المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الحي الخال - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ٢

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌السيد بدر الدين الهندي

- ‌بدر الدين القدسي

- ‌بركات الرفاعي

- ‌بيرم الحلبي

- ‌بهاء الدين النابلسي

- ‌حرف التاء المثناة

- ‌السيد تقي الدين الحصني

- ‌حرف الجيم

- ‌جار الله بن أبي اللطف

- ‌جرجيس الموصلي

- ‌جرجيس الإربلي

- ‌جعفر البرزنجي

- ‌جعفر البيتي

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حافظ الدين بن مكية

- ‌حامد العجلوني

- ‌حامد العمادي المفتي

- ‌وقال مشطراً

- ‌وقال البارع مصطفى ابن بيري الحلبي مشطراً لهما

- ‌حسب الله البأبي

- ‌حسن المغربل

- ‌حسن البخشي

- ‌الشيخ حسن الشهير بالحنبلي

- ‌الشيخ حسن العكي

- ‌حسن أفندي الدفتري

- ‌الشيخ حسن البغدادي

- ‌حسن النخال

- ‌حسن بن ملك الحموي

- ‌الشيخ حسن الطباخ

- ‌الشيخ حسن الكردي

- ‌حسن الحلبي المعروف بشعوري

- ‌حسن المصري

- ‌حسن الخياط

- ‌حسين مصلي

- ‌حسين القصيفي

- ‌حسين الداديخي

- ‌حسين باشا الجليلي

- ‌حسين جبلي

- ‌حسين البيتماني

- ‌حسين الجزايري

- ‌حسين باشا حسني

- ‌حسين السرميني

- ‌حسين الوفائي

- ‌حسين بن معن

- ‌حسين باشا ابن مكي

- ‌حسين الزيباري

- ‌السيد حسين الحصني

- ‌حسين بن حسن تركمان

- ‌حسين الحموي

- ‌حسين السرميني الحلبي

- ‌حسين أفندي العشاري

- ‌حسين المرادي

- ‌حسين الخالدي

- ‌حمزة بن بيرم الكردي

- ‌حمزة الدومي

- ‌حيدر الحسين أبادي

- ‌حيدر بن قرأبيك

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌خالد بن صنون

- ‌خالد القدسي

- ‌خالد العرضي

- ‌الشيخ خليل اللقاني

- ‌خليل البياض

- ‌خليل الدسوقي

- ‌خليل بن عاشور

- ‌خليل الغزي

- ‌خليل الموصلي

- ‌خليل الحمصاني

- ‌خليل الفتال

- ‌خليل البني

- ‌خليل بن محمد المغربي

- ‌خليل بن علي البصير

- ‌خليل المصري

- ‌خليل الرومي

- ‌خليل الشهواني

- ‌خليل الشهري المنجم

- ‌خليل حدادة

- ‌خليل المصري

- ‌خير الله البولوي

- ‌حرف الدال

- ‌درويش الملحي

- ‌درويش آغت اليرلية

- ‌درويش الحلواني

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌السيد ذئب الحافظ

- ‌حرف الراء

- ‌رجب النجيب

- ‌رحمة الله الأيوبي

- ‌رحمة الله البخاري

- ‌رضوان الرأوي

- ‌السيد رفيع الأزبكي

- ‌رمضان بن عبد الحي

- ‌رمضان الحلبي

- ‌رضوان الصباغ

- ‌حرف الزاي المعجمة

- ‌زبيدة القسطنطينية

- ‌زين الدين بن سلطان

- ‌زين الدين البصروي

- ‌حرف السين

- ‌سعيد السعسعاني

- ‌سعيد الجعفري

- ‌سعيد السمان

- ‌سعيد الخليلي

- ‌الشيخ سعدي العمري

- ‌السيد سعدي بن حمزة

- ‌سليمان المدرس الحلبي

- ‌سليمان سوار

- ‌السيد سليمان القادري

- ‌سليمان السمان

- ‌سليمان المحاسني

- ‌السيد سليمان الحموي

- ‌سليمان المنصوري

- ‌سليمان المجذوب

- ‌حرف الشين

- ‌شاكر العمري

- ‌شعبان الصالحي

- ‌السيد شعيب الكيالي

- ‌حرف الصاد

