المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ وقوع جواب "لو" مضارعا منفيا بـ "ما - شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح

[ابن مالك]

فهرس الكتاب

- ‌المُقَدمَة

- ‌اسم الكتاب ونسبته إلى ابن مالك

- ‌دوافع تأليف الكتاب

- ‌زمن تاليف الكتاب

- ‌مادة الكتاب

- ‌منهج الكتاب وأسلوبه

- ‌الشواهد والاستشهاد في الكتاب

- ‌القرآن الكريم وقراءاته:

- ‌الحديث الشريف:

- ‌الشعر:

- ‌أقوال العرب ولغاتها:

- ‌المنهج العام للاستشهاد في الكتاب:

- ‌قيمة الكتاب

- ‌مآخذ على الكتاب

- ‌مخطوطات الكتاب المعتمدة

- ‌المخطوطة (أ):

- ‌المخطوطة "ب

- ‌المخطوطة "ج

- ‌المخطوطة "د

- ‌عملي في التحقيق

- ‌حذف حرف العطف

- ‌ وقوع جواب "لو" مضارعًا منفيا بـ "ما

- ‌ دخول" ما" على "جعل

- ‌ موافقة "علق" لـ "طفق

- ‌ إجراء فعل القول مجرى فعل الظن

- ‌ حذف المضاف وأقامة المضاف إليه مقامه:

- ‌ حذف همزة الإستفهام

- ‌حذف العائد على الموصول

- ‌ إجراء "رأى" البصرية مجرى "رأى" القلبية

- ‌ دخول لام الابتداء على خبر "كان

- ‌ وقوع الجملة القسمية خبرًا

- ‌ وقوع المضارع المثبت المستقبل جواب قسم غير مؤكد بالنون

- ‌ تلقي القسم بمبتدأ غير مقرون باللام

- ‌ الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه

- ‌ توسط القسم بين جزءي الجواب

- ‌لغة "أكلوني البراغيث

- ‌ إضافه الموصوف إلى الصفة

- ‌ استعمال "قط" غير مسبوقة بنفي

- ‌جمع "ضَيف" على "ضَعَفة

- ‌ إجراء "ما" الموصولة مجرى "ما" الاستفهامية في حذف ألفها

- ‌ حذف المجزوم بـ "لا" التي للنهى

- ‌ استعمال "على" اسمًا

- ‌ وقوع الجواب موافقًا للشرط لفظًا ومعنى

- ‌ إخلاء جواب "لو" المثبت من اللام

- ‌مهيم" اسم فعل بمعنى: أخبر

- ‌ استعمال "أحد" في الإيجاب

- ‌المصادر

الفصل: ‌ وقوع جواب "لو" مضارعا منفيا بـ "ما

ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا يمر علي

ثلاث وعندي منه شيء) (502).

قلت: تضمن هذا الحديث ثلاثة أشياء:

1 -

أحدها (503)، وهو أسهلها، وقوع التمييز بعد "مثل"[11 ظ] ومنه {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (504)، و (على التمرةِ مثلها زبدًا) (505) ومنه قول الشاعر (506):

89 -

ولو مثلُ ترب الأرض درًا وعسجدًا

بذلت لوجه الله كان قليلًا

2 -

والثاني:‌

‌ وقوع جواب "لو" مضارعًا منفيا بـ "ما

" وحق جوابها أن يكون ماضيًا مثبتًا، نحو: لو قام لقمت، أومنفياب "لم" (507) نحو: لو قام لم أقم.

واما الفعل الذي يليها فيكون مضارعًا مثبتًا، ومنفياب "لم" وماضيا مثبتًا، نحو: لو تقوم (508) لقمت، و: لو لم تقم لقمت،، و: لو قمتَ لقمت.

فلنا في وقوع المضارع في هذا الحديث جوابان:

أحدهما- أن يكون وضع المضارع موضع الماضي الواقع جوابًا، كلما وضع في موضعه وهو شرط، كقوله تعالى {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} (509)، والأصل: لو أطاعكم. فكما وقع "يطيع " موقع "اطاع" وهو شرط، وقع"يسرني" موقع "سرنى" وهو جواب.

(502) صحيح البخاري 3/ 144.

(503)

ج: احداهما. تحريف.

