الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الترخيم في النداء
"ص"
ترخيم الاسم في الندا أن يحذفا
…
آخره كـ"يا يزي" و"يا خفا"
وجوزته -مطلقًا- في كل ما
…
أنث بالها وبه اخصص علما
إن يخل من إضافة مجاوزا
…
حد الثلاثي كمثل: "يا نزا"(1)
ويكتفى بحذف ها التأنيث من
…
كما حازه كمثل: "يا مرجان إن"
واحذف مع آخر الذي منه خلا
…
ما قبل ذا لين مزيدا إن تلا
ثلاثة أو فوقها، وسكنا
…
ولا شبه ما (2)"فرعون" قد تضمنا
(1) س ش ع ك "بزا".
(2)
ع "شبهها".
"ش" احترزت بقولي:
ترخيم الاسم (1) في النداء .... . . . . . . . . . .
من ترخيم غير المنادى في ضرورة كقوله:
(916)
-. . . . . . . . . . .
…
وأضحت منك شاسعة (2) أماما
أراد: أمامة
ومن ترخيم التصغير (3) كقولهم في "أسود": "سويد".
و. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . "يزي" و"خفا"
مرخما "يزيد" و"خفاف".
ولا يشترط في ترخيم ما فيه هاء التأنيث إلا التعيين، وعدم الإضافة.
فيستوي فيه علم وغيره، وما هاؤه ثالثة، وغير ثالثة.
(1) ع "ترخيم الألف".
(2)
ع "ساسعة".
(3)
هـ "تصغير الترخيم".
916 -
عجز بيت من الوافر لجرير ورواية الديوان ص 502.
أأصبح حبل وصلكم رماما
…
وما عهدي كعهدك يا أماما
وهي رواية أبي الحسن في النوادر عن المبرد عن عمارة ص 3.
الرمام: جمع رميم هو الخلق البالي. وقال ابن النحاس: هو جمع رمة وهي القطعة البالية من الحبل، وهو قول الأعلم الشنتمري.
والمصنف هنا يؤيد قول سيبويه مخالفا لقوله الآتي: والإنصاف يقتضي تقرير الروايتين.
فلذا قيل في "شاة": "يا شا ارجني" كما قيل في "جارية":
(917)
- جاري لا تستنكري عذيري (1)
وعلى هذا نبهت بقولي:
وجوزنه مطلقا في كل ما
…
أنث بالهاء. . . . . . . . . . .
ثم بينت أنه لا يرخم ما خلا من هاء التأنيث إلا بشرط العملية، وكونه خاليا من إضافة، ومجاوزا حد الثلاثي كـ"نزار".
فيتناول (2) الخالي من الإضافة: المفرد، والمركب تركيب مزج كـ"معد يكرب" و"سيبويه".
وتركيب إسناد كـ"تأبط شرا"، فإنه سيبويه حكى عن بعض العرب ترخيمه (3).
(1) ع "غديري".
(2)
ع ك "فتناول".
(3)
قال سيبويه 2/ 88:
"إذا أضفت إلى الحكاية حذفت، وتركت الصدر بمنزلة "عبد القيس" و"خمسة عشر" حيث لزمه الحذف كما لزمها، وذلك قولك في "تأبط شرًّا" "تأبطي".
ويدلك على ذلك أن من العرب من يفرد فيقول: "يا تأبط أقبل"، فيجعل الأول مفردًا، فكذلك تفرد في الإضافة".
917 -
رجز للعجاج "الديوان ص 26".
العذير: الأمر الذي يحاوله الإنسان فيعذر فيه.
ثم بينت أن ما فيه هاء التأنيث لا يحذف في ترخيمه غيرها، فيقال في "مرجانه": يا مرجان.
و. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . إن
أمر لمؤنث مؤكد بالنون الخفيفة من وأي: يئي بمعنى: وعد.