- ‌صادق بن بطحيش

- ‌صادق الخراط

- ‌صادق ابن الناشف

- ‌صادق البيروتي

- ‌صادق الشرواني

- ‌صالح المزور

- ‌صالح الجينيني

- ‌صالح الداديخي

- ‌صالح الغزاوي

- ‌صالح الحلبي

- ‌صلاح الدين ابن الحنبلي

- ‌صنع الله الديري

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌طاهر المرادي

- ‌طه الجبريني

- ‌حرف العين المهملة

- ‌عاصم الفلاقنسي

- ‌عامر القدسي

- ‌عامر المصري

- ‌عباس الوسيم

- ‌عبد الباقي التاجر

- ‌السيد عبد الباقي مغيزل

- ‌عبد الباقي الحنفي

- ‌عبد الجليل المواهبي

- ‌عبد الجليل السباعي

- ‌عبد الجليل السنيني

- ‌عبد الجواد الكيالي

- ‌عبد الحي البهنسي

- ‌عبد الحي الغزي

- ‌عبد الحي الخال

- ‌عبد الحليم أمير زاده

- ‌عبد الحليم الشويكي

- ‌عبد الخالق الزيادي

- ‌عبد الرحمن الموصلي

- ‌عبد الرحمن بن عبد الرزاق

- ‌عبد الرحمن المقري

- ‌عبد الرحمن المنيني

- ‌عبد الرحمن الصناديقي

- ‌عبد الرحمن القاري

- ‌عبد الرحمن التاجي

- ‌عبد الرحمن بن جعفر

- ‌عبد الرحمن الكردي

- ‌عبد الرحمن الغزي

- ‌السيد عبد الرحمن الكيلاني

- ‌عبد الرحمن بن عبدي

- ‌عبد الرحمن المغربي

- ‌عبد الرحمن الأنصاري

- ‌عبد الرحمن البعلي

- ‌عبد الرحمن السمهودي

- ‌عبد الرحمن السفرجلاني

- ‌عبد الرحمن الغزي

- ‌عبد الرحمن البهلول

- ‌عبد الرحمن ابن شاشة

- ‌عبد الرحمن الكفرسوسي

- ‌عبد الرحمن البيري

- ‌عبد الرحمن الجقمقي

- ‌عبد الرحمن الكزبري

- ‌عبد الرحمن المدني

- ‌عبد الرحمن المجلد

- ‌الشيخ عبد الرحمن العيدروس

- ‌عبد الرحمن العادي

- ‌عبد الرحمن المولوي

- ‌عبد الرحمن السويدي

- ‌عبد الرحمن المغربي

- ‌عبد الرحمن العلمي

- ‌الجزء الثالث

الفصل: ‌عبد الحي الخال

الصالح الملقب بالخناق وأخذ العلم عن كثير من الشيوخ منهم الشيخ إسماعيل الحائك المفتي والشيخ عثمان القطان والشيخ عثمان بن حموده والشيخ عبد الرحمن المجلد والاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وأخذ الحديث عن الشيخ أبي المواهب الحنبلي والشيخ محمد الكاملي وروى الصحيحين مع بقية الكتب الستة غالباً عن عمه العلامة الشيخ عبد الكريم الغزي وعن الكاملي والنابلسي بسندهم المعلوم وحضر دروس النابلسي المذكور في الفتوحات وقرأ عليه باب الوصايا منه وأخذ عنه طريق الصوفية وأخذ طريق النقشبندية عن الجد ولي الله تعالى المحقق العارف الشيخ مراد اليزبكي الدمشقي وحج غير مرة واجتمع بكثير من أهل العلم والصلاح في الحرمين وأخذ عنهم منهم العالم الشيخ أبو طاهر الكوراني والقطب الرباني السيد جعفر العلوي نزيل مكة وكان لطيف الطبع حسن المعاشرة منطر حاوجيها ومحبباً عند الناس ودرس بالتربة الكاملية باطن دمشق شمالي الجامع الأموي بحضرة جمع من الأفاضل وأعاد لعمه الشيخ عبد الكريم درس الشامية لكبرى وكانت وفاته في عصر يوم الخميس عند رفع المؤذنين أصواتهم على المنابر بالآذان قائلاً الله الله ثاني أيام التشريق سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ودفن بتربة الشيخ أرسلان عند أسلافه رحمه الله تعالى.