(504)

الكهف 18/ 109.

(505)

المفصل، للزمخشرى ص. 3. والعبارة ساقطة من ب.

(506)

لم أقف على البيت في كتاب.

(507)

سقط من ب: نحو لو قام لقمت أو منقبا بلم.

(508)

ب: تقم. تحريف.

(509)

الحجرات 49/ 7.

ص: 127

الثاني- أن يكون الأصل: ما كان يسرني (510)، فحذف "كان" وهو جواب "لو"، وفيه ضمير هو الاسم، و"يسرني" خبر.

وحذف "كان " مع اسمها وبقاءُ خبرها كثير في نثر الكلام ونظمه (511).

فمن النثر قول النبي صلى الله عليه وسلم (المرءُ مجزى بعمله، إنْ خيرًا فخيرَ وإن شرًا فشر (512). أي: (ن كان عمله خيرا فجزاؤه خيرَ، وإن كان عمله شرًا فجزاؤه شر.

ومن النظم قول الشاعر (513):

90 -

حَدبتْ علي بطون ضنة كلها

إن ظالمًا فيهم وإن مظلوما

أي: إن كنت ظالمًا فيهم، وإن كنت مظلومًا.

وأشبه شيء بحذف "كان" قبل "يسرني" حذفُ "جعل" قبل "يجادلنا" في قوله تعالى {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} (514) أي: جعل يجادلنا في قوم لوط (515) لأن "لما" مساوية لـ " لو" في استحقاق جواب بلفظ الماضي، فلما وقع المضارع في موضع الماضي دعت الحاجة إلى أحد أمرين: إما تأول المضارع بماض، وإما تقدير ماض قبل المضارع، وهو أولى الوجهين. والله تعالى أعلم.

3 -

الثالث: وقوع "لا" بين " أن " و "يمر" والوجه فيه أن تكون "لا" زائدة، كما هي في قوله تعالى {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} (516) أي: ما منعك أن تسجد، لأنه امتنع

(510) ج: يسر. تحريف.

(511)

ب: نظم الكلام ونشره. تحريف.

(512)

لم أقف فيما تيسر من كتب الحديث على هذا الشاهد. وجاء في كتاب سيبويه 1/ 58 (وذلك قولك: الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرًا فخير وإن شرًا فشرْا. وفيه شبه بما عده ابن مالك حديثًا نبويًا.

(513)

هو النابغة الذبيانى، ديوانه ص 103 وكتاب سيبويه 1/ 262 ومعجم شواهد العربية 1/ 337.

(514)

هود 74/ 11. وسقط من ب: عن إبراهيم.

(515)

كرر فى ب،: أي جعل يجادلنا في قوم لوط.

(516)

الأعراف 7/ 12.

ص: 128

من ثبوت السجود لا من انتفائه. وكذا "ما يسرني أن لا يمرّ"معناه (517): ما يسرني أن يمر، و "لا" زائدة.

(517) سقط من ج: ما يسرني أن لا يمر معناه.

ص: 129

ومنها قول ابن عمر رضي الله عنهما (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب راحلته، ثم

يُهل حين تستوي به راحلته) (518). ويروَى: حتى تستوي (519) به راحلته.

قلت: هذا الموضع صالح لـ "حين" ولـ "حتى".

أما صلاحيته ل "حين" فظاهرة.

ْوأما صلاحيته ل " حتى" فعلى أن يكون قصد حكايته الحال، فاتى ب "حتى" مرفوعًا بعدها الفعل، كقراءة نافع:{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} (520) وكقول العرب (مرض فلان حتى لا يرجونه)، على تقدير: مرض فاذا هولا يرجَى.

وكذا تقدير الحديث: ثم يهل فإذا هي (521) مستوية به راحلته، والمعنى أن أهلاله مقارن لاستواء راحلته به (522)، كما أن انتفاء رجاء المريض مقارن للحال التي انتهى إليها. ولو نصب "تستوي" لم يجز؛ لأنه يستلزم أن يكون التقدير: ثم يهل إلى أن تستوي به راحلته. وهو خلاف المقصود [12و] إلا (523) إن يريد: يهل بلا قطع حتى تستوي به راحلته، فيقطع قطع استراحة مردفا (524) باهلال مستأنف فذلك جائز.

