المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب عطف النسق: - شرح الكافية الشافية - جـ ٣

[ابن مالك]

الفصل: ‌باب عطف النسق:

‌باب عطف النسق:

(1)

"ص"

تال بحرف متبع عطف النسق

كـ"اخصص بود وثناء من صدق"

والمتعبات مطلقا: واو وفا

و"ثم""حتى""أم" و"أو"(2) فاعترفا

وأتبعت لفظا فحسب: "بل" و"لا"

"لكن" كـ"لم يبد (3) امرؤ لكن طلا"

فاعطف بواو لاحقا أو سابقا

في الحكم أو مصاحبا موافقا

وبعض أهل الكوفة الترتيبا

عزا لها، ولم يكن مصيبا

واخصص بها عطف الذي لا يغني

متبوعه كـ"اصطلحت ذي وابني"

واخصص بها نحو: "أتى امرؤ حذر

بنوك وابنه" فمثل ذا اغتفر

(1) ط "باب العطف".

(2)

ع، ك "أو وأم".

(3)

هـ "يبدوا".

ص: 1198

و"ثم" للترتيب بانفصال

والفاء للترتيب باتصال (1)

وأكثر العطف بها على سبب

أو مجمل (2) تفصيلا إثر الفاء اكتسب

واخصص بها عطف الذي ليس صله

على الذي استقر أنه الصلة

واغتفر انفصال وقت المنعطف

بالفا (3) إذا تسبب بها عرف

بعضا وشبهه بـ"حتى" اعطف على

كل وغاية له ذاك اجعلا (4)

في نقص أو زيادة نحو "استند

لقومنا حتى بنيهم تعتضد"

ونحو "حتى نعله" نزر ولم

يرتبوا بها فخالف من زعم

و"أَمْ" بها اعطف إثر همزة التسويه

أو همزة عن لفظ "أي" مغنيه

(1) جاء هذا البيت في هـ كما يلي:

والفاء للترتيب باتصال

وثم للترتيب بانفصال

(2)

هـ "مجملا".

(3)

ع "بها".

(4)

جاء هذا البيت في هـ كما يلي:

بعضا بحتى اعطف على كل ولا

يكون إلا غاية لاسم تلا

ص: 1199

وربما أسقطت الهمزة إن

كان خفا المعنى حذفها أمن

وما عليه عطفت "أم" لا يجب

إيلاؤه الهمة لكن انتخب (1)

وفصل "أم" مما عليه عطفت

أولى كمثل "أدنت ذي أم نأت"(2)

ومع الاستفهام إضرابها جلت

إن تلك مما قيدت به خلت

ولانقطاع عزيت وقد ترى

كـ"بل" لإضراب موال خبرا

خير أبح بـ"أو وقسم وابهم (3)

أو شك والإضراب عن قوم نمي

وربما عاقبت الواو إذا

لم يلف ذو النطق للبس منفذا

ومثل "أو" معنى وحكما "إما"

تالية الواو أو اعز الحكما

(1) سقط هذا البيت من هـ والأصل.

(2)

ع "أم كانت" هـ "أم ثأت".

(3)

جاء هذا الشطر في هـ كما يلي:

أبح بأو أو قسم وابهم .... . . . . . . . . . .

وجاء في س، وش، ع، ك:

خير أبح قسم بأو وأبهم .... . . . . . . . . . .

ص: 1200

للواو ذا أبو علي رجحا

كذا ابن كيسان إليه جنحا

وفتحت تميم همزها وقد

تجيء (1)"إما" قبل "أو" فيما ورد

والأصل "إن""ما" وبـ"إن" قد يكتفى

وجا "وإلا" عن "وإما" خلفا

وحذف الأولى نادر (2) والثانيه

في الشعر من واو تجيء عارية

في النفي والنهي اعطفن بـ"لكن"

كـ"لا مقيم ثم لكن ظاعن"

إثباتا أو أمرا تلي "لا" أو ندا

كـ"يا ابن لا ابن العم خفني لا العدا"

وخالف الذي أبى عطفا بـ"لا"

في نحو "قام جعفر لا ابن العلا"

و"ليس" حرف عاطف في رأي (3) من

للكوفة اعتزى كقول من فطن

"أين المفر والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس بغالب"

(1) ع "يجي".

(2)

جاء هذا الشطر في س، ش كما يلي:

وحذف الأولى نادرا والثانية .... . . . . . . . . . .

(3)

ع، ك "في قول".

ص: 1201

و"بل" كـ"لن" بعد مصحوبيها.

كـ"لم أكن في مربع بل تيها"

وانقل بها للثان حكم الأول

في مثبت كـ"لذ بسعد بل علي"

وابن يزيد ناقل مع نفي أو

نهي وجمهور النحاة ذا أبوا

"ش" التالي بمعنى التابع وهو جنس للتوابع كلها، فلما قيد بالحرف المتبع خرج غير عطف النسق، وهو النعت والتوكيد، وعطف البيان، والبدل؛ لأنها توابع بلا وساطة (1) حرف، وخلص الحد لعطف النسق؛ لأنه تابع بواسطة (2) حرف من الحروف الآتي ذكرها.

وهي على ضربين:

أحدهما: ما يتبع لفظا ومعنى.

والثاني: ما يتبع لفظا دون معنى.

وكون (3) الواو والفاء، و"ثم" و"حتى" متبعة لفظا ومعنى، مجمع عليه.

(1) ع ك "بلا واسطة".

(2)

هـ- "بواسطة".

(3)

الأصل وهـ "فكون".

ص: 1202

وأما "أم" و"أو"(1) فجرت العادة في كلام أكثر المصنفين أن يجعلوها مما يتبع لفظا دون معنى، وإنما هما مما يتبع لفظا ومعنى.

فإن القائل: "أزيد عندك أم عمرو"؟ عالم بأن أحد المذكورين عند المخاطب، غير عالم بتعيينه، فما بعد "أم" مشارك لما قبلها، في معناه، وإعرابه.

أما الإعراب فبين، وأما المعنى فلما ذكرته من تساويهما في إمكان ثبوت الحكم وانتفائه دون ترجيح.

وأما "أو" فإن ذكرها يشعر السامع بمشاركة ما قبلها لما بعدها فيما سيقت لأجله من شك وغيره.

وقد يذكر ما قبلها دون تردد يحوج إلى "أو" ثم يحدث ما يحوج إليها فتذكر، وتعرض (2) مشاركة ما قبله لما بعدها فيما يقتضيه.

وإنما يتبع لفظا دون معنى "بل" و"لا" و"لكن"، وذلك "ليس" على مذهب الكوفيين.

فأما الواو فإنها تعطف ما بعدها على ما قبلها جامعة بينهما في الحكم دون تعرض لتقدم أو تأخر، أو مصاحبة.

(1) ع، ك، "أو، وأم".

(2)

هـ "ويعرض".

ص: 1203

فلذلك يصح أن يقال: "جاء زيد، وعمرو بعده، وخالد قبله، وبشر معه".

ولو دلت على الترتيب لم يجز أن يقال "قبله"، ولا "معه" كما لا يقالان مع المعطوف (1) بالفاء، أو "ثم".

ولو دلت على الترتيب لامتنع أن يقال: "اصطلح زيد وعمرو" كما امتنع أن يقال ذلك مع الفاء و"ثم".

وإلى نحو (2) هذا أشرت بقولي:

واخصص بها عطف الذي لا يغني

متبوعه. . . . . . . . . . .

وكذا خصت بعطف سببي على أجنبي رفع بصفة أو شبهها نحو:

. . . . . . . . . . . "أتى امرؤ حذر

بنوك وابنه". . . . . . . . . . .

وخصت الواو بهذا؛ لأن المعطوف بها لا يمتنع جعله معطوفا عليه بخلاف المعطوف بغيرها.

ومن عطف السابق على اللاحق بالواو (3) قوله تعالى: {وَعِيسَى وَأَيُّوبَ} (4).

وقوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا

(1) ع ك، هـ "مع العطف".

(2)

هـ سقط "نحو".

(3)

هـ سقط "على اللاحق بالواو".

(4)

من الآية رقم "162" من سورة المائدة.

ص: 1204

نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} (1). ومنه قول الشاعر:

(779)

- أغلي السباء بكل أدكن عاتق

أو جونة قدحت وفض خاتمها

وقال آخر:

(780)

- حتى إذا رجب تولى فانقضى

وجماديان وجاء شهر مقبل

وقال آخر:

(781)

- " (2) فملتنا أننا المسلمون

على دين صديقنا والنبي (3)

وقال آخر:

(782)

- فقلت له لما تمطي بجوزه

وأردف أعجازا وناء بكلكل

(1) من الآية رقم "37" من سورة "المؤمنون".

(2)

بداية سقط كبير من هـ.

(3)

سقط هذا البيت من الأصل.

779 -

من الكامل من المعلقة لبيد بن ربيعة "الديوان ص 175".

أغلي: اشترى غاليا، السباء: اشتراء الخمر، ولا يستعمل في غيرها، الأدكن: الزق الأغبر، العاتق: من صفة الخمر، وقيل من صفة الزق، الجونة: الخابية، قدحت: بالنباء للمجهول -مزجت، فض: كسر، ختامها طينها.

وفي تقديم وتأخير: أي فض خاتمها وقدحت؛ لأنه ما لم يكسرختامها لا يمكن مزجها.

780 -

من الكامل. قال العيني 4/ 128 لم أقف على اسم قائله.

تولى: أدبر، جماديان: مثنى جمادى. وهما شهران معروفان. والجواب في بيت بعده.

781 -

من المتقارب لم أعثر على قائله.

782 -

من الطويل من معلقة امرئ القيس "الديوان ص 36".

تمطى: امتد، الجوز: الوسط، الاعجاز: الأواخر، الكلكل: الصدر.

ص: 1205

وزعم بعض أهل الكوفة أن الواو للترتيب، وليس بمصيب لما تقدم من الدلائل.

وأئمة الكوفيين برآء من هذا القول. لكن مقول.

وأما الفاء فالأصل في استعمالها أن يعطف بها لاحق مرتب متصل بلا مهلة كقوله تعالى: {خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ} (1).

والأكثر كون المعطوف بها متسببا، والمعطوف عليه سببا كقولك:"أملته فمال" و"أقمته فقام" و"عطفته فانعطف".

"وقد يعطف بها غير مسبب ومنه قوله تعالى: (2) {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ} (3) ".

وقد يعطف بها مفصل على مجمل هما في المعنى واحد "كقوله تعالى: (4) {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} (5) ".

(1) من الآية رقم "7" من سورة الانفطار.

(2)

من الآيتين "15 - 16" من سور "المزمل".

(3)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(4)

من الآية رقم "153" من سورة النساء.

(5)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

ص: 1206

وقد يعطف بما لمجرد التشريك فيحسن في موضعها الواو كقول امرئ القيس:

(783)

-. . . . . . . . . . .

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

وتختص بجواز عطف ما لا يصلح كونه صلة على ما هو صلة كقولك: "الذي يطير فيغضب زيد الذباب".

فلو جعلت موضع الفاء من "فيغضب زيد" واوا أو غيرها لم تجز المسألة.

لأن "يغضب زيد" جملة لا عائد فيها على "الذي" فلا يعطف على الصلة؛ لأن شرط ما عطف على الصلة أن يصلح (1) وقوعه صلة.

فإن كان العطف بالفاء لم يشترط ذلك؛ لأنها تجعل ما بعدها مع ما قبلها في حكم جملة واحدة لإشعارها بالسببية فكأنك قلت: "الذي إن يطر يغضب زيد الذباب".

(1) ع "ما عطف على الصلوات يصلح

".

783 -

عجز بيت من الطويل من معلقة امرئ القيس وصدره.

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .... . . . . . . . . . .

"الديوان ص 29".

السقط: مثلث السين: منقطع الرمل، اللوى: حيث يلتوي وينقطع ويرق. وإنما خص منقطع الرمل وملتواه؛ لأنهم كانوا لا ينزلون إلا في صلابة من الأرض ليكون ذلك أثبت لأوتاد الأبنية، والدخول وحومل: موضعان.

