الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فادخلى فى عبادى الاخروية وادخلى جنتى الصورية والمعنوية
اى باز هوا كرفته باز آي ومرو
…
كز رشته تو سرى در انكشت منست
وقال القاشاني يا أيتها النفس المطمئنة التي نزلت عليها السكينة وتنورت بنور اليقين فاطمأنت الى الله من الاضطراب ارجعي الى ربك فى حال الرضى اى إذا تم لك كمال الصفات فلا تسكنى اليه وارجعي الى الذات فى حال الرضى الذي هو كمال مقام الصفات والرضى عن الله لا يكون الا بعد رضى الله عنها كما قال رضى الله عنهم ورضوا عنه فادخلى فى زمرة عبادى المخصوصين بي من أهل التوحيد الذاتي وادخلى جنتى المخصوصة بي اى جنة الذات وفى التأويلات النجمية ارجعي الى ربك بالفناء فيه بعد قطع المنازل والمقامات راضية من نتائج السلوك الى الله والسير فى الله مرضية عند الله باليأسى خلعة البقاء عليها فادخلى فى عبادى الباقين فى وبصفاتى وادخلى جنة ذاتى لفنائك عن ذاتك وانانيتك تمت سورة الفجر بعون ذى المن والحجر فى اواخر شهر المولد النبوي من سنة سبع عشرة ومائة وألف
تفسير سورة البلد
عشرون آية مكية او مدنية الا اربع آيات من أولها بسم الله الرحمن الرحيم
لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ اى اقسم بالبلد الحرام الذي هو مكة فكلمة لا صلة دل عليه ان الله اقسم بالبلد الامين فى سورة التين وبالفارسية سوكند ميخورم. بمكة وفى كشف الاسرار لا لتأكيد القسم كقول العرب لا والله ما فعلت كذا لا والله لافعلن كذا والبلد المكان والمحدود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه وجمعه بلاد وبلدان ثم ان الله تعالى اقسم بمكة لفضلها فانه جعلها حرما آمنا ومسقط رأس النبي عليه السلام وحرم أبيه ابراهيم ومنشأ أبيه إسماعيل عليهما السلام وجعل البيت قبلة لاهل الشرق والغرب وحج البيت كفارة لذنوب العمر وجعل البيت المعمور فى السماء بإزائه وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ حال من المقسم به وأنت خطاب للنبى عليه السلام. كفته اند در قرآن چهار هزار نام وى برد وذكر وى كرد بعضى بتعريض وبعضى بتصريح. والحل بمعنى الحال من الحلول وهو النزول اى والحال انك يا محمد حال فى مكة نازل بها قيد اقسامه تعالى بمكة بحلوله عليه السلام فيها إظهارا لمزيد فضلها فانها بعد ان كانت شريفة بنفسها زاد شرفها بحلول النبي العظيم الشريف فيها فما لا شرف فيه يحصل له شرف بشرف المكين وما فيه شرف ذاتى يحصل له بشرف شرف زائد فمحل قدمى النبي عليه السلام كمكة والمدينة وغيرهما ينبغى ان يحافظ على حرمته وقد سمى عليه السلام المدينة طابة لانها طابت به وبمكانه وفيه تعريض لاهل مكة بانهم لجهلهم يرون ان يخرجوا منها من به مزيد شرفها ويؤذوه.
