الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصالح الملقب بالخناق وأخذ العلم عن كثير من الشيوخ منهم الشيخ إسماعيل الحائك المفتي والشيخ عثمان القطان والشيخ عثمان بن حموده والشيخ عبد الرحمن المجلد والاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وأخذ الحديث عن الشيخ أبي المواهب الحنبلي والشيخ محمد الكاملي وروى الصحيحين مع بقية الكتب الستة غالباً عن عمه العلامة الشيخ عبد الكريم الغزي وعن الكاملي والنابلسي بسندهم المعلوم وحضر دروس النابلسي المذكور في الفتوحات وقرأ عليه باب الوصايا منه وأخذ عنه طريق الصوفية وأخذ طريق النقشبندية عن الجد ولي الله تعالى المحقق العارف الشيخ مراد اليزبكي الدمشقي وحج غير مرة واجتمع بكثير من أهل العلم والصلاح في الحرمين وأخذ عنهم منهم العالم الشيخ أبو طاهر الكوراني والقطب الرباني السيد جعفر العلوي نزيل مكة وكان لطيف الطبع حسن المعاشرة منطر حاوجيها ومحبباً عند الناس ودرس بالتربة الكاملية باطن دمشق شمالي الجامع الأموي بحضرة جمع من الأفاضل وأعاد لعمه الشيخ عبد الكريم درس الشامية لكبرى وكانت وفاته في عصر يوم الخميس عند رفع المؤذنين أصواتهم على المنابر بالآذان قائلاً الله الله ثاني أيام التشريق سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ودفن بتربة الشيخ أرسلان عند أسلافه رحمه الله تعالى.
عبد الحي الخال
عبد الحي بن علي بن محمد بن محمود الشهير بالخال وبابن الطويل الطالوي الحنفي الدمشقي الأديب الشاعر البارع كان اعجوبة وقته له مهارة في نظم الشعر والمواليا والموشح والهزل وغالب هذه الفنون وغير ذلك وديوانه متداول بأيدي الناس ولم يزل على حالته إلى أن مات وجمع كتاباً في الأدب سماه مرور الصبا والشمول وسرور الصبا والمشمول ورتبه على عشرة أبواب جمع به كل نادرة مستحسنة وحكاية لطيفة ومطارحة رشيقة وأشعار رائقة رقيقة وقرظ عليه الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي بقوله
أنقطة العلم نقطة الخال
…
في الخد مما يشينه الخالي
كثرها الجهل وهي واحدة
…
ما مثلها في زماننا الخالي
كتابها الروض صاح بلبله
…
فهاج بالشوق كل بلبال
تفوح غب الحيا أزاهره
…
ما ثوب صبري علي بل بالي
يجمع فضلاً ورونقاً وعلا
…
كعذب ماء بطيب سلسال
لا تسأل المستفيد عنه به
…
فإنه المستهام سل سالي
وقائع العاشقين رائقة
…
بحسن معنى ولطف أقوال
رقة أشعار معشر سلفوا
…
ضعيفها كالجفون أقوى لي
وترجمات حكت بلاغتها
…
للسحر حيكت بحسن منوال
يقول من شام برق طلعتها
…
أما لهذا الجمال من والي
قلنا نعم إنه مصنفها
…
سما باكرامه واجلال
وفهمه أوضح الفهوم كما
…
كما له في الذكاء أجلى لي
عليه مني السلام ما لمعت
…
بقيعة الأرض لمعة الآل
وما بأوفى الصلاة عبد غني
…
أتى لطه والصحب والآل