ص: 1207

وحق المعطوف بـ"ثم" إن يكون وقته متراخيا عن وقت المعطوف عليه.

وفي الحديث:

"أن جبريل نزل فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).

ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).

ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).

ثم قال: بهذا أمرت" (5).

وقد يكون وقت المعطوف بالفاء متراخيا:

إما لتقدير غيره قبله.

وإما لحمل الفاء على "ثم"، لاشتراكهما في الترتيب.

وقد يتعاقبان كقوله تعالى: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} (6).

(1)، (2)، (3)، (4) سقط في الأصل -"صلى الله عليه وسلم".

(5)

أخرجه مسلم في المساجد 167، وأحمد 5/ 274.

(6)

من الآية رقم "5" من سورة "الحج".

ص: 1208

فعطف المضغة هنا بـ"ثم". وعطفها في سورة (1)"المؤمنين"(2) بالفاء.

وقد أوقع "ثم" موقع الفاء من قال:

(784)

- كهز الرديني تحت العجاج

جرى في الأنابيب ثم اضطرب

ومن المتبعات لفظات ومعنى "حتى" إلا أن المعطوف بها لا يكون إلا بعضا أو كبعض (3). وغاية للمعطوف عليه إما في نقص، وإما في زيادة.

فيدخل (4) فيما هو غاية في نقص: الأضعف، والأصغر، والأقل.

وفيما هو غاية في زيادة: الأقوى، والأعظم، والأكثر.

نحو: "غلبك الناس حتى النساء" و"أخصيت الأشياء حتى مثاقيل الذر".

(1) سقط من الأصل "سورة".

(2)

الآية رقم "14".

(3)

سقط من الأصل "أو كبعض".

(4)

ع، ك "ويدخل".

784 -

من المتقارب جاء في ديوان حميد بن ثور ص 43، كما ينسب لأبي داود الإيادي، وهو في ديوانه ص 492.

الرديني: من صفات الرمح نسبة إلى امرأة اسمها ردينة كانت تقوم الرماح.

العجاج: الغبار، الأنابيب: جمع أنبوبة وهي ما بين كل عقدتين من القصب، والمشبه فرس كانت تحته.

ص: 1209

ومن كلام العرب: "استنت الفصال حتى القرعى"(1).

وقد اجتمع العطف بـ"حتى" على غاية القوة وغاية الضعف في قول الشاعر:

(785)

- قهرناكم حتى الكماة فإنكم

لتخشوننا حتى بنينا الأصاغرا.

وجعلت المعطوف بـ"حتى" بعضا أوشبهه تنبيها على نحو: "أعجبتني الجارية حتى حديثها".

فإن "حديثها" ليس بعضا ولكنه كالعبض؛ لأنه معنى من معانيها (2) ".

وقد لا يكون المعطوف بها بعض ما قبلها إلا بتأويل كقول الشاعر (3):

(1) مجمع الأمثال للميداني 1/ 333 يضرب للذي يتكلم مع من لا ينبغي أن يتكلم بين يديه لجلالة قدره. والقرعى: جمع قريع، وهو الذي به قرع، وهو بثر أبيض يخرج بالفصال.

(2)

سقط من الأصل ما بين القوسين.

(3)

ع، ك "وقد يكون المعطوف بحتى مباينا فتقدر بعضيته كقول الشاعر:

785 -

من الطويل استشهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ ص 122 وفي شرح التسهيل 2/ 195 ولم يعزه إلى قائل في الموضعين وروايته هناك.

. . . . . . . . . . . فكلكم

يحاذرنا. . . . . . . . . . .

"المغني 1/ 133، همع 2/ 136، الأزهار الزينية 127، الأشموني 3/ 97 الدرر 2/ 188".

ص: 1210

786 -

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله

والزاد حتى نعله ألقاها

فعطف "النعل"، وليست بعضيتها لما قبلها صريحة، ولكنها بالتأويل؛ لأن المعنى: ألقى ما يثقله حتى نعله.

وهي بالنسبة إلى الترتيب كالواو. فجائز كون المعطوف بها مصاحبا كقولك: "قدم الحجاج حتى المشاة في يوم كذا أو ساعة كذا".

وجائز كونه سابقا كقولك: "قدموا حتى المشاة متقدمين".

ومن زعم/ أنها تقتضي الترتيب في الزمان فقد ادعى ما لا دليل عليه. وفي الحديث:

= 786 - هذا بيت من الكامل أنشده سيبويه 1/ 50، ونسب في الكتاب إلى ابن مروان النحوي قاله في قصة المتلمس. حكى ذلك الأخفش عن عيسى بن عمر فيما ذكره أبو علي الفارسي. وبعد البيت:

ومضى يظن بريد عمرو خلفه

خوفا وفارق أرضه وقلاها

وكان عمرو بن هند كتب كتابا للمتلمس، وكتابا لطرفة إلى عامله بالبحرين يريهما أنه أمر لهما بصلة. فأما المتلمس فدفع كتابه إلى من قرأه له فأخبره بأن الملك أمر بقتله، ففر إلى الشام ونجا وأما طرفه فقتل.

ومن العلماء من نسب الشاهد إلى المتلمس نفسه.

ونسبه ياقوت في معجم الأدباء 19/ 146 إلى مراون بن سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة أحد أصحاب الخليل المتقدمين المبرزين في النحو، وترجمته في بغية الوعاة ص 290.

ص: 1211

"كل شيء بقضاء وقدر، حتى العجز والكيس"(1).

وليس في القضاء ترتيب، وإنما الترتيب في ظهور المقضيات.

"وقال الشاعر:

(787)

- رجالي حتى الأقدمون تمالئوا

على كل أمر يورث المجد والحمدا" (2)

وأما "أم" المعتمد عليها في العطف فهي المتصلة.

وسميت متصلة؛ لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغني أحدهما عن الآخر.

وشرط ذلك أن يقرن ما يعطف بها عليه بهمزة التسوية، أو بهمزة يطلب بها، وبـ"أم" ما يطلب بـ"أي"، وعلامة ذلك صلاحية الاستغناء بها عنهما.

(1) أخرجه مسلم في باب القدر 18، ومالك في الموطأ باب القدر 4، وأحمد 2/ 11.

(2)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

787 -

من الطويل من شواهد المصنف في شرح التسهيل 2/ 196، وشرح عمدة الحافظ ص 112، ولم ينسبه هناك كما لم ينسبه هنا، ولن أعثر على من عزاه لقائل:

تمالئوا على الأمر: تعاونوا عليه، وقال ابن السكيت، اجتمعوا عليه.

"همع الهوامع 2/ 136، الدرر 2/ 188، الأشموني 3/ 98".

ص: 1212

فمن لوازم ذلك كون الناطق بـ"أم" المذكورة مدعيا العلم بنسبة الحكم إلى أحد المذكورين دون تعيين.

وقد يكون مصحوباها اسمين نحو: "أزيد عندك أم عمرو".

أو فعلين لفاعل واحد من المعنى نحو: "أقام زيد أم قعد".

أو فعلين لفاعلين متباينين كقول الشاعر:

788 -

ما أبالي أنب بالحزن تيس

أم جفاني بظهر غيب لئيم

ولا يمنع كونهما جملتين ابتدائيتين إذا كان معنى الكلام معنى"أي" كقولك: "ما أبالي أبعض التيوس ناب، أم بعض اللئام ساب". ومنه قول الشاعر:

789 -

لعمرك ما أدري وإن كنت درايا

شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر

788 - من الخفيف قاله حسان بن ثابت رضي الله عنه "الديوان 378" وهو من شواهد سيبويه 1/ 488".

نب التيس: صاح عند الهياج: الحزن: ما غلظ من الأرض، وقيل: هي بلاد للعرب.

789 -

من الطويل واحد من أبيات ثلاث وردت في دوان أوس بن حجر ص 49، والرواية هناك:

لعمرك ما أدري أمن حزن محجن

شعيث بن سهم أم لحزن بن منقر

شعيث: حي من تميم، سهم: حي من قيس.

والنحاة ينسبون هذا البيت للأسود بن يعفر "سيبويه 1/ 485، الكامل 380، المحتسب 1/ 50، همع 2/ 132، الدرر 2/ 175".

ص: 1213

أراد: ما أدري أشعيث (1) بن سهم أم شعيث (2) بن منقر.

ففي هذا البيت حجة على وقوع "أم" المتصلة بين جلمتين ابتدائيتين؛ لأن المعنى معنى "أي" كأنه قال: "ما أدري أي النسبين هو الصحيح".

و"ابن سهم" و"ابن منقر" خبران لا صفتان.

وحذف التنوين من "شعيث"(3) على حد حذفه من "عمرو" في قول القائل:

(790)

- عمرو الذي هشم الثريد لقومه

ورجال مكة مسنتون عجاف

ومن وقوع "أم" المتصلة بين جلمتين ابتدائيتين قول الآخر:

(791)

- ولست أبالي بعد فقدي مالكًا

أموتي ناء أم هو الآن واقع

(1)، (2)، (3) ع شعيب.

790 -

من الكامل قاله عبد الله بن الزبعري "سيرة ابن هشام 87، نوادر أبي زيد 167، الكامل 1/ 148، اللسان "سنت".

رجل سنت: قليل الخير. وأسنتوا فهم مسنتون: أصابتهم سنة وقحط وأجدبوا، العجف: ذهاب السمنة.

791 -

من الطويل قال العيني 4/ 136، لم أقف على قائله "شرح الشواهد للسيوطي 49، همع 2/ 132، الدرر 2/ 175، الأشموني 3/ 99، التصريح 2/ 142.

ص: 1214

وأشرت بقولي:

وربما أسقطت الهمزة .... . . . . . . . . . .

إلى أن "أم" المتصلة ق تسقط الهمة التي قبلها فيتكفى بتقديرها، وكون موضعها مشعرا بها (1)، كقول الشاعر:

(792)

- فأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر

أتوني فقالوا: من ربيعة أم مضر؟

"أي: أمن ربيعة أم مضر؟ (2) ".

وكقول الآخر:

(793)

- لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان؟

(1) سقط من الأصل "بها".

(2)

ع، ك سقط ما بين القوسين.

792 -

من الطويل قائله عمران بن حطان ورواية ابن الشجري 1/ 267، 317.

وأصبحت. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

"الخصائص 2/ 181، المحتسب 1/ 50".

793 -

من الطويل من قصيدة لعمر بن أبي ربيعة يتغزل فيها بعائشة بنت طلحة والرواية في الديوان ص 269.

فوالله ما أدري وإني لحاسب .... . . . . . . . . . .

والضمير في قوله "رمين" عائد على عائشة وصواحبها، أو على البنان وفي رواية "رميت" بالتاء العائدة على المتكلم يعني أنه من دهشته لم يدر عدد الحصى الذي رماه.

ص: 1215

ومنه قراءة ابن محيص (1)، {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (2).

فهذا وأمثاله من مواضع حذف الهمزة المعطوف على محصوبها بـ"أم" جائز بعد صلاحية المكان لـ"أي".

وقد أجاز الأخفش حذف الهمزة في الاختيار، وإن لم يكن بعدها "أم" وجعل من ذلك قوله تعالى:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} (3).

ومنه قول الشاعر:

(794)

- أفرح أن أرزأ الكرام وأن

أورث ذودا شصائصا نبلا؟

(1) محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي، والمكي مقرئ أهل مكة، ثقة، كان نحويا وعالما بالعربية، له اختيار في القراءة على مذهب العربية، فرغب الناس عن قراءته، واتجهوا إلى ابن كثير لاتباعه في القراءة.

(2)

من الآية رقم "6" من سورة "البقرة، وينظر توجيه هذه القراءة في المحتسب 1/ 50.

(3)

من الآية رقم "22" من سورة الشعراء:

794 -

هذا ثالث أبيات ثلاث قالها حضرمي بن عامر، وأوردها ابن السيد البطليوسي في شرح شواهد أداب الكاتب، وقد ذكر أبو علي القالي مع هذا الشاهد خمسة أبيات في الأمالي 1/ 67 وهي في الخزانة 3/ 393 وإن كان صاحب اللسان اكتفى بما ذكر ابن السيد في مادة "شصص" و"جزأ" وذكر قصة الأبيات.