‌عبد الحي الخال

عبد الحي بن علي بن محمد بن محمود الشهير بالخال وبابن الطويل الطالوي الحنفي الدمشقي الأديب الشاعر البارع كان اعجوبة وقته له مهارة في نظم الشعر والمواليا والموشح والهزل وغالب هذه الفنون وغير ذلك وديوانه متداول بأيدي الناس ولم يزل على حالته إلى أن مات وجمع كتاباً في الأدب سماه مرور الصبا والشمول وسرور الصبا والمشمول ورتبه على عشرة أبواب جمع به كل نادرة مستحسنة وحكاية لطيفة ومطارحة رشيقة وأشعار رائقة رقيقة وقرظ عليه الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي بقوله

أنقطة العلم نقطة الخال

في الخد مما يشينه الخالي

كثرها الجهل وهي واحدة

ما مثلها في زماننا الخالي

كتابها الروض صاح بلبله

فهاج بالشوق كل بلبال

تفوح غب الحيا أزاهره

ما ثوب صبري علي بل بالي

يجمع فضلاً ورونقاً وعلا

كعذب ماء بطيب سلسال

لا تسأل المستفيد عنه به

فإنه المستهام سل سالي

وقائع العاشقين رائقة

بحسن معنى ولطف أقوال

ص: 244

رقة أشعار معشر سلفوا

ضعيفها كالجفون أقوى لي

وترجمات حكت بلاغتها

للسحر حيكت بحسن منوال

يقول من شام برق طلعتها

أما لهذا الجمال من والي

قلنا نعم إنه مصنفها

سما باكرامه واجلال

وفهمه أوضح الفهوم كما

كما له في الذكاء أجلى لي

عليه مني السلام ما لمعت

بقيعة الأرض لمعة الآل

وما بأوفى الصلاة عبد غني

أتى لطه والصحب والآل

وترجم المترجم السيد محمد الأمين المحبي في ذيل نفحته وقال في وصفه فارس مجال ورب روية وارتجال تصرف إليه أعنة التأميل ويميل به حب القلوب كيف يميل لم تزل نفحاته تتعطر ورشحات أقلامه تتقطر فيروح النفوس بكلماته تروح الروض مجاري الأنفاس بنسماته وهو يقتنص الشوارد حيث يطاردها ويستخرج الدرر الفرائد حين يواردها بطبع متدفق المذانب وفكر يفل بحدسه المقانب نبه في عصره بشرب اليراعه وتنبل حتى أحرز وصف الفروسية والبراعه فذراعه حبل لكل مصيد ومهما أحسن بفائدة فله أذن سميع والتفات رصيد ففض عن فم الأماني ختماً ونال توجه القلوب إليه بالرغبة حتماً فما يشق غباره في حومة معاديه سوى قذى أسارير في أعين أعاديه وله آثار يدل عليها مع بيانه بنانه كما قيل يدل على الجواد عنانه أتيتك منها بما رق لفظه ومعناه فلهذا تقترحه النفوس وتتمناه انتهى مقاله ومن شعره قوله من قصيدة مطلعها

