المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السيد سليمان الحموي - سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - جـ ٢

[محمد خليل المرادي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌السيد بدر الدين الهندي

- ‌بدر الدين القدسي

- ‌بركات الرفاعي

- ‌بيرم الحلبي

- ‌بهاء الدين النابلسي

- ‌حرف التاء المثناة

- ‌السيد تقي الدين الحصني

- ‌حرف الجيم

- ‌جار الله بن أبي اللطف

- ‌جرجيس الموصلي

- ‌جرجيس الإربلي

- ‌جعفر البرزنجي

- ‌جعفر البيتي

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حافظ الدين بن مكية

- ‌حامد العجلوني

- ‌حامد العمادي المفتي

- ‌وقال مشطراً

- ‌وقال البارع مصطفى ابن بيري الحلبي مشطراً لهما

- ‌حسب الله البأبي

- ‌حسن المغربل

- ‌حسن البخشي

- ‌الشيخ حسن الشهير بالحنبلي

- ‌الشيخ حسن العكي

- ‌حسن أفندي الدفتري

- ‌الشيخ حسن البغدادي

- ‌حسن النخال

- ‌حسن بن ملك الحموي

- ‌الشيخ حسن الطباخ

- ‌الشيخ حسن الكردي

- ‌حسن الحلبي المعروف بشعوري

- ‌حسن المصري

- ‌حسن الخياط

- ‌حسين مصلي

- ‌حسين القصيفي

- ‌حسين الداديخي

- ‌حسين باشا الجليلي

- ‌حسين جبلي

- ‌حسين البيتماني

- ‌حسين الجزايري

- ‌حسين باشا حسني

- ‌حسين السرميني

- ‌حسين الوفائي

- ‌حسين بن معن

- ‌حسين باشا ابن مكي

- ‌حسين الزيباري

- ‌السيد حسين الحصني

- ‌حسين بن حسن تركمان

- ‌حسين الحموي

- ‌حسين السرميني الحلبي

- ‌حسين أفندي العشاري

- ‌حسين المرادي

- ‌حسين الخالدي

- ‌حمزة بن بيرم الكردي

- ‌حمزة الدومي

- ‌حيدر الحسين أبادي

- ‌حيدر بن قرأبيك

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌خالد بن صنون

- ‌خالد القدسي

- ‌خالد العرضي

- ‌الشيخ خليل اللقاني

- ‌خليل البياض

- ‌خليل الدسوقي

- ‌خليل بن عاشور

- ‌خليل الغزي

- ‌خليل الموصلي

- ‌خليل الحمصاني

- ‌خليل الفتال

- ‌خليل البني

- ‌خليل بن محمد المغربي

- ‌خليل بن علي البصير

- ‌خليل المصري

- ‌خليل الرومي

- ‌خليل الشهواني

- ‌خليل الشهري المنجم

- ‌خليل حدادة

- ‌خليل المصري

- ‌خير الله البولوي

- ‌حرف الدال

- ‌درويش الملحي

- ‌درويش آغت اليرلية

- ‌درويش الحلواني

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌السيد ذئب الحافظ

- ‌حرف الراء

- ‌رجب النجيب

- ‌رحمة الله الأيوبي

- ‌رحمة الله البخاري

- ‌رضوان الرأوي

- ‌السيد رفيع الأزبكي

- ‌رمضان بن عبد الحي

- ‌رمضان الحلبي

- ‌رضوان الصباغ

- ‌حرف الزاي المعجمة

- ‌زبيدة القسطنطينية

- ‌زين الدين بن سلطان

- ‌زين الدين البصروي

- ‌حرف السين

- ‌سعيد السعسعاني

- ‌سعيد الجعفري

- ‌سعيد السمان

- ‌سعيد الخليلي

- ‌الشيخ سعدي العمري

- ‌السيد سعدي بن حمزة

- ‌سليمان المدرس الحلبي

- ‌سليمان سوار

- ‌السيد سليمان القادري

- ‌سليمان السمان

- ‌سليمان المحاسني

- ‌السيد سليمان الحموي

- ‌سليمان المنصوري

- ‌سليمان المجذوب

- ‌حرف الشين

- ‌شاكر العمري

- ‌شعبان الصالحي

- ‌السيد شعيب الكيالي

- ‌حرف الصاد

- ‌صادق بن بطحيش

- ‌صادق الخراط

- ‌صادق ابن الناشف

- ‌صادق البيروتي

- ‌صادق الشرواني

- ‌صالح المزور

- ‌صالح الجينيني

- ‌صالح الداديخي

- ‌صالح الغزاوي

- ‌صالح الحلبي

- ‌صلاح الدين ابن الحنبلي

- ‌صنع الله الديري

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌طاهر المرادي

- ‌طه الجبريني

- ‌حرف العين المهملة

- ‌عاصم الفلاقنسي

- ‌عامر القدسي

- ‌عامر المصري

- ‌عباس الوسيم

- ‌عبد الباقي التاجر

- ‌السيد عبد الباقي مغيزل

- ‌عبد الباقي الحنفي

- ‌عبد الجليل المواهبي

- ‌عبد الجليل السباعي

- ‌عبد الجليل السنيني

