المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الرحمن بن عبد الرزاق - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ٢

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌السيد بدر الدين الهندي

- ‌بدر الدين القدسي

- ‌بركات الرفاعي

- ‌بيرم الحلبي

- ‌بهاء الدين النابلسي

- ‌حرف التاء المثناة

- ‌السيد تقي الدين الحصني

- ‌حرف الجيم

- ‌جار الله بن أبي اللطف

- ‌جرجيس الموصلي

- ‌جرجيس الإربلي

- ‌جعفر البرزنجي

- ‌جعفر البيتي

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حافظ الدين بن مكية

- ‌حامد العجلوني

- ‌حامد العمادي المفتي

- ‌وقال مشطراً

- ‌وقال البارع مصطفى ابن بيري الحلبي مشطراً لهما

- ‌حسب الله البأبي

- ‌حسن المغربل

- ‌حسن البخشي

- ‌الشيخ حسن الشهير بالحنبلي

- ‌الشيخ حسن العكي

- ‌حسن أفندي الدفتري

- ‌الشيخ حسن البغدادي

- ‌حسن النخال

- ‌حسن بن ملك الحموي

- ‌الشيخ حسن الطباخ

- ‌الشيخ حسن الكردي

- ‌حسن الحلبي المعروف بشعوري

- ‌حسن المصري

- ‌حسن الخياط

- ‌حسين مصلي

- ‌حسين القصيفي

- ‌حسين الداديخي

- ‌حسين باشا الجليلي

- ‌حسين جبلي

- ‌حسين البيتماني

- ‌حسين الجزايري

- ‌حسين باشا حسني

- ‌حسين السرميني

- ‌حسين الوفائي

- ‌حسين بن معن

- ‌حسين باشا ابن مكي

- ‌حسين الزيباري

- ‌السيد حسين الحصني

- ‌حسين بن حسن تركمان

- ‌حسين الحموي

- ‌حسين السرميني الحلبي

- ‌حسين أفندي العشاري

- ‌حسين المرادي

- ‌حسين الخالدي

- ‌حمزة بن بيرم الكردي

- ‌حمزة الدومي

- ‌حيدر الحسين أبادي

- ‌حيدر بن قرأبيك

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌خالد بن صنون

- ‌خالد القدسي

- ‌خالد العرضي

- ‌الشيخ خليل اللقاني

- ‌خليل البياض

- ‌خليل الدسوقي

- ‌خليل بن عاشور

- ‌خليل الغزي

- ‌خليل الموصلي

- ‌خليل الحمصاني

- ‌خليل الفتال

- ‌خليل البني

- ‌خليل بن محمد المغربي

- ‌خليل بن علي البصير

- ‌خليل المصري

- ‌خليل الرومي

- ‌خليل الشهواني

- ‌خليل الشهري المنجم

- ‌خليل حدادة

- ‌خليل المصري

- ‌خير الله البولوي

- ‌حرف الدال

- ‌درويش الملحي

- ‌درويش آغت اليرلية

- ‌درويش الحلواني

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌السيد ذئب الحافظ

- ‌حرف الراء

- ‌رجب النجيب

- ‌رحمة الله الأيوبي

- ‌رحمة الله البخاري

- ‌رضوان الرأوي

- ‌السيد رفيع الأزبكي

- ‌رمضان بن عبد الحي

- ‌رمضان الحلبي

- ‌رضوان الصباغ

- ‌حرف الزاي المعجمة

- ‌زبيدة القسطنطينية

- ‌زين الدين بن سلطان

- ‌زين الدين البصروي

- ‌حرف السين

- ‌سعيد السعسعاني

- ‌سعيد الجعفري

- ‌سعيد السمان

- ‌سعيد الخليلي

- ‌الشيخ سعدي العمري

- ‌السيد سعدي بن حمزة

- ‌سليمان المدرس الحلبي

- ‌سليمان سوار

- ‌السيد سليمان القادري

- ‌سليمان السمان

- ‌سليمان المحاسني

- ‌السيد سليمان الحموي

- ‌سليمان المنصوري

- ‌سليمان المجذوب

- ‌حرف الشين

- ‌شاكر العمري

- ‌شعبان الصالحي

- ‌السيد شعيب الكيالي

- ‌حرف الصاد

- ‌صادق بن بطحيش

- ‌صادق الخراط

- ‌صادق ابن الناشف

- ‌صادق البيروتي

- ‌صادق الشرواني

- ‌صالح المزور

