المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب إعراب الفعل: - شرح الكافية الشافية - جـ ٣

[ابن مالك]

الفصل: ‌باب إعراب الفعل:

‌باب إعراب الفعل:

"ص"

تجرد من جازم وناصب

رافع فعل كـ"أجل صاحبي"

وهو إذا لم يل علما ينتصب

بـ"أن" كـ"خفت أن أضيع ما يجب"

والرفع بعد ظن استجز على

تخفيف "أن" عارية أو قبل "لا

[أو حرف تنفيس ويغني "لم" و"لن"

عن "لا" بإثر "أن" خفيفا بعد ضن

وما لظن استجيز ملتزم

من بعد علم بخلوص اتسم

ص: 1513

وأول العلم برأي فنصب

من بعده الفعل بـ"أن" بعض (1) العرب]

وشذ رفع بعد "أن" حيث استحق

نصب بها فاعرف شذوذه وثق

وبعد "ما لنا" رأي أبو الحسن

نصبا بـ"أن مزيدة رأيا وهن

بل جعل "أن" موصولة قد أمكنا

و"ما لنا" أول بـ"ما منعنا"

وبعد "لما" زيد "أن" وقبل "لو"

وبعد كاف نادرا بها أتوا

ومثل "أي" يأتي بها من فسرا

نحو: "أشرت لأخي أن اصبرا"

ووضعها من بعد جملة تفي

بالقول في معناه لا في الأحرف (2)

(1) سقط كما بين القوسين، وهو ثلاثة أبيات من س وش، ط وع وك وجاء في مكانها بيت واحد وهو:

واحتم لعلم ما لظن جاز إن

يخلص ولم يكن شذوذه زكن

وسيأتي اعتماد المصنف على هذا البيت في الشرح في النسختين ع، ك، كما اعتمد على شرح هذه الأبيات في الأصل، وقد نبهت على هذا في موضعه.

(2)

ط "بالأحرف".

ص: 1514

وإن تلا مضارع هذي رفع

وجزمه من بعد "لا" لن "يمتنع"(1)

في قصد نهي وانصب أن تقصد بـ"لا"

نفيا، و"أن" موصولة فتعدلا

والنصب أوجب مطلقا بـ"كي" و"لن"

وبهما استقبالا اخصص وبـ"أن"

ومن رأى النفي بـ"لن" مؤبدا (2)

فقوله اردد، وخلافه اعضدا

وأضمرت "أن" بعد "كي" إن رادفت

لاما وأن في الاضطرار صاحبت

و"كيف""كي" صارت لدى بعض العرب

والفعل بعدها ارتفاعه وجب

ونصبوا بـ"إذن" المستقبلا

إن صدرت والفعل بعد موصلا

أو قبله اليمين من بعد "إذن"

نحو: "إذن والله أنقي الدرن"

وإن تلاها بعد حرف العطف

فارفع وإن تنصب يجز بضعف (3)

(1) الأصل "من بعد لكن يمتنع".

(2)

ط "مؤيدا".

(3)

سقط هذا البيت من س.

ص: 1515

كذا إذ تتلو (1)"إذن" ذا خبر

كقولهم في رجز مشتهر:

"لا تتركني فيهم شطيرا

إني إذن أهلك أو أطيرا

ومع (2) شروط النصب من بعد "إذن"

يقل رفع مثله من بعد "أن"

وبين "لا" ولام جر التزم

إظهار "أن" ناصبة، وإن عدم

"لا" فـ"أن" الفعل بها أنصب مظهرا

أو مضمرا كـ"اعصي الهوى لتظفرا"

وبعد نفي "كان" في المشي لا

تظهر "أن" كـ"لم أكن لأغفلا"

كذاك بعد "أو" إذ يصح في

موضعها "إلى"(3) أو "إلا" أن" خفي

وبعد "حتى" هكذا (4) إضمار "أن".

ختم (5) كـ"جد حتى تستر ذا حزن"

(1) ع "يتلو".

(2)

ع "ومن شروط".

(3)

ط، ع، ك "حتى" في مكان "إلى".

(4)

ط "كذا".

(5)

ع ك "حتما".

ص: 1516

وهي لغاية، وللتعليل قد

تأتي كـ"جد حتى تغيظ ذا الحسد"

وإن تلاها الفعل حالا رفعا

وقد يباح رفع ما قد وقعا

مؤولا بالحال، وهو ينتصب

إذا للاستقبال تقديرا نسب

وبعد فا جواب نفي أو طلب

بـ"أن" -وحتم سترها- الفعل انتصب

والواو كالفا إن تفد مفهوم مع

وقبلها طلب، أو نفي نصع (1)

وقد يجي نصب الجواب بعد فا

مع فعل استفهم عنه حذفا

وقد يجيء النصب بعد الفاء من

بعد كلام واجب بها قرن

وبعد غير النفي جزما اعتمد

إن تسقط ألفا والجزاء قد قصد

وشرط جزم بعد نهي أن تضع

"إن" قبل "لا" دون تخالف يقع

وجائز جزم جواب الأمر إن

كان بغير فعل أمر يقترن

(1) ط "نضع".

ص: 1517

ولا يجوز نصبه بعد ألفا

إذا لأمر (1) غير فعل يلفى

وجائز عند الكسائي نحو: "لا

تضِم تضَم" ونحو: "صه فتفضلا"

وينصب الجواب ذا ألفا بعد ما

للأمر معنى دون لفظ انتمى

والفعل بعد الفاء في الرجا نصب

كنصب (2) ما إلى التمني ينتسب

وحمل تقليل وتشبيه على

نفي رأى قوم نحاة فضلا

وبعد "إنما" وقول كملا

قد ينصب الفعل الذي فاء تلا

والنصب بعد الفاء إثر "غير" إن

أفاد نفيا عند بعضهم قمن

والجزم والرفع رووا في تلو "لا"

إن كان ما قبل به معللا

والفعل إن يعطف على اسم ينتصب

بـ"أن" وإن تظهر وإن تضمر تصب

وشذ حذف "أن" ونصب في سوى

ما مر فاقبل منه ما عدل روى

(1) في الأصل "أو للأمر".

(2)

ط "كمنصب".

ص: 1518

"ش" تقدم في باب الإعراب أن المعرب من الأفعال هو المضارع الذي لم يباشر نون توكيد، ولا نون إناث (1).

فأغنى ذلك عن تقييد الفعل المعرب هنا، فلهذا لم أبال بالإطلاق في قولي:

. . . . . . . . . . .

رافع فعل. . . . . . . . . . .

وفي قولي:

وهو إذا لم يل علما ينتصب

بـ"أن". . . . . . . . . . .

وينبغي أن يعلم أن رافع الفعل معنى، وهو:

إما وقوعه موقع الاسم، وهو قول البصريين.

وإما تجرده من الجازم والناصب. وهو قول حذاق الكوفيين.

وبه أقول، لسلامته من النقض.

بخلاف الأول فإنه ينتقض بنحو، "هلا تفعل" و"جعلت أفعل" و"مالك لا تفعل" و"رأيت الذي يفعل"(2).

فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع مع أن الاسم لا يقع (3) فيها.

(1) ع "أناس".

(2)

الأصل "تفعل".

(3)

ع "تقع".

ص: 1519

فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع الاسم، ولكان في هذه المواضع مرفوعا بلا رافع.

فبطل (1) القول بأن رافعه وقوعه موقع الاسم، وصح القول بأن رافعه التجرد من الجازم والناصب.

وأما عمل النصب فيه فبـ"أن" و"لن" و"كي"، "إذن".

