المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بن الخطاب .. (1). 4693 - عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ: - الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء - جـ ٥

[نبيل جرار]

فهرس الكتاب

- ‌[247] مسندُ عتابِ بنِ أَسيدٍ

- ‌[248] مسندُ عتبةَ بنِ عبدٍ السُّلَميِّ

- ‌[249] مسندُ عتبةَ بنِ غَزوانَ المازنيِّ

- ‌[250] مسندُ عتبةَ بنِ فَرقدٍ السُّلميِّ

- ‌[251] مسندُ عتبةَ بنِ النُّدَّرِ السُّلميِّ

- ‌[252] مسندُ عَثَّامةَ بنِ قيسٍ البَجَليِّ

- ‌[253] مسندُ عثمانَ بنِ حُنيفٍ الأنصاريِّ

- ‌[254] مسندُ عثمانَ بنِ طلحةَ الحَجَبيِّ

- ‌[255] مسندُ عثمانَ بنِ أبي العاصِ الثَّقفيِّ

- ‌[256] مسندُ عثمانَ بنِ عفانَ

- ‌الطهارة

- ‌الجنائز

- ‌النكاح

- ‌اللباس والزينة

- ‌الطب

- ‌الأدب

- ‌القرآن

- ‌الجهاد

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌[257] مسندُ عثمانَ بنِ مَظعونٍ الجُمَحيِّ

- ‌[258] مسندُ العدَّاءِ بنِ خالدٍ العامريِّ

- ‌[259] مسندُ عديِّ بنِ حاتمٍ الطائيِّ

- ‌[260] مسندُ عديٍّ الجُذاميِّ

- ‌[261] مسندُ العِرباضِ بنِ ساريةَ السُّلميِّ

- ‌[262] مسندُ العُرْسِ بنِ عَميرةَ الكِنديِّ

- ‌[263] مسندُ عَرفجةَ الأَشجعيِّ

- ‌[264] مسندُ عروةَ بنِ مُضَرِّسٍ الطائيِّ

- ‌[265] مسندُ عصمةَ بنِ مالكٍ الخَطْميِّ

- ‌[266] مسندُ عطاءٍ الشيبيِّ

- ‌[267] مسندُ عطيةَ بنِ بُسرٍ المازنيِّ

- ‌[268] مسندُ عطيةَ السَّعديِّ

- ‌[269] مسندُ عُفيرِ بنِ أبي عُفيرٍ

- ‌[270] مسندُ عقبةَ بنِ عامرٍ الجُهنيِّ

- ‌الإيمان

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الأطعمة

- ‌الأدب

- ‌الذكر والدعاء

- ‌التوبة والاستغفار

- ‌الجهاد والسير

- ‌الزهد

- ‌الفتن

- ‌[271] مسندُ عقبةَ بنِ عَمرو أبي مسعودٍ الأَنصاريِّ

- ‌[272] مسندُ عقيلِ بنِ أبي طالبٍ

- ‌[273] مسندُ عكافِ بنِ وَدَاعةَ الهلاليِّ

- ‌[274] مسندُ عِكْراشِ بنِ ذُؤيبٍ

- ‌[275] مسندُ عكرمةَ بنِ أبي جهلٍ

- ‌[276] مسندُ عُلبةَ بنِ زيدٍ الأنصاريِّ

- ‌[277] مسندُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ

- ‌الإيمان

- ‌القدر

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الجنائز

- ‌الزكاة

- ‌الصيام

- ‌الحج

- ‌النكاح

- ‌الطلاق

- ‌البيوع

- ‌العتق

- ‌الحدود والديات

- ‌الأقضية

- ‌الأطعمة

- ‌الأشربة

- ‌الصيد والذبائح

- ‌الطب

- ‌اللباس والزينة

- ‌الأدب

- ‌الذكر والدعاء

- ‌التوبة والاستغفار

- ‌القرآن

- ‌العلم

- ‌الجهاد والسير

- ‌الإمارة

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌الفتن

- ‌القيامة وصفة الجنة والنار

- ‌[278] مسندُ عمارِ بنِ ياسر

- ‌الإيمان

- ‌الصلاة

- ‌الحج

- ‌الذكر والدعاء

- ‌الجهاد والسير

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌[279] مسندُ عُمارةَ بنِ أوسٍ الأنصاريِّ