اى كعبه را ز يمن قدوم تو صد شرف
…
وى مرده را ز مقدم پاك تو صد صفا
بطحا ز نور طلعت تو يافته فروغ
…
يثرب ز خاك تو با رونق ونوا
وفيه اشارة الى بلد مكة الوجود الإنساني والى رسول القلب المستكن فى الجانب الأيسر منه وَوالِدٍ وزاينده عطف على هذا البلد والمراد به ابراهيم عليه السلام والتنكير للتفخيم وَما وَلَدَ وآنچهـ زاده است. وهو إسماعيل عليه السلام فانه ولده بلا واسطة ومحمد عليه السلام فانه ولده بواسطة إسماعيل فتتضمن السورة القسم بالنبي عليه السلام فى موضعين وإيثار ما على من لمعنى التعجب مما أعطاه الله من الكمال كما فى قوله والله اعلم بما وضعت اى بأي شىء وضعت يعنى موضوعا عجيب الشأن وهو مريم او الوالد آدم عليه السلام وما ولد ذريته وهو الأنسب لمضمون الجواب فالتفخيم المستفاد من كلمة ما لا بد فيه من اعتبار التغليب اى فهو من باب وصف الكل بوصف البعض او للتعجيب من الأمر الذي يشترك فيه الكل كالنطق والبيان والصورة البديعة وغيرها وقيل الوالد هو النبي عليه السلام وما ولد أمته المرحومة لقوله عليه السلام انما انا لكم مثل الوالد أعلمكم امر دينكم ولقوله عليه السلام لعلى رضى الله عنه أنا وأنت أبوا هذه الامة والى هذا أشار بقوله عليه السلام كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى وهو سبب الدين ونسب التقوى وقد سمى الله النبي عليه السلام أبا للمؤمنين حيث قال النبي اولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وفى بعض القراآت وهو أب لهم فان امومية الأزواج المطهرة تقتضى أبوته عليه السلام إذ كل من كان سببا لايجاد شىء وإصلاحه او ظهوره يسمى أبا وقد قال عليه السلام انا من الله والمؤمنون من فيض نورى وصرح تعالى بفضيلة هذه الامة حيث قال وكذلك جعلناكم أمة وسطا ولذا عظمهم بالاقسام بهم وفيه اشارة الى ابراهيم الروح الوالد واسمعيل السر المولود منه او آدم الروح وابراهيم السر أو إلى روح القدس الذي هو الأب الحقيقي للنفوس الانسانية كقول عيسى عليه السلام انى ذاهب الى ابى وأبيكم السماوي وقوله تشبهوا بأبيكم السماوي فالمراد بما ولد هو النفس التي ولدها هو فكانه قيل واقسم بروح القدس والنفس الناطقة لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ جواب للقسم يقال كبد الرجل كبدا إذا وجعت كبده فانتفخت وأصله كبده إذا أصاب كبده كذكرته إذا قطعت ذكره ورأيته إذا قطعت رئته ثم اتسع فيه حتى استعمل فى كل نصب ومشقة ومنه اشتقت المكابدة بمعنى مقاساة الشدة وفى كبد حال من الإنسان بمعنى مكابدا وحرف فى واللام متقاربان تقول انما أنت للعناء والنصب وانما أنت فى العناء والنصب ووجه آخر ان أقوله فى كبد يدل على ان الكبد قد أحاط به احاطة الظرف بالمظروف والمعنى لقد خلقنا الإنسان فى تعب ومشقة فانه مع كونه أضعف الخلق لا يزال يقاسى فنون الشدائد مبدأها ظلمة الرحم ومضيقة ومنتهاها الموت وما بعده فابن آدم يكابد من البلايا ما لا يكابده غيره يعنى ان الكبد يتناول شدائد الدنيا من قطع سرته والتفافه بخرقة محبوس الأعضاء ومكابدة الختان وأوجاعه ومكابدة المعلم وصولته والأستاذ وهيبته ثم مكابدة شغل التزوج وشغل الأولاد والخدم
وشغل المسكن ثم الكبر والهرم من جملة مصائب كثيرة لا يمكن تعدادها كالصداع ووجع الأضراس ورمد العين وهم الدين ونحو ذلك ويتناول ايضا شدائد التكاليف كالشكر على السرآء والصبر على الضراء والمكابدة فى أداء العبادات كالصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ثم بعد ذلك يقاسى شدة الموت وسؤال الملك وظلمة القبر ثم البعث والعرض على الملك المحاسب الى ان يصل الى ان يصل الى موضع الاستقرار اما فى الجنة واما فى النار كما قال لتركبن طبقا عن طبق قال الامام ليس فى الدنيا لذة البتة بل ذلك الذي يظن انه لذة فهو خلاص من الألم فاللذة عند الاكل هى الخلاص من ألم الجوع