و"أن" هي أقواها، ولذلك تنصب ظاهرة ومقدرة.

واختصت بذلك؛ لأنها شبيهة لفظا وتأولا بأحد عوامل الأسماء وهي "أن". ولمزيتها قدمت في الذكر.

ووليتها "كي"؛ لأنها مصدرية مثلها وشبية (2) بها لفظا؛ لأن كل واحدة منهما على حرفين: أولها مفتوح، وثانيهما ساكن.

وكذلك "لن" فلذلك قرنت بـ"كي" وساوتها في ملازمة الإعمال، والاختصاص بالأفعال المستقبلة فقوي شببها بـ"أن".

بخلاف "إذن" فإن لها شبها بها ومباينة لها.

فأما شبهها؛ فلأن الفعل يحدث فيه بـ"أن" أمران، وبـ"إذن" أمران:

فالأمر الحادثان [بـ"أن":

كونه بها في تأويل مصدر.

(1) ع ك "فيبطل".

(2)

ع "ومشبهه".

ص: 1520

وكونه بها غير محتمل للحال.

والأمران الحادثان (1)] بـ"إذن":

كونه بها جوابا وجزاء.

وكونه بها مرجح الاستقبال على الحال، وكان أمره دون "إذن" بالعكس.

وأما مباينتها لها:

فبعدم اختصاصها بالأفعال، إذ قد يليها اسم (2) كقوله تعالى:{وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} (3).

[و -أيضا- قوله تعالى: (4) {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُم} (5)].

وبعدم اختصاصها بالمستقبل إذ قد يليها الحال كقولك لمن قال: أحبك: "إذن أصدقك".

فلشبهها بـ"أن" من وجه، ومباينتها من وجه افتقرت في إعمالها إلى ما يقويها من تصدير، وغيره على ما نبين (6) -إن شاء الله تعالى:

(1) ع سقط ما بين القوسين.

(2)

ع، ك "يليها الاسم".

(3)

من الآية رقم "20" من سورة الكهف.

(4)

من الآية رقم "140" من سورة "النساء".

(5)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

(6)

ع ك "على ما يتبين".

ص: 1521

ومع هذا فقد عرض لـ"أن" لكون لفظها مشتركا حاجة إلى ما يميزها من مشاركاتها وهي: "أن المخففة من "أن"، و"أن" الزائدة، و"أن" المفسرة.

لكن المخففة تمتاز بأنها لا تقع غالبا (1) إلا بعد علم أو ما هو في حكم العلم.

والزائدة تمتاز بأنها لا تقع إلا في موضع غير صالح (2) لغيرها كقوله -تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} (3).

وكذا المفسرة تمتاز بأنها لا تقع إلا بعد ما فيه معنى القول دون حروفه نحو قوله -تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} (4).

وقد أخرجت المخففة بقولي قاصدا للفعل المعرب:

وهو إذ لم يل علما ينتصب

بـ"أن". . . . . . . . . . .

فعلم أن الواقع قبلها علم غير ناصبة.

وأخرجت الزائدة المفسرة بقولي ممثلا للناصبة:

. . . . . . . . . . .

كـ"خفت أن أضيع"(5)

(1) سقط من الأصل "غالبا".

(2)

الأصل "وغير صالح".

(3)

من الآية رقم "96" من سورة "يوسف".

(4)

من الآية رقم "37" من سورة "هود".

(5)

ع "يضيع".

ص: 1522

فإنه في (1) موضع لا (2) يصلح لهما ولا للمخففة.

فكأني قلت: الناصبة للفعل: هي الواقعة في موضع لا يصلح (3) لغيرها، كموضع "أن" في هذا المثال، ويتحرر (4) موضعها بما يذكر (5) بعد ذلك؛ لأن غرض المتكلم إنما يتبين بآخر كلامه.

وبينت بقولي:

والرفع بعد ظن استجز .... . . . . . . . . . .

أن أفعال الظن قد تحمل على أفعال العلم فتقع بعدها "أن" المخففة من "أن".

ونبهت على قلة ذلك بقولي:

. . . . . . . . . . . استجز. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

ومن أجل قلته اتفق على النصب في قوله -تعالى:

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا} (6).

واختلف في: "وحسبوا ألا تكون (7) فتنة"(8).

فقرأ برفع "تكون" أبو عمرو وحمزة والكسائي.

(1) سقط من الأصل "في".

(2)

سقط من لأصل "لا".

(3)

ع سقط "لا يصلح".

(4)

الأصل "ويتحدر".

(5)

ع "موضعها فأين بما بعد".

(6)

من اللآية رقم "2" من سورة العنكبوت".

(7)

ع "يكون".

(8)

من الآية رقم "71" من سورة "المائدة".

ص: 1523

وقرأ الباقون بنصبه.

[ونبهت على أن الرفع بعدد "أن" لكونها مخففة من "أن"، وأنها حينئذ عارية من "لا" نحو (1):

أن تهبطين. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

بعد:

إني زعيم يا نويـ

ـقة. . . . . . . . . . .

أو مقرونة بـ"لا" نحو: {َحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} .

وكون مباشرتها الفعل ضعيفا بالنسبة إلى عدم مباشرتها مبين في باب "إن وأخواتها".

وكذلك تبين ما يفصلها من حرف تنفيس وغيره.

فأغنى ذكر ذلك عن إعادته هنا.

وأشرت بقولي (2):

واحتم (3) لعلم ما لظن جاز: .... . . . . . . . . . .

إلى أن الفعل الذي يلي علما رفعه واجب؛ لأن "أن"

(1) سيأتي توضيح المنصف لهذا الشاهد.

(2)

سقط هذا البيت من الأصل، وقد سبق التنبيه على ذلك أول الباب، ولذلك سقط هذا الشرح من الأصل أيضا.

(3)

ع "واختم".

ص: 1524

الناصبة لا تقع (1) بعده إلا في نادر من القول.

وإنما تقع (2) بعده "أن" المخففة مفصولة من الفعل الذي بعدها -غالبا- نحو [قوله تعالى]: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} (3) و {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} (4).

وغير مفصول قليل كقول الشاعر:

(996)

- علموا أن يؤملون فجادوا

قبل أن يسألوا بأعظم سؤال

وقيدت العلم بالخلوص احتراز من إجازة سيبويه: "ما علمت إلا أن تقوم" بالنصب.

قال (5): "لأنه كلام خرج مخرج الإشارة فجرى مجرى قولك: أشير عليك أن تقوم".

ثم أشرت إلى أن وقوع الناصبة بعد علم خالص قد شذ في قرءاة بعض القراء (6): {أفلا يرون ألا يرجع إليهم} (7) - بالنصب.

(1)، (2)"يقع" -في الموضعين.

(3)

من الآية رقم "20" من سورة "المزمل".

(4)

من الآية رقم "89" من سورة طه.

(5)

الكتاب 1/ 482.

(6)

هو أبو حيوة "مختصر من شواذ القرآن لابن خالويه ص 170".

(7)

من الآية رقم "89" من سورة "طه".

996 -

سبق الاستشهاد بهذا البيت في باب "إن" وأخواتها.

ص: 1525

وفي قول الشاعر:

(997)

- نرضى عن الله أن الناس قد علموا

ألا يدانينا من خلقه بشر (1)]

ثم أشرت إلى أن من العرب من يجيز الرفع بعد "أن" الناصبة السالمة من سبق (2) علم أو ظن.

والإشارة بذلك إلى مثل قول الشاعر:

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل وجاء في مكانه:

"ونبهت على أن المخففة لا تباشر الفعل المضارع، بل لا بد من فصلها بـ"لا" أو "لن" أو"لم" أو حرف تنفيس.