- ‌عبد الجواد الكيالي

- ‌عبد الحي البهنسي

- ‌عبد الحي الغزي

- ‌عبد الحي الخال

- ‌عبد الحليم أمير زاده

- ‌عبد الحليم الشويكي

- ‌عبد الخالق الزيادي

- ‌عبد الرحمن الموصلي

- ‌عبد الرحمن بن عبد الرزاق

- ‌عبد الرحمن المقري

- ‌عبد الرحمن المنيني

- ‌عبد الرحمن الصناديقي

- ‌عبد الرحمن القاري

- ‌عبد الرحمن التاجي

- ‌عبد الرحمن بن جعفر

- ‌عبد الرحمن الكردي

- ‌عبد الرحمن الغزي

- ‌السيد عبد الرحمن الكيلاني

- ‌عبد الرحمن بن عبدي

- ‌عبد الرحمن المغربي

- ‌عبد الرحمن الأنصاري

- ‌عبد الرحمن البعلي

- ‌عبد الرحمن السمهودي

- ‌عبد الرحمن السفرجلاني

- ‌عبد الرحمن الغزي

- ‌عبد الرحمن البهلول

- ‌عبد الرحمن ابن شاشة

- ‌عبد الرحمن الكفرسوسي

- ‌عبد الرحمن البيري

- ‌عبد الرحمن الجقمقي

- ‌عبد الرحمن الكزبري

- ‌عبد الرحمن المدني

- ‌عبد الرحمن المجلد

- ‌الشيخ عبد الرحمن العيدروس

- ‌عبد الرحمن العادي

- ‌عبد الرحمن المولوي

- ‌عبد الرحمن السويدي

- ‌عبد الرحمن المغربي

- ‌عبد الرحمن العلمي

- ‌الجزء الثالث

الفصل: ‌السيد سليمان الحموي

وانشق به ريح الخزام لعلنا

من عرف ذياك الحمى نتنشق

دار بها قد حل أشرف مرسل

طه النبي الصادق المتصدق

ذو الجاه والشرف الرفيع ومن به

كل الأنام إلى علاه تنطق

ثم ختم المحاسني المترجم فقال

صلى عليه الله ما ركب سرى

نحو العقيق وما أشرأبت أنيق

والآل والأصحاب ثم ومن تلا

من بعدهم في الدين هديا حققوا

ما غردت ورق الحمام سواجعاً

وسرى نسيم الروض فيه يخفق

وللمترجم متشوقاً إلى دمشق حين كان في القدس في سنة ست وسبعين ومائة وألف

شوقي لجلق ذات المنهل العذب

أهاج وجد غرامي زائد اللهب

يا زاجر العيس شوقاً نحوها دنفا

في مهمه الفر يبدي شدة اللغب

عرج هناك لصحبي ثم بث لهم

وجدا تزايد بالأيقاد كالشهب

فيا رعي الله حيا بالشام لنا

ذات البشام وذات المبسم الشنب

قد حال رسم ترى عما عهدت بها

أم ظل يبكيه دمعي زائد السحب

لم يبرح الشوق مني نحوها أبداً

حتى أوسد رمساً في ثرى الترب

أم كيف أنسى ربوعاً بالهنا عمرت

بين الأحبة لما طال مغتربي

دار بها البشر واللذات قد سلفت

ما بين أهل الصفا في غاية الطرب

وأهالها وسقاها الله كل ندى

بكل منسجم الهطال منسكب

معاهد الألف والأحباب من وطن

قد حن قلبي لمرآها السني العجب

فعمر الله مغناها بكل مدى

ما حن نازح ألف من جوى نصب

ما هب شمأل روض في غصون ربا

أو ناح طير على عال من القضب

وله غير ذلك من الشعر وكانت وفاته في يوم الجمعة الثامن من ذي القعدة الحرام سنة سبع وثمانين ومائة وألف ودفن بتربتهم بباب الصغير ووافق يوم وفاته وفاة السلطان الأعظم مصطفى خان بقسطنطينية المحروسة رحمهما الله تعالى.

‌السيد سليمان الحموي

السيد سليمان بن نور الله بن عبد اللطيف الحموي ثم الدمشقي المعروف بالسواري الأديب الماهر الشاعر الكاتب أحد السابقين في ميدان الأدب قدم دمشق واستقر بها أخراً نزيلاً عند نقيب الأشراف بدمشق السيد العلامة محمد العجلاني ثم من بعده عند أخيه السيد حمزة العجلاني النقيب وولده السيد حسن وكان من أخصائهم

ص: 167

ومداحهم وكاتبهم وغالب قصايده في مدحهم وأنزلوه منهم المنزلة الرحبة والمكانة العلية وقاموا بلوازمه ومعاشه إلى أن مات بدمشق وكان اشتهاره في الأدب والكتابة ورأيت بخطه كتباً كثيرة وخطه مقبول وترجمه السيد الأمين المحبي في نفحته وقال في وصفه حرفته الدواة والقلم ولديه في البراعة تلقى أعنة السلم وله طبع سبكت تبره الأيام وصقلت حديد ذهنه من صدا الأوهام بوجه فيه الفلاح يتوسم كأنه در يوقده ثغر تبسم وقد أوقفني من شعره على ملح غضة الشفوف فجردت منها كل بيت كان الحسن عليه موقوف ثم ذكر له من شعره وأنا أطلعت على ديوانه فأثبت هنا منه ما استجليته واستحليته فمن ذلك قوله

