الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم كتب فصلاً: سرد جملة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في صفاته الخَلقية والخُلقية.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء به.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه الحكمة من ابتداء الخبر بالإسراء قبل المعراج.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه الفوائد في حديث الإسراء والمعراج.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه الخلاف في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج.
ثم كتب فصلاً جامعاً لمقاصد الكتاب.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه ما خص الله به النبي صلى الله عليه وسلم في وفاته.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه ما خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه منهجه في هذا الكتاب في إيراد الأحاديث الضعيفة.
ثم كتب فصلاً لطيفاً في ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه خصيصة النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر اسمه والصلاة عليه.
ثم كتب فصلاً: ذكر فيه فضل النبي صلى الله عليه وسلم على غيره في الأجر.
ثم ذكر فصلاً خاتماً لمباحث لكتاب.
المطلب الرابع: أهمية الكتاب ، وقيمته العلمية:
مما يبين أهمية هذا الكتاب وقيمته العلمية ما يلي:
- أن في الكتاب إضافة علمية فريدة ، فلم أقف على من صنف في فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم السلام كتاباً مستقلاً على غيره ، وإنما عامة الكتب في هذا الباب إما في الدلائل على نبوته صلى الله عليه وسلم وإما في الخصائص وإما في السيرة ، أما هذا الكتاب فقد جمع السرمري فيه ما اشترك فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع غيره في المعجزات وبيَّن أوجه فضله صلى الله عليه وسلم ، وبين ما اختص به من الفضائل دون غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
- حسن التقسيم ودقيق الاستنباط من المؤلف رحمه الله ، فقد جعل لكل نبي فصلاً يذكر فيه ما أوتي من المعجزات ثم يورد نظائر هذه المعجزات التي وقعت لنبينا صلى الله عليه وسلم أو الكرامات للصالحين من أمته ثم يوازن بينهما ويستنبط فضله صلى الله عليه وسلم.
- إيراد المؤلف لجملة من المسائل المشكلة والجواب عنها ، مثال ذلك قال رحمه الله: "فإن قيل: في قوله تعالى: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: من الآية 26] وأن الله سبحانه استجاب له فأغرق الأرض ومَن عليها دليل على أن نوحاً عليه الصلاة والسلام كان مُرسلاً إلى جميع أهل الأرض فكيف يقال: بأن محمداً صلى الله عليه وسلم وحده أُرسِل إلى الناس كافةً ، فالجواب
…
" (1) ، والكتاب مملوء بـ (فإن قيل/الجواب).
- لم يقتصر المؤلف رحمه الله في كتابه على سرد الأحاديث والآثار وإنما كان له شرح وبيان في كثير من المواضع ، والكتاب فيه تحقيق كبير ، فمن ذلك ما ذكره في الرواية التي جاء فيها أن إدريس عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج «مرحباً بالأخ الصالح»: "وكذلك إدريس أنه قال: «مرحباً بالأخ الصالح» قد يكون غلطاً من الراوي لأنه أب بلا شك لأن النبي صلى الله عليه وسلم من ذرّية نوح ونوح من ذرية إدريس قاله شيخ الإسلام ابن تيمية قال: ولا يتنبّه لمثل هذا إلا النحرير؛ قلت: وقد وقع لي في هذا محمل لا بأسَ به يُقرُّ الروايةَ الصحيحة على ماهي علَيه ويبين عذر إدريس إذ لم يقل: والابن الصالح ، وذلك أن ما ظهر من عظم شأن محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أجل من منزلة الأبوة فكيف بمنزلة البنوة فلم يتهجّم لما رأى من علوّ الرتبة أن يجعل نفسه أباً له فيكون أرفع منه ولا سيما ولم يَذكرُ له جبريل ما ذكر لآدم ولإبراهيم من قوله:«هذا أبوك آدم فسلم عليه» ، «هذا أبوك إبراهيم فسلّم عليه» ، فإنه لما أنَّسَ آدم بأن قال لمحمد:«هذا أبوك آدم فسلم عليه» حَسُن أن يقول له آدم: «مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح» وكذلك لما قال له: «هذا أبوك إبراهيم فسلّم عليه» حَسُن أن يقول له إبراهيم: «مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح» فأما إدريس فقال له عنه: «هذا إدريس فسلم عليه» ولم
(1)[ق 7/ظ].
يقل له: هذا أبوك إدريس ، فلم يحسن التهجم عليه بمزيّة الأبوة مع ما هنالك من علوِّ الدَّرجة وعظيم المنزلة وما أكرم به من القرب ، فلم يجد إدريس ما يُمِتُّ به مِمّا لا عَتبَ فيه إلا الأخوّة في النبوة التي رُفع بها مكاناً علياً فقال ما يناسِبُ حالَه:«مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح» ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«الأنبياء إخوة أولاد علّاتٍ دينهم واحد وأمهاتهم شتى» على أن الله تعالى قال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 33 - 34] فبعض الأنبياء من نسل بعض وقد سماهم النبي صلى الله عليه وسلم إخوةً ، فيكون قول إدريس «الأخ الصالح» من هذا القبيل ، ولا يَضُرّ قول إدريس بالأخ الصالح ، فالأخوّة في الدين والنبوة صادقة عليهما ، كما أن النبوة والأخوّة صادقة عليه وعلى إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، وكما لم يَضُرّ سارة عليها السلام حين أوصاها إبراهيم عليه السلام أن تقول للجبّار الذي دَعاها أن تقول:«إنه أخي» ، وهي زوجته فالأخوّة صادقة عليهما بالإيمان كما قال إبراهيم: فإني لا أعلم على وجه الأرض مؤمناً غيري وغيرك ، لكن قصّة سارة كانت من باب المعاريض وقصّة إدريس من باب الأدب والله أعلم ، إذ كان ذلك المقام لا يقتضي غيره لما رأى من عظم العناية الإلهيّة والوِلاية الربانية وهذا تأويل لا بأسَ به إن شاء الله تعالى ، وإن جعلنا رَدّ السلام والترحيب بلفظ الأخوّة والخلافة من خزنة السموات لم يبق إشكال فإن في سياق حديث الثعلبي أن كل باب يُفتح لهم يقال له:«حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء» لكن الروايات الأخرى لا تساعد على هذا المعنى وكذلك يَردُ قولُ آدم وإبراهيم: «مرحباً بالابن الصالح» والله تعالى أعلم؛ وفي هذا السياق لطيفة أخرى: وهي قول خَزَنة أبواب السموات: «حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة» فإنه مشعر بالاعتذار عن قولهم حين قال الله: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: من الآية 30]
…
" (1).
(1)[ق 77/ظ-ق 78/و].