وقد مضى الكلام على ذلك.

وأشرت بقولي:

وما لظن استجيز ملتزم

من بعد علم. . . . . . . . . . .

إلى أنه لا يكون "أن" بعد "علم" وما في معناها، وما تصرف منها إلا مخففة من "أن"، ومفتقرة إلى الفصل المذكور كقوله -تعالى:{عَلِمَ أَنْ سَيَكُون} و {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} .

وقيدت العلم بالخلوص احترازا من نحو "ما أعلم ألا تفعل" -بالنصب- بمعنى: ما الرأي إلا أن تفعل -حكاه سيبويه.

ثم زدت ذلك بيانا بالبيت الذي بعده".

هذا ما ذكره المصنف شرحا للثلاثة الأبيات التي انفردت بها نسخة الأصل، ولذا اعمتدت ما جاء في خلاف الأصل.

(2)

ع "من عائق سبق".

997 -

من البسيط قاله جرير بن عطية الخطفي "الديوان ص 261"، والرواية فيه

. . . . . . . . . . .

ألا يفاخرنا من خلقه بشر

ص: 1526

(998)

- أن تقرآن على أسماء ويحكما

مني السلام وألا تشعرا أحدا

فـ"أن" الأولى والثانية مصدريتان، وقد أعلت إحداهما، وأهملت الأخرى تشبيها بـ"ما" المصدرية.

ومن إهمالها قول الآخر:

(999)

- إذا مت فادفني إلى جنب كرمة

تروي عظامي في الممات عروقها

(1000)

- ولا تدفنني في الفلاة فإنني

أخاف إذا ما مت ألا أذوقها

ومنه قراءة بعضهم (1): "لمن أراد أن يُتمُّ الرضاعة".

(1) هو مجاهد "المختصر لابن خالويه ص 14".

998 -

هذا ثالث أبيات ثلاثة من البسيط قلما يخلوا منها كتاب من كتب النحو لم يعزها أحد إلى قائل، قال ابن جني:

قرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قول الشاعر:

يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما

وحيثما كنتما لاقيتما رشدا

أن تحملا حاجة لي خف محملها

وتصنعا نعمة عندي بها ويدا

أن تقرآن. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

"مجالس ثعلب 290، الإنصاف 563، الخزانة 3/ 559، شرح المفصل 7/ 15، 8/ 413، العيني 4/ 380".

999 -

1000 من الطويل قالها أبو محجن الثقفي، والضمير يعود في "أذوقها" إلى الخمر "ديوان أبي محجن 8".

ص: 1527

- بالرفع (1).

وأما ما أنشده الفراء من قول الشاعر:

(1001)

- إني زعيم يا نويـ

ـقة إن نجوت من الرزاح

(1002)

- وأمنت من غرض المنو

ن من الغدو إلى الرواح

(1003)

- أن تهبطين بلاد قو

م يرتعون من الطلاح

فـ"أن" فيه مخففة من "أن"؛ لأن قبلها "إني زعيم" وهذا مقارب ل" [إني] عليم" في المعنى.

لكن فيه شذوذ من قبل عدم الفصل.

ثم أشرت إلى أن أبا الحسن يرى زيادة "أن" في قوله تعالى: {وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (2).

واعتذر عن النصب بها مع زيادتها بأن الزائد قد عمل في مثل (3): "ما جاء من أحد".

قلت: ما ذهب إليه أبو الحسن رحمه الله ضعيف؛ لأن "من"(4) الزائدة مثل غير الزائدة لفظا واختصاصا فجاز أن تعمل.

(1) من الآية رقم "233" من سورة "البقرة".

(2)

من الآية "246" من سورة "البقرة".

(3)

ع، ك سقط "في".

(4)

ع سقط "من".

1001 -

1003 - سبق الاستشهاد بهذه الأبيات في باب "إن وأخواتها" من مجزوء الكامل أنشدها الفراء عن القاسم بن معن قاضي الكوفة.

ص: 1528

بخلاف "أن" الزائدة فإنها تشبه غير الزائدة لفظا لا اختصاصا؛ لأنها قد يليها الاسم كقول الشاعر (1):

(1004)

-. . . . . . . . . . .

كأن ظبية تعطو إلى ناضر السلم (2)

على رواية من جر "ظبية" بالكاف، فـ"أن" حينئذ زائدة، وقد وليها اسم فثبت عدم اختصاصها بالأفعال، فلا يصح إعمالها.

وأما "أن" في قوله تعالى: {أَلَّا نُقَاتِلَ} فمصدرية دخلت بعد "ما لنا" لتضمنه معنى: "ما منعنا".

ثم بينت أن اطراد زيادة "أن": بعد "لما" المقابلة لـ"لو" كقوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} (3).

وأنها قد تزاد قبل (4)"لو" في القسم كقول الشاعر:

(1005)

- فأقسم أن لو التقينا وأنتم

لكان لكم يوم من الشر مظلم

(1) ع، "كقولك".

(2)

ع، ك "إلى ناضر".

(3)

من الآية رقم "96" من سورة "يوسف".

(4)

سقط من الأصل "قبل".

1004 -

هذا عجز بيت من الطويل وصدره.

فيوما توافينا بوجه مقسم .... . . . . . . . . . .

وقد سبق الاستشهاد به في باب "إن وأخواتها".

1005 -

من الطويل من أبيات ذكرها السيوطي في شرح شواهد المغني ص 40، ونسبها إلى المسيب بن علس، ونسبة أيضا إلى المسيب، ابن يعيش في شرح المفصل 9/ 94، وصاحب الخزانة 4/ 224. إن كان الشاهد لم ينسب في كتاب سيبويه 1/ 455.

ص: 1529

وأن زيادتها شذت بين كاف الجر والمجرور بها في قول الشاعر:

. . . . . . . . . . .

كأن ظبية تعطو إلى ناضر (1) السلم

ثم بينت أن "أن" تكون حرف تفسير كـ"أي" وأن (2)

علامتها أن تكون قبلها جملة فيها معنى القول دون حروفه كقولي:

. . . . . . . . . . .

... أشرت لأخي أن اصبرا

فلو كان الذي قبلها غير جملة حكم عليها بأنها مصدرية لا مفسرة نحو: "إشارتي إليه أن اصبر".

فـ"أن" هنا (3) مصدرية لعدم تمام ما قبلها، ويجوز كونها بعد التمام مصدرية.

وإذا وقع بعد "أن" المفسرة مضارع رفع نحو قولك: "أشرت إليه (4) أن يفعل" -بالرفع- على معنى "أي".

ويجوز النصب على كون "أن" مصدرية.

فلو كان مع الفعل "لا" جاز رفعه على النفي ومعنى "أي".

وجزمه على النهي ومعنى "أي".

ونصبه على النفي وكون "أن" مصدرية.

(1) ع، ك "ناضر السلم".

(2)

ع، ك سقط "وأن".

(3)

في الأصل "قلنا" في مكان "هنا".

(4)

ع، ك "أشرت له".

ص: 1530

وقد نبهت على الأوجه الثلاثة في النظم (1).

ثم بينت أن "كي" و"لن" ينصب بهما المضارع بلا شرط، وأنهما و"أن" بهن يتخلص الفعل المنصوب إلى الاستقبال (2).

[ثم أشرت إلى ضعف قول من رأى تأبيد النفي بـ"لن"، وهو الزمخشري في "أنموذجه"(3).

وحامله على ذلك اعتقاده أن الله -تعالى- لا يرى.

وهو اعتقاد باطل بصحة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني ثبوت الرؤية.