أدر الكاس من جفونك صرفاً

فهي لا شك تصرف الهم صرفا

وأسقنيها حتى ترى كل عضو

في ذا منطق يجيدك وصفا

يا بديع الزمان حساً ومعنى

وفريد الا وان حسناً وظرفا

ومعيراً لعزال لحظاً وجيداً

ونفاراً والبان قداً وعطفا

بالذي زاد مقلتيك احوراراً

وفتوراً يسبي العقول وحتفا

والذي قد أعار خصرك مني

سقماً ثم زاد ردفك عسفا

قم بنا لعدمت مثلك خلا

نختطف لذة الشبيبة خطفا

حيث رق النسيم واعتدل الوقت

وعنا طرف الحوادث أغفى

في رياض بها البنفسج يروي

عن شذا صدغك الممسكن عرفا

قد كساها الربيع حلة وشى

فهي تحكي رياض خديك لطفا

وانتهز فرصة المسرة واركب

نحوها من سوابق اللهو طرفا

واجعل الورد والأزاهر فرشاً

عبقرياً ووارف الظل سجفا

وانثر الدر من حديثك حتى

أتخذه عقداً وقرطاً وشنفا

فهو يغني عن مطربات الأغاني

وقيان يطربن عوداً ودفا

وأجزني بأن أقبل خديك

ثلاثاً وأرشف الثغر رشفا

عل أن تنطفي لواعج قلبي

ويقيناً أظنها ليس تطفى

أيها الأغيد الذي ترك القلب

حبيساً على الصبابة وقفا

فتنتني لواحظ منك ما تنفك

تتلو من سحرها روت صحفا

كلما زدت في المحاسن ضعفاً

زدت من لوعتي نحولاً وضعفا

فوحق الهوى وعيش تقضى

وزمان من صفو ودي أصفى

ص: 168

إن قلبي فدتك روحي الفا

لم يرد في الأنام غيرك ألفا

كن كما شئت انني بك راض

ثم عدني ولا يكن ذاك خلفا

زادك الله بهجة وسروراً

وكسى جسمك المنعم لطفا

ثم لا زال غصن قدك غضا

أبد الدهر مورقاً لن يجفا

وقال عفا الله عنه

وشادن زان قده الميل

أغن غض الشباب مقتبل

ذو ترف جسمه الرطيب إذا

مر عليه النسيم ينفعل

كالماء طبعاً ورقة وكذا

يضرب في فرط لينه المثل

يكاد أفديه من لطافته

يسيل لولا تضمه الحلل

كأنما البدر حسن صورته

والورد في الروض خده الخجل

من ولد الترك ليس يعطفه

تذللي في الهوى ولا الخيل

ذو مبسم رائق حوى درراً

يحسن فيها النظام والغزل

رنح أعطافه الصبا فغدا

يميس تيهاً كأنه مثل

لم يحل للضم عير معطفه

إذا ثناه الدلال والكفل

ترتع في حسنه اللحاظ وفي

رياض خديه ترتع القبل

تيمني دله وزودني

بقبلة تحت طيها علل

وأيدته لواحظ خلقت

نشيطة الفتك ما بها كسل

ينبعث السحر من محاجرها

فيعتريني النحول والخبل

يجعل حب القلوب أثمدها

فيوهم الناس انها كحل

تالله ما الروض حين باكره

صوب من المزن هامل هطل

وقد كساه الربيع أدرية

من وشى صنعاء زانها الخمل

وقام شحروراً يكه غرداً

بثوبه العنبري مشتمل

كأنه معبد علا شرفاً

فأطرب السمع لحنه الرمل

عندي بأبهى وليس أحسن من

مرآه لما يشوبه الخجل

ملكه الله رق أفئدة

منا وأمر المليك ممتثل

لا برح الدهر مالكاً وكذا

قلوب أهل الهوى له خول

وله أيضاً

رقة الخصر لجسمي أو رثا

ليته رق لحالي أورني

شادن طاوي الحشاذ ومقلة

سحرها يسبي النهى إن نفنا

ص: 169

مترف ذو صلف من تيهه

لم يكن فيما أتى مكترثا

من عذيري أو مجيري من رشا

حال عن ودي وعهدي نكثا

هو يحكي الدهر فعلاً فعلى

حالة والحدة لن يلبثا

لم يزل يحلف لا يهجرني

وهو لا يحلف الا حنثا

ليت شعري ما الذي يمنعه

لو على حفظ عهودي مكثا

وبروحي لثغة من لفظه

حيث ضاهت منه عطفاً خنثا

يخرج السين من الثاء إذا

خاطب الناس بها أو حدثا

لست أنسى ليلة إذ ساقه

بدر تم ثم نحوي بعثا

جاء يسعى والهوى قد راضه

وحباه منه خلقاً دمثا

طبت عيشاً إذ صفا وقتي به

ورقيبي عيشه قد خبثا

لست أخشى ثالثاً يفجعني

لا ولا من حادث أن يحدثا

بت يقظان أراعي وجهه

وهو من جفني الكرى قد ورثا

ثم لما إن مضى شطر الدجى

هب من مرقده وانبعثا

يتهادى مسبلاً أردانه

يعرك الأجفان منه عبثا

