المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ مع يوميات القتالفي سنة 1957 - سلسلة جهاد شعب الجزائر - جـ ١٠

[بسام العسلي]

الفصل: ‌ مع يوميات القتالفي سنة 1957

4 -

‌ مع يوميات القتال

في سنة 1957

(*)

سبقت الاشارة إلى تطور الأعمال القتالية في سنة 1957 وكانت قيادة (جيش التحرير الوطني) تصدر، بلاغاتها على شكل نشرة يتم تعميمها في كافة (ولايات الكفاح) حتى يتعرف المجاهدون على ما يقوم به إخوانهم في الولايات الأخرى. وقد حملت إحدى النشرات (المقاومة) في مقدمتها ما يلي:(معارك رهيبة منيت فيها قوات الاحتلال بخسائر ذريعة في الأروح والعتاد الحربي: (748) قتلى و (54 1) جرحى و (6) أسرى و (36) ينضمون إلى جيش التحرير بأسلحتهم. وإسقاط (7) طائرات، وإحراق (3) سيارات، وغنم (15) رشاشة و (5) مدافع هاون و (1) قنبلة) وقد يكون من المناسب الوقوف لحظة عند مضمون تلك البلاغات ونصوصها بمثل ما ظهرت فيها - عبر لهيب الثورة -.

ولاية الشمال

(القاعدة الشرقية)

1 -

في يوم 27 مارس - آذار- قامت قوات الاحتلال الإفرنسية

(*) جريدة المقاومة (22 نيسان - افريل - 1957).

ص: 132

التي يبلغ عدد أفرادها خمسة آلاف جندي بتطويق إحدى كتائبنا في المكان المسمى (العلمة) على بعد سبعة كيلومترات شرقي قرية (فاستو). واستمر تبادل إطلاق النار بين الجانبين حتى الساعة الثانية عشرة ليلا. وبلغت خسائر العدو في الأرواح واحدا وخمسين قتيلا. ولم يعرف عدد الجرحى. واستشهد جندي واحد من جند جيش التحرير وجرح أربعة آخرون.

2 -

في يوم 28 مارس - آذار - صباحا، وعلى بعد (4 كيلومترات) من (هنشير السعيدي - قالياني) اصطدم أحد أفواجنا بدورية استعمارية تتألف من (15) جنديا إفرنسيا، فتبادلوا إطلاق النار طوال ما يقارب من نصف ساعة. ثم فرت الدورية تاركة وراءها (5) من القتلى وجريحين استطاعا اللحاق بهما، وسلم المجاهدون من كل أذى.

3 -

وفي يوم 3 أفريل - نيسان - 1957 - وقعت قافلة عسكرية مؤلفة من (4) سيارات حربية وسيارة خفيفة (جيب) في كمين نصبه لها المجاهدون في الطريق الواصل بين (القالة) و (عنابة)، وألحقت بالعدو خسائر جسيمة، فقد انقلبت سيارتان على حافة الطريق وتحطمتا وألحقت أيضا خسائر بالسيارتين الباقيتين وبسيارة - الجيب - وقد قتل من قوات العدو (15) جنديا وجرح أكثر من (15) جنديا آخر، هذا ولم تلحق بقواتنا أية خسارة.

4 -

وفي يوم 6 أريل - نيسان - 1957 - هاجم فوج من المجاهدين في الساعة الخامسة مساء مركزا عسكريا للعدو على بعد (10 كيلومترات) من (هنشير السعيدي) بالمكان المسمى (قلعة سيدي السعيد). واستمر تبادل إطلاق النار لمدة ساعة، وأسفر عن

ص: 133

قتل (15) جنديا إفرنسيا - منهم الحارس - وانسحب جنودنا سالمين.

5 -

وفي ليلة 8/ 4/ 1954 - احرقت فرقة من رجالنا مدرسة (بني خيار) الإفرنسية التي استخدمها العدو مقرا لفرقة له حتى يشن منها غاراته على المدنيين العزل.