رزأه ماله: أصاب منه شيئا. الذود: من الابل من دون العشر.

الشصائص: التي لا ألبان لها الواحد شصوص.

النبل: بفتح النون -الصغار.

ص: 1216

وقول الآخر:

(795)

- طربت وما شوقا إلى البيض أطرب

ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب؟

أراد في الأول: أأفرح أن أرزأ؟

وأراد في الثاني: أو ذو الشيب يلعب؟ .

[وأقوى الاحتجاج على ما ذهب إليه الأخفش قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: "وإن زنى، وإن سرق"؟ فقال: "وإن زنى وإن سرق"(1).

أراد: أو إن زنى وإن سرق؟ لأنه من هذا التقدير.

وأشرت بقولي:

وما عليه عطفت "أم" لا يجب

إيلاؤه الهمزة. . . . . . . . . . .

(1) أخرجه البخاري في الجنائز 1، وبدء الخلق 6، واللباس 24، والاستئذان 30، والرقاق 13، 14، والتوحيد 33، 35.

ومسلم في باب الإيمان 153، 154، الزكاة 32، 33، والترمذي في الإيمان 18، وأحمد 5/ 152، 159، 161، 285، 6/ 166، 442.

795 -

سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب كان.

ص: 1217

إلى أنه يجوز أن يفصل بين الهمزة، وبين ما عطفت عليه "أم" نحو:"أرأيت زيدا أم عمرا"؟

ولكن عدم الفضل أكثر.

ومن شواهد الفصل قول الشاعر:

(796)

- ليت شعري سعا أترضين من يهـ

واك أم من يغريك بالشنآن (1)

وأشرت بقولي:

وفصل "أم" مما عليه عطفت

أولى. . . . . . . . . . .

إلى أن قول القائل: "أزيد عندك أم عمرو"؟ بفصل "أم" من "زيد" بـ"عندك" أولى من قوله: "أزيد أم عمرو عندك"؟ بموصالة "أم" لـ"زيد".

وأن المواصلة لا تمنع.

هذا مذهب سيبويه ومن يراعي مذهبه من المحققين.

وهكذا -أيضا- يفعل إذا كان المعطوف فعلا على فعل كقولك: "أقعد زيد أم قام"؟ هذا أجود من أن يقال: "أقعد أم قام زيد"؟ وكلاهما جائز.

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل وهـ.

796 -

من الخفيف لم أعثر على من عزاه لقائله، ولا على من استدل به قبل المصنف الشآن: البغض.

ص: 1218

فإن وقعت "أم" غير مسبوقة بالهمزة لفظا ولا تقديرا فهي منطقعة كقوله تعالى: {لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاه} (1).

وكذا إن كانت مسبوقة بالهمزة، وليس في الكلام معنى "أي" كقوله تعالى:{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} (2).

ولا بد (3) في المنقطعة من معنى الإضراب.

والأكثر اقتضاؤها مع الإضراب استفهاما.

- وإلى هذا أشرت بقولي:

ومع الاستفهام إضرابا جلت .... . . . . . . . . . .

ومنه قول بعض العرب: "إنها لإبل أم شاء"(4)؟ أراد: بل أهي شاء.

وقد يتجرد بها الإضراب كقول الشاعر:

(797)

- وليت سليمى في المنام ضجيعتي

هنالك أم في جنة أم جهنم

(1) من الآية رقم 1، 2 من سورة "السجدة".

(2)

من الآية "195" من سورة "الأعراف".

(3)

ع سقط "بد".

(4)

ينظر المحتسب لابن جني 1/ 99.

797 -

من الطويل من أبيات ثلاثة في ملحقات ديوان عمر بن أبي ربيعة والرواية في الديوان ص 501:

. . . . . . . . . . .

لدى الجنة الخضراء أو في جهنم.

وعلى هذا لا شاهد فيه.

قال العيني 4/ 143: "والرواية الصحيحة "في الممات" بدليل قوله: في جنة أم جهنم".

ص: 1219

وإلى هذا أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . . وقد ترى

كـ"بل" لإضراب موال خبرا

وأما العطف بـ"أو":

فتخيير نحو: "خذ هذا أو هذا".

أو إباحة نحو: "جالس الحسن (1)، أو ابن سيرين"(2).

أو تبيين قسمة نحو: "الاسم نكرة أو معرفة".

أو إبهام كقوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (3).

أو شك نحو: "قام (4)، زيد أو عمرو".

وأجاز الكوفيون موافقتها "بل" في الإضراب.

(1) أبو سعيد الحسن البصري إمام أهل البصرة كان جامعا عالما فقيها عابدا توفي سنة 110 هـ "شذرات الذهب 1/ 136".

(2)

أبو بكر بن أبي عمرة البصري مولى أنس بن مالك رضي الله عنهما إمام البصرة توفي سنة 110 هـ.

(3)

من الأية رقم "24" من سورة "سبأ".

(4)

ع "أقام".

ص: 1220

وحكى الفراء: "اذهب إلى زبد أو دفع ذلك فلا نبرح اليوم"، فالظاهر أن هذا إضراب صريح.

ووافق الكوفيين أبو علي وابن برهان، وقال ابن برهان في شرح اللمع: قال أبو علي:

"أو" حرف يستعمل على ضربين:

أحدهما: أن يكون لأحد الشيئين أو الأشياء والآخر: أن يكون للإضراب".

وقال ابن برهان:

"وأما الضرب الثاني فنحو: "أنا أخرج ثم تقول، أو أقيم". أضربت عن الخروج، وأثبت الإقامة كأنك قلت: لا بل أقيم".

وهذا معنى قولي:

. . . . . . . . . . .

والإضراب عن قوم نمي

ومن مجيء "أو" للإضراب قول جرير يخاطب هشام بن عبد الملك:

798 -

ماذا ترى في عيال قد برمت بهم

لم أحص عدتهم إلا بعداد

799 -

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية

لولا رجاؤك قد قتلت أولادي

798 - 799 - من البسيط قالهما جرير من قصيدة في مدح معاوية بن هشام بن عبد الملك والرواية في الديوان ص 156.

. . . . . . . . . . .

لم تحص. . . . . . . . . . .

برمت: ضجرت.

ص: 1221

ثم نبهت بقولي:

وربما عاقبت الواو. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

على أن "أو" قد تقع (1) موضع الواو/ وذلك إذا أمن اللبس كقول الشاعر:

(800)

- جاء الخلافة أو كانت له قدرا

كما أتى ربه موسى على قدر

وكقول الآخر:

(801)

- قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم

ما بين ملجم مهره أو سافع

(1) ع "قد يقع".

800 -

من البسيط قاله جرير بن عطية والرواية في الديوان ص 275.

نال الخلافة إذا كانت له قدرا .... . . . . . . . . . .

وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.

801 -

من الكامل قاله حميد بن ثور الهلالي "الديوان ص 111"، وفي البيت روايات منها رواية التبريزي 1/ 16: إذا هتف الصريخ.

ورواية الأساس 212: إذا نقع الصريخ.

السافع: الآخذ بناصية فرسه، ومن عادة العرب أن يفعلوا ذلك عند انتظار من يجيء باللجام.

قال المصنف في شرح التسهيل 1/ 52.

"وقوع "أو" موقع الواو حيث تتعين الجمعية" ثم مثل بالشاهد.

ص: 1222

ومثله قول امرئ القيس:

(802)

- فظل طهاة ما بين منضج

صفيف شواء أو قدير معجل

ومن المواضع التي يتعاقب فيها "أو" والواو والإباحة نحو: "جالس الحسن أو ابن سيرين".

[أي: جالس الصنف الذين منهم الحسن وابن سيرين](1).

فلو جالسهما معا أو أفرد أحدهما بالمجالسة لم يخالف ما أبيح له.

والاعتماد في فهم المراد من مثل هذا الخطاب على القرائن، وفلذلك لو جيء، بالواو مكان "أو" لم يختلف المعنى.

وأكثر ورود "أو" للإباحة في تشبيه أو تقدير.

(1) سقط من الأصل ما بين القوسين.

802 -

من الطويل من معلقة امرئ القيس "الديوان ص 38".

الصفيف من اللحم: ما صف على الجمر ليشوى، القدير: ما طبخ في القدر.

ص: 1223

(1) من الآية رقم "74" من سورة البقرة، ينظر شرح هذه الآية في تفسير الطبري 2/ 334 بتحقيق محمود شاكر -دار المعارف مصر.

(2)

من الآية رقم "77" من سورة "النحل".

(3)

من الآية رقم "9" من سورة "النجم".

(4)

من الآية رقم "147" من سورة "الصافات"، وتنظر هذه الآية في تفسير الطبري 2/ 237، وما بعدها.

(5)

هو جعفر بن محمد.

(6)

تنظر هذه القراءة في المحتسب لابن جني 2/ 226 ومما قاله ابن جني:

"في هذه الآية إعراب حسن، وصنعة صالحة، وذلك أن يقال: هل لقوله: "ويزيدون" موضع من الإعراب؟ أو هو مرفوع اللفظ لوقوعه موقع الاسم حسب كقولنا مبتدأ "يزيدون"؟

والجواب أن له موضعا من الإعراب، هو الرفع؛ لأنه خبر مبتدأ محذوف أي: هم يزيدون على المائة، والواو لعطف جملة على جملة

"

(7)

ع، ك سقط "بالواو".

ص: 1224

ومن مواضع تعاقب "أو" والواو التقسيم كقول الشاعر:

(803)

- وننصر مولانا ونعلم أنه

-كما الناس- مجروم عليه وجارم

أي: بعضهم مجروم عليه، وبعضهم جارم، أو منهم مجروم عليه، ومنهم جارم.

فلو جيء بـ"أو" لجاز وكان التقدير: الملقي منهم مجرور عليه أو جارم.

ومثل هذا البيت قول الآخر:

(804)

- فقالوا لنا: ثنتان لابد منهما

صدور رماح أشرعت أو سلاسل

فلو جيء بالواو هنا (1) لكان جائزًا، ولكان أوفق لقوله:"سان لا بد منهما" إلا أنه يسامح لوضوح المعنى.

(1) ع، ك سقط "هنا".

803 -

سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب حروف الجر.

804 -

من الطويل من قصيدة لجعفر بن علبة الحاريث أثبتها له صاحب ديوان الحماسة 1/ 25، وهي في شرح المرزوقي 1/ 45.

والضمير في قوله فقالوا: للأعداء الذين مر ذكرهم في البيت السابق.

أشرعت: صوبت للطعن، ومعنى: لابد منهما أي: على سبيل التعاقب، فلا بد من أحدهما -وقيل غير ذلك.

ص: 1225

"و"إما" المسبوقة بمثلها عاطفة عند أكثر النحويين.

ومذهب ابن كيسان، وأبي علي (1) أن العاطف إنما هو الواو التي قبلها، وهي جائية لمعنى من المعاني المفادة بـ"أو".

وبقولهما أقول في ذلك تخلصا من دخول عاطف على عاطف.

ولأن وقوعها بعد الواو مسبوقة بمثلها شبيه (2) بوقوع "لا" بعد الواو مسبوقة بمثلها في مثل: "لا زيد ولا عمرو فيها".

و"لا" هذه غير عاطفة بإجماع فلتكن "إما" مثلها، إلحاقا للنظير بالنظير، وعملا بمقتضى الأولوية.

وذلك أن "لا" قبل مقارنة الواو صالحة للعطفية بإجماع ومع ذلك حكم بعدم عطفيتها عند مقارنتها، فلأن يحكم بعدم عطفية "إما" عند مقارنة الواو أحق وأولى. وفتح همزتها لغة تميمية.

وقد تغني عنها "أو" فيقال: "قام إما زيد وإما عمرو" وغلى هذا أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وقد تجيء "إما" قبل "أو".

(1) قال الزمخشري في المفصل:

"ولم يعد الشيخ أبو علي الفارسي "إما" في حروف العطف لدخول العاطف عليها، ووقوعها قبل المعطوف عليه.

(2)

ع "شبيهة".

ص: 1226

وأصلها "إن" فضمت إليها "ما".