ثم بينت أن الخالي من هاء التأنيث إذا استوفى شروط الترخيم، وتضمن خمسة أحرف فصاعدا يحذف في ترخيمه مع الآخر ما قبله من حرف لين زائدٍ (1)، وساكن، وغير مشابه لواو "فرعون" في انفتاح ما قبلها، وعدم دلالتها على معنى.
فدخل في ذلك نحو "عمران" و"حماد" و"أسماء" و"مسلمات" و"زيدان" -علمين.
ودخل في ذلك -[أيضا- "حمدون" و"منصور"، و"زيدون" و"مصطفون" و"ملكوت" -أعلاما.
= وفي الديوان: العذير: الحال وكذا قال الأعلم "سيبويه 1/ 325".
وفي الخزانة 1/ 293 قال علي بن سليمان الأخفش: العذير: الصوت، كأنه كان يرجز في عمله لحلسه، فأنكرت عليه ذلك.
"وينظر: اللسان "شقر" و"عذر"، وشرح المفصل لابن يعيش 2/ 16، 20 وأمالي ابن الشجري 2/ 88، والمقاصد النحوية للعيني 4/ 277".
(1)
ع "زيد".
ودخل في ذلك] (1) -أيضًا-: "جعفي"(2) و"مسكين" و "غسلين"(3) و"عفريت" -أعلاما.
وخرج بذكر الزيادة نحو: "مختار" -علما- فإن ألفه بدل من ياء أصلية، وخرج بقولي:
. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . تلا
ثلاثة أو فوقها. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .
نحو: "عماد" و"سعيد" و"ثمود"؛ لأن حرف اللين فيها تالي حرفين. وخرج بالسوك نحو: "هبيخ"(4).
وخرج بنفي مشابهة واو "فرعون" ما قبل آخره واو، أو ياء ساكنة مفتوح ما قبلها كـ"فردوس"(5) و"غرنيق"(6) -علمين.
ولا يخرج "مصطفون" علما، فإن واوه زيدت لمعنى.
"ص"
وليس هذا النوع مستثنى لدى
…
يحيى مع الجرمي، ويحيى انفردا
(1) ع سقط ما بين القوسين.
(2)
جعفي: أبو قبيلة من اليمن.
(3)
ما يسيل من جلود أهل النار. وقيل: هو شجر في النار كالضريع.
(4)
الوادي العظيم، والرجل لا خير فيه، والغلام.
(5)
الفردوس: البستان، قال الفراء: هو عربي "لسان".
(6)
الغرنيق: الذكر من طيور الماء.
بحذف (1) ساكن تلا اثنين كـ يا
…
"يزيد" أو واو "ثمود" فادريا
وليس شرطا (2) لين ساكن حذف
…
لديه بل منه العموم قد عرف
ففي "قمطر": "قم" قال، و"يا يزي"
…
مع "يز" في "يزيد" للفرا عزي
ولا يجيز (3) في "ثمود": أي: "ثمو"
…
بل حذف واوه لديه يلزم
وعنده يجوز ترخيم "حكم"
…
ونحوه من الثلاثي العلم
ووافق الكسائي أهل البصرة
…
في منع هذا ظافرا بالنصرة
ولم يرخم نحو: "بكر" أحد
…
إذ بزوال الرا النظير يفقد
والعجز احذف من مركب وفي
…
مضمن الإسناد نزرا ذا اقتفي
وألف "اثنا عشر" احذف مع "عشر"
…
مرخما علم أنثى أو ذكر
(1) هـ "بحرف".
(2)
ع "شرط".
(3)
س ش ع ك "تجيز".
و"صاح" في "الصاحب" قالوا و"كرا".
…
في "كروان" وهما قد ندرا
ورخم المضاف أهل الكوفه
…
كذا لهم مقالة معروفه
ترخيم "فعلايا" بحذف اليا وما
…
من بعدها مع ألفا تقدما (1)
الإشارة بقولي:
وليس هذا النوع .... .... . . . . . . . . . .
