المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في: المنادى المضاف إلى ياء المتكلم - شرح الكافية الشافية - جـ ٣

[ابن مالك]

الفصل: ‌فصل في: المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

‌فصل في: المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

(1)

"ص"

واجعل (2) منادى إن أضفته لـ"يا"

كـ"عبد""عبدي""عبد""عبدا""عبديا"

والضم مع نية ياء النفس قد

رووا كـ"رب السجن" فاحفظ (3) ما ورد

و"يا بني""يا بني" في "بني"

قل وسوى هذين ممنوع لدي

"ش" حذف الياء التي أضيف إليها المنادى أكثر من ثبوتها، وثبوتها ساكنة أكثر من ثبوتها متحركة، وقلبها ألفا أكثر من حذف الألف، وإبقاء الفتحة دليلا عليها.

فهذه خمسة أوجه.

وذكروا -أيضا- وجها سادسا وهو الاكتفاء من الإضافة بنيتها، وجعل الاسم مضوما كالمنادى المفرد، ومنه قراءة بعض القراء (4):{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} (5).

وحكى يونس عن بعض العرب: "يا أم لا تفعلي"(6).

وبعض العرب يقول: "يا رب اغفر لي" و"يا قوم لا تفعلوا".

وإذا كان آخر المضاف إلى ياء المتكلم ياء مشددة كـ

(1) هـ "سقط العنوان".

(2)

ط "فاجعل".

(3)

س ش ط ع ك "فاعرف".

(4)

لم أعثر على سم هذا القارئ، وإن كان ابن جني في المحتسب نسب قراءة مثلها إلى أبي جعفر في الآية رقم "112" من سورة "الأنبياء"، وهو قوله تعالى:{قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} .

(5)

من الآية رقم "33" من سورة "يوسف".

(6)

ينظر كتاب سيبويه 2/ 317، 318.

ص: 1323

"بني" قيل: "يا بني" و"يا بني" -لا غير:

فالكسر على التزام حذف ياء المتكلم فرارا من توالي الياءات مع أن الثالثة كان يختار حذفها قبل وجود (1) الثنتين، وليس بعد اختيار الشيء إلا لزومه.

والفتح على وجهين:

أحدهما: أن تكون ياء المتكلم أبدلت ألفا ثم التزم حذفها؛ لأنها بدل مستثقل (2).

الثاني: أن تكون (3) ثانية ياءي "بني" حذفت (4)، ثم أدغمت أولاهما في ياء المتكلم ففتحت؛ لأن أصلها الفتح، كما فتحت (5) في "يدي"، ونحوه. والله أعلم (6).

"ص"

وفتح أو كسر وحذف اليا اشتهر (7)

في "يا ابن أمي""يا ابن عمي" وندر

كسر وفتح مع ياء أو ألف

كـ"يا ابن أمي""ابنة عما" فاعترف

"ش" إذا نودي المضاف إلى مضاف إلى ياء المتكلم لم تحذف الياء، كما تحذف إذا نودي المضاف إليها؛ لأنها إذا نودي

(1) ع، ك "دخول الثنتين".

(2)

هـ "مستقل".

(3)

في الأصل "يكون".

(4)

سقط "حذفت" من الأصل.

(5)

هـ "حذفت".

(6)

هـ والأصل سقط "والله أعلم".

(7)

هـ "استمر".

ص: 1324

المضاف إليها أشبهت التنوين لوقوعها موقعه (1)، فحذفت كما يحذف (2)؟

فإذا كان المنادى مضافا إلى مضاف إليه لم تحذف لعدم وقوعها موقع تنوين منادي. فيقال: "يا ابن أخي" و"يا ابن خالي".

وكان أصل "ابن الأم"(3) و"ابن العم" إن يقال فيهما (4): "يا ابن أمي" و"يا ابن عمي" إلا أنهما كثر (5) استعمالهما في النداء، فخصا بحذف الياء، وبقاء الكسرة دليلا عليها في قول من قال:"يا ابن أم" و"يا ابن عم".

وبإبدال الياء ألفا وحذفها، وبقاء الفتحة دليلا عليها في قول من قال:"يا ابن أم" و"يا ابن عم".

ولا يكادون يثبوت الياء والألف (6) إلا في ضرورة كقول الشاعر:

(901)

- يا ابن أمي ويا شقيق نفسي

أنت خليتني لدهر شديد

(1) هـ "لوقوعه موقعه".

(2)

الأصل "تحذف".

(3)

هـ "اللام".

(4)

ع ك "فيها".

(5)

هـ "لم يكثر".

(6)

هـ سقط "والألف".

901 -

هذا بيت من الخفيف قاله أبو زبيد الطائي "الديوان ص 48"، والرواية في الديوان. =

ص: 1325

وكقول الراجز:

(902)

- يا ابنة (1) عما لا تلومي واهجعي

"ص"

"أبت" أو (2)"أبت" في "أبي" شهر

والتاء للتعويض من ذي (3) اليا ذكر

لذا (4) أبوا "يا أبتي" و"أبتا"

ما فيه من مد لبعض ثبتا

ومثل هذا قد فشا مطردا

في كل ما ناديته إن بعدا

=

يا ابن حسناء شق نفسي يالجـ

لاج خليتني لدهر شديد

وهو من قصيدة قالها أبو زبيد في رثاء ابن أخته اللجلاج الذي مات عطشا في طريق مكة.

ورواية المصنف هي رواية سيبويه 1/ 319، والزجاجي في الجمل 173، والشجري في الأمالي 2/ 20، وصاحب اللسان "شقق"، وفرائد القلائد 312، وهمع الهوامع 2/ 54، والتاج "شقق" والدر اللوامع 2/ 70.

خليتني: تركتني وحيدا.

(1)

ع "يا بنت".

(2)

ع "وأبت".

(3)

س ش ك "ذا اليا".

(4)

هو "كذا".

902 -

من أرجوزة لأبي النجم العجلي "النوادر 19، ابن يعيش 2/ 12، 13 العيني 4/ 224، همع الهوامع 2/ 54. الهجوع: النوم ليلا. كأنها كانت تلومه بالليل.

ص: 1326

ومثل "يا أبت" يا أمت" (1) جا

في كل ما ذكرت فادر المنهجا

التاء في "يا أبت"(2) تاء تأنيث (3) عوضت من ياء المتكلم، وكسرها أكثر من فتحها، وبفتحها قرأ ابن عامر. وقرأ الباقون بكسرها.

ولكونها تاء تأنيث وقف بإبدالها هاء ابن كثير وابن عامر.

ووقف الباقون بالتاء (4) مراعاة للرسم، ولكونها عوضا من الياء لم يجمع بينهما لفظا.

وقولهم: "يا أبتا": الألف فيه هي الألف التي يوصل (5) بها آخر المنادى إذا كان بعيدا، أو مستغاثا به، أو مندوبا.

وليست بدلا من ياء المتكلم كما هي في، "يا حسرتى"(6)"ويا أسفى"(7)؛ لأن ياء (8) المتكلم لا تجامع هذه التاء فلا تجامع (9) بدلها.

وقالوا -أيضا- في الأم: "يا أمت" كما قالوا في الأب "يا أبت".

(1) س ش ك "يا أبت".

(2)

من الآية رقم "4" من سورة "يوسف".

(3)

هـ سقط "تاء تأنيث".

(4)

في الأصل "بالياء".

(5)

هـ "توصل".

(6)

من الآية رقم "56" من سورة "الزمر".

(7)

من الآية رقم "84" من سورة "يوسف".

(8)

هـ سقط "ياء".

(9)

هـ "لا تحتاج".

ص: 1327