الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانشق به ريح الخزام لعلنا
…
من عرف ذياك الحمى نتنشق
دار بها قد حل أشرف مرسل
…
طه النبي الصادق المتصدق
ذو الجاه والشرف الرفيع ومن به
…
كل الأنام إلى علاه تنطق
ثم ختم المحاسني المترجم فقال
صلى عليه الله ما ركب سرى
…
نحو العقيق وما أشرأبت أنيق
والآل والأصحاب ثم ومن تلا
…
من بعدهم في الدين هديا حققوا
ما غردت ورق الحمام سواجعاً
…
وسرى نسيم الروض فيه يخفق
وللمترجم متشوقاً إلى دمشق حين كان في القدس في سنة ست وسبعين ومائة وألف
شوقي لجلق ذات المنهل العذب
…
أهاج وجد غرامي زائد اللهب
يا زاجر العيس شوقاً نحوها دنفا
…
في مهمه الفر يبدي شدة اللغب
عرج هناك لصحبي ثم بث لهم
…
وجدا تزايد بالأيقاد كالشهب
فيا رعي الله حيا بالشام لنا
…
ذات البشام وذات المبسم الشنب
قد حال رسم ترى عما عهدت بها
…
أم ظل يبكيه دمعي زائد السحب
لم يبرح الشوق مني نحوها أبداً
…
حتى أوسد رمساً في ثرى الترب
أم كيف أنسى ربوعاً بالهنا عمرت
…
بين الأحبة لما طال مغتربي
دار بها البشر واللذات قد سلفت
…
ما بين أهل الصفا في غاية الطرب
وأهالها وسقاها الله كل ندى
…
بكل منسجم الهطال منسكب
معاهد الألف والأحباب من وطن
…
قد حن قلبي لمرآها السني العجب
فعمر الله مغناها بكل مدى
…
ما حن نازح ألف من جوى نصب
ما هب شمأل روض في غصون ربا
…
أو ناح طير على عال من القضب
وله غير ذلك من الشعر وكانت وفاته في يوم الجمعة الثامن من ذي القعدة الحرام سنة سبع وثمانين ومائة وألف ودفن بتربتهم بباب الصغير ووافق يوم وفاته وفاة السلطان الأعظم مصطفى خان بقسطنطينية المحروسة رحمهما الله تعالى.
السيد سليمان الحموي
السيد سليمان بن نور الله بن عبد اللطيف الحموي ثم الدمشقي المعروف بالسواري الأديب الماهر الشاعر الكاتب أحد السابقين في ميدان الأدب قدم دمشق واستقر بها أخراً نزيلاً عند نقيب الأشراف بدمشق السيد العلامة محمد العجلاني ثم من بعده عند أخيه السيد حمزة العجلاني النقيب وولده السيد حسن وكان من أخصائهم
ومداحهم وكاتبهم وغالب قصايده في مدحهم وأنزلوه منهم المنزلة الرحبة والمكانة العلية وقاموا بلوازمه ومعاشه إلى أن مات بدمشق وكان اشتهاره في الأدب والكتابة ورأيت بخطه كتباً كثيرة وخطه مقبول وترجمه السيد الأمين المحبي في نفحته وقال في وصفه حرفته الدواة والقلم ولديه في البراعة تلقى أعنة السلم وله طبع سبكت تبره الأيام وصقلت حديد ذهنه من صدا الأوهام بوجه فيه الفلاح يتوسم كأنه در يوقده ثغر تبسم وقد أوقفني من شعره على ملح غضة الشفوف فجردت منها كل بيت كان الحسن عليه موقوف ثم ذكر له من شعره وأنا أطلعت على ديوانه فأثبت هنا منه ما استجليته واستحليته فمن ذلك قوله
أدر الكاس من جفونك صرفاً
…
فهي لا شك تصرف الهم صرفا
وأسقنيها حتى ترى كل عضو
…
في ذا منطق يجيدك وصفا
يا بديع الزمان حساً ومعنى
…
وفريد الا وان حسناً وظرفا
ومعيراً لعزال لحظاً وجيداً
…
ونفاراً والبان قداً وعطفا
بالذي زاد مقلتيك احوراراً
…
وفتوراً يسبي العقول وحتفا
