الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كم هي سهام الإسلام
؟
على المسلم أن يعرف ما هي سهام الإسلام؟ وما هي ماهيتها ومقاديرها وأرباحها؟؟؟ وعليه أن يعرف أيضا ما هي هذه السهام أو الأسهم؟ التي نشترك بها في شركة الإسلام الرابحة إن شاء الله، لتنمو أرباحنا وأرباحها، حتى يتقوى الإسلام وينتشر ضوؤه ويعم خيره.
سهام الإسلام ورد ذكرها في بعض الآثار النبوية مختلفة الطرق والعدد - تارة بلفظ سهام وتارة بلفط أسهم -، ففي بعضها أنها ثلاثة سهام، وفي البعض الآخر أنها ثمانية أسهم، وورد في بعض أنها ثلاثون سهما، وهي موزعة في سور من القرآن ما بين مأمور به ومنهي عنه، والكل بعد عدها وإحصائها والتدبر فيها صحيح وموافق لما عرضه القرآن في آياته.
ومن المعروف في شركات المساهمة أن الفائدة توزع بقدر عدد السهام بين قلتها وكثرتها، فمن كان في شركة مساهمة، وساهم فيها بحظ وافو من السهام ذات القيمة العالية، فإن نصيبه في الربح منها يكون أوفر وأكثر ممن كانت مساهمته فيها بنصيب
أقل منه، وهكذا في الإسلام، فمن عمل واجتهد وامتثل لما طلب منه، فقام بفرائضه، وحافظ عليها، وترك منهياته وابتعد عنها، كان من الرابحين بنصيب وافر من الأجر والثواب والعزة والكرامة، وكان ربحه دائما ومدده متواصلا غير مقطوع عنه ولا ممنوع، لأنه ناله من كسب أمره به رب العالمين.
ذكرت سهام الإسلام في بعض كتب الحديث، حيث رواها رواة اختلفت درجاتهم في الضبط والتحري، كما اختلفت في عددها بحسب ما رووه من الأحاديث، وسأتعرض لها فيما يلي:
أ) جاء في كتاب "الترغيب والترهيب" من الحديث الشريف للحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري رحمه الله في ج 1 ص 517 قال: (وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث أحلف عليهن:
1 -
لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة/ الصلاة، والصوم، والزكاة.
2 -
ولا يتولى الله عبد في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة.
3 -
ولا يحب رجل قوما إلا جعلة معهم.
والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم/ لا يستر الله عبدا في الدنيا الا ستره يوم القيامة) رواه أحمد بسند جيد.
وأخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك، ج، 1، ص 19 من كتاب "الإيمان" قال بعد أن ذكر السند إلى قوله عن إسحاق
ابن عبد الله بن أبي طلحة، قال حدثني شيبة الحضرمي أنه شهد عروة بن الزبير يحدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة أن رسول الله عليه وسلم قال: (ثلاث أحلف عليهن:
1 -
لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وسهام الإسلام/ الصوم والصلاة والصدقة.
2 -
ولا يتولى الله عبد في الدنيا فيوليه غيره يوم القايامة.
3 -
ولا يحب رجل قوما إلا جعله معهم.
والرابعة إن حلفت عليها رجوت أن لا آثم/ ما يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره في الآخرة.
فقال عمر بن عبد العزيز: إذا سمعتم مثل هذا الحديث يحدث به عروة عن عائشة فاحفظوه. زاد الحاكم فقال: شيبة الحضرمي قد خرجه البخاري، وقال في التاريخ، ويقال الخضري سمع عروة وعمر بن عبد العزيز وجاء في الجزء الرابع من التاريخ الكبير للإمام البخاري ترجمة (2669) قوله: شيبة الحضرمي، سمع عروة وعمر بن عبد العزيز - قال المعلق الخضري وهو الصواب - روى عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال الحاكم - كعادته: وهذا الحديث صحيح الإسناد. ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: قلت ما خرج له سوى النسائي هذا الحديث، وفيه جهالة. وقد ذكره الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في كتابه "مجمع الزاوائد ومنبع الفوائد" بروايات متعددة، ومنها رواية عائشة المتقدمة، وقال فيها:
رواه أحمد ورجاله ثقات، كما رواه أبو يعلى أيضا، ذكره في باب (بيان فرائض الإسلام وسهامه).