وعند اللبس هى الخلاص من ألم الحر والبرد فليس للانسان الا ألم او خلاص من ألم وفيه نسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان يكابده من كفار قريش واشارة الى ان الإنسان المقيد بقيد التعين الوجودي خلق فى تعب التعين والتقييد وفيه حرمان من المطلق ونوره فان المقيد بقيد التعين معذب بحرمان المطلق وقال القاشاني لقد خلقنا الإنسان فى مكابدة ومشقة من نفسه وهواه او مرض باطن وفساد قلب وغلظ حجاب إذا الكبد فى اللغة غلظ الكبد الذي هو مبدأ القوة الطبيعية وفساده وحجاب القلب وفساده من هذه القوة فاسعير غلظ الكبد لغلظ حجاب القلب ومرض الجهل أَيَحْسَبُ آيا مى پندارد. والضمير لبعض صناديد قريش الذين كان عليه السلام يكابد منهم اكثر مما يكابد من غيرهم كالوليد بن المغيرة واضرابه أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ان مخففة من الثقيلة سادة مع اسمها مسد مفعولى الحسبان اى يحسب ان الأمر والشأن لن يقدر على انتقام منه أحد فحسبانه الناشئ عن غلظ الحجاب ومرض القلب فاسد لان الله الأحد يقدر عليه وهو عزيز ذو انتقام يَقُولُ ذلك الظان على سبيل الرعونة والخيلاء أَهْلَكْتُ أنفقت كقول العرب خسرت عليه كذا إذا أنفق عليه مالًا لُبَداً اى كثيرا متلبدا من تلبد الشيء إذا اجتمع يريد كثرة ما أنفقه سمعة ومفاخرة وكان اهل الجاهلية يسمون مثل ذلك مكارم ويدعونه معالى ومفاخر وفى لفظ الإهلاك اشارة الى انه ضائع فى الحقيقة إذ لا ينتفع به صاحبه فى الآخرة كما قالت عائشة رضى الله عنها فى حق عبد الله ابن جدعان كان فى الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه يا رسول الله فقال عليه السلام لا ينفعه لانه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين أَيَحْسَبُ ذلك الا حمق المباهي أَنْ اى ان الشأن لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ حين كان ينفق وانه تعالى لا يسأله عنه ولا يجازيه عليه يعنى ان الله رآه واطلع على خبث نيته وفساد سريرته وانه مجازيه عليه فمثل ذلك الانفاق وهو ما كان بطريق المباهاة رذيلة فكيف يعده الجاهل فضيلة وفى الحديث لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيم أفناه وعن ماله من اين كسبه وفيم أنفقه وعن عمله ماذا عمل وعن حبه أهل البيت أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ يبصر بهما عالم الملك من الأرض الى السماء حتى يشاهد بهما فى طرفة عين النجوم العلوية التي بينه وبينها عدة آلاف سنة ويفرق بهما بين ما يضر وما ينفع وبهما يحصل شرف النظر الى وجه العالم والى المصحف والى الشواهد قال فى أسئلة الحكم العين
نحرس البدن من الآفات وهى نيرة كالمرءآة إذ قابلها شىء ارتسمت صورته فيها مع صغر الناظر وهو الحدقة التي هى شحمة وجعل الله العين سريعة الحركة وجعل لها أجفانا تسترها واهدابا من الشعر كجناح الطائر تطرد بانضمامها وبانفتاحها الذباب والهوام عن العين وجل العين فى الرأس لان السراج يوضع على رأس المنار وجعلها ثنتين كالشمس والقمر فانهما عينا التعين الدنيوي وجعل فوقهما حاجبين أسودين لئلا يتضرر البصر بالضياء ولان الذي ينظر فى السواد الى البياض يكون أحد نظرا ولذلك جعلت الحدقة سوداء واهداب العين شعرا أسود لان السواد يقوى البصر ولما بنى ذو القرنين الاسكندرية رخمها بالرخام الأبيض جدرها وارضها فكان لباسهم فيها السواد من نصوع بياض الرخام فمن ذلك لبس الرهبان السواد فان النظر الى الأبيض يفرق البصر ويضعفه ولذا قال عليه السلام فى الإثمد إنه يقوى البصر وجعل الحدقة محركة فى مكانها لتتحرك الى الجهات يمنة ويسرة فيبصربها من غير أن يلوى عنقه وجعل الناظرين جميعا على خط مستقيم عرضا ولم يقع واحد منهما أعلى والا اخفض ليجتمع الناظران على شىء واحد لئلا يترا أي له الشخص الواحد شخصين وفى العينين اشارة الى العين