إلى ما قبل آخره واو أو (2) ياء ساكنة مفتوح ما قبلها غير دالة على معنى كـ"فرعون" و"غرنيق" -علما (3).
فإن الفراء والجرمي لا يفرقان بين واو "فرعون"، وواو "منصور" ولا بين ياء غرنيق" وياء "مسكين"، بل يعمان جميعها بالحذف في الترخيم.
وغيرهما لا يرى ذلك بل يقولون: "يا فرعو" و"يا غرني".
وانفرد الفراء بأن يعامل الرباعي معاملة الخماسي وغيره.
(1) هكذا في الأصل وفي س ش ط ع ك هـ:
ترخيم "فعلايا" بحذف الثاني من شطريه، واستعماله ذا رأي يهن.
(2)
هـ سقط "أوياء".
(3)
ع ك "علمين".
فيقول في "عماد ،"يزيد" و"ثمود": "يا عم" و"يا يز" و"يا ثم".
ويجيز -أيضا- إبقاء الألف والياء، ولا يجيز إبقاء الواو؛ لأن بقاءها يستلزم عدم النظير.
إذ ليس في الأسماء ما آخره واو مضوم ما قبلها إلا "هو"، و "ذو" الطائية (1).
ولا يشترط الفراء في الساكن الذي يحذف مع الآخر كونه ذا لين، بل يسوي في ذلك بين ذي اللين وغيره.
فيقول في "قمطر" -علما: يا قم، فقال: لأنه إذا قيل: "يا قمط" -بسكون الطاء- لزم من ذلك عدم النظير، إذ ليس في الأسماء ما آخره حرف صحيح ساكن إلا ما أشبه الحرف (2) نحو:"من" و"كم".
ومما انفرد به الفراء ترخيم الثلاثي المحرك الوسط كـ
(1) قال ابن السراج في الأصول 1/ 445، وما بعدها:
"والفراء إذا رخم "قمطر" حذف الطاء مع الراء؛ لأنها حرف ساكن، والنحويون على خلافه في حذف الطاء، وما أشبهها من السواكن الواقعة ثالثة.
ويجيز الفراء في حمار يا حما أقبل يصير مثل "رضا"، وفي "سعيد""يا سعي" ولا يجيز "يا ثمو"؛ لأنه ليس له في الأسماء نظير".
(2)
ع ك "الحروف".
"حكم" فإنه إذا قيل في ترخيمه: "يا حك" لم يلز منه عدم النظير.
إذ في الأسماء المتمكنة ما هو على حرفين ثانيهما متحرك كـ"غد" و"يد"(1) فلو كان الثلاثي ساكن الثاني كـ"بكر" لم يجز ترخميه بإجماع؛ لأن ترخيمه موقع في عدم النظير.
ويتناول (2) المركب من قولي:
والعجز احذف من مركب .... . . . . . . . . . .
نحو: "معد يكرب" و"بختنصر" و"سيبويه" و"تأبط شرًّا".
ولا يتناول نحو: "امرئ القيس" و"عبد الله"؛ لأنه قد تقدم التنبيه على أن الخلو من الإضافة من شروط الترخيم.
وأكثر النحويين لا يجيزون ترخيم المركب المضمن إسنادا كـ"تأبط شرا"، وهو جائز.
(1) قال السيرافي عند شرحه لقول سيبويه في الكتاب 1/ 382، واعلم أنه ليس من اسم لا تكون فيه هاء التأنيث يحذف منه شيء إذا لم يكن اسما
…
" قال السيرافي.
"وقال الفراء: يجوز ترخيم ما كان على ثلاثة أحرف أوسطها متحرك تقول في نحو "حجر" و"قدم": "يا حج" "ويا قد" وكذلك في "عنق" "يا عن" وفي "كتف" "يا كت".
قال: لأن في الأسماء نحو "يد" و"دم".
(2)
في الأصل "وتناول".