ولاية الأوراس

(ناحية بريكة)

1 -

في يوم 1957/ 3/12. وقع اشتباك بين الجنود الافرنسيين وفرق من رجال جيش التحرير الوطني في الساعة الرابعة بعد الظهر بجبل (أولاد سلطان - ضواحي بريش) قتل أثناءه (87) جنديا إفرنسيا وجرح عدد كبير كما أصيب أحد المجاهدين بجراح خفيفة هذا وقد استولى المجاهدون على صندوق كبير فيه (50) قنبلة من قنابل مدافع الهاوين ورشاشة وكمية من الأدوية تقدر قيمتها بمبلغ (60) ألف فرنك تقريبا.

2 -

في 13/ 3/ 1957. هاجم المجاهدون مركزا عسكريا ببلدة (بريكة) فقتلوا (3) جنود إفرنسيين، وجرحوا (7) آخرين ورجعوا سالمين.

3 -

في ليلة 1957/ 3/23. قام رجال جيش التحرير الوطني بتطويق بلدة (بريكة) ووجهوا نيران بنادقهم الرشاشة الى المراكز العسكرية، فقتلوا (6) افرنسيين وجرحوا (11) آخرين بجراح مختلفة، واختطفوا من وسط القرية دورية عسكرية افرنسية تتكون من (6) جنود حاملين أربعة بنادق حربية من نوع (ماس) ورشاشتين من نوع (ماط) ثم انسحبوا بسرعة سالمين غانمين.

4 -

في 1957/ 3/24 - ليلا - هوجمت المراكز العسكرية

ص: 134

الافرنسية التالية: (بوطالب - أولاد نجاح - مقاوس - روس العيون). ونجحت فرقنا المسلحة في قتل حارس مركز (روس العيون العسكري) و (15) جنديا من جند اللفيف الأجنبي، وإتلاف جميع أسلاك الكهرباء التي تمد بلدة (بريكة) بالقدرة الكهربائية. فعاشت المدينةكلها ليلة من الظلام الدامس. وأصيب مجاهدان اثنان بجراح خفيفة (ناحية سطيف).

1 -

في 1957/ 3/25 - وقع اشتباك في جبل (المعاضيد) قتل أثناءه (20) جنديا افرنسيا من بينهم ضابطان (أحدهم برتبة نقيب - كابتن - والآخر برتبة ملازم أول - ليوتنان). وجرح عدد كبير من

الجنود الإفرنسيين. وغنم المجاهدون رشاشتين وبندقية حربية (نوع كارابين).

2 -

في 1957/ 3/26. انضم الى صفوف جيشنا (30) جنديا إفرنسيا كانوا قد فروا من أحد المراكز العسكرية المجاورة لمدينة (سطيف) مزودين بأسلحتهم الآلية (الأوتوماتيكية) الحديثة. من بينها (3) مدافع هاون (عيار 60 مم).

3 -

في يوم 27/ 3/ 1957. اشتبكت فرق من جيش التحرير الوطني مع قوات الاحتلال بجبل (المعاضيد) واستمر القتال في شدة وعنف مدة (9) ساعات، وأسفر عن مقتل (150) جنديا افرنسيا وجرح عدد كبير. ومقابل ذلك، استشهد (7) مجاهدين وجرح أربعة آخرون بجراح بالغة.

4 -

في يوم 28/ 3/ 1957. نصبت دورية من جيش التحرير الوطني كمينا لسيارة عسكرية من نوع (جيب) على بعد ثلاثة أميال من

ص: 135

قرية (راس الوادي - توكفيل) فقتلت جميع ركابها ومن بينهم ضابطان (الأول برتبة نقيب - كابتن - والثاني برتبة رائد - كومندان - يعمل في شركة الطيران الافرنسية - ايرفرانس). وأخذت جميع أسلحتهم، وأحرقت السيارة.