الظاهرة والعين الباطنة فينبغى ان يحافظ على كلتيهما فان نظر عينين أتم من نظر عين واحدة وَلِساناً يترجم به عن ضمائره وبه تنعقد المعاملات وتحصل الشهادات ويدرك الطعوم من الحلو والمر ولو يكن اللسان لا حتاج الإنسان الى الاشارة او الكتابة فتعسر امره وانما تعدد العين والاذن وتفرد اللسان لان حاجة الإنسان الى السمع والبصر اكثر من حاجته الى الكلام وفيه تنبيه ايضا على ان يقل من الكلام الا فى الخير وان لا يتكلم فيما لا فائدة فيه وهو السر فى ان الله تعالى جعل اللسان داخل الفم وجعل دونه الشفتين اللتين لا يمكن الكلام الا بفتحهما ليستعين العبد باطباق شفتيه على رد الكلام وقد حكه عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه كان يجعل فى فمه حجر ليمتنع من الكلام فيما لا يعنيه وفيه اشارة الى لسان القلب فانه يتكلم به بالمفاوضة القلبية وقد أبطله كما أبطل العين الباطنة وأفسد استعداد التكلم الباطني القلبي وَشَفَتَيْنِ يستر بهما فاه إذا أراد السكوت ويستعين بهما على النطق والاكل والشرب والنفخ قال السجاوندى خص الشفة لخروج اكثر الحروف منها وفى الدعاء الحمد لله الذي جعلنا ننطق بلحم ونبصر بشحم ونسمع بعظم قال بعضهم اسبل الصانع الحكيم امام الفم سترا من الشفة ذا طرفين يضمهما عند الحاجة ويمتص بهما المشروب وجعل الشارب محيطا من العليا ليمنع ما على وجه الشراب من القش والقذى ان يدخل حالة الشرب وفى الحديث ان الله يقول ابن آدم ان نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك بطبقتين فاطبق وان نازعك بصرك الى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق وان نازعك فرجك الى ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق وفى الخبر الفرج امانة والاذن امانة واليد امانة والرجل امانة والايمان لمن لا امانة له او را كويند ما دو ديده بتو سپرديم پاك تو بنظرهاى ناپاك ملطخ كردى تا آثار تقديس از وى برخاست وخبيث شد اكنون ميخواهى كه ديدار مقدس ما بنظر خويش بينى هيهات ما پاكيم
و پاكانوا پاك شايد الطيبات للطيبين دو سمع داديم ترا تا از ان دو خزانه سازى ودرهاى آثار وحي درو تعبيه كنى وامروز باز سپارى تو انرا محال دروغ شنيدن ساختى رهكذر أصوات خبيثه كردى ونداء ما پاكست جز سمع پاك نشنود امروز بكدام كوش حديث ما خواهى شنيد زبانى داديم ترا تا با مار از كويى در خلوت وقرآن خوانى در عبادت وصدق در وى فرو ارى وبا دوستان ما سخن كويى تو خود زبانرا بساط غيبت ساختى وروزنامه جدل وديوان خصومت كردى تو امروز بكدام زبان حديث ما خواهى كرد
زبان آمد از بهر شكر وسپاس
…
بغيبت نگرداندش حق شناس
كذركاه قرآن وبندست كوش
…
به بهتان وباطل شنيدن مكوش
دو چشم از پى صنع بارى نكوست
…
ز عيب برادر فرو گير ودوست
وفيه اشارة الى شفتى لسان القلب ولسان الرأس وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ معطوف على ألم نجعل لانه فى التقدير مثبت اى جعلنا له ذلك وهديناه طريقى الخير والشر كما قال عليه السلام هما النجدان نجد الخير ونجد الشرى فلا يكن نجد لشر أحب إليكم من نجد الخير أو طريقى الثديين لانهما طريقان مرتفعان لنزول اللبن سببان لحياة المولود وتمكين مولود عاجز من رضاع امه عقيب الولادة قدرة عليه ونعمه جلية
نه طفل زبان بسته بودى زلاف
…
همى روزى آمد بجوفت ز ناف
چونافش بريدند وروزى گسست
…
به پستان مادر در آويخت دست