وترجم المترجم السيد محمد الأمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه فارس مجال ورب روية وارتجال تصرف إليه أعنة التأميل ويميل به حب القلوب كيف يميل لم تزل نفحاته تتعطر ورشحات أقلامه تتقطر فيروح النفوس بكلماته تروح الروض مجاري الأنفاس بنسماته وهو يقتنص الشوارد حيث يطاردها ويستخرج الدرر الفرائد حين يواردها بطبع متدفق المذانب وفكر يفل بحدسه المقانب نبه في عصره بشرب اليراعه وتنبل حتى أحرز وصف الفروسية والبراعه فذراعه حبل لكل مصيد ومهما أحسن بفائدة فله أذن سميع والتفات رصيد ففض عن فم الأماني ختماً ونال توجه القلوب إليه بالرغبة حتماً فما يشق غباره في حومة معاديه سوى قذى أسارير في أعين أعاديه وله آثار يدل عليها مع بيانه بنانه كما قيل يدل على الجواد عنانه أتيتك منها بما رق لفظه ومعناه فلهذا تقترحه النفوس وتتمناه انتهى مقاله ومن شعره قوله من قصيدة مطلعها
أمن قطرات الطل جسمك أم أصفى
…
فقد كادت الألحاظ ترشفه رشفا
هتكت الورى فأردد لثامك عل ما
…
تبدي من الثغر الشنيب لنا يخفى
وكف سهام اللحظ عن قلبي الذي
…
أذيب هوى مذ شام أجفانك الوطفا
وعطفا على حالي وحقك انني
…
عرفت الهوى لما ثنيت لي العطفا
جعلنا فدا تلك اللحاظ فكم بها
…
رأينا فني لاقى الصبابة والحنفا
ويا ذا الذي واخى الرقاد جفونه
…
تهن فطرفي فيك قد حارب الأغفا
إلى كم أقاسي كلما شمت بارقاً
…
من الغور نيراناً من الوجد لا تطفى
شكوت فهل من رحمة لمتم
…
يعض من الشكوى أنامله لهفا
زجرت المطايا حين مالت عن الحمى
…
سحيراً ولم نشتم من طيبه عرفا
وقلت إلى من في مسيرك تقصدي
…
فقالت لرب المجد والمورد الأصفى
سليل الكرام الصيد حقاً ومن له
…
محامد لا تحصى وإن سطرت صحفا
مليك إذا ما الدهر أضعف برهة
…
ووافى حماه الرحب لأرتاح واستشفى
وقوله
أثرها قد أضربها المقام
…
قلوص حشو أضلعها غرام
وسيرها بزجر فالتهادي
…
قصور فيه لم يدرك مرام
وجب فيها السباسب واقتبها
…
وجز فيها كما جاز اليمام
وجد السير في طلب المعالي
…
فأما ما طلبت أو الحمام
وارغم أنف من عذلوا ولاموا
…
ولو أقذى محاجرك الرغام
مفارقة الحسام الجفن نفع
…
ولولاها لما ضر الحسام
فلولا السعي ما فخرت أناس
…
ولولا الفخر لم يروى امام
فإن ضاقت بك الدنيا وكلت
…
قلوصك ثم أنحلها الركام
فعرج نحو جلق ثم نادى
…
عليكم سادة الدنيا السلام
خصوصاً من إذا وفدت عليه
…
وفود القاصدين فلا يضاموا
وقل نجل الفلاقنسي أعني
…
ترى شهماً تكففه احتشام
شريف سيد أبدا لديه
…
صفوف المجد اجلالاً قيام
يصلي نحوه الكرماء حتى
…
ينالوا الجود فهو لهم امام
فكل منهم نجم مضئ
…
وطلعة وجهه بدر تمام
وكلهم كشهر الصوم جودا
…
وليلة قدره هذا الهمام
إذا ما رحت أنعت راحتيه
…
فبحر تلك والأخرى غمام
وكل منهما للناس ركن
…
وكم في الركن للناس استلام
وله من اخرى
كالغصن مالت في غلائلومضت ولم تشف الغلائلمالت كخوط أراكة
لعبت بها أيدي الشمائلنزلت بأكناف الحميلتظ لها تلك الخمائل
فتعطر النادي ونادى أهله أهلاً منازلورنت إلي بطرفها
فرأيت شخص الموت جائلوتكلمت فتكلمتأحشاي وازدادت بلابل
فعلمت إن حديثهاسحر يقصر عنه بابليا خلة النفس التي
ما بينها والقلب حائلهل من مقام اشتكىلك بعض ما قال العواذل
وابتكي بعض الذيفعلوا وما تلك الفعائلبلغوا مناهم عندما
سارت بهودجك الرواحلورأيت صبري والغرام مسافراً عني ونازل
أين استقلت يا ترىتلك المحاسن والشمائلمنها في المديح
بحر العلوم ومالهحد كما للبحر ساحلباهي بطلعته الشمو
س الطالعات ولا تماثلوسل السها عن قدرهفمحله تلك المنازل
ومنهاعبد الغني وان تأخرفهو قطب بالدلائل
فالرسل سيدها ختام المرسلين وهم أوائلحسبي بمدحك سيدي
فخراً على كل الأماثلوعلى علاك رضا المهيمنكلما غنت بلابل