(518) اللفظ فى صحيح البخاري 2/ 156 هو (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب راحلته بذي الحليفة، ثم يُهل حتى تستوي به قائمة). وفى نسخة: حين تستوي.

(519)

ضبط ياء" تستوي " لا صحيح البخاري بالفتح فقط، ويفهم من كلام ابن مالك الآتي أنه يريد توجيه رواية اسكان الياء وتقدير علامة الرفع عليها. ولعله اطلع على نسخة فيها هذه الرواية.

(520)

سورة البقرة 2/ 214 وقراءة غير نافع من السبعة بنصب" يقول". ينظر: التيسير ص 80.

(521)

د: هو. تحريف.

(522)

به: ساقطْ من ب.

(523)

ب: إلى. تحريف.

(524)

ج: مرادفا. تحريف.

ص: 130

ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في في باب المواقيت (هن لهن ولمن أتى عليهن .. من غير أهلهن)(525).

قلت: الضمير الأول والضمير الثالث والضمير الرابع عائدة على المواقيت، فلا إشكال فيهن؛ لأن كل ضمير عائد على جمع مالًا يعقل (526)، فالتعبير عنه في الرفع والاتصال بنحو: فعلتْ وفعلن، وفي الرفع والانفصال، بنحو: هى وهن، وفي النصب والجر بنحو: عرفتها وعرفتهن.

إلا أن "فعلن" و "هن" و "عرفتهن"(527) أولى بالعدد القليل، و "فعلتْ" و "هي" و"عرفتها" أولى بالعدد الكثير. فلذلك يقال: الاجذاع إنكسرنَ، وهن منكسرات (528) وعرفتهن. لأن "الأجذاع" جمع قلة. بريقال: الجذوع انكسرت، وهي منكسرة، وعرفتها؛ لأن الجذوع جمع كثرة. هذا على الأفصح. والعكس جائز.

وبالأفصح جاء قوله (529) "هن (530)

ولمن أتى عليهن من غير أهلهنَّ".

ولوجاء بغير الأفصح لكان: هى (531)

ولمن أتى عليها عن غير أهلها.

وبالأفصح أيضاً (532) جاء القرآن، أعني قوله تعالى {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ

(525) في صحيح البخاري 2/ 157 - 158 (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وقت رسول

الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحلَيفة، ولأهل الشام الجحفَة، ولأهل نًجد قرْن المنازل، ولأهل اليمن يلملم. فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن

). فالحديث كلما ترى من قول ابن عباس. ولعله سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم. وفي نسخة من البخاري "فهن لهم" بدلًا من "فهن لهن".

(526)

ب: يفعل. تحريف.

(527)

سقط من ب. إلا إن يفعلن وهن وعرفتهن.

(528)

ب: مكسرات تحريف.

(529)

ب: فالأفصح قوله. تحريف.

(530)

ج: هن لها. د: هن لهن. تحريف.

(531)

أج: هى لها.

(532)

أيضًا: ساقط من ج.

ص: 131

الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} (533). فقيل: "منها" في ضمير "اثني عشر" و "فيهن" في ضمير"أربعة".

وأما الضمير في (534) قوله "لهن" فكان حقه أن يكون هاءً وميمًا، فيقال:"هن لهم" لأن المراد أهل المواقيت. فاللائق بهم ضمير الجمع المذكر، ولكنه انث باعتبار الفرق والزمر والجماعات.

وسبب العدول عن الظاهر تحصيل التشاكل للمتجاورين، كما قيل في بعض الأدعية المأثورة (اللهم رب السماوات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، وربٍ الشياطين وما أضللن)(535). واللائق بضمير الشياطين أن يكون واوًا، فجعل نونًا قصدًا للمشاكلة، والخروج عن الأصل لقصد المشاكلة كثير، ومنه "لا دريت ولا تليت"(536)، و (أخذه ما قدُم وما حدُث) (537) والأصل: تلوت، وحدَث. ونظائر ذلك كثيرة.

(533) التوية 9/ 36 وقبلها {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}

(534)

ج د: من.

(535)

جاء في سنن الترمذي 5/ 200 قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم ربْ السماوات السبع وما أظلت، وربْ الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما اضلت

). ولا شاهد فيه هنا.

