الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سابعًا: الوظائف العامة:
أ- إتقان العمل الوظيفي كسب حلال:
يطلب الإسلام من المسلم أن يؤدي كل عمل يناط به- دينيًّا أو دنيويًّا- بإخلاص وإتقان وإحسان على الوجه الأكمل، ومن ذلك المهام الوظيفية، فهي تدخل في الكسب الحلال، والإخلال بواجباتها يدخل في نطاق الحرام.
فالمحافظة على ساعات العمل كاملة واستنفادها في أدائه، وبذل الجهد في هذا العمل، وعدم استغلاله في منافع شخصية أو مكاسب خارجة عن نطاق الراتب الوظيفي، كل هذا وغيره يعد إتقانًا للعمل وإحسانًا فيه.
وحقيقة هذا الإحسان كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (1). وأداء الواجب الوظيفي المشروع (2) لون من ألوان العبادة، ولقد أثنى الله تعالى على من يحسنون العمل للدين والدنيا، وبين أنهم مجزيون عليه الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.
فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30].
وقد أمرنا تعالى بهذا الإحسان والإتقان، فقال:{إِنَّ اللَّهَ يَامُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل:90].
وأخبر سبحانه وتعالى أنه يشهد كل عمل نعمله ولا يغيب عنه شيء في الأرض ولا في السماء فقال:
(1) من حديث الإسلام والإيمان والإحسان، الإمام مسلم: أبو الحسين ابن الحجاج القشيري النيسابوري الصحيح، بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، نسخة مصورة عن طبعة القاهرة سنة 1400 هـ ج 1 ص 26.
(2)
احتراز عن الوظيفة غير المشروعة كالعمل في ملهى أو مصرف ربوي.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} [آل عمران: 5].
{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 218 - 219]
{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4].
هذه الآيات وأمثالها توجب على المسلم أن يكون أمينًا على عمله مخلصاً فيه، متقناً له، لأنه يؤمن ويعتقد أنه بمرأى من الله تعالى:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103].
فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى السنة النبوية فإننا نجد الكثير، ومن ذلك:
1 -
ما رواه شداد بن أوس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله كتب الإحسان على كل شيء» (2).
(1) وفي الآية دليل على الإحسان ومنه إتقان العمل الوظيفي.
(2)
مسلم ج 3 ص 1548 رقم 1955 (وصححه المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني عن أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، انظر صحيح الجامع الصغير وزيادته الفتح الكبير، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق الطبعة الأولى 1388 هـ ج 2 ص 121 رقم 1791).