المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة العصر - روح البيان - جـ ١٠

[إسماعيل حقي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء العاشر

- ‌تفسير سورة التغابن

- ‌تفسير سورة الطلاق

- ‌تفسير سورة التحريم

- ‌سورة الملك مكية

- ‌تفسير سورة ن

- ‌تفسير سورة الحاقة

- ‌تفسير سورة المعارج

- ‌سورة نوح

- ‌تفسير سورة الجن

- ‌تفسير سورة المزمل

- ‌تفسير سورة المدثر

- ‌تفسير سورة القيامة

- ‌تفسير سورة الإنسان

- ‌تفسير سورة المرسلات

- ‌تفسير سورة النبأ

- ‌تفسير سورة النازعات

- ‌تفسير سورة عبس

- ‌تفسير سورة التكوير

- ‌تفسير سورة الانفطار

- ‌تفسير سورة المطففين

- ‌تفسير سورة الانشقاق

- ‌تفسير سورة البروج

- ‌تفسير سورة الطارق

- ‌تفسير سورة الأعلى

- ‌تفسير سورة الغاشية

- ‌تفسير سورة الفجر

- ‌تفسير سورة البلد

- ‌تفسير سورة الشمس

- ‌تفسير سورة الليل

- ‌تفسير سورة الضحى

- ‌تفسير سورة الم نشرح

- ‌تفسير سورة التين

- ‌تفسير سورة العلق

- ‌تفسير سورة القدر

- ‌تفسير سورة القيامة

- ‌تفسير سورة الزلزلة

- ‌تفسير سورة العاديات

- ‌تفسير سورة القارعة

- ‌تفسير سورة التكاثر

- ‌تفسير سورة العصر

- ‌تفسير سورة الهمزة

- ‌تفسير سورة الفيل

- ‌تفسير سورة الإيلاف

- ‌تفسير سورة الماعون

- ‌تفسير سورة الكوثر

- ‌تفسير سورة الكافرين

- ‌تفسير سورة النصر

- ‌تفسير سورة المسد

- ‌تفسير سورة الإخلاص

- ‌تفسير سورة الفلق

- ‌تفسير سورة الناس

الفصل: ‌تفسير سورة العصر

ولذلك قال تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا على ان عالم الصفات والأسماء كلها عالم النعيم وفقنا الله وإياكم لشكر النعيم انه هو البر الرحيم وفى الحديث الا يستطيع أحدكم ان يقرأ الف آية فى كل يوم قالوا ومن يستطيع ان يقرأ الف آية فى كل يوم قال اما يستطيع أحدكم ان يقرأ ألهاكم التكاثر مرة على ما قال السيوطي رحمه الله فى الإتقان ان القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية فاذا تركنا زيادة الآلاف كان الألف سدس القرآن وهذه السورة تشتمل على سدس مقاصد القرآن فانها على ما ذكره الغزالي رحمه الله ثلاثة مقاصد مهمة وثلاثة متمة واحد المقاصد المهمة معرفة الآخرة المشتمل عليها السورة والتعبير عن هذا المعنى بألف آية افهم وأجل وأصح من التعبير بالسدس انتهى. يقول الفقير هذا منتقض بسورة الزلزلة فانها ايضا تشتمل على احكام الآخرة ومعرفتها وقد سبق انها تعدل نصف القرآن او ربعه والظاهر ان المراد بالألف التكثير لان

أول السورة مما ينبئ عنه ومن الله التوفيق والإرشاد

‌تفسير سورة العصر

ثلاث آيات مكية او مدنية بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَصْرِ اقسم سبحانه بصلاة العصر فانه كثيرا ما يطلق العصر ويراد صلاته وذلك لفضلها الباهر لكونها وسطى لتوسطها بين الشفع الذي هو صلاة الظهر وبين الوتر النهارى الذي هو صلاة المغرب فانها لما توسطت بين الطرفين اتصفت بالوصفين وظهرت بالحكمين وتحققت بالكمالين كما هو حكم البرازخ فحصل لها من القدر ما لم يكن لكل واحد من الطرفين وايضا ان اوقات أوائل الصلوات الأربع محدودة الا العصر يعنى أن أول صلاة العصر غير محدود بالحد المحقق ففيه سر التنزيه عن التقييد بالحدود ولذا شرع التكبير فى الصلاة لأن الله تعالى منزه عن التقييد باوضاع الصلاة وحركات المصلى قال بعض الكبار صلاة العصر بركعاتها الأربع اشارة الى التعينات الاربعة الذاتية والاسمائية والصفاتية والافعالية فى مرتبة الجمال الكونى بالفعل كما ان الظهر اشارة إليها فى مرتبة الجمال الإلهي بالفعل ولا شك أن الإنسان كون جامع ففى العصر اشارة اليه وفى الحديث من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله اى نقص اى ليكن من فوتها حذرا كما يحذر من ذهاب اهله وماله وسر الوعيد أن التكليف فى أداء صلاة العصر أشق لتهافت الناس فى تجاراتهم ومكاسبهم واشتغالهم بمعايشهم آخر النهار لبرد الهولء حينئذ لا سيما فى ارض الحجاز فالكسب الحاصل فى ذلك الوقت مع السهو عن الصلاة فى حكم الخسران وسبب للخذلان (حكى) أن امرأة كانت تصبح فى سكك المدينة وتقول دلونى على النبي عليه السلام فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها ماذا حدث قالت يا رسول الله ان زوجى غاب عنى فزنيت فجاءنى ولد من الزنى فألقيت الولد فى دن من الخل حتى مات ثم بعنا ذلك الخل فهل لى من توبة فقال عليه السلام اما الزنى فعليك الرجم بسببه واما القتل فجزآؤه جهنم واما بيع الخل فقد ارتكبت به كبيرة لكن ظننت انك