لأن سيبويه حكى ذلك في بعض أبواب النسب فقال (1):
"تقول في النسب إلى "تأبط شرا": "تأبطي"؛ لأن من العرب (2) من يقول: "يا تأبط". ومنع ترخميه في "باب الترخيم" (3). فعلم بذلك أن منع ترخيمه كثير، وجواز ترخيمه قليل.
وقد نبهت على ذلك بقولي:
. . . . . . . . . . . وفي
…
مضمن الإسناد نزرا ذا اقتفي
يقال: قفوت الشيء، واقتفيته بمعنى: تتبعته.
ثم نبهت على أن "اثنا عشر" إذا كان علما يقال في ترخيمه: "يا اثن" بحذف الألف مع "عَشَر".
قال سيبويه (4):
"وأما "اثنا عشر"، فإذا رخمته حذفت "عشر" مع الألف؛ لأن "عشر" بمنزلة نون "مسلمين"، هذا نصه.
وكثر دعاء بعضهم بعضا بـ"الصاحب"، فأشبه العلم فرخم
(1) الكتاب 2/ 88، وقد تصرف المصنف في عبارة سيبويه، لكنه لم يخرج عما أراده سيبويه.
(2)
هـ "من المعرب".
(3)
قال سيبويه 1/ 342 "واعلم أن الحكاية لا ترخم؛ لأنك لا تريد أن ترخم غير منادى
…
وذلك نحو "تأبط شرا".
(4)
الكتاب 1/ 342.
بحذف بائه كقول الشاعر:
(918)
- يا صاح يا ذا الضامر العنس
…
والرحل والأقتاب والحلس
أراد: يا صاحب.
ومثل شذوذ قولهم في "صاحب""يا صاح": قولهم في "الكروان"(1)"أطرق كرا"(2). وفي هذا شذوذان آخران:
أحدهما: حذف حرف النداء مما يوصف به "أيٌّ".
والثاني: ترخميه على تقدير الاستقلال، ولذلك أبدلت (3).
(1) بكسر الكاف وسكون الراء: جمع كروان.
(2)
ينظر الأمثال للميداني 1/ 431 يضرب لمن ليس عنده غناء.
(3)
هـ "ابدل".
918 -
من الكامل نسبه ابن يعيش في شرح المفصل 2/ 8 تبعا لبعض شراح الكتاب إلى خزز بن لوذان السدوسي.
قال الأصفهاني في ترجمة علية بنت المهدي: خزز شاعر يقال: إنه قبل امرئ القيس. ولم ينسب إليه الشاهد. لكنه نسبه إلى خالد بن المهاجر وأورد بعده بيتا آخر ورواهما هكذا:
يا صاح يا ذا الضامر العنس
…
والرحل والأنساع والحلس
تسري النهار ولست مدركه
…
وتجد سيرا كلما تمسي
"الأغاني 10/ 102، 103، 129، 16/ 199".
الضامر: الذي دق لحمه، العنس: الناقة الشديدة. الأقتاب: جمع قتب رحل صغير على قدر السنام. الحلس: كساء يجعل على ظهر البعير تحت رحله.
واوه ألفًا.
ولو رخم على لغة من ينو (1) المحذوف لقيل: "كرو"، وزعم بعض أهل اللغة (2) إن ذكر الكروان يقال له: كرا.
فعلى هذا ليس في قولهم: "أطرق كرا" إلا حذف حرف (3) النداء.
وأجاز الكوفيون ترخيم العلم المضاف كقول الشاعر:
(919)
- أبا عرو لا تبعد فكل ابن حرة
…
سيدعوه داعي ميتة فيجيب
وهذا وأمثاله عند البصريين مثل قول الآخر:
(1) ع "بنوا".
(2)
هو الخليل بن أحمد كما في مجمع الأمثال للميداني 1/ 431.
(3)
ع "حذف ألف النداء".
919 -
من الطويل لم يعزه أحد إلى قائل، ورواية المصنف في شرح عمدة الحافظة أنا عرو ..