وقد يستغنى عن "ما" في الشعر كقول الشاعر:

805 -

وقد كذبتك نفسك فاكذبنها

فإن جزعا وإن إجمال صبر

أراد: فإما جزعا، وإما إجمال صبر

وقد يستغنى عن "وإما" بـ"ولا" كقول الشاعر:

805 - من الوافر قاله دريد بن الصمة في رثاء صديقه معاوية بن عمرو بن الشريد أخي الخنساء، وقد سها الأعلم حين قال: إن دريد بن الصمة كان يرثي أخاه عبد الله.

ونبه البغدادي في الخزانة على أن صواب الرواية فاكذبينها "الخزانة 4/ 444".

وقد تنبه لهذا من قبله السيرافي رحمه الله في شرحه لكتاب سيبويه؛ لأن الخطاب للمؤنث قبل هذا البيت وهو:

أسرك أن يكون الدهر وجها

عليك بسيبه يغدو ويسري

وألا ترزئي أهلا ومالا

يضرك هلكه ويطول عمري

قال سيبويه 1/ 134 وما بعدها.

وأما قول الشاعر: لقد كذبتك

فهذا على "إما" وليس على "إن" الجزاء كقولك: "إن حقا وإن كذبا"

ألا ترى أنك تدخل الفاء، ولو كانت على "إن" الجزاء، وقد استقبلت الكلام لاحتجت إلى الجواب: ثم قال سيبويه:

ولو قلت: فإن جزع إن إجمال صبر كان جائزا، كأنك قلت: فإما أمري جزع وإما إجمال صبر

ص: 1227

806 -

فإما أن تكون أخي بصدق

فأعرف منك غثى من سميني

807 -

وإلا فاطرحني واتخذني

عدوا أتقيك وتتقيني

وقد يستغنى بالثانية عن الأولى ومنه قول الشاعر:

808 -

نهاض بدار قد تقادم عهدها

وإما بأموات ألم خيالها

806 - 807 - من الوافر قالهما المثقب العبدي من قصيدة يخاطب فيها ابن عم له "الديوان ص 211، 212، المفضليات 292، أمالي ابن الشجري 2/ 344".

الغث: الرديء قال العيني 4/ 139 يزيد أعراف منك ما يفسد مما يصلح.

808 -

من الطويل يتداوله العلماء مع بيت قبله هو:

فكيف بنفس كلما قلت أشرفت

على البرء من دهماء هيض اندمالها

وقد نسب المصنف هذين البيتين لذي الرمة في شرح عمدة الحافظ ص 117، وفي شرح التسهيل 2/ 197، وتبعه على هذه النسبة كثير من العلماء كالمرادي في شرح التسهيل، وأبي حيان في التذييل والتكميل، والعيني في المقاصد النحوية 4/ 150 وهما في ديوان ذي الرمة 756 وروايته:

نلم بدار. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

وعرثت على هذين البيتين في ديوان الفرزدق 618 قالهما في قصيدة يمدح بها سليمان بن عبد الملك، ويهجو الحجاج بن يوسف.

هيض العظم: كسر بعد الجبر.

ص: 1228

ومثله قول النمر بن تولب:

(809)

- سقته الرواعد من صيف

وإن من خريف فلن يعدما

قال سيبويه (1):

"أراد: إما من صيف، وإما من خريف فحذف "إما" الأولى، واقتصر على الثانية بعد حذف "ما" (2).

وقد تجيء الثانية عارية من الواو كقول الشاعر:

(810)

- يا ليتما أمنا شالت نعامتها

أيما إلى جنة أيما إلى نار

(1) قال سيبويه 1/ 135.

ولا يجوز طرح "ما" من "إما" إلا في الشعر قال النمر بن تولب: . . . . . . . . . . .

أراد إما من صيف وإما من خريف. . . . . . . . . . . " وقد رد المبرد رأي سيبويه "ابن يعيش 8/ 102".

(2)

في الأصل "فحذف ما من الأولى والثانية واقتصر على الثانية".

809 -

من المتقارب قاله النمر بن تولب "الديوان 104" وروايته سقتها

والضمير يعود إلى مسجورة في بيت سابق.

810 -

من البسيط قاله سعد بن قرط أحد بني جذيمة يهجو أمه، وكان عاقا لها، وعزاه الجوهري إلى الأحوص قال العيني 4/ 153، وليس بصحيح "ديوان الحماسة 2/ 561، المحتسب 1/ 284، شرح أبيات المغني للبغدادي 2/ 3

شرح التسهيل 2/ 193، اللسان 18/ 49، همع 2/ 185، الخزانة 4/ 431، التصريح 2/ 146، الأشموني 3/ 19 الدرر 2/ 182".

شالت نعامتها؛ كناية عن موتها.

ص: 1229

وروى قطرب:

(811)

- لا تفسدوا آبالكم

(812)

- أيما لنا أيما لكم

أراد: إما لنا، وإما لكم، ففتح الهمزة وهي لغة بني تميم، وأبدل الميم الأولى ياء، وحذف الواو.

- وأما المعطوف بـ"لكن" فمحكوم له بالثبوت بعد نفي كقولك: "ما قام زيد لكن عمرو".

أو بعد نهي كقولك: "لا تضرب زيدا لكن عمرا".

فإن دخلت عليها الواو كقوله تعالى: {َلَكِنْ رَسُولَ اللَّه} (1) عريت "لكن" من العطف، وقدر ما بعدها جملة معطوفة على ما قبلها بالواو؛ لأن بقاء "لكن" بعد الواو عاطفة ممتنع لامتناع دخول عاطف على عاطف.

وجعل الواو عاطفة وحدها مع كون ما بعد "لكن" مفردا

(1) من الآية رقم "40" من سورة "الأحزاب".

811 -

812 - رجز رواه أبو الفتح بن جني في المحتسب 1/ 284 عن قطرب ولم يعزه كذلك لم يعزه البغدادي في الخزانة 4/ 432 ولا غيره ممن استشهدوا به.

آبال: جمع إبل والإبل: اسم جمع.

ص: 1230

ممنوع لمخالفته في الحكم للمعطوف عليه، وحق المعطوف بالواو إن كان مفردا أن يستوي هو والمعطوف عليه في الحكم.

فإن كانا جملتين اغتفر تخالفهما في الحكم كقولك: "قام زيد ولم يقم عمرو" و"أكرم خالد وأهين بشر" و"أطع الله ولا تتبع الهوى".

وزعم ابن خروف أن المعطوف بعد "لكن" لم يستعمل إلا مع الواو.

وذكر بعض الأئمة أن يونس لا يرى "لكن" عاطفة، وكأنه إنما لم يعدها من حروف العطف لعدم استعمالها غير مسبوقة بواو.

ولم يمثل سيبويه (1) للعطف بها (2) إلا بعد واو فقال (3): "ما مررت بصالح ولكن طالح"(4).

وسمي المعطوف بها وبـ"بل" بدلا.

وأما "لا" فيعطف بها بعد خبر مثبت أو أمر نحو: "هذا زيد لا عمرو". و"أقصد محمدا لا بشرا".

وبعد نداء كقولك: "يا زيد لا عمرو"(5) و"يا ابن لا ابن عم"(6).

(1) ينظر الكتاب 1/ 216 وما بعدها.

(2)

ع، ك "العطف".

(3)

ع، ك "فيقال".

(4)

ع، ك "بطالح".

(5)

ع، "لا عمر".

(6)

في الأصل "العم".

ص: 1231

ومنع أبو القاسم الزجاجي في كتاب "معاني الحروف" أن يعطف بـ"لا" بعد الفعل الماضي.

وليس منع ذلك صحيحا لقول العرب: "جدك" لا كدك" (1) وقيل في تفسيره: معناه/ نفعك جدك لا كدك.

ومثله في العطف على معمول فعل ماض قول امرئ القيس:

(813)

- كأن دثار حلقت بلبونه

عقاب تنوفى لا عقاب القواعل

وجعل الكوفيون من حروف العطف "ليس"، ومن حججهم قول الشاعر (2): ]

(1) ينظر مجمع الأمثال للميداني 1/ 172 - رواه بالرفع والنصب، وذكر وجهة ذلك.

(2)

إلى هنا ينتهي سقط هـ الذي نبه عليه فيما مضى.

813 -

من الطويل قاله امرؤ القيس "الديوان 94".

دثار: راعي إبل امرئ القيس وهو دثر بن فقعس بن طريف من بني أسد.

حلقت: علت في الجو. قال ابن دريد: العقاب كلما علت في الجبل كان أسرع لانقضاضها، اللبون: التي لها ألبان، تنوفى: جبل من جبال طيئ، القواعل: أسماء جبال شوامخ، وهي -أيضا- الجبال الطوال.

ص: 1232

(814)

- أين المفر والإله الطالب

(815)

- والأشرم المغلوب ليس الغالب؟

وتوجيه هذا على مذهب البصريين أن يجعل "الغالب" اسم "ليس". ويجعل خبرها ضميرا متصلا عائدا على الأشرم، ثم حذف لاتصاله كما تقول:"الصديق كانه زيد"(1).

تحذف الهاء تخفيفا كما تحذفها من نحو: "زيد شربه عمرو" فيصير: "زيد ضرب عمرو".

وأما "بل" فللإضراب، وحالها فيه (2) مختلف.

فإن كان الواقع بعدها جملة فهي للتنبيه على انتهاء غرض واستئناف غيره، ولا تكون (3) في القرآن إلا على هذا الوجه.

وإن وقع بعدها مفردا وليس قبله نفي، ولا نهي فهي لإزالة حكم ما قبلها وجعله لما بعدها نحو:"جاء زيد بل عمرو"، و"خذ هذا بل ذلك"(4).

(1) في الأصل "كأنه".

(2)

هـ سقط "فيه".

(3)

في الأصل "يكون".

(4)

ع، ك "خذ ذا بل ذاك".

814 -

815 - من رجز ينسب لنفيل بن حبيب "سيرة بن هشام 36، العيني 4/ 123". الأشرم. المقصود به أبرهة الأشرم. ولهذا الرجز قصة في كتاب السيرة، وحكاها العيني.

ص: 1233

فإن كان قبل المفرد نفى أو نهي آذنت بتقرير حكمه، ويجعل ضده لما بعده.

فـ"زيد" من قولك "ما قام زيد بل عمرو" قد قرر نفي قيامه، و"عمرو" قد أثبت" (1) قيامه، و"خالدا" من قولك: "لا نضرب خالدا بل بشرا"، قد قرر النهي عن ضربه، "بشر" قد أمر بضربه، هذا هو الصحيح.

ولذلك (2) لم يجز في المعطوف بـ"بل": و"لكن" على خبر "ما" إلا الرفع؛ لأن "ما" لا تعمل إلا في منفي، والمبرد الموافق (3) في هذا الحكم.

ويجوز مع ذلك أن تكون "بل" ناقلة حكم النفي والنهي لما بعدها (4). وما جوزه مخالف لاستعمال العرب كقول الشاعر:

(816)

- لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدا

بل أولياء كفاة غير أوغاد

(1) هـ سقط "قد".

(2)

في الأصل وهـ "ولأجل ذلك".

(3)

في الأصل: هـ "موافق".

(4)

ينظر الكتاب المقتضب للمبرد 1/ 12، 4/ 298، وتحقيق هذه المسألة في شرح المفصل لابن يعيش. 8/ 105 في تعليق الفرائد للدماميني 1/ 234، وفي شرح الكافية الرضي 2/ 352".

816 -

من البسيط لم ينسب إلى قائل معين "شرح عمدة الحافظ 155، شرح التسهيل 2/ 197 المقاصد النحوية 4/ 156.

همع 2/ 136، الدرر 2/ 186.

أوغاد: جمع وغد وهو الذي يخدم بطعام بطنه، ويروى موضعه "أوكال" بمعنى عاجزين.

ص: 1234

وكقول الآخر:

(817)

- وما انتميت إلى خور ولا كشف

ولا لئام غداة الروع أوزاع

(818)

- بل ضاربين حبيك البيض إن لحقوا

شم العرانين عند الموت لذاع

[وكقول الآخر:

(819)

- لا تلق ضيفا إذا أملقت معتذرا

بعسرة بل غني النفس جذلانا] (1)

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل ومن هـ.