جعلنا الله من أهلها، وأعاذنا من عدم الإيمان بها (4)].

ثم بينت أن "كي" على ضربين:

أحدهما: كونها حرفا مصدريا بمعنى "أن" ومساوية لها في الاستقلال بالعمل.

والثاني: كونها حرف تعليل بمعنى اللام، والنصب بعدها حينئذ بـ"أن" مضمرة غير جائزة الإظهار.

(1) يشير إلى قوله في النظم:

وإن تلا مضارع هذي رفع

وجزمه من بعد "لا" لن يمتنع

في قصد نهي وانصب أن تقصد بلا

نفيا، و"أن" موصلة فتعدلا

(2)

ع وك و"أنهما و"أن" الفعل المنصوب بهن يتخلص للاستقبال".

(3)

ينظر متن الأنموذج للزمخشري ص 7.

(4)

سقط ما بين القوسين من الأصل.

ص: 1531

والذي أحوج إلى القول بذلك قول العرب في السؤال عن العلة "كيمه"؟ كما يقولون (1): لمه؟

فسووا بينهما وبين اللام في المعنى والاستعمال.

وقال أبو الحسن في قول الشاعر:

(1006)

- إذا أنت لم تنفع فضر فإنما

يرجى (2) الفتى كيما يضر وينفع

"جعل "ما" اسما، و"يضر" و"ينفع" (3) من صلته، وأوقع عليه "كي" بمنزلة اللام".

فثبت بذل أنها حرف مرادف للام.

وثبت بدخول اللام عليها في ونحو قوله -تعالى: (4){لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} (5) أنا مصدرية؛ لأن حرف الجر لا يدخل على حرف إلا أن يكون مصدريا.

فلزم من ذلك جعل "كي" على ضربين:

(1) في الأصل "كما تقولون".

(2)

ع، ك "يراد".

(3)

ع، ك "وينفع ويضر".

(4)

من الآية رقم "37" من سورة "الأحزاب".

(5)

ع، ك سقط "في أزواج أدعيائهم".

1006 -

سبق الحديث عن هذا الشاهد في "باب حروف الجر".

ص: 1532

فالمقترنة باللام مصدرية.

والداخلة على "ما" في قولهم: "كيمه"؟ جاره بوكذا الذي في قوله:

. . . . . . . . . . .

كيما يضر، وينفع (1)]

والداخلة على الفعل مجردة من اللام محتملة للأمرين، ولا تظهر "أن" بعدها إلا في الضرورة كقول الشاعر:

(1007)

- فقالت أكل الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغر، وتخدعا

والأظهر في "كي"(2) هذه أن تكون بمعنى اللام.

وأما قول الآخر:

(1008)

- أردت لكيما أن تطير بقربتي

فتتركها شنا ببيداء بلقع

(1) سقط ما بين القوسين من الأصل.

(2)

ع، ك سقط "كي".

1007 -

من الطويل من قصيدة لجميل بن معمر، والرواية في الديوان ص 79.

. . . . . . . . . . .

لسانك هذا كي تغر وخدعا

وقد نسب الشاهد للزمخشري إلى حسان بن ثابت، وليس في ديوانه.

1008 -

من الطويل قال العيني 5/ 405 لم أقف على اسم قائله

الشن: القربة البالية بلقع: مقفرة.

"الانصاف 580، شرح ابن يعيش 7/ 19، 9/ 16، الخزانة 3/ 585".

ص: 1533

فيحتمل أن تكون (1)"كي" فيه بمعنى "أن"، وشذ اجتماعهما، على سبيل التوكيد.

ويحتمل أن تكون جارة، وشذ اجتماعها مع اللام كما اجمتع اللامان (2) في قوله:

(1009)

-. . . . . . . . . . .

ولا للما بهم أبدا دواء

وإن ولي "كي" اسم، أو فعل ماض، أو مضارع مرفوع، علم أن أصلها:"كيف" حذفت فاؤها، ومنه قول الشاعر:

(1010)

- كي تجنحون إلى السلم وما ثئرت

قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم؟

وزعم أبو علي أن أصل "كما" في قول الشاعر:

(1) الأصل "يكون".

(2)

ع، ك سقط "اللامان".

1009 -

عجز بيت من الوافر وصدره:

فلا والله لا يلفى لما بي .... . . . . . . . . . .

وسبق الحديث عنه في باب التوكيد.

1010 -

من البسيط لم يعرف قائله، وهو من شواهد العيني 4/ 378.

كي: أصلها كيف، تجنحون: تميلون، ثئرت: بالبناء للمجهول قتل قاتلها، لظى الهيجاء، نار الحرب: تضطرم: تشتغل وتلتهب.

ص: 1534

(1011)

- وطرفك إما جئتنا فاصرفنه

كما يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

(1)

"كيما".

فحذف الياء، ونصب بها كما كان ينصب لو لم ينلها حذف.

ثم بينت أن "إذن" تنصب (2) المضارع المراد استقباله، لا المراد به الحال.

لأن المراد به الحال لا بد من رفعه بعدها نحو قولك لمن قال أحبك: "إذن أصدقك".

ولا تنصبه وهو مستقبل إلا إذا صدرت الجملة بها، أو كانت في حكم المصدر بها.

واتصل بها الفعل، أو توسط (3) بينهما يمين نحو قولك لمن قال أزورك:"إذن أكرمك" و"إذن والله أكرمك".

(1) زادت كل النسخ في هذا الموضع كلمة "أي"، فأصبحت العبارة "أي كيما" ولا موضع لأي هنا.

(2)

ع ك "ينصب".

(3)

ع، ك "أو فصل" في مكان "أو توسط".

1011 -

ومن الطويل سبق الاستشهاد به في "باب حروف الجر".

الطرف: تحريك الجفون في النظر: اصرفنه، أبعدنه، من الصرف وهو رد الشيء عن وجهه.

ص: 1535

فالقسم لا يعد هنا حاجزا (1)، كما لم يعد حاجزا بين المضاف والمضاف إليه كقول بعض العرب:"هذا غلام -والله زيد".

فأضاف الغلام إلى "زيد"، ولم يعتد بوقوع القسم بينهما.

حكى ذلك الكسائي:

وحكى الكسائي -أيضا- "اشتريته بو الله ألف درهم".

ذكره ابن كيسان.

وسمع أبو عبيدة من يقول: "إن الشاة لتجتر فتسمع صوت -والله- ربها"(2).

واغتفر ذلك في "إذن"؛ لأنها غير ممتزجة بما تعمل فيه امتزاج غيرها.

فلو توسطت "إذن" بين ذي خبر وخبر، وأبين ذي جواب وجواب، ألغيت.

ولو قدم عليها حرف عطف جاز إلغاؤها، وإعمالها، وإلغاؤها أجود، وهي لغة القرآن (3)، التي قرأ بها السبعة في قوله

(1) ع، ك "فاصلا" في مكان "حاجزا".

(2)

الأصل "فتسمع والله صوتا ربها"، وليس في العبارة شاهد حينئذ واجترار الشاة: إخراجها ما في بطنها لتمضغه ثم تبلعه.

(3)

ع "القراءة" في مكان "القرآن".

ص: 1536

-تعالى: {وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} (1).

وفي بعض الشواذ: "لا يلبثوا" -بالنصب (2).

وشذ -أيضًا- النصب بـ"إذن" بين خبر وذي خبر (3) في قول الراجز:

(1012)

- لا تتركني فيهم شطيرا

(1013)

- إني إذن أهلك أو أطيرا

وحكى سيبويه (4) عن بعض العرب الفصحاء (5) إلغاء (6)"إذن" ما استيفاء شروط العمل.