أمن قطرات الطل جسمك أم أصفى

فقد كادت الألحاظ ترشفه رشفا

هتكت الورى فأردد لثامك عل ما

تبدي من الثغر الشنيب لنا يخفى

وكف سهام اللحظ عن قلبي الذي

أذيب هوى مذ شام أجفانك الوطفا

وعطفا على حالي وحقك انني

عرفت الهوى لما ثنيت لي العطفا

جعلنا فدا تلك اللحاظ فكم بها

رأينا فني لاقى الصبابة والحنفا

ويا ذا الذي واخى الرقاد جفونه

تهن فطرفي فيك قد حارب الأغفا

إلى كم أقاسي كلما شمت بارقاً

من الغور نيراناً من الوجد لا تطفى

شكوت فهل من رحمة لمتم

يعض من الشكوى أنامله لهفا

زجرت المطايا حين مالت عن الحمى

سحيراً ولم نشتم من طيبه عرفا

وقلت إلى من في مسيرك تقصدي

فقالت لرب المجد والمورد الأصفى

سليل الكرام الصيد حقاً ومن له

محامد لا تحصى وإن سطرت صحفا

ص: 245

مليك إذا ما الدهر أضعف برهة

ووافى حماه الرحب لأرتاح واستشفى

وقوله

أثرها قد أضربها المقام

قلوص حشو أضلعها غرام

وسيرها بزجر فالتهادي

قصور فيه لم يدرك مرام

وجب فيها السباسب واقتبها

وجز فيها كما جاز اليمام

وجد السير في طلب المعالي

فأما ما طلبت أو الحمام

وارغم أنف من عذلوا ولاموا

ولو أقذى محاجرك الرغام

مفارقة الحسام الجفن نفع

ولولاها لما ضر الحسام

فلولا السعي ما فخرت أناس

ولولا الفخر لم يروى امام

فإن ضاقت بك الدنيا وكلت

قلوصك ثم أنحلها الركام

فعرج نحو جلق ثم نادى

عليكم سادة الدنيا السلام

خصوصاً من إذا وفدت عليه

وفود القاصدين فلا يضاموا

وقل نجل الفلاقنسي أعني

ترى شهماً تكففه احتشام

شريف سيد أبدا لديه

صفوف المجد اجلالاً قيام

يصلي نحوه الكرماء حتى

ينالوا الجود فهو لهم امام

فكل منهم نجم مضئ

وطلعة وجهه بدر تمام

وكلهم كشهر الصوم جودا

وليلة قدره هذا الهمام

إذا ما رحت أنعت راحتيه

فبحر تلك والأخرى غمام

وكل منهما للناس ركن

وكم في الركن للناس استلام

وله من اخرى

كالغصن مالت في غلائلومضت ولم تشف الغلائلمالت كخوط أراكة

لعبت بها أيدي الشمائلنزلت بأكناف الحميلتظ لها تلك الخمائل

فتعطر النادي ونادى أهله أهلاً منازلورنت إلي بطرفها

فرأيت شخص الموت جائلوتكلمت فتكلمتأحشاي وازدادت بلابل

فعلمت إن حديثهاسحر يقصر عنه بابليا خلة النفس التي

ما بينها والقلب حائلهل من مقام اشتكىلك بعض ما قال العواذل

وابتكي بعض الذيفعلوا وما تلك الفعائلبلغوا مناهم عندما

سارت بهودجك الرواحلورأيت صبري والغرام مسافراً عني ونازل

ص: 246

أين استقلت يا ترىتلك المحاسن والشمائلمنها في المديح

بحر العلوم ومالهحد كما للبحر ساحلباهي بطلعته الشمو

س الطالعات ولا تماثلوسل السها عن قدرهفمحله تلك المنازل

ومنهاعبد الغني وان تأخرفهو قطب بالدلائل

فالرسل سيدها ختام المرسلين وهم أوائلحسبي بمدحك سيدي

فخراً على كل الأماثلوعلى علاك رضا المهيمنكلما غنت بلابل

وله من اخرى

أمقلدين الجيد في أجيادعطلتموا جفني بسلب رقاديإني غدوت وفيكم لي غادة

قادت فؤادي للردى بقيادتثنى الصبا أعطافها وأظنهميل الصبا بقواده المياد

لم أنس آخر ليلة قالت وقد

وافى الفراق لنا وزم الحادي

والركب هم على الرحيل وأدمعي

جزعا لهزات الرحيل غوادي

وتفطرت أحشاي من ألم النوى