- ‌[280] مسندُ عُمارة بنِ حَزْنِ بنِ شَيطان

- ‌[281] مسندُ عمَر بنِ الخطابِ

- ‌الإيمان

- ‌القدر

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الجنائز

- ‌الزكاة

- ‌الصيام

- ‌الحج

- ‌النكاح

- ‌البيوع

- ‌الحدود والديات

- ‌الأطعمة والأشربة

- ‌الطب

- ‌اللباس والزينة

- ‌الأدب

- ‌الذكر والدعاء

- ‌القرآن

- ‌العلم

- ‌الجهاد والسير

- ‌الإمارة

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌الفتن

- ‌القيامة وصفة الجنة

- ‌[282] مسندُ عمرَ بنِ أبي سلمةَ المخزوميِّ

- ‌[283] مسندُ أبي زيدٍ الأَنصاريِّ عَمرو بنِ أخطبَ

- ‌[284] مسندُ عَمرو بنِ أميةَ الضَّمريِّ

- ‌[285] مسندُ عَمرو بنِ تغلبَ

- ‌[286] مسندُ عَمرو بنِ حُريثٍ المَخزوميِّ

- ‌[287] مسندُ عَمرو بنِ حُريثٍ آخر غير الذي قبلَه

- ‌[288] مسندُ عَمرو بنِ حزمٍ الأَنصاريِّ

- ‌[289] مسندُ عَمرو بنِ الحمقِ

- ‌[290] مسندُ عَمرو بنِ سعيدِ بنِ العاصِ

- ‌[291] مسندُ عَمرو بنِ العاصِ

- ‌البيوع

- ‌الأدب

- ‌الهجرة

- ‌المناقب

- ‌[292] مسندُ عَمرو بنِ عبدِاللهِ

- ‌[293] مسندُ عَمرو بنُ عَبَسَةَ السُّلَميِّ

- ‌[294] مسندُ عَمرو بنِ عقيلٍ

- ‌[295] مسندُ عَمرو بنِ عوفٍ المُزَنيِّ

- ‌[296] مسندُ عَمرو بنِ يَثْربيِّ الضَّمْريِّ

- ‌[297] مسندُ عَمرو السَّعديِّ

- ‌[298] مسندُ عَمرو الطائيِّ

- ‌[299] مسندُ عمرانَ بنِ حُصينٍ

- ‌الإيمان

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الجنائز

- ‌الزكاة

- ‌النكاح

- ‌البيوع

- ‌الأيمان والنذور

- ‌الأقضية والأحكام

- ‌الأضاحي

- ‌الطب

- ‌اللباس والزينة

- ‌الأدب

- ‌الذكر والدعاء

- ‌العلم

- ‌الجهاد

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌الفتن

- ‌[300] مسندُ عميرِ بنِ سعدٍ الأنصاريِّ

- ‌[301] مسندُ عميرِ بنِ يَثربيِّ الضَّبيِّ

- ‌[302] مسندُ عميرِ بنِ قتادةَ الليثيِّ

- ‌[303] مسندُ عُميرٍ والدِ أبي بكرٍ

- ‌[304] مسندُ عوفِ بنِ مالكٍ الأَشجعيِّ

- ‌[305] مسندُ عُويمِ بنِ ساعدةَ الأنصاريِّ

- ‌[306] مسندُ عُويمرٍ أبي الدَّرداءِ

- ‌الإيمان

- ‌القدر

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الزكاة

- ‌الصيام

- ‌النكاح

- ‌البيوع

- ‌الأيمان والنذور

- ‌الأقضية الأحكام

- ‌الأطعمة والأشربة

- ‌الطب

- ‌اللباس والزينة

- ‌الأدب

- ‌العقل وعجائب المخلوقات

- ‌الذكر والدعاء

- ‌التوبة والاستغفار

- ‌القرآن

- ‌ العلمِ

- ‌الجهاد

- ‌الإمارة

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌الفتن

- ‌القيامة

- ‌[307] مسندُ عياشِ بنِ أبي ربيعَة المَخزوميِّ

- ‌[308] مسندُ عياضِ بنِ حمارٍ المُجاشعيِّ

- ‌[309] مسندُ عياضِ بنِ عَمرو الأَشعريِّ

- ‌[310] مسندُ عياضِ بنِ غَنْمٍ الأَشعريِّ

- ‌[311] مسندُ عياضٍ الأَنصاريِّ

- ‌[312] مسندُ فَضالةَ بنِ عُبيدٍ الأنصاريِّ

- ‌[313] مسندُ الفضلِ بنِ العباسِ

- ‌[314] مسندُ الفَلَتانِ بنِ عاصمٍ الجَرميِّ

- ‌[315] مسندُ فيروزٍ الدَّيلميِّ

- ‌[316] مسندُ قَبَاثِ بنِ أَشْيمَ الليثيِّ

- ‌[317] مسندُ قتادةَ بنِ النعمانِ الأنصاريِّ

- ‌[318] مسندُ قتادةَ الرهاويِّ أبوهشامٍ

- ‌[319] مسندُ قدامةَ بنِ عبدِاللهِ الكِلابيِّ

- ‌[320] مسندُ قرَّةَ بنِ إياسٍ المُزنيِّ

- ‌[321] مسندُ قَردةَ بنِ نُفَاثةَ السَّلوليِّ

- ‌[322] مسندُ قيسِ بنِ سعدِ بنِ عبادةَ الأَنصاريِّ

- ‌[323] مسندُ قيسِ بنِ شَمَّاسٍ

- ‌[324] مسندُ قيسِ بنِ عاصمٍ المِنْقَريِّ

- ‌[325] مسندُ قيسِ بنِ النعمانِ السَّكونيِّ

- ‌[326] مسندُ قيسِ بنِ قَهدٍ

- ‌[327] مسندُ كَردَمِ بنِ قيسٍ

- ‌[328] مسندُ كُرْدُوس

- ‌[329] مسندُ كعبِ بنِ زهيرِ بنِ أبي سُلمى المُزنيِّ

- ‌[330] مسندُ كعبِ بنِ عاصمٍ الأَشعريِّ

- ‌[331] مسندُ كعبِ بنِ عُجرةَ الأنصاريِّ

- ‌الطهارة

- ‌الصيام

- ‌النكاح

- ‌البيوع

- ‌الأطعمة

- ‌الأدب

- ‌القرآن

- ‌الجهاد والسير

- ‌الزهد

- ‌[332] مسندُ كعبِ بنِ عياضٍ الأَشعريِّ

- ‌[333] مسندُ كعبِ بنِ مالكٍ الأَنصاريِّ

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الأدب

- ‌القرآن

- ‌الجهاد والسير

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌[334] مسندُ كلثومِ بنِ الحُصينِ أبي رُهْمٍ الغِفاريِّ

- ‌[335] مسندُ كُليبِ بنِ شهابٍ الجَرميِّ

- ‌[336] مسندُ كُليبٍ الجُهنيِّ

- ‌[337] مسندُ لَقيطِ بنِ صَبرةَ أبي رَزينٍ العُقيليِّ

- ‌[338] مسندُ مازنِ بنِ الغَضوبةِ

- ‌[339] مسندُ مالكِ بنِ ربيعةَ أبي أُسيدٍ الأنصاريِّ

- ‌[340] مسندُ مالكِ بنِ مرارةَ الرهاويِّ

- ‌[341] مسندُ مُجمِّعِ بنِ جاريةَ

- ‌[342] مسندُ مِحجنِ بنِ الأَدرعِ الأَسلميِّ

- ‌[343] مسندُ محمدِ بنِ أبي بكرٍ

- ‌[344] مسندُ محمدِ بنِ مَسلمةَ الأَنصاريِّ

- ‌[345] مسندُ محمودِ بنِ لَبيدٍ

- ‌[346] مسندُ مُخارقٍ الشَّيبانيِّ والدِ قابوسٍ

- ‌[347] مسندُ مدلوكٍ

- ‌[348] مسندُ مَرثدِ بنِ وَادعةَ أبي قُتيلةَ

- ‌[349] مسندُ مِرْداسِ بنِ عروةَ

- ‌[350] مسندُ المُستوردِ بنِ شدادٍ الفِهْريِّ

- ‌[351] مسندُ مسعودِ بنِ حِراشٍ

- ‌[352] مسندُ مسعودِ بنِ عَمرو

- ‌[353] مسندُ مسلمِ بنِ الحارثِ الخُزاعيِّ

- ‌[354] مسندُ مَسلمةَ بنِ مالكِ الفِهريِّ

- ‌[355] مسندُ مَسلمةَ بنِ مُخَلَّدٍ

- ‌[356] مسندُ المِسوَرِ بنِ مَخْرمةَ

- ‌[357] مسندُ المُسيبِ بنِ حَزْنٍ

- ‌[358] مسندُ المُطلبِ بنِ أبي وَدَاعةَ السَّهميِّ

- ‌[359] مسندُ معاذِ بنِ أنسٍ الجُهَنيِّ

- ‌[360] مسندُ معاذِ بنِ جبلٍ

- ‌الإيمان

- ‌القدر

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الجنائز

- ‌الصيام

- ‌النكاح

- ‌البيوع

- ‌الحدود والديات

- ‌الأقضية

- ‌الأطعمة والأشربة

- ‌الأدب

- ‌عجائب المخلوقات

- ‌الذكر والدعاء

- ‌القرآن

- ‌العلم

- ‌الجهاد والسير

- ‌الإمارة

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌الفتن

- ‌[361] مسندُ معاويةَ بنِ حُديجٍ

- ‌[362] مسندُ معاويةَ بنِ الحكمِ السُّلَميِّ

- ‌[363] مسندُ معاويةَ بنِ حَيْدَةَ القُشيريِّ

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌النكاح

- ‌المزارعة

- ‌الأدب

- ‌الذكر والدعاء

- ‌العلم

- ‌الجهاد

- ‌المناقب

- ‌الزهد

- ‌[364] مسندُ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ

- ‌الإيمان

- ‌القدر

- ‌الطهارة

- ‌الصلاة

- ‌الجنائز

- ‌الصيام

- ‌الأيمان والنذور

- ‌الأقضية والأحكام

- ‌الأشربة

- ‌اللباس والزينة

- ‌التوبة والاستغفار

- ‌القرآن

- ‌العلم

- ‌الإمارة

- ‌المناقب

- ‌الفتن

- ‌[365] مسندُ مَعبدِ بنِ وهبٍ العَبديِّ

- ‌[366] مسندُ مُعرضِ بن مُعيقيبٍ اليماميِّ

- ‌[367] مسندُ مَعقلِ بنِ يسارٍ المُزنيِّ

- ‌[368] معمرُ بنُ عبدِاللهِ بنِ نضلةَ

- ‌[369] مسندُ مُعيقبٍ

- ‌[370] مسندُ المغيرةِ بنِ شعبةَ

- ‌[371] مسندُ المقدادِ بنِ عَمرو الكنديِّ

- ‌[372] مسندُ المقدامِ بنِ مَعدي كربَ الكِنْديِّ

- ‌الطهارة

- ‌النكاح

- ‌الطلاق

- ‌البيوع

- ‌الأدب

- ‌الذكر والدعاء

- ‌القرآن

- ‌العلم

- ‌الإمارة

- ‌المناقب

- ‌القيامة

- ‌[373] مسندُ المُنتَجع النجديِّ

- ‌[374] مسندُ مَوَلةَ بنِ كُثيفٍ

الفصل: بن الخطاب .. (1). 4693 - عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ:

بن الخطاب .. (1).

4693 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِن أئمةِ الخرجِ، الذينَ يَخرجونَ بأُمتي إلى الظلمِ» .

مسند أبي حنيفة (ص 79) حدثنا علي بن أحمد بن أبي غسان وسليمان بن أحمد قالا: حدثنا عبدالرحمن بن خلاد، عن عروة البارقي: حدثنا سعدان بن زكريا: حدثنا إسماعيل بن يحيى، عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر بن الخطاب .. (2).

تفرد به إسماعيل، عن أبي حنيفة.

‌المناقب

4694 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه أنَّه قالَ: يا رسولَ اللهِ، مالَكَ أفصَحَنا ولم تَخرجْ مِن بينِ أظهُرِنا؟ قالَ:«كانتْ لغةُ إسماعيلَ قد دَرسَتْ، فجاءَ بِها جبريلُ فحَفَّظنيها فحَفِظْتُها» .

جزء ابن الغِطريف (51) حدثنا أبوبكر أحمد بن محمد بن أبي شيبة ببغداد: حدثنا أبوالفضل حاتم بن الليث الجوهري: حدثنا حماد بن أبي حمزة اليشكري: حدثنا علي بن الحسين بن واقد: حدثنا أبي، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب .. (3).

(1)[المروزي هو الملقب شاذان وهو متهم .. والعباس وعبدالرحمن المخزوميين يكشف عنهما .. وإسماعيل بن رافع ضعيف، وعفيف المزني هكذا في المخطوطة والمطبوعة، ولعله وقع فيه تحريف أصله: غطيف المزني المترجم في اللسان وضعفه].

(2)

المجمع (5/ 237): رواه الطبراني في الأوسط وإسناده ضعيف.

(3)

[إسناده لا يصح، فيه حماد بن أبي حمزة وهو مجهول، ليس له ذكر في كتب الرجال].

