المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه لما ولد فخرج من بطن أمه [ق 62/و] وقع صلى الله عليه وسلم على الأرض ساجدا - خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب

[السرمري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌المبحث الأولالتعريف بالكتاب

- ‌المطلب الأول: اسم الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:

- ‌المطلب الثالث: موضوع الكتاب ، ومجمل مباحثه:

- ‌المطلب الرابع: أهمية الكتاب ، وقيمته العلمية:

- ‌المطلب الخامس: منهج المؤلف فيه:

- ‌المطلب السادس: مصادره في الكتاب:

- ‌المطلب السابع: تقويم الكتاب:

- ‌المبحث الثانيالتعريف بالخصائص والمناقب والمعجزات

- ‌المطلب الأول: التعريف بالخصائص:

- ‌المطلب الثاني: التعريف بالمناقب:

- ‌المطلب الثالث: التعريف بالمعجزات:

- ‌المبحث الثالثوصف النسخ الخطية

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌نماذج من النسختين الخطية

- ‌فصلاعلم أن التفضيل إنما يكون إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما لايوجد للمفضول مثلُه

- ‌فصلفأمّا فضيلة نوح عليه السلام فظاهرة

- ‌الكلام على تفضيل هذه الأشياء وأنَّ ما أوتي محمد صلى الله عليه وسلم منها مثلُها أو ما يوازيها على أتم مما أوتيها إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأكمل وأفضل

- ‌فصلوأما عيسى صلى الله عليه وسلم فَرُوح الله ، وكلمته

- ‌فصلقال الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [

- ‌فصلوأما صالح عليه السلام

- ‌فصلوأما ردّ الشمس ليوشع بن نون عليه السلام

- ‌فصلوأما داود عليه السلام

- ‌فصلوأما ما أوتي سليمان عليه الصلاة والسلام

- ‌فصلوأمّا الخصائص التي اختصّ بها محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره

- ‌فصلومن خصائص محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً تضاعُف الصلاة على من صلى عليه

- ‌ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنّه لما ولد فخرج من بطن أمّه [ق 62/و] وقع صلى الله عليه وسلم على الأرض ساجداً

- ‌فصلومن خصائصه صلى الله عليه وسلم التي اختصّ بها دون الأمّة أنه لم يكن يحتلم قط

- ‌فصلفي طيب ريحه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلومن خصائصه أنه لم يكن أحَدٌ يَغلِبه بالقوّة

- ‌فصلومن خصائصه صلى الله عليه وسلم في أسمائه

- ‌فصلومن خصائصه صلى الله عليه وسلم الإسراء

- ‌فصلواختص بأن جمع فيه معاني وصفات لم تجتمع في غيره

- ‌فصلوفي حديث الإسراء والمعراج فوائد جليلة

- ‌فصل جامع لمقاصد الكتاب

- ‌فصلفيما خصه الله تعالى به في الآخرة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه لما ولد فخرج من بطن أمه [ق 62/و] وقع صلى الله عليه وسلم على الأرض ساجدا

[عليه وسلم](1) ليس كالكذب على غيره وأنه صلى الله عليه وسلم قال: «من كذَب عليّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النّار» (2) ولم نعلم حديثاً عنه صلى الله عليه وسلم رواه أكثر مما روي [هذا الحديث](3) فإنه رواه عنه صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ما [يزيد على](4) ثمانين نفساً منهم العشرة المشهود لهم (5) بالجنّة ولا يُعلم حديث رواه عنه العشرة المذكورة غيره.