5 -

في يوم 1957/ 3/29. هرب ثلاثة جنود إفرنسيين من اللفيف الأجنبي من مركز (برج الغدير) بناحية (سطيف) والتحقوا بصفوف جيش التحرير، وقد حملوا معهم أسلحتهم ومدفعين رشاشين انتزعوهما من سيارة نصف مدرعة (هاف تراك) كانوا قد استخدموها عند فرارهم وأحرقوها على بعد عشرة كيلومترات من (برج الغدير).

6 -

في يوم 30/ 3 / 1957 - وقعت بناحية (بوسعادة) بجبل (أم حارقة) معركة عنيفة لمدة عشرين ساعة، نجح المجاهدون فيها بقتل (320) جنديا افرنسيا، وجرحوا (50) آخرين كما أسقطوا طائرة مقاتلة، وأحرقوا عربة مدرعة، وغنموا (4 - مدافع هاون) و (8 - بنادق رشاشة من نوع 24) و (35 بندقية حربية) وكمية كبيرة من الطلقات والأدوية.

7 -

في 12/ 4 / 1957 - إشتبكت كتيبة من كتائب جيش التحرير الوطني المرابطة (بجبل سويلان) الواقع بالقرب من (سوق أهراس) مع القوات الإفرنسية المدعمة بنيران المدفعية الثقيلة، والعربات المدرعة والطائرات المقاتلة. واستمرت المعركة لمدة ثلاث ساعات أسفرت عن إسقاط طائرتين (من نوع ت- 26) وإصابة طائرة استطلاع أخرى مع تدمير عربتين مدرعتين وعربة خفيفة (جيب) - وقد أصيب ستة من رجالنا بجراح خفيفة.

ص: 136

ولاية الشمال.

1 -

في 17/ 3/ 1957. وقع اشتباك بين قواتنا وبين ثلاث فرق للعدو، دام ساعتين، وقتل أثناءه للعدو (4) قتلى وجرح (7) جنود، وغنمت قواتنا كمية من القنابل ولم يصب أحد منها.

2 -

في 1957/ 3/18. قامت قوات العدو بعملية (تطهيرية) في الجهات الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من (قالمة) واصطدمت بإحدى فرقنا فوقع اشتباك لمدة عشر ساعات ونصف بصورة مستمرة، وشاركت فيه مدفعية العدو وثماني طائرات - من بينها طائرتان نفاثتان - وأسفر الاشتباك في النهاية عن قتل (34) وجرح (40) من جند العدو، وإسقاط طائرة وإصابة ثانية، كما غنمنا جهازا لاسلكيا (للاذاعة بقوة 300) وناقلتين استعملناهما لنقل الأسلحة الثقيلة التي غنمناها من العدو ومعها كمية كبيرة من الذخائر الحربية. وكان من بين قتلى العدو ضابطان برتبة ملازم (ليوتنان) ورقيب أول (سرجان شيف). واستشهد من المجاهدين رجلان وجرح ثالث.

3 -

في 1957/ 3/21. اشتبكت دورية عسكرية افرنسية مع إحدى فرقنا في المكان المسمى (وادي العار) على بعد ثلاثين كيلومترا إلى الجنوب - الشرقي من (وادي الزناتي) فقتل من قوة العدو - (8) جنود وجرح ثلاثة، ولم يصب أحد من المجاهدين بأذى.

4 -

في 24/ 3/ 1957. وقع اشتباك في (دوار عزابة) مع فرقة من العدو ويبلغ عدد أفرادها (250) جنديا، وشاركت في هذا الاشتباك ثلاث طائرات، واستمر تبادل إطلاق النار لفترة خمس ساعات، أسفر عن قتل (10) جنديا للعدو من بينهم ضابط برتبة ملازم، كما جرح للعدو (8) جنود. وغنم المجاهدون (4) قنابل

ص: 137

مسيلة للدموع وقنبلة مضيئة. واستشهد اثنان من المجاهدين وأصيب مجاهد ثالث بجرح خفيفة.

5 -

في 1957/ 3/31 - هاجم الفدائيون قرية (روبيرتسو) الواقعة على بعد عشرة كيلومترات الى الجنوب من (عزابة) وقتلوا الخائن (معطى الله رجم - القائد).