(536)

صحيح البخاري 2/ 108و118 في نسخة "أتليت".

(537)

من كلام أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. والرواية في المسند 4/ 404) عن أبي موسى

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرسه أصحابه، فقمت ذات ليلة فلم أره في منامه، فأخذني ما قدم وما حدث فذهبت انظر.

ص: 132

ومنها قول رسول الله (فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا)(538).

قلت: (539) نصب "نارًا" على التمييز، وأسند "يتوقد" إلى ضمير عائد على "الثقب". كما يقال: مررت بامرأة تتضوع من اردانها طيبا.

وعلامة صحة انتصاب التمييز بفعل أن يصلح اسناد الفعل إليه مضافًا الي المجعول فاعلًا، كقولك في "تتضوع من أردانما طيبا": يتضوع طييها من أردانها، وكقولك (540) في "طاب زيد نفسًا" طابت نفس زيد.

وهذا الاعتبار صحيح في "يتوقد تحته نارًا" بأن يقال: تتوقد ناره تحته، فصح نصب "نار"(541) على التمييز. ويجوز أن يكون فاعل "يتوقد" موصولًا ب "تحته " فحذف وبقيت صلته دالة عليه لوضوح المعنى، والتقدير: يتوقد الذي تحته نارًا، أو: يتوقد ما تحته نارًا. و"نارًا" أيضا تمييز.

ونظير هذا التقدير قول الأخفش في {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا} (542) إن أصله: وإذا رأيت ما ثم (543).

وحذف الموصول لدلالة صلته (544) عليه مما انفرد به الكوفيون (545)، ووافقهم الأخفش.

وهم في ذلك مصيبون.

(538) صحيح البخاري 2/ 125. وقىِ نسخة" تتوقد تحته نارُ".

(539)

ب: قلت تضمن هذا الحديث. تحريف.

(540)

من "طيبا" إلى هنا ساقط من ب. وكتب بدله (ومنه طاب).

(541)

د: نارا: تحريف.

(542)

الانسان 20/ 76.

(543)

لم أقف على هذا التقدير في "معاني القرآن" للأخفش، ولكنى وجدته يصرح عند تفسير الآية

في ص 60 بما يأتى: (يريد أن يجعل "رأيت" لا تتعدى، كما يقول: ظننت في الدار خير" وما نسبه ابن مالك إلى الأخفش ثابت في "معاني القرآن" للفراء 3/ 218 وقال مكي فى "مشكل اعراب القرآن" ص 785 (وقال الفراء والأخفش: "ثمْ" مفعول به لرأيت).

(544)

ج: الصلة. تحريف.

(545)

ب: الكوفيين. تحريف.

ص: 133

ومن دلائل إصابتهم قوله تعالى {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} (546) والأصل: بالذي أنزل الينا وبالذي (547) أنزل اليكم؛ لأن الذي أنزل الينا ليس هو الذي أنزل إلى من قبلنا ،ولذلك أعيدت "ما" بعد "ما" في قوله تعالى [12ظ]، {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} (548).

ومن حذف الموصول مستغنى عنه بصلته قول حسان رضي الله عنه (549):

91 -

أمن يهجو رسول الله منكم

ويمدحه وينصره سواء

يريد: أمن يهجو رسول الله منكم أيها المشركون ومن يمدحه منا وينصره سواء. ومثل قول حسان قول الأخرْ (550):

92 -

ما الذي دأبه احتياط وحزم

وهواه أطاع يستويان

يريد: ما الذي دأبه احتياط وحزم، والذي هواه أطاع يستويان.

وأحسن ما يستدل بهٍ على هذا الحكم قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المهجر كالذي يهدي

بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشًا، ثم دجاجة، ثم بيضة) (551). فإن فيه حذف الموصول وأكثر (552) الصلة ثلاث مرات؛ لأن التقدير: ثم كالذي يهدي كبشا، ثم كالذي يهدى دجاجهْ، ثم كالذي يهدى بيضة.

وإذا حذف الموصول وأكثرالصلة، فإن يحذف (553) الموصول وتبقى الصلة بكمالها أحق بالجواز وأولى.

(546) العنكبوت 29/ 46.