والذي قد أعار خصرك مني
…
سقماً ثم زاد ردفك عسفا
قم بنا لعدمت مثلك خلا
…
نختطف لذة الشبيبة خطفا
حيث رق النسيم واعتدل الوقت
…
وعنا طرف الحوادث أغفى
في رياض بها البنفسج يروي
…
عن شذا صدغك الممسكن عرفا
قد كساها الربيع حلة وشى
…
فهي تحكي رياض خديك لطفا
وانتهز فرصة المسرة واركب
…
نحوها من سوابق اللهو طرفا
واجعل الورد والأزاهر فرشاً
…
عبقرياً ووارف الظل سجفا
وانثر الدر من حديثك حتى
…
أتخذه عقداً وقرطاً وشنفا
فهو يغني عن مطربات الأغاني
…
وقيان يطربن عوداً ودفا
وأجزني بأن أقبل خديك
…
ثلاثاً وأرشف الثغر رشفا
عل أن تنطفي لواعج قلبي
…
ويقيناً أظنها ليس تطفى
أيها الأغيد الذي ترك القلب
…
حبيساً على الصبابة وقفا
فتنتني لواحظ منك ما تنفك
…
تتلو من سحرها روت صحفا
كلما زدت في المحاسن ضعفاً
…
زدت من لوعتي نحولاً وضعفا
فوحق الهوى وعيش تقضى
…
وزمان من صفو ودي أصفى
إن قلبي فدتك روحي الفا
…
لم يرد في الأنام غيرك ألفا
كن كما شئت انني بك راض
…
ثم عدني ولا يكن ذاك خلفا
زادك الله بهجة وسروراً
…
وكسى جسمك المنعم لطفا
ثم لا زال غصن قدك غضا
…
أبد الدهر مورقاً لن يجفا
وقال عفا الله عنه
وشادن زان قده الميل
…
أغن غض الشباب مقتبل
ذو ترف جسمه الرطيب إذا
…
مر عليه النسيم ينفعل
كالماء طبعاً ورقة وكذا
…
يضرب في فرط لينه المثل
يكاد أفديه من لطافته
…
يسيل لولا تضمه الحلل
كأنما البدر حسن صورته
…
والورد في الروض خده الخجل
من ولد الترك ليس يعطفه
…
تذللي في الهوى ولا الخيل
ذو مبسم رائق حوى درراً
…
يحسن فيها النظام والغزل
رنح أعطافه الصبا فغدا
…
يميس تيهاً كأنه مثل
لم يحل للضم عير معطفه
…
إذا ثناه الدلال والكفل
ترتع في حسنه اللحاظ وفي
…
رياض خديه ترتع القبل
تيمني دله وزودني
…
بقبلة تحت طيها علل
وأيدته لواحظ خلقت
…
نشيطة الفتك ما بها كسل
ينبعث السحر من محاجرها
…
فيعتريني النحول والخبل
يجعل حب القلوب أثمدها
…
فيوهم الناس انها كحل
تالله ما الروض حين باكره
…
صوب من المزن هامل هطل
وقد كساه الربيع أدرية
…
من وشى صنعاء زانها الخمل
وقام شحروراً يكه غرداً
…
بثوبه العنبري مشتمل
كأنه معبد علا شرفاً
…
فأطرب السمع لحنه الرمل
عندي بأبهى وليس أحسن من
…
مرآه لما يشوبه الخجل
ملكه الله رق أفئدة
…
منا وأمر المليك ممتثل
لا برح الدهر مالكاً وكذا
…
قلوب أهل الهوى له خول
وله أيضاً
رقة الخصر لجسمي أو رثا
…
ليته رق لحالي أورني
شادن طاوي الحشاذ ومقلة
…
سحرها يسبي النهى إن نفنا
مترف ذو صلف من تيهه
…
لم يكن فيما أتى مكترثا
من عذيري أو مجيري من رشا
…
حال عن ودي وعهدي نكثا
هو يحكي الدهر فعلاً فعلى
…
حالة والحدة لن يلبثا
لم يزل يحلف لا يهجرني
…
وهو لا يحلف الا حنثا
ليت شعري ما الذي يمنعه
…
لو على حفظ عهودي مكثا
وبروحي لثغة من لفظه
…
حيث ضاهت منه عطفاً خنثا
يخرج السين من الثاء إذا
…
خاطب الناس بها أو حدثا
لست أنسى ليلة إذ ساقه
…
بدر تم ثم نحوي بعثا
جاء يسعى والهوى قد راضه
…
وحباه منه خلقاً دمثا
طبت عيشاً إذ صفا وقتي به
…
ورقيبي عيشه قد خبثا
لست أخشى ثالثاً يفجعني
