الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ عبد الغني النابلسي انتقلا في شهر واحد في سنة واحدة وسيأتي ذكر أخيه محمد أمين في محله إن شاء الله تعالى رحمهم الله تعالى.
صادق ابن الناشف
صادق بن أحمد بن محمد باشا بن محمود المعروف بابن الناشف الحنفي الدمشقي أحد أعيان الجند بدمشق كان معتبراً محتشماً ممدوحاً من رؤساء الأجناد وأكمل أهل زمانه تام الرياسة والهيئة والهيبة والوجاهة ولد بدمشق واجتهد بالعبادة والتهجد وكان لا يقطع الليل الا بها ملازماً للأوراد ويصوم الخميس والأثنين وأخذ طرق الخلوتية عن الأستاذ الشيخ عيسى الكناني الخلوتي الصالحي الدمشقي وتلقى ذلك عنه واشتهر وكان من متعني الأجناد وتقاعد على طريقتهم واستقام في حاله آخر أمره وتولى نظارات لوما فهم الكائنة بدمشق بعد جده وأبيه وكان جده محمد باشا من الصدور الكبار والرؤساء المشاهير وصارت له حكومة روم ايلي وهي صوفية وتولى بدمشق بعض مناصبها وكان ذلك لأقبال الوزير أبشير مصطفى باشا عليه صاحب الختام في دولة السلطان محمد بن إبراهيم خان وتوفي المذكور في صفر سنة أربع وسبعين وألف وترجمه المحبي في تاريخه وذهب إلى الحج سرداراً في سنة تسع وتسعين وألف وقبلها في سنة خمس وتسعين وسافر للروم لسفر النيش مع عسكر دمشق في سنة ثلاث ومائة وألف وكان له حلم وتودد في الكلام وأدب وكان لا يكثر التردد لحكام دمشق وتولى الجزية بدمشق وغيرها وكان قاطناً في داره الكائنة في زقاق الوزير بالقرب من المدرسة القجماسية والآن الدار المذكورة صارت سكن الوزير محمد باشا والي دمشق وأمير الحاج وبالجملة فإن المترجم كان من رؤساء الأجناد المنوه بهم وكانت وفاته في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادي الثانية سنة خمس وأربعين ومائة وألف ودفن بتربة جده محمد باشا بالتربة المنسوبة لعم محمد باشا المذكور الرئيس حسن ابن الناشف قبلي جامع حسان بدمشق رحمه الله تعالى.
صادق البيروتي
صادق بن عبد السلام المعروف بالبيروتي الحلبي الأديب النبيه الفاضل كان والده من صدور أعيان حلب المشار اليهم والمعول عليهم وله شهرة هناك وترجمه السيد محمد الأمين المحبي الدمشقي في ذيل نفحته وقال في وصفه من محتد صادق جامع ذكراهم شرف لافظ وسامع فهم عقد الجيد وتاج المفرق ومدحهم
فخر القلم وزينة المهرق نبغ منهم ماجد اثر ماجد فارقه الدهر وهو لعمري عليه واجد حتى طلع هذا بمجد لا مدعى ولا منتحل وهمة لو رامها البدر لأستحذى له زحل فركض في حلبة من حلبات المجد وعانق الغرام في ليل الجد والوجد فهو الآن خلاصة ذلك العنصر وله الفضل الذي تتباهى به الأعصر فهو أحق إلى العلى من شارف مجده متنافس فيه من تالد وطارف وله شعر أخلصه السبك أبريزاً فسما على نظرائه زجاجاً وتبريزا أثبت منه ما تديره كؤوساً على الندام فيتسلى به فؤاد لا تسليه المدام انتهى مقاله ومن شعره قوله من قصيدة
