المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصلومن خصائص محمد صلى الله عليه وسلم أيضا تضاعف الصلاة على من صلى عليه - خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب

[السرمري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌المبحث الأولالتعريف بالكتاب

- ‌المطلب الأول: اسم الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:

- ‌المطلب الثالث: موضوع الكتاب ، ومجمل مباحثه:

- ‌المطلب الرابع: أهمية الكتاب ، وقيمته العلمية:

- ‌المطلب الخامس: منهج المؤلف فيه:

- ‌المطلب السادس: مصادره في الكتاب:

- ‌المطلب السابع: تقويم الكتاب:

- ‌المبحث الثانيالتعريف بالخصائص والمناقب والمعجزات

- ‌المطلب الأول: التعريف بالخصائص:

- ‌المطلب الثاني: التعريف بالمناقب:

- ‌المطلب الثالث: التعريف بالمعجزات:

- ‌المبحث الثالثوصف النسخ الخطية

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌النسخة الثالثة:

- ‌نماذج من النسختين الخطية

- ‌فصلاعلم أن التفضيل إنما يكون إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما لايوجد للمفضول مثلُه

- ‌فصلفأمّا فضيلة نوح عليه السلام فظاهرة

- ‌الكلام على تفضيل هذه الأشياء وأنَّ ما أوتي محمد صلى الله عليه وسلم منها مثلُها أو ما يوازيها على أتم مما أوتيها إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأكمل وأفضل

- ‌فصلوأما عيسى صلى الله عليه وسلم فَرُوح الله ، وكلمته

- ‌فصلقال الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [

- ‌فصلوأما صالح عليه السلام

- ‌فصلوأما ردّ الشمس ليوشع بن نون عليه السلام

- ‌فصلوأما داود عليه السلام

- ‌فصلوأما ما أوتي سليمان عليه الصلاة والسلام

- ‌فصلوأمّا الخصائص التي اختصّ بها محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره

- ‌فصلومن خصائص محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً تضاعُف الصلاة على من صلى عليه

- ‌ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنّه لما ولد فخرج من بطن أمّه [ق 62/و] وقع صلى الله عليه وسلم على الأرض ساجداً

- ‌فصلومن خصائصه صلى الله عليه وسلم التي اختصّ بها دون الأمّة أنه لم يكن يحتلم قط

- ‌فصلفي طيب ريحه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلومن خصائصه أنه لم يكن أحَدٌ يَغلِبه بالقوّة

- ‌فصلومن خصائصه صلى الله عليه وسلم في أسمائه

- ‌فصلومن خصائصه صلى الله عليه وسلم الإسراء

- ‌فصلواختص بأن جمع فيه معاني وصفات لم تجتمع في غيره

- ‌فصلوفي حديث الإسراء والمعراج فوائد جليلة

- ‌فصل جامع لمقاصد الكتاب

- ‌فصلفيما خصه الله تعالى به في الآخرة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌فصلومن خصائص محمد صلى الله عليه وسلم أيضا تضاعف الصلاة على من صلى عليه

‌فصل

ومن خصائص محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً تضاعُف الصلاة على من صلى عليه

صلى الله عليه وسلم روى الإمام أحمد ومسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه عشراً» (1)، وروى أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطّ عنه عشر خطيئات» (2)، وروى أيضاً من حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله إن جعلت صلاتي كلها عليك ، قال:«إذا يكفيك الله (تبارك و) (3) تعالى ما همك من دنياك وآخرتك» (4)، ورَوى أيضاً عن عبدالله بن [أبي] (5) طلحة (6) عن أبيه (7) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والسّرور في وجهه فقال: «إنه أتاني الملك فقال: يا

محمد ، أما يُرضيك أن ربّك عز وجل يقول: إنه لا يصلي عليك أحد من أمّتك إلا صليت عليه عشراً ، ولا يسلم عليك أحد من أمّتك (8) إلا سلّمت عليه عشراً ، قال: بلى» (9) ، ورَوى

(1) مسند الإمام أحمد (14/ 444) ح 8854 ، صحيح مسلم (1/ 306) ، كتاب الصلاة ، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد ، ح 408.

