الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسين جبلي
حسين بن رمضان المعروف بجبلي الحنفي الرومي الكاتب المشهور ارتحل في مبدأ أمره إلى دار السلطنة قسطنطينية وصار فتالاً في الغلطة ثم صار حبالاً في باب الحبس داخل سور البلدة المذكورة وتعلق على الكتابة والقراءة فأخذ الخطوط عن درويش علي بن الأنباري وتلمذ له وملك حسن الخط وأتقنه وتزوج بابنته وبرع وحسن خطه وشاع وتنافس الناس بخطوطه حتى صار شيخاً ومعلماً في دار السعادة العتيقة ثم في سنة خمس وأربعين ومائة وألف عين لتعليم غلمان الحرم السلطاني في دار السعادة الجديدة مقر السلطان وصار اماماً في جامع الوالدة الكائنة بدار السلطنة المذكورة وكان شيخاً كاتباً صالحاً ديناً زاهداً يعلوه أبهة ووقار وأنتفع به بالخط خلق كثيرون لأشتهار أمره بين الكتبة وكان وفاته في شعبان المعظم سنة سبع وخمسين ومائة وألف ودفن باسكدار رحمه الله تعالى وأموات المسلمين أجمعين.
حسين البيتماني
حسين بن طعمة بن طعمة بن محمد الشافعي البيتماني الأصل الدمشقي الميداني القادري الرفاعي الشيخ العارف الكامل الصالح الصوفي الطريقة والمشرب كان ممن تصدى في علم الحقيقة وشهرته في ذلك قراء واشتغل على جماعة منهم الشيخ الياس الكردي نزيل دمشق فإنه خدمه في خلوته بجامع العداس في محلة القنوات وهو دون البلوغ ورباه أكثر من أبيه وأمه حتى بلغ مبلغ الرجال فقرأ عليه في كتب الفقه والتصوف والآداب المحمدية ومكارم الأخلاق ورياضات النفس ما به الكفاية في أمور الدين وسلوك طريق المريدين وأنتفع به وشمله نظره وأجازه بمروياته في هذا الطريق عن مشائخه الكرام وكأنت مدة تلمذته له أكثر من خمسة عشر سنة وأخذ وقرأ أيضاً على الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي ولازمه مدة تزيد على خمسة عشر سنة وأخذ عنه وقرأ عليه في علم الحقيقة وأنتفع به وتلمذ إليه إلى أن مات واشتهر بيركات أنفاسه حتى ان الاستاذ المذكور واسمه بفارس الميدان ولا تخفي التورية في ذلك وهذا مما يرشد إلى بيان مقام المترحم وكان له مشايخ كثيرون منهم الشيخ أبو المواهب مفتي الحنابلة بدمشق والشيخ أحمد الغزي المفتي الشافعي والمولي محمد العمادي المفتي الحنفي والشيخ عبد الله البقاعي الأزهري نزيل دمشق والشيخ محمد الكاملي والشيخ عثمان الشمعة والشيخ علي كزبر الدمشقي وأخذ الطريقة
القادرية عن السيد يس الكيلاني الحموي نزيل دمشق ولما قدم دمشق العالم الشيخ عبد الرحمن بن مصطفى البكفلوني الحلبي حين عوده من المدينة المنورة بعد مجأورته بها اصطحبه وأخذ عنه وقرأ عليه وكتب له ثبته بخطه وأجازه بجميع مروياته وكأنت مدة صحبته معه ست سنوات وأيضاً لما قدم دمشق المحدث الشيخ محمد عقيلة المكي قرأ عليه وخدمه مدة اقامته بدمشق ولما حج إلى بيت الله الحرام المترجم اجتمع بالمذكور ثمت في داره بمكة وأجازه بجميع مروياته ثم اشتهر بالتصوف وعلم الحقيقة ودرس في زأويته تجاه الشيخ محمد الحميري رضي الله عنه في ميدان الحصا وصار يقيم الذكر في مدرسة الوزير إسماعيل باشا العظم التي بناها في سوق الخياطين بالقرب من المحكمة وألف وصنف ومن تأليفه شرح قصيدة أبي الحسن الششتري ومنها الفوائد المستجادات الشرعية وملخص علوم الفتوحات المكية ومنها شرح مختصر الرسالة العظيمة المسماة بذخيرة الاسلام ومنها ترجمة