ونظمت در الدمع في الأجياد

ها قد سعدت بوصل مثلي برهة

إن السعادة في وصال سعاد

ولقد سألت من الخلي ونحن في

حزن الوداع وفرحة الحساد

نجل العيون هددن حيلك والقوى

فأجبته والنار وسط فؤادي

نعم العيون وليس لي من ملجأ

الا ابن صديق النبي الهادي

صدر الموالي ركن فضلهم الذي

فيه سموا عزاً على الأطواد

رب السجايا النيرات ومن إذا

تليت لنا أغنت عن الانشاد

منها

من رام يفخر عندكم قولوا له

أنت ابن من نحن بنو الأمجاد

من جاء ثاني اثنين فيه فهل له

نديماً ثله من الأنداد

نحن بنوه الضاربون قبابنا

فوق السهى يرفيع كل عماد

عمد عليها للفخار سرادق

آباؤنا نصبوه للأولاد

وإن التجى فرع إلى أبوابنا

نزل الصياصي في ذرى الآساد

وله أيضاً

زار هذا الحبيب في ابانه

وأتى والدلال أكبر شأنه

وسقاني من الرضاب شمولاً

تركتني من صده في أمانه

قده العادل الرشيق علينا

جار في حكمه وفي سلطانه

خده كالشقيق والخال فيه

مثل قلب المحب في نيرانه

ص: 247

ساقني للغرام فيه جمال

شاقني العجب فيه مع خيلانه

يالها من شمائل كشمول

سرقت عقل ذي الحجى من مكانه

وقد عارض بها أبيات البحتري

لج هذا الحبيب في هجرانه

ومضى والسرور أكبر شأنه

والذي صير الملاحة في خد

يه وقفا والسحر في أجفانه

وأطعنا الوشاة فيه وقد أسر

ف في ظلمه وفي عدوانه

يا خليلي باكراً الراح صبحاً

وأسقياني من صرف ما تمزجانه

ودعا اللوم التصابي فإني

لا أرى في السلو ما تريانه

وللمترجم

بالله أقسم والفلقإن المنية في الحدقلا بالسوابغ يتقي

سهم اللحاظ لا الدرقبل انما رسل المنايا في الجفون لمن رمق

سود العيون ونجلهاأرمين في قلبي الحرقحطمت جيوش الصبر حتى

ما بقي فيها رمق

وهي على منوال قصيدة ابن مطروح التي أولها قوله

بابي وبي طيف طرق

عذب اللمى والمعتق

وقصيدة أحمد بن حميد الدين التي مطلعها قوله

اياك من سود الحدق

فهي التي تكسو القلق

لا يخدعنك حسنها

فالأمن يتبعه الفرق

وللمترجم

إني لأصبر في الملمات

الثقال ولا أبالي

وأنازل البطل الكمي

وأصده عند النزال

وأقارع الليث الغضنفر

في ميادين المجال

لكن إذا مالوا الظبا

بقدودهم تلك العوالي

ورأيت ما بين الحوا

جب والخدود من الفعال

حلت عقود عزائمي

وعجزت عن رد السؤال

وقوله أيضاً على هذا الأسلوب

إني الأفحم الغياض على الأسود بلا تحاشيوأجول ما بين القنا

والليل مسود الحواشيوإذا رأيت لواحظ الغزلان عن سحر نواشي

أرتاع من طير الفرا

ش وانبرى ملقى الفراش

وهما على اسلوب قول البرقعي

ص: 248

إني أخاف من العيون النجل والحدق المراضوأزور ليث الغاب بال

هندي في وسط الغياضوإذا رأيت مور دالوجنات جمش بالعضاض

أيقنت إن سنيتي

بين التورد والبياض

وللمترجم على وزن قصيد الأمين المحبي التي مطلعها

يا حبذا خضر الخما

ئل في الرياض السندسيه

وهي قوله

نفسي أراها مشتهيهتقبيل وجنتك الطريهفاسمح بها في تلك أو

من هذه الشفة الشهيهأنا بين خدك ثم ثغركرحت نهب المشرفيه

وتقاسمت جسمي ظباتلك الظباء الجاسميةمن كل عضب قاطع

ضمن الجفون الكسرويهمالي على صيد المهاقلب ولا لي فيه نيه

ويلاه من حدق الجآذر انها رسل المنيهوأودها ترمي فلا

