المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌تقديم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والنجاح - سهام الإسلام

[عبد اللطيف سلطاني]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌تقديم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والنجاح

بسم الله الرحمن الرحيم

‌تقديم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والنجاح للعاملين، والنجاة من الأهوال للفائزين، والسعادة الدائمة للمخلصين، والسلامة من التبعات للسباقين، والعقبى للطائعين، الممتثلين لما جاءت به شرائع خالق الأولين والآخرين، ففي ذلك الفوز والنجاة، وفي سواه الردى والهلاك.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المرسلين، وخاتم رسل الله أجمعين، وقائد الغر المحجلين، ورضوان الله عن آل بيته المكرمين، وأصحابه الميامين، وعلى من سلك سبيلهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.

أما بعد فيقول أحوج الناس إلى عفو خالقه ورضاه، وأفقر العبيد إلى سيده ومولاه / عبد اللطيف بن علي بن أحمد السلطاني القنطري: هذه خواطر جمعتها، كانت تتوارد وتمر على خاطري المرة بعد المرة، في كل وقت وحين، وعندما تمر بخاطري الواحدة منها،

ص: 9

كنت أسجلها في ذاكرتي المكدودة، إلى أن توفر عندي منها ما لا يليق أن يبقى محجوزا غير طليق، فعزمت على إخراجها من حيز ذلك المضيق، ونشرتها عسى أن تجد مكانها في قلوب ذوي العقيدة الإسلامية، من خيار هذه الأمة المحمدية، وأرجو أن أكون من الذين قدموا لإخوانهم عملا مفيدا، قد يفيدهم في دينهم ودنياهم، وفي هذا لفت نظرهم إلى ما هم مطالبون به من الأعمال، التي تحفظ على الإسلام رونقه وبهاءه، وتصون جوهره من تزييف المزيفين، وسلامته من الغش والتدليس، وتبليغه إلى أولي النهى، وذوي العقول والأحجا، الكمل الموفقين، فقد تقاعس الكثير منا في هذه الأعصر الأخيرة عن العمل لخير وسلامة العقيدة من الزيغ والانجراف إلى سوء العقائد، والانحراف عن نهج الأسلاف الأماجد، كل ذلك من أجل إصلاح المجتمع الإسلامي، إصلاحا يتمشى مع أخلاقنا الإسلامية، وعقيدتنا الدينية، إذ اشتغل معظم المفكرين من هذه الأمة بما لا يفيد الإسلام والعقيدة إلا بالنزر اليسير، ولربما كان هذا قليلا أيضا على قلة أهله، فاجتمع لدي منها ما قد يسمى "كتابا" فاستخرجتها من ذاكرتي وكتبتها، وسودت بها صحائف قد تكون مفيدة، شاركت بها من تقدمني لخدمة هذا الدين الذي نعتز بالانتساب إليه، ونحمد الله على أن جعلنا من أهله الفائزين الرابحين، إن شاء الله رب العالمين، ولم يجعلنا من خصومه أو المفرطين فيه، حتى لا نكون من الهالكين والخاسرين.

وأسميته ـ[سهام الإسلام]ـ أخذا من حديث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما سيمر بالقارئ الكريم، وتفاؤلا بمشاركتي للعاملين والمساهمين في إعلاء منزلة الإسلام بين الأنام، ورفعة شأنه، وإعلاء كلمته (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وإعزازها، ونشر دينه الذي هو رحمة للعالمين، ولا نجاة للبشرية ولا سعادة لها ما دامت بعيدة عن الأخذ بشريعته، والاهتداء بهديه والتحاكم إلى

ص: 10

قوانينه ونبذ القوانين الوضعية التي لم تغن شيئا في كل ميادين الحياة، بل ما زادتها إلا توغلا في الغواية والضلال، وانصرافا عن المنهج القويم في استقرار الأوضاع وحماية حقوق الإنسان، التي داستها سنابك خيل الطغيان وجبروت الظلم والعدوان.

وعسى الله أن ينفعنا جميعا بما نعلم على قلته، ويمن علينا بالخلاص من قيود أنفسنا المحيطة بنا، كما ندعوه أن يمن علينا بالدعوة إلى الإسلام قولا وعملا، وعقيدة وغاية ومقصدا، إنه السميع العليم المجيب، ولا حول لنا ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وهو مولانا، فنعم المولى ونعم النصير.

***

ص: 11