(547)

أ: والذى.

(548)

سورة البقرة 2/ 136.

(549)

ديوانه ص 8 برواية "فمن يهجو" وينظر معاني القرآن للفراء2/ 315 ومعجم شواهد العربية 1/ 20.

(550)

قائل البيت مجهول. ينظر: مغنى اللبيب 2/ 692، ومعجم شواهد العربية 1/ 400.

(551)

صحيح البخاري 2/ 14.

(552)

ب: في أكثر تحريف.

(553)

ب: يجوز، تحريف.

ص: 134

ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (فجعل كلما جاء ليخرجَ رَمَى فى فيه بحجر (554)

وقول الصاحب رضي الله عنه" فجعل الرجل اذا لم يستطع، (555) أن يخرج أرسل رسولا) (556).

وقول أنس رضي الله عنه (فما جعل يشير بيده (557) إلى ناحية من السماء إلا تفرجت) (558). وفي [حديث](559) آخر (وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في الصلاة، فالتفت، فإذا هو بالنبي صلى الله عليه وسلم وراءه)(560).

وفي حديث جبير بن مطعم (فعَلقت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة).ويروى: فطفقت (561).

قلت: تضمن هذا الكلام وقوع خبر "جعل" الانشائيةِ جملة فعليه مصدرة ب "كلما".

وحقه أن يكون فعلا مضارعًا كغيرها من أفعال باب المقاربة، فيقال: جعلت

(554) في صحيح البخاري 2/ 125 و 3/ 74) فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم،

على وسط النهر رجل بين يديه حجارة. فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد الرجل أن يخرج رَمَى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان. فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كمان .. ).

(555)

ب: يستطيع، تحريف.

(556)

من كلام عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، صحيح البخاري 6/ 140.

(557)

ب: بيديه، تحريف.

(558)

صحيح البخاري 2/ 39. وورد حديث أنس في ب قبل حديث الصاحب المتقدم.

(559)

زيادة يقتضيها السياق، وردت في حاشية د.

(560)

من كلام سهل بن سعدى رضي الله عنه. صحيح البخاري 3/ 226.

(561)

رواية البخاري للحديث في 4/ 27كما يأتي (

فعلقه الناس يسألونه

) وفي نسخة

جاء بلفظ" فطفقت الناس" وفي 4/ 115 روي بلفط "علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه

). ولم ترد راية "طفقت " هنا.

ص: 135

أفعل كذ، ولا يقال: جعلت كلما شئت فعلت، ولا نحو (562) ذلك. قال الشاعر (563):

93 -

وقد جعلتُ إذا ما قمت يثقلني

ثوبى، فأنهض نهض الشارب الثمل

فما جاء هكذا فهو موافق للاستعمال المطرد، وما جاء بخلافه فهو منبه على أصل متروك.

وذلك إن أفعال الانشاء وسائر أفعال باب المقاربة مثل "كان"في الدخول على مبتدأ وخبر، فالأصل إن يكون خبرها مثل خبر "كان"في وقوعه مفردًا [وجملة اسمية وجملة فعلية وظرفًا.

فترك الأصل والتزم كون الخبر فعلًا مضارعًا.

ثم نبه شذوذا على الأصل المتروك بوقوعه مفردًا] (564) في:

94 -

عسيت صائمًا (565)

95 -

. ما كدت آيبا

(566)

(562) ب: ولا يجوز. تحريف.

(563)

هو عمرو بن أحمر الباهلي. شعرهـ ص 182 برواية "الشارب السكر". وينظر: المقرب

1/ 101 ومعجم شواهد العربية 1/ 312.

(564)

ساقط من ب.

(565)

جزء من بيت لرؤية (ملحقات ديوانه عي 185). وهو بتمامه:

أكثرت في العذل ملحًا دائما

لا تكثرنْ إني عسيت صائما

وينظر: القرب 1/ 100 ومعجم شواهد العربية 2/ 533.

(566)

جزءمن بيت لتأبط شرأ (شعره ص 89). وهو بتمامه:

فأبت إلى فهم وماكدت آئبًا

وكم مثلها فارقتها وهى تصفر

وينظر: الإنصاف 2/ 554 ومعجم شواهد العربية 1/ 152.

ص: 136