يغدو سوى قلبي رميهكلف بها ومحبتيلا بالتكلف بل سجيه

كم طالعت خيل المنون من الجفون لها سريهيا للعجائب انني

أسطو على الاسد القويهوتصيدني الطرر التيهي لأمر أشرك الرزيه

قوله

ترى من لصب لا تجف غروبه

على رشف مسول ترف غروبه

حليف غرام قد تناءت دياره

أليف سقام قد جفاه طبيبه

وقد لعبت فيه يد البين والنوى

وسدت عليه طرقه ودروبه

إذا ما غدت عنه من البين رعدة

أتت رعدة تضني واخرى تريبه

خذي يا صبا عني رسالة مغرم

يحبي بها صنو الرشا وقريبه

وقولي سلام عن غريب تركته

وقد أزعج الأحياء منه تحيبه

فهل لبديد الشمل جمع وهل ترى

قتيل النوى والبعديد نوحبيبه

فآه وآه كم ينادي بحرقة

فؤادي فلم يلقى له من يجيبه

ومن تحائف غرره وزواهر فقره هذه المراسلة مذ غرست أغصان الفات الحمد في رياض الطروس وأفاض عليها تيار البلاغة من قاموس الشكر ما لم يحوه القاموس وأمطرتها سحائب الفصاحة ببدائع درر ليست في البحر العباب وأحاطت بها أبنية الأثنية من كل جانب وسرت اليها صبا القبول من كل باب وفاحت روائح نور تلك الطروس وتمايلت أغصان الفاقها كالعرائس فنادى لسان القلم لا عطر بعد عروس فكانت

ص: 249

ثمراتها أدعية لا يقوم بوصفها لسان ولا بحصرها طرس ولا بنان ودون سنا أنوارها اشراق النيرين ومقامها سامي على الفرقدين محفوفة بأنواع التحيات والتكريم ناشرة لما انطوى من الفضل الحادث والقديم وأصله إلى بحر العلم الذي لا يدرك غوره وطود الفضل السامي الذي لا يقتضب طيره ينبوع عين كل فضل وبيان ونبعة المجد اليانعة الأغصان وانسان كل عين وعين كل انسان نور العين المشرقة من الأفلاك العلوية وضياء الشمس البازغة من سماء الأرحام الهاشمية.

وكتب له الأديب أسعد العبادي مهنياً له بالعافية من مرض نزل به سيدي الخال ووردة الكمال الذي أورق به غصن آمالي وانتظم به بديد أحوالي قد سرت لصحتك الخواطر وقرت النواظر وابتسم الزمان بعد القطوب وارتاحت القلوب فقد يصدأ الحسام ويحجب البدر بالغمام فالحمد لله الذي عمنا بالمنن واذهب عنا الحزن لذهاب ما كنت تشتكيه وتحقق ما كنت من الصحة لك أرتجيه والسلام على الدوام

والا برحت المدا في ثوب عافية

مطرزاً بطراز الأمن والنعم

ما اشتقت صبح محياك البهي وما

صحت لصحتك الدنيا من السقم

فأجابه بقوله سيدي أسعد لا زلت بالتفضل مقدماً على كل فاضل ومسعد فقد وردت على الدرر المنثوره واللآلي المنظومة فقلت لما غدت لدى منشوره ما طاب جني الفرع الا من طيب الأرومه أهذه عيون الحدائق أم أحداق العيون أم منشق ثغر رائق من غير رقيب ولا عيون فاغتنمت الفرصة إذ لا عين وقبلت وجنات تلك المعاني التي هي أنور من العين وتنشقت من عرائس قوافيها روائحك التي هي ناشئة عن طيب الغروس وقلت لا أثر بعد عين ولا عطر بعد عروس فهذا هو الفتوح الذي يقصر عنه الفتح والفتح وهذا هو الزند الورى من غير قدح ولا قدح فلا فض هذا الثغر الرائق الشنيب ومستودع اللسان الرطيب فأين منه لسان الدين الخطيب والسلام

ودمت في الدهر محفوظاً من الألم

في ثوب عز وشاه الأمن بالنعم

ما دمت ذكرى وجاري ثم ما نشدت

أمن تذكر جيران بذي سلم

وكتب له الأمين المحبي قوله سدى الحال حسن الله بحسن نظره الحال لا تمتع باجتلائه بعد حين واشتم