(2)

مسند الإمام أحمد (19/ 57) ح 11998 ، قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط ، عادل المرشد ، وآخرون ، بإشراف: د. عبدالله التركي-: "حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن".

(3)

"تبارك و" ليس في ب.

(4)

مسند الإمام أحمد (35/ 166 - 167) ح 21242 ، قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط ، عادل المرشد ، وآخرون ، بإشراف: د. عبدالله التركي-: "حديث حسن".

(5)

في أ ، ب "عبدالله بن طلحة" بدون "أبي" ، وما أثبته من مسند الإمام أحمد (26/ 283) ح 16363 ، وهو الصواب كما سيأتي في الحاشية التالية.

(6)

هو عبدالله بن أبي طلحة واسمه زيد بن سهل الانصاري النجاري المدني ،حنكه النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد ، يروي عن أبيه وأخيه أنس ، قال محمد بن سعد: كان ثقة قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات ، توفي سنة أربع وثمانين. انظر: تهذيب التهذيب (5/ 236).

(7)

هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام ، أبو طلحة الأنصاري الخزرجي النجاري عقبي بدري ، وهو مشهور بكنيته ، وهو الذي حفر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحده ، وكان يسرد الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«صوت أبي طلحة في الجيش خير فئة» ، توفي سنة إحدى وخمسين. انظر: أسد الغابة (2/ 361).

(8)

في ب "من أمتك أحد" بتقديم وتأخير ، وما أثبته من أهو الوارد في مسند الإمام أحمد.

(9)

مسن الإمام أحمد (26/ 283) ح 16363 ، قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط ، عادل المرشد ، وآخرون ، بإشراف: د. عبدالله التركي-: "حسن لغيره ، وهذا إسناد ضعيف".

ص: 510

أيضاً عن عبدالله بن عامر بن ربيعة (1) عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى عليّ صلاةً لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى عليّ ، فليُقل عبدٌ من ذلك (2) أو ليكثر» (3)، وروى أيضاً عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتوجّه نحو صَدَقته فدخل ، فاستقبل القبلة فخرّ ساجداً ، فأطال السجود حتّى ظننت [ق 60/و] أنّ الله عز وجل قد قبض نفسه ، فدنوت منه ، ثم جلست فرفع رأسه ، فقال:«من هذا؟ » قلت: عبدالرحمن ، فقال:«ما شأنك» ، قلت: يا رسول الله سجدت سجدةً خَشيتُ أن يكون الله عز وجل قد قبض نفسك فيها ، فقال:«إن جبريل أتاني فبشّرني فقال: إن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك (4) صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكراً» (5)؛ وروى أيضاً عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً طيّب النّفس يُرى في وجهه البشر ، فقالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس ، يُرى في وجهك البشر ، فقال:«أجل أتاني آت من ربّي عز وجل فقال (6): من صلّى عليك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وردَّ عليه مثلها» (7)، وفي رواية أخرى نحوه وقال فيها:

(1) هو عبدالله بن عامر بن ربيعة العنزي ، أبو محمد المدني ، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الواقدي: وكان عبدالله ثقة قليل الحديث ، وقال أبو زرعة: مدني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثقة ، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة من كبار التابعين ، وقال أبو حاتم: رأي النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على أمه وهو صغير ، مات سنة 85. انظر: تهذيب التهذيب (5/ 237).

(2)

في ب "لذلك" ، ما أثبته من أهو الوارد في مسند الإمام أحمد.

(3)

مسند الإمام أحمد (24/ 451) ح 15680 ، قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط ، عادل المرشد ، وآخرون ، بإشراف: د. عبدالله التركي-: "حديث حسن".

(4)

في ب زيادة "مرة" بعد "عليك" ولم ترد في رواية المسند.

(5)

مسند الإمام أحمد (3/ 201) ح 1664 ، قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط ، عادل المرشد ، وآخرون ، بإشراف: د. عبدالله التركي-: "حسن لغيره".

(6)

في ب "قال" بدون الفاء ، وما أثبته من أهو الوارد في مسند الإمام أحمد.