ورواه ابن السكيت في المذكر والمؤنث كما رواه الفراء في معاني القرآن عند شرحه قوله تعالى: {إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ} "ستدعوه داعي ميتة" على أن المضاف اكتسب التأنيث من المضاف إليه.
"الإنصاف 1/ 348، شرح المفصل لابن يعيش 2/ 20، المقاصد النحوية 4/ 287، الخزانة 1/ 377، 378، التصريح 1/ 184".
. . . . . . . .
…
وأضحت منك شاسعة أماما (1)
فرخم "أمامة" مضطرا، فكذا (2) رخم الآخر "عروة" مضطرا؛ لأن النداء وقاع (3) على المضاف لا على المضاف إليه.
وأجاز الكوفيون -أيضًا- ترخيم "فعلايا" بحذف الياء (4) والألفين اللذين اكتنفاها.
"ص"
وإن نويت بعد حذف ما حذف
…
فالباقي استعمل بما له عرف
واجعله إن لم ينو ساقط كما
…
لو كان بالآخر وضعا تمما
فقل (5) على الأول في "ثمود": "يا
…
ثمو" و"يا ثمي" على الثاني بيا
و"صميان": "صمى" اجعل و"صما"
…
يقول: من لم ينو ما قد عدما
وفي "علاوة": "علاو" اذكر و"يا
…
علاء إن لم يكن التا نويا (6)
(1) سبق هذا الشاهد قريبا.
(2)
ع ك "هكذا".
(3)
ع ك "وقع".
(4)
ع ك "حذف الياء والألف والألفين".
(5)
ع " فعل على
…
".
(6)
حاشية في الأصل الورقة 63 أ.
"يعني إن لم تنو تاء "علاوة" المحذوفة همزت" تمت.
والتزم الأول في كـ"مسلمه"
…
وجوز الوجهين في كـ"مسلمه"
كذلك الأول لازم إذا
…
يعدم بالثاني نظير يحتذى
كـ"حبلوي" وكـ"طيلسان"
…
بالكسر حين اسمين يجعلان
ونحو "قاضين" على الوجهين ما
…
عن رد لامه غنى إن رخما
وإن ترخم ما بشد ختما
…
من بعد مد فاجعل المدغما
محركا كأصله، وإن عدم
…
تحريكا اصليا ففتحه التزم
وإن نوي المحذوف والمدغم لم
…
يسبقه مد فالسكون ملتزم
ومن يقل: "يا حار"(1) ضم -مطلقا-
…
وقد ترى (2) الوجهين لن يفترقا
"ش" الأكثر في الترخيم أن يحذف ما يحذف، وينوى ثبوته فلا يغير ما بقي.
(1) ط "يا جار".
(2)
ع "يرى".
قد يحذف ما يحذف، ولا ينوى ثبوته (1) فيعطى آخر ما بقي ما يحق لمثله الكائن آخرا في أصل الوضع (2).
فيقال على الوجه الأول في "حارث" و"جعفر" و"قمطر": ["يا حار" و"يا جعف" و"يا قمط".
وعلى الوجه الثاني: "يا حار" و"يا جعف" و"يا قمط"(3)].
وكذا يقال على الوجه الأول في "ثمود" و"صميان"(4) و"علاوة"(5) -علمين: "يا ثمو"(6) و"يا صمي" و"يا علاو".
وعلى الوجه الثاني: "يا ثمي" و"يا صما" و"يا علاء".
كما يقال في جمع "جرو": أجر وجراء (7)، والأصل: أجرو وجراو.
وترك على الوجه الأول ما قبل المحذوف على ما كان عليه؛ لأن المحذوف منوي الثبوت.
(1) ع ك "وينوي عدم ثبوته".
(2)
هـ "أصل الموضع".
(3)
ع سقط ما بين القوسين.
(4)
الصميان: الرجل السيد.
(5)
العلاوة: أعلى الرأس وقيل: أعلى العنق.