…
لا ولا من حادث أن يحدثا
بت يقظان أراعي وجهه
…
وهو من جفني الكرى قد ورثا
ثم لما إن مضى شطر الدجى
…
هب من مرقده وانبعثا
يتهادى مسبلاً أردانه
…
يعرك الأجفان منه عبثا
قائلاً قد عنعث الليل فقم
…
لثلاف الكاث فلنقتبثا
وقال أيضاً غفر الله له
ليس في الأرض والكتاب المبين
…
بلدة مثل جلق بيقين
دار لهو ترابها المسك لكن
…
حصاها من لؤلؤ مكنون
هي لا شك جنة الخلد والأن
…
هار تجري من تحتها كل حين
فسقى الله وادييها وحيا
…
ساكنيها بكل جود هنون
فسقى النير بين والسهم والب
…
وة منها والسفح من قاسيون
والرياض التي يفرج مرأى
…
حسنها الكرب عن فؤاد الحزين
ذات نشر كان في طي بردي
…
هـ عبيراً يرفض بين الغصون
والقصور التي تصيد بنات ال
…
لهو من لجة السرور المعين
مهبط الأنس مطمح النفس مأوى ال
…
غد بل مسرح الظباء العين
كل ريم كأنما الطرف منه
…
رائد الحتف أو نذير المنون
مخطف الخصر مترف الجسم المي
…
باسم عن سني درثمين
ذو محبا ينوب عن طلعة البد
…
ر إذ لاح في الليالي الجون
رب وقت راس الهوى منه طلقاً
…
شرساً فارتدى بلطف ولين
وإني زائري وقد فضح اللي
…
ل هلال يلوح كالعرجون
ونجوم الجوزاء مالت كخود
…
ثملت من سلافة الزرجون
والثريا كالقرط في إذن المغ
…
رب أو باقة من الياسمين
وقد أخذه من قول ابن حمد يس من أبيات وهي قوله
والثريا رجح الجوبها
…
كأنما ضم لكور جناح
وكأن الغرب منها ناشق
…
باقة من ياسمين أو أقاح
وفي الثريا تشابيه كثيرة منها ما أنشده بعضهم
وكأنما نجم الثريا
…
إذ تقوس كالوشاح
كأس بكف خربدة
…
تسقى المسابيد الصباح
وقال ابن رشيق في مقابلة البدر للثريا
والثريا قبالة البدر تحكي
…
باسطاً كفه ليأخذ جامه
وقال الوأواء الدمشقي
والثريا كأنها كف خود
…
داخلتها للبين رعدة وجد
وقال الآخر
والثريا كأنها كف خود
…
برزت في غلالة زرقاء
وقال ابن المعتز من أبيات
كأن الثريا والظلام يحفها
…
فصوص لجين قد أحاط بها سيج
وقال أيضاً
ألا فاسقنيها والظلام مقوض
…
ونجم الدجى في لجة الليل يركض
كأن الثريا في أواخر ليلها
…
تفتح نور أو لجام مفضض
وللصنوبري في تشبيهها
في الشرق كأس وفي مغاربها
…
قرط وفي أواسط السماء قدم
ولأبن المعتز فيها قوله
كان الثريا طلعة قد تشققت
…
وقد أظهرت نوراً ولم تتعقد
فقال خليلي زد فقلت مباراً
…
كطاس من البلور في كف أغيد
فقال خليلي زد فقلت كأنها
…
لجام محلي لم يفصل بعسجد
فقال خليلي زد فقلت كأنها
…
دراهم صفت فوق راحة أسود
فقال خليلي زد فقلت كأنها
…
نواظر حسناً لم تكحل بأثمد
فقال خليلي لم تقصر فقم بنا
…
لنشرب راحاً كالزلال المبرد
على ضوئها حتى ترى البدر لائحاً
…
كسيف صقيل من قراب مجرد
وتتمة الأبيات
وكان السماء أرض أريض
…
فيه نهر المجر ذوب اللجين
فتلقيته بأحسن ما يل
…
قى محب حبيبه بعد بين
وقضينا من التعانق والل
…
ثم حقوقاً برغم واش خؤون
ثم بتنا معاً ببرد عفاف
…
لم يدنسه لوثة من ظنون
يالها ليلة من العمر كانت
…
حيث بدر التمام فيها قريني
جاد دهري بها وذاك عجيب
…
أن يجود البخيل بالمضنون
لم يكن عيبها سوى إنني لم
…
أقض منها كما أحب ديوني
