الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
به، محورًا لحياة في نظره
…
وتربيته كذلك على ضبط أعصابه؛ فلا يندفع لأول مؤثر -كما هي طبيعته- ولا يهتاج لأول مهيج؛ لِيَتِمَّ الاعتدال في طبيعته، وحركته
…
)).
ولبعضهم شبهة خطيرة، وهي قولهم: لا حُجَّةَ بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة؛ لأنها قبل اكتمال التشريع ..
وَقَدْ أُجِيبَ عن هذا بتفصيل في مفهوم الطائفة المنصورة: (الهداية ثم السياسة)(1)، وخلاصته:
إذا كان هذا القول صحيحًا، فيعني هذا أن لا حُجَّةَ بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في المدينة خلال التسع سنين الأولى؛ لأن التشريع لم يكتمل إلا بعد نزول قوله تعالى: ((اليوم أكملت لكم دينكم
…
))، وقد نزلت في حجة الوداع .. فتأمل
…
والصواب: أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم كلها حُجَّةٌ ثابتة، منذ بُعِثَ إلى حين وفاته
…
إلا ما دل الدليل على نسخه، ولا يلزم من ذلك إباحة المحرمات؛ لأن بحثنا في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وتصرفاته مع كفار قريش، والمجتمع من حوله، وليس بحثنا في المحرمات التي كانت تتعاطاها قريش، والتي كان مسكوتًا عنها سكوتًا مؤقتًا
…
فتدبر.
وأخيرًا:
موعظة للعقلاء فقط:
- إن من الفطنة والكياسة، ومن فقه الواقع والسياسة، أن ندرك أن وقوع الصِّدَامِ قبل التمكين الإيماني والمادي، هو ما يُؤَمِّلُهُ أعداءُ
(1) تحت الإعداد يسر الله إنجازه.
الإسلام، وَيَصْبُونَ إليه، ويخططون له؛ كي يقضوا على الصحوة الإسلامية بحكامها، ويعقروا الجياد في ديارها، وفي ذلك راحة لهم من حملة صليبية رابعة، أو خامسة ..
- أفلا يَعِي هذا إخواننا ممن يَدَّعِي فِقْهَ الواقع والسياسة؟ ! ؟ (1)
(1) لا أعني بهذا ألبتة كل من تفقه بفقه الواقع والسياسة بضوابط الكتاب والسنة، ومنها:
- أنهما مطلوبان على الكفاية لا على كل من هب ودب بحثًا أو إلقاء.
- أن لا يكونا ديدن الناس وسبيلًا للدعوة وطريقًا للتربية ومنهجًا للإثارة.
- أن لا يكونا محور الجماعة تجمعًا ودعوة وافتراقًا.
- أن يأخذا مكانهما في ترتيب الأولويات دراسة واهتمامًا ودعوة وتفقهًا.
وهناك شروط أخرى مبينة في كتاب ((المنهاج)).