817 -

818 - بيتان من البسيط قالهما ضرار بن الخطاب من قصيدة في يوم أحد "سيرة بن هشام 2/ 145، العيني 4/ 157، همع 2/ 136، الدرر 2/ 186" رواية ابن هشام.

غداة البأس إن لحقوا .... . . . . . . . . . .

الخور: الضعفاء، الكشف: جمع أكشف، وهو الذي لا يترس معه -أوراع: جبناء وروي: أوزاع أي: متفرقون الحبيك: المحبوك القوي من كل شيء، والبيض السيوف، شم العرانين: مرتفعوا الأنوف "كناية عن العزة".

819 -

من البسيط استشهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ 115 - ولم ينسبه إلى قائل. أملقت: افتقرت.

ص: 1235

"ص"

وفصل عاطف بحرف جر أو

ظرف أجز مخالفا قوما أبوا

نحو "اكسني اليوم قميصا وغدا

بردا" وفي نثر ونظم وردا

وفصل غير الواو وألفا بالقسم

قد يستبيح ناثر (1)، ومن نظم (2)

وأعد العامل بعد ما فصل

إن كان خافضا توافق من عدل

كـ"امرر بذا وبعد بابني" واغتفر

نحو "لذا شهد وخالد صبر"

وجر "خالد" بلام قد حذف

أولى من العطف على ذا فاعترف

ومثل ظاهر ضمير منفصل

في العطف والعطف عليه قد جعل

وإن على مضمر (3) رفع متصل

تعطف فقبل العطف جيء بالمنفصل

أو بسواه افصل، وربما ورد

عطف بلا فصل كـ"سرنا والمدد"

(1) ع "يستبيح بامرئ".

(2)

سقط هذا البيت من ش وط، وجاء الشطر الثاني في س كما يلي:

. . . . . . . . . . .

قد يستبيح في نثر وفي قول نظم

(3)

س، ط "ضمير".

ص: 1236

وعود (1) حرف الجر في عطف على

ضمير جر، أو بعيد فضلا

وحيث لا يعاد فالنصب أحق

وقد يرى للرفع عند ذاك حق

وإن يك المجرور مرفوع المحل

فالنصب في حكم النحاة لن يحل

وذو اتصال من ضمير النصب لا

حجر لدى (2) عطف عليه بولا

والأخفش الواو و "ثم" والفا

زاد وحذف عاطف قد يلفى

والفاء قد تحذف مع ما عطفت

والواو إذ لا لبس وهي انفردت

بعطف عامل مزال قد بقي

معموله دفعا لوهم اتقي

وقد يسوغ حذف متبوع هنا

إن كان تحصيل المراد ممكنا

ومتبع بالواو قد يقدم

موسطا إن يلتزم ما يلزم

(1) ع "وبعود".

(2)

ع "لذا".

ص: 1237

وعطفوا فعلا على فعل كـ"من

يجمع ويمنع فهو غير مؤتمن"

وألزمنهما اتفاقا في الزمن

واغتفر اختلاف لفظ حيث عن

واعطف على اسم شبه فعل فعلا

وعكسا استعمل تجده سهلا

كـ"رب بيضاء من العواهج

أم صبي قد حبا أو دارج"

كذا (1) "يعيشها بعضب باتر

يقصد في أسواقها وجائر" (2)

منع أبو علي الفصل بين العاطف والمعطوف بظرف أو جار أو مجرور، وجعل من الضرورات قول الشاعر:

(820)

- يوما تراها كشبه أردية الـ

ـعصب ويما أديمها نغلا

(1) ع "فذا".

(2)

في الأصل وهـ وس وش لا يوجد هذا البيت.

820 -

من المنسرح من قصدية الأعشى في مدح سلامة ذا فائش، والرواية في الديوان ص 170 "كشبه أردية الخمس".

العصب: ضرب من البرود.

النغل: الفساد، ونغل وجه الأرض تهشم من الجدوبة.

والضمير في "تراها""وأديمها" يعودان إلى الأرض في البيت قبلة وهو:

والأرض حمالة لما حمل الله وما أن ترد ما فعلا.

ص: 1238

وليس الأمر كما زعم.

بل الفصل بين العاطف والمعطوف بالظرف والجار والمجرور جائز في الاختيار إن لم يكن المعطوف فعلا ولا اسما (1) مجرورا، وهو في القرآن كثير كقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (2).

ففصل بـ"إذا" وما أضيفت (3) إليه بين الواو و"أن تحكموا" وهو معطوف على "أن تؤدوا".

وكقوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} (4).

ففصل بـ"في الآخرة" بين الواو و"حسنة".

وكقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} (5).

ففصل بـ"من خلفهم" بين الواو و"سدا".

(1) هـ سقط "ولا اسما".

(2)

من الآية رقم "58" من سورة النساء.

(3)

ع، ك "أضيف".

(4)

من الآية رقم "201" من سورة البقرة.

(5)

من الآية رقم "9" من سورة "يس".

ص: 1239

وكقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} (1).

ففصل بـ"من الأرض" بين الواو و"مثلهن".

فإلى (2) هذا أشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

.... وفي نثر ونظم وردا

ثم بينت أن غير الفاء والواو من حروف العطف قد يحال بينه وبين المعطوف بالقسم نحو: "قام زيد ثم والله عمرو" و"مالك دينارا بل والله درهما".

فلو كان العاطف فاء أو واوًا (3) لم يجز هذا الفصل؛ لأن الفاء والواو (4) أشد افتقار إلى ما يتصل بهما من غيرهما.

ثم بينت إن المفصول من العاطف إن كان معطوفا على مجرور أعيد معه الجار كقولي.

.. امرر بذا وبعد بابني. . . . . . . . . . .

فلو حذفت الجار لم يجز.

بخلاف الرافع والناصب فالاستغناء عن إعادتهما بعد الفصل جائز نحو: "يقوم اليوم زيد، وغدا عمرو" و"رأيت زيدا

(1) من الآية رقم "12" من سورة "الطلاق".

(2)

ع، ك "وإلى".

(3)

ع، ك هـ "واوا أو فاء".

(4)

ع، ك "الواو والفاء".

ص: 1240

وقبله عمرا" ثم بينت أنه لا يمتنع نحو:

. . . . . . . . . . .

لذا شهد وخالد صبر

لكن في جوازه مذهبان:

أحدهما: أن يكون جر "خالد" بالعطف (1) على "ذا"، و"صبر" معطوف على "شهد" فيكون عطفا على عاملين، وهو عند أبي الحسن في مثل هذا (2) جائز.

والثاني: أن يكون جر "خالد" بلام محذوفة دل عليها اللام المتقدمة.

ولا يلزم من هذا عطف على عاملين، فإن الجار والمجرور خبر مقدم و"صبر": مبتدأ، والجملة معطوفة على الجملة المتقدمة.

وهذا أقرب من عطف على عاملين، إذ ليس في هذا التوجيه ما يستبعد إلا حذف (3) حرف الجر، وبقاء عمله، ومثل هذا لوجود ما يدل على المحذوف جائز بإجماع.

ولذلك جروا (4) بـ"من" محذوفة بعد "كم" إذا دخل عليها حرف جر.

وقد أجاز الأخفش والسيرافي وغيرهما من

(1) هـ سقط "بالعطف".

(2)

ع، ك سقط "مثل".

(3)

ع سقط "حذف".

(4)

هـ "جزا".

ص: 1241

المحققين جر المجاب به بحرف محذوف إذا كان حرف الجر ظاهرا في السؤال نحو أن تقول: "زيد" لمن قال: "بمن مررت"؟ .

وإذا (1) كان معنى حرف الجر في السؤال قد سوغ للمجيب أن يجر بحرف محذوف كقول رؤبة: "خير" -بالجر- لمن قال: "كيف أصبحت"(2)؟ فلأن يسوغ ظهور حرف الجر في السؤال إعمال الجار والمحذوف أحق وأولى. فهذا يقوي ما أشرت إليه من صحة قولي:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . لذا شهد وخالد صبر

والأصل المصحح لقولي:

. . . . . . . . . . .

لذا شهد وخالد صبر

ولقول النحويين: "في الدار زيد، والحجرة عمرو".

قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ، وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} . (3)

(1) هـ "فإذا".

(2)

قال ابن جني في الخصائص 2/ 218 يتحدث عن جواز حذف الحروف.

"ومن ذلك ما كان يعتاده رؤبة إذا قيل له: كيف أصبحت؟ فيقول: خير عافاك الله. أي، بخير".

وذكر مثل ذلك في سر صناعة الإعراب 1/ 149.

(3)

الآيتان من "4، 5" من سورة "الجاثية".

ص: 1242

فالواو من: "واختلاف الليل" عاطفة جملة على جملة، كما تقرر في توجيه:"لذا شهد وخالد صبر".

وحذف خافض "اختلاف الليل والنهار" لدلالة خافض "خلقكم" عليه.

ومثل ذلك قول الشاعر، وأنشده الفراء:

(821)

- ألا يا لقوم كل ما حم واقع

وللطير مجرى والجنوب مصارع

وقراءة (1) حمزة والكسائي: "آيات" على تقدير "إن" و"في" لدلالة المتقدمين عليهما.

أو على جعل "آيات" الثاني، والثالث توكيدين لـ"آيات" الأول" (2).

والتوكيد بعد التوكيد، وحذف ما دل عليه دليل ليس ببدع. بخلاف العطف على عاملين فإنه بمنزلة تعديتين بمعد واحد، فلا يجوز.

(1) الأصل "وقرأ".

(2)

هكذا في "الأصل وهـ. أما في ع، ك "الأولى".

821 -

من الطويل نسبه العيني 2/ 352 إلى قيس بن ذريح، وليس في ديوانه وإنما هو مطلع قصيدة للبعيث "خداش بن بشر الدارمي" ذكرها له ياقوت في معجم الأدباء.

ما حم: ما قدر.

المصارع: جمع مصرع من صرعه صرعًا.

ص: 1243

ثم بينت أن الضمير المنفصل في عطفه على غيره، وعطف غيره عليه بمنزلة الظاهرة.

فيقال: "أنت وزيد صديقان" و"عمرو وأنتما متفقون" و"إياك وخالدًا أكرمت". و"لا تصحب إلا أخاك وإياي".

فإن كان المعطوف عليه ضميرا متصلا مرفوعا فالجيد الكثير (1).

أن يؤكد قبل العطف بضمير منفصل كقوله تعالى: [{لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (2).

أو يفصل بينه وبين العاطف بمفعول أو غيره كقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ] (3) يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ} (4).

وقد يغني عن الفصل في الجملة المنفية وقوع "لا" بين العاطف والمعطوف كقوله تعالى: {مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا} (5).

ولا يمتنع العطف عليه دون فصل [(6) ومنه ما حكى

(1) ع "الكبير".

(2)

من الآية رقم "54" من سورة "الأنبياء".

(3)

هـ سقط ما بين القوسين.

(4)

من الآية رقم "23" من سورة "الرعد".

(5)

من الآية رقم "148" من سورة الأنعام.

(6)

بداية سقط هـ.

ص: 1244

سيبويه (1) من قول بعضهم: "مررت برجل سواء [والعدم"(2).

فعطف "العدم" دون فصل، ودون ضرورة على ضمير الرفع المستتر في "سواء" (3)]. ومثله (4) قول جرير:

(822)

- ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

ما لم يكن وأب له لينالا

وهذا -أيضًا- فعل مختار غير مضطر (5) لتمكن الشاعر من نصب "وأب" على أن يكون مفعولا معه.

ومثله في عدم الاضطرار والتكلم وبالاختيار (6) قول عمر (7) بن أبي ربيعة:

(823)

- قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الملا تعسفن (8) رملا

(1) الكتاب 1/ 232.

(2)

بداية سقط الأصل.

(3)

نهاية سقط هـ والأصل.

(4)

هـ "ومنه".

(5)

ع، ك سقط "غير مضطر".

(6)

ع "الأخيار".

(7)

ع، ك سقط "عمر".

(8)

هـ "تعشقن".