وضعفه الألباني في الضعيفة (465).

ص: 268

4695 -

عن أبي البَّختريِّ، أنَّ أناساً لَقوا العدوَّ قريباً مِن الكوفةِ، فقُتلوا إلا رَجلينِ أو ثلاثةً، فحَملوا على العدوِّ، فأفرَجوا لهم، فذَكروهم، فَقالوا: شهداءُ، فبلغَ ذلكَ عمرَ، فخرجَ عليهم يوماً فقالَ: ما قُلتم؟ قَالوا: استَغفرنا لهم، فقالَ: لتُخبرُني أو لتَلقون مِنهم قبوحاً، قالَ: قُلنا شهداءُ، فقالَ عمرُ: لا وَالذي لا إلهَ غيرُه، وَالذي لا تقومُ الساعةُ إلا بإذنِه، وَالذي بعثَ محمداً بالحقِّ، ما تعلمُ نفسٌ حيةٌ ما لنفسٍ حيةٍ عندَ اللهِ إلا النبيَّ، فإنَّه قد غُفرَ له ما تقدمَ مِن ذنبِه وما تأخرَ،

وَالذي لا إلهَ غيرُه، وَالذي لا تقومُ الساعةُ إلا بإذنِه، وَالذي بعثَ محمداً بالحقِّ، إنَّ الرجلَ ليُقاتلُ حميةً وللذِّكرِ - أو قالَ شيئاً نحوَ هذا - وما للذينَ يقاتِلونَ عندَ اللهِ إلاما كانَ في أنفسِهم، إنَّ اللهَ اختارَ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم المدينةَ، وهي أقلُّ أرضٍ طعاماً، وأَملحُه ماءً، إلا ما كانَ مِن هذا التمرِ، وأيمُ اللهِ ما اختارَ له شرَّ الأَرضين، وإنَّه لا يَدخلُها الطاعونُ ولا الدَّجالُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى.

حديث محمد بن بشار لأبي يعلى (30) أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا بندار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة قال: سمعت عمرو بن مرة قال: حدثنا أبوالبختري .. (1).

(31)

أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا بندار قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، عن عبدالملك بن ميسرة، عن الضحاك المشرقي، عن ابن الحدثان، عن عمر بنحو من حديث عمرو بن مرة.

قال شعبة: قال أحدهما عمرو أو عبدالملك [ .. ](2)، وقال الآخر:«كانوا مئة وخمسين» ، وقال عبدالملك في الحديث: «إلا النبي، فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه

(1) نسبه في الإتحاف (3196/ 2685) للحارث.

وقال الحافظ في المطالب (1318)(1927): رجاله ثقات إلا أنه منقطع.

(2)

[كلمة غير واضحة في الأصل، ولعلها: مائتين].

ص: 269

وما تأخر»، وانتهى حديث عمرو أو عبدالملك إلى:«ما كان في أنفسهم» (1).

4696 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«إنَّ الجنةَ حُرمتْ على الأَنبياءِ كلِّهم حتى أَدخُلَها، وحُرمتْ على الأُممِ حتى تَدخُلَها أُمتي» .

المزكيات (134) أخبرنا إبراهيم قال: أخبرنا عبدالله بن محمد بن مسلم الإسفراييني: حدثنا أحمد بن عيسى التنيسي: حدثنا عمرو وهو ابن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب .. (2).

حديث غريب عن الزهري. ولا أعلم روى عبدالله بن محمد بن عقيل عن الزهري غير هذا الحديث، ولا رواه إلا عمرو بن أبي سلمة عن زهير. وقال غيره: عن زهير .. ..

4697 -

عن عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وُضعَ مِنبري هذا على تُرعةٍ مِن تُرع ِالجنةِ، وما بينَ بَيتي ومِنبري روضةٌ مِن رياضِ الجنةِ» .

وروايةُ ابنِ الأعرابي مختصرةٌ: «ما بينَ قَبري ومِنبري روضةٌ مِن رياضِ الجنةِ» .

معجم ابن الأعرابي (1970) حدثنا أبورفاعة، والفوائد المنتقاة من حديث أبي عمرو السمرقندي (61) حدثنا أبوأمية، والطيوريات (93) أخبرنا أحمد: حدثنا محمد بن علي بن سويد المؤدب: حدثنا أحمد بن عبدالله الطوابيقي: حدثنا عباد بن الوليد الغبري،

قالوا (أبورفاعة وأبوأمية وعباد): حدثنا محمد بن سليمان البصري القرشي:

(1) رجاله ثقات.

(2)

قال الألباني في الضعيفة (2329): منكر.

ونسبه في المجمع (10/ 69) للطبراني في الأوسط. وهو في المطالب (4179)، والإتحاف (7900/ 7028) من وجه آخر عن عمر في حديث طويل.

ص: 270

حدثنا مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر قال: حدثنا أبي .. (1).

4698 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ تعالى عنه بحديثِ الضبِّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ في مَحفلٍ مِن أصحابِهِ، إذْ جاءَ أَعرابيٌّ مِن بَني سليمٍ قد صادَ ضَباً وجعلَهَ في كمِّه يذهبُ به إلى رَحلِهِ، فرأَى جماعةً فقالَ: على مَن هذهِ الجماعةُ؟ قَالوا: على هَذا الذي يزعُمُ أنَّه نبيٌّ، فشقَّ الناسَ، ثم أَقبلَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا محمدُ، ما اشتمَلَت النساءُ على ذي لهجةٍ أَكذبَ مِنكَ، وأَبغضَ إليَّ مِنكَ، ولولا أَن يُسمُّوني قَومي عجولاً لعجلتُ عَليكَ فقتلتُكَ، فسَررتُ بقتلِكَ الناسَ أَجمعينَ، فقالَ عمرُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أَقتُلْه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا علمتَ أنَّ الحليمَ كادَ أَن يكونَ نبياً» .

ثم أَقبلَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: واللاتِ والعُزى لا آمنتُ بِكَ، وقد قالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«يا أَعرابيُّ، ما حملَكَ على أَن قُلتَ ما قُلتَ؟ وقُلتَ غيرَ الحقِّ ولم تُكرمْ مَجلِسي؟» قالَ: وتُكلِّمني أيضاً؟ استِخفافاً برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، واللاتِ والعُزى لا آمنتُ بِكَ، أو يؤمِنَ هذا الضبُّ! فأَخرجَ الضبَّ مِن كُمِّهِ وطرَحَه بينَ يَدي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقالَ: إِن آمنَ بكَ هذا الضبُّ آمنتُ بكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«يا ضبُّ» ، فتكلَّمَ الضبُّ بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ يفهمُهُ القومُ جميعاً: لَبيكَ وسَعدَيكَ يا رسولَ ربِّ العالَمينَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«مَن تَعبدُ؟» قالَ: الذي في السماءِ عرشُهُ، وفي الأَرضِ سلطانُهُ، وفي البحرِ سبيلُهُ، وفي الجنةِ رحمتُهُ، وفي النارِ عذابُهُ، قالَ:«فمَن أَنا يا ضبُّ؟» قالَ: أنتَ رسولُ ربِ العالَمينَ، وخاتَمُ النَّبيينَ، قد أَفلحَ مَن صدَّقكَ، وقد خابَ مَن كذَّبكَ، فقالَ الأعرابيُّ: أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ، وأَشهدُ أنَّكَ رسولُ اللهِ حقاً، واللهِ لقد أَتيتُكَ وما على وجهِ الأرضِ

(1)[إسناده ضعيف وهو حديث صحيح]. وتقدم من حديث ابن عمر (3609).

ص: 271

أحدٌ هو أبغضُ إليَّ مِنكَ، وواللهِ لأنتَ الساعةَ أحبُّ إليَّ مِن نَفسي ومِن وَالديَّ، وقد آمنتُ بكَ بشَعري، وبَشري، وداخِلي، وخارِجي، وسِري وعَلانيتي.

فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الحمدُ للهِ الذي هداكَ إلى هَذا الدِّين الذي يَعلو ولا يُعلى، لا يقبلُهُ اللهُ تبَارك تَعالى إلا بصلاةٍ، ولا يَقبلُ الصلاةَ إلا بقرآنٍ» ، فعلَّمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {الْحَمْدُ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقالَ: يا رسولَ اللهِ، واللهِ ما سمعتُ في البسيطِ ولا في الرَّجَزِ أحسنَ مِن هَذا، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إنَّ هَذا كلامُ ربِّ العالَمينَ، وليسَ بشعرٍ، وإذا قرأتَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرةً، فكأنَّما قرأتَ ثُلثي القرآنِ، وإذا قرأتَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرَّتينِ، فكأنَّما قرأتَ ثُلثي القرآنِ، وإذا قرأتَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاثَ مراتٍ، فكأنَّما قرأتَ القرآنَ كلَّه» ، فقالَ الأعرابيُّ: نِعمَ الإلهُ إلهُنا، يقبلُ اليَسيرَ ويُعطي الجزيلَ.