وإلى هذا أشرت بقولي:

ومع شروط النصب من بعد "إذن".

يقل رفع مثله من بعد "أن"

(1) من الآية رقم "76" من سورة الإسراء.

(2)

هي قراءة أبي بن كعب "مختصر ابن خالويه ص 172".

(3)

ع، ك "بين ذي خبر وخبر".

(4)

الكتاب 1/ 412.

(5)

سقط من الأصل "الفصحاء".

(6)

ع، ك "إهمال" في مكان "إلغاء".

1012 -

1013 - ينسب هذا الرجز لرؤبة، وليس في ديوانه وهو في الخزانة 3/ 574. والشطير: الغريب، وقال الأصمعي: البعيد.

أطير: أذهب بسرعة.

ص: 1537

أي: مثل ما يقل من بعد "أن"؛ لأنه قد تقدم التنبيه على أن "أن" قد تشبه بـ"ما" المصدرية فتلغى، وقد (1) ذكرت شواهد ذلك.

ثم أشرت إلى أن لـ"أن" مع لام الجر الداخلة (2) على الفعل المضارع ثلاثة أحوال:

حال إظهار دون إضمار.

وحال إضمار دون إظهار.

وحال إظهار وإضمار.

فحال الإظهار دون إضمار مع الفعل (3) المقرون بـ"لا" كقوله تعالى: {لِئَلَّا (4) يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (5).

وحال الإضمار دون إظهار (6) مع الفعل المسبوق بـ"كان" منفية كقوله -تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُم} (7).

وحال (8) الإظهار والإضمار: مع الفعل الواقع بخلاف

(1) ع، ك سقط "قد".

(2)

ع "الداخل" في مكان "الداخلة".

(3)

ع، ك سقط "الفعل".

(4)

الأصل "لكيلا".

(5)

من الآية رقم "29" من سورة "الحديد".

(6)

ع "الإظهار".

(7)

من الآية رقم "40" من سورة "العنكبوت".

(8)

ع، ك "ومثال" في مكان و"حال".

ص: 1538

ذلك كقولي: (1)

. . . . . . . . . . .

"اعص الهوى لتظفرا"

فلو أظهرت فقلت: "اعص الهوى؛ لأن تظفر" لجاز، وكذا لو وقع بعد نفي غير "كان" نحو:"ما وعظتك لتغضب، بل لترهب"(2).

ولو أظهرت "أن فقلت: "ما وعظتك لأن تغضب" لجاز.

بخلاف الواقعة بعد نفي "كان"، فإن إظهار "أن" بعدها غير جائز، وتسمى (3)"لام الجحود".

وإياها أردت بقولي:

وبعد نفي "كان" في المضي لا

يظهر "أن" كـ"لم أكن لأغفلا"

ثم أشرت إلى أن الفعل ينصب -أيضا- بـ"أن" واجبة الستر بعد "أو" التي تحسن (4) في موضعها "إلى"(5) أو"إلا" كقولك: "لأنتظرنه أو يقدم" و"لأقتلن الكافر أو يسلم".

(1) ع "كقوله".

(2)

الأصل "لتظفر" في مكان "لترهب".

(3)

ع ك "ويسمى".

(4)

ع ك "التي يحسن".

(5)

ع، ك "حتى" في مكان "إلى".

ص: 1539

أي: لأنتظرنه إلى أن يقدم (1) ولأقتلن الكافر إلا أن يسلم، ومن الآتية بمعنى "إلى" (2) قول الشاعر:

(1014)

- لأستهلن الصعب أو أدرك المنى

فما انقادت الآمال إلا لصابر

ومن الآتية بمعنى "إلا" قول الشاعر:

(1015)

- وكنت إذا غمزت قناة قوم

كسرت كعوبها أو تستقيما

ومثله (3) قول الآخر:

(1) ع، ك "لأنتظرنه حتى يقدم".

(2)

ع، ك "حتى" في مكان "إلى".

(3)

ع، ك "ومنه".

1014 -

من الطويل لم يعزه أحد إلى قائل، وهو من شواهد العيني 4/ 384.

1015 -

من الوافر، قائله زياد الأعجم من قصيدة يهجو فيها المغيرة بن حبناء، والقافية مرفوعة إلا أن سيبويه سمع البيت منصوب القافية، فأثبته كما سمعه 1/ 428، وتابعه المصنف، وفي إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي ص 70 أبيات من القصيدة التي منها الشاهد، وينظر "أمالي ابن الشجري 2/ 319، وابن يعيش 5/ 15، والعيني 4/ 385، واللسان "غمز"، وشرح شواهد المغني 74".

الغمز: العصر باليد، القناة: الرمح.

ص: 1540

(1016)

- لأجدلنك أو تملك فتيتي

بيدي صغار طارفا وتليدا

ويحتمل الوجهين قول امرئ القيس:

(1017)

- فقلت له: لا تبك عينك إنما

نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

وتقدير: "إلا" و"إلى"(1) في موضع "أو" تقدير لحظ فيه المعنى دون الإعراب.

والتقدير الإعرابي المرتب على اللفظ أن يقدر قبل "أو" مصدر، وبعدها (2)"أن" ناصبة للفعل، وهما في تأويل مصدر معطوف بـ"أو" على المقدر قبلها.

فتقدير: "لأنتظرنه أو يقدم"(3) ليكونن انتظار أو قدوم

(1) ع، ك "وحتى" في مكان "وإلى".

(2)

ع "وبعدها".

(3)

ع "أو تقدم".

1016 -

من الكامل لم يعزه أحد إلى قائل، وهو من شواهد سيبويه 1/ 427 "العيني 4/ 385".

لأجدلنك: من قولهم طعنه فجدله أي رماه على الأرض، صغار: ذلة وهوان، الطارف: المستحدث، التليد: القديم.

1017 -

من الطويل قاله امرؤ القيس الكندي "الديوان ص 66"، والضمير في له يعود إلى صاحبه "عمرو بن قميئة" في البيت السابق وهو:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه

وأيقن أنا لاحقان بقيصرا

ص: 1541

وتقدير: "لأقتلن الكافر أو يسلم": ليكونن قتله أو إسلامه (1)، وكذا (2) العمل في غيرهما.

ثم بينت أن "حتى" ينتصب بعدها -أيضا- بـ"أن" واجبة الإضمار.

والغالب كون ما بعدها في النصب غاية لما قبلها كقوله تعالى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (3).

وقد تكون للتعليل، وعلامتها أن يحسن في موضعها "كي" نحو [قولي]:

. . . . . . . . . . .

"جد حتى تغيظ ذا الحسد"

ولا يكون الفعل في الحالين إلا مستقبلا: حقيقة أو حكما.

فإن كان حالا أو في تقدير الحال لم يكن (4) إلا مرفوعا.

فالحال (5) المحقق كقولك -لمن تكلمه: "طلبت

(1) ع ك "أو إسلام".

(2)

ع، ك "وكذلك".

(3)

من الآية رقم "91" من سورة "طه".

(4)

عبارة الأصل "لم يكن الأمر إلا مرفوعا".

(5)

ع، ك "والحال المحقق".

ص: 1542

لقاءك (1) حتى أحدثك الآن". و"سألتك عنك حتى لا أحتاج إلى سواك" و"لقد رأى مني أمس شيئا حتى لا أستطيع أن أكلمه اليوم".

والحال المقدر: أن يكون الفعل قد وقع فيقدر المخبر به اتصافه بالعزم عليه فينصب؛ لأنه مستقبل (2) بالنسبة إلى تلك الحال.