فتولت سريعة كخيال
…
من ملول بطيب وصل ضنين
تلك من جملة الليالي اللواتي
…
سلفت في دمشق دار شجوني
كلما مر ذكرها بفؤادي
…
أغرقنني شؤون دمع هتون
فعليها تأوهي وأنيني
…
وإليها تلفتي وحنيني
وقال أيضاً
يأبى شادن بديع المحيا
…
أحمراً لوجنتين من غير صبغ
لين الملتقى ضحوك الثنايا
…
قد سباني بعارض وبصدغ
ساحر الطرف الثغ اللفظ قد فا
…
ق بيان الذين هم غير لثغ
هجر الراء فهو كابن عطاء
…
ليته كاسمه للهجر يلغي
قلت إذ مر كاسراً جفنيه
…
دلالاً وللمقالة مصغي
كف عني زبان عقرب صد غي
…
ك فقد أثخن الفؤاد بلسغ
وابر حسماً كساه جفنك سقماً
…
وابغ أجرى فقال لي لست أبغي
وله أيضاً
قم يا نديمي نياكر القدحا
…
أما ترى الصبح زنده قدحا
والجو صافي الأديم من كدر
…
صفو امرئ في وداده نصحا
وقام من فوق أيكه غرد
…
يذكرنا بالصبوح اذ صدحا
وقد أهاجت لنا الصبا شجنا
…
بنشرها العنبري اذ نفحا
فحركت ساكن الفؤاد وما
…
أسره الوجد فيه والبرحا
والدهر أبدى الرضى وجادلنا
…
بفرصة والرقيب قد نزحا
فانهض لنقضي من الصبا وطرا
…
في غفلة اللائمين والنصحا
وعاطني قرقفا معتقة
…
صهباء تنفي الهموم والترحا
من كف ظبي كأنما غفلت
…
أعين رضوان عنه مذ سرحا
أحور أحوى أغن ذو هيف
…
فداؤه كل من عليه لحا
قد أبدع الله خلقه فأتى
…
متزراً بالجمال متشحا
وقوله من قصيدة رحمه الله تعالى
قد نشر الشرق لواء الصباح
…
وجرد الأفق متون الصفاح
وعطر الأرجاء نشر الصبا
…
فانتبهت كل ذوات الجناح
والروض حياه الحيا سحرة
…
فابتسمت منه ثغور الأقاح
ومالت القضب نشاوى به
…
كأنها تسقى بماء وراح
وقد أماط الورد عن وجهه
…
نقابه والسر منه أباح
من بعد ما غطى باكمامه
…
خدوده من خشية الافتضاح
والنرجس الغض غدا شاخصاً
…
بنظر شزراً بعيون وقاح
والطير قد وافى على منبر
…
منادياً حي على الاصطباح
فانهض فدتك الروح يا مسعفي
…
بحيث ضيق الوقت فيه انفساح
وامسح بأذيال الصبا نعسة
…
عن مقل سود مراض صحاح
وعاطنيها حيث رق الهوى
…
صهباء من أنفاسها المسك فاح
يديرها ذو قرطق قد سبا
…
بدله كل ذوات الوشاح
مختصر الخصر هضيم الحشا
…
مهفهف القامة شاكي السلاح
من طرفه الوسنان مع قده
…
واخجلة البيض وسمر الرماح
ذو طرة منها استعار الدجى
…
وغرة منها استنار الصباح
يرنو وكأس الراح في كفه
…
فيمزج الجد لنا بالمزاح
فهاكها من يده قهوة
…
يسري إلى روحك منها ارتياح
فاشرب ولا تصغ لمن قد لحا
…
فما على أهل التصابي جناح
وقال أيضاً من قصيدة
أدر المدامة يا سميري
…
يا غرة القمر المنير
وانهض لنغتنم السرو
…
ر مبكراً قبل السفور
وامسح فدتك الروح عن
…
جفنيك آثار الفتور
وانزل على الوادي السعي
…
د بشاطئ العذب النمير
يلهيك عن نهر الأبلة
…
والخورنق والسدير
أقول نهر الأبلة تقدم ذكره في ترجمة سليمان المدرس الحلبي وأما الخورنق والسدير فقال المحبي في كتابه قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل هو معرب خورنكاه أي موضع الشرب وقيل معرب خورنقاً قصر للنعمان ارتفاعه مائتا ذراع بناه لبعض أولاد الأكاسرة وقيل نهر بالكوفة وبلدة بالمغرب وقرية ببلخ وقد وقع ذكره في كلام الشعراء قديماً وحديثاً وأما السدير معرب سه دله أي فيه ثلاث قباب متداخلة وقيل سه دلى ويسميه الناس سه دلى فأعرب قال أبو حاتم هو السدلى فأعرب فقيل سدير قال عدي بن زيد
