
3 -
4 -
{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلأكِلِينَ} [المؤمنون: 20].
5 -
6 -
7 -
وتعمير الأرض بالغرس والزراعة هدف ينشده الإسلام حتى ولو أشرفت الساعة أن تقوم:
1 -
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة (1). فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها» (2).
2 -
وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن معقل بن يسار قال: دخل رجل على عثمان بن عفان، وهو يغرس غراساً، فقال له: يا أمير المؤمنين، الغرس، وهذه الساعة قد جاءت؟ فقال: أن تأتي وأنا من المصلحين خير وأحب إلي من أن تأتي وأنا من المفسدين (3).
3 -
ومنفعة الغرس والزرع متعدية: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يزرع زرعًا، أو يغرس غرسًا، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كانت له به صدقة» (4).
وهذا الغرس أو الزرع صدقة جارية للإنسان في حياته وبعد مماته.
4 -
روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يرزؤه (5) أحد إلا كان له صدقة» (6).
(1) فسيلة: شتلة.
(2)
رواه البخاري في الأدب المفرد وأجمد، وعبد بن حميد- راجع علي المتقي: علاء الدين بن حسام الدين الهندي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان 1399 هـ ج 3 ص 892 حديث رقم 9056، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير، وأشار إلى أنه من زيادات الجامع الكبير، انظر ج 2 ص 7 رقم 1437.
(3)
رواه ابن جرير، راجع علي المتقي في كنز العمال ج 3 ص 909 رقم 9137.
(4)
رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي- راجع محمد فؤاد عبد الباقي في اللؤلؤ والمرجان ج 2 ص 144 رقم 1001 وعلي المتقي في كنز العمال ج 3 ص 891 رقم 9051.
(5)
يرزؤه: ينقصه.
(6)
مسلم ج 3 ص 1176 رقم 88.