الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرحمن الأندلسي الحافظ حد علماء الغرب، له التفسير والمسند والسنن وَالْآثَارُ الَّتِي فَضَّلَهَا ابْنُ حَزْمٍ عَلَى تَفْسِيرِ ابْنِ جَرِيرٍ وَمُسْنَدِ أَحْمَدَ وَمُصَنَّفِ ابْنِ أَبِي شيبة، وفيها زَعَمَ ابْنُ حَزْمٍ نَظَرٌ.
وَقَدْ تَرْجَمَهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، ووصفه بالحفظ والإتقان، وأنه كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ رحمه الله.
وَأَرَّخَ وَفَاتَهُ بهذه السنة عن خمس وسبعين سنة.
الحسن بن بشار أَبُو عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ رَوَى عَنْ أَبِي بِلَالٍ الْأَشْعَرِيِّ، وَعَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، رَأَى فِي مَنَامِهِ - وَقَدْ كَانَتْ بِهِ عِلَّةٌ - قائلاً يقول له: كل لا، وادهن بلا.
فَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى (زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غريبة)[النور: 35] فَأَكَلَ زَيْتُونًا وَشَرِبَ زَيْتًا فَبَرَأَ مِنْ عِلَّتِهِ تِلْكَ.
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَنْمَاطِيُّ الْمَعْرُوفُ بِمُرَبَّعٍ تِلْمِيذُ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، كان ثقة حافظاً عبد الرحيم الرقي (1) .
وَمُحَمَّدُ بْنُ
وَضَّاحٍ (2) الْمُصَنِّفُ.
وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ صَاحِبُ الْمُسْنَدِ.
مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ابن مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كُدَيْمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ الْكُدَيْمِيُّ، وهو ابن امرأة نوح بْنِ عُبَادَةَ، وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ، وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، وَالْأَصْمَعِيَّ وَخَلْقًا.
وَعَنْهُ ابْنُ السَّمَّاكِ وَالنَّجَّادُ.
وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ القطيفي، وقد كان حافظاً مكثراً مغرباً، وقد تكلم فيه الناس لأجل غرائبه في الروايات.
وقد ذكرنا ترجمته في التكميل.
وتوفي يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ لِلنِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الآخرة منها، وقد جاوز المائة، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي.
يعقوب بن إسحاق بن نخبة أَبُو يُوسُفَ الْوَاسِطِيُّ، سَمِعَ مِنْ يَزِيدَ بْنِ هارون وقدم بغداد وحدث بها أربعة أَحَادِيثَ، وَوَعَدَ النَّاسَ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ مِنَ الْغَدِ فمات من ليلته عن مائة واثني عشر سنة.
الوليد أبو عبادة البحتري فيما ذكر الذَّهَبِيُّ، وَقَدْ تقدَّم ذِكْرُهُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْهَا تَفَاقَمَ أَمْرُ الْقَرَامِطَةِ صُحْبَةِ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيِّ فَقَتَلُوا وَسَبَوْا وَأَفْسَدُوا فِي بلاد
(1) وهو عبد الرحيم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ البرقي مولى الزهريين روى السيرة عن ابن هشام وكان ثقة (شذرات 2 / 193)(2) أبو عبد الله الاندلسي الامام محدث قرطبة.
كان قانتاً لله بصيراً بعلل الحديث، وكان فقيرا زاهدا.
رحل إلى.
المشرق مرتين (*) .
هَجَرَ، فَجَهَّزَ الْخَلِيفَةُ إِلَيْهِمْ جَيْشًا كَثِيفًا وَأَمَّرَ عليهم العباس بن عمرو الغنوي، وأمر عَلَى الْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ لِيُحَارِبَ أَبَا سَعِيدٍ هَذَا، فالتقوا هنالك وكان العباس فِي عَشَرَةِ آلَافِ مُقَاتِلٍ، فَأَسَرَهُمْ أَبُو سَعِيدٍ كلهم (1) ولم ينج منهم إلا الْأَمِيرُ وَحْدَهُ، وَقُتِلَ الْبَاقُونَ عَنْ آخِرِهِمْ صَبْرًا بين يديه قبَّحه اللَّهُ.
وَهَذَا عَجِيبٌ جِدًّا، وَهُوَ عَكْسُ وَاقِعَةِ عَمْرِو بْنِ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ أُسِرَ مِنْ بين أصحابه وحده ونجوا كلهم وَكَانُوا خَمْسِينَ أَلْفًا.