- ‌صالح الجينيني

- ‌صالح الداديخي

- ‌صالح الغزاوي

- ‌صالح الحلبي

- ‌صلاح الدين ابن الحنبلي

- ‌صنع الله الديري

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌طاهر المرادي

- ‌طه الجبريني

- ‌حرف العين المهملة

- ‌عاصم الفلاقنسي

- ‌عامر القدسي

- ‌عامر المصري

- ‌عباس الوسيم

- ‌عبد الباقي التاجر

- ‌السيد عبد الباقي مغيزل

- ‌عبد الباقي الحنفي

- ‌عبد الجليل المواهبي

- ‌عبد الجليل السباعي

- ‌عبد الجليل السنيني

- ‌عبد الجواد الكيالي

- ‌عبد الحي البهنسي

- ‌عبد الحي الغزي

- ‌عبد الحي الخال

- ‌عبد الحليم أمير زاده

- ‌عبد الحليم الشويكي

- ‌عبد الخالق الزيادي

- ‌عبد الرحمن الموصلي

- ‌عبد الرحمن بن عبد الرزاق

- ‌عبد الرحمن المقري

- ‌عبد الرحمن المنيني

- ‌عبد الرحمن الصناديقي

- ‌عبد الرحمن القاري

- ‌عبد الرحمن التاجي

- ‌عبد الرحمن بن جعفر

- ‌عبد الرحمن الكردي

- ‌عبد الرحمن الغزي

- ‌السيد عبد الرحمن الكيلاني

- ‌عبد الرحمن بن عبدي

- ‌عبد الرحمن المغربي

- ‌عبد الرحمن الأنصاري

- ‌عبد الرحمن البعلي

- ‌عبد الرحمن السمهودي

- ‌عبد الرحمن السفرجلاني

- ‌عبد الرحمن الغزي

- ‌عبد الرحمن البهلول

- ‌عبد الرحمن ابن شاشة

- ‌عبد الرحمن الكفرسوسي

- ‌عبد الرحمن البيري

- ‌عبد الرحمن الجقمقي

- ‌عبد الرحمن الكزبري

- ‌عبد الرحمن المدني

- ‌عبد الرحمن المجلد

- ‌الشيخ عبد الرحمن العيدروس

- ‌عبد الرحمن العادي

- ‌عبد الرحمن المولوي

- ‌عبد الرحمن السويدي

- ‌عبد الرحمن المغربي

- ‌عبد الرحمن العلمي

- ‌الجزء الثالث

الفصل: ‌عبد الرحمن بن عبد الرزاق

ايمان حبك في قلبي يجدده

من خدك الكتب أو من لحظك الرسل

إن كنت تنكر إني عبد دولتكم

مرني بما شئت آتيه وأمتثل

لو أطلعت على قلبي وجدت به

من فعل عينيك جرحاً ليس يندمل

وللمترجم

ورد العذار مياه حسن خدوده

ورأى نعيماً خالداً فأقاما

وتلا عليه خاله من جيده

إني اتخذتك للجمال اماما

وله في القبله نامه وأجاد

عوضت عن قبلة إذ راح يشبهها

خفوق قلب شجاني أنت قبلته

لا يستقر مدا الساعات منزعجاً

ولا لغيرك لم يعهد تلفته

ومذ حكاها ولم تحكيه ملتفتاً

اليك وجهتها كيما تشابهه

وكان المترجم جالس في بعض الحوانيت في دمشق فمر أحد الأعيان فقام المترجم تعظيماً له كيما يسلم عليه فلم يلتفت نحوه ومر فاغتاظ من ذلك وأنشد مرتجلاً

وليس لعير الشيخ إذ مر معجباً

وقوفي توقيراً لرفعة شأنه

ولكنني أخشى يمزق شوكه

ثيابي ولم أشعر لسلب عنانه

وله قوله

أسامر عشقاً من خلائقه القتل

وحيداً ولا وعد هناك ولا مطل

وأصبح ظمآناً وقد عقر الظمأ

فؤادي ولا وبل يبل ولا طل

وكم أخصبت سحب الأماني مطامعي

مجازاً ويوميها من الوابل المحل

ورب عذول فيه أشقى مسامعي

بعذل فيالله ما صنع العذل

أقول له والطرف يقذف مهجتي

دموعاً لها من كل ناحية هطل

وبي من غرام لو تجسم بعضه

ومر بأهل الأرض لأفتتن الكل

ترقى إلى قلبي بكل دقيقه

جميع هوى العشاق وانقطع الحبل

وكانت وفاته في سنة ثمان عشرة ومائة وألف ودفن بتربة مسجد التاريخ في ميدان الحصار عن أولادهم وهم الشيخ أحمد الذي جلس بعده مكانه خليفة والشيخ حسن والشيخ إبراهيم رحمهم الله تعالى.