(7)

مسند الإمام أحمد (26/ 272) ح 16350 ، قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط ، عادل المرشد ، وآخرون ، بإشراف: د. عبدالله التركي-: "إسناده ضعيف".

ص: 511

«أنه ليس أحد من أمّتك يصلي عليك صلاة إلا صلّى الله وملائكته عليه (1) عشراً» (2)، وفي رواية عنه أخرى قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم أره قطّ أشدّ فرحاً ولا أطيب نفساً منه يومئذ فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي ، إنّي لم أرك قطّ أشدّ فرحاً و (لا)(3) أطيب (4) نفساً منك اليوم ، قال:«يا أبا طلحة وما يمنعني أن لا أكون (5) كذلك وإنما فارقني جبريل آنفاً فقال: لي يا محمّد إنّ ربك بعثني إليك وهو يقول: إنه ليس أحد من أمتك يصلي عليك صلاة إلا رد الله عز وجل مثل (6) صلاته عليك ، وإلا كتب له بها عشر حسنات وحط عنه (7) عشر سيئات ورفعت له عشر درجات ، ولا يكون لصلاته منتهى دون العرش لا تمرّ بملك إلا قال: صلّوا على قائلها كما صلّى على محمد صلى الله عليه وسلم» (8)، وفي رواية أخرى قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأساريرُ وجهه تبرق فقلت: يا رسول الله ما رأيت أطيب نفساً ولا أظهر بشراً منك يومنا هذا فقال (9): «ومالي لا تطيب نفسي ويَظهر بشري وإنما فارقني جبريل الساعة فقال: يا محمد من صلّى عليك من أمتك صلاة كتب الله (له)(10) بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه عشر درجات وقال له الملك: مثل ما قال [ق 60/ظ]، قلت (11): يا جبريل وما ذاك الملك؟

قال: إن الله عز وجل وكل بك ملكاً من لَدُن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد إلا

(1) في ب "عليه وملائكته" بتقديم وتأخير.

(2)

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 100) ح 4723.

(3)

"لا" ليس في ب.

(4)

في ب "أطبت" ، وما أثبته من أهو الوارد في الخبر.

(5)

في ب "لكون" ، وهو خطأ.

(6)

في ب زيادة "هذا" بعد "مثل".

(7)

في ب "بها".

(8)

أخرجه الخطيب الغدادي في تاريخ بغداد (8/ 570)، وقال: تفرد بروايته أبو الجنيد ، قال يحيى بن معين: أبو الجنيد الضرير ليس بثقة.

(9)

في ب "قال" بدون الفاء.

(10)

"له" ليس في ب.

(11)

في أ "فقلت" بزيادة الفاء ، وما أثبته من ب بدون الفاء هو الوارد الرواية كما سيأتي تخريجها.

ص: 512

قال وأنت صلى الله عليك» (1)، وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:"الصّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمْحَقُ للخطايا من الماء للنّار ، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب ، وحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ضرب السيف في سبيل الله"(2) أو كما قال ، وعن عليّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليّ صلاة صلى الله (عليه) (3) بها عشر صلوات ، واستَبَق ملكاه أيّهما يُبلِغ رُوحي منه السَّلامَ» (4)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن لله تعالى ملائكةً سيّاحين في الأرض يبلّغوني عن أمّتي السّلام» (5)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ عند قبري وكّل الله بها ملكاً يبلغني ، وكُفي أمر دنياه وآخرته ، وكنت له يوم القيامة شهيداً أو شفيعاً» (6)، وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله أعطى ملكاً من الملائكة أسماع الخلائق فهو قائم على قبري إلى يوم القيامة لا يصلي عليّ أحد إلا سمّاه باسمه واسم أبيه وقال: يا أحمد صلّى عليك فلان بن فلان وتكفّل لي الربّ عز وجل أن أردّ عليه بكل

(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 100) ح 4724 ، قال الألباني:"موضوع". ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 512) ح 1031.

(2)

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 39).

(3)

"عليه" ليس في ب.