مختصرة في بيان سنة تلقين الذكر ومنها الفتوحات الربانية في شرح التدبيرات الآلهية ومنها الهداية والتوفيق في سلوك آداب الطريق ومنها السهام الرشيقة في قلوب الناهين عن علم الحقيقة ومنها كشف الأسرار في حل خيال الايزار ومنها ديوان شعره الذي سماه فتح الملك الجواد في نظم الحقائق ومدح الأسياد وقد أطلعت عليه فرأيته ديواناً كبيراً والأغلب فيه بل كله على لسان القوم وقد ذكر به أشياء عام فيها أي عوم وقد تصفحت أغلبه وكان من أحباب جدي ووالدي ومتردديهما ومن شعره قوله
لنا العلم والتحقيق والمورد الأصفى
…
وأرواحنا بالأمر والأمر لا يخفى
ونحن على العهد القديم ولم نزل
…
ومن يبتغي التبديل لا يأمن الحتفا
تجلى علينا الله بالوصف ظاهراً
…
وبالحلم والاحسان جادلنا كشفا
سلكنا به أوج العلى وقلوبنا
…
على الصدق والايمان لم تألف الخلفا
وفيه تركنا المزج من كل مازج
…
فطاب شراب الوصل منه لنا صرفا
ومنه رأينا الوجه فينا بنوره
…
ولولاه ما كنا وجوداً ولا وصفا
ولولاه ما بعنا النفوس بحبه
…
ولولاه ما نلنا المسرة والألفا
سقانا من التحقيق عذباً مقدساً
…
لديه فؤاد الصب يشربه لطفا
هو العلم علم الدين دين محمد
…
هو النور نور الله قد جل أن يطفى
وما عندنا شك بعلم لظاهر
…
هو الحكم بالمنصوص فالحكم لا ينفى
ولكن لدينا السر فيه قلوبنا
…
تطير من الأكوان للحضرة الزلفى
ويعمل فيها الراح معنى سرورنا
…
فنسكر حباً بالحبيب إذا وفى
فتعذلنا الجهال من فرط جهلهم
…
بموردنا الوافي ومشربنا الأصفى
شربنا وعربدنا وطبنا بحبنا
…
ولم نمنح اللوام قولاً ولا طرفا
وقد جاءنا المختار يهدي لدينه
…
على السنة البيضاء والسنن الأوفى
دعانا لأمر قد أجبنا لأمره
…
بطوع وكان الأمر منه لنا عطفا
وله من قصيدة
خمر المحبة في القلوب تروقا
…
قد حاز فيه الصب أنواع التقى
فاحت روائحه على طلابه
…
فغدا المحب له يزيد تعشقا
وفؤاد أهل الله فيه معربد
…
لكن على التقوى إلى يوم اللقا
قد قال ربي في نصوص كتابه
…
فافهم كلامي لا وجدتك أحمقا
كل الذي في الخلق فان هالك
…
الا الذي بالوجه دوماً للبقا
أعني بوصف الوجه وجه آلهنا
…
فاجمع به طوراً وطوراً فرقا
علم الحقائق والدقائق قد غدا
…
يسمو بأهل الله درجات الرقا
والعارفون لهم مقاصد بينهم
…
يبغونها غرباً كذاك ومشرقا
فاحذر من الزلات فيها انها
…
حكم تفيد إلى الجهول تزندقا
جمع وفرق يا أخي فكن بها
…
في الكون عبداً للآله موفقا
واسلك على الأمرين في توحيده
…
واملأ فؤادك بالكمال تحققا
وقد وقع له واقعة منامية مع الاستاذ شيخه الشيخ عبد الغني النابلسي وجدي العارف محمد المرادي النقشبندي وهي انه رأى في المنام الاستاذ النابلسي المذكور والاستاذ الجد المذكور وكل منهما نائم في فراش فطلب جدي منه خدمة فذكر بين يديه البيت الأول من هذه القصيدة الآتية فقال له الاستاذ النابلسي زده فقال الثاني إلى الرابع فلما بلغه أومى إليه جدي المذكور ان يذكر الاستاذ النابلسي في الخطاب فقال البيت الخامس وما بعده فلما أنتبه وفي فهمه ذلك بادر إلى كتابتها وهي قوله
تذكر خاطري عهد المرادي
…
كما كنا عليه من الوداد
هو الخوجا محمد نقشبندي
…
كريم الأصل محفوظ الولاد
يذكر السر فاز القلب منه
…
وبالأحوال يقدح كالزناد
تفرد في المقام على نقاء
…
وجلت تابعوه عن الفساد
زمان قد قطعناه بجد
…
مع الأحباب خال عن عناد