قائلاً قد عنعث الليل فقم

لثلاف الكاث فلنقتبثا

وقال أيضاً غفر الله له

ليس في الأرض والكتاب المبين

بلدة مثل جلق بيقين

دار لهو ترابها المسك لكن

حصاها من لؤلؤ مكنون

هي لا شك جنة الخلد والأن

هار تجري من تحتها كل حين

فسقى الله وادييها وحيا

ساكنيها بكل جود هنون

فسقى النير بين والسهم والب

وة منها والسفح من قاسيون

والرياض التي يفرج مرأى

حسنها الكرب عن فؤاد الحزين

ذات نشر كان في طي بردي

هـ عبيراً يرفض بين الغصون

والقصور التي تصيد بنات ال

لهو من لجة السرور المعين

مهبط الأنس مطمح النفس مأوى ال

غد بل مسرح الظباء العين

كل ريم كأنما الطرف منه

رائد الحتف أو نذير المنون

مخطف الخصر مترف الجسم المي

باسم عن سني درثمين

ذو محبا ينوب عن طلعة البد

ر إذ لاح في الليالي الجون

ص: 170

رب وقت راس الهوى منه طلقاً

شرساً فارتدى بلطف ولين

وإني زائري وقد فضح اللي

ل هلال يلوح كالعرجون

ونجوم الجوزاء مالت كخود

ثملت من سلافة الزرجون

والثريا كالقرط في إذن المغ

رب أو باقة من الياسمين

وقد أخذه من قول ابن حمد يس من أبيات وهي قوله

والثريا رجح الجوبها

كأنما ضم لكور جناح

وكأن الغرب منها ناشق

باقة من ياسمين أو أقاح

وفي الثريا تشابيه كثيرة منها ما أنشده بعضهم

وكأنما نجم الثريا

إذ تقوس كالوشاح

كأس بكف خربدة

تسقى المسابيد الصباح

وقال ابن رشيق في مقابلة البدر للثريا

والثريا قبالة البدر تحكي

باسطاً كفه ليأخذ جامه

وقال الوأواء الدمشقي

والثريا كأنها كف خود

داخلتها للبين رعدة وجد

وقال الآخر

والثريا كأنها كف خود

برزت في غلالة زرقاء

وقال ابن المعتز من أبيات

كأن الثريا والظلام يحفها

فصوص لجين قد أحاط بها سيج

وقال أيضاً

ألا فاسقنيها والظلام مقوض

ونجم الدجى في لجة الليل يركض

كأن الثريا في أواخر ليلها

تفتح نور أو لجام مفضض

وللصنوبري في تشبيهها

في الشرق كأس وفي مغاربها

قرط وفي أواسط السماء قدم

ولأبن المعتز فيها قوله

كان الثريا طلعة قد تشققت

وقد أظهرت نوراً ولم تتعقد

فقال خليلي زد فقلت مباراً

كطاس من البلور في كف أغيد

فقال خليلي زد فقلت كأنها

لجام محلي لم يفصل بعسجد

فقال خليلي زد فقلت كأنها

دراهم صفت فوق راحة أسود

فقال خليلي زد فقلت كأنها

نواظر حسناً لم تكحل بأثمد

ص: 171

فقال خليلي لم تقصر فقم بنا

لنشرب راحاً كالزلال المبرد

على ضوئها حتى ترى البدر لائحاً

كسيف صقيل من قراب مجرد

وتتمة الأبيات

وكان السماء أرض أريض

فيه نهر المجر ذوب اللجين

فتلقيته بأحسن ما يل

قى محب حبيبه بعد بين

وقضينا من التعانق والل

ثم حقوقاً برغم واش خؤون

ثم بتنا معاً ببرد عفاف

لم يدنسه لوثة من ظنون

يالها ليلة من العمر كانت

حيث بدر التمام فيها قريني

جاد دهري بها وذاك عجيب

أن يجود البخيل بالمضنون

لم يكن عيبها سوى إنني لم

أقض منها كما أحب ديوني

فتولت سريعة كخيال

من ملول بطيب وصل ضنين

تلك من جملة الليالي اللواتي

سلفت في دمشق دار شجوني

كلما مر ذكرها بفؤادي

أغرقنني شؤون دمع هتون

فعليها تأوهي وأنيني

وإليها تلفتي وحنيني

وقال أيضاً

يأبى شادن بديع المحيا

أحمراً لوجنتين من غير صبغ

لين الملتقى ضحوك الثنايا

قد سباني بعارض وبصدغ

ساحر الطرف الثغ اللفظ قد فا

ق بيان الذين هم غير لثغ

هجر الراء فهو كابن عطاء

ليته كاسمه للهجر يلغي

قلت إذ مر كاسراً جفنيه

دلالاً وللمقالة مصغي

كف عني زبان عقرب صد غي

ك فقد أثخن الفؤاد بلسغ

وابر حسماً كساه جفنك سقماً

وابغ أجرى فقال لي لست أبغي

وله أيضاً

قم يا نديمي نياكر القدحا

أما ترى الصبح زنده قدحا