(6)
هـ "ثمود".
(7)
ع "كما يقال في جمع جرو: أجراء".
ولا يقال في "مسلمة": "يا مسلم"، لئلا يتوهم أن المقصود مذكر، وإنما يقال:"يا مسلم" -بتفح الميم، فإن ذلك يمنع التوهم.
فلو كان المؤنث بالتاء علما كـ"مسلمة" جاز ترخيمه -مطلقا- لعدم المانع.
ويتعين الترخيم على تقدير ثبوت المحذوف إن أوقع تقدير الاستقلال [في عدم النظير كـ"حبلوى" -علما.
فإنه لا يجوز ترخميه على تقدير الاستقلال (1)]، لاستلزام ذلك قلب واوه ألفا لتحركها (2)، وانفتاح ما قبلها.
وليس في الكلام "فعلى" إلا وألفه مزيدة للتأنيث غير منقلبة من واو ولا ياء، فوجب منع الوجه المؤدي إلى ذلك، وتعين الوجه الآخر الذي ينوي فيه ثبوت المحذوف؛ لأن ذلك فيه مأمون، فيقال:"يا حبلو".
وهذا الوجه -أيضا- متعين في "طيلسان"(3) -بكسر اللام- لو كان علما، فيقال:"يا طيلس". ولا يقال: "يا طيلس"؛ لأن ذلك موقع في عدم النظير، -أيضا- إذ ليس في الكلام اسم على "فيعل" صحيح العين، ولا على "فيعل"
(1) هـ سقط ما بين القوسين.
(2)
هـ "لتحرها".
(3)
ضرب من الأكسية.
معتلها، بل التزم في الصحيح الفتح كـ"ضيغم"(1)، وفي المعتل الكسر كـ"سيد".
ولا اعتداد بالنادر. فلو سمي بـ"هيبان"(2) ثم رخم لم يرخم إلا على نية المحذوف؛ لأن ترخيمه على تقدير الاستقلال موقع في عدم النظير.
وكذا لو سمي بـ"هذريان"(3) أو"حذرية"(4) لم يرخم إلا على نية المحذوف؛ لأن ترخميه على تقدير الاستقلال موقع في بناء مهمل وهو "فعلى".
ولو سمي بـ"قاضين" ونحوه من جمع المعتل اللام لقيل في ترخيمه "يا قاضي" -على الوجهين".
لأن الياء التي هي لام الكلمة حذفت لملاقاة ياء الجمع.
فلما حذفت ياء الجمع، ونونه ترخيما عادت الياء الأصلية لزوال سبب حذفها، لا فرق في هذا بين لغة من نوى، ولغة من لم ينو، إلا أن (5) من لم ينو يقدر/ ضمة الياء، ومن نوى لا (6) يقدرها.
(1) الضيغم: الأسد.
(2)
الهيبان: الراعي، أو الكثير من كل شيء.
(3)
الهذريان: الغث الكلام الكثيره.
(4)
الحذرية: الأرض الخشنة.
(5)
هـ "أن لغة من
…
".
(6)
ع ك "ومن نوى لم يقدرها".
ومثل "قاضين" مسمى به: "قاضي" -مسمى به.
وأشرت بقولي:
وإن ترخم ما بشد ختما
…
من بعد مد. . . . . . . . . . .
إلى نحو "محاج" و"تحاج". فإن "محاجا"(1) إن كان اسم مفعول قيل في ترخيمه: "يا محاج".
وإن كان اسم فاعل قيل في ترخيمه "يا محاج".
هذا على لغة من نوى المحذوف، لأنه لما حذف ثاني المثلين بقي الأول ساكنا بعد سكان، فلجئ إلى التحريك فرارا من التقاء ساكنين، فكان أولى الحركات ما كان الساكن متحركا به في الأصل.
وأما "تحاج" فأصله: "تحاجج". فإن سمي به ورخم لم يقل إلا "يا تحاج" -بالضم- لأنه الأصل.