ثم قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعطوا الأَعرابيَّ» ، فأَعطَوه حتى أَبطَروه، فقامَ عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُريدُ أَن أُعطيَه ناقةً أَتقربُ بها إلى اللهِ عز وجل دونَ البُختيِّ وفوقَ الأعرابيِّ، وهي عُشراءُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«قد وَصفتَ ما تُعطي، وأَصفُ لكَ ما يُعطيكَ اللهُ تَعالى جزاءً» ، قالَ: نَعم، قالَ:«لكَ ناقةٌ مِن دُرةٍ جوفاءَ، قوائِمُها مِن زَبرجدٍ أخضرَ، وعنقُها مِن زَبرجدٍ أَصفرَ، عليها هَودجٌ، وعلى الهَودجِ السندسُ والاستبرقُ، تمرَّ بكَ على الصراطِ كالبرقِ الخاطفِ» .

فخرجَ الأعرابيُّ مِن عندِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلقيَه ألفُ أَعرابيٍّ على ألفِ دابةٍ، بألفِ رمحٍ، وألفِ سيفٍ، فقالَ لهم: أينَ تُريدونَ؟ فَقالوا: نُقاتلُ هَذا الذي يَكذبُ ويَزعمُ أنَّه نبيٌّ، فقالَ الأعرابيُّ: أَشهدُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ، فَقالوا له: صَبوتَ؟ فقالَ: ما صَبوتُ، وحدَّثَهم هذا الحديثَ، فَقالوا بأجمَعِهم: لا إلهَ إلا اللهُ، محمدٌ رسولُ اللهِ، فبلَغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فتلقَّاهم في رداءٍ، فنَزلوا عن

ص: 272

رِكابِهم يُقبِّلونَ ما ولوا مِنه وهم يَقولونَ: لا إلهَ إلا اللهُ، محمدٌ رسولُ اللهِ، فقَالوا: مُرْنا بأمرِكَ يا رسولَ اللهِ، فقالَ:«تَدخلونَ تحتَ رايةِ خالدِ بنِ الوليدِ» .

قالَ: فليسَ أحدٌ مِن العربِ آمَنَ مِنهم ألفٌ جميعاً إلا بَنو سليمٍ.

ذكر أبي القاسم الطبراني (ص 55 - 56) أخبرنا أبوشاكر أحمد بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم العثماني، بمكة حرسها الله في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وأربعمئة: أخبرنا أبوالقاسم عبدالعزيز بن بندار بن علي الشيرازي، بمكة حرسها الله أخبرنا أبوعلي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الحافظ إملاء بشيراز: حدثنا أبوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني بأصبهان وأحمد بن الحسين شعبة الحافظ بالبصرة، و (ص 56 - 59) من طريق الطبراني في معجمه الصغير،

قالا (الطبراني وأحمد بن الحسين): حدثنا محمد بن علي بن الوليد السلمي البصري: حدثنا محمد بن عبدالأعلى الصنعاني: حدثنا معتمر بن سليمان: حدثنا كهمس بن الحسن: حدثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عبدالله بن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب .. (1).

قال الطبراني رحمة الله: لم يروه عن داود بن أبي هند بهذا التمام إلا كهمس، ولا عنه إلا معتمر، تفرد به محمد بن عبدالأعلى.

4699 -

عن ابنِ عمرَ قالَ: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ وخطبَ أمَّ كلثومٍ إلى عليٍّ رضوانُ اللهِ عليهما: إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «كُلُّ نَسبٍ وصِهرٍ مُنقطعٌ إلا نَسَبي وصِهري» .

وفي روايةِ يحيى بنِ سعيدٍ الأنصاريِّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «تَنقطعُ

(1) المجمع (8/ 292 - 294): رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه محمد بن علي بن الوليد البصري قال البيهقي: والحمل في هذا الحديث عليه.

وقال الذهبي في ترجمة محمد بن الوليد (3/ 651): خبر باطل.

وأقره الألباني في الإرواء (5/ 107).

ص: 273

الأَنسابُ يومَ القيامةِ إلا نَسبي وصِهري».

معجم ابن جميع الصيداوي (317) حدثنا عمر بن الحسن الأشناني ببغداد قال: وجدت في كتاب أبي الحسن، عن محمد بن سعد كاتب الواقدي: حدثنا عصمة بن محمد الأنصاري: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، وفوائد تمام (1603) أخبرنا خيثمة بن سليمان قراءة عليه: حدثنا الفضل بن يوسف القصباني بالكوفة قال: أنبأنا محمد بن عكاشة، عن سيف بن محمد بن أخت سفيان، عن سفيان الثوري، عن خالد بن سعد بن عبيد،

كلاهما (يحيى بن سعيد وخالد بن سعد) عن نافع، عن ابن عمر .. (1).

4700 -

عن ابنِ أبي رافعٍ، أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «كلُّ سببٍ ونسبٍ يَنقطعُ يومَ القيامةِ غيرَ سَببي ونَسَبي» .

معجم السفر (1269) أخبرنا أبوالسعادات المبارك بن إبراهيم بن المبارك بن عمر الخطيب بواسط: أخبرنا أبوالحسن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي البزاز: أخبرنا أبوبكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيرى: أخبرنا أبوالحسن علي بن عبدالله بن مبشر: حدثنا أحمد بن سنان بن أسد بن حبان القطان: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا حماد: حدثني ابن أبي رافع .. (2).

4701 -

عن عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سألتُ ربِّي عز وجل فيما

(1) عصمة بن محمد متروك وكذبه ابن معين، وفي الإسناد الثاني سيف وشيخه محمد بن عكاشة متهمان. وهو في المجمع (4/ 271 - 272، 9/ 173)، والمطالب (3989)، والإتحاف (7069/ 6312)(7622/ 6797) من وجه آخر عن عمر، وفيه قصة.

وصححه الألباني في الصحيحة (2036) بطرقه. وانظر ما بعده.

(2)

قال الألباني في الصحيحة (5/ 63): هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير ابن أبي رافع واسمه عبدالرحمن فإنه لم يرو عنه غير حماد هذا .. فهو تابعي لم يدرك عمر بن الخطاب. وانظر ما قبله.

ص: 274

اختلَفَ فيه أَصحابي مِن بَعدي، فأَوحى اللهُ إليَّ: يا محمدُ، إنَّ أصحابَكَ عِندي بمنزلَة النجومِ في السماءِ، بعضُها أضوَأُ مِن بعضٍ، فمَن أخذَ بشيءٍ مِما هُم عليهِ مِن اختلافِهم فهو عِندي على هُدىً».

مجلسان من أمالي نظام الملك (21) أخبرنا أبوسعد عبدالكريم بن أحمد الطبري: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد البصري: حدثنا الحسن بن جعفر بن هلال الحميري: حدثنا حمزة بن محمد الكاتب: أخبرنا نعيم بن حماد: حدثنا عبدالرحيم بن زيد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عمر .. (1).

4702 -

عن عمرَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «خيرُ أُمتي القرنُ الذين أَنا فيهم، ثم الذينَ يَلونَهم، ثم الذين يَلونَهم، ثم يَفشو قومٌ تسبقُ أيمانُهم شهادَتَهم، ويَشهدونَ قبلَ أنْ يُستَشْهدوا، ولهم لَغَطٌ في أسواقِهم» .

فوائد سمويه (28) حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد بن يزيد بن مسلم، عن معاوية بن قرة قال: قال لي كهمس: ألا أحدثك بشيء سمعته من عمر؟ قلت: بلى، قال: سمعت عمر يقول .. (2).

4703 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «سألتُ ربِّي أَن يُدخلَ الجنةَ مِن أُمتي بغيرِ حسابٍ، فأَعطاني سبعينَ ألفاً» ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا استَزدتَّ؟ قالَ:«قد استزدتُّهُ فزادَني مع كلِّ رجلٍ سبعينَ ألفاً» ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا استزدتَّه؟ قالَ: «قد استزدتُّه فزادَني مع كلِّ رجلٍ مِن السبعينَ الثانيةِ

(1) قال الألباني في الضعيفة (60): موضوع.

(2)

المجمع (10/ 19): ورجال البزار ثقات. ونسبه في المطالب (4174)، والإتحاف (5541) للطيالسي وفيه قصة، وقال الحافظ: إسناده قوي.

وقال الألباني في الصحيحة (3431): هذا إسناد جيد.

قلت: وهو عند الترمذي وابن ماجه بلفظ: أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم .. ، انظر المسند الجامع (10653).

