المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وبهذا تكون أسلحة الجهاد قد تنوعت، وهذا هو أنجع الجهاد - سهام الإسلام

[عبد اللطيف سلطاني]

الفصل: وبهذا تكون أسلحة الجهاد قد تنوعت، وهذا هو أنجع الجهاد

وبهذا تكون أسلحة الجهاد قد تنوعت، وهذا هو أنجع الجهاد وأضمنه للفوز في هذا العصر الذي نحيا ونعيش فيه، وهو سلاح لا خطر فيه على حامله - في الغالب - ولكن (أين من يستعمله)؟؟؟

‌كلمة ختامية:

إلى ههنا وقف القلم، وكل الذهن، واحتار الفكر في مجال هذا الكون الفسيح، الذي تسبح في جوه وفوق أرضه، هذه السهام الإسلامية الرابحة كالسرج تنير لنا سبل الحياة الفاضلة، فإليكها بعد دراسة لها واستيعاب - حسب الطاقة والامكان - لما تطرقت إليه من هذا الهدى الرباني، والارشاد النبوي الواقي من الندامة وعض البنان - لسهام الإسلام وفروضه وشرائعه، سواء في وفرة محاصيلها وأرباحها، أو في إصابتها لأهدافها، مع سلامة حامليها من العطب.

فإليك - أيها المسلم - هذه السهام الإسلامية/ ثلاثثها، أو ثمانيها، أو ثلاثيها، فاشدد عليها بكلتا يديك، وعض عليها بالنواجذ، وإياك أن تفرط في واحد منها فتخسر حياتك، وتضيع كل أتعابك، حياتك التي ليس لك كسب سواها، ولا أخالك إلا عاملا بها، برغبة وحرص واجتهاد، واحذر التسويف فإنه آفة الأعمار، فإن عملت بالنصيحة، فإنك ستحمد العاقبة، وتفوز مع الفائزين، إذ العاقبة للعاملين والمتقين.

ص: 213

ذلك ما حدا بي إلى إخراجها وعرضها على النبهاء والمخلصين والمحبين للخير من أبناء أمتنا المجيدة، تلك الأمة التي لم تتخلف عن الركب الإسلامي في مسيرته الموفقة، بالرغم لمن بعد المسافة، ووعورة الطريق، وقلة الرفاق، ولم تخلف وعدها الذي التزمت به أمام الله وأمام عالمنا الإسلامي، من عقود والتزامات، ولم تخف أية قوة في هذا الكون غير قوة الخلاق العليم، القوي العدل الرحيم، وهذا ما يوجبه صدق الايمان.

ومن رحمته بنا هذه الهداية إلى دينه القويم، هذه الهداية التي لا نوفيها حقها من الحمد والشكر والثناء لمسديها إلينا، وهو الله رب العالمين، فمنه - وحده - نطلب العون والنصر على أنفسنا وعلى كل ما يعترض سبيلنا من عقبات صعاب نلقاها أمامنا، من ساحة المبدأ إلى أعتاب عرصات العرض والمأوى والمآرب، نرجوه بيقين المؤمنين، ووجل المذنبين، أن يديم لنا إيماننا، ويحفظ علينا إسلامنا، من عوادي الأيام، وأن يجيرنا من كل معتد ظالم أثيم، كما نسأله ونرجوه أن يتقبل منا عملنا هذا ومن كل عامل لنشر دينه وتثبيت أقدامه، وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، نرجو منه القبول والثواب، والعافية الدائمة وحسن المآب، لنا ولإخواننا العاملين لخير العقيدة الإسلامية، ونسأله أن يقينا من فعل كل ما لا يرضيه عنا مما قد يلحق العار والخزي بنا، أو يكون سببا ومسلكا لنا إلى دخول النار. وأن يتجاوز عنا كل عمل قد يشيننا.

ص: 214

وأن يرحم آباءنا وأجدادنا وجميع المسلمين، وأن يصلح حال المسلمين أينما كانوا وأن يوفقهم لصالح الأقوال والأعمال، إنه السميع المجيب.

"اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يا من يجير ولا يجار.

"اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر".

وصلاة الله وسلامة على رسول الله أجمعين، وعلى آلهم وأنصارهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وكان الفراغ من تحريره وتحويره عند منتصف النهار من يوم الثلاثاء في آخر الجماديين، بعد مضي أربعة أيام منها عام تسعة وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، الموافق لليوم الأول من شهر ماي سنة تسع وسبعين وتسعمائة وألف من الميلاد. (1399هـ 1979 م) والحمد لله رب العالمين.

ص: 215