‌عبد الرحمن بن عبد الرزاق

عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد الشهير بابن عبد الرزاق الحنفي الدمشقي الشيخ العالم الفاضل الفقيه الأديب خطيب جامع السنانية ولد في سنة خمس وسبعين وألف ودأب في طلب العلم على مشايخ عديدة منهم الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي

ص: 266

والشيخ أبو المواهب الحنبلي والشيخ محمد الكاملي والشيخ عبد الله العجلوني نزيل دمشق وغيرهم حتى برع في جميع العلوم ودقق فيها وحررها لا سيما علم الفرائض والفقه والأدب ونظم في الفرائض منظومة نحو أربعمائة بيت سماها قلائد المنظوم في منتقي فرائض العلوم وشرحها شرحاً كشف عن وجوه معانيها لم ينسج على منواله سماه نثر لآلي المفهوم شرح قلائد المنظوم وله شرح على الدر المختار شرح تنوير الأبصار للعلامة الشيخ علاء الدين الحصكفي سماه مفاتح الأسرار ولوائح الأفكار وصل إلى آخر كتاب الصلاة ومن كتاب النكاح نبذة رائقة وتحريرات فائقه وله ديوان شعر وديوان خطب وغير ذلك من التعليقات وترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته وذكر له شيئاً من الشعر وقال في وصفه هو في النباهة متخلق وبالآداب الغضة متعلق لبس حبائر الحمد مفوفه واقتضى عدة الفضل لا ممطولة ولا مسوفه يغازل الألطاف غزل ابن اذينه ويكلف بها كلف جميل ببثينة بشباب له مجني رطب ومهتصر وعوده الطري لماء الحياة معتصر فعين الرجا شاخصة إليه وسمع الأنامل يطن بالثناء عليه بطبع ينير فيجلو الظلام المعتكر ويفيض فيخجل الوسمي المبتكر وله شعر حقيق بالاعتبار راجت بضاعته فنفق عند أهل الأختبار أرق من نسمات الأسحار وانضر من الروض المعطار فمما أهداه إلي وأرسلها بكراً تجلى لدي قوله

يا فريداً حوت بدائعه الغر

كما لا يرف لطفاً وحلما

لم تدع للأنام أبكار أفكا

رك معنى نصوغه فيك نظما

لا برحت الزمان تطلع في أف

ق المعالي فرائداً بك تسمى

فأعذر الفكر في القصور فإني

يدرك الفكر بعض معناك فهما

سيدي وسندي الذي قلد أجياد البلاغة بغرر فكره وقسم السحر من بدائع نظمه ونثره وأدار على النهى سلافة ألفاظه وحكم كلماته وعطر الأرجاء بطيب نفحته وصيغ عباراته وأودعها عرائس أبكار ألذ من المنى عند النفوس يقول مقبل أردانها لا عطر بعد عروس وكيف لا وقد صير بديع الزمان من رواة أقلامه وصاحب قلائد العقيان من جملة خدامه وأوقف العيون والأسماع بفنون طرزها بتوشيح اليراع ورصعها بجوهر ايجازه فلولا الكتاب لتليت من سوره وعدت من أعجازه فهو لعمري آية لم يسمح بمثلها الدهر وحديقة كلل أغصانها الزهر فالله تعالى يحفظها على الدوام ويحرسها من غير الأوهام هذا والمتوقع من سحاب

ص: 267

نداه وبحر أفضاله الذي لا يدرك مداه إن يمن بكتاب القاموس المحيط والقابوس الوسيط فلا زالت أيامكم الزاهرة وأوقاتكم الزاكية العاطرة مواسم أعياد وأفراح تنشرح الصدور بها والأرواح والسلام على الدوام ومن شعره قوله من قصيدة مطلعها