فصل

‌ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنّه لما ولد فخرج من بطن أمّه [ق 62/و] وقع صلى الله عليه وسلم على الأرض ساجداً

ورفع يده إلى السّماء كالمتضرّع المبتهل (6) ، ومنها عجائب كانتْ ليلة ميلاده رأتها أمّه رأت ثلاثة أعلام مضروبات منها علم بالمشرق ، وعلم بالمغرب ، وعلم على ظهر الكعبة قالت: بينا أنا أتعجب من ذلك إذا بثلاثة نفر ظننت أن الشمس تطلع (7) من خلال وجوههم في يد الواحد منهم إبريق من فضة وفي الإبريق ريح كريح المسك ، وفي يد الثاني طست من زمرذ خضراء لها أربع نواحي وعلى كل ناحية من نواحيها لؤلؤة بيضاء ، وإذا قائل يَقول: هذه الدنيا شرقها وغربها وبرّها وبحرها فاقبض يا حبيب الله على أيّ ناحية شئت منها قالت: فنظرت فإذا هو قابض على وسطها فسمعت قائلاً يقول: قبض على الكعبة ورب الكعبة أما إن الله تعالى قد جعلها لك قبلة ومسكناً ،

(1) مابين المعقوفتين طمس في الأصل ، وما ذكرته من ب.

(2)

أخرجه البخاري (2/ 80) ، كتاب الجنائز ، باب ما يكره من النياحة على الميت ، ح 1291 ، ومسلم (1/ 10) ، في المقدمة ، باب التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ح 3.

(3)

مابين المعقوفتين طمس في الأصل ، وما ذكرته من ب.

(4)

مابين المعقوفتين طمس في الأصل ، وما ذكرته من ب.

(5)

في ب "له" بالافراد.

(6)

أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 610 - 612) ح 555 ، في أثر ابن عباس الطويل ، قال السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 83) بعد أن ذكر أثراً آخر عن ابن عباس:"هذا الأثر والأثران قبله فيها نكارة شديدة ولم أورد في كتابي هذا أشد نكارة منها ولم تكن نفسي لتطيب بإيرادها لكني تبعت الحافظ أبا نعيم في ذلك".

(7)

في ب "طالعة".

ص: 519

ورأيت على (يد)(1) الثالث حريرة بيضاء قد طُويت طيّاً شديداً فنشرها فأخرج منها خاتماً تحارُ أبصار الناظرين دونه فأخذه صاحبُ الطست وأنا أنظر إليه فغسله بماء الإبريق سبع مرّات ثم ختم بالخاتم بين كتفيه ختماً واحداً ولفه في الحريرة واستدار عليه بخيط من المسك الأذفر ثم حمله فأدخله بين أجنحته ساعة قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان ذلك رضوان خازن الجنان قالت وقرأ في أذنه كلاماً كثيراً لم (2) أفهمه وقبّل بين عينيه وقال له أبشر: يا محمّد فما بقي لنبيّ عِلم إلا وقد أُعطِيتَهُ وأنت أكثرهم علماً وأشجعهم قلباً معك مفاتيح النّصر وقد أُعطِيتَ الأمن من الخوف والرّعب ولا يسمع أحد بذكْرك إلا وَجِلَ قلبُه وخفق ولو لم يَرَك يا حبيب الله (3)؛ ومنها: ما ذكر عبدالمطّلب أنّه كان عند الكعبة ليلة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما انتصف الليل إذا أنَا بالبيت الحرام قد مال بجوانِبه الأربعة فخر ساجداً في مَقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام كالرّجل الساجد ، ثم استوى قائماً وأنا أسمع له تكبيراً عجيباً ينادي: الله أكبر ربّ محمّد المصطفى الآن قد طهّرني (ربّي)(4) من أنجاس المشركين وحميّة الجاهلية ، ونظرت إلى الأصنام كلّها تنتفض كما ينتفض الثّوبُ [ق 62/ظ] ، ونظرت إلى الصنم الأعظم هُبَل قد أكبّ على وجهه ، وسمعتُ منادياً ينادي: ألا إنّ آمنة ولدتْ محمّداً صلى الله عليه وسلم وقد سَكبت عليه سحائبُ الرحمة هذا طست من الفردوس قد أنزل ليُغسل فيه (5)؛ ومنها أنّ مهده صلى الله عليه وسلم كان يُحرك بتحريك الملائكة (6) ، (كانت الملائكة)(7) تحرّكه وتطوف به تبرُّكاً به صلى الله عليه وسلم ، وقال له العباس عمّه: دعاني إلى الدخول في دينك أمارات نبوّتك رأيتك في المهد تناغي القمرَ وتشير إليه بأصابعك فحَيثُ أشرتَ إليه مال فقال صلى الله عليه وسلم: «كنت أحدّثه ويحدّثني ويُلهيني عن البكاء

(1)"يد" ليس في ب.