(4)

أخرجه أبي خالد الواسطي في المسند المنسوب للإمام زيد بن علي بن الحسين - الموسوم بمسند الإمام زيد ، ويسمى: المجموع الفقهي - ص 137 ، جمعه: عبدالعزيز بن إسحاق البغدادي ، دار الكتب العلمية ، بيروت؛ قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (13/ 116):"واعلم أن هذا المسند -يقصد: مسند الإمام زيد- حاله عندنا كحال مسند الربيع بن حبيب أو أسوأ ، فإنه من رواية عمرو بن خالد أبي خالد الواسطي عن الإمام زيد ، والواسطي هذا اتفق أئمتنا على أنه كذاب وضاع".

(5)

أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 456) ، كتاب التفسير ، ح 3576 ، وأخرجه بنحوه أحمد (6/ 183) ح 3666 ، والنسائي في السنن الكبرى (9/ 31) ، كتاب العمل والليلة ، ح 9811 ، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 219) ح 10528 ، (10/ 220) ح 10551 ، ح 10552؛ قال الحاكم:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

(6)

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 140) ح 1481 ، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (4/ 468)، بلفظ:«من صلى عليَّ عند قبري سمعته ، ومن صلى علي نائياً وكل بها ملك يبلغني ، وكفي بها أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيداً وشفيعاً» ، قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 366) ح 203:"موضوع بهذا التمام".

ص: 513

صلاة عليه عشراً» (1) صلى الله عليه وسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«مامن أحد يسلّم عليَّ (2) إلا ردّ الله إليّ روحي حتى أردّ عليه السلام» (3)، وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما عن (أبيه رضي الله عنه أن) (4) النبي صلى الله عليه وسلم قال:«البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يصل عليّ» (5) صلى الله عليه وسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (قال) (6):«ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة (7) ، فإن شاء عذّبهم وإن شاء غفر لهم» (8)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[ق 61/و]: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ» (9)، وروى تمام (10) في فوائده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم الخميس بعث الله عز وجل ملائكة معهم

صحف من فضة وأقلام من

(1) أخرجه أبي القاسم بدر بن الهيثم القاضي كما في جمهرة الأجزاء الحديثية ، اعتناء وتخريج: محمد زياد عمر تكلة ، الطبعة الأولى 1421 ، مكتبة العبيكان ، الرياض؛ وأخرجه البزار (4/ 254 - 255) ح 1425 ، بلفظ:«إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك» .

(2)

في أ ، ب "عليه"، وفي هامش أ "الظاهر: عليَّ" وهو اللفظ الوارد في الحديث.

(3)

أخرجه أحمد (16/ 477) ح 10815 ، وأبو داود (2/ 218) ، كتاب المناسك ، باب زيارة القبور ، ح 2041 ، قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 293):"حسن".

(4)

مابين القوسين ليس في ب.

(5)

أخرجه أحمد (3/ 257 - 258) ح 1736 ، والنسائي في السنن الكبرى (7/ 291) ح 8046 ، والترمذي (5/ 551) ح 3546 ، وقال:"هذا حديث حسن صحيح غريب" ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 734) ح 2015 ، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه" ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (3/ 189) ح 909.

(6)

"قال" ليس في ب.

(7)

ترة: يعني حسرة وندامة. سنن الترمذي (5/ 461).

(8)

أخرجه الترمذي (5/ 461) ، باب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله ، ح 3380 ، وقال:"هذا حديث حسن"، وقال الألباني في صحيح الترمذي (3/ 388) ح 3380:"صحيح".

(9)

أخرجه أحمد (12/ 421) ح 7541 ، والترمذي (5/ 550) ح 3545 ، وقال:"هذا حديث حسن غريب"، وقال الألباني في إرواء الغليل (1/ 36):"صحيح".

(10)

هو تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو القاسم البجلي الرازي ثم الدمشقي ، من حفاظ الحديث، مغربي الأصل ، كان محدث دمشق في عصره ، توفي سنة 414. الأعلام (3/ 87).