ص: 250

من حواليه ورود أو رياحين قد تكلفت الفكرة هذه الأبيات التي خصصتها بالأثبات وفي ظني انها حسنة تروق وتشوق وتغني عاشقاً مولعاً عن النظر في وجه معشوق وأتحقق منها فيض ورد على الخاطر أو خيال تصور من تذكر شخصك الحاضر وهي

ما الخال الا حبة القلب

تدعو بواعثنا إلى الحب

أو قطعة من مسك نافجة

فاحت روائحها على الصحب

أو نقطة الألف التي حسبت

عشراً من الحسنات في الحب

أو إنه انسان ناظرنا

فيه دقيقة حكمة الرب

وإذا نظرت فكل ذي نظر

بالخال يجلو ظلمة الكرب

وللمترجم

إذا المرء لم يغضب إذا خاف خله

مواثيقه اللاتي بها اتصل الحبل

وعاد إليه بعد ما رام بعده

وقال مقالاً فيه ليس له أصل

فذاك وأيم الله لا شك إنه

دنى بلا أصل وليس له عقل

ومن مقطعاته قوله

إن المنايا لتأتي وهي صاغرة

للحظك الفاتن الفتاك بالبطل

كي تستفيد فنون الموت قائلة

بين لنا كيف علم القتل بالمقل

وقوله

قد قلت لما صرت من شعره

والردف في حال كحالي المريض

من منصفي إني رماني الهوى

والعشق في أمر طويل عريض

وقوله

أقول له اعتراني منك سقم

وأوجاع وداآت عظام

فيعرض قائلاً لا تشك مني

سقاماً حيث لم تبل العظام

وقوله

وكنت أقول إني حين يبدو

بخدك عارض يسلو فؤادي

فلما إن بدا زادت شجوني

كأني في هواه على المبادي

وقوله

خلبت الدهرا شطره وإني

لمكروهاته أبداً أقاسي

وعاركت الزمان وعاركتني

نوائبه إلى أن شاب رأسي

فلم أر لي على همي معيناً

وافلاسي سوى كسى وكأسي

ص: 251

وله في قرية التواني من قرى دمشق وفيه التورية

نزلنا في التواني مع سراة

رقوا طرق المعالي في أمان

توانى أهلها عنا وأغضوا

فلا عاشت لحي أهل التواني

وله معمياً في اسد

أفدى الذي قال صفني قلت يا أملي

خذ ما أقول فإن الوصف طوع يدي

كالغصن قداً وواو الصدغ راقية

وريقك الخمر والدل الرخيم ندي

ومثله في حيدر

رويدك يا رشيق القد يا من

بمعسول القوام لنا يهدد

فقدك حظ غصن البان حتى

بأعلاه الجمال غدا يعدد

ومثله في علي

بدلت له مالي فقال وقد نضى

من اللحظ سيفاً مال فيه إلى الفتك

هب الروح فاتركها فإن جميع ما

ملكت من النقد الحويل على ملكي

وقال مدا عبار جلا يدعي بفشفش كان أكولا

وما فشفش الا أكول وإنه

يفوق ابن حرب في الشراهة والمعدي

يطوف بأكناف البيوت لعله

يرى رجلاً غرا يقول له عدي

وقال فيه

رأيت الفتى الوزان يسعى لغدوة

وقد سدت الدينا من البرد والثلج

إذا قيل في أرض الحجاز وليمة

يقول لنا حتماً نويت على الحج

ومن هجوه قوله

ورب منافق باطنه قير

وظاهره مضئ كالسراج

كمأذنة فظاهرها قويم

وباطنها ظلام في اعوجاج

وفي المعنى للاستاذ عبد الغني النابلسي قدس سره

إن المنافق ليس موثوقاً به

فيما يحاول في جميع مواطن

مثل المنارة مستقيم ظاهراً

وله اعوجاج كامن في الباطن

وكتب إلى بعض أصحابه في زمن الورد

هلموا إلى داعي السرور ونبهوا

إلى البسطا فكاراً أضربها القبض

ووفوا حقوق الورد قبل ذهابة

فهذا لثوب الروح إن صديت رحض

وهذا حلي النفس والأنفس الذي

على الفلك الدوار تزهو به الأرض

وله مضمناً المصراع الأخير

ص: 252