ولاية الجزائر.

آ - معارك واشتبكات.

1 -

وقعت معركة دامية بين القوات الوطنية وقوات إفرنسية ضخمة بناحية (تابلاط) واستمر القتال لمدة (6) ساعات متواصلة استخدم فيها الافرنسيون سلاح الطيران والمدفعية الثقيلة والغازات،

وأسفرت المعركة عن قتل (37) جنديا افرنسيا وجرح (20) آخرين - ثم أسر بعضهم. وغنم المجاهدون كمية كبيرة من الطلقات (الخرطوش) واستشهد مجاهد وجرح مجاهد آخر.

2 -

هجمت مجموعة من المقاومين على معسكر افرنسي بناحية (سور الغزلان) فقتلوا فيه حارسا، وجرحوا (3) آخرين، وأضرموا النار في سيارة نقل كبيرة (شاحنة) وقتلوا سائقها الافرنسي، وأصابوا رئيس الحظيرة (المرآب) بجراح بالغة.

3 -

وقع اشتباك عنيف بشمال (ماسكارى) بجنوب (مهلمة) ولم تذكر خسائر الافرنسيين.

4 -

وقعت قافلة عسكرية افرنسية في كمين نصبه لها رجال المقاومة بناحية (بالسترو) فقتل (11) جنديا افرنسيا، وجرح عدد كبير من بينهم ضباط. واستولى رجال المقاومة على كمية وافرة من الأسلحة الآلية - الأوتوماتيكية - وأحرقوا سيارة من نوع (ج. م. س) وأخرى من نوع (جيب).

ص: 138

ب - أعمال الفدائيين:

- أطلق فدائي النار على موظف أوروبي، فأصابه بجراح قاتلة، وتمكن الفدائي من النجاة.

2 -

ألقى فدائي قنبلة يدوية على مقهى أوروبي بمدينة الجزائر، فأحدنث القنبلة أضرارا جسيمة.

3 -

أطلق فدائي النار على موظف أوروبي بمدينة (البليدة) فأصابه بجراح قاتلة.

ج - إتلاف وتخريب:

أضرم رجال المقاومة النار في (3) مزارع أوروبية بين (البليدة) و (المليانة) ودمروا فيها كل آلات الحراثة. ولاية القبائل

أ - معارك واشتباكات.

1 -

هاجم فريق من مجاهدي جيش التحرير مركز حراسة المطار بمدينة (بجاية) واستمر اطلاق النار عدة ساعات، ولم تذكر وكالة الأنباء شيئا عن خسائر الجنود الإفرنسيين.

2 -

اصطدمت قوة من مجاهدي جيش التحرير مع دورية عسكرية افرنسية في (سيدي عيش) فألحقوا بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

3 -

وقعت دورية عسكرية في كمين نصبه لها رجال المقاومة بمكان يدعى {لعزيب آيو) قرب (تيزي - أوزو) فقتل (13) جنديا وأسر ثلاثة.

4 -

اشتبكت قوة من المجاهدين مع قوات الأحتلال بناحية

ص: 139

(تيزي - غنيف) واستمر الاشتباك بعنف وقوة عدة ساعات، تكبدت القوات الإفرنسية فيه خسائر فادحة.

ب - أعمال الفدائيين:

1 -

أطلق فدائي النار على سيارة مدنية قرب (تيزي - أوزو) فأصاب موظفا افرنسيا بجراح بالغة.

2 -

أطلق فدائي النار على ضابط من الشرطة (كومسير) في (تيزي - أوزو) فأرداه قتيلا.

ولاية شمال قسنطينة.

آ - معارك واشتباكات:

1 -

وقع اشتباك عنيف بناحية (طاهر) وجنوب (جيجل) خسرت فيه قوات الاستعمار قتيلا، وغنم المجاهدون كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر الحربية.

2 -

وقعت قوة من (الجنود السنيغاليين) في كمين نصبه لها رجال المقاومة بناحية (القالة) فقتل (515) جنديا، ودمرت سيارة مدرعة.