والجو صافي الأديم من كدر

صفو امرئ في وداده نصحا

وقام من فوق أيكه غرد

يذكرنا بالصبوح اذ صدحا

وقد أهاجت لنا الصبا شجنا

بنشرها العنبري اذ نفحا

فحركت ساكن الفؤاد وما

أسره الوجد فيه والبرحا

والدهر أبدى الرضى وجادلنا

بفرصة والرقيب قد نزحا

ص: 172

فانهض لنقضي من الصبا وطرا

في غفلة اللائمين والنصحا

وعاطني قرقفا معتقة

صهباء تنفي الهموم والترحا

من كف ظبي كأنما غفلت

أعين رضوان عنه مذ سرحا

أحور أحوى أغن ذو هيف

فداؤه كل من عليه لحا

قد أبدع الله خلقه فأتى

متزراً بالجمال متشحا

وقوله من قصيدة رحمه الله تعالى

قد نشر الشرق لواء الصباح

وجرد الأفق متون الصفاح

وعطر الأرجاء نشر الصبا

فانتبهت كل ذوات الجناح

والروض حياه الحيا سحرة

فابتسمت منه ثغور الأقاح

ومالت القضب نشاوى به

كأنها تسقى بماء وراح

وقد أماط الورد عن وجهه

نقابه والسر منه أباح

من بعد ما غطى باكمامه

خدوده من خشية الافتضاح

والنرجس الغض غدا شاخصاً

بنظر شزراً بعيون وقاح

والطير قد وافى على منبر

منادياً حي على الاصطباح

فانهض فدتك الروح يا مسعفي

بحيث ضيق الوقت فيه انفساح

وامسح بأذيال الصبا نعسة

عن مقل سود مراض صحاح

وعاطنيها حيث رق الهوى

صهباء من أنفاسها المسك فاح

يديرها ذو قرطق قد سبا

بدله كل ذوات الوشاح

مختصر الخصر هضيم الحشا

مهفهف القامة شاكي السلاح

من طرفه الوسنان مع قده

واخجلة البيض وسمر الرماح

ذو طرة منها استعار الدجى

وغرة منها استنار الصباح

يرنو وكأس الراح في كفه

فيمزج الجد لنا بالمزاح

فهاكها من يده قهوة

يسري إلى روحك منها ارتياح

فاشرب ولا تصغ لمن قد لحا

فما على أهل التصابي جناح

وقال أيضاً من قصيدة

أدر المدامة يا سميري

يا غرة القمر المنير

وانهض لنغتنم السرو

ر مبكراً قبل السفور

وامسح فدتك الروح عن

جفنيك آثار الفتور

وانزل على الوادي السعي

د بشاطئ العذب النمير

ص: 173

يلهيك عن نهر الأبلة

والخورنق والسدير

أقول نهر الأبلة تقدم ذكره في ترجمة سليمان المدرس الحلبي وأما الخورنق والسدير فقال المحبي في كتابه قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل هو معرب خورنكاه أي موضع الشرب وقيل معرب خورنقاً قصر للنعمان ارتفاعه مائتا ذراع بناه لبعض أولاد الأكاسرة وقيل نهر بالكوفة وبلدة بالمغرب وقرية ببلخ وقد وقع ذكره في كلام الشعراء قديماً وحديثاً وأما السدير معرب سه دله أي فيه ثلاث قباب متداخلة وقيل سه دلى ويسميه الناس سه دلى فأعرب قال أبو حاتم هو السدلى فأعرب فقيل سدير قال عدي بن زيد

سره حاله وكثرة ما يملك

والبحر معرضاً والسدير

تتمة الأبيات

حيث الربيع كسا الرياض مطارف الوشي الحبيرحيث الجداول كالمنا

طق درن من حول الخصور

حيث الغصون كأنهن معاطف الرشأ الغرير

حيث الصبا يجري رخاء ثم ينفح عن عبيرفرعي الاله معاهدي

من جلق مغنى السرورذات المنازه والمنازل والجواسق والقصور

وسقى رياض النير بين بكل منهمر غزيرلله أوقات سلف

ن بظل وارفها المطيرمع كل سحار اللواحظ بالفتون وبالفتور

رشأ رخيم الدل فيه صولة الليث الهصورنشوان من خمر الشبا

ب يميل كالغصن النضيريحكي الغزالة طلعةوتلفتاً عند الفتور

خنث الشمائل شاطر الحركات كالظبي البهيرلم أنس ليلة زارني

في غفلة الواشي الغيوروغدا يعاطيني كؤوس حديثه دون الخمور

وبلغت غايات المنىإذ بات من أهوى سميريحتى بدا فلق الصبا

ح بظل وارفها المطير

ألا ريحي محمد السامي على الفلك الأثير

أقول ومن هذا الروي والقافية رأيت قصائد كثيرة منها قصيد الأديب درويش الطالوي مفتي الحنفية بدمشق المشهورة التي مطلعها