وله من اخرى
أمقلدين الجيد في أجيادعطلتموا جفني بسلب رقاديإني غدوت وفيكم لي غادة
قادت فؤادي للردى بقيادتثنى الصبا أعطافها وأظنهميل الصبا بقواده المياد
لم أنس آخر ليلة قالت وقد
…
وافى الفراق لنا وزم الحادي
والركب هم على الرحيل وأدمعي
…
جزعا لهزات الرحيل غوادي
وتفطرت أحشاي من ألم النوى
…
ونظمت در الدمع في الأجياد
ها قد سعدت بوصل مثلي برهة
…
إن السعادة في وصال سعاد
ولقد سألت من الخلي ونحن في
…
حزن الوداع وفرحة الحساد
نجل العيون هددن حيلك والقوى
…
فأجبته والنار وسط فؤادي
نعم العيون وليس لي من ملجأ
…
الا ابن صديق النبي الهادي
صدر الموالي ركن فضلهم الذي
…
فيه سموا عزاً على الأطواد
رب السجايا النيرات ومن إذا
…
تليت لنا أغنت عن الانشاد
منها
من رام يفخر عندكم قولوا له
…
أنت ابن من نحن بنو الأمجاد
من جاء ثاني اثنين فيه فهل له
…
نديماً ثله من الأنداد
نحن بنوه الضاربون قبابنا
…
فوق السهى يرفيع كل عماد
عمد عليها للفخار سرادق
…
آباؤنا نصبوه للأولاد
وإن التجى فرع إلى أبوابنا
…
نزل الصياصي في ذرى الآساد
وله أيضاً
زار هذا الحبيب في ابانه
…
وأتى والدلال أكبر شأنه
وسقاني من الرضاب شمولاً
…
تركتني من صده في أمانه
قده العادل الرشيق علينا
…
جار في حكمه وفي سلطانه
خده كالشقيق والخال فيه
…
مثل قلب المحب في نيرانه
ساقني للغرام فيه جمال
…
شاقني العجب فيه مع خيلانه
يالها من شمائل كشمول
…
سرقت عقل ذي الحجى من مكانه
وقد عارض بها أبيات البحتري
لج هذا الحبيب في هجرانه
…
ومضى والسرور أكبر شأنه
والذي صير الملاحة في خد
…
يه وقفا والسحر في أجفانه
وأطعنا الوشاة فيه وقد أسر
…
ف في ظلمه وفي عدوانه
يا خليلي باكراً الراح صبحاً
…
وأسقياني من صرف ما تمزجانه
ودعا اللوم التصابي فإني
…
لا أرى في السلو ما تريانه
وللمترجم
بالله أقسم والفلقإن المنية في الحدقلا بالسوابغ يتقي
سهم اللحاظ لا الدرقبل انما رسل المنايا في الجفون لمن رمق
سود العيون ونجلهاأرمين في قلبي الحرقحطمت جيوش الصبر حتى
ما بقي فيها رمق
وهي على منوال قصيدة ابن مطروح التي أولها قوله
بابي وبي طيف طرق
…
عذب اللمى والمعتق
وقصيدة أحمد بن حميد الدين التي مطلعها قوله
اياك من سود الحدق
…
فهي التي تكسو القلق
لا يخدعنك حسنها
…
فالأمن يتبعه الفرق
وللمترجم
إني لأصبر في الملمات
…
الثقال ولا أبالي
وأنازل البطل الكمي
…
وأصده عند النزال
وأقارع الليث الغضنفر
…
في ميادين المجال
لكن إذا مالوا الظبا
…
بقدودهم تلك العوالي
ورأيت ما بين الحوا
…
جب والخدود من الفعال
حلت عقود عزائمي
…
وعجزت عن رد السؤال
وقوله أيضاً على هذا الأسلوب
إني الأفحم الغياض على الأسود بلا تحاشيوأجول ما بين القنا
والليل مسود الحواشيوإذا رأيت لواحظ الغزلان عن سحر نواشي
أرتاع من طير الفرا
…
ش وانبرى ملقى الفراش
وهما على اسلوب قول البرقعي
إني أخاف من العيون النجل والحدق المراضوأزور ليث الغاب بال
هندي في وسط الغياضوإذا رأيت مور دالوجنات جمش بالعضاض
أيقنت إن سنيتي
…
بين التورد والبياض
وللمترجم على وزن قصيد الأمين المحبي التي مطلعها
يا حبذا خضر الخما
…
ئل في الرياض السندسيه
وهي قوله
نفسي أراها مشتهيهتقبيل وجنتك الطريهفاسمح بها في تلك أو