ص: 275

سبعينَ ألفاً»، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا استزدتَّ ربَّك؟ قالَ:«قد استزدتُّه فزادَني مع كلِّ رجلٍ مِن السبعينَ الثالثةِ سبعينَ ألفاً» ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألا استزدتَّ ربَّكَ؟ قال:«قد استزدتُّ ربِّي فزادَني هكَذا» ، ومدَّ يديهِ وجَمَعَهما.

مسند الشاميين (3613) حدثنا الحسن بن العباس الرازي: حدثنا عبدالسلام بن عاصم: حدثنا أبوزهير: حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان، عن هشام القردوس، عن ميمون بن مهران، عن مكحول، عن عاصم بن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب .. (1).

4704 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه قالَ: كنتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جالساً، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَنبِئوني بأفضلِ أهلِ الإيمانِ إيماناً؟» قَالوا: يا رسولَ اللهِ، الملائكةُ، قالَ:«هم كذلِكَ ويحقُّ لهم ذلكَ، وما يَمنعُهم وقدْ أَنزلَهم اللهُ المنزلَةَ التي أَنزلَهم بِها» ، قَالوا: يا رسولَ اللهِ، الأنبياءُ الذين أكرَمَهم اللهُ برسالاتِهِ والنبوةِ، قالَ:«هم كذلكَ ويحقُّ لهم، وما يَمنعُهم وقدْ أنزلَهم اللهُ المنزلَةَ التي أنزلَهم لَها» ، قَالوا: يا رسولَ اللهِ، الشهداءُ الذين استُشهِدوا مع الأنبياءِ، قالَ:«هم كذلكَ ويحقُّ لهم، وما يَمنعُهم وقدْ أكرَمَهم اللهُ بالشهادةِ مع الأنبياءِ، بلْ غيرُهم» .

قَالوا: فمَن يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «أقوامٌ في أَصلابِ الرجالِ يأتونَ مِن بَعدي يُؤمنونَ بِي ولم يَرَوني، ويُصدِّقون بِي ولم يَرَوني، يَجدونَ الورقَ المُعلقَ فيَعملونَ بِما فيهِ، فهؤلاءِ أفضلُ أهلِ الإيمانِ إيماناً» .

حديث مصعب الزبيري للبغوي (128) - ومن طريقه بيبي في جزئها (104)، وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص 37) -: حدثنا مصعب بن عبدالله الزبيري: حدثني عبدالعزيز بن محمد، عن محمد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن

(1) عبدالسلام بن عاصم قال فيه الحافظ: مقبول.

ص: 276

عمر بن الخطاب .. (1).

قال ابن حجر: هذا حديث غريب .. ومحمد بن أبي حميد مدني ليس بالقوي .. .

4705 -

عن ضبةَ بنِ مِحصنٍ العنزيِّ (2) قالَ: كانَ عَلينا أبوموسى أميراً بالبصرةِ، فكانَ إِذا خطَبَنا حمدَ اللهَ عز وجل وأَثنى عليه وصلَّى على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثم يَدعو لعمرَ رضي الله عنه، قالَ: فأَغاظَني ذلكَ مِنه، فقمتُ إليهِ فقلتُ له: أينَ أنتَ عن صاحبِهِ تُفضِّلُه عليهِ! قالَ: فصنعَ ذلكَ ثلاثَ جُمعٍ، ثم كتبَ إلى عمرَ رضي الله عنه يَشكوني ويقولُ: إنَّ ضبةَ بنَ محصنٍ العنزيَّ يتعرَّضُ لي في خُطبتي، فكتبَ إليه عمرُ أَن أَشخِصْهُ إليَّ.

قالَ: فأشخَصَني إليهِ، فقدمتُ على عمرَ، فضربتُ عليهِ البابَ فخرجَ إليَّ فقالَ: مَن أنتَ؟ قالَ: أَنا ضبةُ بنُ مِحصنٍ العنزيُّ، قالَ: فلا مَرحباً ولا أهلاً، قالَ: قلتُ: أمَّا المرحبُ فمِنَ اللهِ تَعالى، وأمَّا الأهلُ فلا أهلَ لي ولا مالَ، فبِمَ استحلَلْتَ يا عمرُ إِشخاصي مِن مِصري بلا ذنبٍ أذنبتُه؟ قالَ: ومَا الذي شجَرَ بينَكَ وبينَ عاملِكَ؟ قالَ: قلتُ: الآنَ أُخبركَ يا أميرَ المؤمنينَ، كانَ إذا خطَبَنا فحمدَ اللهَ وأثنى عليه وصلَّى على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بدأَ يَدعو لكَ، فأَغاظَني ذلكَ مِنه، قالَ: فقمتُ إليهِ وقلتُ لَه: أينَ أنتَ عن صاحبِهِ تُفضِّلُهُ عليهِ، فصنَعَ ذلكَ ثلاثَ جُمعٍ، ثم كتبَ إليكَ يَشكوني.

قالَ: فاندفَعَ عمرُ رضي الله عنه باكياً، فجعلتُ أَرثي له، ثم قالَ: أنتَ واللهِ أَوثقُ مِنه وأَرشدُ، فهَل أنتَ غافرٌ لي ذَنبي يغفرُ اللهُ لكَ؟ قالَ: قلتُ: غَفرَ اللهُ لكَ

(1) رواه أبويعلى والبزار وإسحاق كما في المطالب (2922)، والإتحاف (86/ 73)(7888/ 7017)، والمجمع (10/ 65)، وقال الحافظ: محمد ضعيف الحديث سيئ الحفظ.

وقال الألباني في الضعيفة (648): ضعيف جداً.

(2)

في الأصل الغنوي، وكذا في المواضع التي بعده.

ص: 277

يا أميرَ المؤمنين، ثم اندفعَ باكياً وهو يقولُ: واللهِ لَليلةٌ مِن أبي بكرٍ ويومٌ خيرٌ مِن عُمُرِ عُمرَ، هَل لكَ أَن أُحدِّثَكَ بليلتِهِ ويومِهِ؟ قالَ: قلتُ: نَعم يا أميرَ المؤمنينَ.

قالَ: أمَّا ليلتُهُ فلمَّا خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هارباً مِن أهلِ مكةَ خرجَ ليلاً، فتبعَهُ أبوبكرٍ رضي الله عنه، فجعلَ يَمشي مرةً أمامَهُ ومرةً خلفَهُ، ومرةً عن يمينِهِ ومرةً عن يسارِهِ، قالَ: فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما هَذا يا أبا بكرٍ؟ مَا أَعرفُ هذا مِن فِعلِكَ؟» . قالَ: يا رسولَ اللهِ، أَذكُرُ الرَّصَدَ فأَكونُ أمامَكَ، وأَذكرُ الطَّلَبَ فأَكونُ خلفَكَ، ومرةً عن يمينِكَ، ومرةً عن يسارِكَ، لا آمَنُ عليكَ.

فمَشى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلتَه على أطرافِ أصابعِهِ حتى حَفيتْ رِجلاهُ، فلمَّا رَآها أبوبكرٍ أنَّها حَفيتْ حملَه على عاتقِهِ، وجعلَ يشتدُّ به حتى أَتى به فمَ الغارِ فأنزَلَه، ثم قالَ: وَالذي بعثَكَ بالحقِّ لا تدخُلُ حتى أَدخُلَه، فإنْ كانَ فيه شيءٌ نزلَ بي قبلَكَ، فدخلَ فلم يَرَ شيئاً، فحمَلَه وكانَ في الغارِ خرقٌ فيه حياتٌ وأَفاعي، فخشيَ أبوبكرٍ رضي الله عنه أَن يخرجَ مِنهنَّ شيءٌ يُؤذي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فألقَمَه قدمَه فجعَلْنَ تضربْنَهُ أو تلسَعْنَه الحياتُ والأَفاعي، وجعلَتْ دموعُهُ تتحادَرُ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ له:«يا أبا بكرٍ لا تحزنْ إنَّ اللهَ معنا» ، فأنزلَ اللهُ سَكينتَهُ وطُمأنينتَهُ لأبي بكرٍ، فهذه ليلتُهُ.

وأمَّا يومُهُ فلمَّا تُوفيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وارتدَّت العربُ فقالَ بعضُهم: نُصلِّي ولا نُزكِّي، وقالَ بعضُهم: نُزكِّي ولا نُصلِّي، فأتيتُه ولا آلوهُ نصحاً فقلتُ: يا خليفةَ رسولِ اللهِ، تألَّف الناسَ وارفُقْ بِهم، فقالَ: جبارٌ في الجاهليةِ خوارٌ في الإسلامِ! فَبماذا أَتألفُهم أبشعرٍ مُفتعلٍ أم بشعرٍ مُفترى! قُبضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وارتفعَ الوحيُ، واللهِ لو مَنعوني عِقالاً مِما كانوا يُعطونَ رسولَ اللهِ لقاتلتُهم عليهِ، قالَ: فقاتَلْنا مَعه، فكانَ واللهِ رشيدَ الأمرِ، فهذا يومُهُ. وكتبَ إلى أبي موسى يلومُهُ.