822 -

من الكامل من قصيدة لجرير في هجاء الأخطل "الديوان 451".

823 -

من الخفيف واحد من بيتين ذكرا في ديوان عمر بن أبي ربيعة "498".

زهر: جمع زهراء، وهي المرأة الحسناء والبيضاء.

تهادى: تتمايل وتتبختر.

نعاج: جمع نعجة والمراد بها هنا بقر الوحش.

الملا: الفلاة الواسعة.

ومعنى تعسفن: ركبن وإذا مشت في الرمل كان أسكن لمشيها لصعوبة المشي فيه وقال العيني 4/ 161 تعسفن: أخذن غير الطريق.

ص: 1245

فرفع "زهرا" عطفا على الضمير المستكن في "أقبلت" مع التمكن من جعله معفولا معه.

وإذا كان المعطوف عليه ضمير جر لزم عند جميع النوحيين إلا يونس، والفراء وإعادة الجار (1) كقوله تعالى:{فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْض} (2) ، و [قوله]{وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْك} (3) و [قوله]{يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ} (4).

وللملتزمين إعادة الجار حجتان:

إحداهما: أن ضمير الجر شبيه بالتنوين، ومعاقب له فلم

(1) هكذا في الأصل وهو يخالف ما جاء في ع، ك وما جاء في هـ. فقد جاء في ع، ك ما يلي: "وإذا كان المعطوف عليه ضمير جر لزم عند غير يونس والأخفش وقطرب، والكوفيين، ووافقهم أبو علي الشلوبين -وهو اختياري إعادة الجار.

وجاء في هـ "وإذا كان المعطوف عليه ضمير جر لزم عند يونس والأخفش، وقطرب والكوفيين ووافقهم أبي علي الشلوبين وهو اختياري إعادة الجار.

(2)

من الآية رقم "11" من سورة "فصلت".

(3)

من الآية رقم "12" من سورة "المؤمنون".

(4)

من الآية رقم "64" من سورة الأنعام.

ص: 1246

يجز العطف عليه كما لم يجز العطف على التنوين.

الثانية: أن حق المعطوف والمعطوف عليه أن يصلحا لحلول كل واحد منهما محل الآخر، وضمير الجر غير صالح لحوله محل ما يعطف عليه فامتنع العطف إلا مع إعادة الجار. وكلتا الحجتين ضعيفة.

أما الأولى: فيدل على ضعفها أن شبه ضمير الجر بالتونين لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده، والإبدال منه.

لأنا لتنوين لا يؤكد ولا يبدل منه، وضمير الجر يؤكد ويبدل منه بإجماع فللعطف أسوة بهما.

وأما الثانية، فيدل على ضعفها أنه لو كان حلول كل واحد من المعطوف، والمعطوف عليه -يعني في محل الآخر- (1) شرطا في صحة العطف لم يجز "رب رجل وأخيه" [ولا:

(824)

- أي فتى هيجاء أنت وجارها .... . . . . . . . . . .

ولا "كل شاة وسخلتها بدرهم"(2)] ولا:

(1) ع، ك، هـ سقط "يعني في محل الآخر".

(2)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

824 -

صدر بيت رواه المصنف بالخرم، وعجزه.

. . . . . . . . . . .

إذا ما رحال بالرجال استقلت

الهيجاء: الحرب، فتاها: القائم بهما المبلي فيها.

جارها: المجير منها الكافي لها، استقلت: نهضت.

"سيبويه 1/ 244، 305".

ص: 1247

(825)

- الواهب المائة الهجان وعبدها .... . . . . . . . . . .

ولاك "لا رجل وامرأة في الدار".

وأمثال ذلك من المعطوفات الممتنع تقديمها وتأخيرها ما عطفت عليه كثيرة (1).

فكما لم يمتنع فيها العطف لا (2) يمتنع في نحو: "مررت بك وزيد".

وإذا بطل كون ما تعللوا به مانعا وجب الاعتراف بصحة الجواز.

ومن مؤيدات الجواز "قوله تعالى: {وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (3) بالعطف على الهاء لا بالعطف على

(1) سقط من الأصل "كثيرة".

(2)

الأصل "لم يمتنع".

(3)

من الآية رقم "217" من سورة "البقرة".

825 -

صدر بيت من الكامل من قصيدة الأعشى في مدح قيس بن معد يكرب الكندي "الديوان ص 152"، وهذا البيت ينسب لبشر بن أبي خازم وهو في ديوانه ص 39، كما ينسب لأوس بن حجر وهو في ديوانه ص 25، وعجز البيت.

. . . . . . . . . . .

وعوذا تزجى حولها أطفالها

عوذا: جمع عائد، وهي الناقة إذا وضعت ومر عليها أيام يقوى خلالها ولدها، وقال ابن خلف: هي الناقة الحديثة النتاج.

قال الأعلم في شرح شواهد سيبويه 1/ 94: سميت عائذا؛ لأن ولدها يعوذ بها لصغره.

ص: 1248

"سبيل" لاستلزامه الفصل بأجنبي بين جزأي الصلة.

وتوفي هذا المحذور حمل أبا علي الشلوبين على موافقة الكوفيين في هذه المسألة. وقد غفل الزمخشري وغيره عن هذا.

ومن مؤيدات الجواز -أيضا] (1) - قراءة حمزة (2): {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} (3) -بخفض الأرحام.

وهي -أيضا- قراءة ابن عباس (4)، والحسن البصري ومجاهد (5)، وقتادة (6)، والنخعي (7)، والأعمش (8)، ويحيى بن

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل.

(2)

حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة -سبق التعريف به.

(3)

من الآية رقم "1" من سورة "النساء" قال عن هذه القراءة الزمخشري في المفصل: وقراءة حمزة "والأرحام" ليست بتلك القوية.

وقد ورد أبو العباس محمد بن يزيد هذه القراءة وقال: لا تحل القراءة بها "ابن يعيش 3/ 78".

(4)

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم. توفي بالطائف وقد كف بصره سنة 68 هـ.

(5)

مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي أحد الأعلام من التابعين مات سنة 103 هـ على الراجح.

(6)

قتادة بن دعامة أبو الخطاب السدوسي البصري الأعمى، توفي سنة 117 هـ.

(7)

إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود أبو عمران الكوفي توفي سنة 90 تقريبًا.

(8)

سليمان بن مهران الأعمش أبو محمد الأسدي الكاهلي الكوفي، ولد سنة 60 هـ وتوفي سنة 148 هـ.

ص: 1249

وثاب (1)، وأبي رزين (2).

ومثل هذه القراءة قول بعض العرب: "ما فيها غيره وفرسه" رواه قطرب (3) بجر "فرسه".

ومثله ما أنشده سيبويه (4) من قول الشاعر:

(826)

- فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا

فاذهب فما بك والأيام من عجب

وأنشد (5) أيضا:

(1) يحيى بن وثاب الأسدي الكوفي، تابعي ثقة كبير مقرئ أهل الكوفة توفي سنة 103 هـ.

(2)

مسعود بن مالك، ويقال: ابن عبد الله أبو رزين الكوفي لم يحفظ ابن الجزري 2/ 296، زمن وفاته.

(3)

أبو علي محمد بن المستنير مات سنة 206.

(4)

الكتاب 1/ 392.

(5)

الكتاب 1/ 391.

826 -

من البسيط استشهد به سيبويه، ولم يعزه أحد لقائله "الإنصاف 464، شرح المفصل لابن يعيش 3/ 78 - 79، الكامل 451، الخزانة 2/ 338، العيني 4/ 163، همع 1/ 120، 2/ 139".

قربت: أخذت وشرعت. ويؤيد هذا رواية الكوفيين.

فاليوم أنشأت. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

وقد حرفنت الكلمة في بعض الروايات إلى "قد بت".

ص: 1250

(827)

- آبك أيه بي أو مصدر

(828)

- من حمر الجلة جأب حشور

وأنشد الفراء:

(829)

- نعلق في مثل السواري سيوفنا

وما بينها والكعب غوط نفانف

وأنشد الفراء (1) أيضا:

(1) سقط من الأصل "الفراء" -وقد أنشد الفراء البيتين في معاني القرآن 2/ 86.

827 -

828 - رجز لا يعلم له قائل، وقد استشهد به المصنف في شرح عمدته ص 120، وشرح التسهيل 2/ 198، وشواهد التوضيح والتصحيح ص 55 ولم ينسبه، وهو من شواهد سيبويه. آبك: ويحك وويلك، التأييه: الدعاء، المصدر: العظيم الصدر، الجأب: الغليظ، الحشور: الخفيف.

829 -

من الطويل ينسب لمسكين الدرامي "الديوان 53" أنشده الفراء 2/ 86 معاني القرآن، ولم يعزه كذلك لم يعزه المصنف في شرح عمدة الحافظ 120، ولا في شرح التسهيل 2/ 198.

السواري: جمع سارية وهي الإسطوانة.

الغوط: جمع غائط وهو المطمئن من الأرض. نفانف: جمع نفنف وهو الهواء بين الساريتين: يريد أنهم طوال القامات.

وفي البيت روايات أخرى منها رواية الديوان "تفائف"، وهي رواية الجاحظ في الحيوان 6/ 494.

ص: 1251

(830)

- هلا سألت بذي الجماجم عنهم

وأبي نعيم ذي اللواء المحرق

وأجاز الفراء أن يكون من هذا قوله تعالى: {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِين} (1) ثم قال:

"وما أقل ما ترد العرب حرفا مخفوضا على مخفوض قد كني عنه"(2)، وقال العباس بن مرداس:

(831)

- أكر على الكتيبة لا أبالي

أحتفي كان فيها أم سواها

(1) من الآية رقم "20" من سورة "الحجر".

(2)

ينظر معاني القرآن للفراء 2/ 86.

830 -

من الكامل أنشده الفراء في معاني القرآن 2/ 86 ولم يعزه، كما لم يعزه المصنف في شرح عمدة الحافظ/ 120، ولا في الشرح التسهيل 2/ 198، وصاحب اللسان 2/ 469.

ذو الجماجم: -بضم الجيم الأولى- قال ياقوت: هو من مياه العمق على مسيرة يوم منه، وقال ابن منظور: الجماجم موضع بين الدهناء ومتالع في ديار تميم، ويوم الجماجم من وقائع العرب في الإسلام.

قال ياقوت: وقد يقال فيه بالفتح أيضا.

831 -

من الوافر من جملة أبيات قالها العباس بن مرداس السلمي لخفاف بن ندبة في أمر شجر بينهما. قيل: لم يقل في الشجاعة أبلغ من هذا البيت "الديوان ص 110، الحماسة الشجرية 1/ 133، الاستعياب 3/ 103، الإنصاف 296". وقبل الشاهد

ولي نفس تتوق إلى المعالي

ستتلف أو أبلغها مناها

ص: 1252

وقال آخر:

(832)

- إذا أوقدوا نار لحرب عدوهم

قد خاب من يصلي بها وسعيرها (1)

وقال آخر:

(833)

- بنا أبدا لا غيرنا تدرك المنى

وتكشف غماء الخطوب الفوادح

وقال آخر (2):

(834)

- لو كان لي وزهير ثالث وردتْ

من الحمام عدانا شر مورود

(1) في الأصل "وسعيرا".

(2)

ع، ك "ومثله".

832 -

من الكامل استشهد به المصنف في شرح عمدته 120، ولم يعزه لقائل صلى بالنار: وجد حرها.

"شواهد التوضيح والتصحيح 56، شرح التسهيل 2/ 199، المقاصد النحوية 4/ 166".

833 -

من الطويل لم ينسبه أحد لقائل "شرح عمدة الحافظ 120، شرح التسهيل 2/ 199، شواهد التوضيح والتصحيح 56، المقاصد النحوية 4/ 166".

الخطوب: الأمور العظيمة.

الفوادح: جمع فادحة من فدح الشيء، إذا ثقل ويروى: القوادح من القدح والطعن، ويروى البوارح من البرح وهو الشدة والأذى.

834 -

من البسيط استشهد به المصنف هنا، وفي شرح التسهيل 2/ 199، وشواهد التوضيح والتصحيح 56 وفي شرح عمدة الحافظ، ولم ينسبه في كل هذه المؤلفات.