سره حاله وكثرة ما يملك
…
والبحر معرضاً والسدير
تتمة الأبيات
حيث الربيع كسا الرياض مطارف الوشي الحبيرحيث الجداول كالمنا
طق درن من حول الخصور
…
حيث الغصون كأنهن معاطف الرشأ الغرير
حيث الصبا يجري رخاء ثم ينفح عن عبيرفرعي الاله معاهدي
من جلق مغنى السرورذات المنازه والمنازل والجواسق والقصور
وسقى رياض النير بين بكل منهمر غزيرلله أوقات سلف
ن بظل وارفها المطيرمع كل سحار اللواحظ بالفتون وبالفتور
رشأ رخيم الدل فيه صولة الليث الهصورنشوان من خمر الشبا
ب يميل كالغصن النضيريحكي الغزالة طلعةوتلفتاً عند الفتور
خنث الشمائل شاطر الحركات كالظبي البهيرلم أنس ليلة زارني
في غفلة الواشي الغيوروغدا يعاطيني كؤوس حديثه دون الخمور
وبلغت غايات المنىإذ بات من أهوى سميريحتى بدا فلق الصبا
ح بظل وارفها المطير
…
ألا ريحي محمد السامي على الفلك الأثير
أقول ومن هذا الروي والقافية رأيت قصائد كثيرة منها قصيد الأديب درويش الطالوي مفتي الحنفية بدمشق المشهورة التي مطلعها
أنسيمة الروض المطير
…
بالعهد من زمن السرور
وهي طويلة وشهيرة ومن ذلك للشريف الرضي الموسوي مطلعها
نطق اللسان عن الضمير
…
والسر عنوان الضمير
ولأبي بكر الخوارزمي ومطلعها
ان الأولى خلف الخدور
…
هم في الضمائر والصدور
ومن هذا العروض قصيدة المنخل بن الحارث اليشكري ومطلعها
ان كنت عاذلتي فسيرى
…
نحو الحجاز ولا تجوري
ولإبراهيم بن المدبر قصيدة في مدح المتوكل على هذا المنوال منها قوله
يوم أتانا بالسرور
…
والحمد لله الكبير
أخلصت فيه شكره
…
ووفيت منه بالنذور
انتهى وله أيضاً
وافى الربيع بخبر مقدم وفم الزمان به تبسم والأرض قد لبسب مطا
رفها من الوشي المختموتنفست زهر الربافعبيرها الآفاق أفعم
وأريج أنفاس الصبا المسكي بالأسحار نسمفتخال هيمة الريا
ض إذا سرى شكوى متيمفانهض فأيام الربيع وطيبها للروح مغنم
فيم انتظارك يا فديتك والحوادث عنك نومقم فأجلها حيث الزما
ن بموسم اللذات أنعمراح يلوح بكأسهاحبب يخال كدور درهم
أو عقد در ناصع من غير سلك قد تنظمما تخيرها أنو
شروان في الزمن المقدميسقيكها رشأ رخيم الدل ذو وجه مقسم
فاشرب وداو بها جراح الهم فهي لهن مرهمبظلال ورد مثل دي
باج الخدود إذا تنمنمحيث الصباء لواؤه المنشور بالياقوت معلم
ساق كأن قوامه الخطى من لطف تجسمذو مقلة هاروت عل
م السحر منها قد تعلموالعندليب بطيب نعمتهعلى غصن ترنم
فكأنه يملى علي
…
نا فضل من بالمجد خيم
وقوله من قصيدة أيضاً
نبه الصحب لأرتشاف سلاف
…
وأدرها بين الندامى الظراف
وامسح الطرف من فتور نعاس
…
بذيول الصبا الرقاق اللطاف
يا فدتك النفوس داو بصرف ال
…
راح روحاً تعرضت للتلاف
وأسقيتها من كف ظبي غرير
…
لين الملتوى قليل الخلاف
باسم الثغر أكحل الطرف المي
…
أهيف القد ناعم الأطراف
مخطف الخصر يختفي البند منه
…
بين طي الأعكان والأرداف
