الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
وأما ردّ الشمس ليوشع بن نون عليه السلام
- فإنها لم تَرُدَّ بعد غروبها ولكنها وقفت بدعائه ، وذلك أنه كان في غزوٍ وأشرف على الفتح وكادت الشمس أن تغيب فخاف إن غابت أن لا يتم له أمر الفتح فدعا الله تعالى فقال: اللهم إني مأمور وإنها مأمورة فاحبسها علي شيئاً حتى يفتح لي فحبسها الله تعالى له (1) ولا ريب في إجابة دعاء الأنبياء والصالحين لا سيما في أمور الدين ، والمعجز الكبير الذي أوتيئه محمد صلى الله عليه وسلم من هذا الجنس أعظم وهو انشقاق القمر (نصْفَين لما سأله المشركون آية فأراهم القمر) (2) وقد انشقّ حتى رأوا الجبل بين الشّقتين [ق 39/و] فقال للنّاس (3):«اشهدوا» (4) وجاء من كان غائباً فأخبر
أنه رآه منشقاً كذلك ، فقال بعضهم: إن كان محمّد قد سَحَرنا فلم يكن سَحَر الناسَ كلهم (5) ، وانشقاق القمر كذلك أعظم من وقوف الشمس على حالها وهيئتها.
(1) أخرجه البخاري (4/ 86) ، كتاب فرض الخمس ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«أحلت لكم الغنائم» ، ح 3124 ، ومسلم (3/ 1366) ، كتاب الجهاد والسير ، باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة ، ح 1747 ، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه ، بلفظ:«غزا نبي من الأنبياء ، فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة ، وهو يريد أن يبني بها؟ ، ولما يبن ، ولا آخر قد بنى بنياناً ، ولما يرفع سقفها ، ولا آخر قد اشترى غنمًا -أو خلفات- وهو منتظر ولادها» قال: «فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر ، أو قريباً من ذلك ، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور ، اللهم احبسها علي شيئاً ، فحبست عليه حتى فتح الله عليه
…
» الحديث ، واللفظ لمسلم.
(2)
ما بين القوسين ليس في ب.
(3)
في ب "الناس" ، وهو خطأ ، فالقائل هو الرسول صلى الله عليه وسلم.
(4)
أخرجه البخاري (4/ 206) ، كتاب المناقب ، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر ، ح 3636 ، ومسلم (4/ 2158) ، كتاب صفة القيامة والجنة والنار ، ح 2800 ، من طريق عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، بلفظ: "انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«اشهدوا» ، واللفظ للبخاري.
(5)
أخرجه بنحوه: أحمد في مسنده (27/ 314) ح 16749 ، والبيهقي في الدلائل (2/ 151) ح 570 ، وأخرجه الترمذي (5/ 398) ، أبواب تفسير القرآن ، باب ومن سورة القمر ، ح 3289 ، من طريق جبير بن مطعم رضي الله عنه ، بلفظ:"انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى صار فرقتين: على هذا الجبل ، وعلى هذا الجبل ، فقالوا: سحرنا محمد ، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا فما يستطيع أن يسحر الناس كلهم"، قال الألباني:"صحيح الإسناد". صحيح الترمذي (3/ 112) ح 2622.