ب) وجاء في بعض كتب الحديث أن سهام الإسلام ثمانية أسهم، منها:
كتاب "الترغيب والترهيب" من الحديث الشريف للحافظ عبد العظيم المنذري، من كتاب "الصدقات" الحديث رقم "9" قال:(وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الإسلام ثمانية أسهم / الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والصوم سهم، وحج البيت سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد في سبيل الله سهم، وقد خاب من لا سهم له) رواه البزار موفوعا، وفيه يزيد بن عطاء اليشكري، ورواه أبو يعلى من حديث علي مرفوعا أيضا، وروي موقوفا على حذيفة، وهو أصح، قاله الدارقطني وغيره.
كما أخرجه الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في كتابه (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) في باب "بيان فرائض الإسلام وسهامه" قال: (عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإسلام ثمانية أسهم/ الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، وحج البيب سهم، والصيام سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد في سبيل الله سهم، وقد خاب من لا سهم له) قال الهيثمي: رواه البزار، وفيه يزيد بن عطاء وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة، ورجاله ثقات اهـ من الجزء الأول صفحة "38".
والحديث كما رأينا جمع ثمانية من فرائض الإسلام المعتبرة فيه، إنما المدار فيه على الراوي يزيد بن عطاء اليشكري فمن علماء الحديث من وثقه، ومنهم من ضعفه، وله طريقان في سنده، الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوقف عن الراوي الأخير، وهو حذيفة رضي الله عنه، قال الدارقطني وغيره: الوقف أصح.
قال الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في كتابه "المغني في الضعفاء" يزيد بن عطاء اليشكري مولى أبي عوانة، قال أحمد: حديثه مقارب، وقال ابن سعد ضعيف، قال أبو حاتم لا يحتج به.
وترجم له الإمام الذهبي - أيضا - في كتابه "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" في الترجمة - 9731 - : يزيد بن عطاء اليشكري الذي أعتق أبا عوانة الوضاح بن عبد الله، يكني أبا خالد الواسطي البزاز، عن منصور وعلقمة بن مرثد، ونافع مولى ابن عمر، وعنه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى الوضاحي وطائفة، قال أحمد مقارب الحديث، وقال ابن سعد ضعيف، وقال أبو حاتم لا يحتج به، وقال ابن عدى حسن الحديث، وقال أحمد أيضا ليس به بأس، وقال النسائي وغيره ليس بالقوي.
ومما يؤيد ويقوي ما جاء في هذا الحديث على تعدد رواياته واختلاف طرق نقله وضعفها وقوتها الخ أن هذه السهام ذكرت مفرقة في كثير من الآيات القرآنية، منها هذه الآية التي جمعت
أربعة من تلك السهام، وهي قوله سبحانه وتعالى:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (1) قال زيد بن أسلم في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} وعند الله ثواب ما صنعوا، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول (لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له) وقوله أيضا:(وقد خاب من لا سهم له).
ج) أما ترجمان القرآن وحبر الأمة/ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو الذي دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بأن يعلمه التأويل، فإنه تتبع آيات القرآن الكريم، فأحصى أصول فرائض الإسلام وشرائعه، وبلغ بها الثلاثين سهما، فهو قد رآى أن سهام الإسلام التي أمر الله بها أو نهى عنها، - وبها يكتمل هذا الدين عند أتباعه المسلمين - تصل إلى ثلاثين سهما، وهذا منه رضي الله عنه لا يصدر عنه من قبل الرأي المجرد، لو لم يكن له فيه سماع من صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم، فإنه أخذها من آيات القرآن الكريم، وهو ظاهر واضح كما سنبينه حسبما نقل عنه، وذلك في قوله تعالى مادحا خليله ورسوله أبراهيم عليه السلام في سورة البقرة {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} . (2) وقوله تعالى في سورة والنجم {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (3).
(1) الآية 41 من سورة الحج.
(2)
الآية 124.
(3)
الآية 37.
فقد أخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (سهام الإسلام ثلاثون سهما، لم يتممها أحد قبل ابراهيم عليه السلام، قال الله عز وجل: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} واستدل على ما ذهب إليه بقوله تعالى مثنيا على خليله ابراهيم عليه السلام بقوله: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} وذلك من قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (1) قال الحاكم - جريا على عادته - هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه - أي البخاري ومسلم - (2) وذكر الحاكم في المستدرك أيضا رواية أخرى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الإسلام ثلاثون سهما، وما ابتلي بهذا الدين أحد فأقامه إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: وإبراهيم الذي وفى، فكتب له براءة من النار) قال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (3).
أما أسماء هذه السهام التي أشار اليها ابن عباس رضي الله عنهما، والتي هي وظائف الإسلام وشرائعه، فهي ما بين مأمور به ومنهي عنه، وترغيب في الخير وحث على فعله، وتحذير من الشر وعواقبه، وقد أشار إليها جل المفسرين لكتاب الله عند كلامهم على قوله تعالى في سورة البقرة {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} وقوله تعالى في سورة والنجم {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} .