ص: 514

ذهب يكتبون يوم الخميس وليلة الجمعة أكثرَ الناس صلاة على محمّد صلى الله عليه وسلم» (1)؛ والأحاديث في ذكر الصلاة عليه كثيرة جدّاً ، وفيها مصنفات ، وفوقِ ذلك صلاة الله تعالى عليه وملائكته وأمرُه للمؤمنين أن يصلوا عليه ويسلموا تسليماً كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] ، وسنذكر فصلاً آخر إن (2) شاء الله تعالى في كيفية الصلاة عليه وغير ذلك.

فصل

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم رُقيُّهُ إلى فوق سبع سموات ، ثم إلى سدرة المنتهى ، وفوق ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، ومنها أنّ الله تعالى قرّبه إليه حتى كان بينه وبينه كقاب قوسين أو أدنى «قال: يا حبيبي محمّد ، قلت: لبيك يا ربّ ، قال: هل غَمُّك أن جعلتك آخر النّبيّين ، قلت: يا ربّ لا ، قال: حبيبي هل غَم أمتك أن جعلتهم آخر الأمم ، قلت: لا يا رب ، قال: أبلغ أمتك عني السلام وأخبرهم أني جعلتهم آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم ولا أفضَحهم عند الأمم» رواه ابن الجوزي في الوفا عن هشيم عن حميد عن أنس رضي الله عنه (3) ، ومنها أنه تعرض عليه أعمال أمّته فيحمد الله تعالى على صالحها (4) ويشفع في سيّئها (5) ، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يرى مِن خلفه كما يَرى قدّامَه (6) ،

(1) أخرجه تمام بن محمد في الفوائد (2/ 106) ح 1266 ، تحقيق: حمدي عبدالمجيد السلفي ، الطبعة الأولى 1412 ، مكتبة الرشد ، الرياض.

(2)

في ب زيادة "في" قبل "إن" ، وهو خطأ.

(3)

ذكره في الوفا (1/ 377) من غير إسناد ، وأخرجه مسنداً من طريق هشيم عن حميد عن أنس في العلل المتناهية (1/ 182) ح 281 ، وقال:"هذا حديث لا يصح".

(4)

في ب "صالحيها".

(5)

عرض الأعمال عليه صلى الله عليه وسلم في الدنيا، فقد ثبت أن ذلك وقع في حياته، روى مسلم (1/ 390) ، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها ، ح 553 ، من طريق أبي ذر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن» ؛ وأما عرض الأعمال عليه بعد موته، فلم أقف على الأدلة ما يثبته، سوى ما أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 194) ، من طريق بكر بن عبد الله المزني ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حياتي خير لكم ، تُحدثون ويحدث لكم ، فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً =

ص: 515

ومنها أنه كان يرى في الظلمة كما يرى في الضّوء (1) ، ومنها أنه كان إذا مشى في الشمس لم يكن له ظلّ لشدّة نوره وقد سبق ذلك ، ومنها تسليم الحجر والشجر عليه (2) ، ومنها نبع الماء من بين أصابعه (3) ، ومنها حِنّة الجذع اليابس إليه (4) ، ومنها أنه أوتي جوامع الكلم (5) وفواتحه (6) وخواتمه (7) واختُصرت له الحكمة اختصاراً (8) ، فكان أفصح

الخلق ،

= لكم ، تُعرض علي أعمالكم ، فإذا رأيت خيراً حمدت الله ، وإذا رأيت شراً استغفرت الله لكم «، بل وردت أدلة ترد هذا ، فمن ذلك: ما أخرجه البخاري (9/ 46) ، في كتاب الفتن ، باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: من الآية 25] ، ح 7049 ، من طريق عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعن إليَّ رجال منكم ، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول: أي رب أصحابي ، يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك» ، فقوله:«لا تدري ما أحدثوا بعدك» يدل على أن أعمال أمته لم تعرض عليه ، والله أعلم.

(1)

أخرجه البخاري (1/ 91) ، في كتاب الصلاة ، باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة وذكر القبلة ، ح 48 ، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«هل ترون قبلتي ها هنا ، فوالله ما يخفى عليَّ خشوعكم ولا ركوعكم ، إني لأراكم من وراء ظهري» ، وأخرجه أحمد (14/ 496 - 497) ح 8926 بلفظ: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس: «أحسنوا صلاتكم فإني أراكم من خلفي كما أراكم من أمامي» ، وأخرجه أبو نعيم بنحوه في الدلائل (2/ 439) ح 354.