وفي روايةِ المجالسةِ: عن ضبةَ بنِ مِحْصَن العَنَزيِّ قالَ: كانَ علينا أبوموسى

ص: 278

الأَشعريِّ أميراً بالبصرةِ فوَجَّهني في بعثِهِ إلى عمرَ بنِ الخطابِ، فقدمتُ على عمرَ فضربتُ عليه البابَ، فخرجَ إليَّ فقالَ: مَن أنتَ؟ فقلتُ: أَنا ضَبَّةُ بنُ مِحْصَنٍ العَنَزيُّ، قالَ: فأَدخَلَني منزلَهُ، وقدَّمَ إليه طعاماً فأكلتُ، ثم ذكرتُ لَه أبا بكرٍ الصديقَ فبَكى، فقلتُ له: أنتَ خيرٌ مِن أبي بكرٍ، فازدادَ بكاءً لذلكَ، ثم قالَ وهو يَبكي: واللهِ لَلَيلةٌ مِن أبي بكرٍ ويومٌ خيرٌ مِن عمرَ وآلِ عمرَ، هلْ لكَ أَن أُحدِّثكَ بيومِهِ وليلتِهِ؟ .. .

المجالسة (2238) حدثنا يحيى بن أبي طالب: حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم الراسبي: حدثني الفرات بن السائب، وفوائد أبي الحسين بن بشران (53) حدثني (1) فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العنزي .. (2).

4706 -

عن سعيدِ بنِ المسيبِ قالَ: لمَّا وليَ عمرُ بنُ الخطابِ خطبَ الناسَ على منبرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَثنى عليه، ثم قالَ: يا أيُّها الناسُ، قد علمتُ أنَّكم كُنتم تُؤنسونَ أو تَرونَ مِني شدةً وغِلظةً، وذلكَ أنِّي كنتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فكنتُ عبدَه وخادمَه، وكانَ كما قالَ اللهُ تعالى:{رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117]، وكنتُ بينَ يَديهِ كالسيفِ المسلولِ إلا أَن يُغمِدَني أو يَنهاني عن أمرٍ فأكفُّ عَنه، وإلا أَقدمتُ على الناسِ لِمكانِ لينِهِ، فلم أَزلْ مَعه على ذلكَ حتى توفَّاهُ اللهُ عز وجل وهو عنِّي راضٍ، والحمدُ للهِ على ذلكَ كثيراً وأَنا به أسعدُ.

ثم قمتُ ذلكَ المقامَ مع أبي بكرٍ رضي الله عنه خليفةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكانَ مَن قَد علمتُم في رعيهِ وكرمِهِ ولينِهِ، فكنتُ خادِمَه، وكنتُ كالسيفِ المسلولِ بينَ يَديهِ، وأَخلطُ شِدَّتي بلينِهِ إلا أَن يتقدَّمَ إليَّ فأكفُّ وإلا أَقدمتُ، فلم أَزلْ على ذلكَ

(1) هكذا في الأصل، والقائل حدثني ليس ابن بشران قطعاً، والإسناد الذي قبله: حدثنا إسماعيل الصفار: حدثنا الحسن بن عرفة: حدثنا هشيم .. .

(2)

الفرات بن السائب متروك.

ص: 279

حتى توفَّاهُ اللهُ عز وجل وهو عنِّي راضٍ، والحمدُ للهِ كثيراً، وأَنا أَسعدُ بذلكَ، ثم صارَ أَمرُكم إليَّ، وأَنا أَعلمُ أنَّه ليقولُ قائِلُكم: كانَ شديداً عَلينا والأمرُ إلى غيرِهِ، فكيفَ به وقد صارَ إليهِ؟ فاعلَموا أنَّكم لا تَسألونَ عنِّي أحداً، قد عَرفتُموني وجرَّبتُموني.

فوائد أبي الحسين بن بشران (74) حدثنا أبوبكر أحمد بن سلمان النجاد إملاء: حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي: حدثنا عبدالله بن صالح: حدثني يحيى بن أيوب، عن عبدالرحمن بن حرملة الأسلمي، عن سعيد بن المسيب .. (1).

4707 -

عن عبدِاللهِ بنِ عمرَ قالَ: لمَّا طُعنَ عمرُ رضي الله عنه وأمرَ بالشُّورى دخلتْ عليه حفصةُ ابنتُه، فقالتْ له: يا أَبة، إنَّ الناسَ يزَعمونَ أنَّ هؤلاءِ الستةَّ ليسوا برِضىً، فقالَ: سنِّدوني سنِّدوني، فلمَّا أَن سنَّدوه قالَ: ما عَسى أنْ يَقولوا في عليِّ بنِ أبي طالبٍ؟ سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ له: «يا عليُّ، يدُكَ في يَدي يومَ القيامةِ، تَدخلُ مَعي حيثُ أَدخلُ» .

ما عَسى أنْ يَقولوا في عثمانَ بنِ عفانَ؟ سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يومَ يموتُ عثمانُ تُصلِّي عليه ملائكةُ السماءِ» ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لعثمانَ خاصةً أم للناسِ عامةً؟ قالَ:«لعثمانَ خاصةً» .

ما عَسى أَن يَقولوا في طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ؟ سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةً وقد سقطَ رَحلُه يقولُ: «مَن يُسوِّي لي رَحلي وله الجنةُ؟» فبدَرَ طلحةُ رضي الله عنه حتى سوَّى رَحْلَه، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا طلحةُ، هذا جبريلُ صلى الله عليه يُقرئكَ السلامَ ويقولُ لكَ: أنا معكَ يومَ القيامةِ حتى أُنجيَكَ مِن أهوالِها» .

ما عَسى أنَ يَقولوا في الزبيرِ بنِ العوامِ؟ رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقد نامَ فقامَ الزبيرُ

(1) عبدالله بن صالح كاتب الليث صدوق كثير الخطأ.

ص: 280

يذبُّ عن وجهِهِ حتى استيقَظَ، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا أبا عبدِاللهِ، لم تزلْ؟» قالَ: لم أزلْ بأَبي أنتَ وأُمي، قالَ:«هذا جبريلُ صلى الله عليه يُقرئكَ السلامَ ويقولُ لكَ: أنا مَعكَ يومَ القيامةِ حتى أذبَّ عن وجهِكَ شرَّ جهنمَ» .

ما عَسى أَن يَقولوا في سعدِ بنِ أبي وقاصٍ؟ سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يومَ بدرٍ وقد أوتَرَ قوسَه أربعَ عشرةَ مرةً فدفَعَها إليه ويقولُ: «ارمِ فداكَ أَبي وأُمي» .

ما عَسى أَن يَقولوا في عبدِالرحمنِ بنِ عوفٍ؟ رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو في بيتِ فاطمةَ عليها السلام والحسنُ والحسينُ عليها السلام يَبكيانِ جوعاً ويتضوَّرانِ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَن يَصِلُهما بشيءٍ» ، فاطلعَ عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ بصحفةٍ فيها حَيْسٌ ورغيفانِ وبينَهما إهالةٌ، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«كفاكَ اللهُ أمرَ دُنياكَ، فأمَّا آخرتُكَ فأَنا لها ضامنٌ» .

فوائد أبي الحسين بن بشران (50) أخبرنا أحمد بن سليمان إملاء: حدثنا معاذ بن المثنى: حدثنا عبدالله بن مسلم القرشي: حدثنا الوليد بن مسلم، ومشيخة قاضي المارستان (552) أخبرنا محمد بن عبدالله القصار قال: أخبرنا أبوالقاسم السمسار قال: أخبرنا أبوبكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ قال: حدثنا إبراهيم بن محمد المروزي بنيسابور قال: حدثنا عبدالله بن مسلم الدمشقي قال: حدثنا واقد بن عبدالله البصري،

كلاهما (الوليد بن مسلم وواقد) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن عبدالله بن عمر .. (1).

4708 -

عن أبي العجفاءِ قالَ: قلتُ لعمرَ رضي الله عنه: لو عَهدتَّ، قالَ:

(1)[إسناده شديد الضعف، وقد حكم عليه بالوضع، وهو ظاهر فيه].

ورواه مسدد والطبراني في الأوسط كما في المطالب (3992)، والإتحاف (7436/ 6655)، ومجمع البحرين (3916)، ولم أجده في المجمع.