من هذه الشفة الشهيهأنا بين خدك ثم ثغركرحت نهب المشرفيه
وتقاسمت جسمي ظباتلك الظباء الجاسميةمن كل عضب قاطع
ضمن الجفون الكسرويهمالي على صيد المهاقلب ولا لي فيه نيه
ويلاه من حدق الجآذر انها رسل المنيهوأودها ترمي فلا
يغدو سوى قلبي رميهكلف بها ومحبتيلا بالتكلف بل سجيه
كم طالعت خيل المنون من الجفون لها سريهيا للعجائب انني
أسطو على الاسد القويهوتصيدني الطرر التيهي لأمر أشرك الرزيه
قوله
ترى من لصب لا تجف غروبه
…
على رشف مسول ترف غروبه
حليف غرام قد تناءت دياره
…
أليف سقام قد جفاه طبيبه
وقد لعبت فيه يد البين والنوى
…
وسدت عليه طرقه ودروبه
إذا ما غدت عنه من البين رعدة
…
أتت رعدة تضني واخرى تريبه
خذي يا صبا عني رسالة مغرم
…
يحبي بها صنو الرشا وقريبه
وقولي سلام عن غريب تركته
…
وقد أزعج الأحياء منه تحيبه
فهل لبديد الشمل جمع وهل ترى
…
قتيل النوى والبعديد نوحبيبه
فآه وآه كم ينادي بحرقة
…
فؤادي فلم يلقى له من يجيبه
ومن تحائف غرره وزواهر فقره هذه المراسلة مذ غرست أغصان الفات الحمد في رياض الطروس وأفاض عليها تيار البلاغة من قاموس الشكر ما لم يحوه القاموس وأمطرتها سحائب الفصاحة ببدائع درر ليست في البحر العباب وأحاطت بها أبنية الأثنية من كل جانب وسرت اليها صبا القبول من كل باب وفاحت روائح نور تلك الطروس وتمايلت أغصان الفاقها كالعرائس فنادى لسان القلم لا عطر بعد عروس فكانت
ثمراتها أدعية لا يقوم بوصفها لسان ولا بحصرها طرس ولا بنان ودون سنا أنوارها اشراق النيرين ومقامها سامي على الفرقدين محفوفة بأنواع التحيات والتكريم ناشرة لما انطوى من الفضل الحادث والقديم وأصله إلى بحر العلم الذي لا يدرك غوره وطود الفضل السامي الذي لا يقتضب طيره ينبوع عين كل فضل وبيان ونبعة المجد اليانعة الأغصان وانسان كل عين وعين كل انسان نور العين المشرقة من الأفلاك العلوية وضياء الشمس البازغة من سماء الأرحام الهاشمية.
وكتب له الأديب أسعد العبادي مهنياً له بالعافية من مرض نزل به سيدي الخال ووردة الكمال الذي أورق به غصن آمالي وانتظم به بديد أحوالي قد سرت لصحتك الخواطر وقرت النواظر وابتسم الزمان بعد القطوب وارتاحت القلوب فقد يصدأ الحسام ويحجب البدر بالغمام فالحمد لله الذي عمنا بالمنن واذهب عنا الحزن لذهاب ما كنت تشتكيه وتحقق ما كنت من الصحة لك أرتجيه والسلام على الدوام
والا برحت المدا في ثوب عافية
…
مطرزاً بطراز الأمن والنعم
ما اشتقت صبح محياك البهي وما
…
صحت لصحتك الدنيا من السقم
فأجابه بقوله سيدي أسعد لا زلت بالتفضل مقدماً على كل فاضل ومسعد فقد وردت على الدرر المنثوره واللآلي المنظومة فقلت لما غدت لدى منشوره ما طاب جني الفرع الا من طيب الأرومه أهذه عيون الحدائق أم أحداق العيون أم منشق ثغر رائق من غير رقيب ولا عيون فاغتنمت الفرصة إذ لا عين وقبلت وجنات تلك المعاني التي هي أنور من العين وتنشقت من عرائس قوافيها روائحك التي هي ناشئة عن طيب الغروس وقلت لا أثر بعد عين ولا عطر بعد عروس فهذا هو الفتوح الذي يقصر عنه الفتح والفتح وهذا هو الزند الورى من غير قدح ولا قدح فلا فض هذا الثغر الرائق الشنيب ومستودع اللسان الرطيب فأين منه لسان الدين الخطيب والسلام
ودمت في الدهر محفوظاً من الألم
…
في ثوب عز وشاه الأمن بالنعم