وكذا يقال في لغة من لا ينوي المحذوف إلا أن الضمة غير الضمة، وإلى هذا ونحوه أشرت بقولي:
. . . . . . . . . . .
…
[(2) وقد ترى (3) الوجهين لن يفترقا
أي: لن يفترقا لفظا، وإن افترقا حكما.
وأشرت بقولي:
(1) ع "مجاجا".
(2)
الأصل "يرى".
(3)
بداية سقط من هـ.
. . . . . . . .
…
وإن عدم تحريكا أصليا ففتحه التزم
إلى "إسحار"، وهو اسم بقلة -فإن وزنه "إفعال"- بمثلين أولهما ساكن لاحظ له في حركة.
فإذا سمي به ورخم على لغة من ينوي قيل: يا إسحار -بالفتح- فتحركه بحركة أقرب المتحركات إليه، وهو الحاء، وبالحركة المجانسة للألف.
كما قالوا في جزم "يضار": "لم يضار" -بالفتح- إتباعا للألف مع أن بينها وبين المفتوح ساكنا.
بخلاف "يا إسحار" [فإن المفتوح فيه متصل بالألف، فهو بالإتباع أحق.
فلو لم يكن قبل المدغم مدة (1)] كـ"محمر" بقي على سكونه إذا نوي المحذوف فقيل: "يا محمر". فإن لم ينو المحذوف قيل: "يا محمر".
وكذا يقال في "إسحار" و"محاج": "يا إسحار" و"يا محاج".
وإليه أشرت بقولي (2)]:
ومن يقل "يا حار" ضم -مطلقا .... . . . . . . . . . .
(1) ع سقط ما بين القوسين.
(2)
نهاية سقط هـ.
"ص"
وحذف تا (1)"أميمة" انو فاتحا
…
بعد "كليني" تنح أمرا واضحا
ولاضطرار رخموا دون ندا
…
ما للندا يصلح نحو: "أحمدا"
وفيه بالوجهين عمرو قد حكم
…
والثاني منهما المبرد التزم
"ش" نداء ما فيه هاء التأنيث بترخيم أكثر من ندائه دون [ترخيم (2)، فلذلك قد يقحمون هاء التأنيث مفتوحة كأنها الحرف الذي قبلها كقول النابغة (3)](4).
(920)
- كليني لهم يا أميمة ناصب
…
وليل أقاسيه بطيء الكواكب
قال سيبويه (5): "واعلم أن ناسا من العرب قد يثبتون التاء
(1) ط "تال ميمه".
(2)
الكتاب 1/ 330.
(3)
ع ك "كقول الشاعر".
(4)
ع سقط ما بين القوسين.
(5)
ينظر الكتاب 1/ 330، وعبارة سيبويه:
"واعلم أن ناسا من العرب يثبتون الهاء، فيقولون: يا سلمة أقبل".
920 -
مطلع قصيدة للنابغة الذبيان يمدح عمر بن الحارث الأعرج "الديوان ص 54" ناصب: بمعنى منصب من النصب وهو التعب، وحمله سيبويه على النسب أي: ذي نصب أقاسيه: أكابده.
فيقولون: "يا مسلمة أقبل"(1). فهذا قد رخمه أولا فصار في التقدير "يا مسلم"، ثم أقحم التاء غير متعد بها ثم فتحها إتباعا لفتحة ما قبلها، قال أبو علي في الجامع.
تاء الإقحام (2) لا تكون إلا مفتوحة؛ لأنها وقعت آخر الاسم الذي لا يكون إلا مفتوحا بعد حذف التاء، فعوملت معاملة الآخر:
فهذا منتهى (3) ما يحتاج إليه من الكلام على ترخيم المنادى.
وقد يضطر الشاعر فيرخم ما ليس منادى (4)، لكن بشرط كونه صالحا؛ لأن ينادى، فمن ذلك قول امرئ القيس:
(921)
- لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره
…
طريف بن مال ليلة الجوع والخصر
أراد: "طريف بن مالك، فحذف الكاف، وجعل ما بقي بمنزلة اسم لم يحذف منه شيء.