أنسيمة الروض المطير

بالعهد من زمن السرور

وهي طويلة وشهيرة ومن ذلك للشريف الرضي الموسوي مطلعها

نطق اللسان عن الضمير

والسر عنوان الضمير

ص: 174

ولأبي بكر الخوارزمي ومطلعها

ان الأولى خلف الخدور

هم في الضمائر والصدور

ومن هذا العروض قصيدة المنخل بن الحارث اليشكري ومطلعها

ان كنت عاذلتي فسيرى

نحو الحجاز ولا تجوري

ولإبراهيم بن المدبر قصيدة في مدح المتوكل على هذا المنوال منها قوله

يوم أتانا بالسرور

والحمد لله الكبير

أخلصت فيه شكره

ووفيت منه بالنذور

انتهى وله أيضاً

وافى الربيع بخبر مقدم وفم الزمان به تبسم والأرض قد لبسب مطا

رفها من الوشي المختموتنفست زهر الربافعبيرها الآفاق أفعم

وأريج أنفاس الصبا المسكي بالأسحار نسمفتخال هيمة الريا

ض إذا سرى شكوى متيمفانهض فأيام الربيع وطيبها للروح مغنم

فيم انتظارك يا فديتك والحوادث عنك نومقم فأجلها حيث الزما

ن بموسم اللذات أنعمراح يلوح بكأسهاحبب يخال كدور درهم

أو عقد در ناصع من غير سلك قد تنظمما تخيرها أنو

شروان في الزمن المقدميسقيكها رشأ رخيم الدل ذو وجه مقسم

فاشرب وداو بها جراح الهم فهي لهن مرهمبظلال ورد مثل دي

باج الخدود إذا تنمنمحيث الصباء لواؤه المنشور بالياقوت معلم

ساق كأن قوامه الخطى من لطف تجسمذو مقلة هاروت عل

م السحر منها قد تعلموالعندليب بطيب نعمتهعلى غصن ترنم

فكأنه يملى علي

نا فضل من بالمجد خيم

وقوله من قصيدة أيضاً

نبه الصحب لأرتشاف سلاف

وأدرها بين الندامى الظراف

وامسح الطرف من فتور نعاس

بذيول الصبا الرقاق اللطاف

يا فدتك النفوس داو بصرف ال

راح روحاً تعرضت للتلاف

وأسقيتها من كف ظبي غرير

لين الملتوى قليل الخلاف

باسم الثغر أكحل الطرف المي

أهيف القد ناعم الأطراف

مخطف الخصر يختفي البند منه

بين طي الأعكان والأرداف

ص: 175

في رياض حفت بسور تضير

كجوار ميالة الأعطاف

باكرتها غر السحاب بصوب

دائم السح هاطل مذراف

فغدت ذات بهجة كجنان

حاويات محاسن الأوصاف

ناظرت زهرها النجوم فأبدت

شكلها في غديرها الشفاف

فاغتنم فرصة الزمان فقد جا

د بما تشتهي من الاسعاف

ما ترى الليل قد أحس بجيش ال

صبح وافى فهم بالانصراف

وطوى بنده وشمر ذيلي

حلة زرها على الأكتاف

وأغتدي الجو كالمرآة صفاء

والدراري ما بين باد وخاف

وبدا الفجر ضاحك الثغر يحكي

غرة الأمجد الكريم المطاف

وله من قصيدة

قد نبهتنا صوادح القمري

لما ترآءت طلائع الفجر

وفاح من نسمة الصبا عبق

يفوق رياه عنبر الشحر

والروض يختال في مصبغة

يجر أذيالها على النهر

وسروه كالقيان إذ خطرت

لرقصها في مآزر خضر

وهذا مأخوذ من قول ابن ظاهر الخباز

والسرو فيها كعذارى غدت

ترقص في أردية خضر

وفي تشبيه السر وقول أحمد بن خلوف الأندلسي المالكي وهو

وسرو كزنج شمروا الذيل قد غدا

تهزهم خفق الربابات للطرب

أذاه شطت أيدي النسيم فروعها

ترى حللاً خضراً تزرر بالذهب

ومن ذلك قول إبراهيم الملاح

ولما رأيت السرو في الروض مانسا

وأيدي الهوى فيه تزيد وتنقص

حسبت رفاعياً أتى قاعة الهنا

وأسبل فيها شعره وهو يرقص

وقال الآخر

فكأنها والريح يخطر بينها

تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل

تتمة منها

والطل في أعين الزهور حكى

أدمع صب أحس بالشر

والجو قد راق والمدامة قد

رقت كطبع النديم والشعر

فانهض فدتك النفوس مبتكراً

وهاتها قبل ضيعة العمر

صهباء تنفي هموم ذي ترح

إن برزت كالعروس من خدر

طيبة النشر في الكؤوس وهل

بعد عروس يكون من عطر

ص: 176

يديرها أهيف القوام رشا

فاق محياه طلعة البدر

أحوراً حوى مهفهف ترف

مختصر الحصر باسم الثغر

وقال مضمناً بيت العباس بن الأحنف

وشادن صورته فتنة

يصبو اليها الناسك المتقي

لم أنس وقتاً مر بي معجباً

ينظر في عطفيه والقرطق

قلت له تفديك روحي أما

من رحمة للمغرم الشيق

فافتر عن مبسمه ضاحكاً

كالبدر إذ لاح من المشرق

