الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جيوشي، ويؤيدوني في حروبي.
ولما صار إليه العلوية الذي كانوا بالبصرة انتسب هو حِينَئِذٍ إِلَى يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ كَاذِبٌ فِي ذَلِكَ بِالْإِجْمَاعِ، لِأَنَّ يَحْيَى بْنَ زَيْدٍ لَمْ يُعْقِبْ إِلَّا بِنْتًا مَاتَتْ وَهِيَ تَرْضَعُ، فَقَبَّحَ اللَّهُ هَذَا اللَّعِينَ مَا أَكْذَبَهُ وَأَفْجَرَهُ وأغدره.
وفيها في مستهل ذي القعدة وجه الخليفة جَيْشًا كَثِيفًا مَعَ الْأَمِيرِ مُحَمَّدٍ - الْمَعْرُوفِ بِالْمُوَلَّدِ - لِقِتَالِ صَاحِبِ الزَّنْجِ، فَقَبَضَ فِي طَرِيقِهِ عَلَى سعد بْنِ أَحْمَدَ الْبَاهِلِيِّ الَّذِي كَانَ قَدْ تَغَلَّبَ على أرض البطائح وأخاف السبيل.
وفيها خالف محمد بن واصل الخليفة بِأَرْضِ فَارِسَ وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا.
وَفِيهَا وَثَبَ رَجُلٌ مِنَ الرُّوم يُقَالُ لَهُ بَسِيلُ الصَّقْلَبِيُّ عَلَى مَلِكِ الرُّومِ مِيخَائِيلَ بْنِ تَوْفِيلَ فَقَتَلَهُ وَاسْتَحْوَذَ عَلَى مَمْلَكَةِ الرُّومِ، وَقَدْ كَانَ لِمِيخَائِيلَ فِي الملك على الروم أربع وعشرون سنة.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَبَّاسِيُّ.
وفيها توفي
مِنَ الْأَعْيَانِ: الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ صَاحِبُ الْجُزْءِ الْمَشْهُورِ الْمَرْوِيِّ، وَقَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَقِيلَ بِسَبْعٍ، وَكَانَ لَهُ عَشَرَةٌ من الولد سماهم بأسماء العشرة.
وَقَدْ وثَّقه يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ يتردد إلى الإمام أحمد بن حنبل.
ولد فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السنة عن مائة وسبع سنين.
وأبو سعيد الأشج (1) .
وزيد بن أخزم الطائي (2) .
والرياشي (3) ذبحهما الزنج في جملة من ذبحوا من أهل البصرة.
وعلي بن خشرم، أحد مشايخ مسلم الذي يكثر عنهم الرواية.
وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو الْفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، كَانَ عَالِمًا بِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَالسِّيَرِ وَكَانَ كَثِيرَ الِاطِّلَاعِ ثِقَةً عَالِمًا، رَوَى عَنِ الْأَصْمَعِيِّ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِمَا، وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، وَأَبُو بكر بن أبي الدنيا وغيرهما.
قتل بالبصرة في هذه السنة، قتله الزنج.
ذكره ابن خلكان في الوفيات وحكى عنه الْأَصْمَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مرَّ بِنَا أَعْرَابِيٌّ يَنْشُدُ ابْنَهُ فَقُلْنَا لَهُ صِفْهُ لَنَا.
فَقَالَ: كَأَنَّهُ دُنَيْنِيرٌ.
فَقُلْنَا: لَمْ نَرَهُ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جاء يحمله على عنقه أسيود كأنه سفل قدر.
فقلت: لَوْ سَأَلْتَنَا عَنْ هَذَا لَأَرْشَدْنَاكَ، إِنَّهُ مُنْذُ اليوم يلعب ههنا مع لغلمان.
ثم أنشد الأصمعي:
(1) وهو عبد الله بن سعيد الكندي الكوفي الحافظ صاحب التصانيف.
قال أبو حاتم: كان إمام أهل زمانه وكان
ثقة حجة روى عن هشيم وعبد الله بن إدريس وخلق.
(2)
في نسخ البداية المطبوعة: بريد بن أخرم تحريف.
وهو أبو طالب البصري النبهاني، قتلته الزنج حدث عنه أصحاب الكتب إلا مسلما.
(3)
من تقريب التهذيب، وفي الاصل: الرواسي وهو تحريف.
والرياشي اسمه العباس بن الفرج سيرد بعد قليل.
ولعل اقحام اسم الرواسي سهو في الناسخ (*) .