بدر تم سما على أملود

أم شموس علت قدود الخدود

أم مليح مقلد بالثريا

حسن مرآه فتنة المعمود

ريم أنس دب الفتور بعينيه

فأغنى عن ابنة العنقود

وثنى عطفه الدلال فخلنا

غصنا زانه رطيب النهود

ألف الصد والنفار فحسبي

بالأماني أجنى ثمار الصدود

يا خليلي في الصبابة من لي

وفؤادي يسيل فوق خدودي

حدثاني عن الحمى فعهودي

في هوى غيده الحسان عهودي

هو من قول ابن الفارض من قصيدة

فغرامي القديم فيكم غرامي

وودادي كما علمتم ودادي

عودا

زمن كنت أجتني ثمر القر

ب لدى ظل عيشها الممدود

حيث فيها غصن الشبيبة غض

ورباها مراتع للغيد

وبها كل مترف الجسم المى

زان خديه رونق التوريد

شق عن زيقه الهلال وأمسى

فرعه فوق بنده المعقود

يفقد القلب كل من رام أن

يبصر هميان خصره المفقود

آه مما لقيته ثم آه

من دواعيه كاذبات الوعود

فلكم رحت من جفاه معنى

فاقد الصبر زائد التسهيد

ملك القلب حسنه مثل من قد

ملك الدهر بالندى والجود

منها

يودع الطرس من بدائعه الغر

كرقم العذار فوق الخدود

لو رآه النظام عاين إن

الجوهر الفرد ليس بالمفقود

وله من اخرى أولها

راق السرور ورق عوده

والسعد فيه أخضر عوده

والدهر وفى بالذي

ترجو وقد صدقت وعوده

والوقت طاب وجاد بال

بدر الذي كالظبي جيده

ص: 268

ترف يكاد يسيل من

لطف الصبا لولا بروده

يبدي الصدود وكلما

أبداه يحلو لي وروده

سلطان حسن إن بدا

شخصت لطلعته جنوده

وإذا المتيم شامه

بخياله احمرت خدوده

فكري لطائر وصله

نصبت حبائلها تصيده

فاصطاد قلبي صدغه

الآسى وقيده زروده

قسما بطلعة وجهه

وبخده الزاكي وقوده

وبطرفه الساجي الذي

جارت على المضني حدوده

وبسقم خصرنا حل

أرواحنا راحت تعوده

ما خان قلبي وده

كلا ولا نسيت عهوده

وقوله أيضاً

أسروا الخواطر بالنواظروتقلدوا البيض البواتروتناهبوا الألباب ما

بين الحواجب والمحاجرفهم الأولى قادوا الأسود إلى الردى وهم الجآذر

هزوا القدود وأسبلوامن فوقها تلك الغدائرلي منهم الرشأ الذي

بالطرف أمسى ريم حاجرريان من ماء الدلال يميس في حلل نواضر

هاروت أحور طرفهالفتان للألباب ساحرخوط يريك إذا انثنى

في تيهه فعل السماهروإذا استبان جبينهضاءت لطلعته الدياجر

ما لاح بارق ثغرهالا وشمت الجفن ماطرأو خلت ورد خدوده

الا وفاح الخال عاطرملك رعيته القلوب وكل باهي الحسن باهر

حتى م يجفو بالصدود أما لهذا الصد آخروإلى م أرمي بالبعا

د وكم ترى فيه الخواطر

وقوله من اخرى

أشمس الضحى لاحت أم الأنجم الزهر

أم الصبح أم وجه المليح أم البدر

أم أفتر ثغر السعد في مربع المنى

فأشرقت الأكوان وابتهج الدهر

أم الروض أهداه الربيع قلائداً

جواهر أزهار تكللها القطر

وهيهات بل هذا فريد بشامنا

أتاها فأحياها وعم بها البشر

وقلدها عقدي فخار وسؤدد

فذا سمطه علم وذا سلكه بر

فأصبحت الأفواه تشدو بمدحه

فذا نثره زهر وذا نظمه در

واطلع في أفق المعاني دقائقاً

يحار لديها الفهم بل يقف الفكر

همام له في كل علم فراسة

ومولى على أبوابه يسجد الفخر

حوى قصبات السبق في حلبة العلا

ونال فخاراً دون عليائه النسر

ص: 269

منها

وإن صاغ من عذب الحديث بدائعاً

لمسن الغواني الجيد فانتثر الدر

هذا من قول المنازي

تروع حصاه حالية العذارى

