المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ إجراء "رأى" البصرية مجرى "رأى" القلبية - شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

[ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌المُقَدمَة

- ‌اسم الكتاب ونسبته إلى ابن مالك

- ‌دوافع تأليف الكتاب

- ‌زمن تاليف الكتاب

- ‌مادة الكتاب

- ‌منهج الكتاب وأسلوبه

- ‌الشواهد والاستشهاد في الكتاب

- ‌القرآن الكريم وقراءاته:

- ‌الحديث الشريف:

- ‌الشعر:

- ‌أقوال العرب ولغاتها:

- ‌المنهج العام للاستشهاد في الكتاب:

- ‌قيمة الكتاب

- ‌مآخذ على الكتاب

- ‌مخطوطات الكتاب المعتمدة

- ‌المخطوطة (أ):

- ‌المخطوطة "ب

- ‌المخطوطة "ج

- ‌المخطوطة "د

- ‌عملي في التحقيق

- ‌حذف حرف العطف

- ‌ وقوع جواب "لو" مضارعًا منفيا بـ "ما

- ‌ دخول" ما" على "جعل

- ‌ موافقة "علق" لـ "طفق

- ‌ إجراء فعل القول مجرى فعل الظن

- ‌ حذف المضاف وأقامة المضاف إليه مقامه:

- ‌ حذف همزة الإستفهام

- ‌حذف العائد على الموصول

- ‌ إجراء "رأى" البصرية مجرى "رأى" القلبية

- ‌ دخول لام الابتداء على خبر "كان

- ‌ وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌ وقوع المضارع المثبت المستقبل جواب قسم غير مؤكد بالنون

- ‌ تلقي القسم بمبتدأ غير مقرون باللام

- ‌ الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه

- ‌ توسط القسم بين جزءي الجواب

- ‌لغة "أكلوني البراغيث

- ‌ إضافه الموصوف إلى الصفة

- ‌ استعمال "قط" غير مسبوقة بنفي

- ‌جمع "ضَيف" على "ضَعَفة

- ‌ إجراء "ما" الموصولة مجرى "ما" الاستفهامية في حذف ألفها

- ‌ حذف المجزوم بـ "لا" التي للنهى

- ‌ استعمال "على" اسمًا

- ‌ وقوع الجواب موافقًا للشرط لفظًا ومعنى

- ‌ إخلاء جواب "لو" المثبت من اللام

- ‌مهيم" اسم فعل بمعنى: أخبر

- ‌ استعمال "أحد" في الإيجاب

- ‌المصادر

الفصل: ‌ إجراء "رأى" البصرية مجرى "رأى" القلبية

ونظير تضمين "عسى" معنى "حسب" تضمين"رحُب " معنى "وسع " في قول من قال (992)(رحبكم الدخول في طاعة الكرماني).

*****

ويجوز جعل تاء "عسيتهم" حرف خطاب، والهاء والميم اسم "عسى".

والتقدير: عساهم أن يفعلوا بي. وهذا وجه حسن، وفيه نصر (993) للفراء في كون تاء "أرأيتكم " حرف خطاب، وفاعل "رأى" الكاف والميم (994).

*****

وفي قول عائشة وحذيفة رضي الله عنهما شاهدان على‌

‌ إجراء "رأى" البصرية مجرى "رأى" القلبية

في أن يجمع لها بين ضميري فاعل ومفعول لمسمى واحد، ك "رأيتُنا ورأيتني". وكان حقه أن لا يجوز، كما لا يجوز: أبصرتُنا وأبصرتني. لكن حملت "رأى" البصرية على "رأى" القلبية لشبهها بها لفظًا ومعنى.

ومن الشواهد الشعرية على ذلك قول قطري بن الفجاءة (995):

168 -

ولقد أراني للرماح دريئةً

من عن يميني تارة وأمامي

ومثله قول عترة (996):

169 -

فرأيتُنا ما بيننا من حاجز

إلا المجن ونصل أبيض مِقصل

(992) هو نصر بن سيار. والعبارة في تهذيب اللغة "رحب" 5/ 26 بلفظ "أرحبكم.