ولم يزل يلحظني طرفه

شرزاً من الاقدام للمفرق

ثم انبرى يشتمني لاوياً

صفحته كالمغضب المحنق

وقال بالله أما تستحي

انظر إلى المرآة ثم أعشق

وقال مؤرخاً

روحي الفداء لمن يلوح البدر من ازرارهرشأ كحيل طرفه

قد ناب عن بتارهسلب العقول بسحرهويلاه من سحاره

متبسم عن واضحعذب اللمى معطار مثل المعاطف قد سقا

هـ الدل كأس عقارهيغزو الفؤاد بقامةأغنته عن خطاره

فاق الغزالة طلعةقد ذبت خوف نفارهغصن نضير غير أن

الصبر جل ثمارهما ضر لو زار المتيممع دنو دياره

شغف الجمال به فصار القلب من أنصارهوكساه من استبرق

حللاً على مقدارهوأتى الكمال بلا ذوردحله بنضاره

وغدا ينمنم عارضيه من لطيف نثارهحتى بدا الوشي البدي

ع الوصف من آثارهفي طرس خدار خوه أجاد مسك عذاره

وقال أيضاً

أجل صدى النوم عن الأعين

واستقبل الأنس بوجه سني

وباكر اللهو زمان الصبا

سقياً له من زمن محسن

وأنهض لوادي النيرب المشتهي

وأنزل على جانبه الأيمن

في روضة غناء مطلولة

أفنانها تحكيك أذتنني

فالليل قد مزق سرباله

مذ طلع الفجر من المكمن

وأقبل الصبح على أشقر

يختال في ديباجه الأدكن

ص: 177

فاستجلها حيث نسيم الصيا

يعبث بالورد وبالسوسن

راح كذوب التبر في كأسها

قد كللت بالجوهر المثمن

يسعى بها أغيد ذو غنة

يدعى شقيق الشادن الأرعن

ريم من الأعراب طاوي الحشا

هميانه من حدق الأعين

تياه يعتم ببوشية

منسوجة بالذهب المفتن

مسكية دارت على وجهه

فهو بها كالبدر في الموهن

أحسن من تاج نفيس على

كسرى أنوشروان أو بهمن

قد رنحت أعطافه في الصبا

فاهتز يزري الغصن الألين

يبدي ابتسام الثغر في خفية

صوناً لعقد فيه مستمكن

هذا ومن ألطف ما قد بدا

في وجهه من حسنه المتقن

إن الشفاه اللآء من دونها

وشم على كنز اللآلي السني

قفل من اياقوت مفتاحه

من رائق الفيروزج المعدني

ساق صبيح حسن فاتن

بكل عضو منه مستحسن

يسقيكها راحاً كنيل المنى

فاشرب على ورد الخدود الجني

وأنشد من الأشعار ما قد حلا

لفظاً وما خف على الألسن

واشرب وطب نفساً ولا تيأسن

من رحمة البر الغفور الغني

وإن قول الحق جل اسمه

قل يا عبادي حجة المؤمن

وقال أيضاً

لا تعجبوا إن ريحان العذار بدا

في وجنة صاغها الرحمن وابتدعا

وإنما طوقة السمور قابلها

فشكله في حواشيها قد انطبعا

ومثله للشهاب الخفاجي

وظبي من السمور ألبس فروة

ومال كما هزت صبا سحرة سروا

والأعيون الناس من دهشة به

تخايل أهداباً فتحسبه فروا

وللمترجم

شمس جمال غربت مذ بدا

ليل عذارى فلقى كل ضير

والحسن قد قال لعشاقه

مساكم الله تعالى بخير

وله

لا نظن الذي ترى بمحيا

فتنة الخلق عارضاً مستديرا

إنما طير حسنه حل روضاً

يانعاً فوق وجنتيه نضيرا

ص: 178

فأغتدى ناشراً جناحيه لكن

لست أدري يقيم أو أن يطيرا

ويقرب منه قول الأديب أحمد الشاهيني الدمشقي

ومذ تبدى الشعر في وجهه

بدلت الحمرة بالأصفرار

كأنما العارض لما بدا

قد صار للحسن جناحاً فطار

وللمترجم

روضة حسن جف نوارها

واستحصد النب بها واستطاب

أما ترى نمل عذاريه قد

دب لكي ينقل حب الشباب

وفي معنى ذلك قول الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي

لا تحسبوا شامة في خده طبعت

هاتيك حبة قلب زاده حبا

فدب ينقلها نمل لعذار له

والنمل من شأنه أن ينقل الحبا

وللمترجم

وحديقة إحداق نرجسها غدت

مكحولة بمراود الأمطار

حفت بورد شق عنه كمامه

كالخد يزهو باخضرار عذار

بسط الربيع بها مطارف سندس

قد رصعت بجواهر الأزهار

حتى إذا حاز الشروق وقد جلت

ثغر الأقاح نسيمة الأسحار

جرت عليها الشمس ذيل شعاعها

فتحاً لها قد موهت بنضار

أقول لي في هذا المعنى وهو معنى البيت الأخير بيتان كنت نظمتهما في جنينة بني العمادي الكائنة خارج دمشق بمحلة باب توما ولم أعلم أن صاحب الترجمة سبق الي هذا المعنى وابتكاره الأبعد ان نظمتهما وأودعتهما داخل أحد مجاميع شعري وهما قولي