(1) ع ك سقط "أقبل".
(2)
ع ك "قال أبو علي: الحاء مع تاء الإقحام
…
".
(3)
ع ك "نهاية".
(4)
ع ك "بمنادى".
921 -
من الطويل "ديوان امرئ القيس 142".
طريف بن مالك: هو الذي أجار امرأ القيس حين استجار به، وكانت القبائل تتحاماه خوفا مما كان يطالب به من الملك.
وهذا الوجه في الضرورة مجمع على جوازه.
وأجاز سيبويه -أيضا- للمضطر (1) أن يرخم وينوي المحذوف، فيدع الحرف الذي قبله على ما كان عليه قبل الحذف، كما قال الشاعر:
(922)
- ألا أضحت حبالكم (2) رماما
…
وأضحت منك ساشعة أماما
هكذا (3) رواه سيبويه، ورواه المبرد:(4)
. . . . . . . . . . .
…
وما عهد كعهدك يا أماما
والإنصاف يقتضي تقدير الروايتين، ولا تدافع إحداهما بالأخرى، واستشهد سيوبيه -أيضًا- بقول الشاعر:
(923)
- إن ابن حارث إن أشتق لرؤيته
…
أو أمتدحه فإن الناس قد علموا (5)
(1) هـ سقط "للمضطر".
(2)
ع "جبا لكم".
(3)
هـ "كذا"، وانظر كتاب سيبويه 1/ 342.
(4)
ينظر النوادر 31 حيث رواه عن المبرد علي بن سليمان الأخفش.
(5)
هـ "عملوا".
922 -
سبق الحديث في هذا الشاهد وأنه لجرير، وقد خالف المصنف هنا رأيه في أول الباب عندما سار على رأي سيبويه.
923 -
من البسيط ينسب للمغيرة بن حبناء "وحبناء: اسم أمه". "سيبويه 1/ 343، أمالي الشجري، 1/ 226، 2/ 92، العيني 4/ 283، همع الهوامع 2/ 283، الإنصاف 354".
أراد: (1) إن ابن حارثة.
فجاز للمضطر أن يرخم في غير نداء: "مالكًا" و"أمامة" و"حارثة"؛ لأنها (2) أسماء صالحة للنداء. بخلاف اسم عروف بالألف واللام، فلا يرخم في غير نداء (3)، لعدم صلاحيته للنداء.
ولذلك خطئ من جعل من ترخيم الضرورة قول الراجز:
(924)
- أوالفا مكة من ورق الحمى
ذكر هذا أبو الفتح بن جني في المحتسب (4).
(1) الأصل سقط "إن".
(2)
الأصل "لأنهما".
(3)
هـ "في غير النداء".
(4)
قال ابن جني في المحتسب 1/ 78.
"وما فيه لام التعريف لا يجوز نداؤه أصلا، فهو من الترخيم أبعد.
وهذا يفسد قول من قال في قول العجاج.
أوالفا مكة من ورق الحمى
أنه أراد الترخيم؛ لأن ما فيه لام التعريف لا ينادى أصلًا، فكيف يرخم؟
وقد خرج ابن جني هذا البيت في الخصائص 3/ 135 فقال:
"يريد "الحمام" فحذف الألف، فالتقت الميمان فغير ما ترى".
وقال الأعلم في شرح أبيات سيبويه "الكتاب 1/ 8".
ووجه آخر: أن يكون حذف الألف من زيادتها فبقي "الحمم"، فأبدل من الميم الثانية ياء استثقالا للتضعيف كما قالوا في "تظننت"، ثم كسر ما قبل الياء لتسلم من الانقلاب إلى الألف، فقال "الحمى".
924 -
سبق الاستشهاد بهذا الرجز، وهو للعجاج "الديوان ص 59".