واصل النجد المكان المرتفع جعل الخير بمنزلة مكان مرتفع بخلاف الشر فانه يستلزم الانحطاط عن ذروة الفطرة الى حضيض الشقاوة فكان استعمال النجدين بطريق التغليب أو لأن فعل الشر بالنسبة الى قوته فى الواهمة مصور بصورة المكان المرتفع ولذا استعمل الترقي فى الوصول الى كل شىء وتكميله وقال ابن الشيخ لما وضحت الدلالة الدالة على الخير والشر صا؟؟؟ تا كالطريقين المرتفعين بسبب كونهما واضحين للعقول كوضوح الطريق العالي للابصار وفيه اشارة الى نجد الروح ونجد القلب فابطلهما بغلبة النفس على الروح وغلبة الهوى على القلب فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ الاقتحام الدخول فى امر شديد ومجاوزته بصعوبة وفى القاموس قحم فى الأمر كنصر قحوما رمى بنفسه فيه فجأة بلا روية والعقبة الطريق الوعر فى الجبل فلم يشكر تلك النعم الجليلة بالأعمال الصالحة وعبر عنها بالعقبة لصعوبة سلوكها وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ اى اى شىء أعلمك يا محمد ماقتحام العقبة فان المراد ليس العقبة الصورية واقتحامها فَكُّ رَقَبَةٍ الفك الفرق بين الشيئين بازالة أحدهما عن الآخر كفك القيد والغل وفك الرقبة الفرق بينهما وبين صفة الرق بايجاب الحرية والرقبة اسم العضو المخصوص ثم يعبر بها عن الجملة وجعل فى التعارف اسماء للمماليك كما عبر بالرأس وبالظهر عن المركوب فقيل فلان يربط كذا رأسا وكذا ظهرا والمعنى هو أي اقتحام العقبة اعتاق رقبة فالفك ليس تفسيرا
لنفس العقبة بل لاقتحامها بتقدير المضاف وذلك لان العقبة عين والفك فعل فلا يكون تفسيرا للآخر ثم فك الرقبة قد يكون بان ينفرد الرجل فى عتق الرقبة وقد يكون بان يعطى مكاتبه ما يصرفه الى جهة فكاك رقبته وبان يعين فى تخليص نفس من قود أو غرم فهذا كله يعم الفك دون الاعتاق ويحتمل ان يكون المراد بفك الرقبة ان يفك المرء رقبة نفسه من عذاب الله بان يشتغل بالأعمال الصالحة حتى يصير بها الى الجنة ويتخلص من النار وهى الحرية الوسطى وان يفك رقبة القلب من اسر النفس وقيد الهوى وتعلق السوي وهى الحرية الكبرى فيكون قوله او اطعام إلخ من قبيل التخصيص بعد التعميم اشارة الى مزيد فضل ذلك الخاص بحيث خرج به من أن يتناول اللفظ السابق مع عمومه وقال بعضهم تقدم العتق على الصدقة يدل على انه أفضل منها كما هو مذهب ابى حنيفة رحمه الله وفى الحديث من فك رقبة فك الله بكل عضو منها عضوا منه من النار قال الراغب فك الإنسان غيره من العذاب انما يحصل بعد فك نفسه منه فان من لم يهتد ليس فى قوته ان يهدى وفك الرقبة من قبيل فك النفس لانه من الأعمال الصالحة التي لها مدخل عظيم فى فكها أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ اى مجاعة لقحط او غلاء من سغب إذا جاع قال الراغب السغب الجوع مع التعب وربما قيل فى العطش مع التعب فمسغبه مصدر ميمى وكذا مقربة ومتربة قيد الإطعام بيوم المجاعة لان إخراج المال فى ذلك الوقت أثقل على النفس وأوجب للاجر يَتِيماً مفعول اطعام ذا مَقْرَبَةٍ اى قرابة من قرب فى النسب قربا ومقربة وقال السجاوندى قرب قرابة او جوار انتهى قيد اليتيم بأن يكون بينه وبين المطعم قرابة نسبية لانه اجتمع فيه جهتا الاستحقاق اليتم والقرابة فاطعامه أفضل لا شتماله على الصدقة وصلة الرحم أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ اى افتقار من ترب بالكسر تربا بفتحتين ومتربا إذا افتقر كأنه لصق بالتراب من فقره وضره فليس فوقه ما يستره ولا تحته ما يوطئه ويفرشه واما قولهم اترب فمعناه صار ذا مال كالتراب فى الكثرة كما قيل اثرى وعن النبي عليه السلام فى قوله ذا متربة الذي مأواه المزابل وقال ابن عباس رضى الله عنهما البعيد التربة يعنى الغريب (كما قال الكاشفى) واين چنين كس عيال مند بود يا وام دار يا بيمار بي خواستار يا غريبى دور از ديار. وفى الحديث الساعي على الارملة والمسكين كالساعى فى سبيل الله وكالقائم لا يفتر والصائم لا يفطر يقول الفقير خص الفك والإطعام لصعوبة العمل بهما وجعل الإطعام لليتيم والمسكين لما ان ذلك يثقل على النفس فقد ينفق المرء الوفا فى هواه كاطعام اهل الهوى وبناء الابنية الزائدة ونحو ذلك ولا يستكثرها واما الفقير واليتيم فلا يراهما بصره لهوانهما عنده وعلى تقدير الرؤية فيصعب عليه إعطاء درهم او درهمين او اطعام لقمة او لقمتين واحتج الشافعي رحمه الله بهذه الآية على ان المسكين قد يكون بحيث يملك شيأ والا لكان تقييده بقوله ذا متربة تكرارا وهو غير جائز وفيه بحث لجواز أن يكون ذا متربة صفة كاشفة للمسكين وتكون الفائدة فى التوصيف بها التصريح بجهة الاحتياج ليتضح ان اطعام الاحوج أفضل والتكرير الذي لا يجوز هو التكرير الخالي عن