فتلمس جانب العقد النظيم

ومثله قول المنجكي في وصف خط

لو شام ذو الخال نقط أحرفه

لراح باليد لامس الخال

ويضارعه قول محمد ابن الدر امن قصيدة له

وحق هوى مصافحة المنايا

أخف علي منه باليدين

إذا فكرت فيه لمست رأسي

كأني موقن بهجوم حيني

واصل هذا قول أبي نؤاس في الأمين ابن الرشيد

إني لصب ولا أقول بمن

أخاف من لا يخاف من أحد

إذا تفكرت في هواي له

ألمس رأسي هل طار عن جسدي

قال المصنف رحمه الله تعالى في نفحته وهذا النوع سماه المبرد في الكامل والتبريزي في شرح ديوان أبي تمام الايماء وهو اما ايماء في تشبيهه كقوله جاؤا بمذق هل رأيت الذئب قط أو إلى غيره قال الشهاب في كتاب الطراز وكنت قبل هذا اسميه طيف الخيال وهو إن ترسم في لوح فكرك معنى صورته يد الحيال فتصبه في قالب التحقيق وترمز إليه بجعل روادفه وآثاره محسوسة ادعاء كما إن ما يلقى إلى المتخيلة في المنام يرى كذلك ولا يلزم من ابتنائه على الكناية والتشبيه إن يعد منهما لأمر يدريه من له خبرة بالبديع ثم رأيت الخفاجي في آخر الريحانة بسط القول فيه وقال هذا لم أر من ذكره وهو مما استخرجته نطق الأفعال انتهى ملخصاً وللمترجم

طلعت فأشرقت المنازل

حسناء ترفل في غلائل

وسرى بوجنتها الحيا

فأنهل ماء الحسن سائل

ورنت فخلت بجفنها

بيض الظبي بل سحر بابل

ورمت بأسهم طرفها

عمداً فلم تخط المقاتل

نصبت لحبات القلو

ب سوالفاً هن الحبائل

وسبت بوسواس الحلي

ذوي العقول وبالخلاخل

ومشت تهادي بالدلا

ل وفرقها يبدي الدلائل

تخذت لصارم جفنها

من هديها تلك الحمائل

ص: 270

منها

فسألتها ماذا الذي

بدر الدياجر منه آفل

هل ذاك نور جمالك

الباهي أم الزهر الكوامل

بالله الا ما أجبت

فإنني وافيت سائل

قالت وحقك إن هذا

الأمر لم يحتج دلائل

هذا ضياء أماجد

ملكوا الفضائل والفواضل

من أشرقت بهم البلا

د وشرفت بهم المنازل

وله من اخرى

يا رياضاً حكى شذاها العود

كللتها من الزهور عقود

ورنت نحوها عيون مياه

نبهتها الشمول وهي رقود

حبذا والمليح طاف بكأس

من رحيق عصيره العنقود

ونسيم الصبا أمال غصوناً

حسدت عطفها الرطيب قدود

وزها الجلنار في الروض لما

صفق النهر وانثنى الأملود

وقوله من اخرى

بسم الزهر وسط روض أريض

عن ثنايا كما اللآلئ بيض

وزها الياسمين فيه وأضحى

كمليح يرنو بطرف غضيض

ولطيف النسيم هب فأهدى

من شذاه الشفا لقلب المريض

وترى النهر فيه مد كجسر

من لجين صاف طويل عريض

وله أيضاً

نبهت مقلة الرياض نسائم

وأثارت عبير تلك الكمائم

وتثنت معاطف الدوح لما

قلدتها عقد الزهور الغمائم

وشدت فوقها سواجع ورق

فأهاجت بلحنها كل هائم

ونجوم الغصون تزهو إذا ما

حركت عقدها أيادي النعائم

فوقها العندليب قام خطيباً

يتهادى ما بين خضر العمائم

وثغور الأقاح قد بسمت مذ

أيقظ الطل جفنه وهو نائم

وبها الجلنار قام يرينا

أكؤساً زانها عقود التمائم

وخرير المياه غنى فخلنا

حوله طائر المسرة حائم

ونجوم الغصون تزهو إذا ما

حركت عقدها أيادي النعائم

فسقى جلق الشآم سحاب

كلما سام نيرب السفح سائم

ص: 271

ورعى عهدنا بتلك الروابي

ما تغنت على الغصون حمائم

وقد عارض بها قصيدة استاذه وشيخه العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي وهي

