الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رافضاً لخلافه ثم نقل للسراي الكبيرة التي بها السلطان ثم نقل لخاص أوطه وترقى في الرتب السلطانية الجوانية الداخلة في السراي العثماني حتى صار كتخدا الخزينة السلطانية وصار له القبول التام في السراي حتى عرضت عليه رتبة الوزارة فأباها ثم خرج كعادتهم برتبة الخواجكانية على القواعد العثمانية وتولى عدة مناصب بمقتضى الرتبة المذكورة وكان بالمعارف ممن يشار إليه بالبنان لنظر الملوك عليه ولتربيته في ظلالهم وأنتشائه من زلالهم ورؤية الدولة ومعرفة القوانين ومجأورة الأكابر والعلماء وخدمة السلطان حتى انه ألف كتاباً سماه التمييز في المحاضرات والأدبيات يدل على فضله ونبله ثم أرسله السلطان محمد خان ابن إبراهيم خان ايلجيا من طرفه يعني قاصداً إلى سلطان الهند وهذه الخدمة تتعلق بالسفير الذي يذهب من طرف دولة إلى طرف دولة اخرى ثم أنه ركب بحراً وهو ذاهب وطلع من صيدا فلما سمع بوصوله قريبه الأمير أحمد بن معن حاكم بلادهم اذ ذاك وأقاربه بني شهاب امراء وأدى التيم وكأنت قرابته لهم من جهة النساء ذهبوا لأستقباله واجتمعوا به في حاصبيا ثم عرضوا عليه حكومة بلادهم وكلفوه أن يصير حاكماً عليهم فقال لهم كيف بعد خدمة الدولة والسلطان والرتب السامية السلطانية أصير حاكماً على بلاد الدروز بعد أن استظليت بظل الدولة وارتضعت أفأويق نعمتها وشملتني ببرها وهبتها فهذا أمر محال وارتحل لمقصوده للديار الهندية ورجع مكرماً متمماً مصالحه ولم يزل في قسطنطينية له الشهرة بين رؤسائها حتى أنتقل إلى رحمة مولاه وكأنت وفاته بها في سنة تسع ومائة وألف عن نيف وسبعين سنة وأما أملاك وعقارات والده وأمواله فان أحمد باشا الكوجك المذكور لما قتل والده كما حررناه آنفاً أوهبه السلطان مراد جميع ذلك وكان عمر التكية خارج باب الله بالقرب من قرية مسجد القدم فوقف عليها ذلك من متعلقاته في بعلبك وصيدا وريشيا وحاصبيا كأنت أملاكاً لفخر الدين والحق بذلك ستين جزأ بالجامع الأموي وتعيينات لأهالي الحرمين والقدس
وإلى الآن ذلك جاري رحمهم الله تعالى. إلى الآن ذلك جاري رحمهم الله تعالى.
حسين باشا ابن مكي
حسين باشا بن محمد بن محمد مكي بن فخر الدين واشتهر نسبهم بالفخر الغزي والي دمشق وأمير الحاج كان جده أحد تجار غزة المتمولين ونشأ ولده محمد في حجر العارف الشيخ حسين خليفة الشيخ شعبان أبي القرون الولي المشهور إلى أن شب واكتهل فاتصل بخدمة وزراء الشام ونشأ ولده الوزير المترجم في غزة معتبراً معلوما
ً إلى سنة خمس وخمسين ومائة وألف فتوجه والده من دمشق إلى اسلامبول وأخذ بلاد غزة اقطاعاً له بطريق المالكانة وأقام ولده المترجم فيها ثم ان والده طلبه الوزير أسعد باشا حاكم دمشق ابن العظم وجعله كتخدا له واستقام بدمشق سنين وتوطن بها وكان ذا عقل وتدبير وله معرفة بالكتابة والقراءة حسن الرأي صادقاً في الخدمة وبقي ولده المترجم في غزة هاشم حاكمها ثم ان الوزير أسعد باشا أقامه منصوباً في بلدة القدس من طرفه حاكماً إلى سنة تسع وستين ومائة وألف فتوجهت عليه ايالة القدس بطوخين فصار أمير الامراء وبقي تسعة أشهر وعزله أسعد باشا وعاد إلى غزة ثم توجهت عليه صيدا وايالتها بالوزارة ثم صار أميراً لحاج ووالي الشام بعد عزل أسعد باشا المذكور وصيرورة الوزير محمد راغب باشا والياً على دمشق ودخلها فاستقبله أعيانها وأكابرها ووصل للجند واليرلية بقدومه كمال الحظ الوفير والانبساط وظهر ابتداء شوكتهم من ذلك العهد وقوى وكان ابتداء ظهورهم ثانياً وتطأولهم وكان الوزير المذكور يوقر العلماء والأشراف ولم يكن شرها على جمع المال ويميل للعدل وحسن الرياسة غير أنه كان بطئ الحركة عن شهامة الوزارة فبسبب ذلك حصل من اليرلية التطأول في زمنه وحصلت الفتن التي لم تعهد من قديم الزمان وظهر الغلا والقحط في دمشق وضاجت الرعايا وحصل الضيق واشتدت الأمور وقامت رعاع الأوجاقات اليرلية والقبي قول وغيرهما كذلك من طوائف الأكراد والعساكر وحصل ما حصل من الفتن والحروب وفي رمضان كذلك صارت المحاربات والقتال وقوي العناد والطغيان وعقب ذلك الطاعون والزلازل والذي صدر في تلك الأوقات من الخطوب والأمور المعضلات والفتن يطول شرحه ويعجز الانسان عن الاتيان بذكره وحصل للأعيان والرؤساء الضيق العظيم وقامت عليم الناس حتى في يوم دخول الوزير المترجم تكلمت بعض الأعوام في حقهم وضجت العالم عند دخوله وكان الفساد مباديه ظاهرة وعلامات الفتن للعيان ثم لما ذهب للحج قدر الله تعالى أن عرب بني صخر اجتمعوا هم وعربان البرية ونهوا الجردة وكان أمير الجردة أمير الأمراء موسى باشا المعرأوي لما وصل إلى منزلة القطرانة خرجوا عليه ونهبوه وشلحوه ومن معه في الجردة وأخذوا جميع ما عنده ولم يبقوا شيأ ورجعت الناس الذي للجردة منهم ناس للقدس ومنهم إلى الشام وتفرقوا أيدي سبا وأما الوزير المزبور رجع وأقام في قرية داعل معري ما عنده شيء فلما وصل الخبر للشام أرسلا له تختاً فلما وصلوا إليه وجدوه ميتاً فحملوه وجاؤا به لدمشق ليلاً وفي ثاني يوم دفن في مقبرة سيدي خمار ثم ان العرب ربطوا للحج ومنعوه السبيل من قلعة تبوك ثم انهم هجموا على الحج