الفائدة وما نحن فيه ليس من هذا القبيل وفيه اشارة الى يتيم القلب المغلوب فى يد النفس والهوى ومسكين السر المذلل تحت قهر النفس وعزتها وفى الإرشاد وحيث كان المراد باقتحام العقبة هذه الأمور حسن دخول لا على الماضي وليس بشرط إذ قد يكون بمعنى لم فكأنه قيل فلم يقتحم العقبة ثُمَّ كانَ پس باشد اين آزاد كننده وطعام دهنده مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا عطف على المنفي بلا وثم للدلالة على تراخى رتبة الايمان عن العتق والصدقة ورفعة محله لاشتراط جميع الأعمال الصالحة به والا فهو فى الزمان مقدم على الطاعات والمعنى ان الانفاق على هذا الوجه هو الانفاق المرضى النافع عند الله لا ان يهلك ما لا لبدا فى الرياء والفخار فيكون مثله كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم وفى ذكر العقبة اشارة الى ان عقبة الآخرة لا يجوزها الا من كان محقا قال المحاسبى تلك عقبة لا يجوزها الا من خمص بطنه عن الحرام والشبهات وتناول مقدار بقاء المهجة وقال القاسم العقبة نفسك الا ترى الى قوله فك رقبة فانه ان تعتق نفسك من رق الخلق وتشغلها بعبودية ربك وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ عطف على آمنوا اى اوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله وعن المعاصي وفى المصائب وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ مصدر بمعنى الرحمة اى اوصى بعضهم بعضا بالرحمة على عباد الله او بموجبات رحمته تعالى من الخيرات على حذف المضاف او ذكر المسبب وارادة السبب تنبيها على كماله فى السببية والرحمة بهذا المعنى أعم من الرحمة بالمعنى الاول وهى الشفقة لمن يستحقها من العباد يتيما او فقيرا او نحو ذلك وفى الحديث لا يرحم الله من لا يرحم الناس فقوله وتواصوا بالصبر اشارة الى التعظيم لامر الله وقوله وتواصوا بالمرحمة اشارة الى الشفقة على خلق الله والى التكميل بعد الكمال فان الايمان كمال فى نفسه وكذا الصبر والمرحمة وغيرهما من الأعمال الصالحة والتواصي من باب تكميل الغير قال بعضهم الإطعام خصوصا وقت شدة الحاجة أفضل انواع العفة والايمان أجل انواع الحكمة وهو الايمان العلمي اليقيني وجاء فيه بلفظ ثم لبعد رتبته عن الفضيلة الاولى فى الارتفاع والعلو لكونه الأساس والصبر على الشدائد من أعظم انواع شجاعة وأخره عن الايمان لامتناع حصول فضيلة الشجاعة بدون اليقين والتراحم والتعاطف من أفضل انواع العدالة أُولئِكَ الموصوفون بالنعوت الجليلة المذكورة وفى اسم الاشارة دلة على حضورهم عند الله فى مقام كرامته وعلو رتبتهم وبعد درجتهم أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ اى اليمين وهم الذين يعطون كتبهم بايمانهم ويسلك بهم من طريق اليمين الى الجنه او اصحاب اليمين والخير والسعادة لان الصلحاء ميامين على أنفسهم بطاعتهم وعلى غيرهم ايضا او اصحاب اليد اليمنى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا بما نصبناه دليلا على الحق من كتاب وحجة او بالقرءان هُمْ فى ضمير الغالب دلالة على سقوطهم عن شرف الحضور وانهم أحقاء بالإخفاء أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ اى الشمال وهم الذين يعطون كتبهم بشمائلهم ومن ورلء ظهورهم ويسلك بهم شمالا الى النار او اصحاب السؤم والشر والشقاوة لان الفساق مشائيم على أنفسهم بمعصيتهم وعلى غيرهم ايضا ويجب التوسل بالصلحاء والاجتناب عن الفسقاء او اصحاب اليد اليسرى عَلَيْهِمْ