وَيُقَالُ إِنَّ الْعَبَّاسَ لَمَّا قَتَلَ أَبُو سَعِيدٍ أَصْحَابَهُ صَبْرًا بَيْنَ يَدَيْهِ وهو ينظر، وكان في جملة من أسر أَقَامَ عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ أَيَّامًا ثُمَّ أَطْلَقَهُ وَحَمَلَهُ عَلَى رَوَاحِلَ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى صَاحِبِكِ وأخبره بِمَا رَأَيْتَ.
وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الْوَاقِعَةُ فِي أواخر شعبان منها (2) ، فلما وقع هذا الأمر الفظيع انْزَعَجَ النَّاسُ لِذَلِكَ انْزِعَاجًا عَظِيمًا جِدًّا، وَهَمَّ أهل البصرة بالخروج مِنْهَا فَمَنَعَهُمْ مِنْ ذَلِكَ نَائِبُهَا أَحْمَدُ الْوَاثِقِيُّ.
وَفِيهَا أَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى بِلَادِ طَرَسُوسَ وَكَانَ نَائِبُهَا ابْنُ الْإِخْشِيدِ قَدْ تُوُفِّيَ فِي الْعَامِ الماضي واستخلف على الثغر أبا نابت، فَطَمِعَتِ الرُّومُ فِي تِلْكَ النَّاحية وَحَشَدُوا عَسَاكِرَهُمْ، فالتقى بهم أَبُو ثَابِتٍ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى مُقَاوَمَتِهِمْ، فَقَتَلُوا مِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةً وَأَسَرُوهُ فِيمَنْ أَسَرُوا، فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الثَّغْرِ عَلَى ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ فَوَلَّوْهُ أَمْرَهُمْ.
وَذَلِكَ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ.
وَفِيهَا قُتِلَ: مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ أَمِيرُ طَبَرِسْتَانَ وَالدَّيْلَمِ.
وَكَانَ سبب ذلك أن إسماعيل الساماني لما ظفر بعمرو بن الليث ظَنَّ مُحَمَّدٌ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ لَا يُجَاوِزُ عَمَلَهُ، وَأَنَّ خُرَاسَانَ قَدْ خَلَتْ لَهُ، فَارْتَحَلَ مِنْ بلده يريد خراسان، وسبقه إسماعيل إليها، وكتب إليه إن الزم عملك ولا تتجاوزه إِلَى غَيْرِهِ فَلَمْ يَقْبَلْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ جَيْشًا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الَّذِي كَانَ يَنُوبُ عَنْ رَافِعِ بْنِ هَرْثَمَةَ، فَلَمَّا الْتَقَيَا هَرَبَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ خَدِيعَةً، فَسَارَ الْجَيْشُ وَرَاءَهُ فِي الطَّلَبِ فَكَرَّ عَلَيْهِمْ رَاجِعًا فَانْهَزَمُوا منه فأخذ مَا فِي مُعَسْكَرِهِمْ وَجُرِحَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ جراحات شديدة فمات بسببها بعد أيام، وأسره وَلَدُهُ زَيْدٌ فَبُعِثَ بِهِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ أحمد فأكرمه وأمر له بجائزة.
وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ هَذَا فَاضِلًا دَيِّنًا حَسَنَ السِّيرَةِ فِيمَا وَلِيَهُ مِنْ تِلْكَ البلاد، وكان فيه تشيع.
تقدم إِلَيْهِ يَوْمًا خَصْمَانِ اسْمُ أَحَدِهِمَا مُعَاوِيَةُ وَاسْمُ الْآخَرِ عَلِيٌّ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ إِنَّ الْحُكْمَ بَيْنَكُمَا ظَاهِرٌ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ لَا تَغْتَرَّنَّ بِنَا، فَإِنَّ أَبِي كَانَ مِنْ كِبَارِ الشِّيعَةِ، وَإِنَّمَا سَمَّانِي مُعَاوِيَةَ مُدَارَاةً لِمَنْ ببلدنا من أهل السُّنَّةِ.
وَهَذَا كَانَ أَبُوهُ مِنْ كِبَارِ النَّوَاصِبِ فَسَمَّاهُ عَلِيًّا تُقَاةً لَكُمْ، فَتَبَسَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ زيد وأحسن إليهما.
(1) في الطبري 11 / 368 ومروج الذهب 4 / 299: أسر وقتل من أصحابه نحو سبعمائة صبرا.
وفي ابن
الاثير 7 / 499: قتل الاسراى جميعا وحرقهم.
(2)
قال الطبري: كنت الوقعة في آخر رجب وورد خبرها إلى بغداد لأربع خلون من شعبان.
وفي مروج الذهب: كانت في رجب (*) .