قم بي لروض الزهر يا صاحبي

نغتم زمان الصفو في ذا النهار

فالشمس في وقت أصيل لقد

ألبست الروض مروط النضار

وللمترجم

عند الصباح سألت الورد يكشف عن

باهي المحيا الذي بالكم قد حجبا

فضم لي انملاً خمساً يمهلني

حتى ترى الشمس مدت مطر فاذهبا

وقال

ووردة حمراء قد ركبت

في وسطها نرجسة ناضرة

كوجنة رائقة قد بدا

بها مثال المقلة الناظرة

ص: 179

وقال

وكأنما الورد الجني إذا انتهى

وتناثرت أوراقه عن نظمها

خود زهت بغلائل من سندس

تغري المشوق بضمها وبلثمها

هب النسيم فراعها فتساقطت

تلك الدنانير التي في كمها

وقال

لا تحسب الورد من ضعف المزاج إذا

هب النسيم عليه فهو ينفتر

وإنما الورد في أبانه ملك

ذو شوكة وبه الأزهار تفتخر

إذا نسيم الصبا وافاه مجتدياً

يلقي له ألف دينار ويعتذر

وقال أيضاً

والشمس عند شروقها ملك له

وجه البسيطة جنة ينتابها

والورد كالحور الحسان تنقبت

بزبرجد فنما بها اعجابها

لما تبدى راعهن جماله

فانزاح عن وجناتهن نقابها

وقال

بوجنة الورد شمس الأفق قد شغفت

فقبلتها بلا خوف ولا حذر

لكن رأت أثر التقبيل يفضحها

فنقطتها بدينار على الأثر

وقال أيضاً

تأن جهدك في كل الأمور ولا

تضجر إذا سمت بحر الخطب قد ماجا

من لم يكن ذا أناة في مآربه

لم يكس من ورق الفرصاد ديباجاً

وقال

وما كرب ظمآن بري الماء قربه

فتمنعه عنه الأفاعي القواتل

بأعظم كرباً من شيخ ذي صبابة

بأغيد تستولي عليه الأراذل

وقال

وثقيل روح بالمرأة مولع

سمج المحيا هاذم اللذات

أهديته من صيد بازي بومة

يغنيه منظرها عن المرآة

وقال أيضاً

حبذا النرجس النضير إذا ما

راح يحكي لأعين النظار

معصماً من زبرجد وأكفاً

من لجين واكؤساً من نضار

وقال

ذوو الكمالات والآداب ليس لهم

حظ من الغيد غير المقت والضرر

وأرذل الخلق منهم نال بغيته

إن الخنازير ترعى أطيب الثمر

ص: 180

وقال أيضاً

زاح شر يوشه عن الفرع يوماً

فتدلت لخده أطرافه

شبه أوراق جنة قد أظلت

ورد روض يشفي العليل اقتطافه

وقال فيمن سأله عن تحفة العشاق

عن تحفة العشاق جاء مسائلي

رشأ يكف السحر بالأحداق

فأجبته يا من فتنت بحسنه

هل ثم غيرك تحفة العشاق

وقال

يقولون لي صف من هويت مع اسمه

فقلت ومن في لجة الحب القاني

حكى البدر وجهاً قد أدار لفتنتي

على جانبيه شده الأحمر القاني

ومن شعره

فسما بالحواجب النونيه

وافتراز المباسم الميميه

والثنايا التي تصان بياقو

ت شفاء عقودها لؤلؤيه

ووجوه كأنهن رياض

مشرقات تحكي الشموس المضيه

إن حالات من تتيم بالحب ورام الكتمن ليست خفيه

بأبي الاغيد الذي قد أثارت

فتنا واو صدغه الملويه

رشأ قد اراش من هدب جفني

هـ سهاماً لها فؤادي رميه

عربي الألفاظ يتسلب العق

ل بسحر اللواحظ التركيه

وبوجه كطلعة البدر يزهو

بخدود وردية عندميه

بهج مشرق حوى قسمات

تحت تضعيف طرة مسكيه

مترف لين المعاطف يهتز

دلالاً كالصعدة السمهريه

أهيف القد مخطف الخصرعبل

الردف حلو المراشف الالعسيه

وكان الخال الذي شرف الله

به ثغره فحاز المزية

حبشي رام التنزه فارتا

د له أحسن البقاع البهيه

فاغتدى بين روضة وغدير

قرب مسرى أنفاسه العنبرية

أقول هو مختلس من قول بعضهم

وبين الخد والشفتين خال

كزنجي أتى روضاً صباحا

تحير في الرياض فليس يدري

أيجني الورد أم يجني الاقاحا

وقريب من هذا قول ابن التلمساني

ص: 181