(2)

في ب زيادة "و" قبل "لم".

(3)

نقله السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 84) عن الحافظ أبي زكريا يحيى بن عائذ في مولده؛ ونقله المقريزي في إمتاع الأسماع (4/ 47 - 51) عن أبي نعيم ، وقال "هكذا أورد الحافظ أبو نعيم هذا الحديث ، وأن الوضع يلوح عليه".

(4)

"ربي" ليس في ب.

(5)

نقله شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب (16/ 50 - 51)، تحقيق: مفيد قميحة وجماعة ، الطبعة الأولى 1424 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، عن القرطبي.

(6)

نقله السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 92) عن ابن سبع في الخصائص -واسم كتابه: شفاء الصدور-.

(7)

"كانت الملائكة" ليس في ب.

ص: 520

وأسمع وَجْبتَهُ (1) حين يسجد تحت العرش» (2)، وكان أوّل كلام تكلّم به أن قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله رب العالمين (3)، ومنها أنّ حليمة التي أرضعته قالت: أرضعته تحت شجرة يابسة فتعلَّق ببعض الشجرة فاخضرّت لمسّه إيّاها (4)، ومنها: أنّ (5) ليلة ولد أصبحت أصنام الدّنيا منكوسةً ، وأصبح عرش إبليس عَدوِّ الله منكوساً والملك المأمور به قد جعله في بطن البحار أربعين يوماً فانفلت منها أسوَدَ محترقاً هارباً ولم يبق كاهن في قريش ولا قبيلة من قبائل العرب إلا احتجب عن صاحبه ، وانتزع عِلم الكهنة ولم يبق سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا ينطق يومه ذلك ومرّت وحوش المشرق إلى وحوش المغرب بالبشارات ، وكذلك أهل البحار بشّر بعضهم بعضاً به وكان في كل شهر من شهوره نداء في الأرض ونداء في السّماء: أنْ أبْشروا فقد آن لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم (6) أن يخرج إلى الأرض المباركة مبارَكاً (7) ، ومنها أنه لما وُلد ارتجس إيوان كسرى وسقط منه أربع عشرة شرافة وغاضت بُحَيرة ساوة وانقطع

تلك الليلةَ الماءُ

(1) الوجبة: صوت السقوط. النهاية في غريب الأثر (5/ 331).

(2)

أخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 41)، وقال:"تفرد به هذا الحلبي بإسناده ، وهو مجهول"، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (10/ 466) ح 4863:"موضوع".

(3)

أخرجه البيهقي في الدلائل (1/ 139 - 140) ، من طريق ابن عباس رضي الله عنه ، بلفظ:" كانت حليمة بنت أبي ذؤيب التي أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، تحدث أنها لما فطمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكلم، قالت: سمعته يقول كلاما عجيباً سمعته يقول: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً"؛ ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 92) عن ابن سبع في الخصائص بدون الجملة الثالثة.

(4)

لم أقف على خبر لمس النبي للشجرة وهو رضيع واخضرارها في كتب أهل السنة ، وإنما يرويه الرافضة.

(5)

في ب "أنها".

(6)

في ب زيادة "محفوظاً من الشيطان بل" بعد " صلى الله عليه وسلم ".

(7)

أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 610 - 612) ح 555 ، ونقله شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب (16/ 45 - 46) عن القرطبي في كتاب الأعلام ، من طريق ابن عباس رضي الله عنه ، سوى قوله:" وأصبحت يومئذ أصنام الدنيا كلها منكوسةً مضغوطة فيها شياطينها وأصبح عرش إبليس عدو الله منكوساً" فقد نقله النويري من طريق كعب الأحبار رضي الله عنه ، قال السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 83) بعد أن ذكر أثراً آخر عن ابن عباس:"هذا الأثر والأثران قبله فيها نكارة شديدة ولم أورد في كتابي هذا أشد نكارة منها ولم تكن نفسي لتطيب بإيرادها لكني تبعت الحافظ أبا نعيم في ذلك".

ص: 521