(1) الآيتان 36 - 37 من سورة والنجم.
(2)
المستدرك ج 2 ص 470.
(3)
ج 2 ص 552 من كتاب التاريخ من المستدرك.
ومن أولئك المفسرين/ الإمام ابن جرير الطبري، والزمخشري، والقرطبي، والخطيب الشربيني، والألو سي وغيرهم، وأخذوها من آيات القرآن الكريم، وقالوا فيها انها مذكورة في هذه الآيات الكريمة من كلام ربنا عز وجل.
ففي سورة التوبة عشرة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْالخ} وفى سورة الأحزاب عشرة في قوله تعا لى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِالخ} والعشرة الباقية موزعة بين سورتي/ قد أفلخ المؤمنون، وسأل سائل كما سنبينه بتوفيق الله.
قال أولئك المفسرون لكلام الله تعالى: ان السهام العشرة الواردة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْالخ} تبتدئي من قو له تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الخ} ، فبعد عدي لها وجدتها تسعة فقط فرجعت أفكر في الآية فاهتديت إلى أنا السهم العاشر هو قوله تعالى:{يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وبهذا تتم العشرة لأن القتال هنا هو الجهاد المصرح به في الحديث الذي رواه حذيفة رضي الله عنه كما تقدم في حديثه - وعند هذا انتظم الإحصاء فكانت السهام في هذه الآية عشرة، أردت بهذا التنبيه فقط، لأن المفسرين رحمهم الله أشاروا إليها فقط ولم يحصوها.
فنعود إلى تلك الآية - آية التوبة - لنستخرج منها السهام العشرة، قال الله تعالى في الآيتين:"111 - 112" {إِنَّ اللَّهَ
اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى قوله {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ
1 -
يقاتلون في سبيل الله (1) الجهاد في سبيل الله.
2 -
التائبون (2) التوبة من الذنوب.
3 -
العابدون (3) العبادة لله وحده.
4 -
الحامدون (4) حمد الله تعالى على نعمه الوافرة.
5 -
السائحون (5) السياحة في الارض لنشر الدين وعقيدة التوحيد.
6 -
الراكعون (6) الركوع لله وحده.
7 -
الساجدون (7) السجود لله الواحد القهار لا لغيره.
8 -
الآمرون بالمعروف (8) الأمر بالمعروف وهو كل ما فيه الخير والصلاح للمسلم في دينه ودنياه.
9 -
والناهون عن المنكر (9) النهي عن ارتكاب كل فعل ذميم مكروه من العقلاء.
10 -
والحافظون لحدود الله (10) المحافظة على ما حدده الله لعباده المؤمنين لتستقيم أمورهم، وعدم مجاوزته امتثالا لأمر الله.
وبعض المفسرين جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سهما واحدا، وعلى هذا لا يستقيم الاحصاء. أما العشرة التي في سورة الأحزاب فهي في قوله تعالى:
1 -
إن المسلمين والمسلمات (1) الإسلام وذلك بتوحيد الله توحيدا تاما.
2 -
والمؤمنين والمؤمنات (2) الإيمان بكل ما جاء من عند الله بواسطة رسله الكرام.
3 -
والقانتين والقانتات (3) القنوت والطاعة لله تعالى وكثرة الدعاء.
4 -
والصادقين والصادقات (4) الصدق في الحديث وفى غيره كالمعاملات وجميع المواقف.
5 -
والصابرين والصابرات (5) الصبر المحمود في كل شيء مثل الطاعات والمعاصي.
6 -
والخاشعين والخاشعات (6) الخشوع والتذلل لله الواحد القهار.
7 -
والمتصدقين والمتصدقات (7) بذل الصدقات للمحتاجين إليها كيفما كان نوعها.
8 -
والصائمين والصائمات (8) الصيام بجميع أنواعه.
9 -
والحافظين فروجهم والحافظات (9) العفة والتنزه عن الخنا والفاحشة بجميع ألوانها وأنواعها.
10 -
والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم تمغفرة وأجرا عظيما. (10) الاكثار من ذكر الله في كل حين من غير سهو عنه ولا تقصير.
والملاحظ أن ما جاء في هذه الآية (35) من سورة الأحزاب قد ذكرت كلا من الصنفين المخاطبين بالإسلام - الذكر والأنثى - فكل واحد منهما مطالب بالإتيان بهذه السهام وغيرها.
