الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2859 - الإمام فخر الدين أبو عمرو عُثْمَان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان المارديني، الشهير بابن التركماني الحنفي
(1)، المتوفى في رجب سنة تسع وعشرين وسبعمائة أو إحدى وثلاثين [وسبعمائة] وله تسع وستون سنة.
اشتغل وحصَّل وبَرَعَ في الفقه وشرح "الجامع الكبير" في عدة مجلدات وأقرأه
بالمنصورية. وكان ينظر في أوقافها نيابة وكان سمع من الأبرقوهي والدّمياطي وغيرهما. وقرأ عليه ولداه علاء الدين وتاج الدين وكان فاضلًا، جميل المحاضرة، فصيحًا. ذكره تقي الدين.
2860 - الشيخ أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله ابن السّمَّاك
(2)، صاحب "أجزاء الحديث".
2861 - عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه [السلطان الأول
(3)، للدولة العلية. وله نسب يتصل إلى أوغز بن قرة خان من ملوك تركستان وكان سليمان شاه حاكمًا في بلدة ماهان فلما وقعت فتنة الجنكزية سنة 621 ترك تلك البلاد مع من تركها من الملوك وقصد بلاد الروم، وكان قد سمع بدولة السلجوقية بها وعِظَم شوكتهم وتبعه خلق كثير، فلما وصلوا إلى أرزنجان قاتلوا الكفار وغنموا منهم شيئًا كثيرًا ثم قصدوا صوب حلب من ناحية ألبستان فوصلوا إلى نهر الفرات أمام قلعة جعبر ولم يعلموا المعبر فعبروا النهر فغلب عليهم الماء فغرق سليمان شاه ثم أخرجوه ودفنوه عند القلعة وقبره اليوم مزار. وكان معه أولاده الثلاثة سنقور تكين وكون طوغدي وأرطغرل فلما أصيبوا بأبيهم وتشوش بالهم رجعوا إلى إثرهم فلما وصلوا إلى موضع يقال له بَاسِينْ أُوَاسِي مضى سنقور وكون طوغدي ورجع أرطغرل مع أبنائه الثلاثة كُنْدز وصارو بالي وعثمان، ومكث في ذلك الموضع يجاهد الكفار ثم أرسل ابنه صارو بالي إلى علاء الدين السلجوقي يستأذنه في الدخول إلى بلاده ويطلب منه موضعًا ينزل فيه فأذن وعين له جبال طومالج وأرمنك وما بينهما فأقبل أرطغرل مع أربعمائة خركاه [أي: خيمة] من قومه فتوطنوا في قرة جه طاغ، ولما قصد علاء الدين غزو الكفار قبلوا إليه نجدةً له فازدادوا عند السلطان قربًا ونازل علاء الدين في سنة 685 قلعة كوتاهيه وهي كانت للكفار فلما قرب من أخذ القلعة بلغه أن التتار يطرق بعض بلاده فنهض إلى طرف العدو وفوض أمر القلعة إلى أرطغرل وتركه بها مع بعض العسكر. ولم يزل حتى فتحها عنوة وغنم شيئًا كثيرًا، ولم يزل بعد ذلك يجاهد حتى توفي في شهور سنة 687، فلما سمع علاء الدين وفاته تأسف وعين
(1) ترجمته في "الدرر الكامنة"(3/ 49) و"الفوائد البهية"(193) و"الأعلام"(4/ 202)"حسن المحاضرة"(1/ 469).
(2)
ترجمته في "الأنساب"(7/ 127) و"سير أعلام النبلاء"(15/ 444) و"غاية النهاية"(1/ 501) و"شذرات الذهب"(4/ 235) و"الأعلام"(4/ 202).
(3)
انظر: "فذلكة" ورق (174 أ-75 اأ) وما بين الحاصرتين تكملة منه.
مكانه ولده عثمان بك. وكان تمرس في الغزو في سبيل الله منذ ولد سنة 656. ولما رأى حده في الجهاد وعلم نجابته أكرمه وأيده وأرسل إليه الراية السلطانية والخلع السنية والطبل والسيف. فلما ضرب الطبل بين يديه نهض قائمًا إعظامًا للسلطان فمازال كذلك حتى فرغوا فمن ذلك اليوم من العسكر العثمانية القيام عند ضرب طبل السلطنة في الأسفار والأعياد. وكان عثمان بك يحب العلماء والصلحاء كثير التردد إلى الشيخ أده بالي القراماني وربما يبيت في زاويته فرأى ليلة في منامه أن قمرا خرج من حضن الشيخ فدخل في حضنه وعند ذلك نبتت من سرته شجرة عظيمة سدت أغصانها الآفاق وتحتها جبال راسيات ذات أنهار وعيون والناس ينتفعون من تلك المياه فلما استيقظ قصّ رؤياه على الشيخ فقال له الشيخ: لك البشرى بمنصب السلطنة وسيعلو أمرك وينتفع الناس بك وبأولادك وأني زوجتك بنتي هذه فقبلها عثمان المغازي وتزوجها فولد له منها أولاد من جملتهم السلطان أورخان. وفي هذه السنة أعني سنة 687 سار عثمان بك إلى إينه كول ليلا وكبس قلعة قولجه فاتفق صاحب إينه كول مع قرة جه شهر على قتاله فوقع التقابل في جبل طومالج فانهزم الكفار بعد قتال شديد استشهد أخوه كندز ألب أو ساوجي وقتل قلانوز أخو صاحب قرجه شهر ثم فتح حصن قرجه حصار. وفي سنة 688 استولى عثمان غازي على كوبري حصار بقرب يكي شهر، وفيها لما سمع علاء الدين مسعود هذا الفتح أعطى لعثمان غازي منشور السلطنة على أن تكون أسكي شهر وإين اوكي مقر ولايته. قال الجنابي: ثم إن السلطان علاء الدين عظم بلاؤه من التتار وقد شاخ وعجز عن الحركة، وقد استفحل يومئذ أمر المغازي عثمان فتسلطن في البلاد التي فتحها وخطب له فيها بالسلطنة ختن الشيخ أده بالي مولانا طورسون في قرة حصار يوم الجمعة والعيد في سنة 699 (خصط). وهو أول خطبة خطبت في الدولة العثمانية باسم الأمير عثمان وقيل بل أجاز له في ذلك السلطان علاء الدين والله أعلم. وفي أثناء ذلك زوج تكور [صاحب] قلعة يارحصار بنته المدعوة نيلوفر من تكور قلعة بيلجك فبعثها إليه بجماعة من عسكره فأمر عثمان بك بالمسلمين فدهموهم على غرة منهم واستخلصوا نيلوفر منهم فزوجها عثمان المغازي من ابنه أورخان ثم شرع في الغزو ففتح بعد ما تسلطن حصن الصفصاف المعروف بقلعة بلجك ثم فتح حصن يارحصار وقصبة إينه كول ويكيشهر وأظهر فيها شعار الإسلام. وفي سنة 701 عين إمارة سلطان أوكي لأورخان وأسكي شهر لكندز ألب وإين أوكي لأيغور ألب ويارحصار لحسن ألب وإينه كول لطورغود ألب، وقرر محصول بيلجك لمصارف الشيخ أده بالي وفقرائه وجعل يكيشهر دار الإمارة فبنى مساجد وحمامات ورباطات للغزاة ثم اشتغل بقتال الكفرة في طرف إزنيق حتى أعجزهم فاستمد تكوره من صاحب إستانبول واتفق تكور بورسه وكستل وكته والتقوا معه عند قيون حصاري فانتصر عسكر