وقد يقدر اتصافه بالدخول فيه فيرفع؛ لأنه حال بالنسبة إلى تلك الحال.

ومنه قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} (3).

قرأه (4) نفاع بالرفع على تقدير كونه حالًا.

وقرأه (5) الباقون بالنصب على تقدير الاستقبال.

ثم أشرت إلى أن نصب الفعل بـ"أن" واجبة الإضمار بعد الفاء المجاب بها نفي كقوله تعالى: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} (6).

والمجاب بها طلب وهو: إما أمر، وإما نهي، وإما دعاء،

(1) الأصل "لقاك" في مكان "لقاءك".

(2)

ع "لأنه حال" في مكان "لأنه مستقبل".

(3)

من الآية رقم "214" من سورة "البقرة".

(4)

، (5) ع، ك "قراءة" -في الموضعين.

(6)

من الآية رقم "36" من سورة "فاطر".

ص: 1543

وإما استفهام، وإما عرض، وإما تحضيض، وإما تمن.

فالأمر كقول الراجز:

(1018)

- يا ناق سيري عنقا فسيحا

(1019)

- إلى سليمان فنستريحا

والنهي كقول الشاعر:

(1020)

- لا يخدعنك موتور وإن قدمت

تراته فيحيق الحزن والندم

والدعاء كقول الشاعر:

(1021)

- فيا رب عجل ما أؤمل منهم

فيدفأ (1) مقرور ويشبع مرمل

(1) ع ك "فيرقأ" في مكان "فيدفا".

1018 -

1019 من أرجوزة قالها أبو النجم العجلي في مدح سليمان بن عبد الملك "سيبويه 1/ 42، المقتضب 2/ 14 ابن يعيش 7/ 26، همع 1/ 158، 182، 2/ 7، 10".

العنق: ضرب من السير، وأراد بالفسيح: المتسع.

سليمان: هو سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي.

1020 -

من البسيط لم أعثر على قائله.

الموتور: ما نزل به من غيره جناية كالقتل أو النهب أو السبي.

يحيق: ينزل، والحيق: أن ينزل بالإنسان عاقبة مكروه فعله.

1021 -

من الطويل لم أعثر على قائله، وهو من شواهد الأشموني "3/ 302".

المقرور: الذي نزل به البرد، المرمل: الذي نفد زاده.

وفي ع ك فيرقأ يريد: فيذهب ما به، من رقأت الدمعة: جفت وانقطعت.

ص: 1544

وكقول الآخر:

(1022)

- رب وفقني فلا أعدل عن

سنن الساعين (1) في خير سنن

والاستفهام كقول الشاعر:

(1023)

- هل تعرفون لباناتي فأرجو أن

تقضى فيرتد بعض الروح في الجسد

والعرض كقول الشاعر:

(1024)

- يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

قد حدثوك فما راء كمن سمعا

(1) ع، ك "إلى" في مكان "في".

1022 -

من الرمل لم ينسبه أحد إلى قائله، وهو من شواهد العيني 4/ 388.

فلا أعدل: فلا أميل، سنن: طريقة.

1023 -

من البيسط أنشده الفراء، ولم يعزه إلى أحد "العيني 4/ 384، التصريح 2/ 239، الأشموني 3/ 102".

اللبانة: الحاجة من غير فاقة، تقضي: تؤدي وتحقق.

1024 -

من البسيط قال العيني 4/ 389 لم أقف على اسم قائله تدنو: تقترب مني.

ص: 1545

والتحضيض كقول الشاعر:

(1025)

- لولا تعوجين يا سلمى على دنف

فتخمدي نار وجد كاد يفنيه

والتمني (1) كقوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} (2).

وكقول الشاعر:

(1026)

- يا ليت أم خليد واعدت فوفت

ودام لي ولها عمر فنصطحبا

وقيدت الفاء المنتصب بعدها الفعل بإضافتها إلى جواب احترازا من الفاء التي لمجرد العطف كقولك: "ما تأتينا فتحدثنا".

بمعنى: ما تأتينا فما تحدثنا، أو فأنت تحدثنا.

فلو قصد المتكلم معنى: ما تأتينا محدثا، أو ما تأتينا

(1) ع "والنهي" في مكان و"التمني".

(2)

من الآية رقم "73" من سورة "النساء".

1025 -

من البسيط لم أعثر على من نسبه إلى قائل.

تعوجين: تعطفين من عاج يعوج: عطف ومال.

الدنف: الذي براه المرض حتى أشفى على الموت.

الوجد: الحب الشديد.

1026 -

من البسيط لم ينسبه أحد لقائل، وهو من شواهد العيني 4/ 389 والأشموني 3/ 303".

ص: 1546

فكيف تحدثنا ثبتت الجوابية، وصح النصب.

ومعنى:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . نصع

خلص.

وأشرت بذلك إلى أن النفي الذي ليس نفيا خالصا لا جواب له منصوب نحو: "ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا" و"ما تزال تأتينا فتحدثنا" و"ما قام فيأكل (1) إلا طعامه".

ومنه قول الشاعر:

(1027)

- وما قام منا قائم في ندينا فينطق

إلا بالتي هي أعرف

وكذلك بعد الطلب.

فلو وقع موقع الفاء واو مقصود بها المصاحبة نصب الفعل -أيضًا- بعدها على نحو ما ينصب بعد الفاء.

فمن ذلك قول الشاعر:

(1028)

- لا تنه عن خلق، وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

(1) الأصل "فنأكل".

1027 -

من الطويل قاله الفرزدق "الديوان 561"، وهو من شواهد سيبويه 1/ 420".

الندى: النادي وهو مجلس القوم ومتحدثهم.

1028 -

من الكامل ورد في قصائد متعددة لشعراء مختلفين فاختلف =

ص: 1547

ومثله قول الآخر في الأمر:

1029 -

فقلت: ادعي وأدعو إن أندى

لصوت أن ينادي داعيان

= العلماء في نسبته.

فنسبه ابن سلام في أمثاله إلى المتوكل الكناني الليثي، وكذلك فعل ياقوت في معجم البلدان 7/ 384، أبو الفرج في الأغاني 12/ 160، والآمدي في المؤتلف والمختلف ص 179، والزمخشري في المستقصى، والبحتري في الحماسة ص 174.

ونسب في كتابه سيبويه 1/ 24 إلى الأخطل، وكذلك في شرح المفصل لابن يعيش 7/ 24.

وفي الخزانة 3/ 617، نسبه الحاتمي لسابق البربري، ونسبه اللخمي لأبي الأسود الدؤلي.

وقد رأيته في ديوان أبي الأسود الدؤلي ص 130 بتحقيق محمد حسن آل ياسين.

1029 -

من الوافر وقد نسب في أكثر المصادر إلى دثار بن شيبان النمري، اعتمادا على ما رواه أبو السعادات بين الشجري في مختاراته ص 6 ق 3 في مختارات شعر الحطيئة حيث أورد هذا البيت ضمن ثلاثة عشر بيتا، ونسبها إلى دثار هذا وهو أحد بني النمر بن قاسط.

وعزاه الزمخشري في المفصل إلى ربيعة بن جشم قال ابن يعيش: ويقال هو للحطيئة "شرح المفصل 7/ 33"، ونسبه القالي في الآمالي 2/ 92 إلى الفرزدق، وجزم العيني 4/ 392 بأنه للأعشى، وفي كتاب سيبويه نسب للأعشى كما نسب للحطيئة 1/ 426، وفي اللسان نسب لمدثار، ولعله تحريف لدثار 20/ 187.

