الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خبرها، نحو: جعلت لا ألهو. وقد ندر في هذا الحديث دخول "ما" على
(جعل). (95).
- وقوله (وفي "ليُمشطنّ" شاهد على وقوع الجملة القسمية خبرًا
…
وهذا في خبر "كان" غريب. وإنما يكثر في خبر المبتدأ
…
وفي "ليردُ علىّ أقوام" شاهد على وقوع المضارع المثبت المستقبل جواب قسم غير مؤكد بالنون، وفيه غرابة، وهو مما زعم أكثر النحويين أنه لا يجوز إلا في الشعر
…
والصحيح أنه كثير في الشعر قليل في النثر). (96)
- وقوله (وأمر المتكلم نفسه بفعل مقرون باللام فصيح قليل في الاستعمال). (97)
أخلص من هذا إلى أن لابن مالك وجهة اختص بها في الاستدلال بالشواهد. وله كما يرى بعضهم (طريقة سلكها بين طريقي البصريين والكوفيين. فان مذهب الكوفيين القياس على الشاذ، ومذهب البصريين اتباع التاويلات البعيده التى يخالفها الظاهر، وابن مالك يعلم بوقوع ذلك من غير حكم عليه بقياس ولا تأويل، بل -أي قليلًا- يقول: إنه شاذ أو ضرورة، كقوله فى التمييز: والفعل [ذو] التصريف نزرا سبقًا)(98)
وهذا أسلوب علمي نعته ابن هشام الأنصارى (ت 761هـ) بقوله:
(وهذه الطريقة طريقة المحققين وهي أحسن الطريقتين)(99)
قيمة الكتاب
يعد "شواهد التوضيح" من أهم مصنفات ابن مالك التي تكشف عن أسلوبه في النقاش والحجاج، ومعالجة المشكلات اللغوية، وتبين سعة أفقه وإحاطته بشواهد النحو واللغة.
وهو أول كتاب يختص الحديث الشريف، بالدراسة من الوجهة النحوية
(95) شواهد التوضيح: الورقة 12 ظ.
(96)
شواهد التوضيح: الورقة 24 ظ- 25 و.
(97)
شواهد التوضيح: الورقة "27 ظ". وينظر الورقات "3 ظ " و"16 ظ" و"19 و" و"23 و" و"25 و" و"29 ظ".
(98)
الاقتراح في علم أصول النحو ص 114.
(99)
المصدر نفسه ص 114.
جاعلًا من "صحيح البخاري" محورًا للبحث ومناقشهّ آراء المتقدمين من النحاة. فامتاز عن غيره من الأصول بهذه الخصيصة، (100) مع كثرة شواهده ووفرتها قياسًا الي ما في مصنفات ابن مالك الأخرى.
ولم يتهيأ لكتاب نحوي في مثل حجم "شواهد التوضيح" ما تهيأ له من النصوص، إذ ضم -على صغر حجمه- سبع مئة وثلاثين شاهدًا ما بين آية وحديث ومنظوم ومنثور من كلام العرب.
وفيه انفرد المؤلف بذكر أبيات من الشعر كثيرة، استدل بها على قواعد نحوية، فاستدرك على النحاة جملة من القواعد، وكثيرًا من الشواهد، ونفّس عن العربية بعض الشيء.
ومن محاسن منهجه في الاستشهاد أن نصوص النثر تتكافأ ونصوص الشعر أو تزيد عليها، وهي طريقة تخالف ما جرى عليه أكثرالنحاة حين اهتموا اهتمامًا زائدًا بأبيات الشعر.
والاعتماد على النصوص الوفيرة والاسلوب العربي السليم وسم الكتاب بالسمة التطبيقية الوصفية التي ترفض الاقتصار على التعليل والتأويل غالبًا، وتتوخى التسهيل والتيسير.
وكان لهذا المنهج تأثير واضح في كثير ممن جاء بعده من النحاة الذين أخذوا بشواهده ورددوها في كتبهم واثقين بها. وكثيرًا ما يجد المطالع فيها عبارات تنسب النصوص إلى ابن مالك. مثل قولهم (أنشده ابن مالك) و (ذكره ابن مالك) و (استدل بقوله) و (مثل بقوله صلى الله عليه وسلم). (101)
ويلقي الكتاب الضوء على الصلة بن النحو والتفسير، فقد إنتشرت
(100) ولأبى البقاء العكبري المتوفى سنة 616 هـ كتابا "اعراب الحديث النبوي" يقوم على توجيه اعراب ما يشكل من الألفاظ الواقعة في الأحاديث ليس غير. أما كتابنا موضوع الدراسة فهو بحث نحوي يقوم على مناقشة النحاة والاستناد إلى الاحتجاج بالشواهد الكثيرة فالكتابان مختلفان في المنهج والموضوعات.
(101)
ينظر على سبيل المثال: شرح الألفيه لابن الناظم ص 198 و 272 و 277 والجنى الداني، للمرادي ص 10 و 197 و 228 و 263 و 314 و 317. ومغني اللبيب، لابن هشام 1/ 67 و 96 و 99 و 2/ 514 و 521 وشرح الألفية لابن عقيل / 1/ 194 و 575. والأشموني 1/ 215 و 233 و 4/ 12. والتصريح على التوضيح (مع شرح العليمي) 1/ 365 و 377 و 392.