في رياض حفت بسور تضير
…
كجوار ميالة الأعطاف
باكرتها غر السحاب بصوب
…
دائم السح هاطل مذراف
فغدت ذات بهجة كجنان
…
حاويات محاسن الأوصاف
ناظرت زهرها النجوم فأبدت
…
شكلها في غديرها الشفاف
فاغتنم فرصة الزمان فقد جا
…
د بما تشتهي من الاسعاف
ما ترى الليل قد أحس بجيش ال
…
صبح وافى فهم بالانصراف
وطوى بنده وشمر ذيلي
…
حلة زرها على الأكتاف
وأغتدي الجو كالمرآة صفاء
…
والدراري ما بين باد وخاف
وبدا الفجر ضاحك الثغر يحكي
…
غرة الأمجد الكريم المطاف
وله من قصيدة
قد نبهتنا صوادح القمري
…
لما ترآءت طلائع الفجر
وفاح من نسمة الصبا عبق
…
يفوق رياه عنبر الشحر
والروض يختال في مصبغة
…
يجر أذيالها على النهر
وسروه كالقيان إذ خطرت
…
لرقصها في مآزر خضر
وهذا مأخوذ من قول ابن ظاهر الخباز
والسرو فيها كعذارى غدت
…
ترقص في أردية خضر
وفي تشبيه السر وقول أحمد بن خلوف الأندلسي المالكي وهو
وسرو كزنج شمروا الذيل قد غدا
…
تهزهم خفق الربابات للطرب
أذاه شطت أيدي النسيم فروعها
…
ترى حللاً خضراً تزرر بالذهب
ومن ذلك قول إبراهيم الملاح
ولما رأيت السرو في الروض مانسا
…
وأيدي الهوى فيه تزيد وتنقص
حسبت رفاعياً أتى قاعة الهنا
…
وأسبل فيها شعره وهو يرقص
وقال الآخر
فكأنها والريح يخطر بينها
…
تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل
تتمة منها
والطل في أعين الزهور حكى
…
أدمع صب أحس بالشر
والجو قد راق والمدامة قد
…
رقت كطبع النديم والشعر
فانهض فدتك النفوس مبتكراً
…
وهاتها قبل ضيعة العمر
صهباء تنفي هموم ذي ترح
…
إن برزت كالعروس من خدر
طيبة النشر في الكؤوس وهل
…
بعد عروس يكون من عطر
يديرها أهيف القوام رشا
…
فاق محياه طلعة البدر
أحوراً حوى مهفهف ترف
…
مختصر الحصر باسم الثغر
وقال مضمناً بيت العباس بن الأحنف
وشادن صورته فتنة
…
يصبو اليها الناسك المتقي
لم أنس وقتاً مر بي معجباً
…
ينظر في عطفيه والقرطق
قلت له تفديك روحي أما
…
من رحمة للمغرم الشيق
فافتر عن مبسمه ضاحكاً
…
كالبدر إذ لاح من المشرق
ولم يزل يلحظني طرفه
…
شرزاً من الاقدام للمفرق
ثم انبرى يشتمني لاوياً
…
صفحته كالمغضب المحنق
وقال بالله أما تستحي
…
انظر إلى المرآة ثم أعشق
وقال مؤرخاً
روحي الفداء لمن يلوح البدر من ازرارهرشأ كحيل طرفه
قد ناب عن بتارهسلب العقول بسحرهويلاه من سحاره
متبسم عن واضحعذب اللمى معطار مثل المعاطف قد سقا
هـ الدل كأس عقارهيغزو الفؤاد بقامةأغنته عن خطاره
فاق الغزالة طلعةقد ذبت خوف نفارهغصن نضير غير أن
الصبر جل ثمارهما ضر لو زار المتيممع دنو دياره
شغف الجمال به فصار القلب من أنصارهوكساه من استبرق
حللاً على مقدارهوأتى الكمال بلا ذوردحله بنضاره
وغدا ينمنم عارضيه من لطيف نثارهحتى بدا الوشي البدي
ع الوصف من آثارهفي طرس خدار خوه أجاد مسك عذاره
وقال أيضاً
أجل صدى النوم عن الأعين
…
واستقبل الأنس بوجه سني
وباكر اللهو زمان الصبا
…
سقياً له من زمن محسن
وأنهض لوادي النيرب المشتهي
…
وأنزل على جانبه الأيمن
في روضة غناء مطلولة
…
أفنانها تحكيك أذتنني
فالليل قد مزق سرباله