ب - أعمال الفدائيين:

ألقى فدائي قنبلة يدوية داخل مركز عسكري ببلدة (فج مزالة) فأصيب ستة من الجنود الإفرنسيين بجراح بالغة. كما قتل فدائي أوروبيا بمدينة (عنابة) وتمكن من النجاة.

ولاية أوراس

آ - معارك واشتباكات:

1 -

هاجم فريق من مجاهدي جيش التحرير معسكرا لقوات

ص: 140

الاحتلال قرب (الجبل الأبيض) واستمر القتال طوال الليل، وأسفر عن مقتل (45) جنديا فرنسيا وجرح (5) منهم. وغنم المجاهدون رشاشا ثقيلا (عيار 24) وكذلك غنموا (37) بندقية حربية وكمية كبيرة من الذخائر، واستشهد مجاهد وجرح خمسة.

2 -

وقع اشتباك عنيف بين قوة من مجاهدي جيش التحرير والقوات الإفرنسية المدعومة بنيران المدافع الثقيلة والطائرات - بجبال أوراس - تكبدت فيه القوات الافرنسية خسائر كبيرة، وغنم المجاهدون (30) بندقية.

3 -

وقعت معركة (بدوار المائدة - شرقي مدينة سدراته) واستمرت طوال ثلاثة أيام بين فريق من مجاهدي جيش التحرير وقوات كبيرة من الافرنسيين المدعومين بالمدفعية والطائرات، وأسفرت المعركة عن قتل (25) جنديا إفرنسيا وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة، وأسقطت (4) طائرات إثنتان منها من نوع (موران) واثنتان من نوع (ب - 26). وأرغمت ثلاث طائرات أخرى على الهبوط اضطراريا في الملعب البلدي لمدينة (سدراته) وغنم رجال جيش التحرير كمية من المواد الطبية.

4 -

وقعت قافلة عسكرية في كمين نصبه لها المجاهدون بمكان يدعى (الزيتونة) فقتل (25 جنديا إفرنسيا ودمرت (3) سيارات).

5 -

وقع اشتباك قرب (بقرزة) إحدى نواحي (باتنة) فقتل فيه (7) جنود إفرنسيين وجرح (15) جنديا. ودمرت (3) سيارات نقل كبيرة (ج. م. س).

6 -

نصب المجاهدون كمينا لدورية عساكرية تحملها (3)

ص: 141

سيارات بين (وادي الطاقة) و (تازملت) فدمرت السيارات وقتل كل من كان فيها.

ب - أعمال الفدائيين:

1 -

خرج قطار عن الخط الحديدي بين (سوق هراس) و (تبسة) بسبب تخريب قام به رجال المقاومة الذين لم يلبثوا أن أمطروا القطار بنيران رشاثاتهم لمدة (40) دقيقة، ولم تذكر الخسائر.

2 -

هاجمت قوة من الفدائيين قرية (مسكيانة) واختطفوا (5) من جنود (القوم).

ولاية وهران

أ - معارك واشتباكات:

1 -

نشبت معركة طاحنة بناحية (ندرومة) دامت ساعتين وأسفرت عن مقتل (25) جنديا إفرنسيا وجرح (5) آخرين. وغنم رجال جيش التحرير (3) بنادق رشاشة و (13) بندقية حربية (نوع 24).

2 -

أخبرت محطة (طنجة) عن معركة دامية وقعت (بجبال تلمسان) دام فيها القتال عدة ساعات وقتل فيها (5) من الجنود الإفرسنيين، وجرح (30).

3 -

وقع إشتباك بين مجاهدي جيش التحرير، وقوة عسكرية إفرنسية، بالقرب من قرية (فم الحصان) على حدود (موريتانيا) فقتل أثناءه عدد كبير من الجنود الافرنسيين.

4 -

نشبت معركة قاسية بجبال (أولاد ميمون) بين قوات من مجاهدي جيش التحرير، وبين قوة إفرنسية كبرى مدعومة بالمدفعية

ص: 142

الثقيلة والطائرات. ونجح المجاهدون في إسقاط طائرة عمودية (هيليكوبتر) مات فيها (12) جنديا من جنود المظلات.

