الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[280] مسندُ عُمارة بنِ حَزْنِ بنِ شَيطان
(1)
4618 -
عن عُمارةَ بنِ حَزْنِ بنِ الشَّيطانِ قالَ: كانتْ لنا حَرَّةٌ يقالُ لها: حَرَّةُ الحدثانِ، وكانَ إذا كانَ الليلُ فهي نارٌ تشتعلُ، وإذا كانَ النهارُ فهي دخانٌ يسطعُ، وكانتْ طيِّئُ تُغشي إبلَها بضوءِ تلكَ النارِ مِن مسيرةِ سبعِ ليالٍ، فأَتانا خالدُ بنُ سنانٍ من مُريطَةَ فقالَ: إنَّ اللهَ عز وجل أمرَني أَن أُطفئ عنكم هذه النارَ، فليقمْ معي مِنكم مِن كلِّ بطنٍ رجلٌ، فقامَ مَعه عشرةُ رجالٍ، وكنتُ أحدَهم، حتى أَتى القَليبَ، فخرجَ مِنه عُنقٌ مِن النارِ ثم استدارَ عَلينا حتى صِرْنا في مثلِ كفةِ الميزانِ، فجعَلْنا نتَّقيها بالعِصيِّ حتى احترقَتْ، ثم بالنعالِ حتى احترقَتْ، ثم بالعمائمِ حتى احترقَتْ، فقُلنا له: يا خالدُ أي أهلَكْتنا، قالَ: كلا إنَّها مأمورةٌ وإنِّي مأمورٌ، ثم جعلَ يضربُها بعصاهُ وهو يقولُ: بَداً بَداً، كلُّ حقٍّ للهِ مؤدَّى، أنا عبدُاللهِ الأَعلى، فلم يزلْ يضربُها حتى ردَّها إلى القَليبِ.
ثم تقدمَ خلفَها وعليه قَميصانِ له أبيضانِ، فأبطأَ علينا، فقالَ ابنُ عمٍّ له: لا يخرجُ مِنها أبداً، ثم خرجَ علينا وقَميصاهُ يَنطُفانِ عرقاً وهو يقولُ: بَداً بَداً، كلُّ حقٍّ هو للهِ مؤدَّى، أَنا عبدُاللهِ الأَعلى، زعمَ ابنُ راعيةِ المِعزى أنِّي لا أخرجُ مِنها أبداً، قالَ: فأهلُ ذلكَ البيتِ يُدعونَ ابن راعيةِ المِعزى إلى اليومِ، فقُلنا له: يا خالدُ، ما الذي رأيتَ؟ قالَ: رأيتُ أُخرى تَحشُّها فشدَختُهنَّ وقد طفأتُها عنكم، وكانتْ تضرُّنا في الكَلإ والمَرعى.
(1) ترجمه الحافظ في القسم الأول في الإصابة (4/ 579) وقال: قال أبوموسى: أورده الإسماعيلي في الصحابة، وقال: يروي حديث خالد بن سنان ونار الحدثان، أورده أبوسعيد النقاش في العجائب.
قالَ: وكانَ مِن أعاجيبِهِ أنَّه وقفَ علينا فقالَ: امضُوا مَعي، فمضَينا معه، حتى أتَى مكاناً مِن الأرضِ فقالَ: احفِروا، فاحتفَروا، فأَبدانا عن صخرةٍ فيها كتابٌ قد زُبرَ زبراً وحُفرَ حفراً:«اللهُ أحدٌ، اللهُ الصمدُ، لم يلدْ ولم يولدْ، ولم يكنْ له كُفواً أحدٌ» ، فاحتمَلْناها، فكانتْ إذا نزلتْ بنا شدةٌ أَبدأنا عنها فتكشفَ عنَّا، وكُنا إذا قحطَ بنا المطرُ جلَّلها ثوباً ثم قامَ يُصلي ويدَعو فتمطرُ، حتى إذا رَوينا كشفَ الثوبَ فيُمسكُ المطرُ.
وكانَ مِن أعاجيبِهِ أنَّه قالَ: إنَّ امرأَتي حاملٌ بغلامٍ واسمُه مرةُ، وهو أُحيمرُ كالدرةِ، ولن يُصيبَ المَولى معه تَضِرَّةٌ، ولن تَروا ما دامَ فيكم معرَّةً، ثم قالَ: إنِّي ميتٌ إلى سبعٍ فادفِنوني في هذه الأَكمةِ، ثم اخرُجوا إلى قَبري بعدَ ثالثةٍ، فإذا رأيتُم العيرَ الأبترَ يطوفُ حولَ قَبري ويسوفُ بمنخرِهِ فانبِشوني تَجدوني حيّاً أُخبركم بما يكونُ حتى تقومَ الساعةُ، فخرَجوا بعدَ ثالثةٍ إلى قبرِهِ فإذا نحنُ بالعيرِ الأبترِ يطوفُ حولَ قبرِهِ ويسوفُ بمنخرِهِ، فأردْنا أَن ننبشَه فمنعَنَا قومُه مِن ذلكَ وقالوا: لا ندعُكم تَنبشونَه فتُعيرُنا به العربُ.
فلمَّا بعثَ اللهُ محمداً عليه السلام أَتته مُحيَّاةُ بنتُ خالدٍ فانتسبتْ له، فبسطَ لها رداءَه وأَجلسَها عليه، وقالَ:«بنتُ أَخي، نبيٌّ ضيَّعه قومُه» .
فنون العجائب (26) أخبرنا أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني: حدثني محمد بن عمير الرازي الحافظ: حدثني عمرو بن إسحاق بن العلاء: حدثنا جدي إبراهيم بن العلاء: حدثنا أبومحمد القرشي الهاشمي: حدثنا هشام بن عروة، عن أُبي بن عمارة، عن أبيه عمارة بن حزن بن الشيطان .. (1).
(1) أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه (2/ 711 - 712) وقال: وفي إسناد حديثه نظر.
وقال الألباني في الضعيفة (1/ 450): ولعل وجهه أن فيه جماعة لم أعرفهم.