ص: 281

لو أَدركتُ أبا عُبيدةَ بنَ الجرَّاحِ ثم وَلَّيتُهُ ثم لقيتُ اللهَ عز وجل فقالَ: مَن استخلفْتَ على أُمةِ محمدٍ؟ لقلتُ: لقد سمعتُ عبدَكَ ونبيَّكَ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لِكلِّ أُمةٍ أمينٌ، وإنَّ أَمينَ هذه الأمةِ أبوعُبيدةَ بنُ الجراحِ» ،

ولو أدركتُ معاذَ بنَ جبلٍ ثم وَلَّيتُهُ ثم قدمتُ على ربِّي عزَّوجلَّ فسأَلَني فقالَ: مَن اسخلفْتَ على أُمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: سمعتُ عبدَكَ ونبيَّكَ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يأتي معاذٌ يومَ القيامَةِ بينَ يَدي العلماءِ بِرَتْوَةٍ» .

ولو أدركتُ خالدَ بنَ الوليدِ ثم وليتُهُ ثم قدمتُ على ربِّي عزَّوجلّ فسأَلَني: مَنْ ولَّيتَ على أُمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: سمعتُ عبدَكَ ونبيَّكَ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «خالدُ بنُ الوليدِ سيفٌ مِن سيوفِ اللهِ عزَّوجلَّ، سَلَّهُ اللهُ تَعالى على المُشركينَ» .

حديث ابن مخلد البزاز عن شيوخه (50) حدثنا محمد: حدثني وقار بن الحسين الكلابي: حدثنا أيوب بن محمد: حدثنا ضمرة، عن أبي زرعة، عن أبي العجفاء .. (1).

4709 -

عن عمرَ أنَّه خرجَ على مجلسٍ فيه عثمانُ بنُ عفانَ وعليُّ بنُ أبي طالبٍ والزبيرُ بنُ العوامِ وطلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ، فقالَ: كلُّكم يُحدِّثُ نفسَهُ بالإمارةِ بَعدي، فسَكَتوا، فقالَ: كلُّكم يُحدِّثُ نفسَهُ بالإمارةِ بَعدي، فقالَ الزبيرُ: نَعم، كلُّنا يُحدِّثُ نفسَهُ بالإمارةِ بعدكَ ونَراهُ لَها أهلاً، قالَ: أَفلا أُحدِّثُكم عنكُم؟ قالَ: فسَكَتوا، ثم قالَ: أَلا أُحدِّثُكم عنكُم؟ فسَكَتوا، ثم قالَ: أَلا أُحدِّثُكم عنكُم؟ قالَ الزبيرُ: فحدِّثنا، وإنْ سكَتْنا لَحَدَّثتَنا.

فقالَ لَه: أمَّا أنتَ يا زبيرُ فإنَّك كافرُ الغضبِ مُؤمنُ الرِّضا، يوماً تكونُ

(1) أبوالعجفاء السلمي مختلف فيه. وانظر الصحيحة (3/ 241).

وذكر أبي عبيدة ومعاذ في مسند أحمد (1/ 18) من وجه آخر عن عمر، وانظر المسند الجامع (10649).

ص: 282

شيطاناً، ويوماً تكونُ إنساناً، أفرأيتَ يومَ تكونُ شيطاناً مَن يكونُ الخليفة يومَئذٍ؟ وأمَّا أنتَ يا طلحةُ فلقدْ ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وإنَّه عليكَ لَعاتِبٌ، وأمَّا أنتَ يا عبدَالرحمنِ بنَ عوفٍ فإنَّكَ لِما جاءَكَ مِن خيرٍ لَأَهلٌ، وأمَّا أنتَ يا عليُّ فإنَّك صاحبُ رياءٍ وفيهِ دعابةٌ، وإنَّ مِنكم لَرَجلاً لو قُسمَ إيمانُه بينَ جندٍ مِن الأجنادِ لأوسَعَهم، يريدُ عثمانَ بنَ عفانَ، وأمَّا أنتَ يا سعدُ فإنَّك صاحبُ مالٍ.

مسند الشاميين (1790) حدثنا عمرو بن إسحاق: حدثنا أبي: حدثنا عمرو بن الحارث، عن عبدالله بن سالم، عن الزبيدي: أخبرني محمد بن مسلم: حدثني عمرو بن الحارث الفهمي - وكان كاتباً لعبدالله بن الزبير - أن عبدالملك بن مروان حدثه، عن أبي بحرية الكندي، أخبره عن عمر .. (1).

4710 -

عن حارثةَ قالَ: قُرئَ عَلينا كتابُ عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه: إنِّي قدْ بعثتُ إِليكم عمارَ بنَ ياسرٍ أميراً، وعبدَاللهِ بنَ مسعودٍ مُعلماً ووزيراً، وإنَّهما مِن النُّجباءِ مِن أصحابِ محمدٍ مِن أصحابِ بدرٍ، وجعلتُ ابنَ مسعودٍ على بيتِ المالِ.

مصنفات الحمامي (63) حدثنا أبوبكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي المعروف بابن أبي دارم: حدثني عبيد بن عبدالواحد: حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات بن عبدالرحمن القزاز: حدثني أخي زياد بن الحسن، عن أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق، عن حارثة .. (2).

غريب من حديث أبان بن تغلب، وهو غريب من حديث زياد بن الحسن.

4711 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، دَعني أَضربْ عنقَ

(1) إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق قال فيه النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث.

(2)

المجمع (9/ 291): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة.

ص: 283

حاطبٍ، قالَ:«وما يُدريكَ يا عمرُ لعلَّ اللهَ تَعالى قَد اطلَعَ على أهلِ بدرٍ فقالَ: اعمَلوا ما شئتُم فقدْ غَفرتُ لكُم» .

جزء الألف دينار (255) حدثنا إبراهيم قال: حدثنا أبوحذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب .. (1).

4712 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العباسُ عمِّي وصِنْوُ أَبي» .

الغيلانيات (276) حدثنا أبوعبدالله الحسين بن عمر الثقفي: حدثنا أبي: حدثنا حصين بن المخارق، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن عمر بن الخطاب .. (2).

4713 -

عن ابنِ عمرَ قالَ: استَسْقى عمرُ بنُ الخطابِ رضوانُ اللهِ عليهِ عامَ الرَّمادَةِ بالعباسِ بنِ عبدِالمُطلبِ، فقالَ: اللهمَّ إنَّ هَذا عمُّ نبيِّكَ، نتوَجَّهُ إليكَ بِه فاسقِنا، فما بَرِحوا حتى سَقاهُم اللهُ عز وجل، قالَ: فخَطبَ عمرُ رضوانُ اللهِ عليهِ الناسَ فقالَ: أيُّها الناسُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَرى للعباسِ ما يَرى الولَدُ لوالدِهِ، يُعظِّمُه ويُفخِّمُه ويبرُّ قَسَمَه، فاقْتَدوا أيُّها الناسُ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في عمِّهِ العباسِ، واتَّخذوهُ وسيلةً إلى اللهِ عز وجل فيما نزلَ فيكُم.

(1)[إسناده حسن]. وهو في المطالب (3756)، والإتحاف (7659/ 6823) مطولاً.

وقال في المجمع (9/ 303 - 304): رواه أبويعلى في الكبير والبزار والطبراني في الأوسط باختصار، ورجالهم رجال الصحيح.

(2)

[موضوع بهذا الإسناد].

وفي مسند أحمد (1/ 94) أن علي بن أبي طالب قال لعمر: أتذكر حين بعثك نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعياً .. فقال لك: أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟ .. فقال عمر: صدقت. وانظر المسند الجامع (10355).

ص: 284

معجم ابن عساكر (881) أخبرنا علي بن الحسين بن الحسن أبوالحسن المقرئ المعروف بابن الدنينير الإسكاف قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد قال: أخبرنا أبوعبدالله مالك بن أحمد بن علي البانياسي: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر: حدثنا إبراهيم بن عبدالصمد بن موسى الهاشمي: حدثنا الزبير بن بكار قاضي مكة: حدثنا ساعدة بن عبيدالله المزني، عن داود بن عطاء المزني، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر .. (1).

تفرد به الزبير بن بكار، عن ساعدة.

4714 -

عن عمرَ رضي الله عنه قالَ: نظرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى مصعبِ بنِ عُميرٍ مُقبلاً عليه إهابُ كبشٍ قد تَنَطَّق بِه، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«انظُروا إلى هذا الذي نَوَّرَ اللهُ قلبَهُ، لقدْ رأيتُهُ بينَ أَبوينِ يَغْذُوانِهِ بأَطيبِ الطعامِ والشرابِ، ولقدْ رأيتُ عليهِ حُلَّةً اشتَراها أو شُريتْ بِمئتي درهمٍ، فدَعاهُ حبُّ اللهِ وحبُّ رسولِهِ إلى ما تَرونَ» .

الأربعين الصوفية للسلمي (19) أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان وأبوبكر محمد بن عبدالله بن قريش وجماعة، والأربعين الصوفية لأبي نعيم (45) حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان،

كلهم عن الحسن بن سفيان: حدثنا إبراهيم بن الحوراني (2): حدثنا أبوالفقير عبدالعزيز بن عمير من أهل خراسان نزيل دمشق: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن عمر .. (3).