وعشرة سهام موزعة ما بين سورتي (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، وسَأَلَ سَائِلٌ)، ففي سورة قد أفلح ستة، وفى سورة سأل سائل أربعة، وما ورد في هاتين السورتين مما قد يكون مكررا مع غيره فهو في وجه آخر من أوجه تنوع دلالة القرآن الكريم على ما يدعو إليه، من الترغيب والتشويق لتبادر النفس المؤمنة إلى الامتثال والاتباع.
فلنأخذ هذه العشرة الباقية من السورتين الكريمتين المشار إليهما آنفا:
1 -
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون (1) الخشوع في الصلاة.
2 -
والذين هم عن اللغو معرضون (2) الاعراض والترك لكل ما لا يليق بكرامة المسلم.
3 -
والذين هم للزكاة فاعلون (3) أداء الزكاة المفروضة وإعطاؤها لمن يستحقها.
4 -
والذين هم يفروجهم حافظون إلا على أزواجهم الخ. (4) ترك الزنى والخنا والأقذار والمباح هو ما بعد الاستثناء
5 -
والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. (5) المحافظة والوفاء بالعهود والأمانات.
6 -
والذين هم على صلواتهم يحافطون. (6) المحافظة على الصلوات بشروطها وفرائضها واركانها.
وإقامتها والمبادرة إلى فعلها في أوائل أوقاتها، وإتمام ركوعها وسجودها الخ.
والتي هي في سورة (سَأَلَ سَائِلٌ) جاءت في قوله تعالى بعد الاستثناء:
7 -
إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون الآية 23 منها. (7) المداومة على فعل الصلاة، فلا يتركونها ولا يؤخرونها عن وقتها.
8 -
والذين يصدقون بيوم الدين الآية 26. (8) الايمان بيوم القيامة والبعث والحساب الخ.
9 -
والذين هم من عذاب ربهم مشفقون الآية 27. (9) الخوف من عذاب الله وتجنب ما يوجبه ويوصل إليه.
10 -
والذين هم بشهادتهم قائمون الآية 33. (10) أداء الشهادات على وجهها من غير كتمانها وترك شهادة الزور.
هذه هي سهام الإسلام الثلاثون على ما روى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي مستمدة من الآيات القرآنية، ولم يكن منها سهم خارجا عما أمر به رب العالمين أو نهى عنه أحكم الحاكمين، (وقد خاب من لا سهم له) وقد خسر حياتهم أولئك الذين لم يشاركوا في هذه الشركة الرابحة، بأن لم يكن لهم فيها أي سهم، أو أولئك الذين اشتركوا وشاركوا في المؤسسات والهيآت التي زاحمت شركة الإسلام محاولين بذلك إفلاس الإسلام والقضاء عليه، فكانت الدائرة عليهم، والنصر والبقاء للإسلام لأنه دين الله وشرعه الذي أنقذ به البشرية من الضلالات.
فاحرص أيها المسلم الكامل - على المساهمة في شركة الإسلام الرابحة، بكل ما تستطيع من السهام، سواء كانت تلك السهام ثلاثة، أو ثمانية، أو ثلاثين، حتى لا تفوتك هذه الفائدة العظمى، فائدة الدنيا والاخرة، فتكون - إن لم تفعل - في يوم من الأيام من النادمين الخاسرين، بعد أن يفوتك زمن التدارك واللحوق بصف الرابحين الناجحين، وتبقى مع الخاسرين الهالكين، فلا يغرنك الغرار، فيلحق بك المذلة والهوان والعار، ولله در من قال:
عَلَى نَفْسِهِ فَلْيَبْكِ مَنْ ضَاعَ عُمْرُهُ
…
وَلَيْسَ لَهُ مِنْهَا نَصِيبٌ وَلَا سَهْمُ
وسنشرع بحول الله - في بيان سهام الإسلام الثمانية التي جاءت في حديث حذيفة رضي الله عنه، فهي التي اعتمدتها وبنيت عليها هذا الكتاب، وأسميته ـ[سهام الإسلام]ـ فخذ بها أيها المسلم وطبقها في نفسك، وادع لها - ما استطعت - كيفما كان اعتبارك لهذه السهام، سواء اعتبرتها حظوظا وأنصباء - بحسب مدلول لفظ السهم - فخذ بحظك ونصيبك من الإسلام ولا تهمله وتضيعه فتضيع أنت.
أو اعتبرتها نبالا - حسب ذلك المدلول اللغوي أيضا - فأقمها وسددها واعمل بها تكن قد وجهتها لصدور أعداء
الإسلام، ورميت بها في نحورهم، فإنك بكل اعتبار من العاملين الفائزين، ان شاء الله.
ومن الله نطلب التوفيق والإعانة والحفط من الخطأ، والخطل والزلل، فهو المرجو والمسؤول والستار العليم.
***