الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نبه الطرف ساهياً بالعود
…
وأنتهز فرصة خمود الحسود
في رياض حاك النسيم دروعاً
…
بمياها فشابه الدأودي
ورباها زمرد رصعته
…
راحة القطر في وشي البرود
بشقيق مربع كخدود
…
عم خالا بصحن تلك الخدود
ثم من نرجس كأعين صب
…
ساهر عاف يرتضي بالرقود
والبنفسج أقراط ياقوت زرق
…
أو كشام بجيد خل ودود
وحكى الورد من عقيق صواني
…
قمعت بالزبرجد المعهود
وكذا ألبان بأن منه غصون
…
مائسات تميل مثل القدود
مع خليل ان ماس يختال تيهاً
…
أسر القلب مذرنا في قيود
وحبيب منيته الوصل والان
…
س وذكرته قديم العهود
قال لا كان ما تمنيت حتى
…
ترد المنهل الكثير الورود
وتحلى بنظره منه تلبس
…
ك فخاراً وحلة من سعود
نجل عبد الرحيم صدر الموالي
…
منبع الفضل غاية المقصود
من بني اللطف مربع اللطف قدماً
…
وهو فرع قد فاق تلك الجدود
مفتي القدس مفرد في البرايا
…
مثله نادر بهذا الوجود
بحر علم قد راق عند ورود
…
عم ريا مع ازدحام الوفود
عالم عامل فقيه فطين
…
بعلوم الكلام والتوحيد
ان تصدى للدرس يوماً تراه
…
هامر الغيث أو زئير الاسود
سيدي أنت للمعالي سمى
…
رغم أنف الأعدا وكيد الحقود
هاك بكر أحوت معاني در
…
بنت فكر زهت لكم بالعقود
ترتجي لثم راحة وتهني
…
ببلوغ المنى وعيد سعود
لست أبغي بها نوالاً ولكن
…
احتساباً لديك يا ذا الحميد
دمت حامي الحمى وكهف البرايا
…
سالكاً في حماية المعبود
والله غير ذلك وبالجملة فقد كان من الأفاضل الأخيار الأماجد وكأنت وفاته بقسطنطينية دار الخلافة في سنة أربع وأربعين ومائة وألف وبنى اللطف في القدس بيت علم وله اشتهار ومزيد رفعة وشان وسيأتي في كتابنا هذا منهم جملة كالسيد عبد الرحيم وولده السيد محمد وقريبه الشيخ علي وغيرهم رحمهم الله تعالى.
جرجيس الموصلي
جرجيس الأديب الموصلي الشيخ الفاضل كان في سرعة انشاء التاريخ
من معجزات الأدب ونادرة العرب وكان له فضل وفصاحة وبلاغة وفيه مجون ومحاضرة لطيفة رقيق الطبع أنيق النظم حسن المعاشرة لطيف المباحثة والمناظرة في كل فن له دخول وإلى كل ذروة وصول وله مجون أنيق ونزاهة ظريفة وربما طلب منه التاريخ باسم معين فيقول الشرط فلا يخطي العدد ودخل حلب فاجتمع بادبائها وتطارح مع فضلائها وقال له يوماً بعض الأفاضل أريد أن اشوشك فقال يا سيدي فرجني وهذا يسمى في البديع بالأسلوب الحكيم والقول بالموجب كقوله مثل الأمير من يحمل على الأدهم والأشهب وقد قال له الحجاج لأحملنك على الأدهم مريداً القيد وذلك غير خاف وله في المعاتبات المرقص المطرب وكذا في كل فن وتوفي في سنة احدى وأربعين ومائة وألف ودفن في الموصل وترجمه في الروض فقال هذا الأديب الذي رفعه المجد وأوقعه من الكمال النجد امطر واستبرق وأثمر في المعارف وأورق أسهر في ليالي الفضائل وأسهد وسابق في ميدان المعارف فأبعد أسفر عن البلاغة صباحها وصير نفسه جناحها فلم يبق من البيان مورد الا ورده ولا عقد الا وقد أحرزه وأصفده ومن شعره قوله يمدح على أفندي العمري
ربع الشباب هو الربيع الأينع
…
ورياضه لذوي البلاغة مرتع
أكداره صفو المشيب وماؤه
…
خمر وظلمته شموس تطلع
فاغنم لذيذ حياته فالمرء لا
…
يدري لعمرك أين منه المصرع
لا تجعلن العيش منه مؤجلاً
…
ما فاز باللذات الا مسرع
وأنهز إلى فرض الزمان فإنه
…
ما مر من أيامه لا يرجع
ومنها
يا لائمي باللهو في زمن الصبا
…
لست النصوح ولست ممن يسمع
اني امرء لا يلوي عن لذاته
…
ان شئتموا أو لا فلوا أودعوا
اني عليك أخا الشباب المشفق
…
ان كنت لي فيما أرى لك تتبع
وأصل به الأخوان أصحاب الوفا
…
ممن له ان غاب كاس يكرع
صل بالغبوق صبوحه واشر على
…
نغم البلابل حيثما هي تسجع
بكر معتقة إذا جلبت غدت
…
منا العقول بها عليها تخلع
من كف ظبي تحكها وجناته
…
غنج من التقبيل لا يتمنع
وله يستدعي بعض اخوانه