ص: 1253

[وأجاز الأخفش جر "الضحاك" من قول الشاعر:

(835)

- فحسبك والضحاك سيفا مهندا (1)]

ولأجل القراءة المذكورة، والشواهد لم أمنع العطف على ضمير الجر، بل نبهت على أن عود حرف الجر مع المعطوف مفضل على عدمه عوده.

وكذا حكم المعطوف على ظاهر مجرور بعيد.

والنصب فيهما "عند عدم العود، وعدم رفع المحل أجود من الحر، ولذلك (2) قرأ (3) الأكثرون بنصب: "والأرحام" (4).

وأجمع على نصب: {مُنَجُّوكَ وَأَهْلَك} (5)، وعلى نصب

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل.

(2)

ع، ك "وكذلك".

(3)

هـ "قول الأكثرون".

(4)

ع "أو الأرحام".

(5)

من الآية "33" من سورة "العنكبوت".

835 -

هذا عجز بيت من الطويل وصدره:

إذا كانت اليهجاء وانشقت العصا .... . . . . . . . . . .

وقد نسب في ذيل الأمالي ص 140، وفي سمط اللالي 2/ 899 إلى جرير، ولم أعثر عليه في ديوانه. حسبك: كافيك، مهند. سيف قاطع من قولهم هند السيف: أرهف حده.

ص: 1254

{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُم} (1) مع أنه من جهة المعنى معطوف على الموحي إليهم، إلا أنه بعد إذ فصل بـ {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} (2).

فنصب حملا على المعنى.

ولو جر لجاز كما جر: {وَقَوْمَ نُوح} (3) في "الذاريات" أبو عمرو وحمزة والكسائي مع أن بعده من المعطوف عليه أشد.

ومع ذلك فالنصب فيه وفي "الأرحام" أحق.

وقرأ أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد (4)"والأرحام" بالرفع على الابتداء.

أي: والأرحام مما يجب أن تتقوه وتحتاطوا لأنفسكم فيه.

وعلى هذه القراءة (5) وشببها نبهت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وقد يرى للرفع عند ذلك حق

وأشرت بقولي:

(1) من الآية "164" من سورة "النساء".

(2)

من الآية "163" من سورة "النساء".

(3)

من الآية رقم "46" من سورة "الذاريات".

(4)

عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن القرشي، المقرئ، القصير، البصري، ثم المكي إمام كبير في الحديث ومشهور في القراءات، وله اختيار في القراءة مات فيرجب سنة 213 هـ. "تنظر قراءة عبد الله بن يزيد بالرفع وتخريجها في المحتسب 1/ 179، وما بعدها".

(5)

هـ سقط القراءة.

ص: 1255

وإن يكن المجرور مرفوع المحل

فالنصب في حكم النحاة لن يحل

إلى قوله تعالى: (1){وَمَا تَسْقُطُ (2) مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ} (3).

وقرئ بالرفع (4) عطفا على موضع "من ورقة".

ثم بينت أنه لا حجر (5) في العطف على ضمير النصب المتصل.

أي: لا يشترط في العطف عليه ما اشترط في ضمير (6) الرفع والجر.

ثم بينت أن الأخفش يرى زيادة الواو والفاء و"ثم". وقال ابن برهان: "واعلم أن الفاء تكون زائدة عند أصحابنا جميعا نحو قوله (7):

(1) من الآية رقم "59" من سورة "الأنعام".

(2)

في الأصل "يسقط".

(3)

سقط من الأصل وهـ "في ظلمات الأرض".

(4)

هذه قراءة ابن أبي إسحاق "مختصر ابن خالويه ص "37".

وهو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري، المتوفى سنة 117 هـ "طبقات ابن الجزري 410".

(5)

ع "لا حجز".

(6)

ع "ضمير".

(7)

ع، ك، هـ سقط "وقوله".

ص: 1256

(836)

- لا تجزعي إن منفسا أهكلته

فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي"

وكذا قال أبو عثمان، وأبو الحسن، في [قوله تعالى]:{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} (1).

ومن زيادة القاء قول الشاعر:

(837)

- يموت إياس أو يشب فتاهم

ويحدث ناش والصغير فيكبر

ومنه قول الآخر:

(838)

- وحتى تركن العائدات يعدنني

وقلن: فلا تبعد، فقلت: ألا ابعد.

(1) من الآية رقم "8" من سورة "الجمعة".

836 -

من الكامل قاله النمر بن تولب.

المنفس: النفيس.

"سيبويه 1/ 67، الخزانة 1/ 152، العيني 2/ 535، أمالي ابن الشجري 1/ 332 - 2/ 346، وقد سبق الحديث عن هذا الشاهد في باب اشتغال العامل عن المعمول.

837 -

من الطويل استشهد به المصنف في شرح عمدة الحافظ 118 - وفي شرح التسهيل 2/ 195 ولم ينسبه هنا ولا هناك كما لم ينسبه أحد ممن استشهدنا به بعده "الخزانة 3/ 588، 4/ 421، همع 2/ 131، الدرر 2/ 172".

838 -

من الطويل لم أعثر على من استشهد به أو من عزاه لقائل.

ص: 1257

قال أبو الحسن:

"وقد زادوا "ثم" وأنشد:

(839)

- أزاني إذا ما بت بت على هوى

فثم إذا أصبحت غاديا".

وعليه تأول [قوله تعالى]{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} (1).

وهذا قول الكوفيين، وهم يرون زيادة الواو مع ذلك وينشدون.

(1) من الآية رقم "118" من سورة "يونس".

839 -

من الطويل ينسب إلى زهير بن أبي سلمى، وهو في ديوانه ص 285، من قصيدة يذكر فيها قصة النعمان بن المنذر لما خاف سرى، وذهب يستجير بقبائل العرب فلم يجره أحد، فرجع إلى كسرى حيث ألقاه تحت أرجل الفيلة فقتله.

قال الأصمعي: القصيدة لصرمة بن أنس الأنصاري، ولا تشبه كلام زهير.

والرواية التي ذكرها المصنف هنا هي الرواية المشهورة وهي روايته في شواهد التوضيح 194، وشرح التسهيل 2/ 195، وروراية ابن جني في سر صناعة الإعراب 1/ 266، ورواية أبي حيان في التذييل والتكميل، ورواية السيوطي في همع الهوامع 2/ 131.

أما رواية المصنف في شرح عمدة الحافظ 118:

أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى

فثم إذا أمسيت أمسيت عاديا

ص: 1258

(840)

- حتى إذا قملت بطونكم

ورأيتم أبناءكم شبوا

(841)

- وقلبتم ظهر المجن لنا

إن اللئيم الفاجر الخب

أراد: قلبتم، فزاد الواو، وأنشد أبو الحسن في زيادة لواو:

(842)

- فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن

إلا كلمة حالم بخيال

ومثله قول أبي كبير (1).

(1) في الأصل "أبي كثير" وفي هـ "أبي بكر".

840 -

841 - من الكامل قالهما الأسود بن يعفر "الديوان ص 19". قملت بطونكم: شبعتم "كانية عن كثرة القبائل" المجن: الترس. الخب: الرجل الخداع.

ورواية ابن يعيش في شرح المفصل:

. . . . . . . . . . .

ورأيتم أبناءكم سبوا

بالسين.

842 -

قاله تميم بن مقبل العجلاني، والرواية في الديوان 259.

. . . . . . . . . . .

إلا كحلمة. . . . . . . . . . .

لكن رواية المصنف هنا وفي شرح عمدة الحافظ 118، وفي شرح التسهيل 2/ 195 هي رواية الصحاح، واللسان.

ألم الرجل بالقوم: أتاهم فنزل بهم، ومنه قيل: ألم بالمعنى إذا عرفه.

ص: 1259

(843)

- فإذا وذلك ليس إلا حينه

وإذا مضى شيء كأن لم يفعل

وأشرت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وحذف عاطف قد يلفى

إلى مواضع قصد فيها العطف مع حذف العاطف، منها قول النبي عليه السلام (1).

"تصدق رجل من ديناره، من درهمه، ومن صاع بره، من صاع تمره"(2).

وحكى أبو عثمان عن أبي زيد أنه سمع: "أكلت خبزا لحما تمرا"(3) أراد: ولحما وتمرا. ومثله قول الشاعر:

(844)

- كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟ مما

يغرس الود في فؤاد الكريم

(1) ع، ك "صلى الله عليه وسلم".

(2)

أخرجه مسلم في باب الزكاة 70، والنسائي في الزكاة 64، وأحمد 4/ 356.

(3)

عبارة ابن جني في الخصائص 2/ 280.

أما حذفها -يعني أحرف العطف- فكنحو ما حكاه أبو عثمان عن أبي زيد من حذف حرف العطف في نحو قولهم "أكلت لحما سمكا تمرا".

843 -

من الكامل نسبه المصنف لقائله، والقصيدة في ديوان الهذليين 2/ 100 لأبي كبير الهذلي.

844 -

من الخفيف رواه الأخفش وذكره ابن جني في الخصائص 1/ 190 غير معزو وأنشده العسكري في ديوان المعاني 2/ 225 عن أبي زيد وروايته "يثبت" مكان "يزرع" شرح عمدة الحافظ ص 116، شرح التسهيل 2/ 199، شرح التبريزي على الحماسة 2/ 323، همع 2/ 140، الأشموني 3/ 116، الدرر 2/ 193.

ص: 1260

أراد: قول كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ . فحذف المضاف، وحذف العاطف.

وأشرت بقولي:

والفاء قد تحذف مع ما عطفت

والواو. . . . . . . . . . .

إلى نحول قوله تعالى (1): {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ

} (2).

فإن تقديره عند الأكثرين: فأفطر فعدة.

وهذا مثال حذف الفاء وما عطفت.

[وأما أمثال حذف الواو وما عطفت](3) فقوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ (4) مِنْ رُسُلِهِ} (5). أي: بين أحد وأحد من رسله.

(1) من الآية رقم "185" من سورة "البقرة".

(2)

ع، ك "فعدة من أيام أخر".

(3)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(4)

هـ سقط "أحد".

(5)

من الآية رقم "285" من سورة "البقرة".

ص: 1261

ومنه قول (1) النابغة الذبياني:

(845)

- فما كان بين الخير لو جاء سالما

أبو حجر إلا ليال قلائل

أي: فما كان بين الخير، وبيني إلا ليال قلائل.

ويمكن أن يكون هذا من قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} (2). قيل معناه: تفيكم الحر، والبرد. ومنه قول امرئ القيس:

(846)

- كأن الحصى من خلفها وأمامها

إذا نجلته رجلها خذف أعسرا

(1) ع ك هـ "ومثله قول النابغة".

(2)

من الآية رقم "81" من سورة "النحل".

845 -

من الطويل قاله النابغة الذبياني من قصيدة في رثاء النعمان بن الحارث الغساني "الديوان ص 119".

أبو حجر: كنية النعمان.

846 -

من الطويل من قصيدة لامرئ القيس "الديوان ص 66".

نجلته: فرقته، والضمير في رجلها يعود إلى الناقة.

الخذف: الرمي بالحصى ونحوه، فإن كان بالعصا ونحوها فهو حذف.

الأعسر: الذي يرمي بيده اليسرى، خصه الشاعر؛ لأن رميه -غالبا- لا يذهب مستقيما، وكذلك الحصى إذا رمت به رجل الناقة.

ص: 1262

أراد: إذا نجلته رجلها ويدها (1).

ومنه قول الآخر يصف أتانا وحمارا يتبعها:

(847)

- تواهق رجلاها يداها ورأسه

لها قتب خلف الحقيبة رادف

أي: تواهق رجلاها يديها، ويداها رجليها، فحذف الواو والمفعولين (2).

ومنه قول الراجز يصف رجلا خشن (3) القدم صبورا:

(848)

- قد سالم الحياة منه القدما

(849)

- الأفعوان والشجاع الشجعما (4)

(850)

- وذات قرنين ضموزا ضرزما

(1) ع "ويديها".

(2)

ع سقط "والمفعولين" -ينظر هذا الموضع مفصلا في الخصائص لابن جني 2/ 425.

