الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
وأمَّا حديث سلمان الفارسي: فقال أبو معاوية: حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان عن سلمان الفارسي قال: يأتون النَّبي صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا نبيَّ اللَّه إنَّ اللَّهَ فتح بك، وختم بك، وغفر لك، قُمْ فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: نعم صاحبكم فيخرج يجوسُ النَّاس حتَّى ينتهي إلى باب الجنَّة، فيأخذ بحلقة الباب فيقرع فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد قال: فيفتح له، فيجيء حتَّى يقوم بين يدي اللَّه فيستأذنُ في السجود فيؤذن له"
(1)
الحديث.
فصل
وأمَّا حديث حُذيفة بن اليمان: فقال ابن بطة: أخبرني أبو القاسم عمر بن أحمد عن أبي بكر أحمد بن هارون، حدثنا يزيد بن جمهور، حدثنا الحسنُ بن يحيى بن كثير العنبري، حدثنا أبي، عن إبراهيم بن المبارك، عن القاسم بن مطيَّب عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان.
وقال البزار: حدثنا محمد بن معمر وأحمد بن عمرو بن عبيدة
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 312) رقم (31666) مطوَّلًا، وابن خزيمة في التوحيد رقم (450)، وابن أبي عاصم في السنة رقم (813)، والطبراني في الكبير (6/ 247 - 248) رقم (6117) وغيرهم.
وسنده صحيح.
العصفري، قالا: حدثنا يحيى بن كثير العنبري
(1)
، حدثنا إبراهيم بن المبارك، عن القاسم بن مطيب عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريلُ فإذا في كفِّهِ مرآة كأصفى ما يكون المرايا وأحسنها، وإذا في وسطها نكته سوداء، قال: قلت: يا جبريل، ما هذا؟ قال هذه الدنيا، صفاؤها وحسنها، قال قلت: وما هذه اللمعة في وسطها؟ قال هذه الجمعة، قال قلت: وما الجمعة؟ قال: يوم من أيام ربك عظيم، وسأخبرك بشرفه وفضله واسمه في الآخرة. أما شرفه وفضله في الدنيا: فإنَّ اللَّه تبارك وتعالى جمع فيه أمر الخلق، وأما ما يرجى فيه: فإنَّ فيه ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم أو أمة مسلمة يسألانِ اللَّه فيها خيرًا إلا أعطاهما إياه. وأما شرفه وفضله واسمه في الآخرة: فإن اللَّه تبارك وتعالى إذا صَيَّر أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، وجرت عليهم أيامها وساعاتها ليس بها ليل ولا نهار إلا قد علم اللَّه مقدار ذلك وساعاته، فإذا كان يوم الجمعة في الحين الذي يبرز أو يخرج فيه أهل الجنة إلى جمعتهم نادى مناد: يا أهل الجنة، اخرجوا إلى دار المزيد، لا يعلم سعته وعرضه وطوله إلا اللَّه عز وجل، في كثبان من المسك، قال: فتخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نور، ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت، قال: فإذا وضعت لهم، وأخذ القوم مجالسهم بعث اللَّه تبارك وتعالى عليهم ريحًا تدعى المثيرة، تثير عليهم أثابير المسك الأبيض فتدخل من تحت ثيابهم، وتخرجه في وجوههم وأشعارهم، فتلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك
(1)
ليس في "ب، ج، د، هـ".
المسك من امرأة أحدكم لو دُفِعَ إليها كل طيب على وجه الأرض لكانت تلك الريح أعْلَمَ كيف تصنع بذلك المسك من تلك المرأة لو دُفِعَ إليها ذلك الطيب بإذن اللَّه، قال: ثم يوحي اللَّه سبحانه إلى حملة العرش، فيوضع بين ظهراني الجنة وبينه وبينهم الحجب، فيكون أول ما يسمعون منه أن يقول: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب، ولم يروني، وصدقوا رسلي، واتبعوا أمري، فسلوني فهذا يوم المزيد، قال: فيجتمعون على كلمه واحدة: رب رضينا عنك فارض عنا، قال: فيرجع اللَّه تعالى في قولهم
(1)
أن يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم ما أسكنتكم جنتي، فسلوني فهذا يوم المزيد، قال: فيجتمعون على كلمة واحدة: رضينا عنك فارض عنا، قال: فيرجع اللَّه عز وجل في قولهم أن يا أهل الجنة، إني لو لم أرض عنكم لما أسكنتكم جنتي، فهذا يوم المزيد فسلوني، قال: فيجتمعون على كلمة واحدة: رب وجهك، رب وجهك أرنا ننظر إليه، قال: فيكشف اللَّه تبارك وتعالى تلك الحجب، ويتجلى لهم، فيغشاهم من نورهِ شيء لولا أنه قضى عليهم أن لا يحترقوا لاحترقوا مما غشيهم من نوره، قال: ثم يقال: ارجعوا إلى منازلكم، قال: فيرجعون إلى منازلهم وقد خَفُوا على أزواجهم، وخَفِيْنَ عليهم، مما غشيهم من نوره تبارك وتعالى، فإذا صاروا إلى منازلهم ترادّ النور وأمكن، وتراد وأمكن حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها، قال: فيقول لهم أزواجهم: لقد خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم على غيرها؟ قال فيقولون: ذلك بأن اللَّه
(1)
يعني: في قوله لهم.
تبارك وتعالى تجلَّى لنا، فنظرنا منه إلى ما خفينا به عليكم، قال: فَلَهُم في كل سبعة أيام الضِّعف على ما كانوا فيه، قال: وذلك قوله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) } [السجدة: 17]
(1)
.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن يزيد السعدي، عن حذيفة في قوله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال: "النظر إلى وجه اللَّه عز وجل"
(2)
.
قال الحاكم: "وتفسير الصحابي عندنا في حُكمِ المرفوع"
(3)
.
(1)
أخرجه ابن بطة في الإبانة "المختار"(3/ 32 - 36) رقم (26)، والبزار في مسنده (7/ 288 - 290) رقم (2881)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (338).
قال علي بن المديني: "هذا حديث غريب".
قلت: تفرَّد القاسم بن مطيَّب به عن الأعمش يدل على نكارته.
والقاسم بن مطيَّب وثَّقه الدَّارقطني، لكن قال ابن حبان:"يخطئ عمَّن يروي على قلَّة روايته فاستحقَّ الترك، لمَّا كَثُرَ ذلك منه".
المجروحين (2/ 213)، والميزان (5/ 461).
(2)
تقدم ص (613).
(3)
انظر: المستدرك (2/ 375) تحت رقم (3317)، ومعرفة علوم الحديث ص (20).
ولفظه في المستدرك ". . . فإنَّ الصحابي إذا فسَّر التلاوة، فهو مسند عند الشيخين".
وراجع تعليق الحافظ ابن حجر على كلام الحاكم وابن الصلاح في النكت على ابن الصلاح" (2/ 530 - 533).