4715 -

عن مصعبَ بنَ سعدٍ قالَ: فرضَ عمرُ بنُ الخطابِ لأُمهاتِ المُؤمنينَ

(1) قال الألباني في الإرواء (3/ 139): واه جداً.

واستسقاء عمر بالعباس في الصحيح من طريق أنس عنه، انظر المسند الجامع (10476).

(2)

عند السلمي: حدثنا ابن أبي الحواري. وقال السخاوي في تخريجه: هو أحمد بن أبي الحواري.

(3)

[ضعيف].

ص: 285

عشرةَ آلافٍ عشرةَ آلافٍ، فزادَ عائشةَ ألفينِ وقالَ: إنَّها حبيبةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إلا جُويريةَ بنتَ الحارثِ وصفيةَ بنتَ حُييٍّ فإنَّه فرضَ لهما ستةَ ألفٍ.

قالَ أسباط قالَ أبوبكرٍ الهُذليُّ: فلَقيتُ محمدَ بنَ المُنكدرِ فقلتُ: إنَّهم يَدَّعون أَنه إِنما نَقَصَهما مِن أجلِ أَنهما مُلكتا، قالَ: فأَنكرَ ذلكَ أَشدَّ الإنكارِ، ثم قالَ: إِنما نَقَصَهما مِن أجلِ أَنهما لم تُهاجِرا.

المحامليات (242) حدثنا محمود بن خداش: حدثنا أسباط بن محمد: حدثنا مطرف، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد .. (1).

4716 -

عن عمرَ بنِ الخطابِ قالَ: بينَا نحنُ قُعودٌ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على جبلٍ مِن جِبالِ تهامةَ أقبلَ شيخٌ بيدِهِ عصاً، فسلَّمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فردَّ عليه السلام، ثم قالَ:«نغمةُ الجنِّ وعينُهم (2)، مَن أنتَ؟» قالَ: أَنا هامةُ بنُ الهيم بنِ لاقيس بنِ إبليسَ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«فما بينَكَ وبينَ إبليسَ إلا أبوانِ؟» قالَ: نَعم، قالَ:«فكمْ أَتى لكَ مِن الدهرِ؟» قالَ: أَفنيتُ الدُّنيا عمرَها إلا قليلٌ، قالَ:«على ذلكَ» . قالَ: كنتُ وأنا غلامٌ ابنُ أعوامٍ أفهمُ الكلامَ وأمرُّ بالآكامِ وآمرُ بإفسادِ الطعامِ وقطعِ الأرحامِ، قالَ: فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بئسَ لَعمرو واللهِ عملُ الشيخِ المتوسمِ والشابِّ المتلومِ» .

قالَ: ذَرني مِن الاستعذارِ، إنِّي تائبٌ إلى اللهِ عز وجل، كنتُ مع نوحٍ في

(1)[إسناده ضعيف، فأبو إسحاق مدلس ومختلط وقد عنعنه].

وانظر نحوه في المجمع (6/ 3 - 6) في حديث طويل.

وفي مسند أحمد (3/ 457) أن عمر فرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة، فقالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر.

(2)

هكذا عند ابن الأعرابي، وفي الطيوريات: عمتهم. وفي ضعفاء العقيلي (1/ 98) وغيره: وغنتهم.

ص: 286

مسجدِهِ مع مَن آمن بِه مِن قومِهِ، فلم أزلْ أُعاتِبُه على دعوتِهِ على قومِهِ حتى بَكى عليهِم وأَبكاني وقالَ: لا جرمَ أنِّي على ذلكَ مِن النادمينَ، وأعوذُ باللهِ أنْ أكونَ مِن الجاهلينَ»، قالَ: قلتُ: يا نوحُ، إنِّي مِمن أشركَ في دمِ السعيدِ الشهيدِ هابيلَ بنِ آدمَ، فهلْ تَجدُ لي عندَ ربِّك مِن توبةٍ؟ فقالَ: يا هامةُ، همَّ بالخيرِ وافعَلْهُ قبلَ الحَسرةِ والندامةَ، إنِّي قرأتُ فيما أَنزلَ اللهُ عليَّ: إنَّه ليسَ مِن عبدٍ تابَ إلى اللهِ بالغ ذنبِهِ ما بلغَ إلا تابَ اللهُ عليهِ، فقُم فتوضَّأْ واسجُدْ للهِ»، قالَ: ففعلتُ في ساعةٍ ما أَمرني بِه، قالَ: فنُوديَ: ارفعْ رأسَكَ فقدْ نزلتْ توبتُكَ مِن السماءِ، قالَ: فخَرَرتُ للهِ ساجداً حولاً.

وكنتُ مع هودٍ في مسجدِهِ مع مَن آمنَ بِه مِن قومِهِ، فلم أَزلْ أُعاتِبُه على دعوتِهِ على قومِهِ حتى بَكى عليهِم وأَبكاني، وقالَ: لا جَرمَ أنِّي على ذلكَ مِن النادمينَ، وأعوذُ باللهِ أنْ أكونَ مِن الجاهلينَ، وكنتُ مع صالحٍ في مسجدِهِ مع مَن آمنَ بِه مِن قومِهِ، فلم أَزلْ أُعاتِبُه على دعوتِهِ على قومِهِ حتى بَكى عليهِم وأَبكاني، وكلُّهم يقولُ: أَنا على ذلكَ مِن النادمينَ، وأعوذُ باللهِ أنْ أَكونَ مِن الجاهلينَ، وكنتُ زوَّاراً ليعقوبَ، وكنتُ مِن يوسفَ بالمكانِ المُبينِ، وكنتُ أَلقى إلياسَ في الأوديةِ وأَنا أَلقاهُ الآنَ.

وإنِّي لَقيتُ موسى بنَ عمرانَ وعلَّمَني مِن التوراةِ وقالَ لي: إنْ لَقيتَ عيسى بنَ مريمَ فأقرِئْه مِني السلامَ، وإنَّ عيسى قالَ لي: إنْ لَقيتَ محمداً فأقرِئْه مِني السلامَ، فأرسَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عينَه فَبَكى ثم قالَ:«وعلى عيسى السلامُ ما دامَت الدُّنيا، وعليكَ السلامُ يا هامةُ لِأَدائِكَ الأمانةَ» .

قالَ هامةُ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، افعلْ بي ما فعلَ موسى، إنَّه علَّمَني التوراةَ، قالَ: فعلَّمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} ، و {وَالْمُرْسَلَاتِ} ، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} والمُعوِّذتين، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وقالَ: «ارفعْ

ص: 287

إلينا حاجَتَك يا هامةُ، ولا تدَعْ زيارَتَنا».

قالَ: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه: فقُبضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يَنعَهُ إلينا، فلستُ أَدري أحيٌّ هو أم ميتٌ.

1 -

معجم ابن الأعرابي (2087)، وأمالي الشجري (1/ 201) أخبرنا أبوالقاسم عبدالرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا أبوالعباس الجمال، قالا (ابن الأعرابي وأبوالعباس):حدثنا عبدالرزاق،

2 -

الطيوريات (651) أخبرنا أحمد: حدثنا أبوبكر محمد بن إسماعيل الوراق بقراءته علينا: حدثنا أبوالفضل جعفر بن محمد بن أحمد بن حاتم المروزي: حدثنا أبوجعفر أحمد بن محمد بن حميد المقرئ،

قالا (عبدالرزاق وأحمد بن محمد): حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي: حدثنا أبومعشر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب .. (1).

4717 -

عن نافعِ بنِ جبيرٍ وسعيدِ بنِ المسيبِ أنَّهما قالا: بينَما عمرُ بنُ الخطابِ ذاتَ يومٍ جالسٌ في المسجدِ إذ مرَّ به سعيدُ بنُ العاصِ، فدَعاهُ عمرُ بنُ الخطابِ فقالَ: واللهِ إنِّي ما قَتلتُ أباكَ يومَ بدرٍ، ولكنِّي قتلتُ خالي العاصَ بنَ هشامٍ، ومَا لي أَن أَكونَ أَعتذرُ مِن قتلِ مُشركٍ، فقالَ سعيدُ بنُ العاصِ: كُنتَ على حقٍّ وكانَ على باطلٍ، فعجبَ مِن قولِهِ ولَوى كفَّيهِ ثم قالَ: قريشٌ أفضلُ الناسِ أحلاماً، وأَعظمُ الناسِ أمانةً، ومَن يُردْ قريشاً بسوءٍ يكبُّه اللهِ لِفيهِ.

نسخة إبراهيم بن سعد الزهري (95) حدثنا أبوصالح: حدثني إبراهيم، عن

(1)[حديث موضوع].

ص: 288