دمع بتذكار أحباب له سفحاً
…
وباح من سره المكتوم ما افتضحا
ومعهد بالحمى صاف ترف له
…
سرائر في سويدا القلب قد سنحا
أثار لاعج صب كان منكتماً
…
بين الضلوع وشوق زند قدحا
حيث الشبيبة والأيام مقبلة
…
وحيث دهري عن معوجه صلحا
نشوان أختال من خمر الصبا مرحاً
…
لا أستفيق غبوقاً لا ومصطبحا
وقوله
وردنا مقامك نجلي الهموم
…
بشرب المدام وتنفي الكرب
فلم نر فيه الجناب الرفيع
…
وما فيه بغيتنا والأرب
فكاد الفؤاد جوى أن يذوب
…
لغيبة شهم العلى والنسب
فلما قدمت أضاء المكان
…
وزاد السرور بنا والطرب
فدرها سلافاً وحث الكؤوس
…
فهذا الصباح أراه اقترب
وهذا النسيم له مؤذن
…
وهذي البلابل تملي الخطب
فدا والكلوم ببنت الكروم
…
وأفرغ نضارك فوق الذهب
وقوله أيضاً
حبذا عيشنا ونحن بروض
…
بين هزل من الكلام وجد
وغناء من مطرب وأغان
…
وعبير يضوع من عطر ند
وهزار مغرد وغدير
…
بين وردين من نبات وخد
وسقاة مثل البدور وناي
…
ومدام وضم خصر ونهد
وقوله أيضاً
لا ولحظ بابلي سحره
…
وخدود حفها حسن الضرج
وخصور مضها طول الضنى
…
وشعور فوقها تحكي السبج
وثنايا درها منتظم
…
في عقيق زانه فيها الفلج
هو من قول أحمد المهمنداري الحلبي المفتي
إن الشفاه اللائي حملنني
…
في الحب أضعاف الذي لا أطيق
جدول ياقوت بدا تحته
…
سبحة در نظمت في عقيق
ولما سمع ذلك الأديب السيد محمد العرضي الحلبي فقال
تلك الثنايا وأشقائي بها
…
باتت تريني عند لثمي الطريق
تبددت من غيرة عندها
…
سبحة در نظمت في عقيق
عوداً
ما نسيم الروض إلا أنه
…
سارق من طيب ذياك الأرج
ما تراه كلما وهبت ضحى
…
فاح منه أرج يحيي المهج
وللمترجم
ولما زارني من بعد بعد
…
وكاد اليوم يقضي بانقضاء
وأرشفني اللما بعد الثنائي
…
وأحيى الروح في ذاك اللقاء
وقام مودعاً كالغصن قداً
…
وكالشمس المنيرة في الضياء
وآلى إنه في اليوم يأتي
…
قبيل غروب شمس في السماء
فليت الشمس لو بقيت قليلاً
…
ففيها كلما بقيت فنائي
ومن مقطعاته قوله في التشبيه
وبدر يعاطيني المدام عشية
…
وبمزج أخرى من لماه بأعذبه
إذا ما حساها من فم الكاس خلته
…
هلالاً أزاح الشمس عن وجه كوكبه
وقريب منه قول الكامل فضل الله العمادي الدمشقي
ومدير لنا المدام بكأس
…
مثل عقد حبابه منظوم
هو بدر وفي اليدين هلال
…
فيه شمس وقد علته نجوم
وأصله من قول سيدي عمر ابن الفارض قدس الله روحه ونور ضريحه
لها البدر كأس وهي شمس يديرها
…
هلال وكم يبدو إذا مزجت نجم
وللمترجم أيضاً من هذا المعنى قوله
لله يومي بالبستان إذ جليت
…
على بنت الطلا من كف ذي ملق
كأنه إذ جلاها في الكؤوس ضحى
…
بدر تناول شمساً من يد الأفق
وله أيضاً
وليلة قد تقضت بالدجى عبثت
…
والكأس تجلى وبدر التم لي ساقي
فمذ حساها تراءى لي بغير مرا
…
بدر يقبل شمس الأفق من طاق