ذيل قاسون بللته النسائم

بندى الورد والبخور الكمائم

لملاقاتنا ببستان أنس

فوق أعواده تغنت حمائم

وجرت حولنا جداول ماء

فكأن الربا لهن غمائم

وثغور الزهور تضحك زهواً

وقدود الغصون خضر العمائم

عطس الفجر فانتهز يا نديمي

فرصة العيش في الزمان الملائم

وتأمل زهر الرياض إذا ما

عقدت منه في الغصون تمائم

وانشق الطيب من مداهن ورد

نبهته يد الصبا وهو نائم

ومن الجلنار لاحت كؤوس

من عقيق بها المتيم هائم

أو هو النار حل فوق بساط

أخضر لا يزال في الجو عائم

جمعتنا مع الصحاب رياض

ثم بالنير بين ذات النعائم

فابتهجنا بيومنا وشهدنا

موسم الأنس وهو في الروض قائم

وجلسنا من تحت ظل ظليل

نتقي في الهجير حر السمائم

حي يا صاحبي على طيب عيش

طير حظي على تلافيه حائم

واستمع بلبل الربا فهو شاد

وامتثل قولنا ودع كل لائم

إن هذا عيش ابن آدم اما

ما سواه فذاك عيش البهائم

وقد عارضها الأديب الحسيب السيد يوسف الحسيني الدمشقي مفتي حلب متخلصاً بها لمديح الاستاذ عبد الغني النابلسي المذكور ومطلعها

يا رياضاً زهت بلطف النسائم

وبها الورد شق جيب العمائم

وتغنت فيها البلابل لما

ساجلتها في الدوح ورق الحمائم

منها

فاعط للروض نظرة ثم نبه

منك طرف السرور إذ هو نائم

وأجل كأساً من الحديث علينا

يزدري نظمه بعقد التمائم

وممتع بما يفيدك شيخ ال

وقت عبد الغني حاوي المكارم

ومنها

كعبة للعلوم ليس له غير

صفات الكمال منه دعائم

كم جنينا ألفاظه بمعان

اخجلت بالمقام عذب المباسم

وشفينا بها الفؤاد فكانت

لجراح القلوب خير مراهم

ص: 272

وللمترجم مضمناً

فتكت فينا فمن بالفتك أفتاكاً

يا مخجل البدر قلبي صار يهواكا

وتهت بالدل يا ذا الريم من هيف

وفاق بدر السما نورا محياكا

وفقت غصن النقا بالعطف منك وقد

أضحت ملاح الورى جمعا رعاياكا

وذاب جسم المعنى في هواك سدى

مذ فوقت أسهماً للقلب عيناكا

لولاك ما عرفت نفسي الهوى أبدا

ولم تنل شربة في الحب لولاكا

رميتني بالضنا والا سر يا أملى

وسرت عني ولم تنظر لأسراكا

وقد أتى العيد يدعو الناس تهنية

وإنه بيننا أيام نلقاكا

عودتني باللقا والوصل تكرمة

وبعد ذا سيدي أبعدت مرماكا

فصرت أندب أياماً لنا سلفت

كان اكتحال عيوني حسن مرآكا

إنا عرفناك أياماً وداومنا

شجو فيا ليت إنا ما عرفناكا

وقوله

أخلصت فيه ولم أصبو لشراك

ومسكة الصدغ صادتني باشراك

ريم تحجب عني في محاسنه

وصار يبصرني من طاق شباك

شاكي السلاح إذا ما مال من ترف

يسبي العقول بروحي خصره الشاكي

ألحاظه فوقت سهم المنون لنا

وطرفه الناعس الفتان فتاكي

يا أحور الطرف ما قلب الشجي هدف

فأغمد جفونك واترك قول أفاك

وامنن على الصب في لقياك إن له

قلباً خفوقاً وطرفاً بالدما باكي

قد حكت فيك ثياب المدح فاصغ إلى

قولي البديع وخلي نسج حياك

وجد بقربك يا سؤلي ويا أملي

وهات حدث بثغر منك ضحاك

ومن مقطعاته

بخلت جفوني حين بان معذبي

فقلت فلم لا تسمحين بدره

فقالت قذى الآمال بالوصل مربي

فامسك دمعي أن يسح بقطره

وقوله

وأغيد سالت أدمعي لصدوده

فمر بجفني للوصال قذا الرجا

فأمسكه كي لا يذوب من البكا

ويغرق طيف قر لي منه في الدجى

وله من الرباعيات قوله

قلبي اسروا وعقد صبري حلوا

من قد هجروا وفي فؤادي حلوا

يا من سحروا عقولنا مذ ولوا

هلا نصروا وجدا علينا ولوا

ص: 273