ص: 505

تركت صلاة العصر ويقال ان الله تعالى اقسم بوقت العصر نفسه كما اقسم بالفجر فقد خلق فيه اصل البشر آدم عليه السلام فكان له شرف زائد على غيره ويقال اقسم بالعشي الذي هو ما بين الزوال والغروب كما اقسم بالضحى لما فيها جميعا من دلائل القدرة ويقال اقسم بعصر النبوة الذي مقداره فيما مضى من الزمان مقدار وقت العصر من النهار وهو زمان بعثته الى انقراض أمته فى آخر الزمان وهو ألف سنة كما قال عليه السلام ان استقامت أمتي فلها يوم وان لم تستقم فلها نصف يوم وفضل هذا العصر على سائر الاعصار ظاهر لأنه عصر خير الأنبياء والمرسلين وعصر خير الأمم وخير الكتب الالهية وفيه ظهر تمام الكمالات تفصيلا ويقال اقسم بالدهر لانطوآئه على أعاجيب الأمور القارة والمارة وللتعريض بنفي ما يضاف اليه من الخسران فان الإنسان يضيف المكاره والنوائب اليه ويحيل شقاوته وخسرانه عليه والاقسام بالشيء إعظام له وما يضاف اليه الخسران لا يعظم عادة وقد قال عليه السلام لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر فاقسم الله بالدهر لأنه بالنسبة الى الفهم العام محل شهود الآيات الالهية كالليل والنهار والشمس والقمر والنجوم وغيرها وبالنسبة الى الفهم الخاص مظهر التجليات الالهية لظهوره تعالى بصفاته وأفعاله فى مظهره فلما كان العصر جامعا لجميع الآيات التي اقسم الله بها فى القرآن كقوله تعالى والفجر وليال عشر وقوله تعالى والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها وقوله تعالى والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وقوله تعالى والضحى والليل إذا سجا ختم الله بقسم العصر اقسام جميع القسم وفى التأويلات النجمية اقسم الله بكمال دوام الزمان واستمراره لاشتماله على ولاية النبي عليه السلام ونبوته ورسالته وخلافته لقوله كنت نبيا وآدم بين الماء والطين اى بين ماء العلم وطين المعلوم ولقوله نحن الآخرون السابقون ولقوله حكاية عن الله سبحانه لولاك لما خلقت الافلاك ولقوله انا من الله والمؤمنون منى ويقوى هذه الأحاديث قوله تعالى وما أرسلناك الا رحمة للعالمين اى من عالمى زمانه وما كان بعده وما كان قبله لأن العالمين جمع محلى بالألف واللام فيدل على العموم والشمول كما فى قوله تعالى الحمد لله رب العالمين إِنَّ الْإِنْسانَ التعريف للجنس يعنى الاستغراق بدلالة صحة الاستثناء من الإنسان فان صحة الاستثناء من جملة ادلة العموم والاستغراق لَفِي خُسْرٍ الخسر والخسران معناه النقصان وذهاب رأس المال فى حق جنس الإنسان هو نفسه وعمره والتنكير للتفخيم اى لفى خسران عظيم لا يعلم كنهه الا الله فى متاجرهم وصرف أعمارهم فى مباغيهم يعنى هر آينه در زيانند بصرف أعمار در مطالب نا پايدار.

مده به بيهده نقد عزيز عمر بدست

كه پس زيان كنى ومر ترا ندارد سود

والذنب يعظم اما لعظم من فى حقه الذنب او لأنه فى مقابلة النعمة العظيمة وكلا الوجهين حاصل فى ذنب العبد فى حق ربه فلا جرم كان ذلك الذنب فى غاية العظم ويجوز ان يكون التنوين للتنويع اى نوع من الخسران غير ما يتعارفة الناس إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا بالله الايمان العلمي البقينى وعرفوا أن لا مؤثر بالحقيقة الا لله وبرزوا عن حجاب الدهر وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ اى اكتسبوا الفضائل

ص: 506