ما دمت ذكرى وجاري ثم ما نشدت
…
أمن تذكر جيران بذي سلم
وكتب له الأمين المحبي قوله سدى الحال حسن الله بحسن نظره الحال لا تمتع باجتلائه بعد حين واشتم
من حواليه ورود أو رياحين قد تكلفت الفكرة هذه الأبيات التي خصصتها بالأثبات وفي ظني انها حسنة تروق وتشوق وتغني عاشقاً مولعاً عن النظر في وجه معشوق وأتحقق منها فيض ورد على الخاطر أو خيال تصور من تذكر شخصك الحاضر وهي
ما الخال الا حبة القلب
…
تدعو بواعثنا إلى الحب
أو قطعة من مسك نافجة
…
فاحت روائحها على الصحب
أو نقطة الألف التي حسبت
…
عشراً من الحسنات في الحب
أو إنه انسان ناظرنا
…
فيه دقيقة حكمة الرب
وإذا نظرت فكل ذي نظر
…
بالخال يجلو ظلمة الكرب
وللمترجم
إذا المرء لم يغضب إذا خاف خله
…
مواثيقه اللاتي بها اتصل الحبل
وعاد إليه بعد ما رام بعده
…
وقال مقالاً فيه ليس له أصل
فذاك وأيم الله لا شك إنه
…
دنى بلا أصل وليس له عقل
ومن مقطعاته قوله
إن المنايا لتأتي وهي صاغرة
…
للحظك الفاتن الفتاك بالبطل
كي تستفيد فنون الموت قائلة
…
بين لنا كيف علم القتل بالمقل
وقوله
قد قلت لما صرت من شعره
…
والردف في حال كحالي المريض
من منصفي إني رماني الهوى
…
والعشق في أمر طويل عريض
وقوله
أقول له اعتراني منك سقم
…
وأوجاع وداآت عظام
فيعرض قائلاً لا تشك مني
…
سقاماً حيث لم تبل العظام
وقوله
وكنت أقول إني حين يبدو
…
بخدك عارض يسلو فؤادي
فلما إن بدا زادت شجوني
…
كأني في هواه على المبادي
وقوله
خلبت الدهرا شطره وإني
…
لمكروهاته أبداً أقاسي
وعاركت الزمان وعاركتني
…
نوائبه إلى أن شاب رأسي
فلم أر لي على همي معيناً
…
وافلاسي سوى كسى وكأسي
وله في قرية التواني من قرى دمشق وفيه التورية
نزلنا في التواني مع سراة
…
رقوا طرق المعالي في أمان
توانى أهلها عنا وأغضوا
…
فلا عاشت لحي أهل التواني
وله معمياً في اسد
أفدى الذي قال صفني قلت يا أملي
…
خذ ما أقول فإن الوصف طوع يدي
كالغصن قداً وواو الصدغ راقية
…
وريقك الخمر والدل الرخيم ندي
ومثله في حيدر
رويدك يا رشيق القد يا من
…
بمعسول القوام لنا يهدد
فقدك حظ غصن البان حتى
…
بأعلاه الجمال غدا يعدد
ومثله في علي
بدلت له مالي فقال وقد نضى
…
من اللحظ سيفاً مال فيه إلى الفتك
هب الروح فاتركها فإن جميع ما
…
ملكت من النقد الحويل على ملكي
وقال مدا عبار جلا يدعي بفشفش كان أكولا
وما فشفش الا أكول وإنه
…
يفوق ابن حرب في الشراهة والمعدي
يطوف بأكناف البيوت لعله
…
يرى رجلاً غرا يقول له عدي
وقال فيه
رأيت الفتى الوزان يسعى لغدوة
…
وقد سدت الدينا من البرد والثلج
إذا قيل في أرض الحجاز وليمة
…
يقول لنا حتماً نويت على الحج
ومن هجوه قوله
ورب منافق باطنه قير
…
وظاهره مضئ كالسراج
كمأذنة فظاهرها قويم
…
وباطنها ظلام في اعوجاج
وفي المعنى للاستاذ عبد الغني النابلسي قدس سره
إن المنافق ليس موثوقاً به
…
فيما يحاول في جميع مواطن
مثل المنارة مستقيم ظاهراً
…
وله اعوجاج كامن في الباطن
وكتب إلى بعض أصحابه في زمن الورد
هلموا إلى داعي السرور ونبهوا
…
إلى البسطا فكاراً أضربها القبض
ووفوا حقوق الورد قبل ذهابة
…
فهذا لثوب الروح إن صديت رحض
وهذا حلي النفس والأنفس الذي
…
على الفلك الدوار تزهو به الأرض
وله مضمناً المصراع الأخير