…
مذ طلع الفجر من المكمن
وأقبل الصبح على أشقر
…
يختال في ديباجه الأدكن
فاستجلها حيث نسيم الصيا
…
يعبث بالورد وبالسوسن
راح كذوب التبر في كأسها
…
قد كللت بالجوهر المثمن
يسعى بها أغيد ذو غنة
…
يدعى شقيق الشادن الأرعن
ريم من الأعراب طاوي الحشا
…
هميانه من حدق الأعين
تياه يعتم ببوشية
…
منسوجة بالذهب المفتن
مسكية دارت على وجهه
…
فهو بها كالبدر في الموهن
أحسن من تاج نفيس على
…
كسرى أنوشروان أو بهمن
قد رنحت أعطافه في الصبا
…
فاهتز يزري الغصن الألين
يبدي ابتسام الثغر في خفية
…
صوناً لعقد فيه مستمكن
هذا ومن ألطف ما قد بدا
…
في وجهه من حسنه المتقن
إن الشفاه اللآء من دونها
…
وشم على كنز اللآلي السني
قفل من اياقوت مفتاحه
…
من رائق الفيروزج المعدني
ساق صبيح حسن فاتن
…
بكل عضو منه مستحسن
يسقيكها راحاً كنيل المنى
…
فاشرب على ورد الخدود الجني
وأنشد من الأشعار ما قد حلا
…
لفظاً وما خف على الألسن
واشرب وطب نفساً ولا تيأسن
…
من رحمة البر الغفور الغني
وإن قول الحق جل اسمه
…
قل يا عبادي حجة المؤمن
وقال أيضاً
لا تعجبوا إن ريحان العذار بدا
…
في وجنة صاغها الرحمن وابتدعا
وإنما طوقة السمور قابلها
…
فشكله في حواشيها قد انطبعا
ومثله للشهاب الخفاجي
وظبي من السمور ألبس فروة
…
ومال كما هزت صبا سحرة سروا
والأعيون الناس من دهشة به
…
تخايل أهداباً فتحسبه فروا
وللمترجم
شمس جمال غربت مذ بدا
…
ليل عذارى فلقى كل ضير
والحسن قد قال لعشاقه
…
مساكم الله تعالى بخير
وله
لا نظن الذي ترى بمحيا
…
فتنة الخلق عارضاً مستديرا
إنما طير حسنه حل روضاً
…
يانعاً فوق وجنتيه نضيرا
فأغتدى ناشراً جناحيه لكن
…
لست أدري يقيم أو أن يطيرا
ويقرب منه قول الأديب أحمد الشاهيني الدمشقي
ومذ تبدى الشعر في وجهه
…
بدلت الحمرة بالأصفرار
كأنما العارض لما بدا
…
قد صار للحسن جناحاً فطار
وللمترجم
روضة حسن جف نوارها
…
واستحصد النب بها واستطاب
أما ترى نمل عذاريه قد
…
دب لكي ينقل حب الشباب
وفي معنى ذلك قول الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي
لا تحسبوا شامة في خده طبعت
…
هاتيك حبة قلب زاده حبا
فدب ينقلها نمل لعذار له
…
والنمل من شأنه أن ينقل الحبا
وللمترجم
وحديقة إحداق نرجسها غدت
…
مكحولة بمراود الأمطار
حفت بورد شق عنه كمامه
…
كالخد يزهو باخضرار عذار
بسط الربيع بها مطارف سندس
…
قد رصعت بجواهر الأزهار
حتى إذا حاز الشروق وقد جلت
…
ثغر الأقاح نسيمة الأسحار
جرت عليها الشمس ذيل شعاعها
…
فتحاً لها قد موهت بنضار
أقول لي في هذا المعنى وهو معنى البيت الأخير بيتان كنت نظمتهما في جنينة بني العمادي الكائنة خارج دمشق بمحلة باب توما ولم أعلم أن صاحب الترجمة سبق الي هذا المعنى وابتكاره الأبعد ان نظمتهما وأودعتهما داخل أحد مجاميع شعري وهما قولي
قم بي لروض الزهر يا صاحبي
…
نغتم زمان الصفو في ذا النهار
فالشمس في وقت أصيل لقد
…
ألبست الروض مروط النضار
وللمترجم
عند الصباح سألت الورد يكشف عن
…
باهي المحيا الذي بالكم قد حجبا
فضم لي انملاً خمساً يمهلني