".

(993)

ج: نصرة. د: نظر. تحربف.

(994)

معاني القرآن، للفراء 1/ 313.

(995)

شرح المفصل 8/ 40 ومعجم شواهد العرببة 1/ 376.

(996)

ديوانه ص 258 وهمع الهوامع 1/ 246.

ص: 204

[22ظ]، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال (وإن بين عينيه مكتوب كافر. وفي نسخة، مكتوبًا كافرًا (997).

وقوله صلى الله عليه وسلم (العله أن يخفف عنهما)(998).

وقوله صلى الله عليه وسلم (فإن أحدكم إذا صلى، ِ وهو ناعس، لا يدري لعله يستغفر فيسب

نفسه) (999).

وقول البراء رضي الله عنه (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته [البيضاء] (1

) وإن أبا سفيان آخذ بزمامها) (1001).

وقول أم حبيبة رضي الله عنها (إني كنت عن هذا لغنية)(1002).

قلت: إذا رُفع في حديث الدجال "مكتوب" جعل (1003) اسمًا "إن" محذوفًا، وما بعد ذلك جملة من مبتدأ وخبر في موضع رفع خبرًا ل "إن".

والاسم المحذوف إما ضمير الشأن د أما ضمير عائد على الدجال.

ونظيره إن كان المحذوف ضميرَ الشأن قول النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات (1004)

(وإن لنفسك حق)(1005)، وقوله صلى الله عليه وسلم بنقل من يوثق بنقله (إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون)(1006).

وقول بعض العرب (إن بك زيدً مأخوذ). رواه سيبويه عن الخليل (1007)

(997) صحيح البخاري 9/ 76.

(998)

صحيح البخاري 1/ 62و 2/ 114 و 8/ 20. وروي بدون "أن، في 2/ 118 و 8/ 21.

(999)

صحيح البخاري 1/ 61. وروي "فيسب" بالنصب والرفع.

(1

) البيضاء ليست في المخطوطات وأضفتها من صحيح البخاري.

(1001)

صحيح البخاري 5/ 195. وينظر أيضًا 4/ 37.

(1002)

صحيح البخاري 2/ 94.

(1003)

ب: يجعل.

(1004)

أ: المرويات.

(1005)

صحيح البخاري 2/ 65. وفي نسخة ورد بلفظا "حقًا".

(1006)

سنن النسائي 8/ 191. وينظر: صحيح مسلم 3/ 1670.

(1007)

الكتاب 2/ 134.

ص: 205

ومنه قول رجل للنبي صلى الله عليه وسلم (لعل نزعها عرق)(1008)، أي: لعلها.

ونظائره في الشعر كثيرة.

وإن كان الضمير ضمير الدجال فنظيره رواية الأخفش: (إن بك مأخوذ أخواك)، والتقدير: إنك بك مأخوذ أخواك (1009) ونظيره من الشعر قوله (1010).

170 -

فليتَ دفعتَ الهمَّ عني ساعةً

فبتنا على ما خيلتْ ناعمَي (1011) بالِ

أراد: فليتك، ومثله قول الآخر (1012)

171 -

فلو كنتَ ضبيًا عرفتَ قرابتي

ولكن زنجى عظيمُ المشافر

أراد: ولكنك زنجي، ويروى: ولكن زنجيًا، على حذف الخبر.

ومن روى "مكتويًا" فيحتمل أن يكون اسم "إن" محذوفًا على ما تقرر في رواية الرفع، و "كافر" مبتدأ، وخبره "بين عينيه" و "مكتوبا" حال.

أو يجعل "مكتويًا" اسم "إن" و "بين عينيه" خبر، و" كافر" خبر مبتدأ، والتقدير هو كافر.

ويجوز رفع "كافر" ب "مكتوب" وجعلُه سادًا مسد خبر "إن،" كما يقال: إنَّ قائمًا الزيدان وهذا مما انفرد به (1013) الأخفش.