وهو في ديوان الحطيئة 274، والخطاب لزوجته التي ورد ذكرها في بيت سابق هو:

تقول حليلتي لما اشتكينا

سيدركنا بنو القرم الهجان

ص: 1548

ومثله قول الآخر في النفي:

(1030)

- ألم أك جاركم ويكون بيني

وبينكم المودة والإخاء

ومن النصب بعد واو الجمع الواقعة بعد نفي قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (1).

ومن النصب بعدها في التمني قوله: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (2) في رقراءة حمزة، وابن عامر (3)، وحفص.

قال ابن السراج:

"الواو تنصب ما بعدها في غير الواجب من حيث انتصب ما بعد الفاء.

(1) من الآية رقم "142" من سورة "آل عمران".

(2)

من الآية رقم "27" من سورة "الأنعام".

(3)

سقط من الأصل "وابن عامر".

1030 -

من الوافر قال الحطيئة يمدح بغيضا، ويعاتب الزبرقان بن بدر وقومه "الديوان ص 54"، والخطاب في البيت لبني عوف بن كعب بن سعد، قوم الزبرقان.

ص: 1549

وإنما يكون (1) كذلك إذا لم ترد الاشتراك بين الفعل، والفعل وأردت عطف الفعل على مصدر الفعل الذي قبلها -كما كان في الفاء- وأضمرت "أن". وتكون (2) الواو في بمعنى (3)"مع" فقط".

وهذا الذي صرح به ابن السراج قصدته بقولي:

والواو كالفا إن تفد (4) مفهوم "مع".

وقبلها طلب أو نفي نصع

وقد ينصب الفعل بـ"أن" لازمة الإضمار بعد الفاء وليس قبلها نفي، ولا طلب كقول الشاعر:

(1031)

- سأترك منزلي لبني تميم

وألحق بالحجاز فأستريحا

وإلى هذا أشرت بقولي:

وقد يجيء النصب بعد الفاء من

بعد كلام واجب بها قرن

(1) ع وك "تكون".

(2)

الأصل "يكون".

(3)

عبارة ع، ك "في هذا المعنى بمعنى".

(4)

الأصل "يفد".

1031 -

من الوافر ينسب إلى المغيرة بن حبناء.

"ابن يعيش 1/ 279، الخزانة 3/ 600، العيني 4/ 490، همع 1/ 77، 2/ 10 شواهد المغني 169".

ص: 1550

ثم بينت أن جواب غير النفي إذا خلا من الفاء، وقصد الجزاء جزم بما هو له جواب؛ لأنه شبيه بالشرط في جواز وقوعه وعدم جواز (1) وقوعه بالنسبة إلى علم (2) الشخص المتكلم (3) به (4).

بخلاف النفي فإن الشخص المتكلم به محقق لعدم الوقوع فخالف الشرط، ولم يكن له جواب مجزوم.

وأكثر المتأخرين ينسبون جزم جواب الطلب لـ"إن" مقدرة.

والصحيح أنه لا حاجة إلى تقدير لفظ "إن" بل تضمن لفظ الطلب لمعناها معغن عن تقدير لفظها كما هو مغن (5) في أسماء الشرط نحو: "من يأتني أكرمه".

وهذا هو مذهب الخليل وسيبويه (6).

ولا يعل للنهي جواب مجزوم إلا إذا صح المعنى بتقدير دخول "إن" على "لا" نحو: "لا تفعل (7) الشر يكن خيرًا لك".

فللنهي ههنا (8) جواب مجزوم؛ لأن المعنى يصح بقولك: "إن لا تفعل الشر يكن خيرا لك".

(1) سقط من الأصل "جواز".

(2)

ع "عدم" في مكان "علم".

(3)

ع، ك "بالمتكلم".

(4)

ع سقط "به".

(5)

ع، ك سقط "هو مغن".

(6)

ينظر كتاب سيبويه 1/ 449.

(7)

ع "يفعل".

(8)

ع، ك "هنا" في مكان "ههنا".

ص: 1551

بخلاف قولك: "لا تفعل الشر يكون شرا لك".

فإن الجزم فيه ممتنع لعدم صحة المعنى (1) بقولك: "إن لا تفعل الشر يكن (2) شرا لك".

وقد أجاز الكسائي الجزم في جواب ما لا يصح فيه دخول "إن" على "لا".

وقال: "يكتفي بتقدير "إن" داخله على الفعل دون "لا".

ويعضد ما ذهب إليه رواية من روى:

"من أكل من هذه الشجرة، فلا يقرب مسجدنا يؤذنا بريح الثوم"(3).

و"يؤذينا" -بثبوت الياء- أشهر.

وإلى ما ذهب إليه الكسائي أشرت بقولي:

وجائز عند الكسائي نحو: "لا

تَضِمْ تُضَمْ". . . . . . . . . . .

(1) ع سقط "المعنى".

(2)

ع، ك "يكون".

(3)

أخرجه البخاري في باب الأذان 160، وأطعمة 249، ومسلم في المساجد 69، 70، 71، 72، 74، 76، الترمذي أطعمة 13، النسائي في المساجد 16، الموطأ باب الطهارة 21، وأحمد 2/ 266، 321، 429، 3/ 12، 4/ 19، 194، 5/ 26، والدارمي باب الأطعمة 40.

ص: 1552

فإن جزم "تضم" بعد "لا تضم" كجزم "يؤذنا" بعد: "لا (1) يقرب مسجدنا"، والجيد "تضام" و"يؤذينا" -بالرفع.

ومما انفرد الكسائي بجوازه النصب بعد الفاء المجاب بها اسم أمر نحو:

. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . . "ص فتفضلا"(2)

وانفرد -أيضا- بجواز نصب ما بعد الفاء المجاب بها خبر

بمعنى الأمر نحو: "حسبك حديث فينام الناس".

فهذه المسائل الثلاث لا يجيزها غير الكسائي.

وأما الجزم عند التعري من الفاء فجائز بإجماع.

وكذا جزم جواب الخبر الذي بمعنى الأمر كقوله -تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (3).

لأن المعنى: آمنوا وجاهدوا.

ومنه قول العرب: "اتقى الله امرؤ فعل خير يثب عليه".

لأن المعنى: ليتق الله، وليفعل.

(1) ع، ك "فلا يقرب".

(2)

الأصل "صه منفصلا".

(3)

من الآيتين "11، 12" من سورة "الصف".

ص: 1553

وألحق الفراء الرجاء بالتمني فجعل له جوابا منصوبا (1).

وبقوله أقول لثبوت ذلك سماعا.

ومنه قراءة حفص عن عاصم: {(2) لَعَلِّيأَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} (3).

ومنه قول الراجز -أنشده الفراء (4).

(1032)

- عل صروف الدهر أودولاتها

(1033)

- يدلننا اللمة من لماتها

(1034)

- فتستريح النفس من زفراتها

(1) قال الفراء في معاني القرآن 3/ 9.

و"قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} -بالرفع- يرده على قوله "أبلغ".

ومن جعله جوابا لـ"لعلي" نصبه، وقد قرأ به بعض القراء.

قال الفراء: وأنشدني بعض العرب:

عل صروف الدهر أودولاتها

... فنصب الجواب بـ"لعل".

(2)

من الآيتين رقم "36 - 37" من سورة "غافر".

(3)

ع، ك سقط "إلى إله موسى".

(4)

في معاني القرآن 3/ 9.

1032 -

1034 - أنشد الفراء هذا الرجز غير معزو لقائل.

صروف الدهر: نوائبه، تدلننا: من الإدالة وهي الغلبة، اللمة -بفتح اللام- الشدة.