(3)

هـ "حسن".

(4)

ع "الشجعا".

874 -

من الطويل قاله أوس بن حجر من قصيدة طويلة "الديوان 73" ورواية الديوان:

تواهق رجلاها يديه ورأسه

لها قتب فوق الحقيبة رادف

التواهق: الموافقة في السير والتباري فيه. الحقيبة: العجز.

يريد: هذا الحمار يضع رأسه خلف الأتان في سيره، فكأنه حقب لها.

848 -

850 - من أرجوزة طويلة نسبت إلى غير واحد فقط نسب هذا =

ص: 1263

أراد: قد سالم الحيات منه القدم، والقدم الأفعوان.

ثم نبهت بقولي:

. . . . . . . . . . .

وهي انفردت

بعطف عامل مزال قد بقي

معموله. . . . . . . . . . .

على مثل (1) قوله تعالى (2): {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ

} (3).

[فإن "الإيمان" منصوب فعل معطوف على "تبوأوا" (4)].

والتقدير -والله أعلم- تبوأوا الدار، واعتقدوا الإيمان.

وكذا قول الشاعر:

= الرجز في الكتاب 1/ 145 لعبد بني عبس، ونسبه الشنتمري إلى العجاج، وسبه العيني 4/ 80 إلى أبي حيان الفقعسي، وذكر أنه ينسب إلى مساور بن هند، وأيد البغدادي في الخزانة 4/ 570 هذه النسبة واعتمدها صاحب اللسان "ضرزم".

الشجاع: ذكر الحيات.

الشجعم: الطويل، الضمور: الساكنة لا تصفر لشدة خبثها لتفاجئ فريستها، الضرزم: المسنة من الحيات.

(1)

هـ "مثال".

(2)

سقط من الأصل "تعالى".

(3)

من الآية رقم "9" من سورة "الحشر".

(4)

هـ سقط ما بين القوسين.

ص: 1264

(851)

- تراه كأن الله يجدع أنفه

وعينه إن مولاه ثاب له دثر

والتقدير: يجدع (1) أنفه ويفقأ عينيه.

ومثله قول الآخر:

(852)

- إذا ما الغانيات برزن يومًا

وزججن الحواجب والعيونا

والتقدير: وكحلن (2) العيون. ومثله:

(1) ع "يجذع".

(2)

ع "كحلنا".

851 -

من الطويل رواه ابن الشجري في مختارته في شعر الحطيئة ص 111 نسبه الجاحظ في الحيوان 6/ 40 لخالد بن الطيفان. ونسبه العيني 4/ 171 إلى الزبرقان بن بدر "الخصائص 2/ 431، الشريف المرتضى في الأمالي 2/ 259، 375"، يجدع: يقطع ثاب: رجع، الدثر، المال الكثير، وفي رواية "وفر وهي بمعنى الدثر".

852 -

من الوافر قاله الراعي النميري، ويزعم أبن بري أن صواب الرواية.

وهزة نسوة من حي صدق

يزججن الحواجب والعيونا

أنخن جمالهن بذات غسل

سراة اليوم يمهدن الكدونا

زججن الحواجب: دققنها وأطلنها.

الإنصاف 2/ 610، شرح التسهيل 1/ 109، 2/ 194، المغني 2/ 32، اللسان 1/ 406، 3/ 11 همع 1/ 222، العيني 3/ 91، 4/ 173، 392، الدرر 1/ 191.

ص: 1265

(853)

- فعلا فروع الأيقهان (1)، وأطفلت

بالجلهتين ظباؤها ونعامها.

[أي: وباضت نعامها؛ لأن النعام تبيض ولا تطفل (2)].

ومثله:

(854)

- حديثا أضعناه كلانا فلن أرى

وأنت نجيا آخر الدهر أجمعا

فليس "أنت" معطوفا على مرفوع "أرى"، بل هو مرفوع بفعل مضمر؛ لأن ذا همزة المتكلم لا يعمل في غير ضميره.

وقد يحذف المتبوع في هذا الباب، ويترك التابع دليلا عليه، كقولك: لمن قال: أضربت زيدا؟ : "نعم، وعمرًا".

تريد: ضربت زيدا وعمرا.

(1) هـ "الغانيات".

(2)

سقط ما بين القوسين من ع، هـ والأصل.

853 -

من الكامل من معلقة لبيد بن ربيعة العامري "الديوان 164".

الأيهقان: جرجير البر.

أطفلت: ولدت فصار معها أطفالها.

الجلهتان: جانبا الوادي.

854 -

من قصيدة من الطويل لأبي الأسود الدؤلي "الديوان 116 - الخزانة 1/ 257".

ص: 1266

وكقول بعض العرب: "وبك (1) وأهلا وسهلًا" لمن قال مرحبا وأهلا بك" (2).

والتقدير: وبك مرحبا وأهلًا، فحذف "مرحبا"، وعطف عليه "أهلا وسهلا".

ومن ذلك -والله أعلم- قوله تعالى: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} (3) أي: لو ملكه، ولو (4) افتدى به.

ومثله: "ولتصنع على عيني"(5). [أي: لترحم ولتصنع على عيني (6)].

[ومن (7) حذف ما عطف عليه بالفاء قوله تعالى: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (8).

وقوله تعالى: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} (9).

(1) ع، ك، هـ سقطت الواو.

(2)

هـ والأصل سقط "بك".

(3)

من الآية رقم "91" من سورة "آل عمران".

(4)

ع، ك سقط "لو".

(5)

من الآية رقم "41" من سورة "طه".

(6)

هـ سقط ما بين القوسين.

(7)

بداية سقط من الأصل.

(8)

من الآية رقم "60" من سورة "البقرة".

(9)

من الآية رقم "63" من سورة "الشعراء".

ص: 1267

[(1) أي: فضرب فانفجرت

فضرب فانفلق (2)].

وقال الزمخشري في قوله تعالى: {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} (3).

المعنى: ألم يأتكم (4)، فلم تكن آياتي (5) تتلى عليكم (6). فحذف المعطوف عليه.

وإلى هذا وأمثاله أشرت بقولي:

وقد يسوغ حذف متبوع هنا .... . . . . . . . . . .

ثم بينت بقولي:

ومتبع بالواو قد يقدم: .... . . . . . . . . . .

أن المعطوف بالواو قد يقع قبل المعطوف عليه إن لم يخرجه التقديم إلى التصدر، أو إلى مباشرة عام لا يتصرف، أو تقدم عليه.

(1) بداية سقط هـ.

(2)

نهاية سقط هـ والأصل.

(3)

من الآية رقم "31" من سورة "الجاثية".

(4)

ع، ك "يأتكم".

(5)

ع، ك سقط "آياتي".

(6)

قال الزمخشري في الكشاف 3/ 513.

{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} .

جواب أما محذوف تقديره: وأما الذين كفروا فيقال لهم: أفلم تكن آياتي تتلى عليكم والمعنى: ألم يأتكم رسلي، فلم تكن آياتي تتلى عليكم، فحذف المعطوف عليه".

ص: 1268

فذلك قلت:

. . . . . . . . . . .

موسطا إن يلتزم ما يلزم

فلا يجوز: "وعمرو زيد قائمان" لتصدر المعطوف، وفوات توسطيه، ولا "ما أحسن وعمرو زيدا"، ولا "ما وعمرا أحسن زيدا"، لعدم تصف العامل.

ومثال التقديم الجائز قول ذي الرمة:

(855)

- كأنا على أولاد أحقب لاحها

ورمي السفا أنفاسها بسهام

(856)

- جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت

بها يوم ذباب السبيب صيام

أراد (1): لاحها جنوب، ورمي السفا.

ومثله قول الآخر:

(1) هـ "أناد".

855 -

856 - من الطويل قالهما ذو الرمة "الديوان 610".

أولاد أحقب: حمير وحش في حقويها بياض.

لاحها: أضمرها وغيرها.

السفا: شوك البهمى.

أنفاسها: أنوفها.

السهام: ريح حارة.

دوت: يبست التناهي: موضع ينتهي إليه الماء.

السبيب: الذنب، الصيام: القائمة.

ص: 1269

(857)

- وأنت الغريم (1) لا أظن (2) قضاءه

ولا العنزي القارظ الدهر جائيا

أراد: لا أظن قضاءه جائيا هو ولا العنزي.

ثم نبهت على عطف الفعل بقولي:

وعطفوا فعلا على فعل كـ"من

يجمع ويمنع فهو غير مؤتمن"

ثم نبهت (3) على أن الفعلين المعطوف أحدهما على الآخر لا يكونان إلا متفقين في الزمان.

فلا يعطف ماض على مستقبل، ولا مستقبل على ماض.

فإن اختلفا في اللفط دون الزمان جاز (4) كقوله تعالى: [{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} (5).

(1) ع ك، هـ "غريم".

(2)

هكذا في ع، ك، هـ وفي الأصل "لا أريد"، وهو ما لا يتفق مع كلام المصنف حين عقب على البيت.

(3)

ع- سقط "نبهت".

(4)

ع، ك سقط "جاز".

(5)

من الآية رقم "98" من سوردة "هود".

857 -

من الطويل من شواهد الأشموني 3/ 119.

العنزي: رجل من عنيزة خرج يبتغي القرظ فلم يعد فضرب به المثل.

ص: 1270

وكقوله تعالى] (1): {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} (2).

وكقول الشاعر:

(858)

- ولقد أمر على اللئيم يسبني

فمضيت ثمت؟ قلت: لا (3) يعنيني

ثم نبهت على أن الفعل قد يعطف على الاسم المشابه للفعل، وأن (4) الاسم المشابه للفعل قد يعطف على الفعل.

فمثال الأول قوله تعالى (5): {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} (6).

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل.

(2)

من الآية رقم "10" من سورة "الفرقان" -ينظر معاني القرآن للفراء 2/ 279 في هذه الآية. والمحتسب 2/ 118.

(3)

ع "ما يعنيني".

(4)

في الأصل "فإن".

(5)

من الآية رقم "18". من سورة "الحديد".

(6)

ع، ك سقط "الله قرضا حسنا".

858 -

هذا بيت من الكامل أول بيتين لرجل من بني سلول وثانيهما:

غضبان ممتلئا على إهابه

إني وحقك سخطه يرضيني

وهو من شواهد سيبويه الخمسين 1/ 416، الخصائص 3/ 330، الخزانة 1/ 173، 528، 2/ 161، المغني 1/ 102 العيني 4/ 58، التصريح 2/ 111، همع 1/ 9، 2/ 140، الدرر 1/ 4، 2/ 192.

ص: 1271

وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} (1).

وقوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} (2).

ومثال الثاني قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} (3).

وقول الراجز:

(859)

- يا رب بيضاء من العواهج

(860)

- أم صبي قد حبا أو دارج

وكذا قول الآخر:

(861)

- بات يعشيها بعضب باتر

(862)

- يقصد في أسواقها (4) وجائر

(1) من الآية رقم "19" من سورة "الملك".

(2)

الآيتان رقم "3، 4" من سورة "العاديات".

(3)

من الآية رقم "95" من سورة "الأنعام".

(4)

ك هـ "أسواقها" ع"سواقها".

859 -

860 - رجز أنشده المبرد، ولم يعزه هو ولا غيره "أمالي الشجري 2/ 167، العيني 4/ 173، اللسان "عهج" التصريح 1/ 142، 2/ 152، الأشموني "3/ 20".

العواهج: جمع عوهج وهي المرأة الطويلة العنق، وأراد بها هنا التامة الخلقة، حبا: زحف. دارج: قارب بين خطاه لكون طفلا لم يستحكم قوته.

861 -

862 - من الرجز المسدس أنشده أبو علي في الإيضاح ولم يعزه لقائل "الخزانة 2/ 345، أمالي الشجري 2/ 167، العيني 4/ 174".

العضب: السيف: باتر: قاطع: يقصد: من القصد ضد الجور.

ص: 1272

فعطف "دارجا" على "قد صبا". و"جائزا" على "يقصد"؛ لأن "دارجا" بمعنى: درج و"جائرا"(1) بمعنى: يجور.

(1) ع "وجائر".

ص: 1273