الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيء
…
والمنقبة: الفعلة الكريمة ، وقياسها صحيح ، لأنها شيء حسن قد شُهر ، كأنه نُقِّب عنه" (1).
وقال الزبيدي: المنقبة: المفخرة ، وهي ضد المثلبة ، وفي اللسان: كرم الفعل ، وجمعها المناقب ، يقال: في فلان مناقب جميلة: أي أخلاق حسنة (2).
أما تعريفها في الاصطلاح: هي المفاخر التي اشترك في جنسها النبي صلى الله عليه وسلم مع إخوانه من الأنبياء عليهم السلام.
وقد أشار الإمام جمال الدين السرمري إلى هذا المعنى في مقدمته فقال:
"اعلم أن التفضيل إنما يكون إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما لايوجد للمفضول مثلُه ، فإذا استويا في أسباب الفضل وانفرد أحدهما بخصائص لم يَشْرَكْه فيها الآخر كان أفضل منه ، وأمَّا ماكان مشتركاً بين الرجل وغيره من المحاسن فتلك مناقب وفضائل ومآثر لكن لاتُوجب تفضيله على غيره إذا كانت مشتركة ليست من خصائصه ، وإذا اتَّحَدت الفضيلتان فكانتا من جنسٍ واحد لكن كانت إحداهما أكمل من الأخرى وأعظم أو أعجب أو أبلغ فلا ريب أنَّ صاحب ذلك أفضل في ذلك"(3).
المطلب الثالث: التعريف بالمعجزات:
المعجزة لغة: أصلها من (عجز)، قال ابن فارس: "العين والجيم والزاء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على الضعف ، والآخر على مؤخر الشيء؛ فالأول عجز عن الشيء يعجز عجزاً فهو عاجز: أي ضعيف
…
ويقال: أعجزني فلان ، إذا عجزت عن
طلبه وإدراكه" (4).
(1) معجم مقاييس اللغة (5/ 466).
(2)
انظر: تاج العروس من جواهر القاموس (4/ 301).
(3)
[ق 4/و].
(4)
معجم مقاييس اللغة (4/ 232).
وقال الفيروزآبادي: "العَجْز والمَعْجِز والمَعْجِزَة وتفتح جيمهما والعَجَزان محركة والعُجُوزُ بالضم: الضعف
…
ومعجزة النبي: ما أعجز به الخصم عند التحدي والهاء للمبالغة" (1).
أما تعريفها في الاصطلاح: قال الباحث: "آية الله الخارقة الدالة على النبوة الصادقة".
وعلى هذا التعريف تدخل حتى خوارق الأولياء في المعجزة ، لكونها تدل على نبوة من اتبعه الولي ، وعلى هذا جرى الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد وغيره (2)، وهو ما صرح به الإمام جمال الدين السرمري بقوله:"كل كرامة لوليّ من أمّة من الأمم هي مضافة إلى معجزاتِ مَتبوعِهِ من الأنبياء كما أشرنا إليه ، فإن الكرامات لا تحصل إلا بمتابعة الرسل صلى الله عليهم وسلم ، وتصديقهم ، والتزام طريقتهم"(3).
(1) القاموس المحيط ص 515 - 516.
(2)
مجموع الفتاوى (11/ 311 - 312).
(3)
[ق 59/ظ].