"الخصائص 1/ 316، الإنصاف 10/ 220، شرح التسهيل 2/ 168، المغني 1/ 135، اللسان 5/ 413، 13/ 500، 16، 24، المقاصد النحوية 4/ 396، 4/ 517، التصريح 2/ 3".

ص: 1554

وأجاز الكوفيون الاستفهام بـ"لعل"، وإيلاء ما اتصل بها جوابا منصوبا نحو:"لعلك تشتمنا فأقوم إليك"؟ .

ثم أشرت إلى إجراء التقليل مجرى النفي في إيلائه جوابا منصوبا فيقال: "قل ما تأتينا فتحدثنا"، كما يقال: "ما تأتينا فتحدثنا، فجواز هذا وأمثاله متفق عليه.

وزاد الكوفيون إجراء التشبيه مجرى النفي نحو: "كأنك أمير فنطيعك"؛ لأن فيه معنى: ما أنت أمير فنطيعك.

وكذلك (1) أجروا الحصر بـ"إنما" كقولهم: "إنما هي ضربة من الأسد فتحطم ظهره".

وعليه قراءة ابن عامر: "فإنما يقول له كن فيكون"(2).

ثم أشرت إلى أن "غيرا" قد تفيد نفيا، فيكون لها جواب منصوب كالنفي الصريح فيقال:"غير قائم الزيدان فنكر مهما".

أشار إلى ذلك ابن السراج ثم قال: "ولا يجوز هذا عندي".

قلت: "وهو عندي جائز". -والله أعلم.

(1) ع سقط "وكذلك".

(2)

من الآية رقم "47" من سورة "آل عمران".

ص: 1555

وحكى الفراء (1) عن العرب في المضارع المنفي بـ"لا"(2) الجزم والرفع إذا حسن تقدير "كي" قبله، وأنهم يقولون:"ربطت الفرس لا يتفلت"(3)، و"أوثقت العبد لا يفر" و"لا يفرر"، وإنما جزم؛ لأن تأويله: إن لم أربطه فر، فجز على التأويل، قال (4): وأنشدني بعض بني عقيل:

(1035)

- وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا

مساكتة لا يقرف الشر قارف

وقال آخر (5):

(1036)

- لو كنت إذ جئتنا حاولت رؤيتنا

أو جئتنا ماشيا لا يعرف الفرس

(1) في معاني القرآن 2/ 283.

(2)

ع، ك سقط "بلا".

(3)

ع "تنقلب" ك"تنفلت".

(4)

معاني القرآن للفراء 2/ 283، وقد بدأ كلام الفراء من قوله:"ربطت الفرس لا يتفلت".

(5)

عبارة الفراء "وقال الآخر".

1035 -

من الطويل أنشده الفراء معزو إلى بعض بني عقيل، ثم قال: ينشد رفعًا وجزمًا.

وهذا البيت ثاني بيتين ذكرهما أبو تمام في الحماسة 2/ 144، ولم ينسبهما وأولهما:

وما برح الواشون حتى ارتموا بنا

وحتى قلوب عن قلوب صوادف

قارف الشر: داناه وخالطه، ولا تكون المقارفة إلا في الأشياء الدينة، كالخطيئة ونحوها.

1036 -

من البسيط أنشده الفراء في معاني القرآن 2/ 284 غير معزو وقال: ينشد رفعا وجزما.

ص: 1556

بجزم "يقرف" و"يعرف" ورفعهما.

وإلى مثل هذا أشرت بقولي:

والجزم والرفع رووا في تلو "لا"

إن كان ما قبل به معللا

ثم بينت انتصاب الفعل المعطوف على اسم صريح بـ"أن" مضمرة جائزة الإظهار كقول الشاعر:

1037 -

للبس عباءة وتقر عيني

أحب إلي من لبس الشفوف

1037 - من الوافر قالته ميسون بنت بحدل الكلابية زوجة معاوية بن أبي سفيان عندما قال لها: أنت في ملك عظيم لا تدرين قدره، وكنت قبل اليوم في العباءة، فقالت أبياتا مشهورة منها هذا الشاهد، والأبيات في الحماسة الشجرية 2/ 573، والخالديين 232، الخزانة 3/ 592، العيني 4/ 397، درة الغواص 22، الحماسة البصرية 2/ 572، وحياة الحيوان للدميري 2/ 341، أمالي الشجري 2/ 280، وشرح شواهد المغني 224، وهمع الهوامع 2/ 17".

ولم ينسب الشاهد في كتاب سيبويه 1/ 426.

الشفوف: الثياب الرقاق، تقر عيني: تصادف ما يرضيها من سرور.

ص: 1557

أراد: للبس عباءة وأن تقر عيني (1)، فحذف "أن" وأبقى عملها دليلا عليها، ولو استقام الوزن بإظهارها (2) لكان أقيس.

وليست الواو مخصوصة بهذا بل هو جائز "أو" والفاء، و"ثم"، فمثال ذلك مع "أو" قراءة السبعة إلا نافعا:"أو يرسل رسولا"(3)، بنصب "يرسل" عطفا على "وحيا"، والأصل: أو أن (4) يرسل، ومثال ذلك مع الفاء قول الشاعر، وهو رجل من طيئ:

(1038)

- لولا توقع معتر فأرضيه

ما كنت أوثر أترابا على ترب

ومثال ذلك مع "ثم" قول الشاعر:

(1039)

- إني وقتلي سليكا ثم أعقله

كالثور يضرب لما عافت (5) البقر

(1) ع، ك سقط "عيني".

(2)

ع، ط "باظهاره" في مكان "بإظهارها".

(3)

من الآية رقم "51" من سورة "الزخرف".

(4)

الأصل و"أن".

(5)

ع "عافه" في مكان "عافت".

1038 -

من البسيط لم يعزه أحد إلى قائل.

المعتر: المعترض للسؤال، الإتراب: الغنى، الترب: الفقر.

1039 -

من البسيط ثاني بيتين قالهما أنس بن مدركة الخثعمي في قتله للسليك ابن السلكة "الحيوان 1/ 18، العيني 4/ 399"، وفي اللسان "كليبا" في مكان "سليكا".

عافت البقر الشرب: كرهته -عقله: أقامه على إحدى رجليه، والعقال: الرباط الذي يعقل به.

ص: 1558

أراد: ثم أن أعقله، فحذف "أن" وأبقى عملها.

فهذا وأمثاله جائز لكثرة نظائره.

وأما بقاء النصب بعد حذف "أن" في غير ذلك فضعيف قليل، ولا يقبل منه إلا ما نقله عدل، ولا يقاس عليه.

ومما نقل فقبل قول بعض العرب: "خذ اللص قبل يأخذك"(1).

وقول الشاعر -أنشده سيبويه (2):

(1040)

- فلم أر مثلها خباسة واحد

ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله

قال (3) سيبويه: "أراد بعد ما كدت أن أفعله".

(1) أمثال الميداني 1/ 262.

(2)

الكتاب 1/ 155.

(3)

ع، ك "وقال".

1040 -

من الطويل قاله عامر بن جوين مع بين آخر عندما حدثته نفسه بطرد امرئ القيس، وأخذ إبله، وكان الشاعر قد أجار امرأ القيس الكندي "الأغاني 9/ 93، سيبويه 1/ 155، العيني 4/ 401، شواهد التوضيح والتصحيح 101، اللسان "خبس"، وقد وهم صاحب الإنصاف حين نسب الشاهد إلى عامر بن الطفيل ص 328.

الخباسة: الغنيمة، وقال الأعلم الشنتمري: الخباسة: الظلامة، نهنهت نفسي: زجرتها وكففتها.

ص: 1559