(2)

أخرج ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 173) ح 266 ، وتمام في فوائده (2/ 133) ح 1345 ، من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى في الظلمة كما يرى في الضوء"، قال ابن الجوزي:"هذا حديث لا يصح"، قال الألباني قي سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 515) ح 341:"موضوع".

(3)

تقدم تخريجه ، انظر: ص 374.

(4)

تقدم تخريجه ، انظر: ص 444.

(5)

تقدم تخريجه ، ص 372 - 373.

(6)

قال النووي: "أي إيجاز اللفظ مع تناوله المعاني الكثيرة جداً". شرح النووي على مسلم (13/ 170).

(7)

أي كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 732) ، زين الدين المناوي ، الطبعة الثالثة 1408 ، مكتبة الإمام الشافعي ، الرياض.

(8)

قال النووي: "أي كان يختم على المعاني الكثيرة التي تضمنها اللفظ اليسير فلا يخرج منها شيء طالبه ومستنبطه لعذوبة لفظه وجزالته". شرح النووي على مسلم (13/ 170).

(9)

أخرج مسلم (1/ 372) ، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، ح 523 ، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نصرت بالرعب على العدو ، وأوتيت جوامع الكلم

»؛ وأخرج مسلم (3/ 1586) ، في كتاب الأشربة ، باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام ، ح 2001 ، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، قال "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه"؛ أخرج البيهقي في الشعب (7/ 171) ح 4837 ، وعبدالرزاق في مصنفه ، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي ، الطبعة الثانية 1403 ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، من طريق أبي =

ص: 516

وأبلغهم ، وأعظمهم بياناً ، وقيل له: ما بالك أفصحَنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ فقال (1): «إنّ لغة إسماعيل كانت قدْ نُسيت فأتاني جبريل فعَلّمنيها [ق 61/ظ]» (2) ، ومنها أنّ أمّته أكثر الأمم يوم القيامة (3) ، ومنها أنهم يكونون نصف (4) أهل الجنة (5) ، ومنها أنه أكثر الناس تبعاً يوم القيامة (6) ، ومنها أنه أول الناس خروجاً إذا بُعثوا ، وأنه خطيبهم إذا وَفَدُوا ، وأنه مبشّرهم إذا يئسوا ، لواء الحمد بيده ، وهو أكرم الخلق على ربّه صلى الله عليه وسلم وقد تقدم الحديث في ذلك وهو حديث حسن رواه الترمذيّ؛ ومنها أنه قد وعده رَبُّه أنه سَيُرضِيه من أمّته ولا يَسُوؤه ، ومنها شفاعاته في الآخرة فإن له صلى الله عليه وسلم عدّة شفاعات: الأولى الشفاعة في عموم الخلق ليحاسَبُوا ويُراحُوا من الموقف كما سبق ، وشفاعَةٌ في أهل الكبائر من أمّته ، وشفاعة لمن في قلبه مثقال ذرّة من إيمان إلى ما دون ذلك من الشفاعات الخاصّة والمشتركة هو وغيره فيها (7) كما أشرنا إليه وكما يأتي إن شاء الله تعالى ، ومنها أن الجنّة محرمة على الخلق حتى يدخلها هو صلى الله عليه وسلم ، وعلى الأمم حتى

= قلابة ، أن عمر بن الخطاب مر برجل يقرأ كتاباً سمعه ساعة فاستحسنه فقال للرجل: أتكتب من هذا الكتاب قال: نعم ، فاشترى أديماً لنفسه ثم جاء به إليه فنسخه في بطنه وظهره ، ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرأه عليه وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب وقال: ثكلتك أمك يا بن الخطاب ألا ترى إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ هذا الكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «إنما بعثت فاتحاً وخاتماً ، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه ، واختصر لي الحديث اختصاراً ، فلا يهلكنكم المتهوكون» ، قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (6/ 392) ح 2864:"ضعيف".

(1)

في ب "فكان" ، وهو خطأ.

