الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1418 -
وعن جابر، قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة علي المنبر، قال:((اجلسوا))، فسمع ذلك ابن مسعود، فجلس علي باب المسجد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((تعالي يا عبد الله بن مسعود)). رواه أبو داود. [1418]
1419 -
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى، ومن فاتته الركعتان، فليصل أربعاً)) أو قال: ((الظهر)). رواه الدارقطني. [1419]
(46) باب صلاة الخوف
الفصل الأول
1420 -
عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: عزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فوازينا العدو، فصاففنا لهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، فقامت طائفة معه، وأقبلت طائفة علي العدو، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه، وسجد
ــ
الحديث الرابع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((تعال)) أي هلم. ((غب)): أصله أن يدعى الإنسان إلي مكان مرتفع، ثم جعل للدعاء إلي كل مكان. وتعلي: ذهب صاعداً، يقال: عليته فتعلي. وفيه دليل علي جواز التكلم علي المنبر. والله أعلم.
باب صلاة الخوف
الفصل الأول
الحديث الأول عن سالم: قوله: ((فوازينا)) ((نه)): الموازاة: المقابلة، والمواجهة، يقال: وازيته إذا حاذيته. يفهم من الحديث: أن كل طائفة إذا اقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ركعة واحدة وصلوا لأنفسهم الركعة الأخيرة بالنوبة منفردين. هذا مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه.
سجدتين، ثم انصرفوا مكان الطائفة التي لم تصل، فجاءوا، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ركعة، وسجد سجدتين، ثم سلم، فقام كل واحد منهم، فركع لنفسه ركعة، وسجد سجدتين. وروى نافع نحوه وزاد: فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالاً، قياماً علي أقدامهم، أو ركباناً مستقبلي القبلة، أو غير مستقبليها، قال نافع: لا أرى ابن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
1421 -
وعن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوات، عمن صلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف: أن طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو، فصلي بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً، وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا، فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلي بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم. متفق عليه.
وأخرج البخاري بطريق عن القاسم، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1422 -
وعن جابر، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بذات الرقاع، قال: كنا إذا أتينا علي شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة، فأخذ سيف نبي الله صلى الله عليه وسلم، فاخترطه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتخافني؟ قال: ((لا)). قال: فمن يمنعك مني؟ قال: ((الله يمنعني منك))، قال: فهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغمد السيف وعلقه، قال:
ــ
الحديث الثاني عن يزيد: قوله: ((إن طائفة)) متعلق بما يتعلق به ((عمن)) أي روي عمن صلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ((قوله)): ((وجاه العدو)) صفة لطائفة أي طائفة صفت مقابلة للعدو، ((نه)): وجاه: بكسر الواو ويضم. وفي وراية ((تجاه العدو)) والتاء بدل من الواو، مثلها في تقاة وتخمة. وبهذا الحديث عمل مالك، والشافعي، وبالأول أبو حنيفة رضي الله عنهم. وسميت هذه الغزوة بذات الرقاع لأنهم شدو الخرق علي أرجلهم فيها لحائفها وعوز النعال هذه رواية مسلم. وقيل: سميت؛ لأنها كانت بأرض ذات ألوان مختلفة كالرقاع.
الحديث الثالث عن جابر: قوله: ((فاخترطه)) ((نه)): أي سله من غمده، وهو افتعل من الخرط يقال: خرطت العود، أخرطه، خرطاً قشرته، قوله:((الله يمنعني منك)) وكان يكفي في
فنودي بالصلاة، فصلي بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلي بالطائفة الأخرى ركعتين. قال: فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات، وللقوم ركعتان. متفق عليه.
1423 -
وعنه، قال: صلي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصففنا خلفه صفين، والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعاً، ثم ركع وركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع، ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه، وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم السجود وقام الصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود، ثم قاموا، ثم تقدم الصف المؤخر، وتأخر المقدم، ثم ركع النبي صلى الله عليه وسلم وركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود، والصف الذي يليه الذي كان مؤخراً في الركعة الأولي، وقم الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا، ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم وسلمنا جميعاً. رواه مسلم.
ــ
الجواب أن يقول: الله، فبسط اعتماده علي الله واعتصاماً بحفظه وكلاءته، قال الله تعالي ((والله يعصمك من الناس)). قوله:((فصلي بطائفة ركعتين)): ((مظ)): هذه الرواية مخالفة لما قبلها، مع أن الموضع واحد. وذلك لاختلاف الزمان. ((تو)): اختلفت الروايات في صفة تلك الصلاة لاختلاف أيامها، فقد صلى الله عليه وسلم بعسفان، وببطن نخلة، وبذات الرقاع، وغيرها علي أشكال متباينة بناء علي ما رآه من الأحوط في الحراسة، والتوقي من العدو، وقد أخذ بكل رواية منها جمع من العلماء. قوله:((وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات)) قيل: معناه صلي بالطائفة الأولي ركعتين، وسلم وسلموا، وبالثانية كذلك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم متنفلاً في الثانية، وهم مفترضون.
الحديث الرابع عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((والصف الذي يليه)) الصف: يجوز بالرفع عطفاً علي فاعل ((انحدر)) وجاز بغير التأكيد؛ لوجود الفصل، وبالنصب، علي أنه مفعول معه. قوله:((في نحر العدو)) أي مقابلتهم. ((غب)): النحر موضع القلادة من الصدر، ونحرته أصبت نحره، ومنه نحر البعير، وانتحروا علي كذا تقاتلوا، تشبيهاً بنحر البعير.
الفصل الثاني
1424 -
عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة الظهر في الخوف ببطن نخل، فصلي بطائفة ركعتين، ثم سلم، ثم جاء طائفة أخرى، فصلي بهم ركعتين، ثم سلم. رواه في ((شرح السنة)). [1424]
الفصل الثالث
1425 -
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون: لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجمعوا أمركم، فتميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين، فيصلي بهم، وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، فتكون لهم ركعة، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان. رواه الترمذي، والنسائي. [1425]
ــ
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ضجنان)) بالضاد المعجمة والجيم والنون. ((نه)): هو موضع، أو جبل بين مكة والمدينة. قوله:{فأجمعوا أمركم} ((غب)): الجمع ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال: أجمعت كذا في أمر يتوسل إليه بالفكرة، نحو ((فأجمعوا أمركم وشركاءكم))، ويقال: أجمع الناس علي كذا، إذا اجتمعت آراؤهم عليه.
قوله: ((وإن جبريل)) حال من قوله: ((فقال المشركون لهؤلاء)) علي نحو جاءني زيد والشمس طالعة. قوله: ((فتميلوا عليهم)) أي شدوا عليهم شدة واحدة. وقوله: {وليأخذوا حذرهم} أي ما فيه الحذر. ((الكشاف)): جعل الحذر- وهو التحرز والتيقظ- آلة يستعملها الغازي، فلذلك جمع بينه وبين الأسلحة في الأخذ؛ دلالة علي التيقظ التام والحذر الكامل، ومن ثم قدمه علي أخذ الأسلحة.