نعم ضجيع الفتى إذا برد * الليل سحراً وقرقف العرد (1) زَيَّنَهَا اللَّهُ فِي الْفُؤَادِ كَمَا * زُيِّنَ فِي عين والد ولد ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ لِعَشْرٍ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عقد الخليفة لأخيه أبي أحمد على ديار مصر وقنسرين والعواصم، وجلس يوم الخميس في مُسْتَهَلَّ رَبِيعٍ الْآخَرِ (2) فَخَلَعَ عَلَى أَخِيهِ وَعَلَى مُفْلِحٍ وَرَكِبَا نَحْوَ الْبَصْرَةِ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ في عدد وعدد، فاقتتلوا هم والزنج قتالا شديد فَقُتِلَ مُفْلِحٌ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى، أَصَابَهُ بسهم بِلَا نَصْلٍ فِي صَدْرِهِ فَأَصْبَحَ مَيِّتًا، وَحُمِلَتْ جثته إلى سامرا فدفن بِهَا.
وَفِيهَا أُسِرَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَحْرَانِيُّ أَحَدُ أُمَرَاءِ صَاحِبِ الزَّنْجِ الْكِبَارِ، وَحُمِلَ إِلَى سَامَرَّا فَضُرِبَ بَيْنَ يَدِيِ الْمُعْتَمِدِ مِائَتَيْ سَوْطٍ ثُمَّ قُطِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ مِنْ خِلَافٍ، ثُمَّ أخذ بِالسُّيُوفِ ثُمَّ ذُبِحَ ثُمَّ أُحْرِقَ، وَكَانَ الَّذِينَ سروه جَيْشَ أَبِي أَحْمَدَ فِي وَقْعَةٍ هَائِلَةٍ مَعَ الزَّنْجِ قَبَّحَهُمُ اللَّهُ.
وَلَمَّا بَلَغَ خَبَرُهُ صَاحِبَ الزَّنْجِ أَسِفَ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ خُوطِبْتُ فِيهِ فَقِيلَ لِي: قَتْلُهُ كَانَ خَيْرًا لَكَ.
لِأَنَّهُ كَانَ شَرِهًا يُخْفِي مِنَ الْمَغَانِمِ خيارها وقد كان صاحب الزنج يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ فَخِفْتُ أَنْ لَا أَقُومَ بِأَعْبَائِهَا فَلَمْ أَقْبَلْهَا.
وَفِي رَبِيعٍ الْآخَرِ مِنْهَا وَصَلَ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الباهلي إلى باب الخليفة فَضُرِبَ سَبْعَمِائَةِ سَوْطٍ حتَّى مَاتَ ثُمَّ صُلِبَ.
وَفِيهَا قُتِلَ قَاضٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ (3) رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ صَاحِبِ الزَّنْجِ عِنْدَ بَابِ الْعَامَّةِ بِسَامَرَّا.
وَفِيهَا رَجَعَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاصِلٍ إِلَى طَاعَةِ السُّلْطَانِ وَحَمَلِ خَرَاجَ فَارِسَ وَتَمَهَّدَتِ الْأُمُورُ هُنَاكَ.
وفيها
في أواخر رجب كان بَيْنَ أَبِي أَحْمَدَ وَبَيْنَ الزَّنْجِ وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ فقتل منها خَلْقٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ.
ثُمَّ اسْتَوْخَمَ أَبُو أَحْمَدَ منزله فانتقل إلى واسط فنزلها في أوائل شعبان، فلما نزلها وقعت هناك زلزلة شديدة وهدة عظيمة، تهدمت فيها بيوت ودور كَثِيرَةٌ، وَمَاتَ مِنَ النَّاسِ نَحْوٌ مَنْ عِشْرِينَ ألفاً.
وفيها وقع في الناس وباء شديد وموت عريض بِبَغْدَادَ وَسَامَرَّا وَوَاسِطَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ، وَحَصَلَ للناس ببغداد داء يقال له القفاع (4) .
وَفِي يَوْمِ الْخَمِيسِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، أُخِذَ رَجُلٌ (5) مِنْ بَابِ الْعَامَّةِ بِسَامَرَّا ذُكِرَ عَنْهُ أَنَّهُ يَسُبُّ السَّلَفَ فَضُرِبَ أَلْفَ سَوْطٍ حتَّى مَاتَ.
وَفِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَامِنِهِ تُوُفِّيَ الأمير يارجوخ فصلى عليه أخوه الْخَلِيفَةِ أَبُو عِيسَى وَحَضَرَهُ جَعْفَرُ بْنُ الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ بَيْنَ مُوسَى بْنِ بُغَا وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْحَسَنِ بْنِ زيد ببلاد خراسان فهزمهم هَزِيمَةً فَظِيعَةً.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ مَسْرُورٍ
(1) في ابن خلكان 3 / 27: الليل سحيرا وقرقف الصرد.
(2)
في مروج الذهب 4 / 226: الاول.
(3)
في الطبري 11 / 223: أربعة عشر: وفي ابن الاثير: جماعة من الزنج كان فيهم قاض.
(4)
القفاع: داء يصيب الشاة في قوائمها فيعوجها (قاموس محيط) .
(5)
ذكره الطبري: أبو فقعس (*) .