…
حتى ترى الشمس مدت مطر فاذهبا
وقال
ووردة حمراء قد ركبت
…
في وسطها نرجسة ناضرة
كوجنة رائقة قد بدا
…
بها مثال المقلة الناظرة
وقال
وكأنما الورد الجني إذا انتهى
…
وتناثرت أوراقه عن نظمها
خود زهت بغلائل من سندس
…
تغري المشوق بضمها وبلثمها
هب النسيم فراعها فتساقطت
…
تلك الدنانير التي في كمها
وقال
لا تحسب الورد من ضعف المزاج إذا
…
هب النسيم عليه فهو ينفتر
وإنما الورد في أبانه ملك
…
ذو شوكة وبه الأزهار تفتخر
إذا نسيم الصبا وافاه مجتدياً
…
يلقي له ألف دينار ويعتذر
وقال أيضاً
والشمس عند شروقها ملك له
…
وجه البسيطة جنة ينتابها
والورد كالحور الحسان تنقبت
…
بزبرجد فنما بها اعجابها
لما تبدى راعهن جماله
…
فانزاح عن وجناتهن نقابها
وقال
بوجنة الورد شمس الأفق قد شغفت
…
فقبلتها بلا خوف ولا حذر
لكن رأت أثر التقبيل يفضحها
…
فنقطتها بدينار على الأثر
وقال أيضاً
تأن جهدك في كل الأمور ولا
…
تضجر إذا سمت بحر الخطب قد ماجا
من لم يكن ذا أناة في مآربه
…
لم يكس من ورق الفرصاد ديباجاً
وقال
وما كرب ظمآن بري الماء قربه
…
فتمنعه عنه الأفاعي القواتل
بأعظم كرباً من شيخ ذي صبابة
…
بأغيد تستولي عليه الأراذل
وقال
وثقيل روح بالمرأة مولع
…
سمج المحيا هاذم اللذات
أهديته من صيد بازي بومة
…
يغنيه منظرها عن المرآة
وقال أيضاً
حبذا النرجس النضير إذا ما
…
راح يحكي لأعين النظار
معصماً من زبرجد وأكفاً
…
من لجين واكؤساً من نضار
وقال
ذوو الكمالات والآداب ليس لهم
…
حظ من الغيد غير المقت والضرر
وأرذل الخلق منهم نال بغيته
…
إن الخنازير ترعى أطيب الثمر
وقال أيضاً
زاح شر يوشه عن الفرع يوماً
…
فتدلت لخده أطرافه
شبه أوراق جنة قد أظلت
…
ورد روض يشفي العليل اقتطافه
وقال فيمن سأله عن تحفة العشاق
عن تحفة العشاق جاء مسائلي
…
رشأ يكف السحر بالأحداق
فأجبته يا من فتنت بحسنه
…
هل ثم غيرك تحفة العشاق
وقال
يقولون لي صف من هويت مع اسمه
…
فقلت ومن في لجة الحب القاني
حكى البدر وجهاً قد أدار لفتنتي
…
على جانبيه شده الأحمر القاني
ومن شعره
فسما بالحواجب النونيه
…
وافتراز المباسم الميميه
والثنايا التي تصان بياقو
…
ت شفاء عقودها لؤلؤيه
ووجوه كأنهن رياض
…
مشرقات تحكي الشموس المضيه
إن حالات من تتيم بالحب ورام الكتمن ليست خفيه
بأبي الاغيد الذي قد أثارت
…
فتنا واو صدغه الملويه
رشأ قد اراش من هدب جفني
…
هـ سهاماً لها فؤادي رميه
عربي الألفاظ يتسلب العق
…
ل بسحر اللواحظ التركيه
وبوجه كطلعة البدر يزهو
…
بخدود وردية عندميه
بهج مشرق حوى قسمات
…
تحت تضعيف طرة مسكيه
مترف لين المعاطف يهتز
…
دلالاً كالصعدة السمهريه
أهيف القد مخطف الخصرعبل
…
الردف حلو المراشف الالعسيه
وكان الخال الذي شرف الله
…
به ثغره فحاز المزية
حبشي رام التنزه فارتا
…
د له أحسن البقاع البهيه
فاغتدى بين روضة وغدير
…
قرب مسرى أنفاسه العنبرية
أقول هو مختلس من قول بعضهم
وبين الخد والشفتين خال
…
كزنجي أتى روضاً صباحا
تحير في الرياض فليس يدري
…
أيجني الورد أم يجني الاقاحا
وقريب من هذا قول ابن التلمساني