الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدمشقي مفتي الشافعية لازمه وقرأ عليه في ابن عقيل وأخذ عنه وقرأ على جماعة من علماء العصر وتفوق وأعاد درس قبة النسر في الثلاث أشهر بالجامع الأموي وكان ملازماً هو وأخوه الفاضل السيد عبد الوهاب المتوفي بعده في سنة سبع وثمانين ومائة وألف في عمل المحيا بالجامع الأموي وفي جامع التيروزي كعادة أسلافهم وحج إلى بيت الله الحرام وبالجملة فهو أفضل من أخيه وكانت وفاته في سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن بتربتهم بقبر عاتكة رحمه الله تعالى.
السيد سليمان القادري
السيد سليمان بن عبد القادر بن أحمد بن سليمان الدمشقي القادري الشيخ العلامة المحقق الصالح العابد ولد بدمشق وبها نشأ وقرأ وتفوق وجد على المشايخ ورجال عصره بتلقي العلوم والأخذ ولازم الدروس ومن مشايخه العلامة الشيخ عبد الوهاب الفرفوري مفتي دمشق والشيخ نجم الدين الغزي الدمشقي وغيرهما ودرس وأفاد بعد العصر في الثلاثة أشهر عند محراب الشافعية بالجامع الأموي مدة ثم ترك ذلك ودرس مدة بين العشائين في الحديث والرقائق ورحل إلى الروم كما أخبرت مراراً وأخذ وظائف كثيرة بدمشق وأعطى تدريس السليمية بصالحية دمشق وخطابة السليمانية بالميدان الأخضر ووعظ السنانية وقف سنان باشا وكان ملازماً مواظباً على خدمة الاستاذ الكبير سيدي الشيخ أرسلان رضي الله عنه هو وأخواه الاستاذ الكبير الشيخ صالح والخير الدين الشيخ السيد تاج العارفين القادريين وتوفي أخوه الشيخ تاج العارفين المذكور قبله في سنة تسع وتسعين وألف وكان هو القائم بأعباء أمور أخويه ومتعلقاتهما وله تصرف عجيب وعقل وافر وبالجملة فان صاحب الترجمة كان من العلم له القدح المعلى والقدم الرأسخ وكانت وفاته في يوم الأربعاء رابع ربيع الأول سنة خمس عشرة ومائة وألف ووجه بعده تدريس السليمية للشيخ عبد الغني النابلسي ووعظ السنانية للعلامة الشيخ عثمان الشمعة وخطابة السليمانية وبقية الوظائف لولده السيد أحمد رحمه الله تعالى.
سليمان السمان
سليمان بن السمان بن محمد بن حسين بن محمد المعروف بابن الدب الحنفي الدمشقي نزيل قسطنطينية أحد النبلاء الأفاضل كان فاضلاً أديباً كاتباً بارعاً ولد بدمشق وجد بنفسه وقرأ على الشيخ أحمد الحرستي كاتب الفتوي وانتفع به وأتلمذ له واختص به وعلى
غيره وبرع في العلوم خصوصاً بالفنون الأدبية وكتب الخط المنسوب وكتب بخطه كتباً ثم رحل للروم إلى دار الخلافة قسطنطينية واستوطنها وسلك بها على طريق القضاة وتخلص على طريقتهم بمخلص جميل ومهر باللغة التركية والكتابة بها وتردد إلى أعيان الدولة وتولى النيابات وترجمه الشيخ سعيد السمان وقال في وصفه هو ممن هذبه الزمن وشرى من الأدب ما هو غالي الثمن واستسقى من ماء النباهة حتى ارتوى واحتوى من الفياقة على ما احتوى بلسان حديث زلق ومنطق سهل طلق يكاد يقدح بعضه من بعض جمراً ويأتي من مخترعاته أمراً أمراً وهو يقع ويقوم ويتجرع ما هو أمر من الصاب والزقوم ونفسه تحدثه بالرفعة وأفكاره تسول له من الحضيض رفعه إلى أن أفاق الدهر من غشوته ولان لحاله بعد قسوته فأسنده إلى بعض الرؤساء ولم يدخل في زمرة البؤساء فمنحه بما ارتضاه حتى أدخله في سلسلة القضاة وقد أطلعني على قطع من نظمه الذي كعقود الجمان ونثره القائل لسان حاله انه من سليمان وسأتلو عليك ما هو ألذ من لبن لم يتغير طعمه ولم يتخط الاصابة سهمه فمن ذلك قوله مادحاً ومؤرخاً تقليد منصب الفتيا في الروم للمولى محمد بيري زاده المعروف بصاحب وهو