5 -

وقع إشتباكان عنيفان غربي مدينة (تلمسان) قتل فيهما (8) جنود إفرنسيين، وأسر ثلاثة آخرون، وتحطمت لهم سيارة نقل كبيرة.

ب - أعمال الفدائيين:

1 -

ألقى الفدائيون قنابل يدوية داخل مقهى أوروبى بمدينة تلمسان، فقتل (27) أوروبيا، وجرح (24).

2 -

هاجمت قوة من الفدائيين قرية (المشرية) وأضرموا النار في عدد من المتاجر الإفرنسية الكبيرة كما أحرقوا محطة لتوزيع البترول. وألقوا قنبلتين أمام (برج الحاكم العسكري). كما قذفوا داخل منزل موظف إفرنسي كبير، بقارورة من النفط، فتسبب كل ذلك بخسائر فادحة جدا لم يتم تقديرها.

3 -

اختفى بعض الفدائيين في مزرعة أوروبية في إحدى ضواحي (وهران) بهدف إغتيال صاحب المزرعة، وعندما أقبل بصحبة الإفرنسيين، أطلقوا عليهم النار فقتل إثنان وجرح ثالث.

4 -

ألقى فدائي قنبلة يدوية أمام صيدلية أوروبية (بوهران) فقتل الصيدلي وجرح ستة من الأوروبيين. وفي (وهران) أيضا قام فدائي بقتل جندي إفرنسي وجرح آخر.

5 -

أطلق الفدائيون النار على (3) سيارات أوروبية قرب مدينة (بيريقو) فقتل معمران أوروبيان، وأصيب ثالث بجراح بالغة. كما قام فدائي بإطلاق النار على أوروبي في مدينة (وهران) فأصابه بجراح بالغة.

ص: 143

ج - إتلاف وتخريب:

أضرم رجال المقاومة النار في ثلاث مزارع (بوهران) وفي مستودع (للحلفا) يميناء الغزوات فكانت الخسائر فادحة. كما أحرقوا مزارع أوروبية قرب (سيدي بلعباس).

تبرز الصفحات القليلة السابقة إستراتيجية (المجاهدين الجزائريين) بكل أبعادها، فالعمليات التي تم عرض لمحة عنها تمثل نشاطا عاما، يمتد على الصفحة الجزائية للقطر الجزائري بكامله. وهي عمليات صغرى في معظم الأحيان، غير أن كثرتها كافية لإرهاق العدو، ووضعه تحت الحذر الدائم (إنها إستراتيجية وخز الإبر) التي تستنزف من قدرة العدو وروحه المعنوية بأكثر مما تحدثه العمليات الكبرى، وهي على صغرها أيضا تستنزف قوة العدو المادية، فقتل جندي أو عشرة جنود لا يشكل شيئا بالنسبة لحجم القوات الإفرنسية المضخمة، غير أن قتل جندي في كل مكان يشكل في المجموع العام رقما كبيرا لا يستهان به. وبهذه الإستراتيجيات المتداخلة والمعقدة (وخز الإبر) و (الاستنزاف) و (العزل) وقع (الثور الجريح) في حالة من الهياج، فراح يضرب ضرب عشراء، والأمر الذي زاد من موقفه سوءا. فعندما يتساوى الموت مع الحياة، يهرب الإنسان من الموت الأدنى إلى الموت الأعلى، من الموت من دون غاية أو هدف إلى السعي للموت من أجل غاية نبيلة وهدف شريف. وكان جيش التحرير (يمثل بمجاهديه وفدائيه ومسبليه) الغاية النبيلة والهدف الشريف فلا غرابة في أن تتعاظم قوات جيش التحرير الوطني باستمرار. وقد كان لهياج الثور الجريح (الإستعمار الإفرنسي) دور لا ينكر في دعم هذا التطور (على غير إرادة من الإستعماريين دونما شك أو ريبة).

ص: 144