(2)

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (4/ 4) ، من طريق بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، بلفظ:" قال سمعت عمر يقول: يا رسول الله ما لك أفصحنا وإنك لم تخرج من بين أظهرنا ، قال: «إن لغة إسماعيل درست فأتاني بها جبريل فحفظتها» ، قال ابن عساكر: "هذا حديث غريب له علة عجيبة" ، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 679) ح 465: "ضعيف".

(3)

تقدم تخريجه ، انظر: ص 327.

(4)

في هامش أ "ثلثي".

(5)

أخرج البخاري (8/ 110) ، في كتاب الرقاق ، باب كيف الحشر ، ح 6528 ، ومسلم (1/ 200) ، في كتاب الإيمان ، باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة ، ح 221 ، من طريق عبدالله بن مسعود ، بلفظ:«والذي نفس محمد بيده ، إني لأرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة» واللفظ للبخاري.

(6)

تقدم تخريجه ، انظر: ص 327.

(7)

تقدم الحديث عن الشفاعة في مطلب الشفاعة ، انظر: ص 209 - 212.

ص: 517

تدخلها أمّته (1)، ومنها المقام المحمود (الّذي يغبطه به الأوّلون والآخرون يوم القيامة وجاء في تفسير المقام المحمود) (2): أنه الشفاعة ، وجاء أنه يجلسه ربّه سبحانه معه على العرش وصنف فيه الإمام أبو بكر المروذي (3) كتاباً وساق ماعنده (في ذلك)(4) من الأخبار والآثار (5) ، ومنها الوسيلة وهي درجة (6) في الجنة لا ينبغي أن (تكون)(7) إلا لعبد من عباد الله وكان صلى الله عليه وسلم يرجوها (8) وإذا كانت لا ينبغي إلا لرجل واحد من عباد الله فمن عساه يصلح لها غيره صلى الله عليه وسلم ، ومنها أن الله تعالى جعل سبَّه صلى الله عليه وسلم ولعْنه لمن ليس لذلك أهلاً زكاةً وأجراً وعافية ومغفرة وقربة إليه يوم القيامة (9) ، ومنها أن الكذب عليه صلى الله

(1) أخرج ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 129)، تحقيق: يحيى مختار غزاوي ، 1408 ، دار الفكر ، بيروت ، من طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها ، وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي «وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل ، تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف: د. سعد الحميد ود. خالد الجريسي ، الطبعة الأولى 1427 ، مطابع الحميضي، بلفظ: «إن الجنة حرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي «، قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (5/ 354) ح 2329:"منكر".

(2)

ما بين القوسين ليس في ب.

(3)

هو أحمد بن محمد بن الحجاج، أبو بكر المروذي ، عالم بالفقه والحديث ، كان أجل أصحاب الإمام أحمد، خصيصا بخدمته، يأنس به الإمام ويقول له: كل ما قلت فهو على لساني وأنا قلته! وروى عنه مسائل كثيرة ، ووصف بأنه كثير التصانيف ، نسبته إلى مرو الروذ من خراسان ، ووفاته ببغداد سنة 275. الأعلام (1/ 205).

(4)

"في ذلك" ليس في ب.

(5)

اسم كتابه (المقام المحمود) ، قال أبو بكر الخلال في السنة (1/ 217)، تحقيق: د. عطية الزهراني ، الطبعة الأولى 1410 ، دار الراية ، الرياض: " قرأ علينا أبو بكر المروذي (كتاب المقام المحمود) مرة واحدة في مسجد الجامع

".

(6)

في ب "الدرجة" بزيادة "أل".

(7)

"تكون" ليس في ب.

(8)

أخرج مسلم (1/ 288) ، في كتاب الصلاة ، باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل له الوسيلة ، ح 384 ، من طريق عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا لي ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباده الله ، وأرجوا أن أكون أنا هو

».

(9)

أخرج مسلم (4/ 2008) ، في كتاب الصلة والآداب ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة ، ح 2601 ، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اللهم إني أتخذ عندك لن تخلفنيه ، فإنما أنا بشر ، فأي المؤمنين آذيته شتمته ، لعنته ، جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة» .

ص: 518