الا هكذا ترقى هضاب المناصب
…
وفي مثله يزدان صدر المواكب
علوت على بهرام عزاً ورفعة
…
وفقت سمواً فوق أعلى الكواكب
جزى الله عنا كل خير أمامنا
…
وخلده في الملك رب المراتب
أبان سناء الشرع من أفق ماجد
…
تدين له العلياء من كل جانب
وقد لاح ثغر الدين وافتر ضاحكاً
…
سروراً بما أسدته أيدي المواهب
ولما غدا للناس في كل نعمة
…
ولياً أطافوا حوله للمطالب
وقد معوا تاريخه ونعوته
…
بأشرف بيت فاق لمع الثواقب
بهاء وافتاء وحزم بسؤدد
…
وسعد باقبال وعلم بصاحب
وقوله في تاريخ عذار
هذا على جودهفي الأرض سح غمامههذا الوحيد بعصرهقد أقبلت أيامه
ما الورد الا خدهحف به نمامهما الصبح الا وجهه
تبدو لنا أعلامهالمجد بردك سيديفيك انطوى أقسامه
في ليلة القدر التيتم بها نظامهمسك العذار أرخوا
يمن بدا ختامه
وقوله
رياض علوم فاح منها دلائل
…
وأنهارها في كل علم مسائل
تخبر فتواها بورد ورودها
…
إلى ماجد طابت لديه المناهل
وحنت إلى نجل الحياتي وشابهت
…
شموس ضحى دلت عليها أصائل
ومن نظمه قوله
بي أغيد يسبي الأنام بعطفه
…
ومليحة تشفي السقام المعضلا
يستعبد الألباب باهر حسنه
…
والشمس من وجه الحبيبة تجتلي
جاذبته القدح العتيق فانبرت
…
غضباء تصفق في الخدود الأنملا
فغدا يعنفها بحسن جماله
…
وجمالها يبدو إليه ما جلا
وسدتها يمناي أبصر مغضباً
…
فتركته كالظبي يرتع في الفلا
وأنا نعمت بكل شيء منهما
…
في ليلة غراء من نجم الطلا
بتنا ونحن من المدامة نستقي
…
حتى رأينا الصبح أسفر مجتلي
ودعتها فبكت وقالت لا تحل
…
للغيد يوماً حيناً بك أجملا
ومن نثره قوله ملغزاً أخبروني يا جهابذة الروم وأنبئوني يا أساتذة المنطوق والمفهوم عن اسم ذي حرفين أولهما حسن زين وثانيهما كالقوس من غير مين ذنبه مقدم على رأسه في ترتيب حروف الهجا وهو في الجمل على العكس جا رأسه مجوهر مسبع وذنبه مقوس مركع رأسه في ذنبه مذكور يقول الصاحب ابن عباد
جعلت جفني واصلاً والكرى
…
راء فجد بالوصل فالوصل زين
ولا تجني عن سؤالي بلا
…
فالقلب يخشى كرب لا يا حسين
أصله لباس أهل الجنان والعجب منه انه من حيوان ذو أخوات كثيرة وأجناد وميره وهو لا يخطر بساحتهم ولا يتحرم بحركتهم إذا كسر أوله كان رخيصاً وان فتح كان فعل ماض وبالدرية عزيزاً وبيصاً وان عكس كان في لسان العوام قبة الاسلام يعلوها مات الجبابره والملوك الأكاسره وهو ضعيف وجسمه نحيف تارة يشبه لون العشاق واخرى يماثل الأحداق تعظمه المسلمون والنصارى واليهود وجميع الخلق في ذلك شهود وقد بلغ في الاشتهار رابعة النهار يا ابن عمي شكله كعمي يا ابن خالي جوفه خالي اختلفت الأقوال في مكانه فإذا سئل العالم عنه قال لا يوجد عند أقرانه بل هو قطب الدائرة الاثني عشريه وكالنقطة في مركز الخلقة السنيه وإن سألت العامة عن مكانه قالوا هو كالبدر في قرص سمائه أخوانه تتزواج وتدخل في غالب الأوقات وهو خال عن الزوجة والبنين والبنات وإذا صم إلى كلام الزور كان اسم طائر فوق العصفور ان تحير فيه عقلك