(1008) في صحيح البخاري 7/ 569 "لعل نزعه عرق". وفي نسخة "لعله نزعه عرق". ولم أقف

على رواية ابن مالك "نزعها" في شيء من كتب الحديث المتيسرة.

(1009)

سقط من ج: والتقدير إنك بك مأخوذ أخواك.

(1010)

هو يهدى بن زيد العبادي. ديوانه ص 162 والإنصاف 1/ 183 ومعجم شواهد العربية

1/ 311.

(1011)

ب: يا عمي. تحريف.

(1012)

هو الفرزدق. ديوانه 2/ 481 والكتاب 2/ 136 ومعجم شواهد العربية 1/ 177.

(1013)

به: ساقط من ج.

ص: 206

ويجوز في "لعله أن يخيفف عنهما"(1014) إعادة الضميرين إلى الميت باعتباركونه انسانا، وباعتبار كونه نفسًا.

ونظيره في جعل أمرين متضادين لشيء واحد قوله تعالى {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} (1015) فاَفرد اسم "كان" باعتبار لفظ "مَن" وجمع الخبر باعتبار المعنى.

ويجوزكون الهاء (1016) من العله " ضمير الشأن، وكون الضمير من "يخفف عنهما" (1017) ضمير النفس، وجاز تفسير ضمير الشأن ب "أن" وصلتها مع أنهما (1018) في تقدير مصدر لأنهما (1019) في حكم جملة، لاشتمالهما (1020) على مسند ومسند إليه.

ولذلك سدت مسد مطلوبى "حسب" و" عسى" في نحو {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} (1021)، وفي {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (1022).

ويجوز فى قول الأخفش أن تكون "أن" زائدة مع كونها ناصبة، ونطرها (1023) بزيادة الباء و "مِن" مع كونهما جارتين (1024)

ومن تفسير ضمير الشأن ب "أن"وصلتها قول عمر رضي الله عنه: (فما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فَعَقرتُ حتى ما تقلني رجلاي)(1025).

*****

(1014) ب: بها. تحريف.

(1015)

سورة البقرة 2/ 111.

(1016)

الهاء: ساقط من ب.

(1017)

ب: عنها. تحريف.

(1018)

أ: انها.

(1019)

أ: لأنها.

(1020)

أ: لاشتمالها.

(1021)

سورة البقرة 2/ 214 وآل عمران 3/ 142.

(1022)

سورة البقرة 2/ 216.

(1023)

ج د: ونظيرها. تحريف.

(1024)

في تفسير قوله تعالى (ومالنا إن لا نقاتل) من سورة البقرة 2/ 246 قال الأخفش في معاني

القرآن ص 329 (فاعملَ "أن" وهي زائدة كما قال: ما أتاني من أحد، فأعمل"من" وهي زائدة).

(1025)

في صحيح البخاري 6/ 17 (والله ما هو إلا

).

ص: 207

[23و] وفي" لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه" جواز الرفع باعتبار عطف الفعل على الفعل، وجواز النصب باعتبار جعل "فيسب" جوابًا ل "لعل"، فإنها مثل "ليت" في اقتضائها جوابًا منصوبًا، وهو (1026) مما خفي على أكثر النحويين.

ونظير جواز الرفع والنصب في "فيسب نفسه" جوازهما في {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ} (1027). نصبه عاصم ورفعه الباقون (1028). وفي {فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} (1029). نصبه حفص ورفعه الباقون (1030).

*****

وليس في حديث البراء إلا وقوع "إن" بعد واو الحال. وهو أحد المواضع التي يستحق فيها كسر "إن".

ونظيره قوله تعالى {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} (1031) ومن نظائره العربية قول الشاعر (1032):

172 -

سئلت وإني موسر غير بَاخل

فجدت بما أغنى الذي جاء سائلا

*****

(1026) ج: وهي. تحريف.،

(1027)

عبس 8/ 30 و 4.

(1028)

التيسير ص 220.

(1029)

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} غافر. 40/ 36 و37.

(1030)

التيسير ص 191 ..

(1031)

الانفال 8/ 5.

(1032)

لم أقف على البيت في كتاب.

ص: 208